همي الدعوه
26 Feb 2010, 01:18 AM
جبناء الإعلام يهاجمون الملك من بوابة العلامة البراك
الجمعة 26, فبراير 2010
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فالهجوم الذي يمارسه جبناء الإعلام , على أئمة الإسلام الأعلام , يكشف بجلاء , عداوتهم للقيادة الشرعية والسياسية في نفس الوقت , لكن لخوفهم من التصريح بعداوتهم للقيادة السياسية , فيتجهون للنيل من القيادة العلمية والشرعية , ولسان حالهم يقول : إياكِ أعني واسمعي ياجارة .
لقد اتهموا العلامة البراك بالتشدد , ووصفوه بالتطرف , وأن فتاويه تدعم الإرهاب والغلو , وتوجد المبررات للغلاة , وغير ذلك مما جرت به أقلامهم من الإفك والزور , ومن تأمل حديثهم , ثم نظر في فتوى العلامة البراك , وجد أنهم هم من يدفع الناس إلى الفتنة والفساد , كما يكتشف بلاعناء , أن هجومهم لم يكن المقصود به العلامة البراك وحده , بل كان موجها بالدرجة الأولى للملك المؤسس عبدالعزيز – رحمه الله - , لكن لجبنهم عن التوجه بالنقد المباشر له , فقد آثروا الهجوم عليه بطريقة ماكرة .
من قرأ فتوى العلامة البراك – حفظه الله - , وجد أنها لاتختلف عمَّا قاله الملك المؤسس – رحمه الله - , فهل يمكن أن يتجرأ هؤلاء على وصفه بالتشدد والتطرف , ودعم الإرهاب والغلو ؟ .
بل من تأمل كلام المؤسس – رحمه الله - , وقارنه بزمنه , ثم نظرإلى ما آلت إليه الأمور في زمننا هذا , بسبب الاختلاط , فسيعتقد جازما أن لغته ستكون أقوى وأقسى , لأنه لايمكن أن يصدر منه ذلك القول , الذي تجلله الغيرة والحمية , وتفوح منه الأمانة والديانة , ثم إذا رأى مايفوق ما حذَّر منه , ويتعدى ما وصفه بمراحل , تتغير مواقفه , وتختلف لغته .
مايريد الوصول إليه جبناء الإعلام , أو غيرهم ممن تناول العلامة البراك بالإساءة , هو تقرير أن الملك المؤسس – رحمه الله - كان متطرفا , وإلا كيف يتناولون العلامة البراك بهذا الهجوم السافر , ويسكتون عمَّن قال مالايختلف عن قوله , إن لم يكن ماقاله أشد وأقوى ؟ .
أما ماسوى ذلك من ليِّ نص كلام العلامة البراك , وحمله على غير مراد الشيخ منه , فهذا لايؤاخذ الشيخ عليه , بل المؤآخذ , والذي تلحقه اللائمة , هو من رام الإساءة له بتحوير كلامه , أو من تلقفه بالنقد , وهو يجهل لغة العلماء , وثقافته لاتتجاوزصفحات الجرائد والمجلات .
ماقاله العلامة البراك يقرره علماء الشريعة , ولغة الشيخ قد احتاط فيها احتياطا يقطع الطريق على الجهلة , وهي لغة يستعصي فهمها على من أشرب قلبه الفتنة والهوى .
ومن تأمل تقييدات العلامة واحتياطاته , عرف مقدار الفاصل بين ثقافة هؤلاء الإعلاميين , وبين مصطلحات علماء الشريعة , وإلا فهل يقول أحد بأن من استحل محرَّما مجمعاً على تحريمه ليس بكافر , إلا أن يكون جاهلاً أو متأولاً , فمثل هذا يعرَّف كما قال العلامة البراك , وتقام عليه الحجة .
