الداغستاني
21 Apr 2010, 12:47 AM
و هل يضر الجبال الراسيات نقيق الضفادع في القاع؟
http://www14.0zz0.com/2010/04/10/20/502581970.gif
لحظات اجتمعت فيها المشاعر و تبعثرت فيها الكلمات و اقشعرت منها الجلود, لحظات لا تستطيع وصفها بأدهى العبارات
و لو كنت شاعرا أو جهبزا أو سياسيا بارعا, و لكنك في مثل هذه اللحظات ستشعر نفسك و قد تضاءل حجمك و قد أضحيت ذرة, عفوا..و لا حتى ذرة, في بحر البطولات و التضحيات العظام
يا لها من لحظات , عندما تسمع و ترى ذلك الخبر....هجوم في وسط عاصمة الكفر و الدعارة العالمي- موسكو- الله أكبر
يا لها من سعادة تغمر القلوب, لحظات اجتمع فيها أمام عينيك..ضحايا الإلحاد و الشيوعية....في تلك اللحظة تراءى أمامي
دموع الثكالى و صرخات الأيامى....تراءى أمامي مجازر المسلمين في القوقاز...تراءى أمامي صراخ تلك العفيفة الطاهرة و هي تستنجد بالمسلمين , و لكن لا مجيب...لحظات اجتمع فيها هول السنين الماضيات
ليأتي اليوم هذا الخبر الذي اسعف و اسعد الآلاف...بل الملايين...عمليتان إستشهاديتان في موسكو..الله أكبر..عشرات الجرحى و القتلى, طبعا مع زيادة صفر من اليمين!,ظللت أتابع الأخبار هنا و هناك, عله يزيد عدد القتلى, و بدأ الكفر يرغي و يزبد...فهذا يقول إرهاب و ذاك يقول إنتحار, و لكن لا ضير... فماذا يضر الجبال الراسيات نقيق الضفادع في القاع!!
و يزداد عدد القتلى.. الله أكبر..و كأنك في مزاد علني , هذا يقول 20, و الثاني يزيد 30, و الآخر أربعين,اللهم زد عدد قتلاهم و بارك في إخواننا المجاهدين
كنت أطالع الأحداث و أنا مبتهجة فرحة بنصر من الله و فتح قريب
ثم جاء الخبر اليقين, المنفذ أختان إستشهاديتان!! الله أكبر...حينها لزمت الصمت ..شعرت بقشعريرة في جسمي...خيم الصمت على كل ما حولي...لم تعد أذني تسمع شيء ...الأهل من حولي و شريط الأخبار مازال يعمل..و لكني لا أسمع شيء
صمت قاتل...لم أعد أرى ما يجول و يصول حولي ..عيناي اغرورقت بالدموع..يا لها من لحظات عصيبة...تمنيت لو حُملت في تلك اللحظة إلى ذلك المكان و لو كنت الثالثة ....ما الذي يجلسني في بؤسي و حزني!! عفوك يا الله
ليس سخطا على قدرك و لكن حزنا على جذوة الإيمان التي باتت تضيعها السنون
لحظات و يا لها من لحظات...استحقرت نفسي..و ندبت حظي ..في الوقت الذي لا أجد إلا الكلام و الأقوال..اختصرَ غيري الطريق بالأفعال
جلست في حسرة و حيرة, من يا ترى؟! أي جبل أشم قام بمثل هذه الأعمال العظام؟
و أبقى بين الحسرة و الفخر و العزة, حسرة على نفسي الأمارة بالسوء, و فخر بمثل هؤلاء النساء, لا إله إلا الله, قري عينا يا أمتي, إن كان نساؤك أمثال هؤلاء الأتقياء الأخفياء
رحماك يا رب ...بدأ الكفر يرغي و يزبد هنا و هناك, فلم يعتد الوجه العبوس إلا على القتل و التدمير, لم يعتد على أن يكون هو المدمَّر,و هو المقتول, و لكن أبشروا بما يسوؤكم...
و في اليوم التالي للغزوة المباركة نشر الكفار صور الأخوات بعد العملية التي أصابتهم في مقتل
أصابني الذهول , أبعد هكذا تفجير يبقى صورة؟! الله أكبر فقد شاء الله أن يحفظ تلك الوجوه النيرة...
أبحث عن تلك الصور و أنا في حالة لا استطيع وصفها و يداي ترتجفان..من يا ترى!!
