همي الدعوه
03 Jul 2010, 12:29 AM
تفاصيل خطبتي الحرمين الشريفين
الجمعة 02, يوليو 2010
لجينيات ـ
مكة المكرمة / المدينة المنورة 20 رجب 1431 هـ المــوافق 02 يوليو 2010 م واس
تناولت خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة اليوم ظاهرة الغش والإغرار بالناس.
وأوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه وعدم الغش والإغرار بالناس وعدم التضييق على المسلمين ووجوب التوسعة عليهم.
وقال فضيلته //إن حياة الناس لا تقوم إلا بالعدل والإحسان لأن العدل واجب في جميع الأحوال وهو أصل الإصلاح والظلم لا يباح بحال وهو جرثومة الفساد وتقوم على ذلك مصالح العباد في المعاش والمعاد وإن الشرع قد نظم ما يكفل للناس الحياة الطيبة والعيش الكريم، ومن أهم الميادين التي يتجلى فيها ذلك كله ميادين تبادل المنافع والمعاوضات والعقود والمعاملات مما لا يستغني عنه الناس في مهنهم وحرفهم ومكاسبهم وتدبير معاشهم، والتجارة والمبيعات والمصنوعات فيها أبواب عظيمه من أبواب الظلم وأكل أموال الناس بالباطل وإن منع الظلم وتحريمه من أعظم مقاصد الشريعة// .
وأفاد فضيلته أن أهل العلم قالوا :إن ترك الناس يجرون في بياعاتهم ومعاملاتهم على ما يريدون يؤدي إلى الإضرار بالمصالح العامة وحقوق الآخرين فترى هذا يزيد في السعر من غير ضابط وذاك يحتكر بدون رادع والآخر يعبث بالصفات والشروط من غير وازع فيقع الناس في الشطط و التظالم فيكثر الغش والغبن الفاحش والتدليس والربا والغرر والمغالاة في الأسعار مما يوقع في العداوة والبغضاء وينشر التزوير والفحشاء ويزيد النزاع والخصومات ويغرس الحقد والضغينة ويوقع في الحرج والمشقة.
وأوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد أنه إذا كان الأمر كذلك فإن حماية الناس من التظالم وفساد البضائع ونقصها وضبط أسعارها وتنظيم العقود وشروطها مسئوليه الجميع من التاجر والصانع والمشتري والمستهلك والوسيط والسمسار والدولة وأجهزتها مؤكدا أن من أعظم أسباب الصلاح والإصلاح معرفه الحقوق والمحافظة عليها والمسؤوليات والقيام بها من صلاح المجتمع والمال والاقتصاد والنفوس وتحقيق الرضا والطمأنينة والأمن النفسي والاجتماعي والعيش الكريم.
وشدد على أن الجميع يساعد الجميع ويراقب الجميع وأن المشتري والمستفيد والمستهلك لهم مسئولية تنشط في تصرفاتهم في الإنفاق وفي شراء ما يحتاجونه كي لا تتعدى على حقوق نفسه ومن مسئوليته أن يحسن جمع المال ويرتب صرفه ويحسن تدبير معاشه.
ورأى أن من الترشيد أن تدرك الأسرة أن التسوق حاجه تقدر بقدرها وليس متعه أو نزهه وإن وجد فيه شئ من المتعة أو النزهة ففي هذا يجب أن يحفظ المسلم وقته وماله.
ودعا فضيلته إلى النظر إلى للسلع وأسعارها وأوصافها وسلامتها وصلاحيتها ومصدرها وكل ما يعود عليه بالنفع وحسن التصرف والاختيار دون النظر إلى الدعايات مفيداً أن التاجر الصدوق والأمين لا يقدم على هضم حقوق إخوانه من المشترين والمستفيدين فذلك ربح للجميع في كسب حلال لعلاقات شعارها الحفظ والمودة ودثارها الصدق والإخلاص.
وطالب فضيلته بالإفصاح عن المعلومات الصحيحة للبضائع والمنتجات المفصلة وكل ما يضمن السلامة والصحة والمنفعة ويجنب الضرر والظلم والمغالاة بالأسعار وتجنيب كل ما يدعو إلى التضييق على الناس في معاشهم والابتعاد عن الانتهاز الظالم والابتزاز في الأموال والحقوق موضحاً أن الشرع دعا إلى حفظ حقوق الناس وضبط الأسعار وترك الحرية للناس في الاختيار والنظر والفحص .
