أبو أماسي
22 Dec 2003, 11:22 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
معشر الأحبة في الله سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ،
وفي هذا المجلس أستكمل الموضوع المتعلق بالدعوة إلى الله تعالى وأنا في هذا الموضوع أنصح نفسي أولاً وأحاول تقديم المفيد لإخواني في الله ، وعنوان هذه الحلقة هو :
*** كيفية أداء الدعوة ***
كيفية الدعوة بينها الله تعالى في قوله تعالى : ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) فهنا تنبيه على أول أمر يتعلق بكيفية أداء الدعوة وهو :
** الحكمة **
والمراد بها الاستدلال بالأدلة المقنعة الواضحة الكاشفة للحق والداحضة للباطل ، ولذا قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية : أي بالقرآن ، لأنه الحكمة العظيمة ، لأن فيه البيان والإيضاح للحق الكامل بأكمل وجه .
وقال بعضهم : معناه بالأدلة من الكتاب والسنة .
وعلى كل حال فالحكمة كلمة عظيمة معناها الدعوة إلى الله بالعلم والبصيرة والأدلة الواضحة المقنعة الكاشفة للحق والمبينة له ، وهي كلمة مشتركة تطلق على معان كثيرة منها : النبوة و العلم والفقه في الدين والعقل والورع ... إلى غير ذلك من المعاني .
والسنة النبوية الصحيحة سماها الله تعالى حكمة في القرآن كما في قوله تعالى : (( ويعلمهم الكتاب والحكمة )) يعني : السنة وقال تعالى : (( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً )) فالأدلة الواضحة تسمى حكمة والكلام الواضح المصيب للحق يسمى حكمة .
وتطبيق ذلك يكون بأن تخاطب كل مدعو بما يناسبه ، فالعاصي والمعرض من الحكمة في دعوته مخاطبته وتذكيره بنصوص الوعظ والترغيب في التوبة ، وصاحب الشبهة تجادله بالتي هي أحسن ولا تغلظ عليه بل تصبر عليه ولا تعجل ولا تعنِّف بل تجتهد في كشف الشبهة وإيضاح الأدلة بالأسلوب الحسن ، وهكذا يجب عليك أيها الداعية أن تتحمل وتصبر ولا تتشدد ، لأن هذا أقرب إلى الانتفاع بالحق وقبوله وإلى تأثر المدعو وصبره على المجادلة والمناقشة ، وقد أمر الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام لما بعثهما إلى فرعون أن يقولا له قولاً ليناً وهو أطغى الطغاة فقال الله تعالى في أمره لموسى و هارون : (( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى )) وقال تعالى في نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (( فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )) فخلاصة الأمر أن الداعية إلى الله تعالى يدعو بالحكمة والأسلوب الحسن وبالعلم الشرعي الصحيح ، أما الدعوة بالجهل فهذا يضر ولا ينفع وهو من القول على الله بغير علم ، وهكذا الدعوة بالعنف والشدة ضررها أكثر إلا إذا ظهر من المدعو العناد والظلم فلا مانع من الإغلاظ عليه كما قال تعالى : (( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم )) وقال تعالى : (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم )) .
والأمر الذي أختم به هذا الموضوع هو الآية التي بدأت بها وهي قوله تعالى : (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) ، وجزاكم الله خيراً .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
معشر الأحبة في الله سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ،
وفي هذا المجلس أستكمل الموضوع المتعلق بالدعوة إلى الله تعالى وأنا في هذا الموضوع أنصح نفسي أولاً وأحاول تقديم المفيد لإخواني في الله ، وعنوان هذه الحلقة هو :
*** كيفية أداء الدعوة ***
كيفية الدعوة بينها الله تعالى في قوله تعالى : ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) فهنا تنبيه على أول أمر يتعلق بكيفية أداء الدعوة وهو :
** الحكمة **
والمراد بها الاستدلال بالأدلة المقنعة الواضحة الكاشفة للحق والداحضة للباطل ، ولذا قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية : أي بالقرآن ، لأنه الحكمة العظيمة ، لأن فيه البيان والإيضاح للحق الكامل بأكمل وجه .
وقال بعضهم : معناه بالأدلة من الكتاب والسنة .
وعلى كل حال فالحكمة كلمة عظيمة معناها الدعوة إلى الله بالعلم والبصيرة والأدلة الواضحة المقنعة الكاشفة للحق والمبينة له ، وهي كلمة مشتركة تطلق على معان كثيرة منها : النبوة و العلم والفقه في الدين والعقل والورع ... إلى غير ذلك من المعاني .
والسنة النبوية الصحيحة سماها الله تعالى حكمة في القرآن كما في قوله تعالى : (( ويعلمهم الكتاب والحكمة )) يعني : السنة وقال تعالى : (( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً )) فالأدلة الواضحة تسمى حكمة والكلام الواضح المصيب للحق يسمى حكمة .
وتطبيق ذلك يكون بأن تخاطب كل مدعو بما يناسبه ، فالعاصي والمعرض من الحكمة في دعوته مخاطبته وتذكيره بنصوص الوعظ والترغيب في التوبة ، وصاحب الشبهة تجادله بالتي هي أحسن ولا تغلظ عليه بل تصبر عليه ولا تعجل ولا تعنِّف بل تجتهد في كشف الشبهة وإيضاح الأدلة بالأسلوب الحسن ، وهكذا يجب عليك أيها الداعية أن تتحمل وتصبر ولا تتشدد ، لأن هذا أقرب إلى الانتفاع بالحق وقبوله وإلى تأثر المدعو وصبره على المجادلة والمناقشة ، وقد أمر الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام لما بعثهما إلى فرعون أن يقولا له قولاً ليناً وهو أطغى الطغاة فقال الله تعالى في أمره لموسى و هارون : (( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى )) وقال تعالى في نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (( فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )) فخلاصة الأمر أن الداعية إلى الله تعالى يدعو بالحكمة والأسلوب الحسن وبالعلم الشرعي الصحيح ، أما الدعوة بالجهل فهذا يضر ولا ينفع وهو من القول على الله بغير علم ، وهكذا الدعوة بالعنف والشدة ضررها أكثر إلا إذا ظهر من المدعو العناد والظلم فلا مانع من الإغلاظ عليه كما قال تعالى : (( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم )) وقال تعالى : (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم )) .
والأمر الذي أختم به هذا الموضوع هو الآية التي بدأت بها وهي قوله تعالى : (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) ، وجزاكم الله خيراً .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .