مشاهدة النسخة كاملة : سجل معنا فى تفسير القرأن صفحة صفحة
مؤمنة بالله
23 Jul 2010, 07:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :d5186f6f03:
أثناء تصفحى لموضوعات الملتقى خطر ببالى الموضوع هذا
وهو عبارة عن أننا جميعا نشترك فى تعلم تفسير القرءان الكريم حتى نحفظه عن فهم ، وطبعا سيتم التفسير من خلال ان المشتركين فى هذه الصفحة كل واحد منهم سيكون له يوم،
هذا اليوم سيفسر لنا فيه صفحة من القرأن .
وسيتم تفسير الصفحات بالترتيب من أول سورة البقرة.
بشرط : أن تكون قد قرأت هذا التفسير من كتاب تفسير معروف ثم تشرحه لنا حسب ما فهمته من الكتاب
وتكتب فى النهاية اسم هذا الكتاب
على كل من يريد الاشتراك معنا أن يسجل اسمه فى هذا الموضوع
ثم سنفتح موضوع جديد خاص بالتفسير
أبوسعود المكي
24 Jul 2010, 09:01 AM
نشكركم على الفكرة الرائعة.
لكن أرى من وجهة نظري أننا لا نلزم أحد بهذا الأمر.
ولكن من رأى في نفسه أنه يستطيع أن يشارك ويفيد فبها ونعمت.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد. اللهم آمين.
مؤمنة بالله
24 Jul 2010, 12:22 PM
نشكركم على الفكرة الرائعة.
لكن أرى من وجهة نظري أننا لا نلزم أحد بهذا الأمر.
ولكن من رأى في نفسه أنه يستطيع أن يشارك ويفيد فبها ونعمت.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد. اللهم آمين.
أولا شكرا على رأى حضرتك
لكن طبعا لا يوجد الزام فهذا مجرد تشجيع للاشتراك حتى نكون مجموعة كل واحد يفسر لنا يوم لنستفيد ونفيد
Opto.Hamza
24 Jul 2010, 07:05 PM
ما شاء الله ،،،،
فكرة رائعة ،،،،
جزيتم الفردوس أختنا الفاضلة ،،،،، مسجل معكم بعون الله تعالى
ابو ريتاج
24 Jul 2010, 07:48 PM
جزاكم الله خير ,,,
وسنكون معكم بما نستطيع بإذن الله ....
مؤمنة بالله
24 Jul 2010, 08:52 PM
ماشاء الله والحمد لله
المشتركين معنا حتى الأن:
1-مؤمنة بالله
2-أبوعماد الفلسطينى
3-أبو ريتاج
وأتمنى من الاستاذ أبو سعود المكى أن يشترك معنا
البنفسج
25 Jul 2010, 12:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفكرة ممتازة وان شاء الله اكون من الفعالين في المنتدى
مؤمنة بالله
25 Jul 2010, 01:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفكرة ممتازة وان شاء الله اكون من الفعالين في المنتدى
بارك الله فيكى
المشتركة رقم 4
أبوسعود المكي
25 Jul 2010, 06:02 AM
بإذن الله سأشارك معكم .
أسأل الله أن ييسر لي المشاركة.
مؤمنة بالله
25 Jul 2010, 09:58 AM
بإذن الله سأشارك معكم .
أسأل الله أن ييسر لي المشاركة.
جزاك الله خيرا وشكرا على التدعيم
المشتركين معنا حتى الأن:
1-مؤمنة بالله
2-أبوعماد الفلسطينى
3-أبو ريتاج
4- البنفسج
5-أبو سعود المكى
Opto.Hamza
25 Jul 2010, 08:31 PM
جزيتم الفردوس متابعين معكم ،،،،،
وننتظر البدء بعون الله تعالى ،،،،،
بوركتم
مؤمنة بالله
26 Jul 2010, 05:10 PM
جزيتم الفردوس متابعين معكم ،،،،،
وننتظر البدء بعون الله تعالى ،،،،،
بوركتم
ان شاء الله سنبدأ فى التفسير يوم 30/7/2010
الموافق يوم الجمعة
أرجو من كل عضو أن يختار له يوم فى الأسبوع يتفرغ فيه لتفسير صفحة من القرءان
Opto.Hamza
26 Jul 2010, 06:58 PM
ان شاء الله سنبدأ فى التفسير يوم 30/7/2010
الموافق يوم الجمعة
أرجو من كل عضو أن يختار له يوم فى الأسبوع يتفرغ فيه لتفسير صفحة من القرءان
معكم بإذن الله تعالى ،،،،
جزاكم الله كل الخير ،،،،
يوم الخميس مناسب بالنسبة لي ،،،، جزيتم الفردوس
لن أيأس
26 Jul 2010, 09:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سجلني معاكم ....وجزاكم الله خير .....متى نبدأ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مؤمنة بالله
27 Jul 2010, 01:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سجلني معاكم ....وجزاكم الله خير .....متى نبدأ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا وتشرفنا بك معنا ان شاء الله
سنبدأ باذن الله يوم 30/7/2010 الجمعة
المشتركين معنا حتى الأن:
1-مؤمنة بالله
2-أبوعماد الفلسطينى
3-أبو ريتاج
4- البنفسج
5-أبو سعود المكى
6-لن أيأس
على كل مشترك أن يختار يوم مناسب له حسب رغبته
ولا توجد مشكلة اذا اختار مشتركين نفس اليوم
لن أيأس
27 Jul 2010, 05:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوم الأربعاء يناسبني بإذن الله تعالى .......
دعواتكم إن الله يصلحني ويثبتني ويوفقني وييسر لي أموري ...اللهم ارحمنا وثبتنا وأعنا ولاتعن علينا وارفعنا وانصرنا
لكن الافضل نحدد كتاب واحد يكون جمعنا تفسيره وسهلنا لطلبة العلم وأفضل تفسير ابن كثير
وفي كتاب جديد مختصر لتفسير ابن كثير رائع العمل عليه كان بإشراف الشيخ صالح بن حميد وقامت به دار الحديث بمكة....
وهو ((اليسير في تفسير ابن كثير))
أبوسعود المكي
27 Jul 2010, 08:44 AM
يوم السبت بإذن الله.
Opto.Hamza
28 Jul 2010, 05:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوم الأربعاء يناسبني بإذن الله تعالى .......
دعواتكم إن الله يصلحني ويثبتني ويوفقني وييسر لي أموري ...اللهم ارحمنا وثبتنا وأعنا ولاتعن علينا وارفعنا وانصرنا
لكن الافضل نحدد كتاب واحد يكون جمعنا تفسيره وسهلنا لطلبة العلم وأفضل تفسير ابن كثير
وفي كتاب جديد مختصر لتفسير ابن كثير رائع العمل عليه كان بإشراف الشيخ صالح بن حميد وقامت به دار الحديث بمكة....
وهو ((اليسير في تفسير ابن كثير))
جزيت فردوسا بلا حساب أختنا الفاضلة ،،،،
نعم تفسير ابن كثير ما شاء الله عنه من أرقى كتب التفسير ،،،
بوركتم
مؤمنة بالله
29 Jul 2010, 02:27 AM
معكم بإذن الله تعالى ،،،،
جزاكم الله كل الخير ،،،،
يوم الخميس مناسب بالنسبة لي ،،،، جزيتم الفردوس
شكرا على المتا بعة بار ك الله فيك وثبتك على دينه
مؤمنة بالله
29 Jul 2010, 02:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوم الأربعاء يناسبني بإذن الله تعالى .......
دعواتكم إن الله يصلحني ويثبتني ويوفقني وييسر لي أموري ...اللهم ارحمنا وثبتنا وأعنا ولاتعن علينا وارفعنا وانصرنا
لكن الافضل نحدد كتاب واحد يكون جمعنا تفسيره وسهلنا لطلبة العلم وأفضل تفسير ابن كثير
وفي كتاب جديد مختصر لتفسير ابن كثير رائع العمل عليه كان بإشراف الشيخ صالح بن حميد وقامت به دار الحديث بمكة....
وهو ((اليسير في تفسير ابن كثير))
اللهم اشرح لها صدرها ويسر لها أمره ووفقها لما تحب وترضى
لقد تركت تحديد هذا الكتاب لكم حتى لا ألزمكم بكتاب معين فتستطيعين التفسير من الكتاب المتاح لديك ولكن عليكى ذكر اسم الكتاب
وشكرا وجزاكى الله خيرا على الاهتمام وابداء الرأى
مؤمنة بالله
29 Jul 2010, 02:37 AM
يوم السبت بإذن الله.
جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
مؤمنة بالله
31 Jul 2010, 08:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:d5186f6f03:
أعتذر عن تأخرى فى البدء فى الموضوع
ولكن كان عندى مشكلة فى فتح الموقع ان شاء الله سنبدأ من اليوم
أرجو من كل من سجل معنا أن يبدأ معنا فى المشاركة
اليوم السبت : أستاذ أبو سعود المكى
يوم الأربعاء: لن أيأس
يوم الخميس: الأستاذ أبو عماد الفلسطينى
يوم الجمعة : مؤمنة بالله
أنتظر تحديد أيام باقى المشتركين معنا :أبو ريتاج ، والبنفسج
مؤمنة بالله
31 Jul 2010, 09:46 PM
ان شاء الله سنبدأ التفسير فى هذه الصفحة
وسنبدأ بسورة الفاتحة
ياريت أستاذ أبو سعود المكى يفسرها لنا
لن أيأس
01 Aug 2010, 06:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياليت نتفق انه الذي يتأخر عن يومه من بعده يقوم بالعمل بكل محبة وبدون عتاب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مؤمنة بالله
01 Aug 2010, 07:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياليت نتفق انه الذي يتأخر عن يومه من بعده يقوم بالعمل بكل محبة وبدون عتاب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انا اوافقك فى هذا الراى وجزاك الله خيرا
Opto.Hamza
01 Aug 2010, 08:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:d5186f6f03:
أعتذر عن تأخرى فى البدء فى الموضوع
ولكن كان عندى مشكلة فى فتح الموقع ان شاء الله سنبدأ من اليوم
أرجو من كل من سجل معنا أن يبدأ معنا فى المشاركة
اليوم السبت : أستاذ أبو سعود المكى
يوم الأربعاء: لن أيأس
يوم الخميس: الأستاذ أبو عماد الفلسطينى
يوم الجمعة : مؤمنة بالله
أنتظر تحديد أيام باقى المشتركين معنا :أبو ريتاج ، والبنفسج
جزيتم الفردوس الأعلى على هذا المجهود المميز أختنا الفاضلة ،،،
متابعين معكم بعون الله تعالى ،،،،،
وجاهز بعون الله في يومي ،،،،،
البنفسج
03 Aug 2010, 11:53 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .انا يوم الاحد باذن الله
لن أيأس
04 Aug 2010, 08:24 PM
سورة الفاتحة سمِّيت بذلك؛ لأنه افتتح بها القرآن الكريم؛ وقد قيل: إنها أول سورة نزلت كاملة..
هذه السورة قال العلماء: إنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سمِّيت "أم القرآن"(47)؛ والمرجع للشيء يسمى "أُمّاً"..
وهذه السورة لها مميزات تتميّز بها عن غيرها؛ منها أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين: فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب؛ ومنها أنها رقية: إذا قرئ بها على المريض شُفي بإذن الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال للذي قرأ على اللديغ، فبرئ: "وما يدريك أنها رقية"(48) ..
وقد ابتدع بعض الناس اليوم في هذه السورة بدعة، فصاروا يختمون بها الدعاء، ويبتدئون بها الخُطب ويقرؤونها عند بعض المناسبات .، وهذا غلط: تجده مثلاً إذا دعا، ثم دعا قال لمن حوله: "الفاتحة"، يعني اقرؤوا الفاتحة؛ وبعض الناس يبتدئ بها في خطبه، أو في أحواله . وهذا أيضاً غلط؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف، والاتِّباع..
القرآن
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم)
التفسير:.
قوله تعالى: { بسم الله الرحمن الرحيم }: الجار والمجرور متعلق بمحذوف؛ وهذا المحذوف يقَدَّر فعلاً متأخراً مناسباً؛ فإذا قلت: "باسم الله" وأنت تريد أن تأكل؛ تقدر الفعل: "باسم الله آكل"..
قلنا: إنه يجب أن يكون متعلقاً بمحذوف؛ لأن الجار والمجرور معمولان؛ ولا بد لكل معمول من عامل..
وقدرناه متأخراً لفائدتين:
الفائدة الأولى: التبرك بتقديم اسم الله عزّ وجل.
والفائدة الثانية: الحصر؛ لأن تأخير العامل يفيد الحصر، كأنك تقول: لا آكل باسم أحد متبركاً به، ومستعيناً به، إلا باسم الله عزّ وجلّ.
وقدرناه فعلاً؛ لأن الأصل في العمل الأفعال . وهذه يعرفها أهل النحو؛ ولهذا لا تعمل الأسماء إلا بشروط
وقدرناه مناسباً؛ لأنه أدلّ على المقصود؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "من لم يذبح فليذبح باسم الله"(49) . أو قال صلى الله عليه وسلم "على اسم الله"(50) : فخص الفعل..
و{ الله }: اسم الله رب العالمين لا يسمى به غيره؛ وهو أصل الأسماء؛ ولهذا تأتي الأسماء تابعة له..
و{ الرحمن } أي ذو الرحمة الواسعة؛ ولهذا جاء على وزن "فَعْلان" الذي يدل على السعة..
و{ الرحيم } أي الموصل للرحمة من يشاء من عباده؛ ولهذا جاءت على وزن "فعيل" الدال على وقوع الفعل
فهنا رحمة هي صفته . هذه دل عليها { الرحمن }؛ ورحمة هي فعله . أي إيصال الرحمة إلى المرحوم . دلّ عليها { الرحيم }..
و{ الرحمن الرحيم }: اسمان من أسماء الله يدلان على الذات، وعلى صفة الرحمة، وعلى الأثر: أي الحكم الذي تقتضيه هذه الصفة..
والرحمة التي أثبتها الله لنفسه رحمة حقيقية دلّ عليها السمع، والعقل؛ أما السمع فهو ما جاء في الكتاب، والسنّة من إثبات الرحمة لله . وهو كثير جداً؛ وأما العقل: فكل ما حصل من نعمة، أو اندفع من نقمة فهو من آثار رحمة الله..
هذا وقد أنكر قوم وصف الله تعالى بالرحمة الحقيقية، وحرّفوها إلى الإنعام، أو إرادة الإنعام، زعماً منهم أن العقل يحيل وصف الله بذلك؛ قالوا: "لأن الرحمة انعطاف، ولين، وخضوع، ورقة؛ وهذا لا يليق بالله عزّ وجلّ"؛ والرد عليهم من وجهين:.
الوجه الأول: منع أن يكون في الرحمة خضوع، وانكسار، ورقة؛ لأننا نجد من الملوك الأقوياء رحمة دون أن يكون منهم خضوع، ورقة، وانكسار..
الوجه الثاني: أنه لو كان هذا من لوازم الرحمة، ومقتضياتها فإنما هي رحمة المخلوق؛ أما رحمة الخالق سبحانه وتعالى فهي تليق بعظمته، وجلاله، وسلطانه؛ ولا تقتضي نقصاً بوجه من الوجوه..
ثم نقول: إن العقل يدل على ثبوت الرحمة الحقيقية لله عزّ وجلّ، فإن ما نشاهده في المخلوقات من الرحمة بَيْنها يدل على رحمة الله عزّ وجلّ؛ ولأن الرحمة كمال؛ والله أحق بالكمال؛ ثم إن ما نشاهده من الرحمة التي يختص الله بها . كإنزال المطر، وإزالة الجدب، وما أشبه ذلك . يدل على رحمة الله..
والعجب أن منكري وصف الله بالرحمة الحقيقية بحجة أن العقل لا يدل عليها، أو أنه يحيلها، قد أثبتوا لله إرادة حقيقية بحجة عقلية أخفى من الحجة العقلية على رحمة الله، حيث قالوا: إن تخصيص بعض المخلوقات بما تتميز به يدل عقلاً على الإرادة؛ ولا شك أن هذا صحيح؛ ولكنه بالنسبة لدلالة آثار الرحمة عليها أخفى بكثير؛ لأنه لا يتفطن له إلا أهل النباهة؛ وأما آثار الرحمة فيعرفه حتى العوام، فإنك لو سألت عامياً صباح ليلة المطر: "بِمَ مطرنا؟"، لقال: "بفضل الله، ورحمته"..
مسألة:
هل البسملة آية من الفاتحة؛ أو لا؟
في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة..
أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: { مالك يوم الدين } قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: { إياك نعبد وإياك نستعين } قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: { اهدنا الصراط المستقيم }... إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل"(51) ؛ وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم } في أول قراءة، ولا في آخرها"(52) : والمراد لا يجهرون؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها..
أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآيات على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: { إياك نعبد وإياك نستعين } وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن { الحمد لله رب العالمين }: واحدة؛ { الرحمن الرحيم }: الثانية؛ { مالك يوم الدين }: الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ { إياك نعبد وإياك نستعين }: الرابعة . يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ { اهدنا الصراط المستقيم } للعبد؛ { صراط الذين أنعمت عليهم } للعبد؛ { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } للعبد..
فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد . وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه . وهي الرابعة الوسطى..
ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل..
فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة . كما أن البسملة ليست من بقية السور..
لن أيأس
04 Aug 2010, 08:25 PM
القرآن
)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
التفسير:.
قوله تعالى: { الحمد لله رب العالمين }: { الحمد } وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو "المحبة، والتعظيم" ؛ قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئاً؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفاً منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عزّ وجلّ حمدَ محبةٍ، وتعظيمٍ؛ فلذلك صار لا بد من القيد في الحمد أنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ و "أل" في { الحمد } للاستغراق: أي استغراق جميع المحامد..
وقوله تعالى: { لله }: اللام للاختصاص، والاستحقاق؛ و "الله" اسم ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه . أي المعبود حباً، وتعظيماً..
وقوله تعالى: { رب العالمين }؛ "الرب" : هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير؛ فهو الخالق المالك لكل شيء المدبر لجميع الأمور؛ و{ العالمين }: قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدل على الخالق: على قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ، وذلك من "أل" في قوله تعالى: { الحمد }؛ لأنها دالة على الاستغراق..
.2 ومنها: أن الله تعالى مستحق مختص بالحمد الكامل من جميع الوجوه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" ؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال: "الحمد لله على كل حال"[53] ..
.3 ومنها: تقديم وصف الله بالألوهية على وصفه بالربوبية؛ وهذا إما لأن "الله" هو الاسم العَلَم الخاص به، والذي تتبعه جميع الأسماء؛ وإما لأن الذين جاءتهم الرسل ينكرون الألوهية فقط..
.4 ومنها: عموم ربوبية الله تعالى لجميع العالم؛ لقوله تعالى**العالمين**
القرآن
(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
التفسير:.
قوله تعالى: { الرحمن الرحيم }: { الرحمن } صفة للفظ الجلالة؛ و{ الرحيم } صفة أخرى؛ و{ الرحمن } هو ذو الرحمة الواسعة؛ و{ الرحيم } هو ذو الرحمة الواصلة؛ فـ{ الرحمن } وصفه؛ و{ الرحيم } فعله؛ ولو أنه جيء بـ "الرحمن" وحده، أو بـ "الرحيم" وحده لشمل الوصف، والفعل؛ لكن إذا اقترنا فُسِّر { الرحمن } بالوصف؛ و{ الرحيم } بالفعل..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إثبات هذين الاسمين الكريمين . { الرحمن الرحيم } لله عزّ وجلّ؛ وإثبات ما تضمناه من الرحمة التي هي الوصف، ومن الرحمة التي هي الفعل..
.2 ومنها: أن ربوبية الله عزّ وجلّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق الواصلة؛ لأنه تعالى لما قال: { رب العالمين } كأن سائلاً يسأل: "ما نوع هذه الربوبية؟ هل هي ربوبية أخذ، وانتقام؛ أو ربوبية رحمة، وإنعام؟" قال تعالى: { الرحمن الرحيم }..
لن أيأس
04 Aug 2010, 08:26 PM
القـرآن
(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)
التفسير:
قوله تعالى: { مالك يوم الدين } صفة لـ{ الله }؛ و{ يوم الدين } هو يوم القيامة؛ و{ الدين } هنا بمعنى الجزاء؛ يعني أنه سبحانه وتعالى مالك لذلك اليوم الذي يجازى فيه الخلائق؛ فلا مالك غيره في ذلك اليوم؛ و "الدين" تارة يراد به الجزاء، كما في هذه الآية؛ وتارة يراد به العمل، كما في قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين} [الكافرون: 6] ، ويقال: "كما تدين تدان"، أي كما تعمل تُجازى..
وفي قوله تعالى: { مالك } قراءة سبعية: { مَلِك}، و "الملك" أخص من "المالك"..
وفي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة؛ وهي أن ملكه جلّ وعلا ملك حقيقي؛ لأن مِن الخلق مَن يكون ملكاً، ولكن ليس بمالك: يسمى ملكاً اسماً وليس له من التدبير شيء؛ ومِن الناس مَن يكون مالكاً، ولا يكون ملكاً: كعامة الناس؛ ولكن الرب عزّ وجلّ مالكٌ ملِك..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إثبات ملك الله عزّ وجلّ، وملكوته يوم الدين؛ لأن في ذلك اليوم تتلاشى جميع الملكيات، والملوك..
فإن قال قائل: أليس مالك يوم الدين، والدنيا؟
فالجواب: بلى؛ لكن ظهور ملكوته، وملكه، وسلطانه، إنما يكون في ذلك اليوم؛ لأن الله تعالى ينادي: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فلا يجيب أحد؛ فيقول تعالى: {لله الواحد القهار} [غافر: 16] ؛ في الدنيا يظهر ملوك؛ بل يظهر ملوك يعتقد شعوبهم أنه لا مالك إلا هم؛ فالشيوعيون مثلاً لا يرون أن هناك رباً للسموات، والأرض؛ يرون أن الحياة: أرحام تدفع، وأرض تبلع؛ وأن ربهم هو رئيسهم..
.2 ومن فوائد الآية: إثبات البعث، والجزاء؛ لقوله تعالى: ( مالك يوم الدين )
.3 ومنها: حث الإنسان على أن يعمل لذلك اليوم الذي يُدان فيه العاملون..
القـرآن
)إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
التفسير:
قوله تعالى: { إياك نعبد }؛ { إياك }: مفعول به مقدم؛ وعامله: { نعبد }؛ وقُدِّم على عامله لإفادة الحصر؛ فمعناه: لا نعبد إلا إياك؛ وكان منفصلاً لتعذر الوصل حينئذ؛ و{ نعبد } أي نتذلل لك أكمل ذلّ؛ ولهذا تجد المؤمنين يضعون أشرف ما في أجسامهم في موطئ الأقدام ذلاً لله عزّ وجلّ: يسجد على التراب؛ تمتلئ جبهته من التراب . كل هذا ذلاً لله؛ ولو أن إنساناً قال: "أنا أعطيك الدنيا كلها واسجد لي" ما وافق المؤمن أبداً؛ لأن هذا الذل لله عزّ وجلّ وحده..
و "العبادة" تتضمن فعل كل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه؛ لأن من لم يكن كذلك فليس بعابد: لو لم يفعل المأمور به لم يكن عابداً حقاً؛ ولو لم يترك المنهي عنه لم يكن عابداً حقاً؛ العبد: هو الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي؛ فـ "العبادة" تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أُمر به، وأن يترك كل ما نُهي عنه؛ ولا يمكن أن يكون قيامه هذا بغير معونة الله؛ ولهذا قال تعالى: { وإياك نستعين } أي لا نستعين إلا إياك على العبادة، وغيرها؛ و "الاستعانة" طلب العون؛ والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة، والاستعانة، أو التوكل في مواطن عدة في القرآن الكريم؛ لأنه لا قيام بالعبادة على الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى: { إياك نعبد }؛ وجه الإخلاص: تقديم المعمول..
.2 ومنها: إخلاص الاستعانة بالله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: { وإياك نستعين }، حيث قدم المفعول..
فإن قال قائل: كيف يقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2] إثبات المعونة من غير الله عزّ وجلّ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة"؟(54) ..
فالجواب: أن الاستعانة نوعان: استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عزّ وجلّ، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عزّ وجلّ؛ واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة إذا كان المستعان به حياً قادراً على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة؛ ولهذا قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2 )
فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟
فالجواب: لا؛ الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادراً عليها؛ وأما إذا لم يكن قادراً فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر؛ لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئاً؛ فكيف يعينه!!! وكما لو استعان بغائب في أمر لا يقدر عليه، مثل أن يعتقد أن الوليّ الذي في شرق الدنيا يعينه على مهمته في بلده: فهذا أيضاً شرك أكبر؛ لأنه لا يقدر أن يعينه وهو هناك..
فإن قال قائل: هل يجوز أن يستعين المخلوقَ فيما تجوز استعانته به؟
فالجواب: الأولى أن لا يستعين بأحد إلا عند الحاجة، أو إذا علم أن صاحبه يُسَر بذلك، فيستعين به من أجل إدخال السرور عليه؛ وينبغي لمن طلبت منه الإعانة على غير الإثم والعدوان أن يستجيب لذلك..