وقال فضيلته // إن على الدولة المسلمة أن تسعى في إيجاد القواعد والتنظيمات والأحكام التي ينال فيها الجميع حقوقهم والقيام بمسئوليتها وتحفظ التماسك الاجتماعي والترابط المجتمعي و انتشار العدل والبر والمرحمة وتمنع أسباب الغش والاحتكار والتلاعب بالأسعار وتحفظ على الناس سلامتهم وصحتهم ومنافعهم والعناية بمرافق الأسواق وطرق المعاش في المأكل والمشرب والملبس والأدوية والمراكب وتكون البضائع والمنتوجات سليمة آمنه غير ضاره مضبوطة في أسعارها وصناعتها وإنتاجها وعلى الدولة أن تبصر المحتاج بطرق التصرف والتدبير السليم وتهيئه الظروف والأسباب ليحصل صاحب الحاجة على حاجته سيما الضروري منها من القوت والكساء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم//.
وأردف فضيلته أن على الدولة أيضاً حماية الناس والأسواق من الغش والتضليل وحفظ حقوقهم برد السلعة الرديئة وإصلاح ما يمكن إصلاحه، كما ينبغي إرشاد الناس بحقوقهم وإمدادهم بالمعلومات وتثقيفهم بمساعدتهم في حسن الاختيار وطرق الانتفاع ووسائل الحفظ والصيانة وإبعادهم عن المخاطر والمضار وحمايتهم من الاستغلال ومكافحه الغش وفساد السلع ووضع الجزاءات الرادعة والعقوبات الزاجرة فقوة السلطان تعدل زيغ المنحرف وترد السلوك المتجاوز ليحفظ للناس ما يطالهم من الجشع والطمع ومحاربه الناس في أرزاقهم وضرهم في معاشهم .
وفي المدينة المنورة حث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبته المسلمين على التفكر في نعم الله ودعاهم إلى الحفاظ على الصلاة جماعة لما في ذلك من صلاح دينهم ودنياهم.
وقال فضيلته إنه لو داوم المسلم على التفكر في عظيم نعمة الله عليه لازداد من الفرائض والمستحبات وأبغض المحرمات وحفظ نفسه من الموبقات حيث أن الله تعالى منّ على عباده فعلمهم ما يسعدهم وينفعهم وحذرهم مما يضرهم ، علمهم دينهم الذي هو عصمة أمرهم وتصلح به دنياهم التي فيها معاشهم وتصلح به آخرتهم التي إليها معادهم كما أن الله منّ على عباده أن جعل أركان دينهم ظاهرة وتعاليمه علانية ، لا تلتبس على الناس ، ولا يقدر أن يغيرها أحد.
وبين فضيلته أن من تلك الأركان الصلاة المباركة فهي عمود الإسلام وناهية عن الفحشاء والآثام من حفظها حفظ دينه واستقامت أموره وصلحت أحواله وتيسرت أسباب كل خير له وحسنت عاقبته في الأمور كلها وكانت منزلته في الآخرة بأفضل المنازل ، قال الله تعالى / والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون / ، والفردوس هو أعلى الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم / اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة ووسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن / ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول / أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر وإن انتقص من فريضته قال الله تعالى : انظروا هل لعبدي من تطوع يكمل به ما انتقص من الفريضة. ثم يكون سائر عمله على ذلك / .
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي إن الصلاة هي زكاة البدن وطهارته ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم / يصبح على كل سلامة من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ويجزيء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى / ، ومعنى الحديث كل مفصل من مفاصل البدن عليه صدقة كل يوم شكرا لله على نعمة المفاصل التي في البدن وعافيتها وركعتان من الضحى تقوم مقام الصدقات عن المفاصل لأن البدن كله يتحرك ويأخذ كل عضو منه نصيبه من العبادة ، مفيداً أن الصلاة تتضمن الثناء على الله في جميع المحامد وصفات الجلال والعظمة والكمال وتتضمن تنزيهه وتقديسه عز وجل عن كل نقص والله يحب أن يثني عليه عبده بأنواع المحامد وأن ينزهه عما لا يليق به ويرضى عنه بذلك .