أقلب صفحات الإنترنيت و في قلبي شعور لا أستطيع وصفه, شعور اختلط بالفخر و الألم, و كأن المنفذ شخص أعرفه
اعتدت أن أسمع عن العمليات الإستشهادية المباركة , و لكن هذه العملية ليست ككل العمليات, هذه العملية امتزجت بمشاعر غريبة, أحقا يا إلهي ما أفكر به!
و شاء الله أن أجد الصور...بدأت بفتحها...لأرى صورة أخت كانت من أعز الناس على قلبي , لا إله إلا الله, أحقا ما تراه عيناي, إغرورقت عيناي بالدموع, شعرت و كأن النَفَس إحتبس في داخلي, مرات و مرات فركت عيناي فربما يتهيأ لي , أيعقل يا رب, معقول ما تراه عيناي, أم أني أصبت بالهذيان, لم أصدق ما أراه, سارعت بإخبار أخت أخرى تعرفها, فأريتها الصورة , لتقول لي , نعم هي أختنا!
اختلطت المشاعر في داخلي, أصبحت الأحداث أمامي تعود إلى الوراء, كالقطار المسرع الذي لا يروم رجوعا إلى وقتنا الحاضر, كل الذكريات اجتمعت أمام عيناي كبرق سطع هنيهة ثم اختفى... فهنا رسالة منها ... و هناك أرى ابتسامتها التي طالما عهدتها من وجهها المشرق, و تارة أسمع همساتها...أحقا أنت يا أختاه!!..أحقا ما أسمع و أرى!و لكن متى و كيف؟؟
فلطالما تحاورنا و تكلمنا في أمور الأمة المكلومة..و في حكم العمليات الإستشهادية و نكايتها في أعداء الله, و لكن لم يختلج في خافقي و لو لمرة واحدة أنك ستقدمين يا أختاه على هذا الفعل, و أين؟؟ في موسكو!! متجاوزة كل الصعاب و تاركة و راءك هذه الحياة الدنيا التي يتشبث بها الذين لا يعقلون
أتعبت عيني يا أختاه من البكاء, لم أزل أطالع الأحداث حولي بغرابة
ارتجف القلم بين أصابعي ..لا يريد الإستمرار...الأوراق أمامي و كأنها صبغت بلون الدم القاني و أنا أرى فيها وجهك كشمس الضحى... و كأنك تقولين لي: الدماء هي أفضل حبر لكتابة المبادئ و الكلمات التي تؤمنين بها, و أيما حبر غيره سيمحى أثره و سينسى ذكره
مهلا علي يا أختاه, رفقا بقلبي الضعيف...فما تعودت رؤية أمثال نسيبة و صفية بين نساءنا!!
مهلا يا أختاه..رفقا بقلبي المكلوم على فراقك..فما تعودت أن اسمع دور المرأة في الجهاد من مشايخ آخر زمان
فمشايخ زماننا علمونا كيفية الإغتسال من الحيض.. و كيف تكونين مغرية لزوجك... و كيف و كيف...و لكني لم أتعود يا أختاه على مثل هذه التضحيات العظام....أعذريني يا أختاه فقلبي يكاد ينفطر و يفارق جسمي باحثا عن مكانك و أملا باللحاق بك
أحقا ما يحدث أمامي..! أم أني أعاين حلم لا يكاد ينتهي..أم أني أمام غزوة من غزوات الصحابة رضوان الله عليهم
ما عساه أن يقول قلبي المكلوم في هذا الحدث العظيم؟
غزوة مباركة تدك أركان الكفر و الإلحاد و نصر من الله...و لكن الحدث عظيم على قلبي ...أناظر وجهك الطاهر النير و ماذا عساي أن أقول و أنا أرى خيرة الأصحاب يرتحلون
بدر منير بات يئتفل و النجم من عبراته خجل
يوم الفراق ما زلت أذكره حزن شديد في القلب يشتعل
يوم حزين لكني أحسبه يوم عظيم من بعده أمل
رحمكما الله يا أختاي...ليس أمامي إلا أن أسكب الدموع مرارا و تكرارا حسرة على بقائي بعدكما
جنة و مريم...لله درهما من أسماء, سيسجلها التاريخ...سيرتكم العطرة يجب أن تدرس في مدارس المسلمين...لتعلم الأمة من يرفع لواءها و يعيد مجدها
جنة بنت السبعة عشر ربيعا, لله درك يا أختاه , ماذا علي أن اقول في وصف أمثالك, فنفسي الأمارة بالسوء عليها أن تطأطأ خجلا و استحياءا من وصف أمثالكن....و لكن الحق يقال...فمهما ارتجف قلمي و هو يأبى الكتابة...سأحاول معه مرارا و تكرارا, عل هذه الكلمات ستخفف من مصابي أو ستفتح قلب عاصي أو ستشفع لي عند رب العبادِ