القـرآن
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)
التفسير:
قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }: { الصراط } فيه قراءتان: بالسين: {السراط} ، وبالصاد الخالصة: { الصراط }؛ والمراد بـ{ الصراط } الطريق؛ والمراد بـ "الهداية" هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: { اهدنا الصراط المستقيم } تسأل الله تعالى علماً نافعاً، وعملاً صالحاً؛ و{ المستقيم } أي الذي لا اعوجاج فيه..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: لجوء الإنسان إلى الله عزّ وجلّ بعد استعانته به على العبادة أن يهديه الصراط المستقيم؛ لأنه لا بد في العبادة من إخلاص؛ يدل عليه قوله تعالى: { إياك نعبد }؛ ومن استعانة يتقوى بها على العبادة؛ يدل عليه قوله تعالى: { وإياك نستعين }؛ ومن اتباع للشريعة؛ يدل عليه قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }؛ لأن { الصراط المستقيم } هو الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم
.2 ومن فوائد الآية: بلاغة القرآن، حيث حذف حرف الجر من { اهدنا }؛ والفائدة من ذلك: لأجل أن تتضمن طلب الهداية: التي هي هداية العلم، وهداية التوفيق؛ لأن الهداية تنقسم إلى قسمين: هداية علم، وإرشاد؛ وهداية توفيق، وعمل؛ فالأولى ليس فيها إلا مجرد الدلالة؛ والله عزّ وجلّ قد هدى بهذا المعنى جميع الناس، كما في قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس} [البقرة: 185] ؛ والثانية فيها التوفيق للهدى، واتباع الشريعة، كما في قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتقين} [البقرة: 2] وهذه قد يحرمها بعض الناس، كما قال تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17] : {فهديناهم} أي بيّنّا لهم الحق، ودَلَلْناهم عليه؛ ولكنهم لم يوفقوا..
.3 ومن فوائد الآية: أن الصراط ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج؛ فما كان موافقاً للحق فهو مستقيم، كما قال الله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه} [الأنعام: 153] ؛ وما كان مخالفاً له فهو معوج..
لن أيأس
04 Aug 2010, 08:27 PM
القرآن
)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)
التفسير:.
قوله تعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم } عطف بيان لقوله تعالى: { الصراط المستقيم }؛ والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً(النساء: 69)
قوله تعالى: { غير المغضوب عليهم }: هم اليهود، وكل من علم بالحق ولم يعمل به..
قوله تعالى: { ولا الضالين }: هم النصارى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من عمل بغير الحق جاهلاً به..
وفي قوله تعالى: { عليهم } قراءتان سبعيتان: إحداهما ضم الهاء؛ والثانية كسرها؛ واعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:.
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه، واحترامه إذا رأوه مرةً كذا، ومرة كذا تنزل منزلته عندهم؛ لأنهم عوام لا يُفرقون..
الوجه الثاني: أن القارئ يتهم بأنه لا يعرف؛ لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه؛ فيبقى هذا القارئ حديث العوام في مجالسهم..
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارئ، وأن عنده علماً بما قرأ، فذهب يقلده، فربما يخطئ، ثم يقرأ القرآن لا على قراءة المصحف، ولا على قراءة التالي الذي قرأها . وهذه مفسدة..
ولهذا قال عليّ: "حدِّثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يُكذب الله، ورسوله"(55) ، وقال ابن مسعود: "إنك لا تحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة"(56) ؛ وعمر بن الخطاب لما سمع هشام بن الحكم يقرأ آية لم يسمعها عمر على الوجه الذي قرأها هشام خاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهشام: "اقرأ" ، فلما قرأ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هكذا أنزلت" ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: "اقرأ" ، فلما قرأ قال النبي صلى الله عليه وسلم "هكذا أنزلت"(57) ؛ لأن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فكان الناس يقرؤون بها حتى جمعها عثمان رضي الله عنه على حرف واحد حين تنازع الناس في هذه الأحرف، فخاف رضي الله عنه أن يشتد الخلاف، فجمعها في حرف واحد . وهو حرف قريش؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه القرآن بُعث منهم؛ ونُسيَت الأحرف الأخرى؛ فإذا كان عمر رضي الله عنه فعل ما فعل بصحابي، فما بالك بعامي يسمعك تقرأ غير قراءة المصحف المعروف عنده! والحمد لله: ما دام العلماء متفقين على أنه لا يجب أن يقرأ الإنسان بكل قراءة، وأنه لو اقتصر على واحدة من القراءات فلا بأس؛ فدع الفتنة، وأسبابها..
الفوائد:
.1 من فوائد الآيتين: ذكر التفصيل بعد الإجمال؛ لقوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم }: وهذا مجمل؛ (صراط الذين أنعمت عليهم ): وهذا مفصل؛ لأن الإجمال، ثم التفصيل فيه فائدة: فإن النفس إذا جاء المجمل تترقب، وتتشوف للتفصيل، والبيان؛ فإذا جاء التفصيل ورد على نفس مستعدة لقبوله متشوفة إليه؛ ثم فيه فائدة ثانية هنا: وهو بيان أن الذين أنعم الله عليهم على الصراط المستقيم..
.2 ومنها: إسناد النعمة إلى الله تعالى وحده في هداية الذين أنعم عليهم؛ لأنها فضل محض من الله..
.3 ومنها: انقسام الناس إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم؛ وقسم مغضوب عليهم؛ وقسم ضالون؛ وقد سبق بيان هذه الأقسام..
وأسباب الخروج عن الصراط المستقيم: إما الجهل؛ أو العناد؛ والذين سببُ خروجهم العناد هم المغضوب عليهم . وعلى رأسهم اليهود؛ والآخرون الذين سبب خروجهم الجهل كل من لا يعلم الحق . وعلى رأسهم النصارى؛ وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة . أعني النصارى؛ أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم، واليهود سواءً . كلهم مغضوب عليهم..
.4 ومن فوائد الآيتين: بلاغة القرآن، حيث جاء التعبير عن المغضوب عليهم باسم المفعول الدال على أن الغضب عليهم حاصل من الله تعالى، ومن أوليائه..
.5 ومنها: أنه يقدم الأشد، فالأشد؛ لأنه تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه . بخلاف المخالف عن جهل..
وعلى كل حال السورة هذه عظيمة؛ ولا يمكن لا لي، ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة؛ لكن هذا قطرة من بحر؛ ومن أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب "مدارج السالكين" لابن القيم رحمه الله..
(47) أخرجه البخاري في صحيحه ص61، كتاب الأذان، باب 104: القراءة في الفجر، حديث رقم 772؛ وأخرجه مسلم في صحيحه ص740 في كتاب الصلاة، باب 11: وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، حديث رقم 878 [38] 395؛ وأخرجه الترمذي في جامعه ص1968، كتاب تفسير القرآن، باب 15: ومن سورة الحجر، حديث رقم 3124، ولفظه: "الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني".
(48) أخرجه البخاري في صحيحه ص177، كتاب الإجارة، باب 16: ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب، حديث رقم 2276؛ وأخرجه مسلم في صحيحه ص1068، كتاب السلام، باب 23: جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار، حديث رقم 5733 [65] 2201.
(49) أخرجه البخاري في صحيحه ص77، كتاب العيدين، باب 23: كلام الإمام والناس في خطبة العيد، حديث رقم 985؛ وأخرجه مسلم في صحيحه ص1027، كتاب الأضاحي، باب 1: وقتها، حديث رقم 5064 [1] 1960.
(50) أخرجه البخاري في صحيحه ص474، كتاب الذبائح والصيد، باب 17: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فليذبح على اسم الله"، حديث رقم 5500؛ وأخرجه مسلم في صحيحه ص1027، كتاب الأضاحي، باب 1: وقتها، حديث رقم 5064 [2] 1960.
(51) أخرجه مسلم في صحيحه ص740، كتاب الصلاة، باب 11: وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، حديث رقم 878 [38] 395.
(52) أخرجه مسلم في صحيحه ص741، كتاب الصلاة، باب 13، حجة من قال: لا يجهر بالبسملة، حديث رقم 892 [52] 399.
[53] أخرجه ابن ماجه في سننه ص 2703 كتاب الأدب باب 55 فضل الحامدين حديث رقم 2803 وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/499 كتاب الدعاء وقال: هذا حديث صحيح الإسناد وأقره الذهبي وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/319 حديث رقم 3066.
