الرحال99
21 Feb 2010, 09:32 PM
اكتشاف الذات والتنمية البشرية.. طاقات بلاحدود
الدكتور/ ناصر عبدالله ناصر المعيلي
يقول الله عزَّ وجل في محكم الكتاب }وفي أنفسكم أفلا تبصرون|. هذه دعوة للتأمل في هذا الخلق العظيم بأسراره وخفاياه، ومن ذلك ما تحمله هذه النفس من المواهب والقدرات والإمكانات العجيبة، ويكفي في ذلك أن الله خلقها بيده، وكرمها على كثير من خلقه، كما جاء في قوله عزَّ وجل }ولقد كرمنا بني آدم|. فهذا التكريم لم يستحق الاهتمام إلا لما استودعه الله من الأسرار والعجائب الربانية التي وصلت بهذه النفس البشرية إلى هذا العلو والتكريم بل والتسخير، فكل ما نراه في هذا الكون من مخلوقات وكائنات سخرها الله لهذه النفس المكرمة.
يصعب على الفرد اكتشاف ذاته بكل ما تحويه من مهارات وطموحات ما لم تكن لديه في الأساس الثقة في شخصيته وفي قدراته. وتكمن أهمية هذه الثقة وتنمية شخصية الإنسان في الواقع العملي الصعب الذي فرض نفسه على الجميع وأصبح يحتم عليهم تنمية وتطوير قدراتهم لتتوافق مع الواقع العملي في ظل التطورات الكبيرة التي يشهدها العالم، وأيضاً تكمن أهمية الالتفات إلى الذات في أن الإنسان أصبح معزولاً عن نفسه وعن التفكير فيها وعما إذا كان عليه تغييرها وذلك بسبب مشكلات الحياة اليومية.
والذات هي اتجاهات الشخص ومشاعره عن نفسه أوهي معرفتك لقدراتك واستخدامك الأمثل لهذه القدرات، فابحث في نفسك عن مصدر الطاقة والقوة، وابحث في ذاتك عن القدرات والمهارات، وابدأ النجاح من داخلك؛ وعندها ستتعلم كيف تتعامل مع الظروف ومع الناس ومع الحياة، وستتعلم كيف تكون فاعلاً.
ونستطيع أن نقول إن إدارة الذات هي: «قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي يصبو إلى تحقيقها». وهناك أشياء يستطيع المرء من خلالها النجاح في إدارة ذاته وفهم نفسه، ومنها:
وضوح الهدف.
التفكير الجاد.
التفكير الإيجابي المنطقي.
التخطيط.
الثقة بالنفس.
التعلم.
اتخاذ النموذج المناسب.
الصبر والثبات.
المثابرة والإصرار.
القدرة على الاستمتاع بالوقت في طلب المراد.
إن تنمية الشخصية لا تحتاج إلى مال ولا إمكانات ولا فكر معقد، وإنما في الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، إن الثقة تُكتسب وتتطور وهي لم تولد مع إنسان.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ما هي أسباب انعدام الثقة في النفس؟ والإجابة هي، إن عدم الثقة يعد مرضاً خطيراً، ومن أهم أسبابه:
الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك وأنك لا تستطيع إخفاء عيوبك.
القلق المستمر بسبب سعي الإنسان الدائم لأن يكون على أفضل صورة وخوفه من عدم تحقيق ذلك الأمر.
الإحساس بالخجل من نفسك وأنك مجرد ترس صغير غير مثمر في ماكينة الحياة.
الخوف من الفشل، فالخوف هو أكثر أسباب عدم الثقة في النفس، عندما لا ينجز الإنسان عمله أو يقوم بتأجيله يوماً بعد آخر. إن الفشل في مواقف سابقة لا يعني أننا سنفشل مرة أخرى، فإن الحياة تتغير دائماً ويجب النظر إلى الأخطاء السابقة كمصادر مهمة لمعلومات في غاية الثراء.
توقف عن جلد الذات
قبل أن تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي تجاه نفسك وقدراتك، عليك أن تقرر التوقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية والخاطئة، وعليك إتباع الخطوات الآتية للتغلب على المشكلة.