جنة...أدب جم و جمال الإيمان(أحسبها و الله حسيبها)كانت مميزة من صغرها, طالبة ممتازة في مدرستها, عاشت مع أمها حيث طلقت أمها قبل ولادتها
رائعة...مميزة...ممتازة...هذا ما قالته معلمتها في المدرسة, دخل نور الإيمان إلى قلبها و لم يضيرها أنها ترعرعت بدون أب يربي ...فكانت تدرس و تبحث في أمور الدين, حيث درست قليلا في مدرسة صغيرة لتعليم القرآن و اللغة العربية
أخبرت أختها عن التزامها بالحجاب حيث كانتا تذهبان معا إلى تلك المدرسة فكانت جنة لا تخلع الحجاب في الشارع, أما أختها التي تكبرها سنا كانت تخلعه حال خروجها من المدرسة
و شاء الله أن تتزوج جنة بأمير مجاهدي ولاية داغستان آنذاك(الأمير البراء)تقبله الله, لتكون له عونا على أعداء الله, فقد تعلمت فنون القتال و حمل السلاح, و تواجدت معه مرارا و تكرارا في ساحات الوغى, حبها للجهاد و الإستشهاد لم يجعلها تلتفت عنه بعد استشهاد زوجها رحمه الله, فقررت التضحية بأعز ما تملك في سبيل الله و سجلت نفسها في كتيبة الإستشهاديات...لم تجد أغلى من روحها التي بين جنبيها لتقدمها في سبيل الله
فرغم صغر سنك يا أختاه إلا أنك كنت مثالا للتضحية و البطولة...فأمثالك يجب أن تكتب فيهم المؤلفات و تنظم فيهم القصائد و القوافي
معذرة يا أختاه..فأجيال المسلمين تربى على نغمات الساقطات و متابعة المسلسلات و على فتاوى مشايخ الفضائحيات
معذرة يا أختاه..فأمثالك قليل من قليل من قليل...بل عفوا!! إني لا أرى لهن أثرا...
فهنيئا لك الشهادة يا أختاه و تعسا لنا هذه الحياة الدنيا
أما أنت يا مريم....فلله درك و على الله أجرك...كلماتي تختنق في داخلي لا تستطيع الوصف و التعبير..كيف للسلاحف أن تصل إلى القمم
مريم ..ذات الثامنة و العشرين ربيعا, تلك الأخت النقية الخفية التقية( أحسبك و الله حسيبك)شعلة من الجد و النشاط, ماذا عساي أن أكتب يا أختاه, ماذا عساي أن أنظم من القصائد لرثاءك....أخاف أن أبخسك حقك مهما قلت وقلت
بماذا عساه قلبي المكلوم أن يعبر, لا أنسى شغفك على معرفة الحق و العلم و التعلم, لا أنسى جِدُّك في التفقه في الدين, فلطالما جلست الليالي الخوالي تقرأين كتابا أو تسمعين محاضرة, و لا أنسى إلتزامك بقراءة القرآن و خصوصا سورة البقرة يوميا(قلت: أخبرتني شقيقتي_وقد كانت تحفّظها القرآن_, أنها كانت تكثر لها الحديث عن الجهاد والمجاهدين وعن فضل الشهادة في سبيل الله, وأنها كانت كثيرا ما تعبر لها عن شوقها للجنة ومللها من الحياة الدنيا, وأنها كانت تصرح لها أنها تود أن لو تسنح لها فرصة قريبة لتنفيذ عملية استشهادية)
لله درك يا أختاه...أخلاق عالية ...بر بالوالدين و همم تناطح قمم الجبال...شخصية مرحة...معروفة بين أخواتها...تذهب الهم و الحزن عن القلوب, كانت أمها لا تراها في آخر أيامها إلا ساجدة قائمة , تسهر الليالي ذوات العدد ساجدة باكية تتضرع و تطلب الشهادة
أنهت دراستها الجامعية بتقدير ممتاز, و عملت مديرة في مدرسة حيها و بعد استشهاد الأخت تقبلها الله أصيب أعداء الله بدهشة كبيرة و ذل لا يستطيعون كتمانه..فطالما روجوا و أخبروا هم و أعوانهم من مشائخ الضلال,بأن من يقوم بالعمليات الإستشهادية هم من الجهال الذين يأسوا من الدنيا و متاعبها
فماذا عساهم أن يقولوا عن أختنا مريم ...مديرة مدرسة..أبوها معلم و أمها أيضا ..عائلة مربيين..و مع راتب مغري
ما الذي يجعل إنسان فتحت له الدنيا أبوابها أن يفعل هذا!
