الداغستاني
06 Jun 2010, 07:31 PM
طالبان.. نحكم كابل بالليل.. وقندهار 21 ساعة في اليوم
تنبيه من مركز المقريزي
ننقل هذا الحوار من جريدة الشرق الأوسط رغم عدائها للإسلام وأهله وقد نقلناه نظراً لتعميم الفائدة خاصة في كثير من الإجابات السديدة للملا يوسف قاري المتحدث باسم الإمارة الأفغانية لكن يجب الحذر ثم الحذر في بعض الإجابات التي لا تخفى على فطنة القارئ وأنها قد تكون مدسوسة في زحمة الإجابات من جرية الشرق الأوسط.. وعلى أية حال فالحوار جيد والإجابات كانت موفقة والحمد لله تعالى. (مركز المقريزي).
نص الحوار
المتحدث باسم الإمارة الأفغانية.. نحكم كابل بالليل.. وقندهار 21 ساعة في اليوم
طالبان لـ«الشرق الأوسط»: نحكم كابل بالليل.. وقندهار 21 ساعة في اليوم
محمد الشافعي
(5-6-2010)
الحديث مع قاري محمد يوسف أحمدي، المتحدث الرسمي باسم «الإمارة الأفغانية» جاء سريعا ومتسارعا عبر البريد الإلكتروني، وكانت الأسئلة في الأساس موجهة إلى الملا محمد عمر، حاكم الحركة، ولكن حركة طالبان قالت انه بسبب انشغالاته، تم تحويل الأسئلة إلى يوسف أحمدي، المتحدث باسم الحركة الأصولية، الذي أرسل أيضا عدة صور لم تنشر من قبل، ليس من بينها صورته، بزعم المخاوف الأمنية.
وقال أحمدي إنهم يسيطرون على ثلاثة أرباع أفغانستان بشهادة قوات التحالف ويحكمون كابل بالليل وقندهار نحو 21 ساعة يوميا، وكشف أن المفصولين والمستسلمين من طالبان هم الذين تفاوضوا مع حكومة كرزاي، والهدف من تلك الأخبار، على حد قوله «هو إحباط معنويات المجاهدين». وأكد أن السعودية بلد كبير ومهم لإحلال السلام في أفغانستان، ونفى أن تكون طالبان تمول عملياتها من عائد الهيروين، بل أشار إلى أن أهل الخير من العالم الإسلامي كثر، وليس من منطقة الخليج العربي فحسب. وقال إن معلومات الملا عبد الغني برادر، الرجل الثاني في الحركة الذي اعتقلته باكستان في كراتشي فبراير (شباط) الماضي، باتت الآن من النوع القديم الذي لا يضر كشفة ولا تفيد معرفته.
وجاء الحوار مع «الشرق الأوسط» على النحو التالي:
* كيف تصفون العملية الاستخباراتية لاعتقال الملا برادر في الأراضي الباكستانية؟ وهل كانوا يعلمون بوجوده في كراتشي ويغضون الطرف؟ وهل تعتقدون أنه قدم معلومات مهمة عن قادة الحركة للأميركيين؟
- العملية جاءت في إطار الحرب النفسية ضد المجاهدين. وقد أعطاها الإعلام الأميركي والغربي الكثير من التهويل حتى ينال من نفسيات المجاهدين وحتى يضغط على أعصاب القيادة للحصول على تنازلات معينة. ولكن العدو لم يستفد شيئا من العملية. ولم يدل الملا برادر بأي معلومات تفيد العدو. كما أن الكثير من التعديلات والتغييرات أدخلت بحيث إن المعلومات عند الملا برادر أصبحت الآن من النوع القديم الذي لا يضر كشفة ولا تفيد معرفته.
معلومات كثيرة حول العملية لا ترى قيادتنا ضرورة لكشفها في الوقت الحالي، ولكنها ستفعل عندما تكون الظروف مناسبة لذلك.
* يتردد بين الحين والآخر ما يثار عن عقد جلسات سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية، آخرها كان في جزر المالديف.. أين الحقيقة؟ وما رأيكم في لقاء جدة تحت رعاية خام الحرمين الشريفين العام الماضي؟
- لم يكن هناك أي محادثات بين الإمارة وحكومة كرزاي. وما أشاعوه عنها فكان بين المفصولين أو المستسلمين من طالبان وعناصر من حكومة كرزاي.
والهدف من تلك الأخبار هو إحباط معنويات المجاهدين وإيهامهم بأن قياداتهم تتفاوض على عكس ما هو معلن من مواقف كانت تشترط الانسحاب أولا وقبل كل شيء. والعدو يختار عناصر متعاونة معه ولا صلة لهم بالمجاهدين أو بـ«الإمارة الإسلامية»، أو أنهم تم فصلهم من الحركة منذ زمن نتيجة ارتكابهم مخالفات كبيرة.
* هل من وجهة نظركم ترون السعودية كبلد إسلامي مؤهل للمشاركة في إحلال السلام في أفغانستان؟
- السعودية بلد إسلامي كبير، ولها دور هام جدا يمكنها القيام به لإجبار الأميركيين على الجلاء عن أفغانستان وسحب جيوشهم وجيوش حلفائهم من ذلك البلد المسلم المظلوم. وعندها يكون السلام حقيقة واقعة في أفغانستان.
* هل لباكستان من وجهة نظركم دور حيوي ومهم لإحلال السلام في أفغانستان؟
- جميع الجيران بما فيهم باكستان لهم دور في إحلال السلام في جارتهم أفغانستان. ومدخل السلام هو خروج المحتل المعتدي من أفغانستان.
* ما الجديد في علاقة طالبان مع «القاعدة»؟ وهل تشارك عناصر عربية في الحرب الدائرة في أفغانستان؟
- لا جديد في تلك العلاقات. ويشارك بعض الغيورين من أبناء العالم الإسلامي في الجهاد معنا.