وللتغلب على فقدان الثقة، فيجب معرفة السبب الرئيسي للمشكلة وعلى الشخص أن يتحدث مع نفسه بصراحة حول أسباب المشكلة التي يعانيها، فهل نتجت مثلاً نتيجة لحادثة في الصغر؟
أو بسبب استهزاء الآخرين بقدراتي وسلوكياتي؟ أو نتيجة الاستهزاء بي أمام الآخرين وهو ما نتج عنه العزلة وفقدان الثقة في التعامل مع الناس؟ وهل مازال هذا التأثير قائماً حتى الآن؟
جذور المشكلة
أسئلة كثيرة حاول أن تسأل نفسك وتتوصل إلى الحل وكن صريحاً مع نفسك ولا تحاول تحميل الآخرين أخطائك، وذلك لكي تصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لتستطيع حلها، وحاول ترتيب أفكارك واستخدم ورقة وقلم واكتب كل الأشياء التي تعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلة عدم الثقة لديك، وتعرف على الأسباب الرئيسية والفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة.
الحلول
وبعد معرفة سبب المشكلة ابدأ في البحث عن حل، فبمجرد تحديدك للمشكلة تبدأ الحلول قي الظهور، وكن هادئاً وتحاور مع نفسك، وحاول ترتيب أفكارك.
وفيما يتعلق باعتقاداتك تجاه نفسك وعلاقتها بالثقة المفقودة، ذكر أحد الكتاب أن الإنسان يمكن أن يغير طريقة حياته إذا ما غير معتقداته وأفكاره. وفي البداية احرص على أن لا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك، فالثقة بالنفس فكرة تولدها في ذهنك وتتجاوب معها، أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقاداتك عن نفسك، لذلك تبنى عبارات وأفكار تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك، وانظر إلى نفسك كشخص ناجح وواثق واستمع إلى حديث نفسك جيداً واحذف الكلمات المحملة بالإحباط.
وتذكر أن ارتفاع روحك المعنوية مسؤوليتك وحدك، لذلك حاول دائماً إسعاد نفسك، واعتبر الماضي بكل احباطاته قد انتهى، وأنت قادر على المسامحة واغفر لأهلك ولأقاربك ولأصدقائك واغفر لكل من أساء إليك لأنك لست مسؤولاً عن جهلهم وضعفهم الإنساني، ولا تستخدم أسلوب المقارنة، وابتعد تماماً عن المقارنة ولا تسمح لنفسك إطلاقا أن تقارن نفسك بالآخرين.
وحتى لا تكسر ثقتك بقدرتك تذكر أنه لا يوجد إنسان عبقري في كل شيء، فقط ركز على إبداعاتك وعلى ما تعرف وابرزه، وحاول تطوير هواياتك الشخصية، وكنتيجة لذلك حاول أن تكون ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون، واختر مثلاً أعلى لك وادرس حياته وأسلوبه في الحياة واحرص على أن تكون مثله، وتعلم من سيرته الذاتية.
كيف تزيد الثقة؟
هناك عوامل تزيد الثقة في النفس، ومنها:
عند وضع الأهداف وتنفيذها، فإن ذلك يزيد ثقتنا بأنفسنا مهما كانت هذه الأهداف، سواء على المستوى الشخصي أو على صعيد العمل.
اقبل تحمل المسؤولية، فهي تجعلك تشعر بأهميتك، وتقدم ولا تخف، واقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها، وكن إنساناً نشيطاً.
حدث نفسك حديثاً إيجابياً كل يوم، وابدأ يومك بتفاؤل، وحدد ما الذي ستقوم بعمله ليجعلك في وضع أفضل.
شارك في المناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات، فكلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، فكثير من الناس لا يستطيعون التواصل مع الآخرين نتيجة ضعف معلوماتهم وعدم إمكانية لفت الانتباه إلى ما يقولون.
اشغل نفسك بمساعدة الآخرين، مما يزيد ثقتك في نفسك عند سماع كلمة شكراً.
أكد علماء النفس أن الاهتمام بالمظهر يؤثر كثيراً في شخصية الإنسان ويجعله في حالة نفسية مستقرة بالمقارنة بما إذا كان لا يهتم بمظهره.
إذا كنت لا تستطيع التواصل مع الآخرين وتجد صعوبات في العمل ضمن فريق مكون من عدة أشخاص، فهذه هي أهم النقاط التي يجب عليك معرفتها ومراعاتها عند العمل مع فريق، وفي حالة ما إذا عرفتها وتدربت عليها ستكسب حب زملائك وثقتك في نفسك:
حسن الاستماع والإصغاء لوجهة نظر الآخرين.
