الرحال99
05 Feb 2010, 11:58 PM
أجمــــــــ قصة حب ــــــــل
أجمـــ قصة حب ــــل
إلى كل المحبــين ..
أهـــدي أجمـــل قصـــة حـــب عرفتــــها الدنيــــا ....
هي قصة الحب التي كتبت ندىً وجرت كطل
هي لـوحة قدسية من ضوء أنوار الرســــــــل
هي قصة الحب التي كان التقى فيها البطـــــل
أجــــــرت لسان الود نهراً لا يراوده المـــــــــــلل
فإذا المحب والحبيب فقل من المحبوب قـــــــل
عطـــر صحائفها وفي أثناءها الإصباح حـــــــــل
[أجمـــل قصــة حــب عرفتهـــا الدنيــــا]
هذه القصه جمعت بين قلبين طاهرين كريمين مباركين
بين قلب النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبين حبيبة قلبه وقرة عينه عائشه رضي الله عنها وأرضاها
قصة شائقة رائقة جميلة لطيفه عفيفة شريفة تنشرح بها الصدور تعتلي بها الأنفس يزاد بها الأجر ويقتبس من نورها بإذن الله تبارك وتعالى .
(قصة الزواج)
إنها قصة الزواج بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين عائشه رضي الله عنها
وهاهي تحكي وأول الخير بشرى ..
فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدثها " أوريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه إمرأتك فأكشف عن وجهك فإذا هي أنتي فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه "
هذه البشرى صورتها رضي الله عنها في حرير تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ورؤيا الأنبياء حق .
(تفاصيل الخطبه)
فعنها رضي الله عنها قالت لمّا ماتت خديجه رضي الله عنها جاءت خولة بنت حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول ألا تزوج ؟؟
فقال صلى الله عليه وسلم : ومن ؟؟
قالت رضي الله عنها : إن شئت بكراً وإن شئت ثيبا ..
قال صلى الله عليه وسلم : من البكر ومن الثيب ؟؟
قالت : أمّا البكر فعائشه إبنة أحب خلق الله إليك وأمّا الثيب فسودة بنت زمعه قد آمنت بك وأتبعتك ..
رضي صلى الله عليه وسلم بهذا الاختيار
فقال صلى الله عليه وسلم لخوله : أذكريهما عليّ ..
قالت : فأتيت أم رومان أم عائشه رضي الله عنها فقلت لها : يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركه
قالت : وماذا ؟؟
قالت : رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عائشه .. أي أنه يخطب عائشه رضي الله عنها
قالت أم رومان : انتظري فإن أبا بكرٍ آتٍ ..
فجاء أبو بكر رضي الله عنه فذكرت ذلك له فقال أبو بكر في استغرابٍ واستعجاب : أو تصلح له وهي ابنة أخيه !!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أخوه وهو أخي وأبنته تصلح لي ..
قام أبو بكر رضي الله عنه وذهب إلى المطعم ابن عدي وهنا بدأت أول العوائق !!
فإن المطعم هذا قد تكلم في عائشه لإبن من أبناءه وقد وعده أبو بكر خيرا
فما كان من أبي بكر رضي الله عنه إلا أن ذهب إلى المطعم فقال له : ما تقول في أمر هذه الجاريه ؟؟
فما كان من المطعم إلا أن أقبل على أمرأته فقال لها : ما تقولين ..
فأقبلت تلك المرأه على أبي بكر فقالت : لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى ابنتك تدخله في دينك .. أي في دين الإسلام
فأقبل أبو بكر رضي الله عنه بعد أن سمع هذا المقال من أم العريس أقبل على أبيه فقال له : ما تقول أنت ؟؟
فقال المطعم : إنها لتقول ما أسمع .. (هذا تصريح رسمي) .. إنك لتسمع ما تقول
فقام أبو بكر رضي الله عنه وليس في نفسه من ذلك الموعد شئ فقال لخوله بنت حكيم : قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأتي .
(يوم الزفاف)
الإستعداد ليوم الزفاف وليوم الفرح
تقول عائشه رضي الله عنها : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين
قالت : فقدمنا المدينه فوعكت شهرا .. أي أنها مرضت شهراً رضي الله عنها حتى أنها سقط من شعرها الشئ الكثير
ثم تعافت وتشافت بإذن الله جلّ وعلا .. فوفى شعري جميمه .. أي أنه عاد إليّ شعري جميمه على رأسي يحيط برأسي
فأتتني أم رومان رضي الله عنها وأنا على أرجوحه ومعي صويحباتي فصرخت بي فأتيتها .. دعتني فأتيتها
وما أدري ما تريد بي , فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت : هه هه .. انقطع نفسها رضي الله عنها تقول : حتى ذهب نفسي , فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار رضي الله عنهن فقلن : على الخير والبركه على الخير والبركه وعلى خير طائر ..
فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرعني إلا ورسول الله ضحىً فأسلمنني إليه .
(ليلة العرس)
إنها ليلة العرس ليلة الدخول من رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشه وبناءه بها رضي الله عنها
تقول أسماء بنت يزيد رضي الله عنها : إني قيّنت .. أي زينت وأصلحت .. عائشه رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئته ودعوته لجلوتها .. أي ليدخل عليها .. فجاء صلى الله عليه وسلم فجلس إلى جنبها
تأملوا هذه الحركات وهذه الأفعال الشائقه الجميله من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأُتيَ صلى الله عليه وسلم بعس لبن .. أي بقدح فيه لبن .. فشرب صلى الله عليه وسلم ثم ناول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك القدح وذلك العس إلى عائشه رضي الله عنها فما كان منها إلا أن خفضت برأسها وأستحيت رضي الله عنها
قالت أسماء : فأنتهرتها صحت فيها وقلت لها خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم
قالت : فأخذت عائشه رضي الله عنها فشربت شيئاً قليلا
ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم أعطي : تربك .. يعني صديقتك
قالت أسماء : فقلت يارسول الله خذه أنت إشرب منه ثم ناولنيه من يدك الشريفه فأخذه صلى الله عليه وسلم فشرب منه ثم ناولنيه
قالت أسماء : فجلست ثم وضعت القدح على فخذي ثم طفقت أديره واتبعه بشفتي لأصيب منه شرب النبي صلى الله عليه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم لنسوة عندي : ناوليهنّ .. اعطيهن هذا القدح ليشربن منه
فقلن رضي الله عنهن : لا نشتهيه يارسول الله
فقال صلى الله عليه وسلم : لا تجمعن جوعاً وكذبا .
يا أيها الأحباب هذي قصة الحب الأجــــل
يغضي النشيد إذا رويت لها وتعتذر الجمل
وبدأت هذه الحياة الطيبه بين الطيب المطيب صلى الله عليه وسلم وبين الطيبه عائشه رضي الله عنها وبدأت تلك الحياة الأسريه المباركه في أجمل صوره وأكمل هيئه بين هذين الحبيبين الطاهرين صلى الله على رسول الله ورضي الله عنها
كان صلى الله عليه وسلم عندما يدخل عليها يتزين لها يتهيأ للقياها فيبدأ صلى الله عليه وسلم بفيه الطاهر الشريف ..
عن المقدام ابن شريح عن أبيه قال : سألت عائشة رضي الله عنها قلت يا أم المؤمنين بأي شئ كان صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل بيته
قالت : بالسواك
وإذا استيقظ كذلك صلى الله عليه وسلم من منامه كان يشوص فاهُ بالسواك كذلك ..
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام إلا والسواك عنده فإذا استيقظ صلى الله عليه وسلم بدأ بالسواك .. فإذا طاب الفم طاب ما بعد ذلك
تقول عائشه رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم وأنا كذلك صائمه
وعنها رضي الله عنها قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم قبّل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ
قال عروه ابن الزبير وهي خالته قال لها : والله ما أظنها إلا أنتي
فضحكت رضي الله عنها إقراراً منها لهذا الصنيع وهذا الفعل
وكان صلى الله عليه وسلم يتطيب لها فإنه كان له سكه صلى الله عليه وسلم يتطيب منها لنسائه وللناس وللوفود إذا تلقاهم .
وكان كذلك يسرح ويرجل شعره الشريف الطيب المبارك لترى منه أجمل صوره
فعن جابر ابن سمره رضي الله عنه قال سئل جابر عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم
فقال رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم به شيب وكان ذلك الشيب قليل في رأس النبي صلى الله عليه لكن كان إذا دهن رأسه لم يرى منه شئ وإذا لم يدهن رؤيَ منه
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : كان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه ويسرح لحيته صلى الله عليه وسلم بالماء
وكان عليه الصلاة والسلام يفوح طيباً وعطراً وشذاً عليه الصلاة والسلام فعن ذلك تقول عائشه رضي الله عنها : كأني أنظر إلى وبيص الطيب من مفرق النبي صلى الله عليه وسلم
وعنها قالت : كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم فيطوف على نسائه
وهي تنتظره على أحر من الجمر تتزين له وتزين له فراشه صلى الله عليه وسلم وتتهيأ بنفسها للقياه صلى الله عليه وسلم ..
تقول هي عن نفسها : خرج رسول الله عليه وسلم في بعض مغازيه وكنت أتحين قفوله من السفر ومن تلك الغزوه فأخذت نمطاً كان لنا .. أي نوع من القماش مزخرف ومزين .. فسترته على العرض .. أي على خشبات في البيت ..فلما أستقبلته قلت له السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي أعزك وأكرمك
وعندما أشترت رضي الله عنها النمرقه .. وهي أيضاً نوع من الستر .. قال لها صلى الله عليه وسلم بعد أن علقته على الجدار ما بال هذه النمرقه يا عائشه قالت : اشتريتها لك يا رسول الله لتقعد عليها وتسودها
وكانت رضي الله عنها من زينتها لرسول الله لا تكتفي بما لديها من الزينه على قلتها أنها كانت تستعيرالحلي والزينه من غيرها ليراها صلى الله عليه في أكمل هيئه وأجمل صوره .
فعن عائشه رضي الله عنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فلما كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه .. أي أنه أوقف الجيش كاملاً ليبحث عن ذلك العقد الذي ضاع عليها !!