* أين الحقيقة في أن طالبان تدار من مجلس «شورى كويتا» الذي يترأسه الملا عمر؟
- باعتراف من القوات الأجنبية فإن الإمارة تسيطر على أكثر من 70% من مناطق أفغانستان، فلا حاجة لأن يكون قيادة الجهاد خارج ساحة الجهاد، وتلك الإشاعات داخلة أيضا في إطار الحملة النفسية التي يركز عليها الأميركيون كثيرا منذ بداية الحرب وإلى الآن، ولكن زاد تركيزهم عليها بعد وصول عملهم العسكري إلى حائط مسدود تماما وباتوا على يقين من أنهم مهزومون ولا مناص عن رحيلهم التام عن أفغانستان.
* الصحف الأميركية تذكر نقلا عن مسؤولين عسكريين أن طالبان تعتمد على زراعة الأفيون لتمويل عملياتها.. وإنها الرابح الأكبر من انتشار زراعة المخدرات.. أين الحقيقة؟
- حسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن حكومة الإمارة الإسلامية منعت زراعة الأفيون في البلاد، فكان الناتج في عام 2001، أي عام الحرب، هو 185 طنا، معظمها من إنتاج مناطق كان يسيطر عليها تحالف الشمال المدعوم من الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى. وكان إنتاج أفغانستان قبل ذلك في حدود 3600 طن.
أما الآن، وبعد الاحتلال الأميركي ونشر مائة وخمسين ألف جندي من قواتهم، فقد حولوا أفغانستان إلى أكبر مزرعة أفيون في العالم بإنتاج تخطى الآن تسعة آلاف طن رغم أن سلطات الاحتلال والأمم المتحدة يحاولون التلاعب بالأرقام فجعلوها أقل من ذلك بنحو ألف طن. وحسب رئيس مكافحة المخدرات في روسيا، فإن تلك الكمية تدر دخلا مقداره 640 مليار دولار سنويا. بينما دخل المزارعين لا يتخطى بحال 4 مليارات على أحسن الافتراضات. وباقي المبلغ يصب في الخزينة الأميركية، وتحديدا حسابات مافيا المخدرات في الولايات المتحدة وبريطانيا. وكلتا الدولتين: الولايات المتحدة وبريطانيا، يمتلكان الكثير من معامل تصنيع الهيروين في أفغانستان، وجميعها موجودة داخل القواعد العسكرية للجيش، حيث تتوفر أقصى درجة من الحماية والسرية.
والقوة العسكرية المتوفرة للدولتين وقدرة المراقبة بالأقمار الصناعية والسيطرة على الأجواء والقدرة على تدمير أي هدف أرضي، كل ذلك يمنع أي جهة كانت من منافستهما في ذلك المجال، وقد أغضب ذلك الكثير من الدول الصديقة للولايات المتحدة وبعضها له قوات تقاتل تحت إمرتها في أفغانستان.
ولا ندري حتى الآن ما الذي يمنع القوات الأميركية من إبادة محصول الأفيون عن طريق رشه من الجو بمواد كيماوية خاصة، وكانوا قد هددوا بفعل ذلك قبل نشوب الحرب عام2001؟
* هل الملا وكيل متوكل وزير خارجيتكم الأسبق، وعبد السلام ضعيف سفيركم في إسلام آباد، والملا قاسم حليمي مدير البروتوكول في الخارجية.. انقلبوا على طالبان؟
- هؤلاء الثلاثة لكل واحد منهم ظروف خاصة: الملا عبد السلام كان مسجونا لدى القوات الأميركية ثم أفرج عنه ووضعوه تحت الإقامة الجبرية.
وكيل أحمد متوكل رغم استسلامه للقوات الأميركية تم سجنه أكثر من سنتين من قبل تلك القوات وبعد الإفراج عنه وضعوه أيضا تحت الإقامة الجبرية.
أما قاسم حليمي فهو استسلم لحكومة كرزاي، ويعتبر حاليا واحدا من عناصر إدارة كرزاي.
ولا ندري من منح قاسم حليمي لقب «ملا» هل هي حكومة كرزاي أم سلطات الاحتلال أم هو خطأ مطبعي من عندكم.. وثلاثتهم في الوقت الحالي لا يمثلون الإمارة الإسلامية في أي شيء.
* ما أهداف حركة طالبان في الفترة الحالية؟
- لم يتغير هدفنا عما كان عليه، وهو طرد القوات الأجنبية من البلاد. وإعادة الحكم الإسلامي إليها.
* ما مصادر تمويل حركة طالبان.. وهل صحيح أن بعض أهل الخير في الخليج العربي يساعدونكم؟
- ليس أهل الخليج وحدهم، بل الكثير من أهل الخير في العالم الإسلامي يساعدوننا.. ولكن جزءا هاما من تمويلنا يأتي من العدو نفسه وذلك بحصول المجاهدين على كميات كبيرة من الغنائم في كل معركة بفضل الله. ولعلكم طالعتم بعض تسجيلاتنا لمعارك الجبهات ولاحظتم ضخامة الغنائم الناتجة من معركة واحدة. هذا مع العلم بأن معظم معاركنا لا يتم تصويرها. وناتج الغنائم من السلاح والذخائر وحتى من الأطعمة والمهمات الأخرى هو عائد كبير ويقدر بملايين الدولارات بسعر السوق. والمورد الثابت الثاني في الأهمية هو تبرعات شعبنا بكل ما يمكن تصوره من احتياجات. وذلك هو الالتفاف الشعبي الذي أمدنا - بعد مدد الله سبحانه - بأعلى قدرة على الصمود والتقدم في الجهاد.
* كم عدد مقاتلي حركة طالبان؟
- عدد مقاتلينا هو 24 مليونا أي عدد سكان أفغانستان عدا عدة آلاف من المتعاونين مع الحكومة العميلة وسلطات الاحتلال.
* ما سر عدم قدرة الأميركيين على الوصول إلى الآن إلى الملا عمر وأسامة بن لادن أو محمد طيب أغا أو ذبيح الله مجاهد أو قاري يوسف؟
- نحن نعتقد بأن الله سبحانه وتعالى هو حافظ المجاهدين وناصرهم ورازقهم، وأن كل إنسان يستوفي عمره كاملا ولا يقبض قبل انقضاء أجله مهما بذل الناس من جهد ولو اجتمعوا عليه في حملة واحدة.
