قائد_الكتائب
14 Jun 2010, 01:19 AM
الله أكبر
قد أقررت عيني يا عمر
الحمد لله الذي أقر عيني بشهادة احد أولادي في حياتي وأكرمني بأن لا أكون رقوبا ، فعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : (( ما تعدون الرقوب فيكم ؟ قال : قلنا : الرقوب الذي لا يولد له ،قال : ليس ذلك بالرقوب ، ولكنه الرجل الذي لا يقدِّم من ولده شيء ) رواه مسلم
وبعد ..
فلقد ترجل ولدنا الغالي وأحب أولادي إليّ بعد سنوات حافلات أكرمه الله خلالها بأن ذاق فيها طعم العزة في ساحات الجهاد ، سعى إلى أفغانستان بعد سقوطها في براثن الأمريكان فلم يتمكن من دخولها فانحاز إلى كردستان ثم دخل إلى ساحة الجهاد بعد سقوط العراق تحت الاحتلال الامريكي وكان مقربا من القائد البطل أبي مصعب رحمه الله ومحببا إليه يوصي به ويهتم بشأنه ، فشارك عن قرب منه في الجهاد في العراق وخاض غمار مواجهات عديدة في بقاع شتى من أرض الرافدين ، وكانت تأتيني عنه الأخبار التي تقر العين حقا ، وتشرح الصدر صدقا ؛ خاض غمار تجارب الهجرة والسجن ومفارقة الأهل والأحباب ومواجهة الأخطار والابتلاءات والدخول في معامع القتال وهو شاب حدث ، قد أكرمه الله بحفظ كتاب الله فبادر إلى تمكينه في السجن الذي لم يكن أيضا ليترك نصرة دينه فيه ؛
فلقد جاءتني رسالة من أحد أصدقائه الذين كانوا معه في السجن يحدث في مقطع منها فيقول : (وعندی خبر وان کان قدیما لکن اقوله لک شیخنا الحبیب ...... فإنی کنت فی السجن عند الصلیبیین فی العراق وکان معنا فی المعتقل الابن الصغیر للشیخ وهذا فی بدایة 2005 ومن قبل کان معنا فی کردستان وهو شاب محبوب فی وسط الاخوة وخاصة الذین یعرفون انه ابن الشیخ یحبونه حبا کبیرا وینظرون إلیه نظرة خاصة وأحب ان أدخل السرور فی قلب الشیخ إن شا ء الله بأن ابنه مع أنه کان حافظا لکتاب الله تعالی وهو أیضا دافع عن کتاب الله تعالی فأذکر یوما حين قام الصلیبیون الکفار بتمزیق مصحفین وقام السجناء قومة رجل واحد وکبروا واستشهد اربعة من الاخوة رایت ابن الشیخ فی مقدمة الإخوة یکبر ویکبر بعد ما اطلقوا النار علی المعتقلین ..... فکنا فی قطاع واحد مدة اربعة الی خمسة اشهر وهذا فی سجن بوکا فی البصرة ثم نقلوه الی سجن ابی غریب .. والآن وبعد خروجی من السجن سالت بعض الاخوة الذین خرجوا من سجون الصلیبیین عنه سمعت انه خرج من السجن )اهـ.
أما رسائل عمر فلم تصلنا منه إلا رسالتان في فترة سجنه ، لم يصلنا غيرها لا قبل ذلك ولا بعده وهذا إن دل على شيء فهو يدل على انضباطه وطاعته لقادته في عدم الاتصال بأحد خارج العراق ، ولذلك فالرسائل الوحيدة التي وصلتنا منه هي تلك التي جاءتنا منه في الأسر حيث يقول في أحدها : ( فإني الآن في السجن وقد دخلت السجن في تاريخ 31-1-2004م وقد تم اعتقالي عن طريق الامريكان وقدّر الله أن حكمت سبع سنين وقد بقي لي الآن وأخرج من السجن سنة واحده فقط ؛ وانا الآن في سجن الأحداث والسنة في حكم الأحداث ثمانية اشهر ، والحمد لله أولاد عمي يأتوا لزيارتي ( يقصد إخوانه المجاهدين ) وأنا لست نادما على شئ وقد ازدت اصراراً أكثر عندما دخلت السجن وأول شئ فعلته عندما دخلت السجن أني مكّنت القرآن وبعدها طلبت العلم وبدأت أتفهم الأمور شيئاً فشيئاً وكما قيل :(رب ضارّة نافعة) وسبحان الله مثلنا مع خصومنا كمثل موسى مع فرعون والآن السجون في بلدنا العراق أصبحت أكبر جامعة لطلب العلم لأن الأساتذة يلتقون فيها من كافة انحاء العالم...) اهـ.
لله درك أيها الحبيب الغالي لا زلت أذكر وقفتك في وجه من داهموا بيتنا مقنعين مدججين بالسلاح لاعتقال أبيك وأنت ابن الرابعة عشرة ، ويومها مدّ كبيرهم يده مختبرا لك أتصافحه ! فأبيت وصحت في وجهه : ( أنا مثل أبي لا أصافحكم ) لقد أغظتهم بها أيْ بني ، فكانوا يذكّرونني بها في ساحات التعذيب ، بَقِيَت محفورة في ذاكرتهم لم ينسوها لك ، كما أنك لم تنس لهم إساءاتهم لدينك ولأهلك وأبيك ؛ فأبيت أن تمس يدك أيديهم ..
لله درك خضت كل هذا في ريعان شبابك .. شباب حافل جربت فيه كل أبواب الخير ونلت منها إن شاء الله كل ما تريد .. حفظ كتاب الله والهجرة والجهاد والأسر والقتال والقتل في سبيل الله ..
يا كوكبـاً ما كان أقصر عمره ... وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يستدر ... بدراً ولم يمهل لوقت سـرار
عجل الخسوف عليه قبل أوانه ... فمحاه قبل مظنة الإبدار
واستُل من أترابه ولداته ... كالمقلة اسـتلت من الأشفار
فكأن قلبي قبره وكأنه ... في طيه سر من الأسرار
أن يعتبط صغراً فرب مضخم ... يبدو ضئيل الشخص للنظار
أن الكواكب في علو محلها ... لترى صغاراً وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا مضى ... بعض الفتى فالكل بالآثار
أبكيه ثم أقول معتذراً له ... وفقت حين تركت ألأم دار
جاورت أعدائي وجاور ربه ... شتان بين جواره وجواري
ولقد جريت كما جريت لغاية ... فبلغتها وأبوك في المضمار
جاءتنا الأخبار من العراق الأمس الجمعة تخبر أن عمر قتل مع ثلاثة من المجاهدين في مواجهات في الموصل يوم السبت الماضي .. تقبله الله وأصحابه ، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب .
اللهم إن ابني عمر قد خرج عن طيب نفس مني لنصرة الإسلام والمسلمين ؛ وقد كان أحب أبنائي إليّ ؛ اللهم يا وليّي ؛ فاجعلنا من أهل آية : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)
اللهم وتقبل فلذة كبدي في الشهداء الأبرار واجمعنا به في فردوسك الأعلى ..
أبو محمد المقدسي
29جمادى الآخرة 1431
من هجرة المصطفى
عليه الصلاة والسلام
.......................
_____________________________________
قد أقررت عيني يا عمر
الحمد لله الذي أقر عيني بشهادة احد أولادي في حياتي وأكرمني بأن لا أكون رقوبا ، فعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : (( ما تعدون الرقوب فيكم ؟ قال : قلنا : الرقوب الذي لا يولد له ،قال : ليس ذلك بالرقوب ، ولكنه الرجل الذي لا يقدِّم من ولده شيء ) رواه مسلم
وبعد ..
فلقد ترجل ولدنا الغالي وأحب أولادي إليّ بعد سنوات حافلات أكرمه الله خلالها بأن ذاق فيها طعم العزة في ساحات الجهاد ، سعى إلى أفغانستان بعد سقوطها في براثن الأمريكان فلم يتمكن من دخولها فانحاز إلى كردستان ثم دخل إلى ساحة الجهاد بعد سقوط العراق تحت الاحتلال الامريكي وكان مقربا من القائد البطل أبي مصعب رحمه الله ومحببا إليه يوصي به ويهتم بشأنه ، فشارك عن قرب منه في الجهاد في العراق وخاض غمار مواجهات عديدة في بقاع شتى من أرض الرافدين ، وكانت تأتيني عنه الأخبار التي تقر العين حقا ، وتشرح الصدر صدقا ؛ خاض غمار تجارب الهجرة والسجن ومفارقة الأهل والأحباب ومواجهة الأخطار والابتلاءات والدخول في معامع القتال وهو شاب حدث ، قد أكرمه الله بحفظ كتاب الله فبادر إلى تمكينه في السجن الذي لم يكن أيضا ليترك نصرة دينه فيه ؛
فلقد جاءتني رسالة من أحد أصدقائه الذين كانوا معه في السجن يحدث في مقطع منها فيقول : (وعندی خبر وان کان قدیما لکن اقوله لک شیخنا الحبیب ...... فإنی کنت فی السجن عند الصلیبیین فی العراق وکان معنا فی المعتقل الابن الصغیر للشیخ وهذا فی بدایة 2005 ومن قبل کان معنا فی کردستان وهو شاب محبوب فی وسط الاخوة وخاصة الذین یعرفون انه ابن الشیخ یحبونه حبا کبیرا وینظرون إلیه نظرة خاصة وأحب ان أدخل السرور فی قلب الشیخ إن شا ء الله بأن ابنه مع أنه کان حافظا لکتاب الله تعالی وهو أیضا دافع عن کتاب الله تعالی فأذکر یوما حين قام الصلیبیون الکفار بتمزیق مصحفین وقام السجناء قومة رجل واحد وکبروا واستشهد اربعة من الاخوة رایت ابن الشیخ فی مقدمة الإخوة یکبر ویکبر بعد ما اطلقوا النار علی المعتقلین ..... فکنا فی قطاع واحد مدة اربعة الی خمسة اشهر وهذا فی سجن بوکا فی البصرة ثم نقلوه الی سجن ابی غریب .. والآن وبعد خروجی من السجن سالت بعض الاخوة الذین خرجوا من سجون الصلیبیین عنه سمعت انه خرج من السجن )اهـ.
