قائد_الكتائب
12 Jul 2010, 03:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الاحبة احببت ان اضع بين ايديكم مقتطفات يسيرة من حياة الشيخ العلامة الفقيه الاصولي العابد الزاهد ابن عثيمين ، وهذة المقتطفات مأخوذة من كتاب " الدّر الثمين في ترجمة فقيه الامة العلامة ابن عثيمين " لتلميذه عصام عبد المنعم المرى ، حيث وجدت هذا الكتاب افضل ما ترجم عن حياة الشيخ رحمه الله واحببت هنا ان اتطرق الى زهد هذا الشيخ العالم رحمه الله ، حيث وقفت حائراً متحسراً على نفسي متعجباً لحال هذا الشيخ في علمه وورعه وزهده ، ففه درّه وعلى الله اجره ، وفي الايام القريبة سأضع الكتاب كاملاً بين ايديكم بإذن الله لما فيه من فائدة .
4 – زهـده .
اشتهر الشيخ بزهده في الحطام الفاني ، وقد زرته في بيته القديم بعنيزة عندما دعاني لطعام الإفطار في رمضان ، وقد كان من الطين ، وكان بيتاً بسيطاً جدّاً يذكر ببيوت الأوائل وزهدهم .
وكان الشيخ يؤثر أن يمشي من بيته إلى الجامع على قدميه غالب الأحيان، ويعتذر لمن يريد أن ينقله في السيارة ، ويحب أن يمشي هذه المسافة التي تتراوح ما بين عشر دقائق وربع ساعة على رجليه ، وقد كان يقرأ ورده من القرآن أو الأذكار .
وذلك في شدة الحر أو شدة البرد ، فهذا ديدنه الذي أدركته عليه في بيته القديم ، وقد حصل أن زارني الشيخ في مكة سنة 1407هـ عندما رزقت بابنتي الكبرى، وعند انصرافه قلت له : يا شيخ ألا ترغب أن يقوم أحد بتوصيلك إلى الحرم بالسيارة – حيث كان المنزل في مكان جبلي في منطقة أجياد - فقال : لا ، والحمد لله أنني لا أحسن قيادة السيارة .
وقد سألته في هذا المجلس عما يدعيه بعض العلماء من الاستدلال لجماعة التبليغ على توقيت الخروج ، بقوله تعالى : ] قُلْ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ [ . وقوله تعالى : ] وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ [. إلى آخر ما استُدِل به .
فكان جواب الشيخ بعد أن تبسم : هذا لا يصدر من عالم .
ومن زهد الشيخ : أنه كان يلبس نعلاً معروفاً لها أصبع ، لا تتجاوز قيمتها خَمسَة عشر ريالاً ، ويلبسها دوماً .
وقال الشيخ محمد صالح المنجّد :
( كان – رحمه الله تعالى – زاهداً في الدنيا ، ليس من أهل العقارات والأموال ، وما يأتيه من الرواتب ينفقه على أهله ، وقد أُعطي سيارة جديدة فلم يستعملها ، فلمّا علاها الغبار سحبت من أمام البيت .
وأُعطى بيتاً كبيراً فوهبه لطلبة العلم .
وسيارته قديمة ( مازدا ) في الثمانينات ( يعني الموديل ) ، ومن تأمّل غترته وبشته ، ونعاله عرف أنه رجلٌ زاهد غير متعلّقٍ بالدنيا ) . (1)
قال الشيخ فهد بن عبد الله السنيد : ( وأما زهده فيكفي أن تعلم أن ريع كتبه التي تطبع بإذنه لصالح الأعمال الخيرية ، ويشترط على من يقوم بطباعة كتبه ألا يحتفظ بحقوق لمن أراد طبعه ، وتوزيعه مجاناً ) . (2)
وقال سليمان السالم الحناكي : ( وقد ذكر لي من أثق به موقفين للشيخ يعبّران عن صفة الزّهد لديه :
ففي أحد الأيام كان الشيخ يقف بجوار مسجده مع بعض طلبته يسألونه ويناقشونه في بعض المسائل الشّرعية ، فأتت سيارة فارهة ونزل منها السائق ، وأعطاه مفاتيح السيارة قائلاً : إن هذه السيارة هدية من فلان الفلاني ( أحد أعيان البلد ) وأبى الشيخ إلا أن الشّخص ألحّ عليه ، فأخذ
الشيخ المفاتيح ، وركب ذلك الشّخص السيارة الأخرى وذهب .
