أم محمد
22 Dec 2003, 01:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتى و أخواتى فى الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عَجباً لأحوالنا
عَجبت لمن يترك الصلاة قائلا الدين يسر و ليس عسر, عَجبت لمن يترك الصيام قائلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها, عَجبت لمن تركت الحجاب قائلة ربنا رب قلوب, عَجبت لمن ترك عباداته و قال إن الله غفور رحيم.
عَجبت و لازلت أعَجب و أندهش ممن يعصى و يبرر معصيته بآيه أو بحديث.
جلست مرة مع صديق لى محاولا أن أدعوه الى الصلاة, فوجدته يرد على بآيه قرآنيه ﴿ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ و للأسف لم يستوعب عقلى كيف أن هذا الشخص و هو مسلم أن يبرر عدم صلاته بآيه قرآنيه, و تجادلنا كثيرا و تكلمنا, و ما أدهشنى أن كانت معظم ردوده ربنا رب قلوب, المهم نيتى, انا قلبى أبيض زى الفُل, و كلام كثير ليس مجاله الأن حتى لا أثير أعصابكم كما حدث معى, و الحمد لله صديقى هذا الأن لا يترك فرضا فى المسجد, و مواظبا قدر أستطاعته على السنن و قيام الليل, فحديثى هذا ليس موجها لمن يقول كلمة حق أُريد بها باطل و يزين معاصيه بآية أو حديث, فهو غافل و لو وقعت هذة المقاله فى يدة لن يفعل الا أنه سيمسحها و يقول على أنى متشدد لأنى أقول له صلى الفروض و صم رمضان, لكن كلامى لكل أخ يدعو صديق له أو لكل أخت تدعو صديقتها, الا ييئسوا من رحمة الله, و لا يغضبوا إذا تعاملوا معهم بجفاء, و يحاولوا أن يتفننوا فى الدعوة, فمرة بالكلام, و أخرى بالمعامله و بيان أخلاقك و نجاحك فى الحياة, و مرة بشريط قرآنى أو درس يرقق قلبه, و أخرى بإيميل يرهبه من ترك الفروض, و هكذا تحاول معهم بقدر أستطاعتك و لا تيئس من أول مرة, و لا تقول أنك حاولت و لم تنجح, و أهم ما تفعله أن تدعو له أن يهديه الله فإن هداه فأدعو له بالثبات.
و عَجبت لأمر مخالف تماما لعَجبى الأول عَجبت للأب المتدين الذى يرى أولاده لا يصلون و لا يأمرهم بالصلاة, عَجبت للزوجه الملتزمه التى لا تدعو زوجها ليُخرج زكاته, و عَجبت للأخ المحب لدينه الذى يرى أخته بدون حجاب و لا ينصحها, و عَجبت للأخت التى تغيير على دينها و تيئس من دعوة أخيها من أول مرة.
و هؤلاء عَجبى منهم أكثر من الأخرين, فكيف أنهم محبون لدينهم و لا يقيمون فرض أساسى و هو الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر الذى جعلنا خير الأمم و أفضلها ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ﴾
كيف لا يدعون أقرب الناس اليهم و هم يعلموا ثواب الدعوة الى الله و أنها فرض عليهم قال الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ , و كما قال: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾
فيا من تركت أخوك أو أختك أو أباك أو أمك أو أى أحد من أقاربك, لا تيئس من رحمة الله, فالدعوه لله فرض و يتعاظم هذا الفرض فى دعوه الأقارب و الأهل, فلا تتركه حتى ولو أعرض عنك، ولك ثواب عظيم كلما ازدادت المشقة, ثواب الدعوة والصبر وتحمل الأذى وصلة الأرحام. ﴿ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين﴾
فيا من تدعو الى الله لا تيئس من رحمته, و اخلص فى دعوتك, و أعلم أن الله قادر على كل شئ, فسأقص عليك قصة تعرفها جيدا, و هى قصة الفاروق عمر بن الخطاب - قبل إسلامه - عندما قابل بعض المهاجرين الى الحبشه و قال للمرأة الى أين يا أم عبد الله , فردت عليه أفر بدينى منكم, فترفق و قال لها ما كان لك أن تتركى أرضك, أبقى و لا تخافى, فعندما حكت لزوجها عما حدث من عمر, قال لها أطمعت في إسلامه قالت قلت نعم قال لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب هل يسلم الحمار قالها يأسا لما كان يرى من غلظته وقسوته على الإسلام.