هذه العقيدة هي التي تدفع مجاهدينا إلى الهجوم على الموت في مظانه ولا يخشون إلا الله.
إن الأميركيين وكل أهل الأرض لا يمكن أن يصيبونا بشيء لم يقدره الله علينا. وذلك هو السر في أن العدو لم يصل إلى الذين ذكرتهم. ولن يصل إليهم إلا أن يشاء ربي شيئا.
* إلى أي مدى تؤدي ضربات «الناتو» إلى الإضرار بالأبرياء المدنيين؟
- أكثر ضربات «الناتو» موجهة عمدا لإيقاع أكبر قدر من الخسائر بالمدنيين لفصم عرى التحالف بينهم وبين أبنائهم المجاهدين.
وقد عانى المدنيون من معظم خسائر الحرب في الأرواح والمعدات والممتلكات والبيوت والمحاصيل الغذائية.
وخير شاهد على ذلك اعتراف القادة العسكريين من القوات الأميركية بقتل أكثر من 23 مدنيا في فبراير الماضي من العام الحالي خلال غارة جوية نفذتها الطائرات الأميركية على قافلة المدنيين في ولاية اروزجان، إلا أن العدد الحقيقي لقتلى تلك المجزرة كان 32 مدنيا بما فيهم الأطفال والنساء.
إن الجيش الأميركي وقوات «الناتو» يرتكبون يوميا المئات من جرائم الحرب في أفغانستان. لهذا يحرصون على إبعاد الإعلام العالمي عن الساحة الأفغانية ويفرضون علية رقابة عسكرية صارمة.
* ما هي تفاصيل الوساطة السعودية بين طالبان وحكومة كرزاي؟
- لما كانت الإمارة الإسلامية لم تدخل في أي مفاوضات مع العدو المحتل أو الحكومة العميلة فلا علم لدينا بمن فاوض من.. وأين.
وطالبان لا اعتبار عندها لحكومة كرزاي، لأن المشكلة هي مع الاحتلال الأميركي. أما كرزاي وحكومته فهم من أعراض المرض، بينما الاحتلال الأميركي هو المرض الأصلي الذي تعمل الإمارة على التخلص منه.
* الخطة الأميركية «المال مقابل السلاح».. هل تنجح في جذب عناصر الحركة إلى داخل المجتمع بعيدا عن العنف، أي أنهم سيتركون الحرب؟
- ليس لدينا في أفغانستان عنف، ولكن لدينا جهاد في سبيل الله يخوضه المجتمع الأفغاني كله والمجاهدون تحت قيادة الإمارة الإسلامية ضد جيوش العدوان الأميركي وحلفائه من دول حلف «الناتو».
هذه الخطط الأميركية الوهمية نراها مضحكة فأي مال وأي سلاح؟! إنهم يخدعون شعوبهم لا غير، أما المعادلة عندنا فهي «السلاح مقابل السلاح». أي أننا بسلاح الإيمان وبنادقنا نواجه سلاح العدوان الأميركي وطغيانه. وبسلاحنا ننزع السلاح من جنودهم ونستخدمه ضدهم ونقتل به الباقين منهم وعليكم بمراجعة فيلم الإمارة الإسلامية عند اقتحام جنودها لقاعدة كورينجل في ولاية كونار واستيلائهم عليها وغنيمة ما بها من سلاح ومهمات وسيارات.
«السلاح مقابل السلاح».. تلك هي معادلة الإمارة الإسلامية ومجاهديها، التي بها سيرغمون أميركا على الفرار من أفغانستان تاركة أسلحتها وجثث قتلاها على أرض أفغانستان كما فعل كل من غزو هذه الأرض.
* لماذا منعت حركة طالبان النساء الأفغانيات من التعليم أثناء توليها حكم أفغانستان وحرّمت التلفزيون والموسيقى خلال فترة الحكم ما بين 1996 و2001؟
- هذا كذب صريح روجته دوائر الغرب لتشويه صورة الإمارة الإسلامية تمهيدا للعدوان على أفغانستان. فحركة طالبان لم تمنع النساء من التعليم، بل منعت المؤسسات التبشيرية من أن تمد يدها إلى التعليم في أفغانستان، وبخاصة تعليم الفتيات. وكانت تلك المؤسسات تعيد جلب المدرسات اللاتي عملن في تدريس الشيوعية مع الاحتلال السوفياتي. وعملت تلك المؤسسات تحت ستار مساعدة النساء والأرامل واليتيمات من أجل التسلل إلى الوسط النسوي وتخريبه أخلاقيا ودينيا. هؤلاء هم الذين منعناهم. أضف إلى ذلك الأزمة المالية والحصار الدولي الخانق وحملات التشهير وإذكاء نيران الفتن والحرب الأهلية.. كل ذلك عرقل كل أنواع التعليم لا التعليم النسوي بوجه خاص. وسوف تشاهدون بإذن الله نهضة تعليمية ضخمة في قطاع الفتيات عند عودة الإمارة الإسلامية التي ستنهض بكل مرافق التنمية وعلى رأسها النهوض بالتعليم ومنه التعليم النسوي.
أما عن (تحريم) التلفزيون والموسيقى فنحن لا نحرم ولا نحلل فتلك مهمة الشريعة التي نحن مجرد مطبقين لأحكامها. ونحن لم نحرم (جهاز) التلفزيون بل حرمنا ما تحتويه مواد البث التلفزيوني.
وأثناء الفترة التي ذكرتها (1996 - 2001) فإن العلماء الكبار من داخل أفغانستان وخارجها ومن الدول العربية أفتونا بذلك أو أيدونا فيه أو سكتوا ولم يعلقوا. ولو أننا أخطأنا بعملنا هذا لنبهونا ولاستجبنا لهم. فالعلماء هم سادتنا الذين نتبعهم ونقتدي بهم. وعند عودتنا الثانية إلى كابل - بعون الله - سوف نستفتي علماء العالم الإسلامي، بما فيها علماء المملكة المخلصين في مسألة مواد البث التلفزيوني وأنواع الفضائيات العربية والإسلامية، ونحن نستجيب لفتواهم إن شاء الله تعالى.
