أبو يوسف
24 Sep 2004, 07:03 AM
ج- العلم والحكمة والإحسان
من السمات التي برزت في شخصه عليه السلام العلم والحكمة والإحسان ، وقد ترتر على إحسانه أن آتاه الله العلم والحكمة ، وهذا معني في قوله جل شأنه:
(
{
) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(22)[1]
والعلم يجعل صاحبه ينظر إلى الأمور على حقيقتها ، والحكمة وضع الشيء في موضعه ، وهما ركيزتان للشخصية المتزنة التي تحكم على الأشياء حكماً دقيقاً مبنياً على أدلة صحيحة واضحة والإحسان صفة فوق الإسلام والإيمان لايبلغها كل الناس ، وهي المرتبة الثالثة التي عرّفها النبي بقوله {أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك }([2])
وهذا الوصف للإحسان هو الذي يضفي على العبادات الحسن .والعبادات التي تخلوا من هذا الركن تخلوا من الحسن ، وأما يوسف فقد كان محسناً في جميع عمله بل وقوله وتصرفاته وصمته .
وبذلك وفق إلى العلم والحكمة وأضحت جميع تصرفاته طبقاً لما يحبه الله ويرضاه ومن وفقه الله وسدده كملت شخصيته وبالتالي كملت جميع تصرفاته ومن جلس معه أوتعامل معه أو عرفه وصفه بتلك الصفة فالفتيان اللذان دخلا معه السجن وصفاه بذلك حيث حكى الله ذلك بقوله : { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحسِنِينَ(36)} ([3])
وأخوته حين تعاملوا معه ولم يعرفواإنه أخاهم حيث قال الله تعالى حاكية عنهم { قالوا ياأيها العزيز إن له أباًشيخاًكبيرافخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين بالإضافة إلى وصف الله له أكثر من مرة بهذاالوصف المحبب مثل الآية التي سبقت ومثل قوله تعالى " وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ(56)} ([4])
ذلك عاقبة الصلاح والنمو في أحضان المنهج الحق .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة يوسف
[2] - رواه مسلم رقم 8 .
[3] - سورة يوسف
[4] - " "
من السمات التي برزت في شخصه عليه السلام العلم والحكمة والإحسان ، وقد ترتر على إحسانه أن آتاه الله العلم والحكمة ، وهذا معني في قوله جل شأنه:
(
{
) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(22)[1]
والعلم يجعل صاحبه ينظر إلى الأمور على حقيقتها ، والحكمة وضع الشيء في موضعه ، وهما ركيزتان للشخصية المتزنة التي تحكم على الأشياء حكماً دقيقاً مبنياً على أدلة صحيحة واضحة والإحسان صفة فوق الإسلام والإيمان لايبلغها كل الناس ، وهي المرتبة الثالثة التي عرّفها النبي بقوله {أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك }([2])
وهذا الوصف للإحسان هو الذي يضفي على العبادات الحسن .والعبادات التي تخلوا من هذا الركن تخلوا من الحسن ، وأما يوسف فقد كان محسناً في جميع عمله بل وقوله وتصرفاته وصمته .
وبذلك وفق إلى العلم والحكمة وأضحت جميع تصرفاته طبقاً لما يحبه الله ويرضاه ومن وفقه الله وسدده كملت شخصيته وبالتالي كملت جميع تصرفاته ومن جلس معه أوتعامل معه أو عرفه وصفه بتلك الصفة فالفتيان اللذان دخلا معه السجن وصفاه بذلك حيث حكى الله ذلك بقوله : { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحسِنِينَ(36)} ([3])
وأخوته حين تعاملوا معه ولم يعرفواإنه أخاهم حيث قال الله تعالى حاكية عنهم { قالوا ياأيها العزيز إن له أباًشيخاًكبيرافخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين بالإضافة إلى وصف الله له أكثر من مرة بهذاالوصف المحبب مثل الآية التي سبقت ومثل قوله تعالى " وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ(56)} ([4])
ذلك عاقبة الصلاح والنمو في أحضان المنهج الحق .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة يوسف
[2] - رواه مسلم رقم 8 .
[3] - سورة يوسف
[4] - " "