فكان المسلمين يستبعدون إسلام عمر بن الخطاب و لكن أسلم عمر رضى الله عنه و أصبح الفاروق و قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لو وزن إيمان عمر و إيمان الأمه كلها لرجح عمر, و أصبح من العشرة المبشرون بالجنة. و كذلك خالد بن الوليد الذى حارب و عادى الإسلام سنين طوال و تسبب فى خسارة المسلمين يوم أحد, أسلم رضى الله عنه, و أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول و أصبح بطل الفتوحات الإسلاميه الذى عقمت النساء على أن تأتى بمثله, و عكرمه بن ابى جهل أسلم بعد محاربته للإسلام سنين طوال و هو أبن فرعون هذة الأمه أبو جهل عمرو بن هشام, و لكن عكرمه أسلم و مات شهيدا رضى الله عنه.
و من هذة القصص كثير ممن كانوا بعيدون كل البعد عن الله و كانوا يسجدون للأصنام, أسلموا و أصبحوا أفضل المسلمين, فلا تستبعد على أحد الهداية مهما كان عاصى, فهل تستبعد على من ولد مسلما و كل عائلته مسلمين أن يفيق من غفلته؟؟؟؟؟؟ فلا تيئس من رحمة ربك, فهو من يغفر الذنوب جميعا, فهو أرحم الراحمين.
و عَجبت أكثر و أكثر من إذا بدأ فى الالتزام, و قرأ كتاب أو كتابين فى الفقه, أو سمع من عالم أو فقيه رأي معين, يبدأ فى رفض أى رأي آخر, و عادى كل من يقول رأي غير رأيه, و تراه يكفر العلماء و الفقهاء, و يبدأ فى الحكم على الأئمه الكبار و التابعين, و يبدأ فى الحكم على الفقهاء و يكفر بعضهم و يقول على الآخرين أنهم لا يفقهوا شيئا, و يبدأ فى سب العلماء, و هو حتى لا يحفظ جزء فى القرآن, و إذا رأى أى شخص على معصيه أو ذنب صغير ينعته بالكفر و الزندقه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ محذرا من ذلك: ( أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه). وقال: (من دعا رجلا بالكفر، أو قال عدو الله وليس كذلك؛ إلا حار عليه)، أي رجع. وقال: (لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك). وقال: (ومن رمى مؤمنا بكفر؛ فهو قتله).
و هو لا يعلم أن أختلاف الأئمة فى الفروع هو قمة الرحمة و السعة فى الأراء و أرد عليه بقول ابن قدامة رحمه الله في مقدمة كتابه المغني : (أما بعد ... فإن الله برحمته وطوله جعل سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام وأوضح بهم مشكلات الأحكام : اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة).
فكيف الحال و أنت تكفر العلماء و تعادى أولياء الله, فكيف و إذا كان رأيه الذى لا يعجبك صحيحا عند الله, فوقف يوم القيامة يقتص منك و يأخذ مظلمته من حسناتك و تطرح عليك سيئاته حتى يرضيه الله.
وفي الحديث الصحيح: (إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) وفي حديث آخر: (هلك المتنطعون) -قالها ثلاثا- فأخى الحبيب أحذر من تكفير أحد بمجرد أنك تراه يقول رأى غير ما تقتنع به - إذا كان من الكتاب و السنة- فلعله يكون مصيبا, و لا تتصيد زلات العلماء فأنهم بشر يصيبون و يخطئون فكل أبن أدم خطاء و خير الخطائين التوابين.