وأقام الناس معه وليسوا على ماء فأتى الناس أبى بكر رضي الله عنه فقالوا له : ألا ترى ما صنعت عائشه أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء
فما كان من أبي بكر رضي الله عنه وكان فيه حده إلا أن جاء رضي الله عنه ورسول الله واضع رأسه على فخذ عائشه قد نام فجاء أبو بكر رضي الله عنه مغضباً وقال لها مبكّتاً إياها : حبستي رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء !!
قالت رضي الله عنها فعاتبني عتاباً شديداً وقال ماشاء الله أن يقول وجعل يطعنني في خاصرتي .. يطعنها بيده في خاصرتها .. تقول فلا يمنعني من التحرك إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم
انظروا إلى الحب .. تطعن في خاصرتها تتألم تتوجع ولكن لا تتحرك لم؟؟ لأن رأس النبي صلى الله عليه وسلم على فخذها .. أرأيتم كيف هو الحب !!
وندىً ترقرق من خمائلها فسال على مهــــل
تهفو المسامع حين تسمعها وتشتاق المقـل
أترى يكون لها بهذا العالم الفاني محـــــــل
من بيت خير المرسلين كتبت والهادي يُمل
وأيضاً من تحببها إليه أنها لا تكتفي بزينتها هي بل كانت تباشر زينة النبي صلى الله عليه وسلم فكانت بيدها تطيب النبي وتمشط رأس النبي صلى الله عليه وسلم ..
فكانت تقول : كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من يافوخه أي من أعلى رأسه ليكون الفرق جميلاً متناسقاً مع وجه النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل بناصيته بين عينيه .. والعرب كانت تفرق الرأس من المنتصف بخلاف اليهود الذين كانوا يميلون به على الجوانب ..
وكانت ترجل شعر النبي والنبي صلى الله عليه وسلم في معتكفه في مسجده كان صلى الله عليه وسلم يدني لها رأسه من كوة في المسجد وهي في حجرتها لترجله وتمشطه ولا يخفى ما في ذلك من التواصل القلبي والعاطفي من النبي صلى الله عليه وسلم وبين حبيبة قلبه عائشه رضي الله عنها وأرضاها
وعنها رضي الله عنها قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد
وتقول رضي الله عنها : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد فيبادرني .. أي بأخذ الإناء .. حتى أقول: دع لي دع لي وهويقول: دعي لي دعي لي .. كان هو وهي يتنافسان على الإناء ..
وكان يعاملها بلمسات حانية جميله ولطيفه تستجلب المحبه والموده بينهما ..
وتقول رضي الله عنها وأرضاها : كنت أشرب الشراب ثم أناوله الرسول صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب وأتعرق العرق .. أي آكل العظم الذي عليه الشئ القليل من اللحم .. ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ ..
وكان صلى الله عليه وسلم يضع خده على خدها وتضع رضي الله عنها رأسها على منكبه الشريف وكان صلى الله عليه وسلم يضع رأسه على فخذها وكان يتكئ صلى الله عليه وسلم في حجرها ويضع رأسه على صدرها وكان صلى الله عليه وسلم يحرص كل الحرص في الجلوس بجوارها ..
تقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالعرج وهذه قرية قريبة من المدينه بليال تقول نزلنا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشه رضي الله عنها إلى جنبه وانا إلى جنب أبي بكر وكانت زمالتنا وزمالة أبي بكر واحده مع غلام أبي بكر فطلع الغلام وليس معه بعير لانه أضاع البعير فقال له أبو بكر: أين بعيرك ؟؟ فقال: أضللته البارحه .. أي اني ضيعت ذلك البعير .. قال: معك بعير واحد وتضله !! فما كان من أبي بكر أن طفق يضرب ذلك الغلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ويتبسم ويقول " انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع " ..
وكان صلى الله عليه وسلم يتسابق مع عائشه والقصه مشهوره معروفه عند الجميع فإنه عندما كان معها في غزاه قال صلى الله عليه وسلم للجيش تقدموا فتقدم الجيش .. فقال لها: يا عائشه أتسابقيني ؟؟ قالت: قلت: بلى فسابقته فسبقته .. وكانت خفيفة المحمل .. ثم كان في غزاة اخرى فقال لها صلى الله عليه وسلم: يا عائشه أتسابقيني ؟؟ قلت: بلى .. فقال للجيش: تقدموا .. فتقدموا فتسابقوا وكانت رضي الله عنها قد حملت اللحم وبدنت وزاد وزنها فتسابقت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسبقها .. والتفت إليها وضرب بين منكبيها وقال: يا عائشه هذه بتلك ..
وكان صلى الله عليه وسلم لا يتسابق معها فقد بل كان يتدافع معها بجسده الطيب المبارك .. وهذا نوع من المزاح الطيب المبارك بين الزوجين .
يقول أنس بن مالك أن جاراً فارسياً كان للنبي صلى الله عليه وسلم وكان طيب المرق .. كان يحسن صنع المرق
فجاء هذا الفارسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني صنعت مرقاً وإني أريدك أن تصيب منه ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: وهذه .. يشير إلى عائشه .
فقال الفارسي: لا !!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا لا .
فذهب الفارسي ثم عاد بعد هنيهه وقال: يارسول الله إني صنعت مرقاً وإني أريد أن تصيب منه ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: وهذه .. يشير لعائشه .
فقال الفارسي: هذه لا !!
قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا لا ..
فذهب الفارسي وجاء الثالثه قال: يارسول الله إني صنعت مرقاً وإني أريدك أن تصيب منه .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: وهذه ؟؟.
فنظر الفارسي قال: وهذه ءأتي بها ..
قال أنس: فقاما يتدافعان حتى أتيا إلى منزله ..
إنه الحب في أجمل صوره وأحلى حلته ..
كان النبي عليه الصلاة والسلام يشاركها كذلك في لهوها !!..
فعنها رضي الله عنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخزيرة طبختها (وهي نوع من اللحم الصغير المقطع ويطبخ ثم يضاف إليه شئ من الدقيق فإذا لم يكن به لحم سمّي حساءً) فقلت لسوده والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها في المنتصف: كلي كلي يا سوده .. فأبت سوده أن تأكل من ذلك ..
فقالت عائشه وقد غضبت: لتأكلن (توكيد) ..
فلم تأكل !!
فقالت عائشه: لتأكلن أو لألطخ وجهك بها !! ...
فأبت سوده ..تقول عائشه فوضعت يدي في الخزيره فطليت بها وجهها فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فوضع فخذه لها (وضع فخذه لسوده حتى لا تقوم عائشه وتهرب) فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسوده: يا سوده إلطخي وجهها .. إفعلي بها كما فعلت بك ..
فقامت سوده فلطخت وجهي فضحك النبي صلى الله عليه وسلم أيضا فمر عمر فنادى: يا عبدالله يا عبدالله فسمع النبي النبي صلى الله عليه وسلم صوت عمر فظن النبي أنه سيدخل عليهم فقال لهما: قوما قوما إغسلا وجوهكما ..
وهذا حديث صحيح .
وكان عليه الصلاة والسلام من حبه لعائشه يناديها بأجمل الأسماء كان يرخم صوتها فيقول لها يا عائش .. وهذا نوع من الترخيم ونوع من الدلال وجلب الكمال لها .. يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ..
وكان يقول لها كذلك بوصف جميل فيها يقول لها: يا حميراء .. لأنها كانت رضي الله عنها من جمالها بيضاء الوجه حمراء الوجنتين .
تقول رضي الله عنها: دخل الحبشة المسجد يلعبون ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم ..
فقلت: نعم ..
فقام بالباب صلى الله عليه وسلم وجئته فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده صلى الله عليه وسلم ..
قالت: ومن قولهم (الأحباش) أبا القاسم طيباً وكانوا ينشدون ويلعبون بالدُرق ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك هذا ..
قلت: يا رسول الله لا تعجل ..
فقام ثم قال لي: حسبك ..
قلت: لا تعجل يا رسول الله ..
قالت: ومابي والله حب النظر إليهم ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامي منه ومكاني منه صلى الله عليه وسلم .
وكانت رضي الله عنها تظهر غيرتها عليه صلى الله عليه وسلم وفي ذلك من الحب والغرام والشوق ما الله به عليم ..
يقول انس ابن مالك: كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوه فكان إذا قسم بينهما لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع ليال فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها فكان في بيت عائشه رضي الله عنها فجاءت زينب رضى الله عنها فمد يده إليها ..
من الذي رأى هذا المنظر ؟؟ عائشه رضي الله عنها ..
فقالت عائشه: هذه زينب .. يعني انتبه .
فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده فتقاولتا .. تكلمت عائشه هي وزينب مع بعضهما بقوه ..
فتقاولتا حتى استخبتا .. يعني تكلمتا كلاماً قوياً ..
وأقيمت الصلاة فمر أو بكر رضي الله عنه على ذلك فسمع أصواتهما فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أخرج إلى الصلاة وأحثو في أفواههن التراب !!
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشه: الآن الآن يقضي النبي صلاته فيجئ أبو بكر فيفعل بي ويفعل يا ويلي ..
فلما قضى النبي صلاته أتاها أبو بكر فقال لها قولاً شديدا وقال لها أتصنعين كذا وكذا وأخذ يبكتها ويقسو عليها ..
ومن غيرتها رضي الله عنها لدلالة حبها له تقول: التمست رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلت يدي في شعره ..
فقال لها صلى الله عليه وسلم: قد جاءك شيطانك ..
فقالت: عائشه أما لك شيطان أنت يا رسول الله ..
فقال صلى الله عليه وسلم: بلى ولكن الله أعانني عليه فأسلم ..
وعنها رضي الله عنها تقول: افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم فبحثت عنه ذات ليله فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتحسست له .. بحثت عنه بين الغرف
قالت: ثم رجعت فإذا هو راكع أو ساجد يقول في سجوده " سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت " فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إنك لفي شأن وأني لفي شأن آخر .. أنت في واد وأنا في واد آخر!!
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقدر هذه الغيره لها ويحتملها منها ويتعامل معها صلى الله عليه وسلم بحنو وإشفاق يقول أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه وهي عائشه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام وهي أم سلمه فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفه فأنفلقت وتبعثر الطعام فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن جمع فلق الصحفه ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان فيها ويقول: غارت أمكم غارت أمكم غارت أمكم .. يلتمس لها العذر .. ثم حبس الخادم حتى أُتي بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحه إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسوره في بيت التي كَسَرت وهذا من تمام عدله صلى الله عليه وسلم .