لا تتعبوا أنفسكم يا أعداء الله في البحث عن جواب, فسنفيدكم به زيادة في بؤسكم و جهلكم: إنها التضحية في سبيل الله ... إنه السجود في الثلث الأخير من الليل... إنها عقيدة الولاء و البراء التي كاد يمحوها الطواغيت من كتب زمانهم
إنه الإيمان بما أعده الله للشهيد, الإيمان الذي يجعل هذا الإنسان يقدم أغلى و أعز ما يملك في سبيل الله ...نصرة لهذا الدين الذي تربص به المتربصون و نطق فيه المتفيقهون المتنطعون, فدفع العدو الصائل يحتاج إذن طواغيتهم , و صيانة العرض من الهتك و التنكيل يحتاج فتوى مؤصلة من رهبانيهم, فلم تكد دماءك التي أرقتيها نصرة لدينك أن تجف , و إذا بنا نسمع هرطقة مظلات الطواغيت بأن هذا ليس من الجهاد في شيء!! حملت يا أختاه في داخلك هم هذا الدين في الوقت الذي كان غيرك عونا للشياطين و الأعداء ضد إخوانهم في الدين, و لطالما كنت تستفسرين و تتسائلين عن دورك في محنة أمتك..كم و كم بحثت في حكم العمليات الإستشهادية....لم يخطر في بالي يوما أن أقلب صفحات الإنترنيت و أرى صورتك , أنت أيتها الأخت الحنون الرؤوف مضرجة بدمائك, و قد نفذت عملية من أكبر العمليات ضد رأس الشيوعية و أثخنت فيهم الجراح
إنه فعل عظيم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني .....و لكن الدموع لا تريد مفارقة عيناي, و حسرتي على فراقك لا تفارق قلبي
ساعات و ساعات قضيتها أكتب هذه الكلمات و لكني أعلم أني لم أصف و لو قليل من قليل من تلك التضحيات العظام
عذرا يا أختاه لا تلوميني,, فمثلي لا يعرف إلا البكاء و الكلام ,
لا تلوميني يا أختاه على حزني و تلوعي فولله ما عهدت أمثالك في دفتر حياتي
لا تضجري يا أختاه من شجوي الحزين و عبرتي ,نعم لقد اثخنت بأعداء الله, و لكن صورتك و أنت مضرجة بدمائك تأخذني بعيدا , بعيدا جدا, تأخذني إلى تلك المرأة التي نادت وا معتصماه فأجابها بجيش يدك عروش الكفار
تأخذني إلى عهد كان فيه الجهاد فخر و عزة,
تخنقني الدموع يا أختاه عندما يصموا عملك و تضحيتك أصحاب الأقلام المأجورة بالإرهاب و الإنتحار
تخنقني الدموع يا أختاه و أنا أرى المنافقين و قد اعتلوا المنابر ليوبخوا أمثالك و ليُسعدوا أعداء الله
تخنقني الدموع يا أختاه عندما أرى الشمس أشرقت على الدنيا بدون إشراقتك النيرة
تخنقني الدموع يا أختاه لأني لن أسمع صوتك و ترتيلك للقرآن مرة أخرى في هذه الدنيا
تخنقني الدموع يا أختاه عندما أرى ما حولي و كله توشح بالسواد...حتى وضح النهار أضحى في عيني ليل دامس,
تخنقني العبرة و أنا أتساءل أما آن للنائمين أن يستيقظوا, فولله من العار لرجال أمتي أن يفرحوا بأن إمراة قدمت روحها إعلاءا لكلمة الله
أتعبت النفوس من بعدك يا أختاه, أتعبت الكتاب من بعدك, فتركت لنا البكاء و الكلام و أريتينا كيف يصنع التاريخ بالأفعال
ووجهك الوضاء سيبقى محفورا في ذاكرتي ,عله يستحث الخطا و يشحذ الهمم لأقتدي بك
أما أعداء الله فأوجه إليهم بضع كلمات...
أبشروا بما يسوؤكم يا عباد الشياطين, فإن كانت معلمة بهذه الأخلاق و الإصرار و التصميم, فما بالكم بجيل تربى على يديها؟!
الله أكبر ...إما النصر أو الشهادة
أختكم : أم عبد الله
ترجمة أخيكم/ الأنصاري
http://www14.0zz0.com/2010/04/10/20/502581970.gif
لحظات اجتمعت فيها المشاعر و تبعثرت فيها الكلمات و اقشعرت منها الجلود, لحظات لا تستطيع وصفها بأدهى العبارات
و لو كنت شاعرا أو جهبزا أو سياسيا بارعا, و لكنك في مثل هذه اللحظات ستشعر نفسك و قد تضاءل حجمك و قد أضحيت ذرة, عفوا..و لا حتى ذرة, في بحر البطولات و التضحيات العظام
يا لها من لحظات , عندما تسمع و ترى ذلك الخبر....هجوم في وسط عاصمة الكفر و الدعارة العالمي- موسكو- الله أكبر
يا لها من سعادة تغمر القلوب, لحظات اجتمع فيها أمام عينيك..ضحايا الإلحاد و الشيوعية....في تلك اللحظة تراءى أمامي
دموع الثكالى و صرخات الأيامى....تراءى أمامي مجازر المسلمين في القوقاز...تراءى أمامي صراخ تلك العفيفة الطاهرة و هي تستنجد بالمسلمين , و لكن لا مجيب...لحظات اجتمع فيها هول السنين الماضيات
ليأتي اليوم هذا الخبر الذي اسعف و اسعد الآلاف...بل الملايين...عمليتان إستشهاديتان في موسكو..الله أكبر..عشرات الجرحى و القتلى, طبعا مع زيادة صفر من اليمين!,ظللت أتابع الأخبار هنا و هناك, عله يزيد عدد القتلى, و بدأ الكفر يرغي و يزبد...فهذا يقول إرهاب و ذاك يقول إنتحار, و لكن لا ضير... فماذا يضر الجبال الراسيات نقيق الضفادع في القاع!!
و يزداد عدد القتلى.. الله أكبر..و كأنك في مزاد علني , هذا يقول 20, و الثاني يزيد 30, و الآخر أربعين,اللهم زد عدد قتلاهم و بارك في إخواننا المجاهدين
كنت أطالع الأحداث و أنا مبتهجة فرحة بنصر من الله و فتح قريب
ثم جاء الخبر اليقين, المنفذ أختان إستشهاديتان!! الله أكبر...حينها لزمت الصمت ..شعرت بقشعريرة في جسمي...خيم الصمت على كل ما حولي...لم تعد أذني تسمع شيء ...الأهل من حولي و شريط الأخبار مازال يعمل..و لكني لا أسمع شيء
صمت قاتل...لم أعد أرى ما يجول و يصول حولي ..عيناي اغرورقت بالدموع..يا لها من لحظات عصيبة...تمنيت لو حُملت في تلك اللحظة إلى ذلك المكان و لو كنت الثالثة ....ما الذي يجلسني في بؤسي و حزني!! عفوك يا الله
ليس سخطا على قدرك و لكن حزنا على جذوة الإيمان التي باتت تضيعها السنون
لحظات و يا لها من لحظات...استحقرت نفسي..و ندبت حظي ..في الوقت الذي لا أجد إلا الكلام و الأقوال..اختصرَ غيري الطريق بالأفعال
جلست في حسرة و حيرة, من يا ترى؟! أي جبل أشم قام بمثل هذه الأعمال العظام؟
و أبقى بين الحسرة و الفخر و العزة, حسرة على نفسي الأمارة بالسوء, و فخر بمثل هؤلاء النساء, لا إله إلا الله, قري عينا يا أمتي, إن كان نساؤك أمثال هؤلاء الأتقياء الأخفياء
رحماك يا رب ...بدأ الكفر يرغي و يزبد هنا و هناك, فلم يعتد الوجه العبوس إلا على القتل و التدمير, لم يعتد على أن يكون هو المدمَّر,و هو المقتول, و لكن أبشروا بما يسوؤكم...
و في اليوم التالي للغزوة المباركة نشر الكفار صور الأخوات بعد العملية التي أصابتهم في مقتل
أصابني الذهول , أبعد هكذا تفجير يبقى صورة؟! الله أكبر فقد شاء الله أن يحفظ تلك الوجوه النيرة...
أبحث عن تلك الصور و أنا في حالة لا استطيع وصفها و يداي ترتجفان..من يا ترى!!
أقلب صفحات الإنترنيت و في قلبي شعور لا أستطيع وصفه, شعور اختلط بالفخر و الألم, و كأن المنفذ شخص أعرفه
اعتدت أن أسمع عن العمليات الإستشهادية المباركة , و لكن هذه العملية ليست ككل العمليات, هذه العملية امتزجت بمشاعر غريبة, أحقا يا إلهي ما أفكر به!
و شاء الله أن أجد الصور...بدأت بفتحها...لأرى صورة أخت كانت من أعز الناس على قلبي , لا إله إلا الله, أحقا ما تراه عيناي, إغرورقت عيناي بالدموع, شعرت و كأن النَفَس إحتبس في داخلي, مرات و مرات فركت عيناي فربما يتهيأ لي , أيعقل يا رب, معقول ما تراه عيناي, أم أني أصبت بالهذيان, لم أصدق ما أراه, سارعت بإخبار أخت أخرى تعرفها, فأريتها الصورة , لتقول لي , نعم هي أختنا!
اختلطت المشاعر في داخلي, أصبحت الأحداث أمامي تعود إلى الوراء, كالقطار المسرع الذي لا يروم رجوعا إلى وقتنا الحاضر, كل الذكريات اجتمعت أمام عيناي كبرق سطع هنيهة ثم اختفى... فهنا رسالة منها ... و هناك أرى ابتسامتها التي طالما عهدتها من وجهها المشرق, و تارة أسمع همساتها...أحقا أنت يا أختاه!!..أحقا ما أسمع و أرى!و لكن متى و كيف؟؟
فلطالما تحاورنا و تكلمنا في أمور الأمة المكلومة..و في حكم العمليات الإستشهادية و نكايتها في أعداء الله, و لكن لم يختلج في خافقي و لو لمرة واحدة أنك ستقدمين يا أختاه على هذا الفعل, و أين؟؟ في موسكو!! متجاوزة كل الصعاب و تاركة و راءك هذه الحياة الدنيا التي يتشبث بها الذين لا يعقلون
أتعبت عيني يا أختاه من البكاء, لم أزل أطالع الأحداث حولي بغرابة
ارتجف القلم بين أصابعي ..لا يريد الإستمرار...الأوراق أمامي و كأنها صبغت بلون الدم القاني و أنا أرى فيها وجهك كشمس الضحى... و كأنك تقولين لي: الدماء هي أفضل حبر لكتابة المبادئ و الكلمات التي تؤمنين بها, و أيما حبر غيره سيمحى أثره و سينسى ذكره
مهلا علي يا أختاه, رفقا بقلبي الضعيف...فما تعودت رؤية أمثال نسيبة و صفية بين نساءنا!!
مهلا يا أختاه..رفقا بقلبي المكلوم على فراقك..فما تعودت أن اسمع دور المرأة في الجهاد من مشايخ آخر زمان
فمشايخ زماننا علمونا كيفية الإغتسال من الحيض.. و كيف تكونين مغرية لزوجك... و كيف و كيف...و لكني لم أتعود يا أختاه على مثل هذه التضحيات العظام....أعذريني يا أختاه فقلبي يكاد ينفطر و يفارق جسمي باحثا عن مكانك و أملا باللحاق بك
أحقا ما يحدث أمامي..! أم أني أعاين حلم لا يكاد ينتهي..أم أني أمام غزوة من غزوات الصحابة رضوان الله عليهم
ما عساه أن يقول قلبي المكلوم في هذا الحدث العظيم؟
غزوة مباركة تدك أركان الكفر و الإلحاد و نصر من الله...و لكن الحدث عظيم على قلبي ...أناظر وجهك الطاهر النير و ماذا عساي أن أقول و أنا أرى خيرة الأصحاب يرتحلون
بدر منير بات يئتفل و النجم من عبراته خجل
يوم الفراق ما زلت أذكره حزن شديد في القلب يشتعل
يوم حزين لكني أحسبه يوم عظيم من بعده أمل
رحمكما الله يا أختاي...ليس أمامي إلا أن أسكب الدموع مرارا و تكرارا حسرة على بقائي بعدكما
جنة و مريم...لله درهما من أسماء, سيسجلها التاريخ...سيرتكم العطرة يجب أن تدرس في مدارس المسلمين...لتعلم الأمة من يرفع لواءها و يعيد مجدها
جنة بنت السبعة عشر ربيعا, لله درك يا أختاه , ماذا علي أن اقول في وصف أمثالك, فنفسي الأمارة بالسوء عليها أن تطأطأ خجلا و استحياءا من وصف أمثالكن....و لكن الحق يقال...فمهما ارتجف قلمي و هو يأبى الكتابة...سأحاول معه مرارا و تكرارا, عل هذه الكلمات ستخفف من مصابي أو ستفتح قلب عاصي أو ستشفع لي عند رب العبادِ
جنة...أدب جم و جمال الإيمان(أحسبها و الله حسيبها)كانت مميزة من صغرها, طالبة ممتازة في مدرستها, عاشت مع أمها حيث طلقت أمها قبل ولادتها
رائعة...مميزة...ممتازة...هذا ما قالته معلمتها في المدرسة, دخل نور الإيمان إلى قلبها و لم يضيرها أنها ترعرعت بدون أب يربي ...فكانت تدرس و تبحث في أمور الدين, حيث درست قليلا في مدرسة صغيرة لتعليم القرآن و اللغة العربية
أخبرت أختها عن التزامها بالحجاب حيث كانتا تذهبان معا إلى تلك المدرسة فكانت جنة لا تخلع الحجاب في الشارع, أما أختها التي تكبرها سنا كانت تخلعه حال خروجها من المدرسة
و شاء الله أن تتزوج جنة بأمير مجاهدي ولاية داغستان آنذاك(الأمير البراء)تقبله الله, لتكون له عونا على أعداء الله, فقد تعلمت فنون القتال و حمل السلاح, و تواجدت معه مرارا و تكرارا في ساحات الوغى, حبها للجهاد و الإستشهاد لم يجعلها تلتفت عنه بعد استشهاد زوجها رحمه الله, فقررت التضحية بأعز ما تملك في سبيل الله و سجلت نفسها في كتيبة الإستشهاديات...لم تجد أغلى من روحها التي بين جنبيها لتقدمها في سبيل الله
فرغم صغر سنك يا أختاه إلا أنك كنت مثالا للتضحية و البطولة...فأمثالك يجب أن تكتب فيهم المؤلفات و تنظم فيهم القصائد و القوافي
معذرة يا أختاه..فأجيال المسلمين تربى على نغمات الساقطات و متابعة المسلسلات و على فتاوى مشايخ الفضائحيات
معذرة يا أختاه..فأمثالك قليل من قليل من قليل...بل عفوا!! إني لا أرى لهن أثرا...
فهنيئا لك الشهادة يا أختاه و تعسا لنا هذه الحياة الدنيا
أما أنت يا مريم....فلله درك و على الله أجرك...كلماتي تختنق في داخلي لا تستطيع الوصف و التعبير..كيف للسلاحف أن تصل إلى القمم
مريم ..ذات الثامنة و العشرين ربيعا, تلك الأخت النقية الخفية التقية( أحسبك و الله حسيبك)شعلة من الجد و النشاط, ماذا عساي أن أكتب يا أختاه, ماذا عساي أن أنظم من القصائد لرثاءك....أخاف أن أبخسك حقك مهما قلت وقلت
بماذا عساه قلبي المكلوم أن يعبر, لا أنسى شغفك على معرفة الحق و العلم و التعلم, لا أنسى جِدُّك في التفقه في الدين, فلطالما جلست الليالي الخوالي تقرأين كتابا أو تسمعين محاضرة, و لا أنسى إلتزامك بقراءة القرآن و خصوصا سورة البقرة يوميا(قلت: أخبرتني شقيقتي_وقد كانت تحفّظها القرآن_, أنها كانت تكثر لها الحديث عن الجهاد والمجاهدين وعن فضل الشهادة في سبيل الله, وأنها كانت كثيرا ما تعبر لها عن شوقها للجنة ومللها من الحياة الدنيا, وأنها كانت تصرح لها أنها تود أن لو تسنح لها فرصة قريبة لتنفيذ عملية استشهادية)
لله درك يا أختاه...أخلاق عالية ...بر بالوالدين و همم تناطح قمم الجبال...شخصية مرحة...معروفة بين أخواتها...تذهب الهم و الحزن عن القلوب, كانت أمها لا تراها في آخر أيامها إلا ساجدة قائمة , تسهر الليالي ذوات العدد ساجدة باكية تتضرع و تطلب الشهادة
أنهت دراستها الجامعية بتقدير ممتاز, و عملت مديرة في مدرسة حيها و بعد استشهاد الأخت تقبلها الله أصيب أعداء الله بدهشة كبيرة و ذل لا يستطيعون كتمانه..فطالما روجوا و أخبروا هم و أعوانهم من مشائخ الضلال,بأن من يقوم بالعمليات الإستشهادية هم من الجهال الذين يأسوا من الدنيا و متاعبها
فماذا عساهم أن يقولوا عن أختنا مريم ...مديرة مدرسة..أبوها معلم و أمها أيضا ..عائلة مربيين..و مع راتب مغري
ما الذي يجعل إنسان فتحت له الدنيا أبوابها أن يفعل هذا!
