الرحال99
15 Feb 2010, 09:53 AM
!!!!! المـــــــ( الموت )ــــــوت !!!!!
إن الموت حقيقة قاسية رهيبة، تواجه كل حي فلا يملك لها رداً،
وهي تتكرر في كل لحظة ويواجهها الجميع دون استثناء،
قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [العنكبوت:57]،
إنها نهاية الحياة واحدة فالجميع سيموت لكن المصير بعد ذلك يختلف،
فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7]،
وفي الموت عظة وتذكير وتنبيه وتحذير، وكفى به من نذير،
: { كفى بالموت واعظاً } والموت هو الخطب الأفظع والأمر الأشنع
والكأس التي طعمها أكره وأبشع،
وأنه الحادث الأهدم للذات والأقطع للراحات والأمنيات.
ولكننا مع الأسف الشديد نسيناه أو تناسيناه وكرهنا ذكره ولقياه
مع يقيننا أنه لا محالة واقع وحاصل، والعجب من عاقل يرى
استيلاء الموت على أقرانه وجيرانه وكيف يطيب عيشه!
وكيف لا يستعد له! إن المنهمك في الدنيا، المكب على غرورها المحب لشهواتها يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت، وإذا ذُكّر به كرهه ونفر منه،
ومن لم يتذكر الموت اليوم ويستعد له فاجأه في غده
وهو في غفلة من أمره وفي شغل عنه.
قال مالك بن ينار: ( لو يعلم الخلائق ماذا يستقبلون غداً ما لذوا بعيش أبداً ).
وما خاف مؤمن اليوم إلا أمن غداً بحسن اتعاظه وصلاح عمله،
ولكن كثيراً من الناس مع الأسف الشديد يضيع عمره في غير ما خلق له،
ثم إذا فاجأه الموت صرخ رَبِّ ارْجِعُونِ [المؤمنون:99]
ولماذا ترجع وتعود لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:100]
وأين أنت عن هذا اليوم أيها الغافل؟ ألا تعمل وأنت في سعة من أمرك
وصحة في بدنك، ولم يدن منك ملك الموت بعد.
إن ما نراه في المقابر أعظم وأكبر معتبر، فحامل الجنازة اليوم محمول غداً،
ومن يرجع من المقبرة إلى بيته اليوم سيرجع عنه غداً ويُترك وحيداً فريداً في قبره مرتهناً بعمله، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وحيداً فريداً في التراب وإنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يعمل
ولكن ما أقل من اتعظ وما أنذر من اجتهد، إن كان من قصر أمله،
وجعل الموت أمام ناظريه عمل بلا شك للآخرة واستفاد من كل لحظة من
لحظات عمره في طاعة ربه وتحسر على كل وقت أضاعه بدون عمل صالح يقربه إلى الله، وهو لما قدم من عمل فرح مسرور بالانتقال إلى الدار الآخرة وهذا هو المغبوط حقاً.
قال لقمان لابنه: ( يا بني أمرٌ لا تدري متى يلقاك استعد له قبل أن يفجأك ).
وقال بعض السلف: اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب
ولا هول ولا عذاب سوى سكرات الموت بمجردها لكان جديراً
بأن يتنغص عليه عيشه ويتكدر عليه سروره ويفارقه سهوه وغفلته،
وحقيق بأن يطول فكره ويعظم له استعداده، كيف ونحن نعلم أن
وراء الموت القبر وظلمته، والصراط ودقته والحساب وشدته،
أهوال وأهوال لا يعلم عظمها إلا الله
للموت فاعمل بجد أيها الرجل *** واعلم بأنك من دنياك مرتحل
إلى متى أنت في لهو وفي لعب *** تمسي وتصبح في اللذات مشتغل
اعمل لنفسك يا مسكين في مهل *** ما دام ينفعك التذكار والعمل
--
بسطت كف الرجا والناس قـد رقـدوا *** وبت أشكوا إلى مولاي ما أجـد
فقلت : يا أمـلى في كـل نائـبـة *** ومن عليه بكشف الضر أعتـمـد
أشكوا إليك أمـوراً أنت تعلمهـا *** مـا لي على حملها صبـر ولا جلـد
وقد مـددت يدي بالـذل مبتهـلا *** إليك يا خيـر من مدت إليه يـد
فـلا تـردنـها يـا رب خائـبة *** فـبحر جودك يروي كل من يـرد
إن الموت حقيقة قاسية رهيبة، تواجه كل حي فلا يملك لها رداً،
وهي تتكرر في كل لحظة ويواجهها الجميع دون استثناء،
قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [العنكبوت:57]،
إنها نهاية الحياة واحدة فالجميع سيموت لكن المصير بعد ذلك يختلف،
فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7]،
وفي الموت عظة وتذكير وتنبيه وتحذير، وكفى به من نذير،
: { كفى بالموت واعظاً } والموت هو الخطب الأفظع والأمر الأشنع
والكأس التي طعمها أكره وأبشع،
وأنه الحادث الأهدم للذات والأقطع للراحات والأمنيات.