* المسؤولون الأميركيون يلمحون إلى أن إيران قدمت تدريبا عسكريا لعناصر طالبان وساعدتها في تطوير العبوات الناسفة.. ما تعليقكم؟
- أميركا أفلست عسكريا في أفغانستان، وهي تبحث عن سيناريو للفرار. وبالطبع تحتاج إلى شماعة تعلق عليه فشلها. فمرة تتهم كرزاي وحكومته بأنهم السبب. وتارة تنظر حولها وتشدد الضغط على إيران بإضافة ملف جديد إلى الملفات الكثيرة المتأزمة فتقول بمثل هذا.
إن الخبرات العسكرية عند مقاتلينا وبعد ثلاثة عقود من الجهاد ضد أقوى الدول العظمى على ظهر الأرض أصبح لديهم خبرات نادرة يحتاج الكثيرون جدا في العالم إلى أخذها.
وحتى إيران أو أي دوله أخرى لا تمتلك مثل تلك الخبرات التي لدى كوادرنا العسكرية. إن أميركا مفلسة ومهزومة وتبحث عن شماعة تعلق عليها أفظع الهزائم في تاريخها. والأغلب أنها هزيمة النهاية بالنسبة للإمبراطورية الأميركية.
* رغم القتلى من الجانبين.. ومزيد من القتلى المدنيين الأبرياء.. والترسانة الضخمة لقوات «الناتو».. هل أنتم واثقون فعلا من النصر؟
- ثقتنا من النصر هي جزء من ثقتنا بالله سبحانه وتعالى. فكل جيوش الأعداء لا تهز شعرة في رؤوسنا. والذي نخشى منه حقيقة هو ذنوبنا أو تقصيرنا في طاعة الله. لهذا فنحن نراقب أنفسنا ومجاهدينا باستمرار، وترسل الإمارة توجيهاتها الدينية والمعنوية إلى الجبهات، إلى جانب التوجيه العسكري.
* كم مرتب مقاتل طالبان في الشهر.. تقريبا بالدولار؟
- أعتقد أن الذي يضحي بروحه وحياته في سبيل الله يكون في غنى عن اكتساب الماديات والدولارات، فمجاهدونا لا يعملون بالمرتبات، ولا يتعاملون بالدولار، وقد تركنا ذلك لغيرنا. فإن كل مجاهدينا متطوعون حتى إن أغلبهم يأتون بأسلحتهم الشخصية، والبعض يحضر أموالا ومساعدات أخرى. وبعضهم يكفله سكان قريته وأقاربه طبقا لنظام كان قائما حتى وقت حكم طالبان الأول، حيث لم يكن لديها ما يكفي لإعالة معظم موظفيها ومجاهديها. وتزود طالبان الجبهات بمساعدات مالية تحاول أن تكون ثابتة، ولكن كل جبهة تحاول تغطية نفسها من مساعدات الأهالي والأقارب في نفس المنطقة، فكلهم من نفس العائلات والقبائل.
يتبقى إذن أقل القليل من الكوادر الذين تساندهم الإمارة بشكل ثابت لتعذر اعتمادهم على مواردهم الذاتية أو موارد عائلاتهم وقبائلهم نتيجة أسباب قهرية.
* بعد كم سنة تأملون في عودة حكم طالبان إلى أفغانستان.. 10 أم 20 عاما؟
- إن الإمارة الإسلامية ما زالت تحكم أفغانستان، ولم تتوقف عن الحكم حتى ليوم واحد. العدو بنفسه يعترف بأن الإمارة تسيطر على ثلاثة أرباع الوطن. والواقع هو أكثر من ذلك بكثير. فالإمارة تحكم كابل ليلا وتحكم قندهار 21 ساعة في اليوم. وفي باقي المدن الكبرى يأخذ العدو عدة ساعات إضافية أو يخسر ساعات أخرى حسب تغير الموقف. وحتى قرية مارجا، التي ملأ العدو العالم ضجيجا باسمها حتى جعلها أكثر شهرة من كابل، يعيش فيها المجاهدون ويتحركون بحرية أكثر مما يفعل العدو. وأصبحت من أهم الأماكن لدى المجاهدين في تحقيق استراتيجية النزيف الثقيل لدماء العدو ومعداته والأهم نفسيات جنوده وقياداته.
* صورة الملا محمد عمر المنشورة في الصحافة الغربية.. هل تعود له أو قريبة منه.. ولماذا لا تنشروا صوره؟
- الملا محمد عمر (المجاهد) صورته في قلوب جميع الأفغان وجميع المسلمين. وهو عند الأفغان ليس صورة، بل هو تجسيد لحقيقة الحرية والاستقلال وحكم الشريعة. ونحن نفضل أن لا ننشر صورته رغم أنه حقيقة وليس سرابا. لأننا نريده أن يبقى هكذا.. كابوسا يقض مضاجع المحتلين في أفغانستان، وطيفا يؤنس وحشة المظلومين في أفغانستان وفي كل مكان.
* هل تعتقدون أن أسامة بن لادن سبب مباشر في إحضار الأميركيين إلى الأراضي الأفغانية؟
- نعتقد أن قرار أميركا بغزو أفغانستان سابق بسنوات عن عمليات سبتمبر (أيلول) 2001. وأن نفط آسيا الوسطى والاستحواذ عليه وإخراجه عن طريق خارج روسيا أو إيران كان هو العامل الأسبق من بين الجميع. ثم جاء عامل الأفيون بعدما منعت الإمارة زراعته بشكل كامل. وكان الغزو سيحدث على أي حال حتى ولو لم تقع أحداث سبتمبر.
* هل تعتقدون أن بن لادن كسر تعهداته ووعوده التي قطعها من أحكام البيعة للملا عمر بتنفيذه هجمات سبتمبر من دون علم طالبان؟
- أولا لم يثبت لدينا حتى الآن أن أسامة بن لادن هو من قام بتلك العمليات، وما تقوله الإدارة الأميركية غير مقنع لدينا. هذا هو رأينا ورأي كثيرين حول العالم. فلذلك نحن نطالب بتشكيل هيئة دولية مستقلة للتحقيق في أحداث سبتمبر، لتحديد الأطراف المشاركة فيها، ودور كل طرف. وقبل ذلك يمكن لأي طرف أن يدعى ما يشاء.
