Simply Different
11 Sep 2004, 08:22 PM
إننا حين نكون أمام أبنائنا قدوة حسنة، فإن ذلك يعني أننا نقدم لهم النموذج المستقبلي لحياتهم، فلك أن تختار عزيزي المربي ما يناسبك لحياة ابنك وشخصيته التي تنشدها وتتمناها.
المراهقة، هل هذه الكلمة تعني لكثير من المربين إعلان حالة الطوارئ، وبداية المشاكل الأسرية؟!
الإجابة طبعاً لا وسنقرأ أقوال العلماء في هذا المجال، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل يفيد غرس العقيدة في أبنائنا في مرحلة المراهقة؟ أم أن الوقت قد فات؟
إجابتنا هي:
وحتى إن فات الوقت فغرس العقيدة أجدى وأنفع في الصغر.. ولكن نقول للآباء عليكم بالمحاولة والدعاء إذا فاتتكم التنشئة الصالحة منذ الصغر.
أما موضوع حلقتنا الذي سنتحدث عنه فهو عن
مرحلة المراهقة وما يقال عنها من مشكلاتها وثوراتها..
فالوالدان يشتكيان، والمدرسة تشتكي من مشاكل المراهقة، ويعتذر الوالدان على تصرفات أبنائهما بحجة أنهم في مرحلة مراهقة فهل هذا صحيح؟!.
* هل المراهقة جنون؟
إذا قالت الأم أنا عندي بنت مراهقة يظن المستمع أن ابنتها طائشة.. مجنونة.. تصرفاتها لا تطاق.. وأنا أؤكد لكلا الوالدين أن هذا ليس حقيقياً فليس بالضرورة أن تكون المراهقة مرحلة مشاكل وتمرد وطيش، بل على العكس إنها وقت التكليف كيف يكلف الإنسان في هذه السن وهو في حالة الطيش والجنون التي يصفون هذه المرحلة بها، فالله أرحم وأكرم من ذلك إذاً الخطأ يكن في التربية، فليس أمراً محتماً أن يمر كل شاب بمشاكل المراهقة وهناك مجتمعات كثيرة تختفي منها مرحلة المراهقة... مثل المجتمعات البدائية.. والسبب في ذلك أن تلك المجتمعات تعامل الولد عندما يبلغ على أنه رجل عليه مسؤوليات يجب القيام بها ونفس الحال مع الفتاة.
وتقول في ذلك " مارجريت ميد" عالمة نفس غربية: في المجتمعات البدائية تختفي مرحلة المراهقة.. لأن هناك توظيف في هذه المرحلة.
* الحاجات المفقودة
ويقول د. " ماجد عرسان الكيلاني" بجامعة أم القرى بمكة عن المراهقة: إن فقدان هاتين الحاجتين أدت لظهور ما يسمى بالمراهقة، أما الحاجة الأولى فهي فقدان المثل العليا، والثانية هي العبادة، مما أدى إلى إفراز مضاعفات سلبية أهمها مصارعة طاقات عقلية وجسدية معطلة ومحبوسة.
ويرجع د. " عبد الرحمن عيسى" أن النمو الجنسي لا يؤدي بالضرورة إلى أزمات بل إن النظم الاجتماعية الحديثة هي المسؤولة عن أزمة المراهقة.
ويقول الأستاذ " محمد قطب" عن الأبناء في ذلك العمر: نحن مع كائن لا يريد أن يكون طفلاً فنحن في مرحلة انقلاب شامل. والتغيرات الجسدية هي مركز هذه الانقلابات وهو يريد أن يعامل كرجل فماذا علينا لو أعطيناه ذلك وبدأنا في تدريبه فعلاً على الحياة وكذلك مع البنت.
* توظيف الطاقات
المشكلة في هذا العمر هي توظيف طاقاتهم، فيجب أن نحمل الابن مسؤوليات ونؤهله ليكون مسؤولاً عن منزل في المستقبل، وكذلك البنت نعلمها كيف تكون مسؤولة عن بيت وأولاد في المستقبل.
وأحب أن أذكر تجربتي الشخصية، فأمي كانت تكلفني بأعمال مرهقة كثيرة، ومع ذلك كنت دائماً متفوقة وفي المرتبة الأولى، ولذلك أقول لكل أم قسمي أعمال البيت بينك وبين ابنتك.. شغّلي طاقاتها الجسدية، فالإنسان لديه طاقة جسدية وعقلية فإذا استغلت الطاقة العقلية فقط دون الجسدية يصاب الإنسان بالملل والضيق ورغبة في التمرد.