و عَجبت لمن يلتزم و يسخر ممن يقع فى الذنوب التى كان يقع هو فيها قديما, ونسى قول الله ﴿ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ ﴾ , و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ).
و عَجبت لمن يقع فى ذنب أو معصية مهما كانت كبيرة و ييئس من رحمة الله و هو القائل ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ .
فهو الله الذى وعد بأن يغفر الذنوب جميعا و يدخلك جنات تجرى من تحتها الأنهار ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾.
فكيف تقنط من رحمة الله فهو التواب الكريم الذى يبدل سيئاتك حسنات ﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ .
و عَجبت لمن يبتلى و يدعوا غير الله و هو القائل ﴿ وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ﴾ .
و عَجبت لمن يناقض كلامه أفعاله و يغفل قول الله ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ .
و عَجبت لمن لا يدعو الله أو يدعوه و هو غير موقن بالإجابة و يغفل قول الله ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ و كما قال : ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمَّْ ﴾.
فقد عَجبت كثيرا و لازلت متعجبا و مندهشا بل و حتى لا أستوعب كيف أكرم الله المسلمين بالقرآن الكريم و سنة الرسول و يفرطوا فيهما, و مازلت متعجبا للأمة التى بلغت مليار و نصف و تضعف أمام دوله لا تتعدى خمسة ملايين, و لكن مشكلتنا أننا أصابنا الوهن و هو حب الحياة و كراهية الموت فأصبحت تتداعى علينا الأمم كما تتداعى الأكله على قصعتها حتى و نحن كثيرون كغثاء السيل, و ما مني الا أن أدعو الله متيقن من إستجابة الله مجيب الدعوات و قاضى الحاجات ... ( اللهم أهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت, و تقبل مننا أعمالنا خالصة لوجهك الكريم و نعوذ بك من أن نَضل أو نُضل, فانت العفو الكريم تحب العفو فأعفو عنا)
<marquee direction=right>أخوانى و أخواتى فى الله لا تنسونا من صالح دعائكم</marquee>
أخوتى و أخواتى فى الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عَجباً لأحوالنا
عَجبت لمن يترك الصلاة قائلا الدين يسر و ليس عسر, عَجبت لمن يترك الصيام قائلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها, عَجبت لمن تركت الحجاب قائلة ربنا رب قلوب, عَجبت لمن ترك عباداته و قال إن الله غفور رحيم.
عَجبت و لازلت أعَجب و أندهش ممن يعصى و يبرر معصيته بآيه أو بحديث.
جلست مرة مع صديق لى محاولا أن أدعوه الى الصلاة, فوجدته يرد على بآيه قرآنيه ﴿ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ و للأسف لم يستوعب عقلى كيف أن هذا الشخص و هو مسلم أن يبرر عدم صلاته بآيه قرآنيه, و تجادلنا كثيرا و تكلمنا, و ما أدهشنى أن كانت معظم ردوده ربنا رب قلوب, المهم نيتى, انا قلبى أبيض زى الفُل, و كلام كثير ليس مجاله الأن حتى لا أثير أعصابكم كما حدث معى, و الحمد لله صديقى هذا الأن لا يترك فرضا فى المسجد, و مواظبا قدر أستطاعته على السنن و قيام الليل, فحديثى هذا ليس موجها لمن يقول كلمة حق أُريد بها باطل و يزين معاصيه بآية أو حديث, فهو غافل و لو وقعت هذة المقاله فى يدة لن يفعل الا أنه سيمسحها و يقول على أنى متشدد لأنى أقول له صلى الفروض و صم رمضان, لكن كلامى لكل أخ يدعو صديق له أو لكل أخت تدعو صديقتها, الا ييئسوا من رحمة الله, و لا يغضبوا إذا تعاملوا معهم بجفاء, و يحاولوا أن يتفننوا فى الدعوة, فمرة بالكلام, و أخرى بالمعامله و بيان أخلاقك و نجاحك فى الحياة, و مرة بشريط قرآنى أو درس يرقق قلبه, و أخرى بإيميل يرهبه من ترك الفروض, و هكذا تحاول معهم بقدر أستطاعتك و لا تيئس من أول مرة, و لا تقول أنك حاولت و لم تنجح, و أهم ما تفعله أن تدعو له أن يهديه الله فإن هداه فأدعو له بالثبات.