ومضى الشيخ الحذيفي قائلا // إن الصلاة تتضمن التوحيد الخالص لرب العالمين وتخصيص الرب تبارك وتعالى بجميع أنواع العبادة لا شريك له في ذلك والاستعانة به على أداء العبادات ، وهذا ما دل عليه قوله تعالى / إياك نعبد وإياك نستعين /.
وبين أن البدن الذي يقيم الصلاة له الحياة الطيبة في الدنيا والجنة في الآخرة وأما من ترك الصلاة أو ثقلت عليه أو ضيعها فالنار أولى به ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة فقال / من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف / ، وقال أهل العلم إن الحكمة في تعذيبه مع هؤلاء أن من ترك الصلاة إما أن تكون تشغله رئاسته فهو مع فرعون أو تشغله وزارته فهو مع هامان أو يشغله ماله عن الصلاة فهو مع قارون أو تشغله تجارته فهو مع أبي بن خلف .
وأفاد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن تارك الصلاة في شقاء دائم وحياة تعيسة نكدة وضيق صدر وسوء خلق وعسر في أموره وتقلب في أحواله وخسران في مآله وان أعطي من الدنيا فلا خير فيما أعطي له وهو تارك للصلاة ، مشددا فضيلته على أنه مما يجب العمل به قوله صلى الله عليه وسلم / مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع / ، لتسهل العبادة عليهم في الكبر وليحفظوا بالصلاة من الشرور .
وقال إنه مما لهذه الصلاة من منزلة عظيمة أوجب القرآن والسنة صلاتها جماعة ، ومما يدل على وجوب صلاة الجماعة قوله تعالى / وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين / ، وصلاة الخوف دلت على ذلك فإذا وجبت صلاة الجماعة في الخوف وجبت الجماعة في حالة غير الخوف من باب أولى ، ومما يدل أيضا على وجوب صلاة الجماعة قوله صلى الله عليه وسلم / مروا أبا بكر فليصل بالناس / ، فأمر صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس جماعة ، كما أن صحابته صلى الله عليه وسلم ساروا على هذا النهج النبوي حيث ألزموا الناس بصلاة الجماعة .
وختم فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته بقوله : إنه عند الاختلاف
يجب الرجوع إلى الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإنه لا يجوز تتبع الرخص التي لا دليل عليها.
الجمعة 02, يوليو 2010
لجينيات ـ
مكة المكرمة / المدينة المنورة 20 رجب 1431 هـ المــوافق 02 يوليو 2010 م واس
تناولت خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة اليوم ظاهرة الغش والإغرار بالناس.
وأوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه وعدم الغش والإغرار بالناس وعدم التضييق على المسلمين ووجوب التوسعة عليهم.
وقال فضيلته //إن حياة الناس لا تقوم إلا بالعدل والإحسان لأن العدل واجب في جميع الأحوال وهو أصل الإصلاح والظلم لا يباح بحال وهو جرثومة الفساد وتقوم على ذلك مصالح العباد في المعاش والمعاد وإن الشرع قد نظم ما يكفل للناس الحياة الطيبة والعيش الكريم، ومن أهم الميادين التي يتجلى فيها ذلك كله ميادين تبادل المنافع والمعاوضات والعقود والمعاملات مما لا يستغني عنه الناس في مهنهم وحرفهم ومكاسبهم وتدبير معاشهم، والتجارة والمبيعات والمصنوعات فيها أبواب عظيمه من أبواب الظلم وأكل أموال الناس بالباطل وإن منع الظلم وتحريمه من أعظم مقاصد الشريعة// .
وأفاد فضيلته أن أهل العلم قالوا :إن ترك الناس يجرون في بياعاتهم ومعاملاتهم على ما يريدون يؤدي إلى الإضرار بالمصالح العامة وحقوق الآخرين فترى هذا يزيد في السعر من غير ضابط وذاك يحتكر بدون رادع والآخر يعبث بالصفات والشروط من غير وازع فيقع الناس في الشطط و التظالم فيكثر الغش والغبن الفاحش والتدليس والربا والغرر والمغالاة في الأسعار مما يوقع في العداوة والبغضاء وينشر التزوير والفحشاء ويزيد النزاع والخصومات ويغرس الحقد والضغينة ويوقع في الحرج والمشقة.
وأوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد أنه إذا كان الأمر كذلك فإن حماية الناس من التظالم وفساد البضائع ونقصها وضبط أسعارها وتنظيم العقود وشروطها مسئوليه الجميع من التاجر والصانع والمشتري والمستهلك والوسيط والسمسار والدولة وأجهزتها مؤكدا أن من أعظم أسباب الصلاح والإصلاح معرفه الحقوق والمحافظة عليها والمسؤوليات والقيام بها من صلاح المجتمع والمال والاقتصاد والنفوس وتحقيق الرضا والطمأنينة والأمن النفسي والاجتماعي والعيش الكريم.
وشدد على أن الجميع يساعد الجميع ويراقب الجميع وأن المشتري والمستفيد والمستهلك لهم مسئولية تنشط في تصرفاتهم في الإنفاق وفي شراء ما يحتاجونه كي لا تتعدى على حقوق نفسه ومن مسئوليته أن يحسن جمع المال ويرتب صرفه ويحسن تدبير معاشه.
ورأى أن من الترشيد أن تدرك الأسرة أن التسوق حاجه تقدر بقدرها وليس متعه أو نزهه وإن وجد فيه شئ من المتعة أو النزهة ففي هذا يجب أن يحفظ المسلم وقته وماله.
ودعا فضيلته إلى النظر إلى للسلع وأسعارها وأوصافها وسلامتها وصلاحيتها ومصدرها وكل ما يعود عليه بالنفع وحسن التصرف والاختيار دون النظر إلى الدعايات مفيداً أن التاجر الصدوق والأمين لا يقدم على هضم حقوق إخوانه من المشترين والمستفيدين فذلك ربح للجميع في كسب حلال لعلاقات شعارها الحفظ والمودة ودثارها الصدق والإخلاص.
وطالب فضيلته بالإفصاح عن المعلومات الصحيحة للبضائع والمنتجات المفصلة وكل ما يضمن السلامة والصحة والمنفعة ويجنب الضرر والظلم والمغالاة بالأسعار وتجنيب كل ما يدعو إلى التضييق على الناس في معاشهم والابتعاد عن الانتهاز الظالم والابتزاز في الأموال والحقوق موضحاً أن الشرع دعا إلى حفظ حقوق الناس وضبط الأسعار وترك الحرية للناس في الاختيار والنظر والفحص .
وقال فضيلته // إن على الدولة المسلمة أن تسعى في إيجاد القواعد والتنظيمات والأحكام التي ينال فيها الجميع حقوقهم والقيام بمسئوليتها وتحفظ التماسك الاجتماعي والترابط المجتمعي و انتشار العدل والبر والمرحمة وتمنع أسباب الغش والاحتكار والتلاعب بالأسعار وتحفظ على الناس سلامتهم وصحتهم ومنافعهم والعناية بمرافق الأسواق وطرق المعاش في المأكل والمشرب والملبس والأدوية والمراكب وتكون البضائع والمنتوجات سليمة آمنه غير ضاره مضبوطة في أسعارها وصناعتها وإنتاجها وعلى الدولة أن تبصر المحتاج بطرق التصرف والتدبير السليم وتهيئه الظروف والأسباب ليحصل صاحب الحاجة على حاجته سيما الضروري منها من القوت والكساء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم//.
وأردف فضيلته أن على الدولة أيضاً حماية الناس والأسواق من الغش والتضليل وحفظ حقوقهم برد السلعة الرديئة وإصلاح ما يمكن إصلاحه، كما ينبغي إرشاد الناس بحقوقهم وإمدادهم بالمعلومات وتثقيفهم بمساعدتهم في حسن الاختيار وطرق الانتفاع ووسائل الحفظ والصيانة وإبعادهم عن المخاطر والمضار وحمايتهم من الاستغلال ومكافحه الغش وفساد السلع ووضع الجزاءات الرادعة والعقوبات الزاجرة فقوة السلطان تعدل زيغ المنحرف وترد السلوك المتجاوز ليحفظ للناس ما يطالهم من الجشع والطمع ومحاربه الناس في أرزاقهم وضرهم في معاشهم .
وفي المدينة المنورة حث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبته المسلمين على التفكر في نعم الله ودعاهم إلى الحفاظ على الصلاة جماعة لما في ذلك من صلاح دينهم ودنياهم.
وقال فضيلته إنه لو داوم المسلم على التفكر في عظيم نعمة الله عليه لازداد من الفرائض والمستحبات وأبغض المحرمات وحفظ نفسه من الموبقات حيث أن الله تعالى منّ على عباده فعلمهم ما يسعدهم وينفعهم وحذرهم مما يضرهم ، علمهم دينهم الذي هو عصمة أمرهم وتصلح به دنياهم التي فيها معاشهم وتصلح به آخرتهم التي إليها معادهم كما أن الله منّ على عباده أن جعل أركان دينهم ظاهرة وتعاليمه علانية ، لا تلتبس على الناس ، ولا يقدر أن يغيرها أحد.
وبين فضيلته أن من تلك الأركان الصلاة المباركة فهي عمود الإسلام وناهية عن الفحشاء والآثام من حفظها حفظ دينه واستقامت أموره وصلحت أحواله وتيسرت أسباب كل خير له وحسنت عاقبته في الأمور كلها وكانت منزلته في الآخرة بأفضل المنازل ، قال الله تعالى / والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون / ، والفردوس هو أعلى الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم / اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة ووسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن / ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول / أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر وإن انتقص من فريضته قال الله تعالى : انظروا هل لعبدي من تطوع يكمل به ما انتقص من الفريضة. ثم يكون سائر عمله على ذلك / .
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي إن الصلاة هي زكاة البدن وطهارته ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم / يصبح على كل سلامة من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ويجزيء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى / ، ومعنى الحديث كل مفصل من مفاصل البدن عليه صدقة كل يوم شكرا لله على نعمة المفاصل التي في البدن وعافيتها وركعتان من الضحى تقوم مقام الصدقات عن المفاصل لأن البدن كله يتحرك ويأخذ كل عضو منه نصيبه من العبادة ، مفيداً أن الصلاة تتضمن الثناء على الله في جميع المحامد وصفات الجلال والعظمة والكمال وتتضمن تنزيهه وتقديسه عز وجل عن كل نقص والله يحب أن يثني عليه عبده بأنواع المحامد وأن ينزهه عما لا يليق به ويرضى عنه بذلك .
ومضى الشيخ الحذيفي قائلا // إن الصلاة تتضمن التوحيد الخالص لرب العالمين وتخصيص الرب تبارك وتعالى بجميع أنواع العبادة لا شريك له في ذلك والاستعانة به على أداء العبادات ، وهذا ما دل عليه قوله تعالى / إياك نعبد وإياك نستعين /.
وبين أن البدن الذي يقيم الصلاة له الحياة الطيبة في الدنيا والجنة في الآخرة وأما من ترك الصلاة أو ثقلت عليه أو ضيعها فالنار أولى به ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة فقال / من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف / ، وقال أهل العلم إن الحكمة في تعذيبه مع هؤلاء أن من ترك الصلاة إما أن تكون تشغله رئاسته فهو مع فرعون أو تشغله وزارته فهو مع هامان أو يشغله ماله عن الصلاة فهو مع قارون أو تشغله تجارته فهو مع أبي بن خلف .
وأفاد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن تارك الصلاة في شقاء دائم وحياة تعيسة نكدة وضيق صدر وسوء خلق وعسر في أموره وتقلب في أحواله وخسران في مآله وان أعطي من الدنيا فلا خير فيما أعطي له وهو تارك للصلاة ، مشددا فضيلته على أنه مما يجب العمل به قوله صلى الله عليه وسلم / مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع / ، لتسهل العبادة عليهم في الكبر وليحفظوا بالصلاة من الشرور .
وقال إنه مما لهذه الصلاة من منزلة عظيمة أوجب القرآن والسنة صلاتها جماعة ، ومما يدل على وجوب صلاة الجماعة قوله تعالى / وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين / ، وصلاة الخوف دلت على ذلك فإذا وجبت صلاة الجماعة في الخوف وجبت الجماعة في حالة غير الخوف من باب أولى ، ومما يدل أيضا على وجوب صلاة الجماعة قوله صلى الله عليه وسلم / مروا أبا بكر فليصل بالناس / ، فأمر صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس جماعة ، كما أن صحابته صلى الله عليه وسلم ساروا على هذا النهج النبوي حيث ألزموا الناس بصلاة الجماعة .
وختم فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته بقوله : إنه عند الاختلاف
يجب الرجوع إلى الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإنه لا يجوز تتبع الرخص التي لا دليل عليها.