ـــــــــــــــ
(1) محاضرة للمنجد بعنوان ( 100فائدة من العلامة ابن عثيمين ) ، وجاء في الاقتصادية بعدد : 2652 أن السيارة من نوع ( كريسيدا ) .
(2) مجلة الدّعوة ، العدد 1781 .
فيقول محدّثي :
أن الشيخ تابع حديثه مع طلبته وهو يقلّب المفاتيح بيده، ولم يلتفت مطلقاً ، وفجأة أتى شاب وسلّم على الشيخ ، وقال : يا شيخ الليلة زواجي، وإني أرجو أن تحضره ، ولـكنّ الشيخ تعذّر لبعض الارتباطات، ولكنّ الشّاب ألح عليه بالحضور ، فلاطفه الشّيخ وقال إن ظروفه لا تساعده ، ولكن خذ مفاتيح هذه السيارة فهي هديّة مني لك ، وأخذ الشّاب السيارة وذهب ، وعاد الشّيخ لحديثه وكأن شيئاً لم يكن .
وموقف آخر :
وهو أن الملك خالد رحمه الله تعالى زار الشيخ في بيته كعادة ولاة الأمر في تقدير العلماء وإجلالهم ، ولمّا رأى الملك منزل الشيخ المتواضع عرض عليه أن يبني له داراً جديدة ، فشكره الشيخ وقال : إنني أبني لي داراً في الصالحية ( حيّ في عنيزة ) ولكن المسجد والوقف التّابع لـه تنقصهما بعض الحاجيات والمستلزمات ، وبعد أن ذهب الملك قال لـه بعض جلسائه يا شيخ ما علمنا أنّك تبني داراً في الصالحية ، فقال الشيخ : أليست المقبرة في الصالحية !!! .(1)
وقال الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي :
أذكر لفضيلته موقفين نادرين في عصرنا الحاضر :
أحدهما : أنه بعد صدور نظام الجامعة أجرت الجامعة تصنيفاً لأعضاء هيئة التدريس فيها حسب ( الكادر ) الجامعي، وكانت الإجراءات لبعض
ـــــــــــــــ
(1) جريدة الجزيرة ، العدد 10336 .
الدرجات تتطلب تقديم أبحاث ودراسات في مجال الاختصاص ، فلم يتقدّم بأي بحث ، وحينما فوتح برّر ذلك بأن العالِم لا ينبغي أن يستشرف للرتب والترقيات ، وأن أهل العلم الشرعي يحسن بهم الاحتساب والعمل لوجه الله ، وما يأتي تبعاً لذلك فلا بأس به . (1)
وقال الشيخ محمد العبد الله الحميدي : ( عينت مديراً للمعهد العلمي بعنيزة عام 1391هـ في الوقت الذي كان فيه الشيخ محمد بن عثيمين لا يزال في موقعه كمدرّس ولاحظت بأنه رحمه الله كان يتحرج من دخول المسابقات في الوظائف ( نظام المراتب القديم ) لاقتناعه الكامل فيما جاء بالأثر ( ما جاءك من هذه الدنيا فخذه ، وما لم يأتك فلا تتطلع إليه ) ولزهده في الدنيا وقدراته العلمية والرغبة في الاستفادة منها في مجال التعليم ) . (2)
وقال الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع :
( ومما تحلى به الشيخ ذلك الزهد الذي يذكرك بزهد السلف الصالح وورعهم ، وكان ذلك في لباس الشيخ المتواضع ، وفي بعده عن كثير من مظاهر الأبهة التي يتعاطاها كثير من النّاس ، وجملة القول أن الشيخ قد زانه الله بخلق كريم ، في بيته ومع أهله وطلابه وعموم الناس ) . (3)
وقال محمد إبراهيم السبيعي :
( أما عن زهده فحدّث ولا حرج ، وأذكر أنه حينما زاره الملك خالد بن
ـــــــــــــــ
(1) مجلة الفيصل ، العدد 294 . (2) الجندي المسلم ، العدد 102 .
(3) جريدة الرياض ، العدد 11891 .
عبد العزيز يرحمه الله في منزله الطّيني البسيط في عنيزة ، عرض عليه أن ينتقل إلى سكنٍ آخر ، أو قبول أي مبلغ لبناء سكن مناسب .
لكن الشيخ دعا للملك خالد الذي ألح على الشيخ لقبول هذا الأمر ، فآثر أن يوجه هذا التّبرع لشراء العمارة القريبة من الجامع ، لتكون مكتبة
لطلبة العلم ، فاشتراها الملك بسبعة ملايين مع مبالغ نقدية للطلبة ) .( 1) وقال الشيخ راشد الزهراني :
يقول أحد الإخوة وكان مرافقاً للشيخ : ( رافقت الشيخ إلى زيارة أحد المسؤولين ، فلما دخلنا قصره هالني ما رأيته من أنواع الأشجار والورود وجمال الطبيعة ، فقلت وتذكرت نعمة الجنة : نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الجنة ، فقال رحمه الله : سبحان الله ، سبحان الله ، أو يحرك ذلك ما في قلبك عن الجنة ؟ إن الجنة أعظم بكثير من أن تقارنها بهذه الدنيا الفانية .
يقول : ولمّا دخلنا المسجد لأداء الصّلاة ، خرج الشيخ فلم يجد حذاءه ، فبدأنا بالبحث عنها ، فأُمر له بحذاء ، فأبى ، فرأيت جندِياًّ يبكي ، فقلت: ما يبكيك رحمك الله ؟ فقال : أبكي لما أرى ، هذا ابن عثيمين الذي ملأ اسمه الآفاق ، وهو بهذه الثّياب ، ويبحث عن حذائه ! ) . (2)
ـــــــــــــــ
(1) الاقتصادية ، العدد 2650 ، وذكرتها للزيادة عما سبق .
(2) شريط معالم في حياة فقيد المسلمين ابن عثيمين ، بواسطة ( صفحات مشرقة من حياة الإمام محمد بن صالح العثيمين ) لحمود المطر .
وقال الشيخ أحمد القاضي: ( وحتّى حين عيّن على المرتبة الممتازة التي من خصائصها تعيين سائق وسيارة لصاحبها ظَلّ لا يستعملها إلا في التنقلاّت
المتعلّقة بالعمل ، حتّى لربّما تمرّ الأيام دون أن تتحرّك ) . (1)
` ` `
ـــــــــــــــ
(1) المجلة الإسلامية ، إذاعة القرآن الكريم .
اخواني الاحبة احببت ان اضع بين ايديكم مقتطفات يسيرة من حياة الشيخ العلامة الفقيه الاصولي العابد الزاهد ابن عثيمين ، وهذة المقتطفات مأخوذة من كتاب " الدّر الثمين في ترجمة فقيه الامة العلامة ابن عثيمين " لتلميذه عصام عبد المنعم المرى ، حيث وجدت هذا الكتاب افضل ما ترجم عن حياة الشيخ رحمه الله واحببت هنا ان اتطرق الى زهد هذا الشيخ العالم رحمه الله ، حيث وقفت حائراً متحسراً على نفسي متعجباً لحال هذا الشيخ في علمه وورعه وزهده ، ففه درّه وعلى الله اجره ، وفي الايام القريبة سأضع الكتاب كاملاً بين ايديكم بإذن الله لما فيه من فائدة .
4 – زهـده .
اشتهر الشيخ بزهده في الحطام الفاني ، وقد زرته في بيته القديم بعنيزة عندما دعاني لطعام الإفطار في رمضان ، وقد كان من الطين ، وكان بيتاً بسيطاً جدّاً يذكر ببيوت الأوائل وزهدهم .
وكان الشيخ يؤثر أن يمشي من بيته إلى الجامع على قدميه غالب الأحيان، ويعتذر لمن يريد أن ينقله في السيارة ، ويحب أن يمشي هذه المسافة التي تتراوح ما بين عشر دقائق وربع ساعة على رجليه ، وقد كان يقرأ ورده من القرآن أو الأذكار .
وذلك في شدة الحر أو شدة البرد ، فهذا ديدنه الذي أدركته عليه في بيته القديم ، وقد حصل أن زارني الشيخ في مكة سنة 1407هـ عندما رزقت بابنتي الكبرى، وعند انصرافه قلت له : يا شيخ ألا ترغب أن يقوم أحد بتوصيلك إلى الحرم بالسيارة – حيث كان المنزل في مكان جبلي في منطقة أجياد - فقال : لا ، والحمد لله أنني لا أحسن قيادة السيارة .