هل في الحياة أرق أو أصفى إذا حد اثتهل
ماذا يقول الحب بل ماذا تراه لم يقــــــــــل
وكانت من حبها له تحرص على قربه منها وإظهار حبها له فعن عبيد بن عمير أنه قال لعائشه رضي الله عنها: أخبرينا بأعجب شئ رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
سكتت قليلاً ثم قالت: لما كانت ليلة من الليالي قال صلى الله عليه وسلم: يا عائشه ذريني أتعبد الليلة ربي ..
قلت: والله يا رسول الله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك وأحب أن تعبد ربك ..
فقام صلى الله عليه وسلم فتطهر ثم قام يصلي فما زال يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بلّ حجره وكان جالساً ولم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بلّ لحيته ثم بكى حتى بلّ الأرض بدموعه الطيبه المباركه فجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال صلى الله عليه وسلم: أفلا أكون عبداً شكورا لقد أنزلت علي الليله آية ويـــــل لمن قراها ولم يتفكر فيها ((إن في خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)) .
كانت رضي الله عنها من حبها لنبي الله تأنس بالحديث إليه وطول السمر معه .. نعم كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمر في بعض الليالي مع زوجته يتحدث إليها يتكلم إليها يأخذ منها يعطيها وفي ذلك من العلاقة بينه وبينها ..
تقول رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة على عائشه وحفصه فخرجتا معه جميعا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشه يتحدث إليها يمشيان في ظلمة الليل يتحدثان مع بعضهما ..
قالت حفصه لعائشه: يا عائشه ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك فتنظرين وأنظر ..
قالت عائشه: بلا ..
لم تفهم الموقف ولم تفهم ماذا تريد حفصه فركبت عائشه على بعير حفصه وركبت حفصه على بعير عائشه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشه وعليه حفصه فسلم ثم سار معها حتى نزلوا فأفتقدته عائشه .. لم ياتي إليها فغارت رضي الله عنها فلما نزلوا جعلت تجعل رجلها بين الإذخر وهذا شجر ونبات تقول: يارب يارب سلط علي عقرباً أو حية تلدغني .. رسولك !! ولا أستطيع أن أقول له شيئا ..
أخذت بها الغيره كل مأخذ تنظر إليه وهو يتحدث مع حفصه ولواعج الغيره تسري في أوردتها ..
وكانت رضي الله عنها تستغل الفرص لتجلس إليه وتتحدث معه ..
صفية بنت حيي رضي الله عنها تقول: أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه فلما كان في بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: كذاك سوقك بالقوارير (وهنا تنبيه للرجال عند قيادتهم السياره بسرعه وبصحبتهم نساء) .. فبينما هم يسيرون برك بصفية بنت حيي جملها .. وكانت في الحقيقه من أحسنهن ظهرا أي كان بعيرها من أقوى الإبل التي كانت معهم ..
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها وهي تبكي فجعل صلى الله عليه وسلم يمسح دموعها بيده وهي تبكي ويمسح وجعلت تزداد بكاءً وهو ينهاها .. أعجبها هذا الموقف من الرسول عليه الصلاة والسلام
فلما أكثرت عليه زبرها وأنتهرها وأمر الناس بالنزول فنزلوا ..
ولم يكن يريد صلى الله عليه وسلم أن ينزل في ذلك المكان ..
قالت صفيه رضي الله عنها: وكان يومي فلما نزلوا غُرب خباء النبي صلى الله عليه وسلم ودخل فيه ..
قالت رضي الله عنها: فلم أدري كيف أهج من رسول .. أي حملت الهم كيف جعلت رسول الله أن يظل في هذا الوادي وهو لا يريد ..
تقول: وخشيت أن يكون في نفسه شئ مني فأنطلقت إلى عائشه فقلت لها تعلمين يا عائشه أني لم أكن أبيع يومي من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ أبدا وإني قد وهبت يومي لك على أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني قالت عائشه نعم ..
فأخذت عائشه خماراً لها قد ثردته بزعفران ورشته بالماء ليذكى ريحه ثم لبست ثيابها كأجمل ما تكون ثم انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعت طرف الخباء عن رسول الله فنظر صلى الله عليه وسلم وإذا بها عائشه واليوم يوم صفيه فقال صلى الله عليه وسلم: مالك يا عائشه إن هذا ليس بيومك ..
قالت عائشه وقد تبسمت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ..
تقول صفيه فقال مع أهله .. أي أنه نام مع عائشه ذلك اليوم لكنه رضي عن صفيه بعد ذلك بشفاعة عائشه رضي الله عنها .
كان صلى الله عليه وسلم من فرط حبه لعائشه لا يمكن أن يأتي منه صلى الله عليه وسلم ما يأتي لها بالتكديرأو الإزعاج أو يأتي لها بالوحشه وغير ذلك بل كان صلى الله عليه وسلم أشد ما يكون حرصاً على أن لا يوقظها من منامها ..
وذلك دليل على الحب !!
تقول عائشه رضي الله عنها: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني ..
تقول: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه صلى الله عليه وسلم وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث ريثما ظن أن قد رقدتُ فأخذ رداءه رويداً انتعل حذاءه رويداً وفتح الباب فخرج ثم اجافه رويداً فجعلت درعي في رأسي وأختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيع فقام صلى الله عليه وسلم على بقيع الغرقد فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات صلى الله عليه وسلم يدعو ثم انحرف فأنحرفتُ فأسرع فأسرعتُ فهرول فهرولتُ فأحضر فأحضرتُ فسبقته فدخلتُ فليس إلا أن اضطجعت فدخل صلى الله عليه وسلم فقال: مالك يا عائش حشيا رابيه .. يعني لماذا صدرك الآن يعلو وينخفض لماذا الزفير والشهيق الآن بقوه !!
قالت: قلت لا شئ يا رسول الله ..
قال صلى الله عليه وسلم: لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ..
قالت: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي .. فأخبرته الخبر ..
قال صلى الله عليه وسلم: إذن فأنت السواد الذي رأيت أمامي ..
قلت: نعم ..
فلهدني صلى الله عليه وسلم في صدري لهده أوجعتني ثم قال: أظننتي أن يحيف الله عليك ورسوله .. أي ظننتي أني سأظلمك ..
قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله ..
قال صلى الله عليه وسلم يبرر لها سبب خروجه: إن جبريل اتاني حين رأيت فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدتي فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي من بعدي فقال لي إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ..
فقالت: قلت كيف أقول يا رسول ..
قال صلى الله عليه وسلم: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين المسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون .
ثوبان رضي الله عنها مولى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: نزل بنا ضيف بدوي فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم امام بيوته فجعل يسأله عن الناس كيف فرحهم بالإسلام وكيف حدبهم على الصلاة فما زال البدوي يخبره من ذلك بالذي يسره حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظِراً فلما انتصف النهار وحان أكل الطعام وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم مستخفياً لا يألوا قال: ءأتي عائشه فأخبرها أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا فقالت رضي الله عنها والذي بعثه على الهدى ودين الحق ما أصبح في يدي شئ يأكله أحد من الناس فردني إلى نسائه الأخريات كلهن يعتذرن بما أعتذرت به عائشه رضي الله عنها فرأيت لون رسول الله صلى الله عليه وسلم خسف .. فقال البدوي وقد فهم: إنا يا رسول الله أهل باديه معانون على زماننا لسنا بأهل الحاضر فإنما يكفي القبضة من التمر يشرب عليها من اللبن أو الماء فذلك الخصب فمرت عند ذلك عنز كنا نسميها ثمر اعتقلها صلى الله عليه وسلم وناداها باسمها وقال ثمر ثمر فأقبلت إليه تحمحم فأخذ برجلها باسم الله ثم أعتقلها باسم الله ثم مسح سرتها باسم الله فحفلت أمتلأت حليباً فدعاني بمحلب فأتيته به فحلب باسم الله فملأ فدفعه إلى الضيف فشرب الضيف منه شربة ضخمه ثم أراد أن يضعه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عُلْ أي زد ثم أراد أن يضعه فقال الرسول عُلْ فكرره عليه حتى شبع الرجل وشرب ما شاء ثم حلب الرسول ما شاء الله باسم الله وملأه ثم قال أبلغ عائشة هذا .. أرسل هذا إلى عائشه .. فشربت منه ما بدا لها ثم رجعت إليه فحلب فيه باسم الله ثم أرسلني به إلى نسائه الأخريات كلما شرب منه رددته إليه فحلب فيه باسم الله فملأه ثم قال ادفعه إلى الضيف فشرب منه ما شاء الله ثم أعطاني فلم آلو أن أضع شفتي على درج شفت النبي صلى الله عليه وسلم فشربت شراباً أحلى من العسل وأطيب من المسك ثم قال صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لأهلها فيها .. يعني العنز .
تقول عائشه رضي الله عنها وهي تصف صلاة النبي بالليل: والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وإني على السرير بيني وبينه القبله وأنا مضطجعه فتبدو لي الحاجه أريد أن أقوم فأكره أن أجلس فأوذي رسول الله صلى الله عليه فأنسل من عند رجليه .
يقول عليه الصلاة والسلام لها: يا عائشه إني لأعلم إذا كنتِ عني راضيه وإذا كنتِ عني غضبى ..
فقلت: من أين تعرف ذلك ..
فقال صلى الله عليه وسلم: أما إذا كنتِ عني راضيه فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنتِ غضبى قلتِ لا ورب ابراهيم ..
قالت رضي الله عنها وقد كشفت بين يديه: أجل والله يا رسول الله , والله ما أهجر إلا أسمك .. أي أني لا أستطيع إلا أن أهجر اسمك .
عن النعمان ابن بشير رضي الله عنه قال: جاء أبو بكر رضي الله عنه يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشه رضي الله عنها وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له فدخل أبو بكر رضي الله عنه فسمع بعائشه ترفع بصوتها على رسول الله قال لها يا أبنة أم رومان .. نسبها إلى زوجته إلى أمها لم ينسبها إليه لأنها في موقف غضب .. وتناولها .. ضربها .. وفي رواية أنه ضربها على أنفها فأبتدر الدم وقال لها أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان من رسول الله إلا أن حال بينه وبينها وجعل صلى الله عليه وسلم يجعل بجسده يحمي عائشه بمنكبيه ويديه حتى لا يضربها أبو بكر فلما خرج أبو بكر رضي الله عنه جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها ويترضاها يقول لها ألا أني قد حلت بينك وبين الرجل وبينما هما كذلك فإذا بأبي بكر يأتي فأستأذن فأذن له فدخل أبو بكر فوجدهما يتضاحكان فقال يارسول الله يارسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما .
عن القاسم ابن محمد قال قالت عائشه رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: وااارأساه ..
فقال صلى الله عليه وسلم لها: ذلك لو كان وأنا حي .. يعني لو أنك متي وأنا حي .. فأستغفر لك وأدعو لك بخير ..
فقالت عائشه رضي الله عنها: واثكلياه واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك يا رسول الله لظللت آخر يومك زوجاً ببعض أزواجك على فراشي .. يعني تتزوج في آخر النهار في يوم موتي بزوجه وتأتي بها على فراشي ..
فقال صلى الله عليه وسلم: يا عائشه بل أنا وااارأساه ..
فأخذ يشتكي صلى الله عليه وسلم من وجع دب في رأسه وكان ذلك من مرض موته وكان الموقف في آخر حياته صلى الله عليه وسلم ..
لمن تشتكي ؟؟؟ إنما تشتكي لمن تحب !!! ..
ويعبر عن حبه لها وشوقه إليها بقول تقشعر منه الجلود !!
يقول صلى الله عليه وسلم لعائشه رضي الله عنها وهو في مرض موته (ولو لم تخرج عائشه من حياة النبي بقول غير هذا القول لكفاها) : يا عائشه إنه ليهوّن علي الموت أني أوريتك زوجتي في الجنه !! ..
وهذا حديث صحيح ..
لا يعبر صلى الله عليه وسلم عن حبه لعائشه لها فقط بل يصدح بذلك في الملأ لا يستحي من ذلك عليه الصلاة والسلام لأنه أمرٌ لا يستحيا منه ...
تقول عائشه رضي الله عنها: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي .. أي في نوع من أنواع اللباس .. فأذن لفاطمه رضى الله عنها .. قالت: يارسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافه .. أي عائشه .. وأنا ساكته .. أي عائشه .. فقال لها صلى الله عليه وسلم: أي بنيه ألست تحبين ما أحب .. فقالت: بلى .. قال صلى الله عليه وسلم: فأحبي هذه .. وأشار إلى عائشه ..
إن من لوازم محبة النبي صلى الله عليه وسلم أن نحب ما يحب بأن نحب عائشه أم المؤمنين رضى الله عنها وأرضاها ..
عمرو ابن العاص رضي الله عنه كان النب صلى الله عليه وسلم إذا جلس في مجلس هو فيه أقبل عليه بوجهه فظن عمرو ابن العاص رضي الله عنه أنه من أحب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعيّنه بعد ذلك على جيش ذي السلاسل فظن عمرو بأنه من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله ..
يقول: قلت: يارسول الله أي الناس أحب إليك ؟؟؟..
قال صلى الله عليه وسلم: عـــــائشــه !!..
قلت: فمن الرجال ؟؟..
قال: أبوها !!..
قلت: ثم من ؟؟..
قال فعدد رجالاً .. قلت: ثم من .. قال فعدد رجالاً ولم يذكرني فوددت أني لم أسأله ..
(ترى أيها الزوج لو أنك سئلت بين الناس , من أحب الناس إلى قلبك ؟؟ .. هل ستستحي أن تقول زوجتي!! .. أما محمد صلى الله عليه وسلم فلم يستحي لأنه أمرٌ لا يستحيا منه)
وكان الناس من القاصي والداني يعلمون بهذه المحبه بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين عائشه رضي الله عنها بل إن البعض كان يستغل هذه المحبه حتى يصل إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم ..
عن هشام عن أبيه قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشه ..
قالت عائشه رضي الله عنها: فاجتمع صواحبي :: يعني زوجات النبي صلى الله عليه وسلم .. إلى أم سلمه رضي الله عنها فقلن: يا أم سلمه والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشه وإنا نريد الخير كما تريد عائشه فمُري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار ..
قالت: فذكرت ذلك أم سلمه رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنها فلما عادت إليه وقالت له ذلك المقال أعرض عنها في الثانيه ثم قالت أم سلمه بالقول فأعرض عنها في الثالثه ثم قال لها بعد ذلك: يا أم سلمه لا تؤذيني في عائشه فإنه والله مانزل علي الوحي وأنا في لحاف إمرأة منكن غيرها ..
وكان صلى الله عليه وسلم من حبه لها يدافع عنها إذا دعت الحاجه إلى ذلك ..
وتعلمون ما حدث لها من الفتنه العظيمه (فتنة الإفك) ..
قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما صلى بهم وخطب على المنبر بين أيديهم: من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا وقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا وهو معي ..
بل كان عليه الصلاة والسلام يزداد اهتماماً بها حينما تمرض أو توعك أو تهتم رضي الله عنها أو يصيبها شئ من الحرج والضيق ..
تقول رضي الله عنها وذلك أيضاً في حادثة الإفك: فقدمنا المدينه فأشتكيت بها شهرا .. أي أنها مرضت .. والناس يفيضون من قول أصحاب الإفك ولم تكن تعلم ما القضيه .. تقول: وكان يريبني في وجعي أني لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول: كيف تيكم ؟؟ كيف تيكم ؟؟..
وكان من حبه لها يفهم منها الإيماءات لا ينتظر أن تتكلم بل يفهم منها الإشارات وكانت هي كذلك تفعل ..
مرة جلس معها فقالت له: يارسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجراً لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك .. قال: في الثانيه .. وفهم صلى الله عليه وسلم أن المقصود بذلك أنها هي البكر الوحيده وسائر أزواجه ثيبات ففهم منها صلى الله عليه وسلم أنها تعني ذلك فتبسم ..
وكانت هي من فرط حبها له تفهم منه الإيماءات والإشارات دون أن يتكلم ..
فعنها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يسأل وهو في مرضه الذي مات فيه يقول: أين أنا غدا أين أنا غدا .. كان يحمل بين الرجال وينقل بين بيوت زوجاته من تمام عدله صلى الله عليه وسلم وهو مريض سقيم ..
ولكنه كان يقول: أين أنا غدا .. يستعجل يوم عائشه .. فأذن له أزواجه يكون حيث شاء في بيت عائشه يمرض فيه فكان في بيتها حتى مات عندها ..
تقول رضي الله عنها: فمات صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي كان يدور علي فيه بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري .. كان على صدرها .. وخالط ريقه ريقي ..
ثم قالت: دخل عبدالرحمن ابن أبي بكر .. أخيها .. ومعه سواك يستن به فنظر صلى الله عليه وسلم إليه فقلت له يا عبد الرحمن أعطني هذا السواك فأعطانيه قلت تريده فأشار صلى الله عليه وسلم برأسه .. أنه يريد هذا السواك .. فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستن به اشد ما يكون وهو مستند على صدري ثم سقطت يده ورفع الأخرى إلى السماء وقال: بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى .. وسقطت يده ومات صلى الله عليه وسلم ..
يا أيها الأحباب هذي قصة الحب الأجل
يا أيها الأحباب هذي قصة الحب الأجل
يا أيها الأحباب هذي قصة الحب الأجل
أيها الأحبه ..
أسائلكم بالله هل رأيتم هذه العلاقه وهذه المحبه وهذا الحب الدافق بين زوجين كما كان بين عائشه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ ...
رب قائل يقول لماذا هذا الكلام ؟؟
لماذا تأتي بمثل هذا الكلام ؟؟
ربما أنت أثرت المكنون ؟؟
يقول الشيخ: يا سبحان الله والله إن أشد ما نعاني منه في بيوت المسلمين وقد كثرت بذلك الشكوى وفحشت بذلك البلوى ذلك القحط وذلك الجدب بين العواطف بين أهل البيت ..
فالزوج يمارس وظيفة زوج والمرأه تمارس وظيفة زوجه بدون مشاعر بدون عواطف بدون أحاسيس وماذا تكون النتيجه .. الطــــــــــلاق والفـــــــراق والشقـــــــــاق وســـوء الأخـــــــلاق .. وللأسف الشديد إنما زادت نسب الطلاق نسب فاحشه من جراء ذلك الجمود العاطفي وذلك الجمود في المشاعر بين الزوجين !!!! ....
أما الذين لم يكتب لهم زواج فسامحوني .. لكن أريد أن تتهيأوا لمثل هذه المواقف وأن تربوا أنفسكم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى تأتي إليكم وتأتون إليها وقد تربيتم على هذا المعين الثر على هذا المعين الذي لا ينضب معين كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
أسأل الله جل وعلا أن يجمع بين المسلمين على خير وأن يجمع بين قلوبهم على طاعه وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يجنبنا وإياكم وبيوت المسلمين أجمعين الشقاق والطلاق وغير ذلك من الآفات والهلكات والحمد لله وصلى الله على محمد .
من شريط [ أجمل قصة حب ] .
للشيخ / عبداللطيف الغامدي .
.parents{ background:#E8F1F7; padding:5px; } .fileInfo{ display:none; } .player{ height:6px; text-align:center; } .tabHeader{ background:#990000; color:#FFCC00; width:100px; cursor:pointer; } .listen{ cursor:pointer; color:#0000CC; } http://www.islamway.com/inc/units/Lesson/view/rm_title.jpghttp://www.islamway.com/inc/units/Lesson/view/rm_icon.jpg| حفظ (http://download.media.islamway.com/lessons/ABDalatif/347_HagesAlghamdy_QessatHobb.rm) , استماع http://media.islamway.com/lessons/ABDalatif//347_HagesAlghamdy_QessatHobb.rm realOne 0 | ( الحجم: 6.5 MB )
http://www.islamway.com/inc/units/Lesson/view/mp3_title.jpghttp://www.islamway.com/inc/units/Lesson/view/mp3_icon.jpg| حفظ (http://download.media.islamway.com/lessons/ABDalatif/347_HagesAlghamdy_QessatHobb.mp3) , استماع http://media.islamway.com/lessons/ABDalatif//347_HagesAlghamdy_QessatHobb.mp3 windowsMediaPlayer 0 | ( الحجم: 18.15 MB )
أجمـــ قصة حب ــــل
إلى كل المحبــين ..
