البدر الشاكي
14 Nov 2003, 04:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الملك الحق المبين، أمر بالصدق ورفع درجات الصادقين، أحمد ربي وأشكره على نعمه الظاهرة والباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القوي المتين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فاتقوا الله تعالى بامتثال أمره، والبعد عن غضبه ومعصيته، فإن التقوى باب كل خير، والفجور باب كل شر.
واعلموا -عباد الله- أن منزلة العبد عند ربه هي بإيمانه وخلقه، وقيمة الإنسان عند الله وعند الخلق هي بهذا الإيمان والعمل الصالح، لا بماله ولا بقوته، قال الله تعالى: وَمَا أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ بِٱلَّتِى تُقَرّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلاَّ مَنْ ءامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحاً فَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ جَزَاء ٱلضّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِى ٱلْغُرُفَـٰتِ ءامِنُونَ [سبأ:37].
ألا وإن الأعمال الصالحة تتفاضل في الثواب، والصفات الحميدة يزيد بعضها على بعض في الأجر والمنازل، بحسب عموم نفعها لصاحبها وللخلق، كما أن الأعمال السيئة والأفعال والصفات القبيحة يعظم عقابها وجزاؤها الأليم بحسب ضررها، وطيران شررها لصاحبها وللخلق، قال الله تعالى: وَلِكُلّ دَرَجَـٰتٌ مّمَّا عَمِلُواْ وَلِيُوَفّيَهُمْ أَعْمَـٰلَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [الأحقاف:19].
ألا وإن الصدق خلق كريم، ووصف حسن عظيم، لا يتصف به إلا ذو القلب السليم، أمر الله به في كتابه فقال: يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ [التوبة:119].
الصدق يكشف عن معدن الإنسان وحسن سريرته، وطيب سيرته، كما أن الكذب يكشف عن خبث الطوية، وقبح السيرة. الصدق منجاة، والكذب مرداة. الصدق محبوب ممدوح في العقول السليمة، والفطر المستقيمة، حث على الصدق رسول الهدى ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) [رواه البخاري ومسلم].
وقد وعد الله على الصدق ثوابه العظيم، وجزاءه الكبير في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يرزق صاحب الصدق حسن الأحدوثة، ومحبة الله، ومحبة الخلق، وتُثمّن أقواله، ويوثق به، ويؤمن جانبه، ويريح الناس من شره، ويحسن إلى نفسه وإلى غيره، ويعافى من الشرور والمهالك، التي تصيب الكذابين، ويطمئن باله وقلبه، فلا يمزّقه القلق والخوف، فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله : ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة)) [رواه الترمذي وقال: حديث صحيح].
وتكون عواقب الصادق في حياته إلى خير، كما في حديث كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة تخلقه عن غزوة تبوك، (قلت: يا رسول الله، إني -والله- لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، لقد أعطيت جدلاً، ولكني -والله- لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله يسخطك علي، وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه، إني لأرجو فيه عقبى الله عز وجل) [رواه البخاري ومسلم]، أي أرجو من الله تعالى العاقبة الحميدة في صدقي، وقد كان ذلك.
وأما ثواب الصدق في الآخرة فرضوان الله تعالى، والدرجات العلى في الجنة، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ففي القرآن العظيم قال الله: هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ [المائدة:119]، وقال تعالى: وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مّنَ ٱلنَّبِيّينَ وَٱلصّدّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاء وَٱلصَّـٰلِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً [النساء:69].
فما حقيقة هذا الصدق الذي وعد الله عليه أحسن الثواب، ونجّى صاحبه من العذاب؟
الصدق: صدق قول وصدق فعل.
فصدق القول: أن يقول الحق بتبليغ كلام الله تعالى، أو كلام رسول الله ، أو يأمر بحق، أو ينهى عن باطل، أو يخبر بما يطابق الواقع، قال الله تعالى: وَٱلَّذِى جَاء بِٱلصّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ [الزمر:33]، وفي الحديث عن النبي : ((المؤمن إذا قال صدق، وإذا قيل له يُصدِّق)).