* دور الأم
إن بعد الأم عن أبنائها وعدم التواصل معهم وغياب دورها الرقابي أمر أساسي في ظهور المشكلات في تلك المرحلة.. فالمفروض أن تتواجد الأم وبفترات طويلة مع أبنائها الصغار أو الكبار تضحك معهم.. تلاعبهم.. تشاركهم الأحاديث والاهتمامات، وتراقبهم أيضاً.. تعرف ماذا يفعلون.. وماذا يحملون في حقائبهم وأدراج مكاتبهم ولكن مع احترام خصوصياتهم، فمثلاً من حق المراهق أن يغلق على نفسه باب غرفته، وعلى الأم الاستئذان قبل الدخول عليه.
ومهما كبر الأبناء فإنهم يحتاجون لكلمات الحب والإطراء.. ولمسات الحنان والاحتضان.. والقبلات أيضاً وأن تقول الأم لأبنائها أحبكم صباحاً.. ومساء، وإذا لم تستطع ذلك يمكن أن تكتب لهم رسائل تعبر عن حبها أو تسمعهم أناشيد تعبر فيها عن حبها لهم لأنهم إذا أحبوها أطاعوها، فإن المحب لمن يحب مطيع وهذه الطريقة من أنجح الوسائل في التربية.. بشرط أن يكون التواصل والحوار مستمراً.
* اعتماد على الخدم
للخدم دور معين ومحدد، وعلى الأم القيام بواجباتها وأن تحدد واجبات للأبناء لتشغيل طاقتهم في المنزل فتقسم الوظائف المنزلية على أفراد المنزل كل حسب قدراته وإمكاناته.
* التربية والصحبة
إهمال التربية الدينية منذ الصغر له أثر سيئ للغاية، ولكن بالمحاولة والصبر والدعاء يمكن توجيه الأبناء للتربية الصالحة، ويساعدهم في ذلك الصحبة الصالحة.. فدور الوالدين أيضاً هو انتقاء أصدقاء أبنائهما والسؤال عنهم لأنهم أساس في صلاح أو فساد الأبناء.
قد يسأل أحد الوالدين ماذا أفعل مع أقارب أبنائي وهل عليّ توجيههم أيضاً؟
أقول نعم.. فلك الأجر والثواب فيمكن أن تحدد يوم في الأسبوع لجمع الأبناء من الأقارب في بيتك في درس إيماني أو جلسة إيمانية يفتح فيها الحوار، وبذلك نضمن البيئة الصالحة للأبناء، فالأسرة هي المحضن والمنشأ الأول والأخير للأبناء، فالأسرة هي المحضن والمنشأ الأول والأخير للأبناء لتوجيههم نحو العقيدة الصحيحة.
* وسائل الإعلام والتليفون
وسائل الإعلام من تلفزيون وفضائيات وإنترنت كلها مصادر تشوش على النهج السليم للأبناء في التربية، فهذه الوسائل تبهرهم وتدهشهم بما تعرضه عليهم.. فيجب الحد من مشاهدتها.
وقد يسأل سائل:
معاكسات التليفون لماذا تتجه إليه بناتنا اليوم؟
إن ذلك نتيجة الجفاء الأسري.. فلا كلمات إطراء أو إعجاب وعيون معلقة بالفضائيات ترى وتسمع أفلاماً عن " البوي فرند" وغيره .. ولهذا تقدم على المعاكسات التي تكون البداية لمصائب كثيرة.
والحل:
هو إشباع الأبناء بالحب والحنان وبكلمات الإطراء والإعجاب حتى يستغنوا عن سماعها من " لصوص الهاتف". ويجب وضع التلفزيون والكمبيوتر والهاتف في صالة المنزل حتى لا ينفرد به الابن أو البنت وبذلك يمكن رؤية ومتابعة كل ما يشاهدونه. ومتابعة ما يشاهد المراهق أمر ضروري للغاية
وأقول لكل أم وأب:
إذا لم يكن لديكما وقت لمشاهدة ما يرى واختيار وانتقاء الأفضل للأبناء، فمن الأفضل الاستغناء نهائياً عن التلفزيون، وذلك خير من تركهم وحدهم يختارون ما يشاهدون دون رقيب.
المراهقة، هل هذه الكلمة تعني لكثير من المربين إعلان حالة الطوارئ، وبداية المشاكل الأسرية؟!
الإجابة طبعاً لا وسنقرأ أقوال العلماء في هذا المجال، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل يفيد غرس العقيدة في أبنائنا في مرحلة المراهقة؟ أم أن الوقت قد فات؟
إجابتنا هي:
وحتى إن فات الوقت فغرس العقيدة أجدى وأنفع في الصغر.. ولكن نقول للآباء عليكم بالمحاولة والدعاء إذا فاتتكم التنشئة الصالحة منذ الصغر.
أما موضوع حلقتنا الذي سنتحدث عنه فهو عن
مرحلة المراهقة وما يقال عنها من مشكلاتها وثوراتها..
فالوالدان يشتكيان، والمدرسة تشتكي من مشاكل المراهقة، ويعتذر الوالدان على تصرفات أبنائهما بحجة أنهم في مرحلة مراهقة فهل هذا صحيح؟!.
* هل المراهقة جنون؟
إذا قالت الأم أنا عندي بنت مراهقة يظن المستمع أن ابنتها طائشة.. مجنونة.. تصرفاتها لا تطاق.. وأنا أؤكد لكلا الوالدين أن هذا ليس حقيقياً فليس بالضرورة أن تكون المراهقة مرحلة مشاكل وتمرد وطيش، بل على العكس إنها وقت التكليف كيف يكلف الإنسان في هذه السن وهو في حالة الطيش والجنون التي يصفون هذه المرحلة بها، فالله أرحم وأكرم من ذلك إذاً الخطأ يكن في التربية، فليس أمراً محتماً أن يمر كل شاب بمشاكل المراهقة وهناك مجتمعات كثيرة تختفي منها مرحلة المراهقة... مثل المجتمعات البدائية.. والسبب في ذلك أن تلك المجتمعات تعامل الولد عندما يبلغ على أنه رجل عليه مسؤوليات يجب القيام بها ونفس الحال مع الفتاة.
وتقول في ذلك " مارجريت ميد" عالمة نفس غربية: في المجتمعات البدائية تختفي مرحلة المراهقة.. لأن هناك توظيف في هذه المرحلة.
* الحاجات المفقودة
ويقول د. " ماجد عرسان الكيلاني" بجامعة أم القرى بمكة عن المراهقة: إن فقدان هاتين الحاجتين أدت لظهور ما يسمى بالمراهقة، أما الحاجة الأولى فهي فقدان المثل العليا، والثانية هي العبادة، مما أدى إلى إفراز مضاعفات سلبية أهمها مصارعة طاقات عقلية وجسدية معطلة ومحبوسة.
ويرجع د. " عبد الرحمن عيسى" أن النمو الجنسي لا يؤدي بالضرورة إلى أزمات بل إن النظم الاجتماعية الحديثة هي المسؤولة عن أزمة المراهقة.
ويقول الأستاذ " محمد قطب" عن الأبناء في ذلك العمر: نحن مع كائن لا يريد أن يكون طفلاً فنحن في مرحلة انقلاب شامل. والتغيرات الجسدية هي مركز هذه الانقلابات وهو يريد أن يعامل كرجل فماذا علينا لو أعطيناه ذلك وبدأنا في تدريبه فعلاً على الحياة وكذلك مع البنت.
* توظيف الطاقات
المشكلة في هذا العمر هي توظيف طاقاتهم، فيجب أن نحمل الابن مسؤوليات ونؤهله ليكون مسؤولاً عن منزل في المستقبل، وكذلك البنت نعلمها كيف تكون مسؤولة عن بيت وأولاد في المستقبل.
وأحب أن أذكر تجربتي الشخصية، فأمي كانت تكلفني بأعمال مرهقة كثيرة، ومع ذلك كنت دائماً متفوقة وفي المرتبة الأولى، ولذلك أقول لكل أم قسمي أعمال البيت بينك وبين ابنتك.. شغّلي طاقاتها الجسدية، فالإنسان لديه طاقة جسدية وعقلية فإذا استغلت الطاقة العقلية فقط دون الجسدية يصاب الإنسان بالملل والضيق ورغبة في التمرد.