(54) أخرجه البخاري ص232، كتاب الجهاد، باب 72: فضل من حمل متاع صاحبه في السفر حديث رقم 2891؛ وأخرجه مسلم ص837، كتاب الزكاة، باب 16: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، حديث رقم 2335 [56] 1009، واللفظ لمسلم.
(55) أخرجه البخاري ص14، كتاب العلم، باب 49: من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا، رقم 127.
(56) أخرجه مسلم ص675، مقدمة الكتاب، رقم 14.
(57) أخرجه البخاري ص189، كتاب الخصومات، باب 4: كلام الخصوم بعضهم في بعض، حديث رقم 2419؛ وأخرجه مسلم ص805 – 806، كتاب صلاة المسافرين، كتاب فضائل القرآن وما يتعلق به، باب 48: بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف وبيان معناها، حديث رقم 1899 [270] 818.
لن أيأس
04 Aug 2010, 08:35 PM
تفسير ابن عثيمين ***المكتبة المقرؤة لابن عثيمين***موقع ابن عثيمين ...عفوا لانني لدي ضرف ولم يمكنني من القراءة والكتابة ...دعواتكم إن الله ييسر لي امر هذ الضرف
مؤمنة بالله
05 Aug 2010, 12:36 AM
بارك الله فيكى على هذا المجهود وجعله فى ميزان حسناتك يارب
مؤمنة بالله
05 Aug 2010, 12:37 AM
تفسير ابن عثيمين ***المكتبة المقرؤة لابن عثيمين***موقع ابن عثيمين ...عفوا لانني لدي ضرف ولم يمكنني من القراءة والكتابة ...دعواتكم إن الله ييسر لي امر هذ الضرف
ربنا يفك كربك ويفرج همك
Opto.Hamza
05 Aug 2010, 12:48 AM
ما شاء الله ،،،،،، تبارك الله
مجهود مميز منك أختنا الفاضلة //// لن أيأس ،،،،
تابعوا إخواننا بارك الله فيكم ،،،،، وجزيتم الفردوس الأعلى
Opto.Hamza
06 Aug 2010, 12:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة البقرة - الآية: 1
(آلم "1")بدأت سورة البقرة بقوله تعالى"ألم" .. وهذه الحروف مقطعة ومعنى مقطعة أن كل حرف ينطق بمفرده. لأن الحرف لها أسماء ولها مسميات .. فالناس حين يتكلمون ينطقون بمسمى الحرف وليس باسمه .. فعندما تقول كتب تنطق بمسميات الحروف. فإذا أردت أن تنطق بأسمائها. تقول كاف وتاء وباء .. ولا يمكن أن ينطق بأسماء الحروف إلا من تعلم ودرس، أما ذلك الذي لم يتعلم فقد ينطق بمسميات الحروف ولكنه لا ينطق بأسمائها، ولعل هذه أول ما يلفتنا. فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولذلك لم يكن يعرف شيئا عن أسماء الحروف. فإذا جاء ونطق بأسماء الحروف يكون هذا إعجازاً من الله سبحانه وتعالى .. بأن هذا القرآن موحى به إلي محمد صلى الله عليه وسلم .. ولو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم درس وتعلم لكان شيئا عاديا أن ينطق بأسماء الحروف. ولكن تعال إلي أي أمي لم يتعلم .. أنه يستطيع أن ينطق بمسميات الحروف .. يقول الكتاب وكوب وغير ذلك .. فإذا طلبت منه أن ينطق بمسميات الحروف فأنه لا يستطيع أن يقول لك. أن كلمة كتاب مكونة من الكاف والتاء والألف والباء .. وتكون هذه الحروف دالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في البلاغ عن ربه. وأن هذا القرآن موحى به من الله سبحانه وتعالى.
ونجد في فواتح السور التي تبدأ بأسماء الحروف. تنطق الحروف بأسمائها وتجد نفس الكلمة في آية أخرى تنطق بمسمياتها. فألم في أول سورة البقرة نطقتها بأسماء الحروف ألف لام ميم. بينما تنطقها بمسميات الحروف في شرح السورة في قوله تعالى:
{ألم نشرح لك صدرك "1" }
(سورة الشرح)
وفي سورة الفيل في قوله تعالى:
{ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل "1" }
(سورة الفيل)
ما الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ينطق "ألم" في سورة البقرة بأسماء الحروف .. وينطقها في سورتي الشرح والفيل بمسميات الحروف. لابد أن رسول الله عليه الصلاة والسلام سمعها من الله كما نقلها جبريل عليه السلام إليه هكذا. إذن فالقرآن أصله السماع لا يجوز أن تقرأه إلا بعد أن تسمعه. لتعرف أن هذه تقرأ ألف لام ميم والثانية تقرأ ألم .. مع أن الكتابة واحدة في الاثنين .. ولذلك لابد أن تستمع إلي فقيه ولا استمعوا إلي قارئ .. ثم بعد ذلك يريدون أن يقرأوا القرآن كأي كتاب. نقول لا .. القرآن له تميز خاص .. أنه ليس كأي كتاب تقرؤه .. لأنه مرة يأتي باسم الحرف. ومرة يأتي بمسميات الحرف. وأنت لا يمكن أن تعرف هذا إلا إذا استمعت لقارئ يقرأ القرآن.
والقرآن مبني على الوصل دائما وليس على الوقف، فإذا قرأت في آخر سورة يونس مثلا: "وهو خير الحاكمين" لا تجد النون عليها سكون بل تجد عليها فتحة، موصولة بقول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم. ولو كانت غير موصولة لوجدت عليها سكون..
إذن فكل آيات القرآن الكريم مبنية على الوصل .. ما عدا فواتح السور المكونة من حروف فهي مبنية على الوقف .. فلا تقرأ في أول سورة البقرة: "ألم" والميم عليها ضمة. بل تقرأ ألفا عليها سكون ولاما عليها سكون وميما عليها سكون. إذن كل حرف منفرد بوقف. مع أن الوقف لا يوجد في ختام السور ولا في القرآن الكريم كله.
وهناك سور في القرآن الكريم بدأت بحرف واحد مثل قوله تعالى:
{ص والقرآن ذي الذكر "1" }
(سورة ص)
{ن والقلم وما يسطرون "1" }
(سورة القلم)
ونلاحظ أن الحرف ليس آية مستقلة. بينما "ألم" في سورة البقرة آية مستقلة. و:"حم". و: "عسق" آية مستقلة مع أنها كلمة حروف مقطعة. وهناك سور تبدأ بآية من خمسة حروف مثل "كهيعص" في سورة مريم .. وهناك سور تبدأ بأربعة حروف. مثل "المص" في سورة "الأعراف". وهناك سور تبدأ بأربعة حروف وهي ليست آية مستقلة مثل "ألمر" في سورة "الرعد" متصلة بما بعدها .. بينما تجد سورة تبدأ بحرفين هما آية مستقلة مثل: "يس" في سور يس. و"حم" في سورة غافر وفصلت .. و: "طس" في سورة النمل. وكلها ليست موصلة بالآية التي بعدها .. وهذا يدلنا على أن الحروف في فواتح السور لا تسير على قاعدة محددة.
"ألم" مكونة من ثلاث حروف تجدها في ست سور مستقلة .. فهي آية في البقرة وآل عمران والعنكبوت والروم والسجدة ولقمان. و"الر" ثلاثة حروف ولكنها ليست آية مستقلة. بل جزء من الآية في أربع سور هي: يونس ويوسف وهود وإبراهيم .. و: "المص" من أربعة حروف وهي آية مستقلة في سورة "الأعراف" و "المر" أربعة حروف، ولكنها ليست آية مستقلة في سورة الرعد إذن فالمسألة ليست قانونا يعمم، ولكنها خصوصية في كل حرف من الحروف.
وإذا سألت ما هو معنى هذه الحروف؟.. نقول أن السؤال في أصله خطأ .. لأن الحرف لا يسأل عن معناه في اللغة إلا إن كان حرف معنى .. والحروف نوعان: حرف معنى .. والحروف نوعان: حرف مبني وحرف معنى. حرف المبنى لا معنى له إلا للدلالة على الصوت فقط .. أما حروف المعاني فهي مثل في. ومن .. وعلى .. (في) تدل على الظرفية .. و(من) تدل على الابتداء و(إلي) تدل على الانتهاء .. و(على) تدل على الاستعلاء .. هذه كلها حروف معنى.
وإذا كانت الحروف في أوائل السور في القرآن الكريم قد خرجت عن قاعدة الوصل لأنها مبنية على السكون لابد أن يكون لذلك حكمة .. أولا لنعرف
Opto.Hamza
06 Aug 2010, 01:03 AM
الم (1)
هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطَّعة في أوائل السور فيها إشارة إلى إعجاز القرآن; فقد وقع به تحدي
المشركين, فعجزوا عن معارضته, وهو مركَّب من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب. فدَلَّ عجز العرب عن
الإتيان بمثله -مع أنهم أفصح الناس- على أن القرآن وحي من الله.
Opto.Hamza
06 Aug 2010, 01:04 AM
ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
ذلك القرآن هو الكتاب العظيم الذي لا شَكَّ أنه من عند الله, فلا يصح أن يرتاب فيه أحد لوضوحه, ينتفع به المتقون
بالعلم النافع والعمل الصالح وهم الذين يخافون الله, ويتبعون أحكامه.
Opto.Hamza
06 Aug 2010, 01:06 AM
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)
وهم الذين يُصَدِّقون بالغيب الذي لا تدركه حواسُّهم ولا عقولهم وحدها; لأنه لا يُعْرف إلا بوحي الله إلى رسله, مثل
الإيمان بالملائكة, والجنة, والنار, وغير ذلك مما أخبر الله به أو أخبر به رسوله، (والإيمان: كلمة جامعة للإقرار
بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتصديق الإقرار بالقول والعمل بالقلب واللسان
والجوارح) وهم مع تصديقهم بالغيب يحافظون على أداء الصلاة في مواقيتها أداءً صحيحًا وَفْق ما شرع الله لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم, ومما أعطيناهم من المال يخرجون صدقة أموالهم الواجبة والمستحبة.
Opto.Hamza
06 Aug 2010, 01:08 AM
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
والذين يُصَدِّقون بما أُنزل إليك أيها الرسول من القرآن, وبما أنزل إليك من الحكمة, وهي السنة, وبكل ما أُنزل مِن
قبلك على الرسل من كتب, كالتوراة والإنجيل وغيرهما, ويُصَدِّقون بدار الحياة بعد الموت وما فيها من الحساب
والجزاء، تصديقا بقلوبهم يظهر على ألسنتهم وجوارحهم وخص يوم الآخرة; لأن الإيمان به من أعظم البواعث على
فعل الطاعات, واجتناب المحرمات, ومحاسبة النفس
Opto.Hamza
06 Aug 2010, 01:10 AM
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5)
أصحاب هذه الصفات يسيرون على نور من ربهم وبتوفيق مِن خالقهم وهاديهم, وهم الفائزون الذين أدركوا ما طلبوا,
ونَجَوا من شرِّ ما منه هربوا.
جزيتم الفردوس الأعلى
انتهيت،،،،،
لن أيأس
06 Aug 2010, 01:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله لمن اشوف دعواتكم تفرحوني ....احس اني لقيت الذي ابحث عنه... في هذه الدنيا نحتاج الى رفقة صالحة تدلنا على الخير ...............................الله لا يجعل في حياتكم هم ولا كرب وان يرزقكم فضلة وان يجعلني ويجعلكم من أئمة الهدى ويرزقنا أئمة هدى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مؤمنة بالله
06 Aug 2010, 11:08 PM
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5)
أصحاب هذه الصفات يسيرون على نور من ربهم وبتوفيق مِن خالقهم وهاديهم, وهم الفائزون الذين أدركوا ما طلبوا,
ونَجَوا من شرِّ ما منه هربوا.
جزيتم الفردوس الأعلى
انتهيت،،،،،
جزاك الله كل خير على هذا المجهود الممتاز:v9v9net_046:
مؤمنة بالله
06 Aug 2010, 11:09 PM
ينصفح الموضوع الان ( البنفسج)
أين أنت ؟ يا ريت تشاركينا
مؤمنة بالله
06 Aug 2010, 11:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله لمن اشوف دعواتكم تفرحوني ....احس اني لقيت الذي ابحث عنه... في هذه الدنيا نحتاج الى رفقة صالحة تدلنا على الخير ...............................الله لا يجعل في حياتكم هم ولا كرب وان يرزقكم فضلة وان يجعلني ويجعلكم من أئمة الهدى ويرزقنا أئمة هدى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم امين
ربنا يجعلنا دائما رفقة صالحة نعين بعضنا على طاعة الله :36_3_6[1]:
مؤمنة بالله
06 Aug 2010, 11:47 PM
تفسير الصفحة الثانية من سورة البقرة
(ان الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)
(ان الذين كفروا) أى ضلوا عن الحق سواء عليك انذارهم من عدمه فهم لا يؤمنون بماجئتهم به ، أى من كتب الله عليه الشقاوة فلا مسعد له ومن أضله الله فلا هادى له.
(لا يؤمنون ) جملة مؤكده أي هم كفار في كلا الحالين.
(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم)
ختم الله : أى طبع على قلوبهم وعلى سمعهم ،وقال مجاهد: الختم : الطبع ، أى ثبتت الذنوب على القلب فحفت به من كل نواحيه .
(ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين)
يخادعون الله والذين ءامنوا ومما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون )
لما تقدم وصف المؤمنين فى صدر السورة بأربع أيات ، ثم عرف حال الكافرين بئايتين بدأ تعالى فى بيان حال المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر
والنفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر وهو نوعان:
اعتقادى : وهو الذى يخلد صاحبه فى النار
وعملى : وهو من أكبر الذنوب لأن المنافق هنا يخالف قوله عمله وسره علانيته.
فالمنافقين هنا كما فى الأيات يقولون بأنهم ءامنوا قولا ولكن فى الحقيقه هم غير مؤمنين .
(يخادعون الله والذين ءامنوا أى باظهار الايمان مع اسرارهم الكفر
وهم يعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله ولكنهم يخدعون أنفسهم
مؤمنة بالله
07 Aug 2010, 12:55 AM
(فى قلوبهم مرض) وهذا مرض فى الدين وهو الشك أو النفاق
( فزادهم الله مرضا ) أى زادهم رجسا يعنى شرا الى شرهم وضلالة الى ضلالتهم وهذا لان الجزاء من جنس العمل .
(ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) فانهم كانوا كذبة ويكذبون بالغيب .
(وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض ) يعنى لا تعصوا فى الأرض ، وكان فسادهم ذلك معصية الله لأن من عصى الله فى الأرض أو أمر بمعصيته فقد أفسد فى الأرض .
وهم يحسبون أنهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها .
وقال ابن عباس : ( انما نحن مصلحون ) أى نريد الاصلاح بين الفريقين المؤمنين وأهل الكتاب .
(ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) يقول : ألا إن هذا الذى يزعمون أنه اصلاح هو عين الفساد ،ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فسادا .
(وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ) أى بايمان الناس بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث والجنة والنار ، وبامتثال أوامره وترك الزواجر.
( قالو أنؤمن كما آمن السفهاء) يعنون -لعنهم الله- أصحاب رسول الله ، والسفيه : هو الجاهل والضعيف الرأى
(ألأ انهم هم السفهاء) أكد الله وحصر السفاهة فيهم
( ولكن لا يعلمون ) يعنى ومن تمام جهلهم أنهم لا يعلمون بحالهم فى الضلال و الجهل .
(وإذا لقوا الذين آمنوا قالو آمنا) أى اذا لقى المنافقين المؤمنين أظهروا ايمانهم والموالاة لهم ليشركوهم فيما أصابوا من خير ومغنم .
( واذا خلوا الى شياطينهم )يعنى رؤساؤهم فى الكفر .
(قالو ا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن )أى أنا على مثل ما أ،ـم عليه انما نستهزئ بالقوم ونلعب بهم.
(الله يستهزئ بهم ويمدهم فى طغيانهم يعمهون)
أى يسخر منهم للنقمة منهم ، ويملى لهم .
(فى طغيانهم يعمهون) أى فى ضلالهم وكفرهم يترددون حيارى . والعمه فى القلب ، والعمى فى العين وقد يستعمل العمى فى القلب أيضا .
(أولائك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين) أى أخذوا الضلالة وتركوا الهدى وقال مجاهد : آمنوا ثم كفروا ، وقال قتادة : استحبوا الكفر على الإيمان
وحاصل قول المفسرين فيما تقدم : أن المنافقين بذلوا الهدى ثمنا للضلال
(فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ) أى ما ربحت صفقتهم فى هذه البيعة وما كانوا راشدين فى ذلك
تم بحمد الله ................