والصدق في الفعل: هو معاملة الله تعالى بصدق نية، وإخلاص، ومحبة، ويقين، واتباع لشرع رسول الله ، ومعاملة الخلق بصدق ورحمة ووفاء، قال الله تعالى: وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱلْمَلَـئِكَةِ وَٱلْكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِيّينَ وَءاتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبّهِ ذَوِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّائِلِينَ وَفِي ٱلرّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَـٰهَدُواْ وَٱلصَّابِرِينَ فِى ٱلْبَأْسَاء وٱلضَّرَّاء وَحِينَ ٱلْبَأْسِ أُولَـئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ [البقرة:177]، وقال تعالى: مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً [الأحزاب:23].
والإيمان أصله الصدق والتصديق، فالصدق إذًا يكون بالأقوال، ويكون بالأفعال، وقد كان السلف رضي الله عنهم أشد الناس تمسكًا بخلق الصدق مع ربهم، ومع عباد الله، عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال: (قلت: يا رسول الله، إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدّث إلا صدقًا ما بقيت، فوالله ما علمت أحدًا من المسلمين أبلاه الله تعالى في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله أحسن مما أبلاني الله تعالى، والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى فيما بقي) [رواه البخاري ومسلم].
ووصف الله المهاجرين الأولين بخلق الصدق فقال تعالى: لِلْفُقَرَاء الْمُهَـٰجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأَمْوٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوٰناً وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ [الحشر:8].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين، وبقوله القويم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الملك القدوس السلام، رفع منار الإسلام، وعمّ خلقه بالنعم العظام، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، كشف الله به دياجير الظلام، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام، أما بعد:
فاتقوا الله وأطيعوه، وتقربوا إليه بما يرضيه .
أيها المسلمون، إن الصدق خلق يحبه الله ورسوله، ويعرف فضله العقلاء الحكماء، دعا إليه نبي الرحمة ، مع دعوته لعبادة الله وحده أول بعثته، عن أبي سفيان رضي الله عنه أن هرقل سأله عن النبي فقال: فماذا يأمركم؟ قلت: يقول: ((اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم))، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. [رواه البخاري ومسلم] ، وقال الله تعالى: إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَـٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَٱلْقَـٰنِتِينَ وَٱلْقَـٰنِتَـٰتِ وَٱلصَّـٰدِقِينَ وَٱلصَّـٰدِقَـٰتِ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَٱلصَّـٰبِرٰتِ وَٱلْخَـٰشِعِينَ وَٱلْخَـٰشِعَـٰتِ وَٱلْمُتَصَدّقِينَ وَٱلْمُتَصَدّقَـٰتِ وٱلصَّـٰئِمِينَ وٱلصَّـٰئِمَـٰتِ وَٱلْحَـٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَـٰفِـظَـٰتِ وَٱلذاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذاكِرٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الأحزاب:35].
فكونوا -عباد الله- من الصادقين في أقوالكم وأعمالكم، فإن الصدق باب من أبواب الجنة لا يقرّب أجلا، ولا يمنع رزقاً، ولا يفوّت مصلحة.
أيها المسلمون، إن من الصدق الابتعاد عن الغدر والخيانة، والمكر والخديعة، وإن أقبح الكذب؛ الكذب على الله تعالى، وإن من أعظم الكذب وأشده الكذب على الإسلام لتحميله ما لا يليق به، واتهامه بما هو منه بريء، وإلصاق الظلم والعدوان به.
الإسلام دين الرحمة والعطف، قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَـٰلَمِينَ [الأنبياء:107]. الإسلام دين العدل والإنصاف والإحسان، قال الله تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْى [النحل:90]. الإسلام دين الوفاء والأمانة، قال الله تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ [المائدة:1]. وقال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأمَـٰنَـٰتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ [النساء:58].
لقد ابتلي الإسلام بمن يفتري عليه أنواعاً من الافتراءات، ويكذب عليه أنواعا من الكذب، لقد اتّهم المغرضون الإسلام في هذا العصر بالإرهاب والعدوان والظلم والتخريب، ولكن الإسلام بتعاليمه السمحة، وسمو تشريعاته، وكمال أحكامه الرحيمة يحارب ويندد ويمنع الظلم والبغي والعدوان والإفساد في الأرض والإرهاب الذي يستهدف البريئين من الشيوخ والنساء والأطفال والنفوس التي لا ذنب لها من المسلمين أو غير المسلمين، قال الله تعالى: وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ [المائدة:87].