أما رسائل عمر فلم تصلنا منه إلا رسالتان في فترة سجنه ، لم يصلنا غيرها لا قبل ذلك ولا بعده وهذا إن دل على شيء فهو يدل على انضباطه وطاعته لقادته في عدم الاتصال بأحد خارج العراق ، ولذلك فالرسائل الوحيدة التي وصلتنا منه هي تلك التي جاءتنا منه في الأسر حيث يقول في أحدها : ( فإني الآن في السجن وقد دخلت السجن في تاريخ 31-1-2004م وقد تم اعتقالي عن طريق الامريكان وقدّر الله أن حكمت سبع سنين وقد بقي لي الآن وأخرج من السجن سنة واحده فقط ؛ وانا الآن في سجن الأحداث والسنة في حكم الأحداث ثمانية اشهر ، والحمد لله أولاد عمي يأتوا لزيارتي ( يقصد إخوانه المجاهدين ) وأنا لست نادما على شئ وقد ازدت اصراراً أكثر عندما دخلت السجن وأول شئ فعلته عندما دخلت السجن أني مكّنت القرآن وبعدها طلبت العلم وبدأت أتفهم الأمور شيئاً فشيئاً وكما قيل :(رب ضارّة نافعة) وسبحان الله مثلنا مع خصومنا كمثل موسى مع فرعون والآن السجون في بلدنا العراق أصبحت أكبر جامعة لطلب العلم لأن الأساتذة يلتقون فيها من كافة انحاء العالم...) اهـ.
لله درك أيها الحبيب الغالي لا زلت أذكر وقفتك في وجه من داهموا بيتنا مقنعين مدججين بالسلاح لاعتقال أبيك وأنت ابن الرابعة عشرة ، ويومها مدّ كبيرهم يده مختبرا لك أتصافحه ! فأبيت وصحت في وجهه : ( أنا مثل أبي لا أصافحكم ) لقد أغظتهم بها أيْ بني ، فكانوا يذكّرونني بها في ساحات التعذيب ، بَقِيَت محفورة في ذاكرتهم لم ينسوها لك ، كما أنك لم تنس لهم إساءاتهم لدينك ولأهلك وأبيك ؛ فأبيت أن تمس يدك أيديهم ..
لله درك خضت كل هذا في ريعان شبابك .. شباب حافل جربت فيه كل أبواب الخير ونلت منها إن شاء الله كل ما تريد .. حفظ كتاب الله والهجرة والجهاد والأسر والقتال والقتل في سبيل الله ..
يا كوكبـاً ما كان أقصر عمره ... وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يستدر ... بدراً ولم يمهل لوقت سـرار
عجل الخسوف عليه قبل أوانه ... فمحاه قبل مظنة الإبدار
واستُل من أترابه ولداته ... كالمقلة اسـتلت من الأشفار
فكأن قلبي قبره وكأنه ... في طيه سر من الأسرار
أن يعتبط صغراً فرب مضخم ... يبدو ضئيل الشخص للنظار
أن الكواكب في علو محلها ... لترى صغاراً وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا مضى ... بعض الفتى فالكل بالآثار
أبكيه ثم أقول معتذراً له ... وفقت حين تركت ألأم دار
جاورت أعدائي وجاور ربه ... شتان بين جواره وجواري
ولقد جريت كما جريت لغاية ... فبلغتها وأبوك في المضمار
جاءتنا الأخبار من العراق الأمس الجمعة تخبر أن عمر قتل مع ثلاثة من المجاهدين في مواجهات في الموصل يوم السبت الماضي .. تقبله الله وأصحابه ، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب .
اللهم إن ابني عمر قد خرج عن طيب نفس مني لنصرة الإسلام والمسلمين ؛ وقد كان أحب أبنائي إليّ ؛ اللهم يا وليّي ؛ فاجعلنا من أهل آية : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)
اللهم وتقبل فلذة كبدي في الشهداء الأبرار واجمعنا به في فردوسك الأعلى ..
أبو محمد المقدسي
29جمادى الآخرة 1431
من هجرة المصطفى
عليه الصلاة والسلام
.......................
_____________________________________