و عَجبت لأمر مخالف تماما لعَجبى الأول عَجبت للأب المتدين الذى يرى أولاده لا يصلون و لا يأمرهم بالصلاة, عَجبت للزوجه الملتزمه التى لا تدعو زوجها ليُخرج زكاته, و عَجبت للأخ المحب لدينه الذى يرى أخته بدون حجاب و لا ينصحها, و عَجبت للأخت التى تغيير على دينها و تيئس من دعوة أخيها من أول مرة.
و هؤلاء عَجبى منهم أكثر من الأخرين, فكيف أنهم محبون لدينهم و لا يقيمون فرض أساسى و هو الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر الذى جعلنا خير الأمم و أفضلها ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ﴾
كيف لا يدعون أقرب الناس اليهم و هم يعلموا ثواب الدعوة الى الله و أنها فرض عليهم قال الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ , و كما قال: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾
فيا من تركت أخوك أو أختك أو أباك أو أمك أو أى أحد من أقاربك, لا تيئس من رحمة الله, فالدعوه لله فرض و يتعاظم هذا الفرض فى دعوه الأقارب و الأهل, فلا تتركه حتى ولو أعرض عنك، ولك ثواب عظيم كلما ازدادت المشقة, ثواب الدعوة والصبر وتحمل الأذى وصلة الأرحام. ﴿ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين﴾
فيا من تدعو الى الله لا تيئس من رحمته, و اخلص فى دعوتك, و أعلم أن الله قادر على كل شئ, فسأقص عليك قصة تعرفها جيدا, و هى قصة الفاروق عمر بن الخطاب - قبل إسلامه - عندما قابل بعض المهاجرين الى الحبشه و قال للمرأة الى أين يا أم عبد الله , فردت عليه أفر بدينى منكم, فترفق و قال لها ما كان لك أن تتركى أرضك, أبقى و لا تخافى, فعندما حكت لزوجها عما حدث من عمر, قال لها أطمعت في إسلامه قالت قلت نعم قال لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب هل يسلم الحمار قالها يأسا لما كان يرى من غلظته وقسوته على الإسلام.
فكان المسلمين يستبعدون إسلام عمر بن الخطاب و لكن أسلم عمر رضى الله عنه و أصبح الفاروق و قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لو وزن إيمان عمر و إيمان الأمه كلها لرجح عمر, و أصبح من العشرة المبشرون بالجنة. و كذلك خالد بن الوليد الذى حارب و عادى الإسلام سنين طوال و تسبب فى خسارة المسلمين يوم أحد, أسلم رضى الله عنه, و أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول و أصبح بطل الفتوحات الإسلاميه الذى عقمت النساء على أن تأتى بمثله, و عكرمه بن ابى جهل أسلم بعد محاربته للإسلام سنين طوال و هو أبن فرعون هذة الأمه أبو جهل عمرو بن هشام, و لكن عكرمه أسلم و مات شهيدا رضى الله عنه.
و من هذة القصص كثير ممن كانوا بعيدون كل البعد عن الله و كانوا يسجدون للأصنام, أسلموا و أصبحوا أفضل المسلمين, فلا تستبعد على أحد الهداية مهما كان عاصى, فهل تستبعد على من ولد مسلما و كل عائلته مسلمين أن يفيق من غفلته؟؟؟؟؟؟ فلا تيئس من رحمة ربك, فهو من يغفر الذنوب جميعا, فهو أرحم الراحمين.