فالإسلام هو الدين الحق الذي يأمر بكل خير وصلاح للبشرية، وينهى عن كل شر وفساد، وضرر للبشرية.
عباد الله، إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلم تسليم كثيرا. اللهم وارض عن الصحابة أجمعين وعن الخلفاء الراشدين الأمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وارض عنا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذِلّ الشرك والمشركين، اللهم احفظ الإسلام وأهله في كل مكان، اللهم احفظ الإسلام وأهله في كل مكان، اللهم احفظ الإسلام وأهله في كل مكان. اللهم أعز الإسلام وأهله في كل ومكان، اللهم أعز الإسلام وأهله في كل ومكان، اللهم أعز الإسلام وأهله في كل ومكان، يا رب العالمين. اللهم نوّر على أهل القبور من المسلمين قبورهم، واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين من المسلمين، واقض الدين عن المدنين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم واشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم واشف مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم احفظ بلادنا من كل سوء وشر ومكروه يا رب العالمين، واحفظ بلاد المسلمين إنك على كل شيء قدير. اللهم واحفظ مقدسات المسلمين يا قوي يا متين. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم احفظ ووفق إمامنا لما تحب وترضى، اللهم واجعل عمله في رضاك وهداك يا رب العالمين. اللهم اجعله من الهداة المهتدين، اللهم أعنه على أمور الدنيا والدين، ووفق بطانته لما فيه الخير للإسلام والمسلمين يا رب العالمين. اللهم وفق نائبيه لما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين يا رب العالمين، ووفق إخوانه لما فيه الخير للمسلمين، إنك على كل شيء قدير. اللهم واجعل ولاة المسلمين عملهم خيرًا لشعوبهم وأوطانهم، يا رب العالمين. اللهم اغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ . [النحل:90 ، 91]
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون
خطبة الجمعة 
الحمد لله رب العالمين، الملك الحق المبين، أمر بالصدق ورفع درجات الصادقين، أحمد ربي وأشكره على نعمه الظاهرة والباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القوي المتين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فاتقوا الله تعالى بامتثال أمره، والبعد عن غضبه ومعصيته، فإن التقوى باب كل خير، والفجور باب كل شر.
واعلموا -عباد الله- أن منزلة العبد عند ربه هي بإيمانه وخلقه، وقيمة الإنسان عند الله وعند الخلق هي بهذا الإيمان والعمل الصالح، لا بماله ولا بقوته، قال الله تعالى: وَمَا أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ بِٱلَّتِى تُقَرّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلاَّ مَنْ ءامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحاً فَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ جَزَاء ٱلضّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِى ٱلْغُرُفَـٰتِ ءامِنُونَ [سبأ:37].
ألا وإن الأعمال الصالحة تتفاضل في الثواب، والصفات الحميدة يزيد بعضها على بعض في الأجر والمنازل، بحسب عموم نفعها لصاحبها وللخلق، كما أن الأعمال السيئة والأفعال والصفات القبيحة يعظم عقابها وجزاؤها الأليم بحسب ضررها، وطيران شررها لصاحبها وللخلق، قال الله تعالى: وَلِكُلّ دَرَجَـٰتٌ مّمَّا عَمِلُواْ وَلِيُوَفّيَهُمْ أَعْمَـٰلَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [الأحقاف:19].
ألا وإن الصدق خلق كريم، ووصف حسن عظيم، لا يتصف به إلا ذو القلب السليم، أمر الله به في كتابه فقال: يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ [التوبة:119].
الصدق يكشف عن معدن الإنسان وحسن سريرته، وطيب سيرته، كما أن الكذب يكشف عن خبث الطوية، وقبح السيرة. الصدق منجاة، والكذب مرداة. الصدق محبوب ممدوح في العقول السليمة، والفطر المستقيمة، حث على الصدق رسول الهدى ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) [رواه البخاري ومسلم].
