طيف المدينة
31 May 2010, 11:33 AM
بادرة الاقوياء ...!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" [رواه مسلم].
هذا الحديث النبوي هو نص قاطع لكل من ظن أن صاحب العفو يورثه عفوه ذلة ومهانة فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون سببا في عزته بل أرشد الله عباده إلى العفو فقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: ثم بين في آيات أخرى ما لهؤلاء العافين عن الناس من الأجر والمثوبة فقال : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: إن الذي يجود بالعفو عبدٌ كرمت عليه نفسه، وعلت همته وعظم حلمه وصبره، قال معاوية رضي الله عنه: "عليكم بالحلم والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة، فإذا أمكنتكم فعليكم بالصفح والإفضال". ولما أُتي عبد الملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث في وقت الفتنة قال عبد الملك لرجاء بن حيوة: ماذا ترى؟ قال: إن الله تعالى قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو، فعفا عنهم.
حقا إن العفو هو خلق الأقوياء الذين إذا قدروا وأمكنهم الله ممن أساء إليهم عفوا.. الأقوياء الذين لم يغب عن أبصارهم وأسماعهم قوله تعالى : {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}. إن تربية الإسلام لأبنائه على هذا المعنى العظيم السامي هي التي جعلت أبو بكر الصديق يعفو عن مسطح رضي الله عنه بعدما حلف رضي الله عنه ألا ينفق على مِسْطَح لأنه من الذين اشتركوا في إشاعة خبر الإفك عن عائشة رضي الله عنها، فأرشده الله للعفو بالآية السابقة بل ألمح الله في آخرها إلى أن من يعفو عمن يسيء إليه فإن الله يعفو عنه فقال : { أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}. هذه التربية هي التي أيضا دفعت عمر بن الخطاب لأن يقول: "كل أمتي مني في حِلٍّ". بل نفس المعنى نستشعره في كلمات ابن مسعود رضي الله عنه حين جلس في السوق يشتري طعامًا، فلما أراد أن يدفع الدراهم وجدها قد سُرقت، فجعل الناس يدعون على من أخذها، فقال عبد الله بن مسعود: "اللهم إن كان حمله على أخذها حاجة فبارك له فيها، وإن كان حملته جراءة على الذنب فاجعله آخر ذنوبه". رحمك الله يا بن مسعود ورضي لله عنك وعن أصحابك كلمات خرجت من قلوب امنت بالله فدفعها إيمانها لان تنام قريرة العين ومستريحة البال قلوب لم تحمل غلا ولا حقدا على ظالم أو شاتم أو سارق ..
أحسب أن ملك الانسانية لم تغب عنه هذه المعاني الجليلة فأصدر عفوه الذي أشعل أنوارا في بيوت لطالما كانت مظلمة وقلب أتراحها أفراحا .. كم من طفل الآن هو في حضن والده وكم من زوجة هي اليوم تعيش أسعد لحظاتها بعودة زوجها وكم من أم فرحة بعودة ابنها إني ألمحهم الان جميعا ودموعهم تسابق عبراتهم فتترجمها الالسن دعوات حرى من قلوب صادقة لك ياخادم الحرمين بأن يحفظك الله من كل مكروه ..
ولربما نازلة يضيق بها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها...... فرجت وكان يظنها لا تفرج
توقيع : إذا ما الذنب وافى باعتذار ............. فقابله بعفو وابتسام
مبروك عبدالله الصيعري
رئيس كتابة عدل شرورة
::صيدالفوائد::
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" [رواه مسلم].
هذا الحديث النبوي هو نص قاطع لكل من ظن أن صاحب العفو يورثه عفوه ذلة ومهانة فالنبي صلى الله عليه وسلم يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون سببا في عزته بل أرشد الله عباده إلى العفو فقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: ثم بين في آيات أخرى ما لهؤلاء العافين عن الناس من الأجر والمثوبة فقال : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: إن الذي يجود بالعفو عبدٌ كرمت عليه نفسه، وعلت همته وعظم حلمه وصبره، قال معاوية رضي الله عنه: "عليكم بالحلم والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة، فإذا أمكنتكم فعليكم بالصفح والإفضال". ولما أُتي عبد الملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث في وقت الفتنة قال عبد الملك لرجاء بن حيوة: ماذا ترى؟ قال: إن الله تعالى قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو، فعفا عنهم.
حقا إن العفو هو خلق الأقوياء الذين إذا قدروا وأمكنهم الله ممن أساء إليهم عفوا.. الأقوياء الذين لم يغب عن أبصارهم وأسماعهم قوله تعالى : {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}. إن تربية الإسلام لأبنائه على هذا المعنى العظيم السامي هي التي جعلت أبو بكر الصديق يعفو عن مسطح رضي الله عنه بعدما حلف رضي الله عنه ألا ينفق على مِسْطَح لأنه من الذين اشتركوا في إشاعة خبر الإفك عن عائشة رضي الله عنها، فأرشده الله للعفو بالآية السابقة بل ألمح الله في آخرها إلى أن من يعفو عمن يسيء إليه فإن الله يعفو عنه فقال : { أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}. هذه التربية هي التي أيضا دفعت عمر بن الخطاب لأن يقول: "كل أمتي مني في حِلٍّ". بل نفس المعنى نستشعره في كلمات ابن مسعود رضي الله عنه حين جلس في السوق يشتري طعامًا، فلما أراد أن يدفع الدراهم وجدها قد سُرقت، فجعل الناس يدعون على من أخذها، فقال عبد الله بن مسعود: "اللهم إن كان حمله على أخذها حاجة فبارك له فيها، وإن كان حملته جراءة على الذنب فاجعله آخر ذنوبه". رحمك الله يا بن مسعود ورضي لله عنك وعن أصحابك كلمات خرجت من قلوب امنت بالله فدفعها إيمانها لان تنام قريرة العين ومستريحة البال قلوب لم تحمل غلا ولا حقدا على ظالم أو شاتم أو سارق ..
أحسب أن ملك الانسانية لم تغب عنه هذه المعاني الجليلة فأصدر عفوه الذي أشعل أنوارا في بيوت لطالما كانت مظلمة وقلب أتراحها أفراحا .. كم من طفل الآن هو في حضن والده وكم من زوجة هي اليوم تعيش أسعد لحظاتها بعودة زوجها وكم من أم فرحة بعودة ابنها إني ألمحهم الان جميعا ودموعهم تسابق عبراتهم فتترجمها الالسن دعوات حرى من قلوب صادقة لك ياخادم الحرمين بأن يحفظك الله من كل مكروه ..
ولربما نازلة يضيق بها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها...... فرجت وكان يظنها لا تفرج
توقيع : إذا ما الذنب وافى باعتذار ............. فقابله بعفو وابتسام
مبروك عبدالله الصيعري
رئيس كتابة عدل شرورة
::صيدالفوائد::