البنفسج
07 Aug 2010, 01:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<ان الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون>
معنى الاية اي غطوا الحق وستروه وقد كتب الله تعالى عليهم ذلك سواء عليهم انذارك وعدمه فانهم لا يؤمنون
كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يحرص ان يؤمن جميع الناس ويتا بعوه على الهدى فاخبره الله تعالى انه لا يؤمن الا من سبق له من الله السعادة في الذكر الاول ولا يضل الامن سبق له من الله الشقاوة في الذكر الاول
ومعنى الايه ايضا اي انهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما اخذ عليهم من الميثاق وقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهمبه غيرك فكيف يسمعون منك انذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك
مؤمنة بالله
07 Aug 2010, 01:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<ان الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون>
معنى الاية اي غطوا الحق وستروه وقد كتب الله تعالى عليهم ذلك سواء عليهم انذارك وعدمه فانهم لا يؤمنون
كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يحرص ان يؤمن جميع الناس ويتا بعوه على الهدى فاخبره الله تعالى انه لا يؤمن الا من سبق له من الله السعادة في الذكر الاول ولا يضل الامن سبق له من الله الشقاوة في الذكر الاول
ومعنى الايه ايضا اي انهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما اخذ عليهم من الميثاق وقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهمبه غيرك فكيف يسمعون منك انذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك
جزاكى الله خيرا يا أختى
ولكن ياريت تختارى يوم تفسرى فيه حتى يكون الموضوع منظم
ونحن فى انتظار اختيارك ومشاركتك
مؤمنة بالله
10 Aug 2010, 09:42 PM
ان شاء الله سنؤجل الكتابة وتكملة هذا الموضوع الى بعد رمضان حتى نتفرغ للقرأن وقيام الليل والتراويح
بارك الله فيكم جميعا
وكل عام وأنتم بخير
البنفسج
11 Aug 2010, 12:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله انا راح اتابع على قدر استطاعتي التفسير
Opto.Hamza
11 Aug 2010, 03:29 PM
ان شاء الله سنؤجل الكتابة وتكملة هذا الموضوع الى بعد رمضان حتى نتفرغ للقرأن وقيام الليل والتراويح
بارك الله فيكم جميعا
وكل عام وأنتم بخير
جزيتم الفردوس الأعلى على هذا المجهود ،،،،
متابعين معكم بعون الله ،،،،
ونكمل بعد الشهر الفضيل بإذن الله تعالى ،،،،
كل عام وأنتم لله أقرب .....
لن أيأس
23 Sep 2010, 06:13 PM
وينكم اختفيتم وينك مؤمنة .............انا عن نفسي ودي استمر بس زواجي قريب وما اعرف ويشلون نكمل وينكم اختفيتم طمنونا عليكم
ام حفصه
13 Dec 2010, 04:30 PM
http://up.ala7ebah.com/img/VrU74542.jpg (http://up.ala7ebah.com/)
Opto.Hamza
13 Dec 2010, 11:01 PM
نحن في الإنتظار أختنا الفاضلة // مؤمنة بالله ،،
وإن شاء الله تعالى كل الأخوة والأخوات معك ،،
وبعد المضي قدمااا في التفسير ،، سيتم تثبيت الموضوع بإذن الله تعالى
ننتظر جهودك ونشاطك ،،
جزيتم الفردوس ،،
عبدالله الكعبي
14 Feb 2011, 05:57 PM
ان شاء الله لي عوده في التفسير و جزاكم الله خيرا جميعا كلا من شارك في التفسير و ان شاء الله سوف اكتب في التفسير و سوف اشرح لكم ان شاء الله الأفضل الكتاب لدي
عبدالله الكعبي
14 Feb 2011, 07:13 PM
ايسر التفاسير لكلام العلي الكبير
للشيخ أبي بكر جابر الجزائري
الواظ بالمسجد النبوي الشريف
خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)
شرح الكلمات :
{ كفروا } : الكفر : لُغة التغطية والجحود ، وشرعاً التكذيب بالله وبما جاءت به رسلُه عنه كلا أو بعضا .
{ سواء } : بمعنى مُسْتَوٍ انذارهم وعدمه ، إذ لا فائدة منه لحكم الله بعدم هدايتهم .
{ أأنذرتهم } : الإنذار : التخويف بعاقبة الكفر والظلم والفساد .
{ ختم الله } : طبع إذا الختم وزالطبع واحد وهو وضع الخاتم أو الطابع على الظرف حتى لا يعلم ما فيه ، ولا يتوصل إليه فيبدل أو يغير .
{ الغشاوة } : الغطاء يغشَّى به ما يراد منع وصول الشىء إليه .
{ العذاب } : الألم يزيد لعذوبة الحياة ولذتها .
مناسبة الآيتين لما قبلهما ومعناهما :
لما ذكر أهل الإِيمان والتقوى والهداية والفلاح ذكر بعدهم أهل الكفر والضلال والخسران فقال : { إن الذين كفروا } إلخ فأخبر بعدم استعدادهم للإِيمان حتى استوى إنذارهم وعدمه وذلك ملضى سنة الله فيهم بالطبع على قلوبهم على لا تفقه ، وعلى آذانهم حتى لا تسمع ، وَيَجعلِ الغشاوة على أعينهم حتى لا تبصر ، وذلك نتيجة مكابرتهم وعنادهم وإصرارهم على الكفر . وبذلك استوجبوا العذاب العظيم فحكم به عليهم . وهذا حكم الله تعالى فى أهل العناد والمكابرة والإصرار فى كل زمان ومكان .
هداية الآيتين
من هداية الآيتين :
1- بيان سنة الله تعالى فى أهل العناد والمكابرة والإِصرار بأن يحرمهم لله تعالى الهداية وذلك بتعطيل حواسهم حتى لا ينتفعوا بها فلا يؤمنوا ولا يهتدوا .
2- التحذير من الإصرار على الكفر والظلم والفساد الموجب للعذاب العظيم .
عبدالله الكعبي
14 Feb 2011, 08:25 PM
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
شرح الكلمات :
{ ومن الناس } : من بعض الناس
{ من يقول آمنا بالله } : صدقنا بالله وإلهاً لا إله غيره ولا رب سواه .
{ وباليوم الآخر } : صدقنا بالبعث والجزاء يوم القيامة .
{ يخادعون الله } : بإظهارهم الإيما ن واخفائهم الكفر .
{ وما يخدعون الا أنفسهم } : إذ عاقبة خداعهم تعود عليهم لا على الله ولا على رسوله ولا على المؤمنين .
{ وما يشعرون } : لا يعلمون أن عاقبة خداعهم عائدة عليهم .
{ فى قلوبهم مرض } : فى قلوبهم شك ونفاق والم الخوف من افتضاح أمرهم والضرب على أيديهم .
{ فزادهم الله مرضا } : شكاً ونفاقاً والماً وخوفاً حسب سنة الله فى أن السيئة لا تعقب إلاّ سيئة .
{ عذاب أليم } : موجع شديد الوقع على النفس .
مناسبة الآية لما قبلها وبيان معناها :
لما ذكر تعالى المؤمنين الكاملين في ايمانهم وذكر مقابلهم وهم الكافرون البالغون فى الكفر منتهاه ذكر المنافقين وهم المؤمنون فى الظاهر الكافرون فى الباطن . وهم شر من الكافرين البالغين فى الكفر أشده .
أخبر تعالى أن فريقاً من الناس وهم المنافقون يدعون الايمان بألسنتهم ويضمرون الكفر فى قلوبهم . يخادعون الله والمؤمنين بهذا النفاق . ولما كانت عاقبة خداعهم عائدة عليهم .
كانوا بذلك خادعين أنفسهم لا غيرهم ولكنهم لا يعلمون ذلك ولا يدرون به .
كما أخبر تعالى أن فى قلوبهم مرضا وهو الك والنفاق الخوف ، وأن زادهم مرضا عقوبة لهم فى الدنيا وتوعدهم
بالعذاب الأليم فى الآخرة بسبب كذبهم وكفرهم .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
التحذير من الكذب والنفاق والخداع ، وأن عاقبة الخداع تعود على صاحبها كما أن السيئة لا يتولد عنها إلا سيئة مثلها .
عبدالله الكعبي
14 Feb 2011, 08:28 PM
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)
شرح الكلمات :
{ الفساد فى الأرض } : الكفر وارتكاب المعاصى فيها .
{ الإِصلاح فى الأرض } : يكون بالإِيمان الصحيح والعمل الصالح ، وترك الشرك والمعاصى .
{ لا يشعرون } : لا يدرون ولا يعلمون .
{ السفهاء } : جمع سفيه : خفيف العقل لا يحسن التصرف والتدبير .