* دور الأم
إن بعد الأم عن أبنائها وعدم التواصل معهم وغياب دورها الرقابي أمر أساسي في ظهور المشكلات في تلك المرحلة.. فالمفروض أن تتواجد الأم وبفترات طويلة مع أبنائها الصغار أو الكبار تضحك معهم.. تلاعبهم.. تشاركهم الأحاديث والاهتمامات، وتراقبهم أيضاً.. تعرف ماذا يفعلون.. وماذا يحملون في حقائبهم وأدراج مكاتبهم ولكن مع احترام خصوصياتهم، فمثلاً من حق المراهق أن يغلق على نفسه باب غرفته، وعلى الأم الاستئذان قبل الدخول عليه.
ومهما كبر الأبناء فإنهم يحتاجون لكلمات الحب والإطراء.. ولمسات الحنان والاحتضان.. والقبلات أيضاً وأن تقول الأم لأبنائها أحبكم صباحاً.. ومساء، وإذا لم تستطع ذلك يمكن أن تكتب لهم رسائل تعبر عن حبها أو تسمعهم أناشيد تعبر فيها عن حبها لهم لأنهم إذا أحبوها أطاعوها، فإن المحب لمن يحب مطيع وهذه الطريقة من أنجح الوسائل في التربية.. بشرط أن يكون التواصل والحوار مستمراً.
* اعتماد على الخدم
للخدم دور معين ومحدد، وعلى الأم القيام بواجباتها وأن تحدد واجبات للأبناء لتشغيل طاقتهم في المنزل فتقسم الوظائف المنزلية على أفراد المنزل كل حسب قدراته وإمكاناته.
* التربية والصحبة
إهمال التربية الدينية منذ الصغر له أثر سيئ للغاية، ولكن بالمحاولة والصبر والدعاء يمكن توجيه الأبناء للتربية الصالحة، ويساعدهم في ذلك الصحبة الصالحة.. فدور الوالدين أيضاً هو انتقاء أصدقاء أبنائهما والسؤال عنهم لأنهم أساس في صلاح أو فساد الأبناء.
قد يسأل أحد الوالدين ماذا أفعل مع أقارب أبنائي وهل عليّ توجيههم أيضاً؟
أقول نعم.. فلك الأجر والثواب فيمكن أن تحدد يوم في الأسبوع لجمع الأبناء من الأقارب في بيتك في درس إيماني أو جلسة إيمانية يفتح فيها الحوار، وبذلك نضمن البيئة الصالحة للأبناء، فالأسرة هي المحضن والمنشأ الأول والأخير للأبناء، فالأسرة هي المحضن والمنشأ الأول والأخير للأبناء لتوجيههم نحو العقيدة الصحيحة.
* وسائل الإعلام والتليفون
وسائل الإعلام من تلفزيون وفضائيات وإنترنت كلها مصادر تشوش على النهج السليم للأبناء في التربية، فهذه الوسائل تبهرهم وتدهشهم بما تعرضه عليهم.. فيجب الحد من مشاهدتها.
وقد يسأل سائل:
معاكسات التليفون لماذا تتجه إليه بناتنا اليوم؟
إن ذلك نتيجة الجفاء الأسري.. فلا كلمات إطراء أو إعجاب وعيون معلقة بالفضائيات ترى وتسمع أفلاماً عن " البوي فرند" وغيره .. ولهذا تقدم على المعاكسات التي تكون البداية لمصائب كثيرة.
والحل:
هو إشباع الأبناء بالحب والحنان وبكلمات الإطراء والإعجاب حتى يستغنوا عن سماعها من " لصوص الهاتف". ويجب وضع التلفزيون والكمبيوتر والهاتف في صالة المنزل حتى لا ينفرد به الابن أو البنت وبذلك يمكن رؤية ومتابعة كل ما يشاهدونه. ومتابعة ما يشاهد المراهق أمر ضروري للغاية
وأقول لكل أم وأب:
إذا لم يكن لديكما وقت لمشاهدة ما يرى واختيار وانتقاء الأفضل للأبناء، فمن الأفضل الاستغناء نهائياً عن التلفزيون، وذلك خير من تركهم وحدهم يختارون ما يشاهدون دون رقيب.