لا تتعبوا أنفسكم يا أعداء الله في البحث عن جواب, فسنفيدكم به زيادة في بؤسكم و جهلكم: إنها التضحية في سبيل الله ... إنه السجود في الثلث الأخير من الليل... إنها عقيدة الولاء و البراء التي كاد يمحوها الطواغيت من كتب زمانهم
إنه الإيمان بما أعده الله للشهيد, الإيمان الذي يجعل هذا الإنسان يقدم أغلى و أعز ما يملك في سبيل الله ...نصرة لهذا الدين الذي تربص به المتربصون و نطق فيه المتفيقهون المتنطعون, فدفع العدو الصائل يحتاج إذن طواغيتهم , و صيانة العرض من الهتك و التنكيل يحتاج فتوى مؤصلة من رهبانيهم, فلم تكد دماءك التي أرقتيها نصرة لدينك أن تجف , و إذا بنا نسمع هرطقة مظلات الطواغيت بأن هذا ليس من الجهاد في شيء!! حملت يا أختاه في داخلك هم هذا الدين في الوقت الذي كان غيرك عونا للشياطين و الأعداء ضد إخوانهم في الدين, و لطالما كنت تستفسرين و تتسائلين عن دورك في محنة أمتك..كم و كم بحثت في حكم العمليات الإستشهادية....لم يخطر في بالي يوما أن أقلب صفحات الإنترنيت و أرى صورتك , أنت أيتها الأخت الحنون الرؤوف مضرجة بدمائك, و قد نفذت عملية من أكبر العمليات ضد رأس الشيوعية و أثخنت فيهم الجراح
إنه فعل عظيم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني .....و لكن الدموع لا تريد مفارقة عيناي, و حسرتي على فراقك لا تفارق قلبي
ساعات و ساعات قضيتها أكتب هذه الكلمات و لكني أعلم أني لم أصف و لو قليل من قليل من تلك التضحيات العظام
عذرا يا أختاه لا تلوميني,, فمثلي لا يعرف إلا البكاء و الكلام ,
لا تلوميني يا أختاه على حزني و تلوعي فولله ما عهدت أمثالك في دفتر حياتي
لا تضجري يا أختاه من شجوي الحزين و عبرتي ,نعم لقد اثخنت بأعداء الله, و لكن صورتك و أنت مضرجة بدمائك تأخذني بعيدا , بعيدا جدا, تأخذني إلى تلك المرأة التي نادت وا معتصماه فأجابها بجيش يدك عروش الكفار
تأخذني إلى عهد كان فيه الجهاد فخر و عزة,
تخنقني الدموع يا أختاه عندما يصموا عملك و تضحيتك أصحاب الأقلام المأجورة بالإرهاب و الإنتحار
تخنقني الدموع يا أختاه و أنا أرى المنافقين و قد اعتلوا المنابر ليوبخوا أمثالك و ليُسعدوا أعداء الله
تخنقني الدموع يا أختاه عندما أرى الشمس أشرقت على الدنيا بدون إشراقتك النيرة
تخنقني الدموع يا أختاه لأني لن أسمع صوتك و ترتيلك للقرآن مرة أخرى في هذه الدنيا
تخنقني الدموع يا أختاه عندما أرى ما حولي و كله توشح بالسواد...حتى وضح النهار أضحى في عيني ليل دامس,
تخنقني العبرة و أنا أتساءل أما آن للنائمين أن يستيقظوا, فولله من العار لرجال أمتي أن يفرحوا بأن إمراة قدمت روحها إعلاءا لكلمة الله
أتعبت النفوس من بعدك يا أختاه, أتعبت الكتاب من بعدك, فتركت لنا البكاء و الكلام و أريتينا كيف يصنع التاريخ بالأفعال
ووجهك الوضاء سيبقى محفورا في ذاكرتي ,عله يستحث الخطا و يشحذ الهمم لأقتدي بك
أما أعداء الله فأوجه إليهم بضع كلمات...
أبشروا بما يسوؤكم يا عباد الشياطين, فإن كانت معلمة بهذه الأخلاق و الإصرار و التصميم, فما بالكم بجيل تربى على يديها؟!
الله أكبر ...إما النصر أو الشهادة
أختكم : أم عبد الله
ترجمة أخيكم/ الأنصاري