منقول
تنبيه من مركز المقريزي
ننقل هذا الحوار من جريدة الشرق الأوسط رغم عدائها للإسلام وأهله وقد نقلناه نظراً لتعميم الفائدة خاصة في كثير من الإجابات السديدة للملا يوسف قاري المتحدث باسم الإمارة الأفغانية لكن يجب الحذر ثم الحذر في بعض الإجابات التي لا تخفى على فطنة القارئ وأنها قد تكون مدسوسة في زحمة الإجابات من جرية الشرق الأوسط.. وعلى أية حال فالحوار جيد والإجابات كانت موفقة والحمد لله تعالى. (مركز المقريزي).
نص الحوار
المتحدث باسم الإمارة الأفغانية.. نحكم كابل بالليل.. وقندهار 21 ساعة في اليوم
طالبان لـ«الشرق الأوسط»: نحكم كابل بالليل.. وقندهار 21 ساعة في اليوم
محمد الشافعي
(5-6-2010)
الحديث مع قاري محمد يوسف أحمدي، المتحدث الرسمي باسم «الإمارة الأفغانية» جاء سريعا ومتسارعا عبر البريد الإلكتروني، وكانت الأسئلة في الأساس موجهة إلى الملا محمد عمر، حاكم الحركة، ولكن حركة طالبان قالت انه بسبب انشغالاته، تم تحويل الأسئلة إلى يوسف أحمدي، المتحدث باسم الحركة الأصولية، الذي أرسل أيضا عدة صور لم تنشر من قبل، ليس من بينها صورته، بزعم المخاوف الأمنية.
وقال أحمدي إنهم يسيطرون على ثلاثة أرباع أفغانستان بشهادة قوات التحالف ويحكمون كابل بالليل وقندهار نحو 21 ساعة يوميا، وكشف أن المفصولين والمستسلمين من طالبان هم الذين تفاوضوا مع حكومة كرزاي، والهدف من تلك الأخبار، على حد قوله «هو إحباط معنويات المجاهدين». وأكد أن السعودية بلد كبير ومهم لإحلال السلام في أفغانستان، ونفى أن تكون طالبان تمول عملياتها من عائد الهيروين، بل أشار إلى أن أهل الخير من العالم الإسلامي كثر، وليس من منطقة الخليج العربي فحسب. وقال إن معلومات الملا عبد الغني برادر، الرجل الثاني في الحركة الذي اعتقلته باكستان في كراتشي فبراير (شباط) الماضي، باتت الآن من النوع القديم الذي لا يضر كشفة ولا تفيد معرفته.
وجاء الحوار مع «الشرق الأوسط» على النحو التالي:
* كيف تصفون العملية الاستخباراتية لاعتقال الملا برادر في الأراضي الباكستانية؟ وهل كانوا يعلمون بوجوده في كراتشي ويغضون الطرف؟ وهل تعتقدون أنه قدم معلومات مهمة عن قادة الحركة للأميركيين؟
- العملية جاءت في إطار الحرب النفسية ضد المجاهدين. وقد أعطاها الإعلام الأميركي والغربي الكثير من التهويل حتى ينال من نفسيات المجاهدين وحتى يضغط على أعصاب القيادة للحصول على تنازلات معينة. ولكن العدو لم يستفد شيئا من العملية. ولم يدل الملا برادر بأي معلومات تفيد العدو. كما أن الكثير من التعديلات والتغييرات أدخلت بحيث إن المعلومات عند الملا برادر أصبحت الآن من النوع القديم الذي لا يضر كشفة ولا تفيد معرفته.
معلومات كثيرة حول العملية لا ترى قيادتنا ضرورة لكشفها في الوقت الحالي، ولكنها ستفعل عندما تكون الظروف مناسبة لذلك.
* يتردد بين الحين والآخر ما يثار عن عقد جلسات سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية، آخرها كان في جزر المالديف.. أين الحقيقة؟ وما رأيكم في لقاء جدة تحت رعاية خام الحرمين الشريفين العام الماضي؟
- لم يكن هناك أي محادثات بين الإمارة وحكومة كرزاي. وما أشاعوه عنها فكان بين المفصولين أو المستسلمين من طالبان وعناصر من حكومة كرزاي.
والهدف من تلك الأخبار هو إحباط معنويات المجاهدين وإيهامهم بأن قياداتهم تتفاوض على عكس ما هو معلن من مواقف كانت تشترط الانسحاب أولا وقبل كل شيء. والعدو يختار عناصر متعاونة معه ولا صلة لهم بالمجاهدين أو بـ«الإمارة الإسلامية»، أو أنهم تم فصلهم من الحركة منذ زمن نتيجة ارتكابهم مخالفات كبيرة.
* هل من وجهة نظركم ترون السعودية كبلد إسلامي مؤهل للمشاركة في إحلال السلام في أفغانستان؟
- السعودية بلد إسلامي كبير، ولها دور هام جدا يمكنها القيام به لإجبار الأميركيين على الجلاء عن أفغانستان وسحب جيوشهم وجيوش حلفائهم من ذلك البلد المسلم المظلوم. وعندها يكون السلام حقيقة واقعة في أفغانستان.
* هل لباكستان من وجهة نظركم دور حيوي ومهم لإحلال السلام في أفغانستان؟
- جميع الجيران بما فيهم باكستان لهم دور في إحلال السلام في جارتهم أفغانستان. ومدخل السلام هو خروج المحتل المعتدي من أفغانستان.
* ما الجديد في علاقة طالبان مع «القاعدة»؟ وهل تشارك عناصر عربية في الحرب الدائرة في أفغانستان؟
- لا جديد في تلك العلاقات. ويشارك بعض الغيورين من أبناء العالم الإسلامي في الجهاد معنا.