فهم الخلفية النفسية والثقافية لأفراد المجموعة التي يتم التعاون معها.
الحرص على استشارة أفراد المجموعة في كل جزئية في العمل المشترك تحتاج إلى قرار.
الاعتراف بالخطأ ومحاولة التعلم منه.
عدم الإقدام على أي تصرف يجعل الزملاء يسيئون فهمه.
عدم إفشاء أسرار العمل أو التحدث عن أشياء ليست من اختصاصك.
المبادرة لتصحيح أي خطأ يصدر من أي فرد من أفراد الفريق وفق آداب النصيحة.
تحمل ما يحدث من تجاوزات وإساءات من الأفراد.
اكتشاف الذات
مرحلة اكتشاف الذات هي مرحلة خطيرة لأنها ترسم مسار الإنسان في رحلته مدى الحياة، وهذه المرحلة تتطلب من الإنسان أن يوقظ نفسه بمعنى أن يتوقف لفترة قد تطول أو تقصر عن مجاراة هذا العالم، وتطلب منه طرح أسئلة معينة على النفس: من أنا؟
وماذا أفعل في هذه الدنيا؟ وماذا أعرف عن نفسي؟،
وبعد الإجابة عن الأسئلة السابقة يجب عليك أن تحدد الأهداف التي تهمك، والتي ستستخدمها في خطتك، وقم بعمل قائمة بكل شيء تتمنى أو تحلم بتحقيقه، في شتى مجالات حياتك، أياً كان هذا الحلم صغيراً أم كبيراً، واكتبه على الورق، فكتابتك لكل أهدافك على الورق في هذه المرحلة ستوسع من أفق تفكيرك، وتجعلك تفكر في طرق مبتكرة لتحقيق هذا الهدف، كالتالي:
إذاً عليك أن تضع أهدافاً لحياتك، وما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة؟ وما الذي تريد إنجازه لتبقى كعلامات بارزة لحياتك؟ فلا يعقل أن تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، لذلك عليك أن تفكر في هذه الأسئلة، وتوجد الإجابات لها، وتقوم بالتخطيط لحياتك.
عليك أن تقرأ خطتك وأهدافك أكثر من مرة، والتفكير في ما تملك من إمكانيات لتحقيق هذه الأهداف.
استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والكمبيوتر، فكلها أشياء تنمي قدراتك وتوسع آفاق تفكيرك.
ركز ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، فعادة ما يلجأ مثلاً الخريج الجديد لدراسة عدة دورات كمبيوتر لا ترتبط بمجال واحد وهو ما يؤدي إلى تشتيت الفرد، فمثلاً قد يدرس برامج المحاسبة ثم الجرافيك ويكون متردداً في دخول أي من المجالين، ولكن عليك التركيز في مجال واحد لتتمكن من الإبداع والتميز وسط الآخرين.
معوقات تنمية الشخصية
هناك معوقات لتنمية الشخصية واكتشاف قدراتها. ومن المعوقات التي تواجه الفرد أثناء محاولته تغيير شخصيته وأفكاره السلبية:
عدم وجود أهداف أو خطط.
التكاسل والتأجيل، وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت.
عدم إكمال الأعمال، أو عدم الاستمرار في التنظيم نتيجة الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم.
سوء الفهم للغير وتوقع ردود فعل سلبية من الآخرين.
عدم الرغبة في التغيير أساساً.
سرعة اليأس من المحاولة.
شروط تطور الشخصية
وهناك بعض الشروط الواجب توافرها كي تتطور شخصية الفرد:
النظر دوماً إلى هدف أسمى، وهنا نؤكد أنه طالما كان الهدف موجوداً أمام الإنسان فهو غالباً ما سيسعى نحو تحقيقه بأسرع مما لو كان هذا الهدف غائباً أو مشوشاً.
الاقتناع بضرورة التغيير، ويظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته محدودة، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره، ولكن بجلسة مصارحة مع النفس يمكن للشخص أن يكتشف عيوبه أو ما ينقصه وبالتالي سيسعى إلى التغيير للوصول إلى حالة أفضل.
الشعور بالمسؤولية، فحين يشعر الإنسان بجسامة المسؤولية المنوطة به، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، ولا شك أن الحصول على وظيفة والتميز في مجال العمل من أهم المسؤوليات الجسيمة التي تدفع الشخص إلى محاولة التغلب على كل معوقاتها.