أهـــدي أجمـــل قصـــة حـــب عرفتــــها الدنيــــا ....
هي قصة الحب التي كتبت ندىً وجرت كطل
هي لـوحة قدسية من ضوء أنوار الرســــــــل
هي قصة الحب التي كان التقى فيها البطـــــل
أجــــــرت لسان الود نهراً لا يراوده المـــــــــــلل
فإذا المحب والحبيب فقل من المحبوب قـــــــل
عطـــر صحائفها وفي أثناءها الإصباح حـــــــــل
[أجمـــل قصــة حــب عرفتهـــا الدنيــــا]
هذه القصه جمعت بين قلبين طاهرين كريمين مباركين
بين قلب النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبين حبيبة قلبه وقرة عينه عائشه رضي الله عنها وأرضاها
قصة شائقة رائقة جميلة لطيفه عفيفة شريفة تنشرح بها الصدور تعتلي بها الأنفس يزاد بها الأجر ويقتبس من نورها بإذن الله تبارك وتعالى .
(قصة الزواج)
إنها قصة الزواج بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين عائشه رضي الله عنها
وهاهي تحكي وأول الخير بشرى ..
فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدثها " أوريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه إمرأتك فأكشف عن وجهك فإذا هي أنتي فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه "
هذه البشرى صورتها رضي الله عنها في حرير تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ورؤيا الأنبياء حق .
(تفاصيل الخطبه)
فعنها رضي الله عنها قالت لمّا ماتت خديجه رضي الله عنها جاءت خولة بنت حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول ألا تزوج ؟؟
فقال صلى الله عليه وسلم : ومن ؟؟
قالت رضي الله عنها : إن شئت بكراً وإن شئت ثيبا ..
قال صلى الله عليه وسلم : من البكر ومن الثيب ؟؟
قالت : أمّا البكر فعائشه إبنة أحب خلق الله إليك وأمّا الثيب فسودة بنت زمعه قد آمنت بك وأتبعتك ..
رضي صلى الله عليه وسلم بهذا الاختيار
فقال صلى الله عليه وسلم لخوله : أذكريهما عليّ ..
قالت : فأتيت أم رومان أم عائشه رضي الله عنها فقلت لها : يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركه
قالت : وماذا ؟؟
قالت : رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عائشه .. أي أنه يخطب عائشه رضي الله عنها
قالت أم رومان : انتظري فإن أبا بكرٍ آتٍ ..
فجاء أبو بكر رضي الله عنه فذكرت ذلك له فقال أبو بكر في استغرابٍ واستعجاب : أو تصلح له وهي ابنة أخيه !!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أخوه وهو أخي وأبنته تصلح لي ..
قام أبو بكر رضي الله عنه وذهب إلى المطعم ابن عدي وهنا بدأت أول العوائق !!
فإن المطعم هذا قد تكلم في عائشه لإبن من أبناءه وقد وعده أبو بكر خيرا
فما كان من أبي بكر رضي الله عنه إلا أن ذهب إلى المطعم فقال له : ما تقول في أمر هذه الجاريه ؟؟
فما كان من المطعم إلا أن أقبل على أمرأته فقال لها : ما تقولين ..
فأقبلت تلك المرأه على أبي بكر فقالت : لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى ابنتك تدخله في دينك .. أي في دين الإسلام
فأقبل أبو بكر رضي الله عنه بعد أن سمع هذا المقال من أم العريس أقبل على أبيه فقال له : ما تقول أنت ؟؟
فقال المطعم : إنها لتقول ما أسمع .. (هذا تصريح رسمي) .. إنك لتسمع ما تقول
فقام أبو بكر رضي الله عنه وليس في نفسه من ذلك الموعد شئ فقال لخوله بنت حكيم : قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأتي .
(يوم الزفاف)
الإستعداد ليوم الزفاف وليوم الفرح
تقول عائشه رضي الله عنها : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين
قالت : فقدمنا المدينه فوعكت شهرا .. أي أنها مرضت شهراً رضي الله عنها حتى أنها سقط من شعرها الشئ الكثير
ثم تعافت وتشافت بإذن الله جلّ وعلا .. فوفى شعري جميمه .. أي أنه عاد إليّ شعري جميمه على رأسي يحيط برأسي
فأتتني أم رومان رضي الله عنها وأنا على أرجوحه ومعي صويحباتي فصرخت بي فأتيتها .. دعتني فأتيتها
وما أدري ما تريد بي , فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت : هه هه .. انقطع نفسها رضي الله عنها تقول : حتى ذهب نفسي , فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار رضي الله عنهن فقلن : على الخير والبركه على الخير والبركه وعلى خير طائر ..
فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرعني إلا ورسول الله ضحىً فأسلمنني إليه .
(ليلة العرس)
إنها ليلة العرس ليلة الدخول من رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشه وبناءه بها رضي الله عنها
تقول أسماء بنت يزيد رضي الله عنها : إني قيّنت .. أي زينت وأصلحت .. عائشه رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئته ودعوته لجلوتها .. أي ليدخل عليها .. فجاء صلى الله عليه وسلم فجلس إلى جنبها
تأملوا هذه الحركات وهذه الأفعال الشائقه الجميله من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأُتيَ صلى الله عليه وسلم بعس لبن .. أي بقدح فيه لبن .. فشرب صلى الله عليه وسلم ثم ناول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك القدح وذلك العس إلى عائشه رضي الله عنها فما كان منها إلا أن خفضت برأسها وأستحيت رضي الله عنها
قالت أسماء : فأنتهرتها صحت فيها وقلت لها خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم
قالت : فأخذت عائشه رضي الله عنها فشربت شيئاً قليلا
ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم أعطي : تربك .. يعني صديقتك
قالت أسماء : فقلت يارسول الله خذه أنت إشرب منه ثم ناولنيه من يدك الشريفه فأخذه صلى الله عليه وسلم فشرب منه ثم ناولنيه
قالت أسماء : فجلست ثم وضعت القدح على فخذي ثم طفقت أديره واتبعه بشفتي لأصيب منه شرب النبي صلى الله عليه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم لنسوة عندي : ناوليهنّ .. اعطيهن هذا القدح ليشربن منه
فقلن رضي الله عنهن : لا نشتهيه يارسول الله
فقال صلى الله عليه وسلم : لا تجمعن جوعاً وكذبا .
يا أيها الأحباب هذي قصة الحب الأجــــل
يغضي النشيد إذا رويت لها وتعتذر الجمل
وبدأت هذه الحياة الطيبه بين الطيب المطيب صلى الله عليه وسلم وبين الطيبه عائشه رضي الله عنها وبدأت تلك الحياة الأسريه المباركه في أجمل صوره وأكمل هيئه بين هذين الحبيبين الطاهرين صلى الله على رسول الله ورضي الله عنها
كان صلى الله عليه وسلم عندما يدخل عليها يتزين لها يتهيأ للقياها فيبدأ صلى الله عليه وسلم بفيه الطاهر الشريف ..
عن المقدام ابن شريح عن أبيه قال : سألت عائشة رضي الله عنها قلت يا أم المؤمنين بأي شئ كان صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل بيته
قالت : بالسواك
وإذا استيقظ كذلك صلى الله عليه وسلم من منامه كان يشوص فاهُ بالسواك كذلك ..
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام إلا والسواك عنده فإذا استيقظ صلى الله عليه وسلم بدأ بالسواك .. فإذا طاب الفم طاب ما بعد ذلك
تقول عائشه رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم وأنا كذلك صائمه
وعنها رضي الله عنها قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم قبّل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ
قال عروه ابن الزبير وهي خالته قال لها : والله ما أظنها إلا أنتي
فضحكت رضي الله عنها إقراراً منها لهذا الصنيع وهذا الفعل
وكان صلى الله عليه وسلم يتطيب لها فإنه كان له سكه صلى الله عليه وسلم يتطيب منها لنسائه وللناس وللوفود إذا تلقاهم .
وكان كذلك يسرح ويرجل شعره الشريف الطيب المبارك لترى منه أجمل صوره
فعن جابر ابن سمره رضي الله عنه قال سئل جابر عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم
فقال رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم به شيب وكان ذلك الشيب قليل في رأس النبي صلى الله عليه لكن كان إذا دهن رأسه لم يرى منه شئ وإذا لم يدهن رؤيَ منه
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : كان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه ويسرح لحيته صلى الله عليه وسلم بالماء
وكان عليه الصلاة والسلام يفوح طيباً وعطراً وشذاً عليه الصلاة والسلام فعن ذلك تقول عائشه رضي الله عنها : كأني أنظر إلى وبيص الطيب من مفرق النبي صلى الله عليه وسلم
وعنها قالت : كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم فيطوف على نسائه
وهي تنتظره على أحر من الجمر تتزين له وتزين له فراشه صلى الله عليه وسلم وتتهيأ بنفسها للقياه صلى الله عليه وسلم ..
تقول هي عن نفسها : خرج رسول الله عليه وسلم في بعض مغازيه وكنت أتحين قفوله من السفر ومن تلك الغزوه فأخذت نمطاً كان لنا .. أي نوع من القماش مزخرف ومزين .. فسترته على العرض .. أي على خشبات في البيت ..فلما أستقبلته قلت له السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي أعزك وأكرمك
وعندما أشترت رضي الله عنها النمرقه .. وهي أيضاً نوع من الستر .. قال لها صلى الله عليه وسلم بعد أن علقته على الجدار ما بال هذه النمرقه يا عائشه قالت : اشتريتها لك يا رسول الله لتقعد عليها وتسودها
وكانت رضي الله عنها من زينتها لرسول الله لا تكتفي بما لديها من الزينه على قلتها أنها كانت تستعيرالحلي والزينه من غيرها ليراها صلى الله عليه في أكمل هيئه وأجمل صوره .
فعن عائشه رضي الله عنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فلما كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه .. أي أنه أوقف الجيش كاملاً ليبحث عن ذلك العقد الذي ضاع عليها !!