معنى الآيات :
يخبر تعالى عن المنافقين أنهم إذا قال لهم أحد المؤمنين لا تفسدوا فى الأرض بالنفاق وموالاة اليهود والكافرين ردوا عليه قائلين : إنما نحن مصلحون فى زعمهم فأبطل الله تعالى هذا الزعم وقرر أنهم هم وحدهم المفسدون لا من عرضوا بهم من المؤمنين ، إلا أنهم لا يعلمون ذلك لاستيلاء الكفر على قلوبهم . كما أخبر تعالى عنهم بأنهم إذا قال لهم أحد المؤمنين أصدقوا فى ايمانكم وآمنوا إيمان فلان وفلان مثل عبد الله بن سلام ردوا قائلين : أنؤمن إيمان السفهاء الذين لا رد لهم ولا بصيرة فرد الله تعالى عليهم دعواهم وأثبت السفه لهم ونفاه عن المؤمنين الصادقين ووصفهم بالجهل وعدم العلم .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- ذم الادعاء الكاذب وهو لا يكون غالباً إلا من صفات المنافقين .
2- الإِصلاح فى الأرض يكون بالعمل بطاعة الله ورسوله ، والافساد فيها يكون بمعصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
3- العاملون بالفساد فى الأرض يبررون دائما إفسادهم بأنه إصلاح وليس بإفساد .
عبدالله الكعبي
14 Feb 2011, 08:29 PM
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)
شرح الكلمات
{ لَقُوا } : اللقاء : والملاقاة : المواجهة وجهاً لوجه .
{ آمنوا } : الايمان الشرعى : التصديق بالل وبكل ما جاء به رسول الله عن الله ، وأهله هم المؤمنون بحق .
{ خلوا } : الخلُو بالشيىء : الانفراد به .
{ شياطينهم } : الشيطان كل بعيد عن الخير قريب من الشر يفسد ولا يصلح من انسان أو جان والمراد بهم هنا رؤساؤهم فى الشر والفساد .
{ مستهزئون } : الاستهزاء : الاستخفاف والاستسخار بالمرء .
{ الطغيان } : مجاوزة الحد فى الأمر والاسراف فيه .
{ الْعَمَه } : للقلب كالعمى للبصر : عدم الرؤية وما ينتج عنه من الحيرة والضلال { اشتروا } : استبدلوا بالهدى الضلالة اى تركوا الإيمان وأخذوا الكفر .
{ تجارتهم } : التجارة : دفع رأس مال لشراء ما يربح إذا باعه ، والمنافقون هنا دفعوا رأس مالهم وهو الإِيمان لشراء الكفر آملين أن يربحوا عزاً وغنى فى الدنيا فخسروا ولم يربحوا إذ ذُلوا وعذبوا وافتقروا بكفرهم .
{ المهتدى } : السالك سبيلاً قاصدة تصل به إلى ما يريده فى أقرب وقت وبلا عناء والضال خلاف المهتدى وهو السالك سبيلا غير قاصدة فلا تصل به إلى مراده حتى يهلك قبل الوصول .
معنى الآيات :
ما زالت الآيات تخبرُ عن المنافقين وتصف أحواله إذا أخبر تعالى عنهم في الآية الأولى أنهم لنفاقهم وخبثهم إذا لقوا الذين آمنوا فى مكان ما أخبروهم بأنهم مؤمنون بالله والرسول وما جاء به من الدين ، وإذا انفردوا برؤسائهم فى الفتنة والضلالة فلاموهم ، عما ادّعوه من الإِيمان قالوا لهم إنا معكم على دنيكم وَمَا آمنا أبداً . وإنما أظهرنا الإِيمان استهزاءً وسخرية بمحمد وأصحابه .
كما أخبر فى الآية الثانية أنه تعالى يستهزىء بهم معالمة لهم بالمثل جزاء وفاقاً ويزيدهم حسب سنته فى أن السيئة تلد سيئة فى طغيانهم لتزداد حيرتهم واضطراب نفوسهم ولال عقولهم . كما أخبر فى الآية أن أولئك البعداء فى لضلال قد استبدلوا الايمان بالكفر ولإِخلاص بالنفاق فلذلك لا تربح تجارتهم ولا يهتدون الى سبيل ربح أو نُجْح محال .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- التنديد بالمنافقين والتحذير من سلوكهم في مُلاَقَاتِهِمْ هذا بوجه وهذا بوجه آخر وفى الحديث : شراركم ذو الوجهين .
2- إن من الناس شياطين يدعون الى الكفر والمعاصى ، ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف .
3- بيان نقم الله ، وانزالها بأعدائه عز وجل .
اعذروني كبرت الحروف الى درجة 5 اعتقد الافضل
عبدالله الكعبي
14 Feb 2011, 08:32 PM
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
شرح الكلمات :
{ مثلهم } : صفتهم وحالهم .
{ استوقد } : أوقد ناراً .
{ صمٌ ، بكم عميٌ } : لا يسمعون ولا ينطقون ولا يبصرون .
{ الصيّب } : المطر .
{ الظلمات } : ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة المطر .
{ الرعد } : الصوت القاصف يُسمع حال تراكم السحاب ونزول المطر .
{ البرق } : ما يلمع من نور حال تراكم السحاب ونزول المطر .
{ الصواعق } : جمع صاعقة : نار هائلة تنزل اثناء قصف الرعد ولمعان البرق يصيب الله تعالى بها من يشاء .
{ حَذَرَ الموت } : توقيا للموت
{ محيط } : المحيط المكتنف للشيء من جميع جهاته .
{ يكاد } : يقرب .
{ يخطف } : يأخذه بسرعة .
{ أبصارهم } : جمع بصر وهو العين المبصرة .
معنى الآيات :
مثل هؤلاء المنافقين فيما يظهرون من الايمان مع ما هم مبطنون من الكفر كمثل من أوقد ناراً للاستضاءة بها فلما أضاءت لهم منا حولهم وانتفعوا بها أدنى انتفاع ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون . لأنهم بإيمانهم الظاهر صانوا دماءهم وأموالهم ونساءهم وذراريهم من القتل والسبي وبما يضمرون من الكفر اذا ماتوا عليه يدخلون النار فيخسرون كل شىء حتى أنفسهم هذا المثل تمضنته الآية الأولى ( 17 ) وأما الآية الثانية ( 18 ) فهى إخبار عن أولئك المنافقين بأنهم قد فقدوا كل استعداد للاهتداء فلا آذانهم تسمع صوت الحق ولا ألسنتهم تنطق به ولا أعينهم تبصر آثاره وذلك لتوغلهم فى الفساد فلذا هم لا يرجعون عن الكفر إلى الايمان بحال من الأحوال . واما الآية الثالثة والرابعة ( 19 ) ( 20 ) فهما تتضمنان مثلا آخر لهؤلاء المنافقين . وصورة المثل العجيبة والمنطقية على حالهم هى مَطر غزير فى ظلمات مصحوب برعد قاصف وبرق خاطف وهم فى وسطه مذعورون خائفون يسدون آذانهم بأنامل أصابعهم حتى لا يسمعون صوت الصواعق حذراً أن تنخلع قلوبهم فيموتوا ، ولم يجدوا مفراً ولا مهرباً لأن الله تعالى محيط بهم هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن البرق لشدته وسرعته يكاد يخطف أبصارهم فيعمون ، فإذا أضاء لهم البرق الطريق مشوا فى ضوئه واذا انقطع ضوء البرق وقفوا حيراى خائفين ، ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم لأنه تعالى على كل شىء قدير هذه حال اولئك المنافقين والقرآن ينزل بذكر الكفر وهو ظلمات وبذكر الوعيد وهو كالصواعق والرعد وبالحجج والبينات وهى كالبرق فى قوة الاضاءة ، وهم خائفون أن ينزل القرآن بكشفهم وازاحة الستار عنهم فيؤخذوا ، فإذا نزل بآية لا تشير إليهم ولا تتعرض بهم مشوا فى إيمانهم الظاهر . وإذا نزل بآيات فيها التنديد بباطلهم وما هم عليه وقفوا حائرين لا يتقدمون ولا يتأخرون ولو شاء الله أخذ أسماعهم وأبصارهم لفعل لأنهم لذلك أهل وهو على كل شىء قدير :
هداية الآيات :
من هداية هذه الآيات ما يلى :
1- استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعانى إلى الأذهان .
2- خيبة سعى أهل الباطل وسوء عاقبة أمرهم .
3- القرآن تحيا به القلوب كما تحيا الأرض بماء المطر .
4- شر الكفار المنافقون .
مرسى الإيمان
17 Feb 2011, 05:53 PM
http://www.alqaly.com/vb/mwaextraedit5/extra/68.gif
احترامي
أم عماد
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir