الرحال99
13 Mar 2010, 05:25 AM
بعد هروب 20عاما.. يسلم نفسه للقصاص فتظهر براءته
أريد أن أرتاح.. أنا دهست طفلا في تبوك منذ عشرين عاما.. هربت لحظتها لأحمل معي شقاء الموقف، الأكيد أن من دهسته مات"..
بهذه الكلمات اعترف مواطن سعودي بارتكابه حادث دهس طفل في أحد الطرق شمال المملكة، مقدما نفسه للقصاص كي يتخلص من الكوابيس التي تلاحقه، وتأنيب الضمير الذي يلازمه على مدار عشرين عاما.
ورغم أن الموقف الأخلاقي الذي قام به المواطن السعودي يحيى الأسمري فاجأ الكثيرين، فإن المفاجأة الكبرى تمثلت في اكتشافه أن ذلك الطفل لا يزال حيا؛ ليتخلص من عذاب الضمير، ويسعد ببراءته.
وتعود تفاصيل حادث الأسمري إلى العام 1990، أثناء عمله في منطقة تبوك، حين استعار سيارة زميله وتوجه لشراء بعض المستلزمات التجارية، بيد أنه فوجئ بطفلين، لم يتجاوزا الخامسة من عمرهما آنذاك، يحاولان المرور، بحسب صحيفة عكاظ السعودية الخميس 11-3-2010.
ويوضح الأسمري: "تفاجأت بوجود الطفلين أمامي مباشرة، ولم أتمكن حينها من السيطرة على السيارة، فاصطدمت بأحدهما، ولم يصب الثاني بأذى، ومن هول الموقف هربت من الموقع في اللحظة التي توقفت سيارة لإسعاف الطفل".
وأعاد الأسمري السيارة إلى زميله، وقرر ترك عمله والتوجه إلى المنطقة الشرقية خوفا من انكشاف أمره، لكنه منذ ذلك الحين وهو يتنقل بين وظيفة وأخرى.. لم يحظ في يوم من الأيام بالاستقرار أو التوفيق، فيما ظلت الكوابيس تحاصره؛ لعدم مواجهته الموقف، وترك الطفل دون مساعدة.
ولم يتحمل الأسمري (38 عاما) الهرب من مسئوليته أكثر من ذلك؛ فقام يوم الأحد الماضي بتسليم نفسه طواعية إلى فرع الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في المنطقة الشرقية بالمملكة، وأقر بارتكابه الحادثة، مشيرا إلى أنه كان يقضي جل وقته بين البكاء والندم.
مفتاح البراءة
لكن اعتراف الأسمري بالحادث حمل مفتاح براءته من جريمة القتل؛ حيث تبين أن الطفل علي أحمد عسيري الذي تعرض لحادث الدهس حي يرزق.
فبعد نشر قصة اعتراف الأسمري قبل أيام على صحيفة "عكاظ"، جاء رد سريع ومفاجئ من قارئ للخبر قال فيه: "أنا علي أحمد عسيري.. أنا من دهسته يا يحيى الأسمري.. أنا حي أرزق.. خرجت من ذلك الحادث برضوض.. لدي زوجة وأبناء الآن.. لنتواصل".
وتفاعلا مع هذه الرسالة، قال الأسمري: "يا إلهي، أحقا لم أرتكب جريمة قتل؟ أحقا سيزول شعوري بأنني بين الناس، ما أنا إلا قاتل في قرارة نفسي.. يا له من شعور، أرجوك يا علي سامحني".
وبالفعل استجاب عسيري قائلا: "سامحتك يا يحيى، ولكن أريد مقابلتك لتعرف حجم الرضوض التي في جسدي".
أريد أن أرتاح.. أنا دهست طفلا في تبوك منذ عشرين عاما.. هربت لحظتها لأحمل معي شقاء الموقف، الأكيد أن من دهسته مات"..
بهذه الكلمات اعترف مواطن سعودي بارتكابه حادث دهس طفل في أحد الطرق شمال المملكة، مقدما نفسه للقصاص كي يتخلص من الكوابيس التي تلاحقه، وتأنيب الضمير الذي يلازمه على مدار عشرين عاما.
ورغم أن الموقف الأخلاقي الذي قام به المواطن السعودي يحيى الأسمري فاجأ الكثيرين، فإن المفاجأة الكبرى تمثلت في اكتشافه أن ذلك الطفل لا يزال حيا؛ ليتخلص من عذاب الضمير، ويسعد ببراءته.
وتعود تفاصيل حادث الأسمري إلى العام 1990، أثناء عمله في منطقة تبوك، حين استعار سيارة زميله وتوجه لشراء بعض المستلزمات التجارية، بيد أنه فوجئ بطفلين، لم يتجاوزا الخامسة من عمرهما آنذاك، يحاولان المرور، بحسب صحيفة عكاظ السعودية الخميس 11-3-2010.
ويوضح الأسمري: "تفاجأت بوجود الطفلين أمامي مباشرة، ولم أتمكن حينها من السيطرة على السيارة، فاصطدمت بأحدهما، ولم يصب الثاني بأذى، ومن هول الموقف هربت من الموقع في اللحظة التي توقفت سيارة لإسعاف الطفل".
وأعاد الأسمري السيارة إلى زميله، وقرر ترك عمله والتوجه إلى المنطقة الشرقية خوفا من انكشاف أمره، لكنه منذ ذلك الحين وهو يتنقل بين وظيفة وأخرى.. لم يحظ في يوم من الأيام بالاستقرار أو التوفيق، فيما ظلت الكوابيس تحاصره؛ لعدم مواجهته الموقف، وترك الطفل دون مساعدة.
ولم يتحمل الأسمري (38 عاما) الهرب من مسئوليته أكثر من ذلك؛ فقام يوم الأحد الماضي بتسليم نفسه طواعية إلى فرع الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في المنطقة الشرقية بالمملكة، وأقر بارتكابه الحادثة، مشيرا إلى أنه كان يقضي جل وقته بين البكاء والندم.
مفتاح البراءة
لكن اعتراف الأسمري بالحادث حمل مفتاح براءته من جريمة القتل؛ حيث تبين أن الطفل علي أحمد عسيري الذي تعرض لحادث الدهس حي يرزق.
فبعد نشر قصة اعتراف الأسمري قبل أيام على صحيفة "عكاظ"، جاء رد سريع ومفاجئ من قارئ للخبر قال فيه: "أنا علي أحمد عسيري.. أنا من دهسته يا يحيى الأسمري.. أنا حي أرزق.. خرجت من ذلك الحادث برضوض.. لدي زوجة وأبناء الآن.. لنتواصل".
وتفاعلا مع هذه الرسالة، قال الأسمري: "يا إلهي، أحقا لم أرتكب جريمة قتل؟ أحقا سيزول شعوري بأنني بين الناس، ما أنا إلا قاتل في قرارة نفسي.. يا له من شعور، أرجوك يا علي سامحني".
وبالفعل استجاب عسيري قائلا: "سامحتك يا يحيى، ولكن أريد مقابلتك لتعرف حجم الرضوض التي في جسدي".