وقد سألته في هذا المجلس عما يدعيه بعض العلماء من الاستدلال لجماعة التبليغ على توقيت الخروج ، بقوله تعالى : ] قُلْ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ [ . وقوله تعالى : ] وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ [. إلى آخر ما استُدِل به .
فكان جواب الشيخ بعد أن تبسم : هذا لا يصدر من عالم .
ومن زهد الشيخ : أنه كان يلبس نعلاً معروفاً لها أصبع ، لا تتجاوز قيمتها خَمسَة عشر ريالاً ، ويلبسها دوماً .
وقال الشيخ محمد صالح المنجّد :
( كان – رحمه الله تعالى – زاهداً في الدنيا ، ليس من أهل العقارات والأموال ، وما يأتيه من الرواتب ينفقه على أهله ، وقد أُعطي سيارة جديدة فلم يستعملها ، فلمّا علاها الغبار سحبت من أمام البيت .
وأُعطى بيتاً كبيراً فوهبه لطلبة العلم .
وسيارته قديمة ( مازدا ) في الثمانينات ( يعني الموديل ) ، ومن تأمّل غترته وبشته ، ونعاله عرف أنه رجلٌ زاهد غير متعلّقٍ بالدنيا ) . (1)
قال الشيخ فهد بن عبد الله السنيد : ( وأما زهده فيكفي أن تعلم أن ريع كتبه التي تطبع بإذنه لصالح الأعمال الخيرية ، ويشترط على من يقوم بطباعة كتبه ألا يحتفظ بحقوق لمن أراد طبعه ، وتوزيعه مجاناً ) . (2)
وقال سليمان السالم الحناكي : ( وقد ذكر لي من أثق به موقفين للشيخ يعبّران عن صفة الزّهد لديه :
ففي أحد الأيام كان الشيخ يقف بجوار مسجده مع بعض طلبته يسألونه ويناقشونه في بعض المسائل الشّرعية ، فأتت سيارة فارهة ونزل منها السائق ، وأعطاه مفاتيح السيارة قائلاً : إن هذه السيارة هدية من فلان الفلاني ( أحد أعيان البلد ) وأبى الشيخ إلا أن الشّخص ألحّ عليه ، فأخذ
الشيخ المفاتيح ، وركب ذلك الشّخص السيارة الأخرى وذهب .
ـــــــــــــــ
(1) محاضرة للمنجد بعنوان ( 100فائدة من العلامة ابن عثيمين ) ، وجاء في الاقتصادية بعدد : 2652 أن السيارة من نوع ( كريسيدا ) .
(2) مجلة الدّعوة ، العدد 1781 .
فيقول محدّثي :
أن الشيخ تابع حديثه مع طلبته وهو يقلّب المفاتيح بيده، ولم يلتفت مطلقاً ، وفجأة أتى شاب وسلّم على الشيخ ، وقال : يا شيخ الليلة زواجي، وإني أرجو أن تحضره ، ولـكنّ الشيخ تعذّر لبعض الارتباطات، ولكنّ الشّاب ألح عليه بالحضور ، فلاطفه الشّيخ وقال إن ظروفه لا تساعده ، ولكن خذ مفاتيح هذه السيارة فهي هديّة مني لك ، وأخذ الشّاب السيارة وذهب ، وعاد الشّيخ لحديثه وكأن شيئاً لم يكن .
وموقف آخر :
وهو أن الملك خالد رحمه الله تعالى زار الشيخ في بيته كعادة ولاة الأمر في تقدير العلماء وإجلالهم ، ولمّا رأى الملك منزل الشيخ المتواضع عرض عليه أن يبني له داراً جديدة ، فشكره الشيخ وقال : إنني أبني لي داراً في الصالحية ( حيّ في عنيزة ) ولكن المسجد والوقف التّابع لـه تنقصهما بعض الحاجيات والمستلزمات ، وبعد أن ذهب الملك قال لـه بعض جلسائه يا شيخ ما علمنا أنّك تبني داراً في الصالحية ، فقال الشيخ : أليست المقبرة في الصالحية !!! .(1)
وقال الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي :
أذكر لفضيلته موقفين نادرين في عصرنا الحاضر :
أحدهما : أنه بعد صدور نظام الجامعة أجرت الجامعة تصنيفاً لأعضاء هيئة التدريس فيها حسب ( الكادر ) الجامعي، وكانت الإجراءات لبعض
ـــــــــــــــ
(1) جريدة الجزيرة ، العدد 10336 .