كما أن اكتشاف الذات ليس موقوفاً على وظيفة معينة كأن تصبح دكتوراً متخصصاُ أو مهندساً أو غير ذلك، ولا الحصول على مكانة اجتماعية مرموقة في مجتمعك بأن تكون مثلاً إعلامياً مشهورا يشار إليه بالبنان، فكل ذلك جزء يسير في تحقيق الذات.
والذي أريد أن أشير إليه من هذا كله وأريدك أن تضعه نصب عينيك أن اكتشاف ذاتك وقدراتك أعم وأشمل من ذلك كله؛ فإذا زاد إيمانك وعظم يقينك ورسخت قناعتك وثبتت مواقفك وزكت روحك، فهذا هو الاكتشاف الحقيقي لذاتك وقدراتك ومواهبك ومكامن نفسك.
والمواهب والقدرات ليست حكراً على سن معينة أو مرحلة عمرية محددة، ومن ثم فعليك أن تسعى لأن تكتشف ذاتك حتى آخر نفس من أنفاسك، ولا تتوقف عند سن معينة فإن هذا يأس واستسلام، واعلم أن النفس البشرية لها إبداعات في جميع مراحل العمر في الطفولة والكهولة وفي الشباب والهرم، ولا يتوقف إبداعها أبداً ما دامت هناك نفس تواقة وطموح إلى نيل الأفضل والارتقاء في كل ما هو متاح لها، وعدم تفويت الفرص السانحة.
الوظيفة المثلى
وأخيراً، اعلم أن الطريقة المثلى لاكتشاف الوظيفة التي تناسب أي فرد تكون باتباع طريقة اكتشاف الذات، والمهارات الحقيقية المكنونة، ومواطن المتعة والاستمتاع الخاصة بالفرد في الحياة، والأسباب التي تدعو للاعتقاد بذلك.
وطريقة اكتشاف الذات تتأتى عن طريق تقييم الفرد لنفسه بشكل يومي، ومطالعة وسائل المعرفة والنشر العصرية، وطرح بعض الأسئلة على الأشخاص الذين يعملون بالوظيفة التي يحلم الفرد بالعمل بها.
الدكتور/ ناصر عبدالله ناصر المعيلي
يقول الله عزَّ وجل في محكم الكتاب }وفي أنفسكم أفلا تبصرون|. هذه دعوة للتأمل في هذا الخلق العظيم بأسراره وخفاياه، ومن ذلك ما تحمله هذه النفس من المواهب والقدرات والإمكانات العجيبة، ويكفي في ذلك أن الله خلقها بيده، وكرمها على كثير من خلقه، كما جاء في قوله عزَّ وجل }ولقد كرمنا بني آدم|. فهذا التكريم لم يستحق الاهتمام إلا لما استودعه الله من الأسرار والعجائب الربانية التي وصلت بهذه النفس البشرية إلى هذا العلو والتكريم بل والتسخير، فكل ما نراه في هذا الكون من مخلوقات وكائنات سخرها الله لهذه النفس المكرمة.
يصعب على الفرد اكتشاف ذاته بكل ما تحويه من مهارات وطموحات ما لم تكن لديه في الأساس الثقة في شخصيته وفي قدراته. وتكمن أهمية هذه الثقة وتنمية شخصية الإنسان في الواقع العملي الصعب الذي فرض نفسه على الجميع وأصبح يحتم عليهم تنمية وتطوير قدراتهم لتتوافق مع الواقع العملي في ظل التطورات الكبيرة التي يشهدها العالم، وأيضاً تكمن أهمية الالتفات إلى الذات في أن الإنسان أصبح معزولاً عن نفسه وعن التفكير فيها وعما إذا كان عليه تغييرها وذلك بسبب مشكلات الحياة اليومية.
والذات هي اتجاهات الشخص ومشاعره عن نفسه أوهي معرفتك لقدراتك واستخدامك الأمثل لهذه القدرات، فابحث في نفسك عن مصدر الطاقة والقوة، وابحث في ذاتك عن القدرات والمهارات، وابدأ النجاح من داخلك؛ وعندها ستتعلم كيف تتعامل مع الظروف ومع الناس ومع الحياة، وستتعلم كيف تكون فاعلاً.