وقد وعد الله على الصدق ثوابه العظيم، وجزاءه الكبير في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يرزق صاحب الصدق حسن الأحدوثة، ومحبة الله، ومحبة الخلق، وتُثمّن أقواله، ويوثق به، ويؤمن جانبه، ويريح الناس من شره، ويحسن إلى نفسه وإلى غيره، ويعافى من الشرور والمهالك، التي تصيب الكذابين، ويطمئن باله وقلبه، فلا يمزّقه القلق والخوف، فعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله : ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة)) [رواه الترمذي وقال: حديث صحيح].
وتكون عواقب الصادق في حياته إلى خير، كما في حديث كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة تخلقه عن غزوة تبوك، (قلت: يا رسول الله، إني -والله- لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، لقد أعطيت جدلاً، ولكني -والله- لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله يسخطك علي، وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه، إني لأرجو فيه عقبى الله عز وجل) [رواه البخاري ومسلم]، أي أرجو من الله تعالى العاقبة الحميدة في صدقي، وقد كان ذلك.
وأما ثواب الصدق في الآخرة فرضوان الله تعالى، والدرجات العلى في الجنة، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ففي القرآن العظيم قال الله: هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ [المائدة:119]، وقال تعالى: وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مّنَ ٱلنَّبِيّينَ وَٱلصّدّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاء وَٱلصَّـٰلِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً [النساء:69].
فما حقيقة هذا الصدق الذي وعد الله عليه أحسن الثواب، ونجّى صاحبه من العذاب؟
الصدق: صدق قول وصدق فعل.
فصدق القول: أن يقول الحق بتبليغ كلام الله تعالى، أو كلام رسول الله ، أو يأمر بحق، أو ينهى عن باطل، أو يخبر بما يطابق الواقع، قال الله تعالى: وَٱلَّذِى جَاء بِٱلصّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ [الزمر:33]، وفي الحديث عن النبي : ((المؤمن إذا قال صدق، وإذا قيل له يُصدِّق)).
والصدق في الفعل: هو معاملة الله تعالى بصدق نية، وإخلاص، ومحبة، ويقين، واتباع لشرع رسول الله ، ومعاملة الخلق بصدق ورحمة ووفاء، قال الله تعالى: وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱلْمَلَـئِكَةِ وَٱلْكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِيّينَ وَءاتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبّهِ ذَوِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّائِلِينَ وَفِي ٱلرّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَـٰهَدُواْ وَٱلصَّابِرِينَ فِى ٱلْبَأْسَاء وٱلضَّرَّاء وَحِينَ ٱلْبَأْسِ أُولَـئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ [البقرة:177]، وقال تعالى: مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً [الأحزاب:23].
والإيمان أصله الصدق والتصديق، فالصدق إذًا يكون بالأقوال، ويكون بالأفعال، وقد كان السلف رضي الله عنهم أشد الناس تمسكًا بخلق الصدق مع ربهم، ومع عباد الله، عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال: (قلت: يا رسول الله، إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدّث إلا صدقًا ما بقيت، فوالله ما علمت أحدًا من المسلمين أبلاه الله تعالى في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله أحسن مما أبلاني الله تعالى، والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى فيما بقي) [رواه البخاري ومسلم].
ووصف الله المهاجرين الأولين بخلق الصدق فقال تعالى: لِلْفُقَرَاء الْمُهَـٰجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأَمْوٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوٰناً وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ [الحشر:8].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين، وبقوله القويم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الملك القدوس السلام، رفع منار الإسلام، وعمّ خلقه بالنعم العظام، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، كشف الله به دياجير الظلام، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام، أما بعد:
فاتقوا الله وأطيعوه، وتقربوا إليه بما يرضيه .