و عَجبت أكثر و أكثر من إذا بدأ فى الالتزام, و قرأ كتاب أو كتابين فى الفقه, أو سمع من عالم أو فقيه رأي معين, يبدأ فى رفض أى رأي آخر, و عادى كل من يقول رأي غير رأيه, و تراه يكفر العلماء و الفقهاء, و يبدأ فى الحكم على الأئمه الكبار و التابعين, و يبدأ فى الحكم على الفقهاء و يكفر بعضهم و يقول على الآخرين أنهم لا يفقهوا شيئا, و يبدأ فى سب العلماء, و هو حتى لا يحفظ جزء فى القرآن, و إذا رأى أى شخص على معصيه أو ذنب صغير ينعته بالكفر و الزندقه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ محذرا من ذلك: ( أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه). وقال: (من دعا رجلا بالكفر، أو قال عدو الله وليس كذلك؛ إلا حار عليه)، أي رجع. وقال: (لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك). وقال: (ومن رمى مؤمنا بكفر؛ فهو قتله).
و هو لا يعلم أن أختلاف الأئمة فى الفروع هو قمة الرحمة و السعة فى الأراء و أرد عليه بقول ابن قدامة رحمه الله في مقدمة كتابه المغني : (أما بعد ... فإن الله برحمته وطوله جعل سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام وأوضح بهم مشكلات الأحكام : اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة).
فكيف الحال و أنت تكفر العلماء و تعادى أولياء الله, فكيف و إذا كان رأيه الذى لا يعجبك صحيحا عند الله, فوقف يوم القيامة يقتص منك و يأخذ مظلمته من حسناتك و تطرح عليك سيئاته حتى يرضيه الله.
وفي الحديث الصحيح: (إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) وفي حديث آخر: (هلك المتنطعون) -قالها ثلاثا- فأخى الحبيب أحذر من تكفير أحد بمجرد أنك تراه يقول رأى غير ما تقتنع به - إذا كان من الكتاب و السنة- فلعله يكون مصيبا, و لا تتصيد زلات العلماء فأنهم بشر يصيبون و يخطئون فكل أبن أدم خطاء و خير الخطائين التوابين.
و عَجبت لمن يلتزم و يسخر ممن يقع فى الذنوب التى كان يقع هو فيها قديما, ونسى قول الله ﴿ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ ﴾ , و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ).
و عَجبت لمن يقع فى ذنب أو معصية مهما كانت كبيرة و ييئس من رحمة الله و هو القائل ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ .
فهو الله الذى وعد بأن يغفر الذنوب جميعا و يدخلك جنات تجرى من تحتها الأنهار ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾.
فكيف تقنط من رحمة الله فهو التواب الكريم الذى يبدل سيئاتك حسنات ﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ .
و عَجبت لمن يبتلى و يدعوا غير الله و هو القائل ﴿ وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ﴾ .
و عَجبت لمن يناقض كلامه أفعاله و يغفل قول الله ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ .
و عَجبت لمن لا يدعو الله أو يدعوه و هو غير موقن بالإجابة و يغفل قول الله ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ و كما قال : ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمَّْ ﴾.
فقد عَجبت كثيرا و لازلت متعجبا و مندهشا بل و حتى لا أستوعب كيف أكرم الله المسلمين بالقرآن الكريم و سنة الرسول و يفرطوا فيهما, و مازلت متعجبا للأمة التى بلغت مليار و نصف و تضعف أمام دوله لا تتعدى خمسة ملايين, و لكن مشكلتنا أننا أصابنا الوهن و هو حب الحياة و كراهية الموت فأصبحت تتداعى علينا الأمم كما تتداعى الأكله على قصعتها حتى و نحن كثيرون كغثاء السيل, و ما مني الا أن أدعو الله متيقن من إستجابة الله مجيب الدعوات و قاضى الحاجات ... ( اللهم أهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت, و تقبل مننا أعمالنا خالصة لوجهك الكريم و نعوذ بك من أن نَضل أو نُضل, فانت العفو الكريم تحب العفو فأعفو عنا)
<marquee direction=right>أخوانى و أخواتى فى الله لا تنسونا من صالح دعائكم</marquee>