وأقام الناس معه وليسوا على ماء فأتى الناس أبى بكر رضي الله عنه فقالوا له : ألا ترى ما صنعت عائشه أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء
فما كان من أبي بكر رضي الله عنه وكان فيه حده إلا أن جاء رضي الله عنه ورسول الله واضع رأسه على فخذ عائشه قد نام فجاء أبو بكر رضي الله عنه مغضباً وقال لها مبكّتاً إياها : حبستي رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء !!
قالت رضي الله عنها فعاتبني عتاباً شديداً وقال ماشاء الله أن يقول وجعل يطعنني في خاصرتي .. يطعنها بيده في خاصرتها .. تقول فلا يمنعني من التحرك إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم
انظروا إلى الحب .. تطعن في خاصرتها تتألم تتوجع ولكن لا تتحرك لم؟؟ لأن رأس النبي صلى الله عليه وسلم على فخذها .. أرأيتم كيف هو الحب !!
وندىً ترقرق من خمائلها فسال على مهــــل
تهفو المسامع حين تسمعها وتشتاق المقـل
أترى يكون لها بهذا العالم الفاني محـــــــل
من بيت خير المرسلين كتبت والهادي يُمل
وأيضاً من تحببها إليه أنها لا تكتفي بزينتها هي بل كانت تباشر زينة النبي صلى الله عليه وسلم فكانت بيدها تطيب النبي وتمشط رأس النبي صلى الله عليه وسلم ..
فكانت تقول : كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من يافوخه أي من أعلى رأسه ليكون الفرق جميلاً متناسقاً مع وجه النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل بناصيته بين عينيه .. والعرب كانت تفرق الرأس من المنتصف بخلاف اليهود الذين كانوا يميلون به على الجوانب ..
وكانت ترجل شعر النبي والنبي صلى الله عليه وسلم في معتكفه في مسجده كان صلى الله عليه وسلم يدني لها رأسه من كوة في المسجد وهي في حجرتها لترجله وتمشطه ولا يخفى ما في ذلك من التواصل القلبي والعاطفي من النبي صلى الله عليه وسلم وبين حبيبة قلبه عائشه رضي الله عنها وأرضاها
وعنها رضي الله عنها قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد
وتقول رضي الله عنها : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد فيبادرني .. أي بأخذ الإناء .. حتى أقول: دع لي دع لي وهويقول: دعي لي دعي لي .. كان هو وهي يتنافسان على الإناء ..
وكان يعاملها بلمسات حانية جميله ولطيفه تستجلب المحبه والموده بينهما ..
وتقول رضي الله عنها وأرضاها : كنت أشرب الشراب ثم أناوله الرسول صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب وأتعرق العرق .. أي آكل العظم الذي عليه الشئ القليل من اللحم .. ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ ..
وكان صلى الله عليه وسلم يضع خده على خدها وتضع رضي الله عنها رأسها على منكبه الشريف وكان صلى الله عليه وسلم يضع رأسه على فخذها وكان يتكئ صلى الله عليه وسلم في حجرها ويضع رأسه على صدرها وكان صلى الله عليه وسلم يحرص كل الحرص في الجلوس بجوارها ..
تقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالعرج وهذه قرية قريبة من المدينه بليال تقول نزلنا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشه رضي الله عنها إلى جنبه وانا إلى جنب أبي بكر وكانت زمالتنا وزمالة أبي بكر واحده مع غلام أبي بكر فطلع الغلام وليس معه بعير لانه أضاع البعير فقال له أبو بكر: أين بعيرك ؟؟ فقال: أضللته البارحه .. أي اني ضيعت ذلك البعير .. قال: معك بعير واحد وتضله !! فما كان من أبي بكر أن طفق يضرب ذلك الغلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ويتبسم ويقول " انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع " ..
وكان صلى الله عليه وسلم يتسابق مع عائشه والقصه مشهوره معروفه عند الجميع فإنه عندما كان معها في غزاه قال صلى الله عليه وسلم للجيش تقدموا فتقدم الجيش .. فقال لها: يا عائشه أتسابقيني ؟؟ قالت: قلت: بلى فسابقته فسبقته .. وكانت خفيفة المحمل .. ثم كان في غزاة اخرى فقال لها صلى الله عليه وسلم: يا عائشه أتسابقيني ؟؟ قلت: بلى .. فقال للجيش: تقدموا .. فتقدموا فتسابقوا وكانت رضي الله عنها قد حملت اللحم وبدنت وزاد وزنها فتسابقت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسبقها .. والتفت إليها وضرب بين منكبيها وقال: يا عائشه هذه بتلك ..
وكان صلى الله عليه وسلم لا يتسابق معها فقد بل كان يتدافع معها بجسده الطيب المبارك .. وهذا نوع من المزاح الطيب المبارك بين الزوجين .
يقول أنس بن مالك أن جاراً فارسياً كان للنبي صلى الله عليه وسلم وكان طيب المرق .. كان يحسن صنع المرق
فجاء هذا الفارسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني صنعت مرقاً وإني أريدك أن تصيب منه ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: وهذه .. يشير إلى عائشه .
فقال الفارسي: لا !!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا لا .
فذهب الفارسي ثم عاد بعد هنيهه وقال: يارسول الله إني صنعت مرقاً وإني أريد أن تصيب منه ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: وهذه .. يشير لعائشه .
فقال الفارسي: هذه لا !!
قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا لا ..
فذهب الفارسي وجاء الثالثه قال: يارسول الله إني صنعت مرقاً وإني أريدك أن تصيب منه .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: وهذه ؟؟.
فنظر الفارسي قال: وهذه ءأتي بها ..
قال أنس: فقاما يتدافعان حتى أتيا إلى منزله ..
إنه الحب في أجمل صوره وأحلى حلته ..
كان النبي عليه الصلاة والسلام يشاركها كذلك في لهوها !!..
فعنها رضي الله عنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخزيرة طبختها (وهي نوع من اللحم الصغير المقطع ويطبخ ثم يضاف إليه شئ من الدقيق فإذا لم يكن به لحم سمّي حساءً) فقلت لسوده والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها في المنتصف: كلي كلي يا سوده .. فأبت سوده أن تأكل من ذلك ..
فقالت عائشه وقد غضبت: لتأكلن (توكيد) ..
فلم تأكل !!
فقالت عائشه: لتأكلن أو لألطخ وجهك بها !! ...
فأبت سوده ..تقول عائشه فوضعت يدي في الخزيره فطليت بها وجهها فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فوضع فخذه لها (وضع فخذه لسوده حتى لا تقوم عائشه وتهرب) فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسوده: يا سوده إلطخي وجهها .. إفعلي بها كما فعلت بك ..
فقامت سوده فلطخت وجهي فضحك النبي صلى الله عليه وسلم أيضا فمر عمر فنادى: يا عبدالله يا عبدالله فسمع النبي النبي صلى الله عليه وسلم صوت عمر فظن النبي أنه سيدخل عليهم فقال لهما: قوما قوما إغسلا وجوهكما ..
وهذا حديث صحيح .
وكان عليه الصلاة والسلام من حبه لعائشه يناديها بأجمل الأسماء كان يرخم صوتها فيقول لها يا عائش .. وهذا نوع من الترخيم ونوع من الدلال وجلب الكمال لها .. يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ..
وكان يقول لها كذلك بوصف جميل فيها يقول لها: يا حميراء .. لأنها كانت رضي الله عنها من جمالها بيضاء الوجه حمراء الوجنتين .
تقول رضي الله عنها: دخل الحبشة المسجد يلعبون ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم ..
فقلت: نعم ..
فقام بالباب صلى الله عليه وسلم وجئته فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده صلى الله عليه وسلم ..
قالت: ومن قولهم (الأحباش) أبا القاسم طيباً وكانوا ينشدون ويلعبون بالدُرق ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك هذا ..
قلت: يا رسول الله لا تعجل ..
فقام ثم قال لي: حسبك ..
قلت: لا تعجل يا رسول الله ..
قالت: ومابي والله حب النظر إليهم ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامي منه ومكاني منه صلى الله عليه وسلم .
وكانت رضي الله عنها تظهر غيرتها عليه صلى الله عليه وسلم وفي ذلك من الحب والغرام والشوق ما الله به عليم ..
يقول انس ابن مالك: كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوه فكان إذا قسم بينهما لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع ليال فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها فكان في بيت عائشه رضي الله عنها فجاءت زينب رضى الله عنها فمد يده إليها ..
من الذي رأى هذا المنظر ؟؟ عائشه رضي الله عنها ..
فقالت عائشه: هذه زينب .. يعني انتبه .
فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده فتقاولتا .. تكلمت عائشه هي وزينب مع بعضهما بقوه ..
فتقاولتا حتى استخبتا .. يعني تكلمتا كلاماً قوياً ..
وأقيمت الصلاة فمر أو بكر رضي الله عنه على ذلك فسمع أصواتهما فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أخرج إلى الصلاة وأحثو في أفواههن التراب !!
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشه: الآن الآن يقضي النبي صلاته فيجئ أبو بكر فيفعل بي ويفعل يا ويلي ..
فلما قضى النبي صلاته أتاها أبو بكر فقال لها قولاً شديدا وقال لها أتصنعين كذا وكذا وأخذ يبكتها ويقسو عليها ..
ومن غيرتها رضي الله عنها لدلالة حبها له تقول: التمست رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلت يدي في شعره ..
فقال لها صلى الله عليه وسلم: قد جاءك شيطانك ..
فقالت: عائشه أما لك شيطان أنت يا رسول الله ..
فقال صلى الله عليه وسلم: بلى ولكن الله أعانني عليه فأسلم ..
وعنها رضي الله عنها تقول: افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم فبحثت عنه ذات ليله فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتحسست له .. بحثت عنه بين الغرف
قالت: ثم رجعت فإذا هو راكع أو ساجد يقول في سجوده " سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت " فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إنك لفي شأن وأني لفي شأن آخر .. أنت في واد وأنا في واد آخر!!
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقدر هذه الغيره لها ويحتملها منها ويتعامل معها صلى الله عليه وسلم بحنو وإشفاق يقول أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه وهي عائشه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام وهي أم سلمه فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفه فأنفلقت وتبعثر الطعام فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن جمع فلق الصحفه ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان فيها ويقول: غارت أمكم غارت أمكم غارت أمكم .. يلتمس لها العذر .. ثم حبس الخادم حتى أُتي بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحه إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسوره في بيت التي كَسَرت وهذا من تمام عدله صلى الله عليه وسلم .
هل في الحياة أرق أو أصفى إذا حد اثتهل
ماذا يقول الحب بل ماذا تراه لم يقــــــــــل
وكانت من حبها له تحرص على قربه منها وإظهار حبها له فعن عبيد بن عمير أنه قال لعائشه رضي الله عنها: أخبرينا بأعجب شئ رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
سكتت قليلاً ثم قالت: لما كانت ليلة من الليالي قال صلى الله عليه وسلم: يا عائشه ذريني أتعبد الليلة ربي ..
قلت: والله يا رسول الله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك وأحب أن تعبد ربك ..
فقام صلى الله عليه وسلم فتطهر ثم قام يصلي فما زال يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بلّ حجره وكان جالساً ولم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بلّ لحيته ثم بكى حتى بلّ الأرض بدموعه الطيبه المباركه فجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال صلى الله عليه وسلم: أفلا أكون عبداً شكورا لقد أنزلت علي الليله آية ويـــــل لمن قراها ولم يتفكر فيها ((إن في خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)) .
كانت رضي الله عنها من حبها لنبي الله تأنس بالحديث إليه وطول السمر معه .. نعم كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمر في بعض الليالي مع زوجته يتحدث إليها يتكلم إليها يأخذ منها يعطيها وفي ذلك من العلاقة بينه وبينها ..
تقول رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة على عائشه وحفصه فخرجتا معه جميعا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشه يتحدث إليها يمشيان في ظلمة الليل يتحدثان مع بعضهما ..
قالت حفصه لعائشه: يا عائشه ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك فتنظرين وأنظر ..
قالت عائشه: بلا ..
لم تفهم الموقف ولم تفهم ماذا تريد حفصه فركبت عائشه على بعير حفصه وركبت حفصه على بعير عائشه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشه وعليه حفصه فسلم ثم سار معها حتى نزلوا فأفتقدته عائشه .. لم ياتي إليها فغارت رضي الله عنها فلما نزلوا جعلت تجعل رجلها بين الإذخر وهذا شجر ونبات تقول: يارب يارب سلط علي عقرباً أو حية تلدغني .. رسولك !! ولا أستطيع أن أقول له شيئا ..
أخذت بها الغيره كل مأخذ تنظر إليه وهو يتحدث مع حفصه ولواعج الغيره تسري في أوردتها ..
وكانت رضي الله عنها تستغل الفرص لتجلس إليه وتتحدث معه ..
صفية بنت حيي رضي الله عنها تقول: أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه فلما كان في بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: كذاك سوقك بالقوارير (وهنا تنبيه للرجال عند قيادتهم السياره بسرعه وبصحبتهم نساء) .. فبينما هم يسيرون برك بصفية بنت حيي جملها .. وكانت في الحقيقه من أحسنهن ظهرا أي كان بعيرها من أقوى الإبل التي كانت معهم ..
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها وهي تبكي فجعل صلى الله عليه وسلم يمسح دموعها بيده وهي تبكي ويمسح وجعلت تزداد بكاءً وهو ينهاها .. أعجبها هذا الموقف من الرسول عليه الصلاة والسلام
فلما أكثرت عليه زبرها وأنتهرها وأمر الناس بالنزول فنزلوا ..
ولم يكن يريد صلى الله عليه وسلم أن ينزل في ذلك المكان ..
قالت صفيه رضي الله عنها: وكان يومي فلما نزلوا غُرب خباء النبي صلى الله عليه وسلم ودخل فيه ..
قالت رضي الله عنها: فلم أدري كيف أهج من رسول .. أي حملت الهم كيف جعلت رسول الله أن يظل في هذا الوادي وهو لا يريد ..
تقول: وخشيت أن يكون في نفسه شئ مني فأنطلقت إلى عائشه فقلت لها تعلمين يا عائشه أني لم أكن أبيع يومي من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ أبدا وإني قد وهبت يومي لك على أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني قالت عائشه نعم ..
فأخذت عائشه خماراً لها قد ثردته بزعفران ورشته بالماء ليذكى ريحه ثم لبست ثيابها كأجمل ما تكون ثم انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعت طرف الخباء عن رسول الله فنظر صلى الله عليه وسلم وإذا بها عائشه واليوم يوم صفيه فقال صلى الله عليه وسلم: مالك يا عائشه إن هذا ليس بيومك ..
قالت عائشه وقد تبسمت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ..
تقول صفيه فقال مع أهله .. أي أنه نام مع عائشه ذلك اليوم لكنه رضي عن صفيه بعد ذلك بشفاعة عائشه رضي الله عنها .
كان صلى الله عليه وسلم من فرط حبه لعائشه لا يمكن أن يأتي منه صلى الله عليه وسلم ما يأتي لها بالتكديرأو الإزعاج أو يأتي لها بالوحشه وغير ذلك بل كان صلى الله عليه وسلم أشد ما يكون حرصاً على أن لا يوقظها من منامها ..
وذلك دليل على الحب !!
تقول عائشه رضي الله عنها: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني ..
تقول: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه صلى الله عليه وسلم وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث ريثما ظن أن قد رقدتُ فأخذ رداءه رويداً انتعل حذاءه رويداً وفتح الباب فخرج ثم اجافه رويداً فجعلت درعي في رأسي وأختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيع فقام صلى الله عليه وسلم على بقيع الغرقد فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات صلى الله عليه وسلم يدعو ثم انحرف فأنحرفتُ فأسرع فأسرعتُ فهرول فهرولتُ فأحضر فأحضرتُ فسبقته فدخلتُ فليس إلا أن اضطجعت فدخل صلى الله عليه وسلم فقال: مالك يا عائش حشيا رابيه .. يعني لماذا صدرك الآن يعلو وينخفض لماذا الزفير والشهيق الآن بقوه !!
قالت: قلت لا شئ يا رسول الله ..
قال صلى الله عليه وسلم: لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ..
قالت: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي .. فأخبرته الخبر ..
قال صلى الله عليه وسلم: إذن فأنت السواد الذي رأيت أمامي ..
قلت: نعم ..
فلهدني صلى الله عليه وسلم في صدري لهده أوجعتني ثم قال: أظننتي أن يحيف الله عليك ورسوله .. أي ظننتي أني سأظلمك ..
قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله ..
قال صلى الله عليه وسلم يبرر لها سبب خروجه: إن جبريل اتاني حين رأيت فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدتي فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي من بعدي فقال لي إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ..
فقالت: قلت كيف أقول يا رسول ..
قال صلى الله عليه وسلم: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين المسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون .
ثوبان رضي الله عنها مولى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: نزل بنا ضيف بدوي فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم امام بيوته فجعل يسأله عن الناس كيف فرحهم بالإسلام وكيف حدبهم على الصلاة فما زال البدوي يخبره من ذلك بالذي يسره حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظِراً فلما انتصف النهار وحان أكل الطعام وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم مستخفياً لا يألوا قال: ءأتي عائشه فأخبرها أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا فقالت رضي الله عنها والذي بعثه على الهدى ودين الحق ما أصبح في يدي شئ يأكله أحد من الناس فردني إلى نسائه الأخريات كلهن يعتذرن بما أعتذرت به عائشه رضي الله عنها فرأيت لون رسول الله صلى الله عليه وسلم خسف .. فقال البدوي وقد فهم: إنا يا رسول الله أهل باديه معانون على زماننا لسنا بأهل الحاضر فإنما يكفي القبضة من التمر يشرب عليها من اللبن أو الماء فذلك الخصب فمرت عند ذلك عنز كنا نسميها ثمر اعتقلها صلى الله عليه وسلم وناداها باسمها وقال ثمر ثمر فأقبلت إليه تحمحم فأخذ برجلها باسم الله ثم أعتقلها باسم الله ثم مسح سرتها باسم الله فحفلت أمتلأت حليباً فدعاني بمحلب فأتيته به فحلب باسم الله فملأ فدفعه إلى الضيف فشرب الضيف منه شربة ضخمه ثم أراد أن يضعه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عُلْ أي زد ثم أراد أن يضعه فقال الرسول عُلْ فكرره عليه حتى شبع الرجل وشرب ما شاء ثم حلب الرسول ما شاء الله باسم الله وملأه ثم قال أبلغ عائشة هذا .. أرسل هذا إلى عائشه .. فشربت منه ما بدا لها ثم رجعت إليه فحلب فيه باسم الله ثم أرسلني به إلى نسائه الأخريات كلما شرب منه رددته إليه فحلب فيه باسم الله فملأه ثم قال ادفعه إلى الضيف فشرب منه ما شاء الله ثم أعطاني فلم آلو أن أضع شفتي على درج شفت النبي صلى الله عليه وسلم فشربت شراباً أحلى من العسل وأطيب من المسك ثم قال صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لأهلها فيها .. يعني العنز .
تقول عائشه رضي الله عنها وهي تصف صلاة النبي بالليل: والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وإني على السرير بيني وبينه القبله وأنا مضطجعه فتبدو لي الحاجه أريد أن أقوم فأكره أن أجلس فأوذي رسول الله صلى الله عليه فأنسل من عند رجليه .
يقول عليه الصلاة والسلام لها: يا عائشه إني لأعلم إذا كنتِ عني راضيه وإذا كنتِ عني غضبى ..
فقلت: من أين تعرف ذلك ..
فقال صلى الله عليه وسلم: أما إذا كنتِ عني راضيه فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنتِ غضبى قلتِ لا ورب ابراهيم ..
قالت رضي الله عنها وقد كشفت بين يديه: أجل والله يا رسول الله , والله ما أهجر إلا أسمك .. أي أني لا أستطيع إلا أن أهجر اسمك .
عن النعمان ابن بشير رضي الله عنه قال: جاء أبو بكر رضي الله عنه يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشه رضي الله عنها وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له فدخل أبو بكر رضي الله عنه فسمع بعائشه ترفع بصوتها على رسول الله قال لها يا أبنة أم رومان .. نسبها إلى زوجته إلى أمها لم ينسبها إليه لأنها في موقف غضب .. وتناولها .. ضربها .. وفي رواية أنه ضربها على أنفها فأبتدر الدم وقال لها أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان من رسول الله إلا أن حال بينه وبينها وجعل صلى الله عليه وسلم يجعل بجسده يحمي عائشه بمنكبيه ويديه حتى لا يضربها أبو بكر فلما خرج أبو بكر رضي الله عنه جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها ويترضاها يقول لها ألا أني قد حلت بينك وبين الرجل وبينما هما كذلك فإذا بأبي بكر يأتي فأستأذن فأذن له فدخل أبو بكر فوجدهما يتضاحكان فقال يارسول الله يارسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما .
عن القاسم ابن محمد قال قالت عائشه رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: وااارأساه ..
فقال صلى الله عليه وسلم لها: ذلك لو كان وأنا حي .. يعني لو أنك متي وأنا حي .. فأستغفر لك وأدعو لك بخير ..
فقالت عائشه رضي الله عنها: واثكلياه واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك يا رسول الله لظللت آخر يومك زوجاً ببعض أزواجك على فراشي .. يعني تتزوج في آخر النهار في يوم موتي بزوجه وتأتي بها على فراشي ..
فقال صلى الله عليه وسلم: يا عائشه بل أنا وااارأساه ..
فأخذ يشتكي صلى الله عليه وسلم من وجع دب في رأسه وكان ذلك من مرض موته وكان الموقف في آخر حياته صلى الله عليه وسلم ..
لمن تشتكي ؟؟؟ إنما تشتكي لمن تحب !!! ..
ويعبر عن حبه لها وشوقه إليها بقول تقشعر منه الجلود !!
يقول صلى الله عليه وسلم لعائشه رضي الله عنها وهو في مرض موته (ولو لم تخرج عائشه من حياة النبي بقول غير هذا القول لكفاها) : يا عائشه إنه ليهوّن علي الموت أني أوريتك زوجتي في الجنه !! ..
وهذا حديث صحيح ..
لا يعبر صلى الله عليه وسلم عن حبه لعائشه لها فقط بل يصدح بذلك في الملأ لا يستحي من ذلك عليه الصلاة والسلام لأنه أمرٌ لا يستحيا منه ...
تقول عائشه رضي الله عنها: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي .. أي في نوع من أنواع اللباس .. فأذن لفاطمه رضى الله عنها .. قالت: يارسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافه .. أي عائشه .. وأنا ساكته .. أي عائشه .. فقال لها صلى الله عليه وسلم: أي بنيه ألست تحبين ما أحب .. فقالت: بلى .. قال صلى الله عليه وسلم: فأحبي هذه .. وأشار إلى عائشه ..
إن من لوازم محبة النبي صلى الله عليه وسلم أن نحب ما يحب بأن نحب عائشه أم المؤمنين رضى الله عنها وأرضاها ..
عمرو ابن العاص رضي الله عنه كان النب صلى الله عليه وسلم إذا جلس في مجلس هو فيه أقبل عليه بوجهه فظن عمرو ابن العاص رضي الله عنه أنه من أحب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعيّنه بعد ذلك على جيش ذي السلاسل فظن عمرو بأنه من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله ..
يقول: قلت: يارسول الله أي الناس أحب إليك ؟؟؟..
قال صلى الله عليه وسلم: عـــــائشــه !!..
قلت: فمن الرجال ؟؟..
قال: أبوها !!..
قلت: ثم من ؟؟..
قال فعدد رجالاً .. قلت: ثم من .. قال فعدد رجالاً ولم يذكرني فوددت أني لم أسأله ..
(ترى أيها الزوج لو أنك سئلت بين الناس , من أحب الناس إلى قلبك ؟؟ .. هل ستستحي أن تقول زوجتي!! .. أما محمد صلى الله عليه وسلم فلم يستحي لأنه أمرٌ لا يستحيا منه)
وكان الناس من القاصي والداني يعلمون بهذه المحبه بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين عائشه رضي الله عنها بل إن البعض كان يستغل هذه المحبه حتى يصل إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم ..
عن هشام عن أبيه قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشه ..
قالت عائشه رضي الله عنها: فاجتمع صواحبي :: يعني زوجات النبي صلى الله عليه وسلم .. إلى أم سلمه رضي الله عنها فقلن: يا أم سلمه والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشه وإنا نريد الخير كما تريد عائشه فمُري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار ..
قالت: فذكرت ذلك أم سلمه رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنها فلما عادت إليه وقالت له ذلك المقال أعرض عنها في الثانيه ثم قالت أم سلمه بالقول فأعرض عنها في الثالثه ثم قال لها بعد ذلك: يا أم سلمه لا تؤذيني في عائشه فإنه والله مانزل علي الوحي وأنا في لحاف إمرأة منكن غيرها ..
وكان صلى الله عليه وسلم من حبه لها يدافع عنها إذا دعت الحاجه إلى ذلك ..
وتعلمون ما حدث لها من الفتنه العظيمه (فتنة الإفك) ..
قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما صلى بهم وخطب على المنبر بين أيديهم: من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا وقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا وهو معي ..
بل كان عليه الصلاة والسلام يزداد اهتماماً بها حينما تمرض أو توعك أو تهتم رضي الله عنها أو يصيبها شئ من الحرج والضيق ..
تقول رضي الله عنها وذلك أيضاً في حادثة الإفك: فقدمنا المدينه فأشتكيت بها شهرا .. أي أنها مرضت .. والناس يفيضون من قول أصحاب الإفك ولم تكن تعلم ما القضيه .. تقول: وكان يريبني في وجعي أني لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول: كيف تيكم ؟؟ كيف تيكم ؟؟..
وكان من حبه لها يفهم منها الإيماءات لا ينتظر أن تتكلم بل يفهم منها الإشارات وكانت هي كذلك تفعل ..
مرة جلس معها فقالت له: يارسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجراً لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك .. قال: في الثانيه .. وفهم صلى الله عليه وسلم أن المقصود بذلك أنها هي البكر الوحيده وسائر أزواجه ثيبات ففهم منها صلى الله عليه وسلم أنها تعني ذلك فتبسم ..
وكانت هي من فرط حبها له تفهم منه الإيماءات والإشارات دون أن يتكلم ..
فعنها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يسأل وهو في مرضه الذي مات فيه يقول: أين أنا غدا أين أنا غدا .. كان يحمل بين الرجال وينقل بين بيوت زوجاته من تمام عدله صلى الله عليه وسلم وهو مريض سقيم ..
ولكنه كان يقول: أين أنا غدا .. يستعجل يوم عائشه .. فأذن له أزواجه يكون حيث شاء في بيت عائشه يمرض فيه فكان في بيتها حتى مات عندها ..
تقول رضي الله عنها: فمات صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي كان يدور علي فيه بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري .. كان على صدرها .. وخالط ريقه ريقي ..
ثم قالت: دخل عبدالرحمن ابن أبي بكر .. أخيها .. ومعه سواك يستن به فنظر صلى الله عليه وسلم إليه فقلت له يا عبد الرحمن أعطني هذا السواك فأعطانيه قلت تريده فأشار صلى الله عليه وسلم برأسه .. أنه يريد هذا السواك .. فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستن به اشد ما يكون وهو مستند على صدري ثم سقطت يده ورفع الأخرى إلى السماء وقال: بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى .. وسقطت يده ومات صلى الله عليه وسلم ..
يا أيها الأحباب هذي قصة الحب الأجل
يا أيها الأحباب هذي قصة الحب الأجل
يا أيها الأحباب هذي قصة الحب الأجل
أيها الأحبه ..
أسائلكم بالله هل رأيتم هذه العلاقه وهذه المحبه وهذا الحب الدافق بين زوجين كما كان بين عائشه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ ...
رب قائل يقول لماذا هذا الكلام ؟؟
لماذا تأتي بمثل هذا الكلام ؟؟
ربما أنت أثرت المكنون ؟؟
يقول الشيخ: يا سبحان الله والله إن أشد ما نعاني منه في بيوت المسلمين وقد كثرت بذلك الشكوى وفحشت بذلك البلوى ذلك القحط وذلك الجدب بين العواطف بين أهل البيت ..
فالزوج يمارس وظيفة زوج والمرأه تمارس وظيفة زوجه بدون مشاعر بدون عواطف بدون أحاسيس وماذا تكون النتيجه .. الطــــــــــلاق والفـــــــراق والشقـــــــــاق وســـوء الأخـــــــلاق .. وللأسف الشديد إنما زادت نسب الطلاق نسب فاحشه من جراء ذلك الجمود العاطفي وذلك الجمود في المشاعر بين الزوجين !!!! ....
أما الذين لم يكتب لهم زواج فسامحوني .. لكن أريد أن تتهيأوا لمثل هذه المواقف وأن تربوا أنفسكم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى تأتي إليكم وتأتون إليها وقد تربيتم على هذا المعين الثر على هذا المعين الذي لا ينضب معين كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
أسأل الله جل وعلا أن يجمع بين المسلمين على خير وأن يجمع بين قلوبهم على طاعه وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يجنبنا وإياكم وبيوت المسلمين أجمعين الشقاق والطلاق وغير ذلك من الآفات والهلكات والحمد لله وصلى الله على محمد .
من شريط [ أجمل قصة حب ] .
للشيخ / عبداللطيف الغامدي .
.parents{ background:#E8F1F7; padding:5px; } .fileInfo{ display:none; } .player{ height:6px; text-align:center; } .tabHeader{ background:#990000; color:#FFCC00; width:100px; cursor:pointer; } .listen{ cursor:pointer; color:#0000CC; } http://www.islamway.com/inc/units/Lesson/view/rm_title.jpghttp://www.islamway.com/inc/units/Lesson/view/rm_icon.jpg| حفظ (http://download.media.islamway.com/lessons/ABDalatif/347_HagesAlghamdy_QessatHobb.rm) , استماع http://media.islamway.com/lessons/ABDalatif//347_HagesAlghamdy_QessatHobb.rm realOne 0 | ( الحجم: 6.5 MB )
http://www.islamway.com/inc/units/Lesson/view/mp3_title.jpghttp://www.islamway.com/inc/units/Lesson/view/mp3_icon.jpg| حفظ (http://download.media.islamway.com/lessons/ABDalatif/347_HagesAlghamdy_QessatHobb.mp3) , استماع http://media.islamway.com/lessons/ABDalatif//347_HagesAlghamdy_QessatHobb.mp3 windowsMediaPlayer 0 | ( الحجم: 18.15 MB )