أيها المسلمون، إن الصدق خلق يحبه الله ورسوله، ويعرف فضله العقلاء الحكماء، دعا إليه نبي الرحمة ، مع دعوته لعبادة الله وحده أول بعثته، عن أبي سفيان رضي الله عنه أن هرقل سأله عن النبي فقال: فماذا يأمركم؟ قلت: يقول: ((اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم))، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. [رواه البخاري ومسلم] ، وقال الله تعالى: إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَـٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَٱلْقَـٰنِتِينَ وَٱلْقَـٰنِتَـٰتِ وَٱلصَّـٰدِقِينَ وَٱلصَّـٰدِقَـٰتِ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَٱلصَّـٰبِرٰتِ وَٱلْخَـٰشِعِينَ وَٱلْخَـٰشِعَـٰتِ وَٱلْمُتَصَدّقِينَ وَٱلْمُتَصَدّقَـٰتِ وٱلصَّـٰئِمِينَ وٱلصَّـٰئِمَـٰتِ وَٱلْحَـٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَـٰفِـظَـٰتِ وَٱلذاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذاكِرٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الأحزاب:35].
فكونوا -عباد الله- من الصادقين في أقوالكم وأعمالكم، فإن الصدق باب من أبواب الجنة لا يقرّب أجلا، ولا يمنع رزقاً، ولا يفوّت مصلحة.
أيها المسلمون، إن من الصدق الابتعاد عن الغدر والخيانة، والمكر والخديعة، وإن أقبح الكذب؛ الكذب على الله تعالى، وإن من أعظم الكذب وأشده الكذب على الإسلام لتحميله ما لا يليق به، واتهامه بما هو منه بريء، وإلصاق الظلم والعدوان به.
الإسلام دين الرحمة والعطف، قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَـٰلَمِينَ [الأنبياء:107]. الإسلام دين العدل والإنصاف والإحسان، قال الله تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْى [النحل:90]. الإسلام دين الوفاء والأمانة، قال الله تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ [المائدة:1]. وقال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأمَـٰنَـٰتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ [النساء:58].
لقد ابتلي الإسلام بمن يفتري عليه أنواعاً من الافتراءات، ويكذب عليه أنواعا من الكذب، لقد اتّهم المغرضون الإسلام في هذا العصر بالإرهاب والعدوان والظلم والتخريب، ولكن الإسلام بتعاليمه السمحة، وسمو تشريعاته، وكمال أحكامه الرحيمة يحارب ويندد ويمنع الظلم والبغي والعدوان والإفساد في الأرض والإرهاب الذي يستهدف البريئين من الشيوخ والنساء والأطفال والنفوس التي لا ذنب لها من المسلمين أو غير المسلمين، قال الله تعالى: وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ [المائدة:87].
فالإسلام هو الدين الحق الذي يأمر بكل خير وصلاح للبشرية، وينهى عن كل شر وفساد، وضرر للبشرية.
عباد الله، إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلم تسليم كثيرا. اللهم وارض عن الصحابة أجمعين وعن الخلفاء الراشدين الأمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وارض عنا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذِلّ الشرك والمشركين، اللهم احفظ الإسلام وأهله في كل مكان، اللهم احفظ الإسلام وأهله في كل مكان، اللهم احفظ الإسلام وأهله في كل مكان. اللهم أعز الإسلام وأهله في كل ومكان، اللهم أعز الإسلام وأهله في كل ومكان، اللهم أعز الإسلام وأهله في كل ومكان، يا رب العالمين. اللهم نوّر على أهل القبور من المسلمين قبورهم، واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين من المسلمين، واقض الدين عن المدنين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم واشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم واشف مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم احفظ بلادنا من كل سوء وشر ومكروه يا رب العالمين، واحفظ بلاد المسلمين إنك على كل شيء قدير. اللهم واحفظ مقدسات المسلمين يا قوي يا متين. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم احفظ ووفق إمامنا لما تحب وترضى، اللهم واجعل عمله في رضاك وهداك يا رب العالمين. اللهم اجعله من الهداة المهتدين، اللهم أعنه على أمور الدنيا والدين، ووفق بطانته لما فيه الخير للإسلام والمسلمين يا رب العالمين. اللهم وفق نائبيه لما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين يا رب العالمين، ووفق إخوانه لما فيه الخير للمسلمين، إنك على كل شيء قدير. اللهم واجعل ولاة المسلمين عملهم خيرًا لشعوبهم وأوطانهم، يا رب العالمين. اللهم اغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ . [النحل:90 ، 91]
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون
خطبة الجمعة