* أين الحقيقة في أن طالبان تدار من مجلس «شورى كويتا» الذي يترأسه الملا عمر؟
- باعتراف من القوات الأجنبية فإن الإمارة تسيطر على أكثر من 70% من مناطق أفغانستان، فلا حاجة لأن يكون قيادة الجهاد خارج ساحة الجهاد، وتلك الإشاعات داخلة أيضا في إطار الحملة النفسية التي يركز عليها الأميركيون كثيرا منذ بداية الحرب وإلى الآن، ولكن زاد تركيزهم عليها بعد وصول عملهم العسكري إلى حائط مسدود تماما وباتوا على يقين من أنهم مهزومون ولا مناص عن رحيلهم التام عن أفغانستان.
* الصحف الأميركية تذكر نقلا عن مسؤولين عسكريين أن طالبان تعتمد على زراعة الأفيون لتمويل عملياتها.. وإنها الرابح الأكبر من انتشار زراعة المخدرات.. أين الحقيقة؟
- حسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن حكومة الإمارة الإسلامية منعت زراعة الأفيون في البلاد، فكان الناتج في عام 2001، أي عام الحرب، هو 185 طنا، معظمها من إنتاج مناطق كان يسيطر عليها تحالف الشمال المدعوم من الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى. وكان إنتاج أفغانستان قبل ذلك في حدود 3600 طن.
أما الآن، وبعد الاحتلال الأميركي ونشر مائة وخمسين ألف جندي من قواتهم، فقد حولوا أفغانستان إلى أكبر مزرعة أفيون في العالم بإنتاج تخطى الآن تسعة آلاف طن رغم أن سلطات الاحتلال والأمم المتحدة يحاولون التلاعب بالأرقام فجعلوها أقل من ذلك بنحو ألف طن. وحسب رئيس مكافحة المخدرات في روسيا، فإن تلك الكمية تدر دخلا مقداره 640 مليار دولار سنويا. بينما دخل المزارعين لا يتخطى بحال 4 مليارات على أحسن الافتراضات. وباقي المبلغ يصب في الخزينة الأميركية، وتحديدا حسابات مافيا المخدرات في الولايات المتحدة وبريطانيا. وكلتا الدولتين: الولايات المتحدة وبريطانيا، يمتلكان الكثير من معامل تصنيع الهيروين في أفغانستان، وجميعها موجودة داخل القواعد العسكرية للجيش، حيث تتوفر أقصى درجة من الحماية والسرية.
والقوة العسكرية المتوفرة للدولتين وقدرة المراقبة بالأقمار الصناعية والسيطرة على الأجواء والقدرة على تدمير أي هدف أرضي، كل ذلك يمنع أي جهة كانت من منافستهما في ذلك المجال، وقد أغضب ذلك الكثير من الدول الصديقة للولايات المتحدة وبعضها له قوات تقاتل تحت إمرتها في أفغانستان.
ولا ندري حتى الآن ما الذي يمنع القوات الأميركية من إبادة محصول الأفيون عن طريق رشه من الجو بمواد كيماوية خاصة، وكانوا قد هددوا بفعل ذلك قبل نشوب الحرب عام2001؟
* هل الملا وكيل متوكل وزير خارجيتكم الأسبق، وعبد السلام ضعيف سفيركم في إسلام آباد، والملا قاسم حليمي مدير البروتوكول في الخارجية.. انقلبوا على طالبان؟
- هؤلاء الثلاثة لكل واحد منهم ظروف خاصة: الملا عبد السلام كان مسجونا لدى القوات الأميركية ثم أفرج عنه ووضعوه تحت الإقامة الجبرية.
وكيل أحمد متوكل رغم استسلامه للقوات الأميركية تم سجنه أكثر من سنتين من قبل تلك القوات وبعد الإفراج عنه وضعوه أيضا تحت الإقامة الجبرية.
أما قاسم حليمي فهو استسلم لحكومة كرزاي، ويعتبر حاليا واحدا من عناصر إدارة كرزاي.
ولا ندري من منح قاسم حليمي لقب «ملا» هل هي حكومة كرزاي أم سلطات الاحتلال أم هو خطأ مطبعي من عندكم.. وثلاثتهم في الوقت الحالي لا يمثلون الإمارة الإسلامية في أي شيء.
* ما أهداف حركة طالبان في الفترة الحالية؟
- لم يتغير هدفنا عما كان عليه، وهو طرد القوات الأجنبية من البلاد. وإعادة الحكم الإسلامي إليها.
* ما مصادر تمويل حركة طالبان.. وهل صحيح أن بعض أهل الخير في الخليج العربي يساعدونكم؟
- ليس أهل الخليج وحدهم، بل الكثير من أهل الخير في العالم الإسلامي يساعدوننا.. ولكن جزءا هاما من تمويلنا يأتي من العدو نفسه وذلك بحصول المجاهدين على كميات كبيرة من الغنائم في كل معركة بفضل الله. ولعلكم طالعتم بعض تسجيلاتنا لمعارك الجبهات ولاحظتم ضخامة الغنائم الناتجة من معركة واحدة. هذا مع العلم بأن معظم معاركنا لا يتم تصويرها. وناتج الغنائم من السلاح والذخائر وحتى من الأطعمة والمهمات الأخرى هو عائد كبير ويقدر بملايين الدولارات بسعر السوق. والمورد الثابت الثاني في الأهمية هو تبرعات شعبنا بكل ما يمكن تصوره من احتياجات. وذلك هو الالتفاف الشعبي الذي أمدنا - بعد مدد الله سبحانه - بأعلى قدرة على الصمود والتقدم في الجهاد.
* كم عدد مقاتلي حركة طالبان؟
- عدد مقاتلينا هو 24 مليونا أي عدد سكان أفغانستان عدا عدة آلاف من المتعاونين مع الحكومة العميلة وسلطات الاحتلال.
* ما سر عدم قدرة الأميركيين على الوصول إلى الآن إلى الملا عمر وأسامة بن لادن أو محمد طيب أغا أو ذبيح الله مجاهد أو قاري يوسف؟
- نحن نعتقد بأن الله سبحانه وتعالى هو حافظ المجاهدين وناصرهم ورازقهم، وأن كل إنسان يستوفي عمره كاملا ولا يقبض قبل انقضاء أجله مهما بذل الناس من جهد ولو اجتمعوا عليه في حملة واحدة.
هذه العقيدة هي التي تدفع مجاهدينا إلى الهجوم على الموت في مظانه ولا يخشون إلا الله.