ونستطيع أن نقول إن إدارة الذات هي: «قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي يصبو إلى تحقيقها». وهناك أشياء يستطيع المرء من خلالها النجاح في إدارة ذاته وفهم نفسه، ومنها:
وضوح الهدف.
التفكير الجاد.
التفكير الإيجابي المنطقي.
التخطيط.
الثقة بالنفس.
التعلم.
اتخاذ النموذج المناسب.
الصبر والثبات.
المثابرة والإصرار.
القدرة على الاستمتاع بالوقت في طلب المراد.
إن تنمية الشخصية لا تحتاج إلى مال ولا إمكانات ولا فكر معقد، وإنما في الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، إن الثقة تُكتسب وتتطور وهي لم تولد مع إنسان.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ما هي أسباب انعدام الثقة في النفس؟ والإجابة هي، إن عدم الثقة يعد مرضاً خطيراً، ومن أهم أسبابه:
الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك وأنك لا تستطيع إخفاء عيوبك.
القلق المستمر بسبب سعي الإنسان الدائم لأن يكون على أفضل صورة وخوفه من عدم تحقيق ذلك الأمر.
الإحساس بالخجل من نفسك وأنك مجرد ترس صغير غير مثمر في ماكينة الحياة.
الخوف من الفشل، فالخوف هو أكثر أسباب عدم الثقة في النفس، عندما لا ينجز الإنسان عمله أو يقوم بتأجيله يوماً بعد آخر. إن الفشل في مواقف سابقة لا يعني أننا سنفشل مرة أخرى، فإن الحياة تتغير دائماً ويجب النظر إلى الأخطاء السابقة كمصادر مهمة لمعلومات في غاية الثراء.
توقف عن جلد الذات
قبل أن تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي تجاه نفسك وقدراتك، عليك أن تقرر التوقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية والخاطئة، وعليك إتباع الخطوات الآتية للتغلب على المشكلة.
وللتغلب على فقدان الثقة، فيجب معرفة السبب الرئيسي للمشكلة وعلى الشخص أن يتحدث مع نفسه بصراحة حول أسباب المشكلة التي يعانيها، فهل نتجت مثلاً نتيجة لحادثة في الصغر؟
أو بسبب استهزاء الآخرين بقدراتي وسلوكياتي؟ أو نتيجة الاستهزاء بي أمام الآخرين وهو ما نتج عنه العزلة وفقدان الثقة في التعامل مع الناس؟ وهل مازال هذا التأثير قائماً حتى الآن؟
جذور المشكلة
أسئلة كثيرة حاول أن تسأل نفسك وتتوصل إلى الحل وكن صريحاً مع نفسك ولا تحاول تحميل الآخرين أخطائك، وذلك لكي تصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لتستطيع حلها، وحاول ترتيب أفكارك واستخدم ورقة وقلم واكتب كل الأشياء التي تعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلة عدم الثقة لديك، وتعرف على الأسباب الرئيسية والفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة.
الحلول
وبعد معرفة سبب المشكلة ابدأ في البحث عن حل، فبمجرد تحديدك للمشكلة تبدأ الحلول قي الظهور، وكن هادئاً وتحاور مع نفسك، وحاول ترتيب أفكارك.
وفيما يتعلق باعتقاداتك تجاه نفسك وعلاقتها بالثقة المفقودة، ذكر أحد الكتاب أن الإنسان يمكن أن يغير طريقة حياته إذا ما غير معتقداته وأفكاره. وفي البداية احرص على أن لا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك، فالثقة بالنفس فكرة تولدها في ذهنك وتتجاوب معها، أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقاداتك عن نفسك، لذلك تبنى عبارات وأفكار تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك، وانظر إلى نفسك كشخص ناجح وواثق واستمع إلى حديث نفسك جيداً واحذف الكلمات المحملة بالإحباط.
وتذكر أن ارتفاع روحك المعنوية مسؤوليتك وحدك، لذلك حاول دائماً إسعاد نفسك، واعتبر الماضي بكل احباطاته قد انتهى، وأنت قادر على المسامحة واغفر لأهلك ولأقاربك ولأصدقائك واغفر لكل من أساء إليك لأنك لست مسؤولاً عن جهلهم وضعفهم الإنساني، ولا تستخدم أسلوب المقارنة، وابتعد تماماً عن المقارنة ولا تسمح لنفسك إطلاقا أن تقارن نفسك بالآخرين.