لقد جعل هذا العلامة – حفظه الله – بين يدي الحكم بالردة , استحلال محرمات , ووصفها بالمحرمات , خروجاً من الخلاف في بعض الأمور الجزئية , التي تطرأ على هامش تلك الأحكام , ومعلوم أن وصف الشيخ لها بالمحرمات , يعني خروج ماهو محل نزاع وأخذ ورد , ولكن هيهات هيهات أن يعي هذا فقهاء الأعمدة الصحفية , أو أن يبرزه المصطادون في المياه العكرة , لأنه لو تم تناول فتوى شيخنا بمثل هذا التقرير , الذي يجلي احتياطاته فيها , ويقرر موافقته لأصول أهل السنة والجماعة , لما وجد أعداء الشيخ والفضيلة مايشغبون به عليه وعليها .
والآن حان الوقت , لتروا بأعينكم , أن ماقاله العلامة البراك – حفظه الله - , لايختلف عمَّا قاله الملك المؤسس – رحمه الله - , ولكنهم لايقدرون على سب الملك ومهاجمته , إلا عن طريق مهاجمة غيره , وتلك والله صفة الجبناء الأنذال :
النص الأول وهو من أقوال الملك المؤسس - رحمه الله - :
( أقبح ما هناك في الأخلاق ، ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن ، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها ، حتى نبذن وظائفهن الأساسية ، من تدبير المنزل ، وتربية الأطفال ، وتوجيه الناشئة ، الذين هم فلذات أكبادهن ، وأمل المستقبل ، إلى ما فيه حب الدين والوطن ، ومكارم الأخلاق ، ونسين واجباتهن الخُلُقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم ، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة .
ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل ، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن ، فلا - والله - ليس هذا " التمدن " في شرعنا وعرفنا وعادتنا ، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة ، أن يرى زوجته أو أحد من عائلته ، أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي .
هذه طريق شائكة ، تدفع بالأمة إلى هوة الدمار ، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه ، خارج من عقله ، خارج من بيته .
فالعائلة هي الركن في بناء الأمم ، وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها .
إننا لا نريد من كلامنا هذا، التعسف والتجبر في أمر النساء ، فالدين الإسلامي قد شرع لهن حقوقاً يتمتعن بها ، لا توجد حتى الآن في قوانين أرقى الأمم المتمدنة ، وإذا اتبعنا تعاليمه كما يجب ، فلا نجد في تقاليدنا الإسلامية ، وشرعنا السامي ، ما يؤخذ علينا ، ولا يمنع من تقدمنا في مضمار الحياة والرقي ، إذا وجهنا المرأة إلى وظائفها الأساسية ، وهذا ما يعترف به كثير من الأوروبيين ، من أرباب الحصانة والإنصاف .
ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب ، واجتمع بهم كثير ممن نثق بهم من المسلمين وسمعناهم يشكون مرّ الشكوى ، من تفكك الأخلاق ، وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد ، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا ، وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشرية إلى طريق الهدى ، وساحل السلامة ، ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها ، وتنذر ملكهم بالخراب والدمار ، والحروب الجائرة .
وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم ، قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم ، والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة ، وهم لا يفتأون في تنبيه شعوبهم ، بالكتب والنشرات والجرائد ، على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب .
إنني لأعجب أكبر العجب ، ممن يدعي النور والعلم ، وحب الرقي لبلاده ، من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها ، ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم ، ثم لا ترعوي عن ذلك ، وتتبارى في طغيانها ، وتستمر في عمل كل أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية ، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، رحمةً وهدى لنا ولسائر البشر .
فالواجب على كل مسلم وعربي ، فخور بدينه ، معتز بعربيته ، ألا يخالف مبادئه الدينية ، وما أمر به الله تعالى، بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش ، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه ، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة ، والعلم الصحيح ، والسير على الأخلاق الكريمة ، والانصراف عن الرذيلة ، وكل ما من شأنه أن يمس الدين ، والسمت العربي ، والمروءة ، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده ، الذين أتوا بأعاظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعة ، التي تحث على عبادة الله وحده ، وإخلاص النية في العمل ، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه ، ومعنى الإسلام وعظمته، وما جاء به نبينا : ذلك البطل الكريم والعظيم صلى الله عليه وسلم من التعاليم القيمة التي تُسعد الإنسان في الدارين ، وتُعلمُه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وأن يقوم بأمر عائلته ، ويصلح من شأنها ، ويتذوق ثمرة عمله الشريف ، فإذا عمل ، فقد قام بواجبه ، وخدم وطنه وبلاده ) .
