همي الدعوه
10 Jul 2010, 04:20 AM
تفاصيل خطبتي الحرمين الشريفين
الجمعة 09, يوليو 2010
لجينيات ـ
مكة المكرمة / المدينة المنورة 27 رجب 1431هـ الموافق 9 يوليو 2010م واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل وحذرهم من لجة بحر الشهوات وأن لا يغتروا بسكونه وأن يلزموا حسن التقوى فإن العقوبة مرة .
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام / زين للناس حب الشهوات يحذوهم إليها حاد الفطرة ويسوقهم سائق الطبع وجاء الإسلام فلم يحرم أتباعه شيئا من طيبات الحياة ولكنه هذبها وباركها وزكاها وجاء ليمنعهم من المستنقع الآسن وما يضر الإنسان في دينه ودنياه وما منع الإسلام أتباعه شيئا إلا وقد أباح لهم ما يحقق مصلحتهم وينأى بهم عن المفسدة ، ومع تعدد أبواب المباح واتساع آفاق الجائز إلا أن فئة من الناس تأبى إلا أن تقتحم حمى الملك جل جلاله والتفلت من سياج الطهر والفضيلة يتهافتون على الشهوات تهافت الفراش على النار/ .
وفي معرض الحديث عن الشهوة يقول ربكم تبارك وتعالى // والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما . يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا// أراد الله التخفيف عن عباده وهم يعانون عنت الشهوة وسطوة الهوى فجاءت شريعة الإسلام بتضييق فرص الغواية وإبعاد عوامل الفتنة وقطع أسباب التهييج والإثارة وإزالة العوائق دون الإشباع الطبيعي بوسائله المشروعة مع شغل الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة حتى لا تكون تلبية نداء الشهوة هي المنفذ الوحيد ، ودعا الإسلام أتباعه إلى المشروع الطاهر فأمر من استطاع الباءة أن يتزوج وأباح للمتزوج أن يعدد ونهى عن المغالاة في المهور وأمر الذين لا يجدون نكاحا بالاستعفاف حتى يغنيهم الله من فضله ووعد من استعف أن يعفه الله ومن أراد الزواج أن يعينه وندب إلى ما يخفف الشهوة من الصيام وتقليل الطعام وحرم داعية الزنا وبريده (الخمر والمعازف) وأمر بالاستئذان عند الدخول وأوجب غض البصر ونهى المرأة عن إبداء الزينة للأجنبي وعن الخضوع في القول كي لا يطمع الذي في قبله مرض وحرم الله التبرج والسفور فقال سبحانه// ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى// وقال // وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن // فلا يقل أحد غير ما قال الله ، لا يقل أحد إن فتح باب الشهوات والاختلاط بين الجنسين والترخص بالحديث واللقاء والجلوس والعمل والتعليم أطهر للقلوب وأعف للضمائر وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة وعلى ترقيق المشاعر والسلوك وحين يقول الله قولا ويقول خلق من خلقه قولا فالقول لله سبحانه وكل قول آخر هراء والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .
ومنع الإسلام الخلوة بالأجنبية / لا يخلون رجل بامرأة لا تحل له فان ثالثهم الشيطان / واشترط على النساء المحرم في السفر وندبهن إلى القرار في البيوت ونهاهن عن الاستعطار عند الخروج / أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية / .
ونهى أن تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ونهى عن إشاعة الفاحشة في المؤمنين وتوعد من فعل ذلك في الدنيا والآخرة بالعذاب الأليم ، ونهى الله عن مقاربة الزنا وبين عقوبة فاعله ، إن كان محصنا فالرجم بالحجارة حتى يموت وإن كان غير محصن فجلده مائة وتغريب عام وقال// ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين // وقال عليه الصلاة والسلام //لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن // وقال// إذا زنا الرجل خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة فإذا أقلع (أي تاب من الزنا) رجع إليه الإيمان //.
وأخبر عن الزناة في البرزخ أنهم في ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار وهم فيه عراة فإذا أوقد ارتفعوا حتى يكادوا يخرجوا فإذا خبت رجعوا فيها ، يفعل بهم ذلك إلى يوم القيامة ثم ينتقلون إلى عذاب أشد كما قال الله عز وجل // والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما // .
فهل يقدم بعد ذلك مؤمن بالله واليوم الآخر على الزنا وقد علم وعيد الجبار جل جلاله ، وهل يتقدم خطوة واحدة في طريق الفاحشة وقد سمع وعد الله لمرتكبها في الآخرة.