الدرجات تتطلب تقديم أبحاث ودراسات في مجال الاختصاص ، فلم يتقدّم بأي بحث ، وحينما فوتح برّر ذلك بأن العالِم لا ينبغي أن يستشرف للرتب والترقيات ، وأن أهل العلم الشرعي يحسن بهم الاحتساب والعمل لوجه الله ، وما يأتي تبعاً لذلك فلا بأس به . (1)
وقال الشيخ محمد العبد الله الحميدي : ( عينت مديراً للمعهد العلمي بعنيزة عام 1391هـ في الوقت الذي كان فيه الشيخ محمد بن عثيمين لا يزال في موقعه كمدرّس ولاحظت بأنه رحمه الله كان يتحرج من دخول المسابقات في الوظائف ( نظام المراتب القديم ) لاقتناعه الكامل فيما جاء بالأثر ( ما جاءك من هذه الدنيا فخذه ، وما لم يأتك فلا تتطلع إليه ) ولزهده في الدنيا وقدراته العلمية والرغبة في الاستفادة منها في مجال التعليم ) . (2)
وقال الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع :
( ومما تحلى به الشيخ ذلك الزهد الذي يذكرك بزهد السلف الصالح وورعهم ، وكان ذلك في لباس الشيخ المتواضع ، وفي بعده عن كثير من مظاهر الأبهة التي يتعاطاها كثير من النّاس ، وجملة القول أن الشيخ قد زانه الله بخلق كريم ، في بيته ومع أهله وطلابه وعموم الناس ) . (3)
وقال محمد إبراهيم السبيعي :
( أما عن زهده فحدّث ولا حرج ، وأذكر أنه حينما زاره الملك خالد بن
ـــــــــــــــ
(1) مجلة الفيصل ، العدد 294 . (2) الجندي المسلم ، العدد 102 .
(3) جريدة الرياض ، العدد 11891 .
عبد العزيز يرحمه الله في منزله الطّيني البسيط في عنيزة ، عرض عليه أن ينتقل إلى سكنٍ آخر ، أو قبول أي مبلغ لبناء سكن مناسب .
لكن الشيخ دعا للملك خالد الذي ألح على الشيخ لقبول هذا الأمر ، فآثر أن يوجه هذا التّبرع لشراء العمارة القريبة من الجامع ، لتكون مكتبة
لطلبة العلم ، فاشتراها الملك بسبعة ملايين مع مبالغ نقدية للطلبة ) .( 1) وقال الشيخ راشد الزهراني :
يقول أحد الإخوة وكان مرافقاً للشيخ : ( رافقت الشيخ إلى زيارة أحد المسؤولين ، فلما دخلنا قصره هالني ما رأيته من أنواع الأشجار والورود وجمال الطبيعة ، فقلت وتذكرت نعمة الجنة : نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الجنة ، فقال رحمه الله : سبحان الله ، سبحان الله ، أو يحرك ذلك ما في قلبك عن الجنة ؟ إن الجنة أعظم بكثير من أن تقارنها بهذه الدنيا الفانية .
يقول : ولمّا دخلنا المسجد لأداء الصّلاة ، خرج الشيخ فلم يجد حذاءه ، فبدأنا بالبحث عنها ، فأُمر له بحذاء ، فأبى ، فرأيت جندِياًّ يبكي ، فقلت: ما يبكيك رحمك الله ؟ فقال : أبكي لما أرى ، هذا ابن عثيمين الذي ملأ اسمه الآفاق ، وهو بهذه الثّياب ، ويبحث عن حذائه ! ) . (2)
ـــــــــــــــ
(1) الاقتصادية ، العدد 2650 ، وذكرتها للزيادة عما سبق .
(2) شريط معالم في حياة فقيد المسلمين ابن عثيمين ، بواسطة ( صفحات مشرقة من حياة الإمام محمد بن صالح العثيمين ) لحمود المطر .
وقال الشيخ أحمد القاضي: ( وحتّى حين عيّن على المرتبة الممتازة التي من خصائصها تعيين سائق وسيارة لصاحبها ظَلّ لا يستعملها إلا في التنقلاّت
المتعلّقة بالعمل ، حتّى لربّما تمرّ الأيام دون أن تتحرّك ) . (1)
` ` `
ـــــــــــــــ
(1) المجلة الإسلامية ، إذاعة القرآن الكريم .