وحتى لا تكسر ثقتك بقدرتك تذكر أنه لا يوجد إنسان عبقري في كل شيء، فقط ركز على إبداعاتك وعلى ما تعرف وابرزه، وحاول تطوير هواياتك الشخصية، وكنتيجة لذلك حاول أن تكون ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون، واختر مثلاً أعلى لك وادرس حياته وأسلوبه في الحياة واحرص على أن تكون مثله، وتعلم من سيرته الذاتية.
كيف تزيد الثقة؟
هناك عوامل تزيد الثقة في النفس، ومنها:
عند وضع الأهداف وتنفيذها، فإن ذلك يزيد ثقتنا بأنفسنا مهما كانت هذه الأهداف، سواء على المستوى الشخصي أو على صعيد العمل.
اقبل تحمل المسؤولية، فهي تجعلك تشعر بأهميتك، وتقدم ولا تخف، واقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها، وكن إنساناً نشيطاً.
حدث نفسك حديثاً إيجابياً كل يوم، وابدأ يومك بتفاؤل، وحدد ما الذي ستقوم بعمله ليجعلك في وضع أفضل.
شارك في المناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات، فكلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، فكثير من الناس لا يستطيعون التواصل مع الآخرين نتيجة ضعف معلوماتهم وعدم إمكانية لفت الانتباه إلى ما يقولون.
اشغل نفسك بمساعدة الآخرين، مما يزيد ثقتك في نفسك عند سماع كلمة شكراً.
أكد علماء النفس أن الاهتمام بالمظهر يؤثر كثيراً في شخصية الإنسان ويجعله في حالة نفسية مستقرة بالمقارنة بما إذا كان لا يهتم بمظهره.
إذا كنت لا تستطيع التواصل مع الآخرين وتجد صعوبات في العمل ضمن فريق مكون من عدة أشخاص، فهذه هي أهم النقاط التي يجب عليك معرفتها ومراعاتها عند العمل مع فريق، وفي حالة ما إذا عرفتها وتدربت عليها ستكسب حب زملائك وثقتك في نفسك:
حسن الاستماع والإصغاء لوجهة نظر الآخرين.
فهم الخلفية النفسية والثقافية لأفراد المجموعة التي يتم التعاون معها.
الحرص على استشارة أفراد المجموعة في كل جزئية في العمل المشترك تحتاج إلى قرار.
الاعتراف بالخطأ ومحاولة التعلم منه.
عدم الإقدام على أي تصرف يجعل الزملاء يسيئون فهمه.
عدم إفشاء أسرار العمل أو التحدث عن أشياء ليست من اختصاصك.
المبادرة لتصحيح أي خطأ يصدر من أي فرد من أفراد الفريق وفق آداب النصيحة.
تحمل ما يحدث من تجاوزات وإساءات من الأفراد.
اكتشاف الذات
مرحلة اكتشاف الذات هي مرحلة خطيرة لأنها ترسم مسار الإنسان في رحلته مدى الحياة، وهذه المرحلة تتطلب من الإنسان أن يوقظ نفسه بمعنى أن يتوقف لفترة قد تطول أو تقصر عن مجاراة هذا العالم، وتطلب منه طرح أسئلة معينة على النفس: من أنا؟
وماذا أفعل في هذه الدنيا؟ وماذا أعرف عن نفسي؟،
وبعد الإجابة عن الأسئلة السابقة يجب عليك أن تحدد الأهداف التي تهمك، والتي ستستخدمها في خطتك، وقم بعمل قائمة بكل شيء تتمنى أو تحلم بتحقيقه، في شتى مجالات حياتك، أياً كان هذا الحلم صغيراً أم كبيراً، واكتبه على الورق، فكتابتك لكل أهدافك على الورق في هذه المرحلة ستوسع من أفق تفكيرك، وتجعلك تفكر في طرق مبتكرة لتحقيق هذا الهدف، كالتالي:
إذاً عليك أن تضع أهدافاً لحياتك، وما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة؟ وما الذي تريد إنجازه لتبقى كعلامات بارزة لحياتك؟ فلا يعقل أن تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، لذلك عليك أن تفكر في هذه الأسئلة، وتوجد الإجابات لها، وتقوم بالتخطيط لحياتك.