وقال فضيلته // إن هذا الدين العظيم لا يريد أن يعرض أتباعه للفتنة ، إنه دين وقاية قبل أن يقيم الحدود ويوقع العقوبات وهو دين حماية للضمائر والمشاعر والحواس والجوارح وربك أعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير . وفي ظل هذه التوجيهات الربانية تحيا البشرية في جو آمن عفيف طاهر نظيف ترف عليهم فيه أجنحة السلم والطهر والأمان وتأمن الزوجة على زوجها ويأمن الزوج على زوجته ويأمن الأولياء على حرماتهم وأعراضهم ويأمن الجميع على أعصابهم وقلوبهم حيث لا فاحشة تشيع ولا إغراء يتبجح ولا فتنة تظهر ولا تبرج ينتشر ولا تقع الأعين على المفاتن ولا تطغى الشهوات على الحرمات .
وأضاف // إنه لا يمكن قيام أسرة ولا استقامة مجتمع في وحل الفواحش ما ظهر منها وما بطن وأن الغرائز متى أثيرت فلن يقر معها قلب ولن يطمئن بيت ولن يسلم عرض أوأن تقوم أسرة . فإما الخيانة المتبادلة حينئذ وإما الرغائب المكبوتة وأمراض النفوس وقلق الأعصاب ؛ وهذا هو الميل العظيم الذي حذر الله عباده منه وهو يحذرهم مما يريده الذين يتبعون الشهوات ومن يطلقون الغرائز من عقالها بالكلمة والصورة والقصة والفلم وبسائر أدوات التوجيه والإعلام .
وأكد فضيلته أن إشاعة الفواحش واستثارة الغرائز هو أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أعظم أسباب فساد أمور العامة والخاصة " وماذا تجني الأمم والأفراد من ذلك سوى خراب النفوس وانهيار الأخلاق وتلويث المجتمع وزعزعة قوائم الأسرة وتحطيم الإنسان وتدميره بما لا تبلغه أفضع الحروب ومتى دمر الإنسان فلن تقوم الحضارة على المصانع وحدها ولا على الإنتاج" .
وأوضح الشيخ آل طالب أن الله سبحانه وتعالى أحاط الفضيلة بسياج عظيم وحمى حماها بتوجيه القران وقال // إننا نحتاج إلى مبشرين بالفضيلة في زمن تفتحت فيه أبواب الشهوات وتسهلت الطرق إلى المعاصي وجاءت الفتن من كل جانب ودخلت على الناس في كل مكان دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ؛ أفلام وروايات وصور وإعلانات ومواقع في الشبكات تهييج للغرائز وإثارة للشهوات وإيقاع في المحرمات . أصبح المؤمن الصابر على دينه كالقابض على الجمر خائفا يكبح جماح الشهوة وينهى النفس عن الهوى يقاوم ضعفه الفطري وشهوته الطبيعية ويجاهد نفسه الأمارة بالسوء ، الشيطان يعده ويمنيه ويسول له ويزن ويريد الذين يتبعون الشهوات أن يميلوا به ميلا عظيما فكيف يسلم من له عدو لا ينام عن معاداته ونفس أمارة بالسوء وشيطان مزين وضعف مستول عليه فان تولاه الله نجا وسلم وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه هذه القوى فكانت الهلكة .
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله عز وجل حين خلق الإنسان وركن فيه الشهوة وابتلاه بمخالفة الهوى وسلط عليه الشيطان لم يتركه هملا بل رزقه من القوة ما يستطيع الصمود وزوده من العدة ما يملك معه المقاومة ، وما أمر الله بشيء إلا أعان عليه وما نهى عن شيء إلا أغنى عنه . وقال // إن طريق الجنة طريق طويل تتناثر فيه الأشواك والعقبات وتحفه المخاطر والمكاره وأنه لا بديل لسالكه عن الصبر ألبته وهل التدين إلا الصبر عن نداء الشهوة // إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون // وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا // إن الدنيا مفازة فينبغي أن يكون السابق فيها العقل فلا تفوت خيرا كثيرا واعلم أن في ملازمة التقوى مرارات من فقد الأغراض والمشتهيات إلا أن العاقبة حميدة في قوة قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة وكل مغلوب بالهوى ذليل والصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة والصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذاب الله ، ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافي التقوى وإن قل إلا وجد عقوبة عاجلة أو آجلة .إن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله تعالى بقدر تعلقها بها .
وفي المدينة المنورة أكد إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة اليوم ضرورة أخذ العبرة من تقلبات الصيف والشتاء وحث المسلمين على اغتنام ظروف الشدة للتزود بالأعمال الصالحة وعدم إضاعة الأوقات في التمتع بملذات الدنيا الفانية حتى وإن كانت في نطاق المباحات.
وقال " إن من وجوه الإعتبار اختلاف صفات الأزمان فشدة الحر تمر بالخلق وقليل من يعتبر ويتخذ من ذلك سببا للهروب من عذاب الجبار والتقرب إلى العزيز الغفار ، وإلا فكثير من الخلق اليوم ينظرون لفصل الصيف على أنه محطة للتنقل إلى المصايف الباردة والأماكن الفارهة ويشغل نفسه بالملذات والمشتهيات المباحة، وهذا وإن كان لا بأس به لكن لا بد أن توقفه هذه المحطات وقفة تأمل تذكره بما يحدوه إلى المسارعة إلى الخيرات والانزجار عن الموبقات أو السيئات ، مؤكدا فضيلته أن هذه التقلبات الكونية من حر وبرد تدل على صنع الخالق جل وعلا وتذكر بعظمته ، فأما ما في الدنيا من نعيم وراحة فيدل على كرم الخالق وفضله وإحسانه وجوده ولطفه ، وما فيها من نقمة وشدة وعذاب فيدل على شدته عز شأنه وبأسه وبطشه وقهره وانتقامه ، وكذلك ما فيها من اختلاف الأحوال يذكر العباد بأن هذه الدار الفانية ممزوجة بالنعيم والآلام ، فما فيها من النعيم يذكر بالجنان وما فيها من الألم يذكر بالنيران نعوذ بالله من ذلك ، يقول سبحانه حاكيا عن المنافقين // وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون // ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال / إشتكت النار إلى ربها فقالت يا ربي أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم / .
وذكر فضيلته أن سلف هذه الأمة كانوا يتفكرون في تقلبات الزمن ويعتبرون باختلافات الدهر فيحدث لهم ذلك عبادة وتقربا ، وقال بعضهم ما رأى العارفون شيئا من الدنيا إلا تذكروا به ما وعد الله به من جنسه في الآخرة .
وقال فضيلته // إنه التفكر الذي يقود إلى صالح العمل ويجعل العبد من عذاب ربه على وجل ، فقد روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء ، ووصى عمر رضي الله عنه عند موته ابنه عبدالله فقال له / عليك بخصال الإيمان وسمى أولها الصوم في شدة الحر / ، وقال القاسم بن محمد كانت عائشة رضي الله عنها تصوم في الحر الشديد قيل له ما حملها على ذلك قال كانت تبادر الموت ، وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر وصلاة الليل وحلق الذكر ، وكان أبو موسى الاشعري رضي الله عنه يتوخى اليوم الحار الشديد الحر فيصومه ويقول / إن الله قضى على نفسه أن من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة / ، وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول / صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور / ، وكانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حرا فتصومه حينئذ فيقال لها في ذلك فتقول إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد تشير إلى أنها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس لشدته عليهم ، وصب بعض الصالحين على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحر فبكى وقال تدبرت قوله تعالى // يصب من فوق رؤوسهم الحميم // .
وبين الشيخ آل طالب أن هذه نماذج من الأحوال العجيبة العظيمة من أحوال السلف في الصيف وقال " إذا كان الكثير منا لا يستطيع أن يجاريهم في هذه الأحوال الكريمة والصفات العظيمة فلا أقل من أن يحافظ على أوامر الله ويحفظ حدوده ، ومن أعظم الخسران حال بعض المسلمين اليوم في الصيف من تضييع الليل في السهر على ما لا يرضي الله جل وعلا ثم النوم في معظم النهار مما يحصل معه تضييع الصلوات وترك الواجبات ، والأدهى من ذلك حال بعض المسلمين الذين يضيعون أوقاتهم في الصيف ويتبارون إلى الذهاب إلى أماكن الفجور والفسوق والعصيان فيعملون ما يسخط الله ويتعرضون لعقابه في الدنيا والآخرة ، فيا من نسي أمر الله وارتكب القبائح والموبقات وألهته مشتهيات الدنيا تذكر نارا حرها شديد وقعرها بعيد ومقامعها حديد .// انتهى //
الجمعة 09, يوليو 2010
لجينيات ـ
مكة المكرمة / المدينة المنورة 27 رجب 1431هـ الموافق 9 يوليو 2010م واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل وحذرهم من لجة بحر الشهوات وأن لا يغتروا بسكونه وأن يلزموا حسن التقوى فإن العقوبة مرة .
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام / زين للناس حب الشهوات يحذوهم إليها حاد الفطرة ويسوقهم سائق الطبع وجاء الإسلام فلم يحرم أتباعه شيئا من طيبات الحياة ولكنه هذبها وباركها وزكاها وجاء ليمنعهم من المستنقع الآسن وما يضر الإنسان في دينه ودنياه وما منع الإسلام أتباعه شيئا إلا وقد أباح لهم ما يحقق مصلحتهم وينأى بهم عن المفسدة ، ومع تعدد أبواب المباح واتساع آفاق الجائز إلا أن فئة من الناس تأبى إلا أن تقتحم حمى الملك جل جلاله والتفلت من سياج الطهر والفضيلة يتهافتون على الشهوات تهافت الفراش على النار/ .
وفي معرض الحديث عن الشهوة يقول ربكم تبارك وتعالى // والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما . يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا// أراد الله التخفيف عن عباده وهم يعانون عنت الشهوة وسطوة الهوى فجاءت شريعة الإسلام بتضييق فرص الغواية وإبعاد عوامل الفتنة وقطع أسباب التهييج والإثارة وإزالة العوائق دون الإشباع الطبيعي بوسائله المشروعة مع شغل الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة حتى لا تكون تلبية نداء الشهوة هي المنفذ الوحيد ، ودعا الإسلام أتباعه إلى المشروع الطاهر فأمر من استطاع الباءة أن يتزوج وأباح للمتزوج أن يعدد ونهى عن المغالاة في المهور وأمر الذين لا يجدون نكاحا بالاستعفاف حتى يغنيهم الله من فضله ووعد من استعف أن يعفه الله ومن أراد الزواج أن يعينه وندب إلى ما يخفف الشهوة من الصيام وتقليل الطعام وحرم داعية الزنا وبريده (الخمر والمعازف) وأمر بالاستئذان عند الدخول وأوجب غض البصر ونهى المرأة عن إبداء الزينة للأجنبي وعن الخضوع في القول كي لا يطمع الذي في قبله مرض وحرم الله التبرج والسفور فقال سبحانه// ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى// وقال // وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن // فلا يقل أحد غير ما قال الله ، لا يقل أحد إن فتح باب الشهوات والاختلاط بين الجنسين والترخص بالحديث واللقاء والجلوس والعمل والتعليم أطهر للقلوب وأعف للضمائر وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة وعلى ترقيق المشاعر والسلوك وحين يقول الله قولا ويقول خلق من خلقه قولا فالقول لله سبحانه وكل قول آخر هراء والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .
ومنع الإسلام الخلوة بالأجنبية / لا يخلون رجل بامرأة لا تحل له فان ثالثهم الشيطان / واشترط على النساء المحرم في السفر وندبهن إلى القرار في البيوت ونهاهن عن الاستعطار عند الخروج / أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية / .
ونهى أن تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ونهى عن إشاعة الفاحشة في المؤمنين وتوعد من فعل ذلك في الدنيا والآخرة بالعذاب الأليم ، ونهى الله عن مقاربة الزنا وبين عقوبة فاعله ، إن كان محصنا فالرجم بالحجارة حتى يموت وإن كان غير محصن فجلده مائة وتغريب عام وقال// ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين // وقال عليه الصلاة والسلام //لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن // وقال// إذا زنا الرجل خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة فإذا أقلع (أي تاب من الزنا) رجع إليه الإيمان //.
وأخبر عن الزناة في البرزخ أنهم في ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار وهم فيه عراة فإذا أوقد ارتفعوا حتى يكادوا يخرجوا فإذا خبت رجعوا فيها ، يفعل بهم ذلك إلى يوم القيامة ثم ينتقلون إلى عذاب أشد كما قال الله عز وجل // والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما // .
فهل يقدم بعد ذلك مؤمن بالله واليوم الآخر على الزنا وقد علم وعيد الجبار جل جلاله ، وهل يتقدم خطوة واحدة في طريق الفاحشة وقد سمع وعد الله لمرتكبها في الآخرة.
وقال فضيلته // إن هذا الدين العظيم لا يريد أن يعرض أتباعه للفتنة ، إنه دين وقاية قبل أن يقيم الحدود ويوقع العقوبات وهو دين حماية للضمائر والمشاعر والحواس والجوارح وربك أعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير . وفي ظل هذه التوجيهات الربانية تحيا البشرية في جو آمن عفيف طاهر نظيف ترف عليهم فيه أجنحة السلم والطهر والأمان وتأمن الزوجة على زوجها ويأمن الزوج على زوجته ويأمن الأولياء على حرماتهم وأعراضهم ويأمن الجميع على أعصابهم وقلوبهم حيث لا فاحشة تشيع ولا إغراء يتبجح ولا فتنة تظهر ولا تبرج ينتشر ولا تقع الأعين على المفاتن ولا تطغى الشهوات على الحرمات .
وأضاف // إنه لا يمكن قيام أسرة ولا استقامة مجتمع في وحل الفواحش ما ظهر منها وما بطن وأن الغرائز متى أثيرت فلن يقر معها قلب ولن يطمئن بيت ولن يسلم عرض أوأن تقوم أسرة . فإما الخيانة المتبادلة حينئذ وإما الرغائب المكبوتة وأمراض النفوس وقلق الأعصاب ؛ وهذا هو الميل العظيم الذي حذر الله عباده منه وهو يحذرهم مما يريده الذين يتبعون الشهوات ومن يطلقون الغرائز من عقالها بالكلمة والصورة والقصة والفلم وبسائر أدوات التوجيه والإعلام .
وأكد فضيلته أن إشاعة الفواحش واستثارة الغرائز هو أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أعظم أسباب فساد أمور العامة والخاصة " وماذا تجني الأمم والأفراد من ذلك سوى خراب النفوس وانهيار الأخلاق وتلويث المجتمع وزعزعة قوائم الأسرة وتحطيم الإنسان وتدميره بما لا تبلغه أفضع الحروب ومتى دمر الإنسان فلن تقوم الحضارة على المصانع وحدها ولا على الإنتاج" .
وأوضح الشيخ آل طالب أن الله سبحانه وتعالى أحاط الفضيلة بسياج عظيم وحمى حماها بتوجيه القران وقال // إننا نحتاج إلى مبشرين بالفضيلة في زمن تفتحت فيه أبواب الشهوات وتسهلت الطرق إلى المعاصي وجاءت الفتن من كل جانب ودخلت على الناس في كل مكان دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ؛ أفلام وروايات وصور وإعلانات ومواقع في الشبكات تهييج للغرائز وإثارة للشهوات وإيقاع في المحرمات . أصبح المؤمن الصابر على دينه كالقابض على الجمر خائفا يكبح جماح الشهوة وينهى النفس عن الهوى يقاوم ضعفه الفطري وشهوته الطبيعية ويجاهد نفسه الأمارة بالسوء ، الشيطان يعده ويمنيه ويسول له ويزن ويريد الذين يتبعون الشهوات أن يميلوا به ميلا عظيما فكيف يسلم من له عدو لا ينام عن معاداته ونفس أمارة بالسوء وشيطان مزين وضعف مستول عليه فان تولاه الله نجا وسلم وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه هذه القوى فكانت الهلكة .
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله عز وجل حين خلق الإنسان وركن فيه الشهوة وابتلاه بمخالفة الهوى وسلط عليه الشيطان لم يتركه هملا بل رزقه من القوة ما يستطيع الصمود وزوده من العدة ما يملك معه المقاومة ، وما أمر الله بشيء إلا أعان عليه وما نهى عن شيء إلا أغنى عنه . وقال // إن طريق الجنة طريق طويل تتناثر فيه الأشواك والعقبات وتحفه المخاطر والمكاره وأنه لا بديل لسالكه عن الصبر ألبته وهل التدين إلا الصبر عن نداء الشهوة // إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون // وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا // إن الدنيا مفازة فينبغي أن يكون السابق فيها العقل فلا تفوت خيرا كثيرا واعلم أن في ملازمة التقوى مرارات من فقد الأغراض والمشتهيات إلا أن العاقبة حميدة في قوة قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة وكل مغلوب بالهوى ذليل والصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة والصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذاب الله ، ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافي التقوى وإن قل إلا وجد عقوبة عاجلة أو آجلة .إن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله تعالى بقدر تعلقها بها .
وفي المدينة المنورة أكد إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة اليوم ضرورة أخذ العبرة من تقلبات الصيف والشتاء وحث المسلمين على اغتنام ظروف الشدة للتزود بالأعمال الصالحة وعدم إضاعة الأوقات في التمتع بملذات الدنيا الفانية حتى وإن كانت في نطاق المباحات.
وقال " إن من وجوه الإعتبار اختلاف صفات الأزمان فشدة الحر تمر بالخلق وقليل من يعتبر ويتخذ من ذلك سببا للهروب من عذاب الجبار والتقرب إلى العزيز الغفار ، وإلا فكثير من الخلق اليوم ينظرون لفصل الصيف على أنه محطة للتنقل إلى المصايف الباردة والأماكن الفارهة ويشغل نفسه بالملذات والمشتهيات المباحة، وهذا وإن كان لا بأس به لكن لا بد أن توقفه هذه المحطات وقفة تأمل تذكره بما يحدوه إلى المسارعة إلى الخيرات والانزجار عن الموبقات أو السيئات ، مؤكدا فضيلته أن هذه التقلبات الكونية من حر وبرد تدل على صنع الخالق جل وعلا وتذكر بعظمته ، فأما ما في الدنيا من نعيم وراحة فيدل على كرم الخالق وفضله وإحسانه وجوده ولطفه ، وما فيها من نقمة وشدة وعذاب فيدل على شدته عز شأنه وبأسه وبطشه وقهره وانتقامه ، وكذلك ما فيها من اختلاف الأحوال يذكر العباد بأن هذه الدار الفانية ممزوجة بالنعيم والآلام ، فما فيها من النعيم يذكر بالجنان وما فيها من الألم يذكر بالنيران نعوذ بالله من ذلك ، يقول سبحانه حاكيا عن المنافقين // وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون // ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال / إشتكت النار إلى ربها فقالت يا ربي أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم / .
وذكر فضيلته أن سلف هذه الأمة كانوا يتفكرون في تقلبات الزمن ويعتبرون باختلافات الدهر فيحدث لهم ذلك عبادة وتقربا ، وقال بعضهم ما رأى العارفون شيئا من الدنيا إلا تذكروا به ما وعد الله به من جنسه في الآخرة .
وقال فضيلته // إنه التفكر الذي يقود إلى صالح العمل ويجعل العبد من عذاب ربه على وجل ، فقد روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء ، ووصى عمر رضي الله عنه عند موته ابنه عبدالله فقال له / عليك بخصال الإيمان وسمى أولها الصوم في شدة الحر / ، وقال القاسم بن محمد كانت عائشة رضي الله عنها تصوم في الحر الشديد قيل له ما حملها على ذلك قال كانت تبادر الموت ، وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر وصلاة الليل وحلق الذكر ، وكان أبو موسى الاشعري رضي الله عنه يتوخى اليوم الحار الشديد الحر فيصومه ويقول / إن الله قضى على نفسه أن من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة / ، وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول / صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور / ، وكانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حرا فتصومه حينئذ فيقال لها في ذلك فتقول إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد تشير إلى أنها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس لشدته عليهم ، وصب بعض الصالحين على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحر فبكى وقال تدبرت قوله تعالى // يصب من فوق رؤوسهم الحميم // .
وبين الشيخ آل طالب أن هذه نماذج من الأحوال العجيبة العظيمة من أحوال السلف في الصيف وقال " إذا كان الكثير منا لا يستطيع أن يجاريهم في هذه الأحوال الكريمة والصفات العظيمة فلا أقل من أن يحافظ على أوامر الله ويحفظ حدوده ، ومن أعظم الخسران حال بعض المسلمين اليوم في الصيف من تضييع الليل في السهر على ما لا يرضي الله جل وعلا ثم النوم في معظم النهار مما يحصل معه تضييع الصلوات وترك الواجبات ، والأدهى من ذلك حال بعض المسلمين الذين يضيعون أوقاتهم في الصيف ويتبارون إلى الذهاب إلى أماكن الفجور والفسوق والعصيان فيعملون ما يسخط الله ويتعرضون لعقابه في الدنيا والآخرة ، فيا من نسي أمر الله وارتكب القبائح والموبقات وألهته مشتهيات الدنيا تذكر نارا حرها شديد وقعرها بعيد ومقامعها حديد .// انتهى //