ولكننا مع الأسف الشديد نسيناه أو تناسيناه وكرهنا ذكره ولقياه
مع يقيننا أنه لا محالة واقع وحاصل، والعجب من عاقل يرى
استيلاء الموت على أقرانه وجيرانه وكيف يطيب عيشه!
وكيف لا يستعد له! إن المنهمك في الدنيا، المكب على غرورها المحب لشهواتها يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت، وإذا ذُكّر به كرهه ونفر منه،
ومن لم يتذكر الموت اليوم ويستعد له فاجأه في غده
وهو في غفلة من أمره وفي شغل عنه.
قال مالك بن ينار: ( لو يعلم الخلائق ماذا يستقبلون غداً ما لذوا بعيش أبداً ).
وما خاف مؤمن اليوم إلا أمن غداً بحسن اتعاظه وصلاح عمله،
ولكن كثيراً من الناس مع الأسف الشديد يضيع عمره في غير ما خلق له،
ثم إذا فاجأه الموت صرخ رَبِّ ارْجِعُونِ [المؤمنون:99]
ولماذا ترجع وتعود لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:100]
وأين أنت عن هذا اليوم أيها الغافل؟ ألا تعمل وأنت في سعة من أمرك
وصحة في بدنك، ولم يدن منك ملك الموت بعد.
إن ما نراه في المقابر أعظم وأكبر معتبر، فحامل الجنازة اليوم محمول غداً،
ومن يرجع من المقبرة إلى بيته اليوم سيرجع عنه غداً ويُترك وحيداً فريداً في قبره مرتهناً بعمله، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وحيداً فريداً في التراب وإنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يعمل
ولكن ما أقل من اتعظ وما أنذر من اجتهد، إن كان من قصر أمله،
وجعل الموت أمام ناظريه عمل بلا شك للآخرة واستفاد من كل لحظة من
لحظات عمره في طاعة ربه وتحسر على كل وقت أضاعه بدون عمل صالح يقربه إلى الله، وهو لما قدم من عمل فرح مسرور بالانتقال إلى الدار الآخرة وهذا هو المغبوط حقاً.
قال لقمان لابنه: ( يا بني أمرٌ لا تدري متى يلقاك استعد له قبل أن يفجأك ).
وقال بعض السلف: اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب
ولا هول ولا عذاب سوى سكرات الموت بمجردها لكان جديراً
بأن يتنغص عليه عيشه ويتكدر عليه سروره ويفارقه سهوه وغفلته،
وحقيق بأن يطول فكره ويعظم له استعداده، كيف ونحن نعلم أن
وراء الموت القبر وظلمته، والصراط ودقته والحساب وشدته،
أهوال وأهوال لا يعلم عظمها إلا الله
للموت فاعمل بجد أيها الرجل *** واعلم بأنك من دنياك مرتحل
إلى متى أنت في لهو وفي لعب *** تمسي وتصبح في اللذات مشتغل
اعمل لنفسك يا مسكين في مهل *** ما دام ينفعك التذكار والعمل
--
بسطت كف الرجا والناس قـد رقـدوا *** وبت أشكوا إلى مولاي ما أجـد
فقلت : يا أمـلى في كـل نائـبـة *** ومن عليه بكشف الضر أعتـمـد
أشكوا إليك أمـوراً أنت تعلمهـا *** مـا لي على حملها صبـر ولا جلـد
وقد مـددت يدي بالـذل مبتهـلا *** إليك يا خيـر من مدت إليه يـد
فـلا تـردنـها يـا رب خائـبة *** فـبحر جودك يروي كل من يـرد