عليك أن تقرأ خطتك وأهدافك أكثر من مرة، والتفكير في ما تملك من إمكانيات لتحقيق هذه الأهداف.
استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والكمبيوتر، فكلها أشياء تنمي قدراتك وتوسع آفاق تفكيرك.
ركز ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، فعادة ما يلجأ مثلاً الخريج الجديد لدراسة عدة دورات كمبيوتر لا ترتبط بمجال واحد وهو ما يؤدي إلى تشتيت الفرد، فمثلاً قد يدرس برامج المحاسبة ثم الجرافيك ويكون متردداً في دخول أي من المجالين، ولكن عليك التركيز في مجال واحد لتتمكن من الإبداع والتميز وسط الآخرين.
معوقات تنمية الشخصية
هناك معوقات لتنمية الشخصية واكتشاف قدراتها. ومن المعوقات التي تواجه الفرد أثناء محاولته تغيير شخصيته وأفكاره السلبية:
عدم وجود أهداف أو خطط.
التكاسل والتأجيل، وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت.
عدم إكمال الأعمال، أو عدم الاستمرار في التنظيم نتيجة الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم.
سوء الفهم للغير وتوقع ردود فعل سلبية من الآخرين.
عدم الرغبة في التغيير أساساً.
سرعة اليأس من المحاولة.
شروط تطور الشخصية
وهناك بعض الشروط الواجب توافرها كي تتطور شخصية الفرد:
النظر دوماً إلى هدف أسمى، وهنا نؤكد أنه طالما كان الهدف موجوداً أمام الإنسان فهو غالباً ما سيسعى نحو تحقيقه بأسرع مما لو كان هذا الهدف غائباً أو مشوشاً.
الاقتناع بضرورة التغيير، ويظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته محدودة، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره، ولكن بجلسة مصارحة مع النفس يمكن للشخص أن يكتشف عيوبه أو ما ينقصه وبالتالي سيسعى إلى التغيير للوصول إلى حالة أفضل.
الشعور بالمسؤولية، فحين يشعر الإنسان بجسامة المسؤولية المنوطة به، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، ولا شك أن الحصول على وظيفة والتميز في مجال العمل من أهم المسؤوليات الجسيمة التي تدفع الشخص إلى محاولة التغلب على كل معوقاتها.
كما أن اكتشاف الذات ليس موقوفاً على وظيفة معينة كأن تصبح دكتوراً متخصصاُ أو مهندساً أو غير ذلك، ولا الحصول على مكانة اجتماعية مرموقة في مجتمعك بأن تكون مثلاً إعلامياً مشهورا يشار إليه بالبنان، فكل ذلك جزء يسير في تحقيق الذات.
والذي أريد أن أشير إليه من هذا كله وأريدك أن تضعه نصب عينيك أن اكتشاف ذاتك وقدراتك أعم وأشمل من ذلك كله؛ فإذا زاد إيمانك وعظم يقينك ورسخت قناعتك وثبتت مواقفك وزكت روحك، فهذا هو الاكتشاف الحقيقي لذاتك وقدراتك ومواهبك ومكامن نفسك.
والمواهب والقدرات ليست حكراً على سن معينة أو مرحلة عمرية محددة، ومن ثم فعليك أن تسعى لأن تكتشف ذاتك حتى آخر نفس من أنفاسك، ولا تتوقف عند سن معينة فإن هذا يأس واستسلام، واعلم أن النفس البشرية لها إبداعات في جميع مراحل العمر في الطفولة والكهولة وفي الشباب والهرم، ولا يتوقف إبداعها أبداً ما دامت هناك نفس تواقة وطموح إلى نيل الأفضل والارتقاء في كل ما هو متاح لها، وعدم تفويت الفرص السانحة.
الوظيفة المثلى
وأخيراً، اعلم أن الطريقة المثلى لاكتشاف الوظيفة التي تناسب أي فرد تكون باتباع طريقة اكتشاف الذات، والمهارات الحقيقية المكنونة، ومواطن المتعة والاستمتاع الخاصة بالفرد في الحياة، والأسباب التي تدعو للاعتقاد بذلك.
وطريقة اكتشاف الذات تتأتى عن طريق تقييم الفرد لنفسه بشكل يومي، ومطالعة وسائل المعرفة والنشر العصرية، وطرح بعض الأسئلة على الأشخاص الذين يعملون بالوظيفة التي يحلم الفرد بالعمل بها.