إن الأميركيين وكل أهل الأرض لا يمكن أن يصيبونا بشيء لم يقدره الله علينا. وذلك هو السر في أن العدو لم يصل إلى الذين ذكرتهم. ولن يصل إليهم إلا أن يشاء ربي شيئا.
* إلى أي مدى تؤدي ضربات «الناتو» إلى الإضرار بالأبرياء المدنيين؟
- أكثر ضربات «الناتو» موجهة عمدا لإيقاع أكبر قدر من الخسائر بالمدنيين لفصم عرى التحالف بينهم وبين أبنائهم المجاهدين.
وقد عانى المدنيون من معظم خسائر الحرب في الأرواح والمعدات والممتلكات والبيوت والمحاصيل الغذائية.
وخير شاهد على ذلك اعتراف القادة العسكريين من القوات الأميركية بقتل أكثر من 23 مدنيا في فبراير الماضي من العام الحالي خلال غارة جوية نفذتها الطائرات الأميركية على قافلة المدنيين في ولاية اروزجان، إلا أن العدد الحقيقي لقتلى تلك المجزرة كان 32 مدنيا بما فيهم الأطفال والنساء.
إن الجيش الأميركي وقوات «الناتو» يرتكبون يوميا المئات من جرائم الحرب في أفغانستان. لهذا يحرصون على إبعاد الإعلام العالمي عن الساحة الأفغانية ويفرضون علية رقابة عسكرية صارمة.
* ما هي تفاصيل الوساطة السعودية بين طالبان وحكومة كرزاي؟
- لما كانت الإمارة الإسلامية لم تدخل في أي مفاوضات مع العدو المحتل أو الحكومة العميلة فلا علم لدينا بمن فاوض من.. وأين.
وطالبان لا اعتبار عندها لحكومة كرزاي، لأن المشكلة هي مع الاحتلال الأميركي. أما كرزاي وحكومته فهم من أعراض المرض، بينما الاحتلال الأميركي هو المرض الأصلي الذي تعمل الإمارة على التخلص منه.
* الخطة الأميركية «المال مقابل السلاح».. هل تنجح في جذب عناصر الحركة إلى داخل المجتمع بعيدا عن العنف، أي أنهم سيتركون الحرب؟
- ليس لدينا في أفغانستان عنف، ولكن لدينا جهاد في سبيل الله يخوضه المجتمع الأفغاني كله والمجاهدون تحت قيادة الإمارة الإسلامية ضد جيوش العدوان الأميركي وحلفائه من دول حلف «الناتو».
هذه الخطط الأميركية الوهمية نراها مضحكة فأي مال وأي سلاح؟! إنهم يخدعون شعوبهم لا غير، أما المعادلة عندنا فهي «السلاح مقابل السلاح». أي أننا بسلاح الإيمان وبنادقنا نواجه سلاح العدوان الأميركي وطغيانه. وبسلاحنا ننزع السلاح من جنودهم ونستخدمه ضدهم ونقتل به الباقين منهم وعليكم بمراجعة فيلم الإمارة الإسلامية عند اقتحام جنودها لقاعدة كورينجل في ولاية كونار واستيلائهم عليها وغنيمة ما بها من سلاح ومهمات وسيارات.
«السلاح مقابل السلاح».. تلك هي معادلة الإمارة الإسلامية ومجاهديها، التي بها سيرغمون أميركا على الفرار من أفغانستان تاركة أسلحتها وجثث قتلاها على أرض أفغانستان كما فعل كل من غزو هذه الأرض.
* لماذا منعت حركة طالبان النساء الأفغانيات من التعليم أثناء توليها حكم أفغانستان وحرّمت التلفزيون والموسيقى خلال فترة الحكم ما بين 1996 و2001؟
- هذا كذب صريح روجته دوائر الغرب لتشويه صورة الإمارة الإسلامية تمهيدا للعدوان على أفغانستان. فحركة طالبان لم تمنع النساء من التعليم، بل منعت المؤسسات التبشيرية من أن تمد يدها إلى التعليم في أفغانستان، وبخاصة تعليم الفتيات. وكانت تلك المؤسسات تعيد جلب المدرسات اللاتي عملن في تدريس الشيوعية مع الاحتلال السوفياتي. وعملت تلك المؤسسات تحت ستار مساعدة النساء والأرامل واليتيمات من أجل التسلل إلى الوسط النسوي وتخريبه أخلاقيا ودينيا. هؤلاء هم الذين منعناهم. أضف إلى ذلك الأزمة المالية والحصار الدولي الخانق وحملات التشهير وإذكاء نيران الفتن والحرب الأهلية.. كل ذلك عرقل كل أنواع التعليم لا التعليم النسوي بوجه خاص. وسوف تشاهدون بإذن الله نهضة تعليمية ضخمة في قطاع الفتيات عند عودة الإمارة الإسلامية التي ستنهض بكل مرافق التنمية وعلى رأسها النهوض بالتعليم ومنه التعليم النسوي.
أما عن (تحريم) التلفزيون والموسيقى فنحن لا نحرم ولا نحلل فتلك مهمة الشريعة التي نحن مجرد مطبقين لأحكامها. ونحن لم نحرم (جهاز) التلفزيون بل حرمنا ما تحتويه مواد البث التلفزيوني.
وأثناء الفترة التي ذكرتها (1996 - 2001) فإن العلماء الكبار من داخل أفغانستان وخارجها ومن الدول العربية أفتونا بذلك أو أيدونا فيه أو سكتوا ولم يعلقوا. ولو أننا أخطأنا بعملنا هذا لنبهونا ولاستجبنا لهم. فالعلماء هم سادتنا الذين نتبعهم ونقتدي بهم. وعند عودتنا الثانية إلى كابل - بعون الله - سوف نستفتي علماء العالم الإسلامي، بما فيها علماء المملكة المخلصين في مسألة مواد البث التلفزيوني وأنواع الفضائيات العربية والإسلامية، ونحن نستجيب لفتواهم إن شاء الله تعالى.
