ام حفصه
31 Jul 2010, 09:46 PM
شهر رمضان شهر عظيم تكَّفر فيه السيئات، وتُرفَع الدرجات، وتُغفر الزلات، وتُقال العثرات، وتُسكب العبرات، وهو ميدان ينافس فيه المتنافسون، وإلى الخيرات يتسارعون، وإلى الطاعات يتسابقون؛ لأن أبواب الجنة قد فتحت، وأبواب جهنم أغلقت، ولأن الشياطين قد سلسلت، ونادى المنادي: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر".
وإن من أعظم ميادين المنافسة والمسابقة إلى الخيرات؛ قَصْدُ بيت الله الحرام لأداء العمرة لما في ذلك من الأجر العظيم، وتكفير الخطايا والسيئات قال - صلى الله عليه وسلم -: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما))1 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftn1)، وفي حديث آخر يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((تابعوا بين الحج والعمرة, فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة))2 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftn2).
هذا في شأن العمرة خلال سائر أيام السنة، أما العمرة في شهر رمضان فإن لها مزية عظمى، ومنزلة كبرى؛ ومذاق خاص؛ تظهر مزيتها في كونها تعدل في الأجر والمثوبة أجر حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ورد في الصحيحين واللفظ للبخاري: عن عطاء قال: سمعت ابن عباس - رضي الله عنهما - يخبرنا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها: ((ما منعك أن تحجين معنا؟))، قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه (لزوجها وابنها)، وترك ناضحاً ننضح عليه، قال: ((فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرة في رمضان حجة أو نحواً مما قال))3 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftn3)، وفي رواية: ((فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي))4 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftn4).
وعلى هذا درج السلف الصالح فكان من هديهم الاعتمار في رمضان كما ثبت عن سعيد بن جبير، ومجاهد "أنهما كانا يعتمران في شهر رمضان من الجعرانة"، وروي عن عبد الملك بن أبي سليمان أنه قال: "خرجت أنا وعطاء في رمضان فأحرمنا من الجعرانة" وهذا ما يفسر لنا سر تنافس المسلمين في هذا الشهر الكريم على قصد بيت الله الحرام؛ لاسيما من استشعر أنه حاج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يسير معه حيث سار، ويقوم معه حيث قام، ويطوف معه حيث طاف، ويسعى معه إذ سعى، فيا لله أي فضل وأي مزية أعظم من حجك مع سيد الورى، وأكرم الخلق - صلى الله عليه وسلم -.
فبادر وبادر بدون انتظار إذا كنت أهلاً لخوض البحار
فإن الأجور العظيمة، والجوائز الكريمة، ومرافقة الحبيب - صلى الله عليه وسلم-؛ لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب:
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها تنال إلا على جسر من التعب
فاللهم وفقنا لأداء العمرة في رمضان لنحظى بحجة مع نبيك إنك ولي ذلك والقادر عليه، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
1 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftnref1) رواه البخاري برقم (1650).
2 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftnref2) رواه الترمذي برقم (738)، وصححه الألباني في الصحيحة برقم (1200).
3 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftnref3) رواه البخاري برقم (1657).
4 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftnref4) رواه مسلم برقم (1256).
منقول ---
http://up.ala7ebah.com/img/3Eo51422.jpg
وإن من أعظم ميادين المنافسة والمسابقة إلى الخيرات؛ قَصْدُ بيت الله الحرام لأداء العمرة لما في ذلك من الأجر العظيم، وتكفير الخطايا والسيئات قال - صلى الله عليه وسلم -: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما))1 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftn1)، وفي حديث آخر يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((تابعوا بين الحج والعمرة, فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة))2 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftn2).
هذا في شأن العمرة خلال سائر أيام السنة، أما العمرة في شهر رمضان فإن لها مزية عظمى، ومنزلة كبرى؛ ومذاق خاص؛ تظهر مزيتها في كونها تعدل في الأجر والمثوبة أجر حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ورد في الصحيحين واللفظ للبخاري: عن عطاء قال: سمعت ابن عباس - رضي الله عنهما - يخبرنا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها: ((ما منعك أن تحجين معنا؟))، قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه (لزوجها وابنها)، وترك ناضحاً ننضح عليه، قال: ((فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرة في رمضان حجة أو نحواً مما قال))3 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftn3)، وفي رواية: ((فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي))4 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftn4).
وعلى هذا درج السلف الصالح فكان من هديهم الاعتمار في رمضان كما ثبت عن سعيد بن جبير، ومجاهد "أنهما كانا يعتمران في شهر رمضان من الجعرانة"، وروي عن عبد الملك بن أبي سليمان أنه قال: "خرجت أنا وعطاء في رمضان فأحرمنا من الجعرانة" وهذا ما يفسر لنا سر تنافس المسلمين في هذا الشهر الكريم على قصد بيت الله الحرام؛ لاسيما من استشعر أنه حاج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يسير معه حيث سار، ويقوم معه حيث قام، ويطوف معه حيث طاف، ويسعى معه إذ سعى، فيا لله أي فضل وأي مزية أعظم من حجك مع سيد الورى، وأكرم الخلق - صلى الله عليه وسلم -.
فبادر وبادر بدون انتظار إذا كنت أهلاً لخوض البحار
فإن الأجور العظيمة، والجوائز الكريمة، ومرافقة الحبيب - صلى الله عليه وسلم-؛ لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب:
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها تنال إلا على جسر من التعب
فاللهم وفقنا لأداء العمرة في رمضان لنحظى بحجة مع نبيك إنك ولي ذلك والقادر عليه، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
1 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftnref1) رواه البخاري برقم (1650).
2 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftnref2) رواه الترمذي برقم (738)، وصححه الألباني في الصحيحة برقم (1200).
3 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftnref3) رواه البخاري برقم (1657).
4 (http://ramadan.ws/view/1057#_ftnref4) رواه مسلم برقم (1256).
منقول ---
http://up.ala7ebah.com/img/3Eo51422.jpg