النص الثاني وهو فتوى الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك – حفظه الله - :
( فإن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم ـ وهو المنشود للعصرانيين ـ حرامٌ , لأنه يتضمن النظر الحرام , والتبرج الحرام , والسفور الحرام , والخلوة الحرام , والكلام الحرام بين الرجال والنساء ، وكل ذلك طريق إلى ما بعده .
والباعث للعصرانيين الداعين إلى هذا الاختلاط أمران :
الأول : النزعة إلى حياة الغرب الكافر ، فعقولهم مستغرِبة ، ويريدون تغريب الأمة , بل يريدون فرض هذاالتغريب .
الثاني : اتباع الشهوات ، قال تعالى : ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا )
ومن استحل هذا الاختلاط ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ فهو مستحل لهذه المحرمات ، ومن استحلها فهو كافر ، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا ، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله ، والأصل في ذلك أن من جحد معلوما من دين الإسلام بالضرورة كفر لأنه مكذب أو غير ملتزم بأحكام الشريعة ، وهذا مقرر ومعروف عند علماء الإسلام ، أعني تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء على الوجه المذكور ، ومضى العمل بعدم الاختلاط عند المسلمين في جميع القرون حتى استولى الكفار من اليهود والنصارى على كثير من البلاد الإسلامية ، وهو ما يسمى بالاستعمار ، وكان تغريب المرأة وحملها على التمرد على أحكام الإسلام وآدابه باسم تحرير المرأة هو أهمَ وسيلة اتخذوها لتغيير مجتمعات المسلمين وتغريبها ، ونشر فاحشة الزنا فيها ، من خلال مؤسسات الفجور كدور السينما وبيوت الرقص والغناء .
وقد كانت بلادنا المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين في منأى عن ذلك إذ سلمها الله من وطأة الاستعمار النصراني ، وقد أنعم الله على هذه البلاد بدعوة الإصلاح وتجديد دعوة التوحيد على يد الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله، الدعوة التي لا نزال نتمتع بآثارها ولله الحمد ، ولكن أعداء الإسلام قد غاظهم أن تبقى هذه البلاد على أصالتها وطهر مجتمعها وعفة نسائها ، فاتخذوا من الدعوة إلى ما يسمى حقوق المرأة أداة للوصول إلى مآربهم ، فطالبوا بنزع الحجاب ، والتخلص من المحرم، واختلاط المرأة بالرجال في العمل والتعليم ، بل طالبوا بتسوية المرأة بالرجل في كل شيء ، وهذا مصداق قوله تعالى : ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا ) ، وفُسِّر الذي يتبعون الشهوات بالزناة واليهود والنصارى ، كما صرح به ابن كثير وهو المأثور عن السلف رحمهم الله .
ولا تستغرب أيها المسلم أن الإنسان قد يكفر بكلمة وهو لا يشعر ، فلا تأمن على نفسك ، بل الحذر الحذر! وفي الحديث : ( وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ) رواه البخاري .
ومما يحسن التنبيه إليه أن كل من رضي بعمل ابنته أو أخته أو زوجته مع الرجال أو بالدراسة المختلطة فهو قليل الغيرة على عرضه ، وهذا نوع من الدياثة ، لأنه بذلك يرضى بنظر الرجال الأجانب إليها ، وغير ذلك مما يجر إليه الاختلاط .
وإني بهذه المناسبة أتوجه إلى ولاة الأمر وفقهم الله ليقفوا هذه الفتنة فتنة الدعوة إلى الاختلاط ، ويحموا مجتمعنا من أسباب الفساد بسد أبوابه ، نصرة لله ورسوله ، وأداء لأمانة المسؤولية ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) وفق الله ولاة أمورنا لما فيه الخير لهذه الأمة ، وحفظ الله بلادنا من كيد الكائدين وأطماع الحاقدين ) .
وحيث قرأتم كامل النصَّين , فأسألكم بالله هل يجرؤ جبناء الإعلام على نقد الملك المؤسس , كما تجرأ غلمانهم على نقد العلامة البراك ؟ .
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين .
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقاوارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
الشيخ : سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش
أبومالك
لجينيات
الجمعة 26, فبراير 2010
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فالهجوم الذي يمارسه جبناء الإعلام , على أئمة الإسلام الأعلام , يكشف بجلاء , عداوتهم للقيادة الشرعية والسياسية في نفس الوقت , لكن لخوفهم من التصريح بعداوتهم للقيادة السياسية , فيتجهون للنيل من القيادة العلمية والشرعية , ولسان حالهم يقول : إياكِ أعني واسمعي ياجارة .
لقد اتهموا العلامة البراك بالتشدد , ووصفوه بالتطرف , وأن فتاويه تدعم الإرهاب والغلو , وتوجد المبررات للغلاة , وغير ذلك مما جرت به أقلامهم من الإفك والزور , ومن تأمل حديثهم , ثم نظر في فتوى العلامة البراك , وجد أنهم هم من يدفع الناس إلى الفتنة والفساد , كما يكتشف بلاعناء , أن هجومهم لم يكن المقصود به العلامة البراك وحده , بل كان موجها بالدرجة الأولى للملك المؤسس عبدالعزيز – رحمه الله - , لكن لجبنهم عن التوجه بالنقد المباشر له , فقد آثروا الهجوم عليه بطريقة ماكرة .
من قرأ فتوى العلامة البراك – حفظه الله - , وجد أنها لاتختلف عمَّا قاله الملك المؤسس – رحمه الله - , فهل يمكن أن يتجرأ هؤلاء على وصفه بالتشدد والتطرف , ودعم الإرهاب والغلو ؟ .
بل من تأمل كلام المؤسس – رحمه الله - , وقارنه بزمنه , ثم نظرإلى ما آلت إليه الأمور في زمننا هذا , بسبب الاختلاط , فسيعتقد جازما أن لغته ستكون أقوى وأقسى , لأنه لايمكن أن يصدر منه ذلك القول , الذي تجلله الغيرة والحمية , وتفوح منه الأمانة والديانة , ثم إذا رأى مايفوق ما حذَّر منه , ويتعدى ما وصفه بمراحل , تتغير مواقفه , وتختلف لغته .
مايريد الوصول إليه جبناء الإعلام , أو غيرهم ممن تناول العلامة البراك بالإساءة , هو تقرير أن الملك المؤسس – رحمه الله - كان متطرفا , وإلا كيف يتناولون العلامة البراك بهذا الهجوم السافر , ويسكتون عمَّن قال مالايختلف عن قوله , إن لم يكن ماقاله أشد وأقوى ؟ .
أما ماسوى ذلك من ليِّ نص كلام العلامة البراك , وحمله على غير مراد الشيخ منه , فهذا لايؤاخذ الشيخ عليه , بل المؤآخذ , والذي تلحقه اللائمة , هو من رام الإساءة له بتحوير كلامه , أو من تلقفه بالنقد , وهو يجهل لغة العلماء , وثقافته لاتتجاوزصفحات الجرائد والمجلات .
ماقاله العلامة البراك يقرره علماء الشريعة , ولغة الشيخ قد احتاط فيها احتياطا يقطع الطريق على الجهلة , وهي لغة يستعصي فهمها على من أشرب قلبه الفتنة والهوى .
ومن تأمل تقييدات العلامة واحتياطاته , عرف مقدار الفاصل بين ثقافة هؤلاء الإعلاميين , وبين مصطلحات علماء الشريعة , وإلا فهل يقول أحد بأن من استحل محرَّما مجمعاً على تحريمه ليس بكافر , إلا أن يكون جاهلاً أو متأولاً , فمثل هذا يعرَّف كما قال العلامة البراك , وتقام عليه الحجة .
لقد جعل هذا العلامة – حفظه الله – بين يدي الحكم بالردة , استحلال محرمات , ووصفها بالمحرمات , خروجاً من الخلاف في بعض الأمور الجزئية , التي تطرأ على هامش تلك الأحكام , ومعلوم أن وصف الشيخ لها بالمحرمات , يعني خروج ماهو محل نزاع وأخذ ورد , ولكن هيهات هيهات أن يعي هذا فقهاء الأعمدة الصحفية , أو أن يبرزه المصطادون في المياه العكرة , لأنه لو تم تناول فتوى شيخنا بمثل هذا التقرير , الذي يجلي احتياطاته فيها , ويقرر موافقته لأصول أهل السنة والجماعة , لما وجد أعداء الشيخ والفضيلة مايشغبون به عليه وعليها .
والآن حان الوقت , لتروا بأعينكم , أن ماقاله العلامة البراك – حفظه الله - , لايختلف عمَّا قاله الملك المؤسس – رحمه الله - , ولكنهم لايقدرون على سب الملك ومهاجمته , إلا عن طريق مهاجمة غيره , وتلك والله صفة الجبناء الأنذال :
النص الأول وهو من أقوال الملك المؤسس - رحمه الله - :
( أقبح ما هناك في الأخلاق ، ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن ، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها ، حتى نبذن وظائفهن الأساسية ، من تدبير المنزل ، وتربية الأطفال ، وتوجيه الناشئة ، الذين هم فلذات أكبادهن ، وأمل المستقبل ، إلى ما فيه حب الدين والوطن ، ومكارم الأخلاق ، ونسين واجباتهن الخُلُقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم ، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة .
ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل ، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن ، فلا - والله - ليس هذا " التمدن " في شرعنا وعرفنا وعادتنا ، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة ، أن يرى زوجته أو أحد من عائلته ، أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي .
هذه طريق شائكة ، تدفع بالأمة إلى هوة الدمار ، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه ، خارج من عقله ، خارج من بيته .
فالعائلة هي الركن في بناء الأمم ، وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها .
إننا لا نريد من كلامنا هذا، التعسف والتجبر في أمر النساء ، فالدين الإسلامي قد شرع لهن حقوقاً يتمتعن بها ، لا توجد حتى الآن في قوانين أرقى الأمم المتمدنة ، وإذا اتبعنا تعاليمه كما يجب ، فلا نجد في تقاليدنا الإسلامية ، وشرعنا السامي ، ما يؤخذ علينا ، ولا يمنع من تقدمنا في مضمار الحياة والرقي ، إذا وجهنا المرأة إلى وظائفها الأساسية ، وهذا ما يعترف به كثير من الأوروبيين ، من أرباب الحصانة والإنصاف .
ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب ، واجتمع بهم كثير ممن نثق بهم من المسلمين وسمعناهم يشكون مرّ الشكوى ، من تفكك الأخلاق ، وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد ، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا ، وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشرية إلى طريق الهدى ، وساحل السلامة ، ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها ، وتنذر ملكهم بالخراب والدمار ، والحروب الجائرة .
وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم ، قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم ، والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة ، وهم لا يفتأون في تنبيه شعوبهم ، بالكتب والنشرات والجرائد ، على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب .
إنني لأعجب أكبر العجب ، ممن يدعي النور والعلم ، وحب الرقي لبلاده ، من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها ، ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم ، ثم لا ترعوي عن ذلك ، وتتبارى في طغيانها ، وتستمر في عمل كل أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية ، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، رحمةً وهدى لنا ولسائر البشر .
فالواجب على كل مسلم وعربي ، فخور بدينه ، معتز بعربيته ، ألا يخالف مبادئه الدينية ، وما أمر به الله تعالى، بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش ، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه ، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة ، والعلم الصحيح ، والسير على الأخلاق الكريمة ، والانصراف عن الرذيلة ، وكل ما من شأنه أن يمس الدين ، والسمت العربي ، والمروءة ، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده ، الذين أتوا بأعاظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعة ، التي تحث على عبادة الله وحده ، وإخلاص النية في العمل ، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه ، ومعنى الإسلام وعظمته، وما جاء به نبينا : ذلك البطل الكريم والعظيم صلى الله عليه وسلم من التعاليم القيمة التي تُسعد الإنسان في الدارين ، وتُعلمُه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وأن يقوم بأمر عائلته ، ويصلح من شأنها ، ويتذوق ثمرة عمله الشريف ، فإذا عمل ، فقد قام بواجبه ، وخدم وطنه وبلاده ) .
النص الثاني وهو فتوى الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك – حفظه الله - :
( فإن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم ـ وهو المنشود للعصرانيين ـ حرامٌ , لأنه يتضمن النظر الحرام , والتبرج الحرام , والسفور الحرام , والخلوة الحرام , والكلام الحرام بين الرجال والنساء ، وكل ذلك طريق إلى ما بعده .
والباعث للعصرانيين الداعين إلى هذا الاختلاط أمران :
الأول : النزعة إلى حياة الغرب الكافر ، فعقولهم مستغرِبة ، ويريدون تغريب الأمة , بل يريدون فرض هذاالتغريب .
الثاني : اتباع الشهوات ، قال تعالى : ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا )
ومن استحل هذا الاختلاط ـ وإن أدى إلى هذه المحرمات ـ فهو مستحل لهذه المحرمات ، ومن استحلها فهو كافر ، ومعنى ذلك أنه يصير مرتدا ، فيُعرَّف وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله ، والأصل في ذلك أن من جحد معلوما من دين الإسلام بالضرورة كفر لأنه مكذب أو غير ملتزم بأحكام الشريعة ، وهذا مقرر ومعروف عند علماء الإسلام ، أعني تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء على الوجه المذكور ، ومضى العمل بعدم الاختلاط عند المسلمين في جميع القرون حتى استولى الكفار من اليهود والنصارى على كثير من البلاد الإسلامية ، وهو ما يسمى بالاستعمار ، وكان تغريب المرأة وحملها على التمرد على أحكام الإسلام وآدابه باسم تحرير المرأة هو أهمَ وسيلة اتخذوها لتغيير مجتمعات المسلمين وتغريبها ، ونشر فاحشة الزنا فيها ، من خلال مؤسسات الفجور كدور السينما وبيوت الرقص والغناء .
وقد كانت بلادنا المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين في منأى عن ذلك إذ سلمها الله من وطأة الاستعمار النصراني ، وقد أنعم الله على هذه البلاد بدعوة الإصلاح وتجديد دعوة التوحيد على يد الإمامين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله، الدعوة التي لا نزال نتمتع بآثارها ولله الحمد ، ولكن أعداء الإسلام قد غاظهم أن تبقى هذه البلاد على أصالتها وطهر مجتمعها وعفة نسائها ، فاتخذوا من الدعوة إلى ما يسمى حقوق المرأة أداة للوصول إلى مآربهم ، فطالبوا بنزع الحجاب ، والتخلص من المحرم، واختلاط المرأة بالرجال في العمل والتعليم ، بل طالبوا بتسوية المرأة بالرجل في كل شيء ، وهذا مصداق قوله تعالى : ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا ) ، وفُسِّر الذي يتبعون الشهوات بالزناة واليهود والنصارى ، كما صرح به ابن كثير وهو المأثور عن السلف رحمهم الله .
ولا تستغرب أيها المسلم أن الإنسان قد يكفر بكلمة وهو لا يشعر ، فلا تأمن على نفسك ، بل الحذر الحذر! وفي الحديث : ( وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ) رواه البخاري .
ومما يحسن التنبيه إليه أن كل من رضي بعمل ابنته أو أخته أو زوجته مع الرجال أو بالدراسة المختلطة فهو قليل الغيرة على عرضه ، وهذا نوع من الدياثة ، لأنه بذلك يرضى بنظر الرجال الأجانب إليها ، وغير ذلك مما يجر إليه الاختلاط .
وإني بهذه المناسبة أتوجه إلى ولاة الأمر وفقهم الله ليقفوا هذه الفتنة فتنة الدعوة إلى الاختلاط ، ويحموا مجتمعنا من أسباب الفساد بسد أبوابه ، نصرة لله ورسوله ، وأداء لأمانة المسؤولية ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) وفق الله ولاة أمورنا لما فيه الخير لهذه الأمة ، وحفظ الله بلادنا من كيد الكائدين وأطماع الحاقدين ) .
وحيث قرأتم كامل النصَّين , فأسألكم بالله هل يجرؤ جبناء الإعلام على نقد الملك المؤسس , كما تجرأ غلمانهم على نقد العلامة البراك ؟ .
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين .
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقاوارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
الشيخ : سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش
أبومالك
لجينيات