* المسؤولون الأميركيون يلمحون إلى أن إيران قدمت تدريبا عسكريا لعناصر طالبان وساعدتها في تطوير العبوات الناسفة.. ما تعليقكم؟
- أميركا أفلست عسكريا في أفغانستان، وهي تبحث عن سيناريو للفرار. وبالطبع تحتاج إلى شماعة تعلق عليه فشلها. فمرة تتهم كرزاي وحكومته بأنهم السبب. وتارة تنظر حولها وتشدد الضغط على إيران بإضافة ملف جديد إلى الملفات الكثيرة المتأزمة فتقول بمثل هذا.
إن الخبرات العسكرية عند مقاتلينا وبعد ثلاثة عقود من الجهاد ضد أقوى الدول العظمى على ظهر الأرض أصبح لديهم خبرات نادرة يحتاج الكثيرون جدا في العالم إلى أخذها.
وحتى إيران أو أي دوله أخرى لا تمتلك مثل تلك الخبرات التي لدى كوادرنا العسكرية. إن أميركا مفلسة ومهزومة وتبحث عن شماعة تعلق عليها أفظع الهزائم في تاريخها. والأغلب أنها هزيمة النهاية بالنسبة للإمبراطورية الأميركية.
* رغم القتلى من الجانبين.. ومزيد من القتلى المدنيين الأبرياء.. والترسانة الضخمة لقوات «الناتو».. هل أنتم واثقون فعلا من النصر؟
- ثقتنا من النصر هي جزء من ثقتنا بالله سبحانه وتعالى. فكل جيوش الأعداء لا تهز شعرة في رؤوسنا. والذي نخشى منه حقيقة هو ذنوبنا أو تقصيرنا في طاعة الله. لهذا فنحن نراقب أنفسنا ومجاهدينا باستمرار، وترسل الإمارة توجيهاتها الدينية والمعنوية إلى الجبهات، إلى جانب التوجيه العسكري.
* كم مرتب مقاتل طالبان في الشهر.. تقريبا بالدولار؟
- أعتقد أن الذي يضحي بروحه وحياته في سبيل الله يكون في غنى عن اكتساب الماديات والدولارات، فمجاهدونا لا يعملون بالمرتبات، ولا يتعاملون بالدولار، وقد تركنا ذلك لغيرنا. فإن كل مجاهدينا متطوعون حتى إن أغلبهم يأتون بأسلحتهم الشخصية، والبعض يحضر أموالا ومساعدات أخرى. وبعضهم يكفله سكان قريته وأقاربه طبقا لنظام كان قائما حتى وقت حكم طالبان الأول، حيث لم يكن لديها ما يكفي لإعالة معظم موظفيها ومجاهديها. وتزود طالبان الجبهات بمساعدات مالية تحاول أن تكون ثابتة، ولكن كل جبهة تحاول تغطية نفسها من مساعدات الأهالي والأقارب في نفس المنطقة، فكلهم من نفس العائلات والقبائل.
يتبقى إذن أقل القليل من الكوادر الذين تساندهم الإمارة بشكل ثابت لتعذر اعتمادهم على مواردهم الذاتية أو موارد عائلاتهم وقبائلهم نتيجة أسباب قهرية.
* بعد كم سنة تأملون في عودة حكم طالبان إلى أفغانستان.. 10 أم 20 عاما؟
- إن الإمارة الإسلامية ما زالت تحكم أفغانستان، ولم تتوقف عن الحكم حتى ليوم واحد. العدو بنفسه يعترف بأن الإمارة تسيطر على ثلاثة أرباع الوطن. والواقع هو أكثر من ذلك بكثير. فالإمارة تحكم كابل ليلا وتحكم قندهار 21 ساعة في اليوم. وفي باقي المدن الكبرى يأخذ العدو عدة ساعات إضافية أو يخسر ساعات أخرى حسب تغير الموقف. وحتى قرية مارجا، التي ملأ العدو العالم ضجيجا باسمها حتى جعلها أكثر شهرة من كابل، يعيش فيها المجاهدون ويتحركون بحرية أكثر مما يفعل العدو. وأصبحت من أهم الأماكن لدى المجاهدين في تحقيق استراتيجية النزيف الثقيل لدماء العدو ومعداته والأهم نفسيات جنوده وقياداته.
* صورة الملا محمد عمر المنشورة في الصحافة الغربية.. هل تعود له أو قريبة منه.. ولماذا لا تنشروا صوره؟
- الملا محمد عمر (المجاهد) صورته في قلوب جميع الأفغان وجميع المسلمين. وهو عند الأفغان ليس صورة، بل هو تجسيد لحقيقة الحرية والاستقلال وحكم الشريعة. ونحن نفضل أن لا ننشر صورته رغم أنه حقيقة وليس سرابا. لأننا نريده أن يبقى هكذا.. كابوسا يقض مضاجع المحتلين في أفغانستان، وطيفا يؤنس وحشة المظلومين في أفغانستان وفي كل مكان.
* هل تعتقدون أن أسامة بن لادن سبب مباشر في إحضار الأميركيين إلى الأراضي الأفغانية؟
- نعتقد أن قرار أميركا بغزو أفغانستان سابق بسنوات عن عمليات سبتمبر (أيلول) 2001. وأن نفط آسيا الوسطى والاستحواذ عليه وإخراجه عن طريق خارج روسيا أو إيران كان هو العامل الأسبق من بين الجميع. ثم جاء عامل الأفيون بعدما منعت الإمارة زراعته بشكل كامل. وكان الغزو سيحدث على أي حال حتى ولو لم تقع أحداث سبتمبر.
* هل تعتقدون أن بن لادن كسر تعهداته ووعوده التي قطعها من أحكام البيعة للملا عمر بتنفيذه هجمات سبتمبر من دون علم طالبان؟
- أولا لم يثبت لدينا حتى الآن أن أسامة بن لادن هو من قام بتلك العمليات، وما تقوله الإدارة الأميركية غير مقنع لدينا. هذا هو رأينا ورأي كثيرين حول العالم. فلذلك نحن نطالب بتشكيل هيئة دولية مستقلة للتحقيق في أحداث سبتمبر، لتحديد الأطراف المشاركة فيها، ودور كل طرف. وقبل ذلك يمكن لأي طرف أن يدعى ما يشاء.
منقول