أبولؤى
09 Aug 2010, 01:40 AM
http://www.islamway.com/images/banners/c6f3452f0620cf517c89e5192aa0aa62.gif
السؤال: هناك شريط أناشيد جديد باسم: "المعلم"، وهو ينتشر بسرعة بين الشباب والفتيات هنا في بلاد الغرب، سمعت بعض الأناشيد لأتعرف عليها... فطالما انتشرت أناشيد فيها ألفاظ شركية ونحوها... ولزم عليّ التنبيه على ذلك.
على العموم، في هذا الشريط يقول المنشد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عِشْقُ قلبي... يا محمدنور عيني... يا محمدأنتَ غرامي... ذِكرُ كلامي... كلَّ أيامي
إن لم أكن مخطئة، فهذا من الغلو؟ هل يقع ضمن دائرة الشرك؟ وما هو الخط الفاصل بين حب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يجب علينا وبين الغلو والتشبه بالصوفية؟
ويقول أيضاً:
يا يس... يا خليل اللهيا أمين... يا نجي اللهيا مكين... يا شهيد اللهيا مختار... يا حفي اللهيا طه... يا حبيب الله
فهل يس وطه من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أنا أعرف أن الأمين من أسمائه صلى الله عليه وسلم لكن لا أعرف عن بقية ما قال المنشد.
هل هنالك إشكال آخر فيما قال كما ورد في الأعلى؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
المفتي: عبد الرحمن بن عبد الله السحيم (http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=mufties&mufti_id=236)
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الإجابة: لا شك أن هذا من الغلو في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مُخالِف لما أمر به عليه الصلاة والسلام بقوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله" (رواه البخاري).
والإطراء هو المدح بما ليس فيه صلى الله عليه وسلم، كأن يُضفى عليه شيء من صفات الله عز وجل، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإن مسألة العشق لا تكون في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فلفظ العشق لا يُطلق على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وسلم لعِدّة أسباب؛ منها:
1 - أن التعبير الوارد في الكتاب والسنة ورد وعُبِّر عنه بـ: "الحب" كقوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" (رواه البخاري ومسلم).
2 - أن لفظ: "العِشق"، لا يجوز إطلاقه في حق الله عز وجل ولا في حق النبي صلى الله عليه وسلم، لتضمّن العشق للرغبة في المعاشرة الجنسية.
3 - مما يؤكد هذا المعنى أن الحب إذا كان بين رجل وآخر لا يُطلق عليه عشق، إنما يُطلق هذا إذا كان بين رجل وامرأة، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: "ثلاث من كُنّ فيه وَجَد بهن حلاوة الإيمان"، وذكر منهن: "وأن يُحبّ المرء لا يُحبُّه إلا لله" (متفق عليه)، وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة.
قال ابن القيم رحمه الله: ولا يُحفظ عن رسول الله لفظ العشق في حديث صحيح البتة، وقال أيضاً: ولما كانت المحبة جنساً تحته أنواع متفاوتة في القدر والوصف كان أغلب ما يذكر فيها في حق الله تعالى ما يختص به ويليق به كالعبادة والإنابة والإخبات، ولهذا لا يُذكر فيها لفظ العشق والغرام والصبابة والشغف والهوى. انتهى كلامه رحمه الله.
وأما الحد الفاصل بين محبته صلى الله عليه وسلم وبين ادّعاء المحبة، فهو صِدق المتابعة له عليه الصلاة والسلام وطاعته فيما أمر، وعدم مجاوزة الحدّ في مدحه صلى الله عليه وسلم والثناء عليه.
وبالنسبة للحروف التي تكون في أوائل بعض السور فإنه لا يصح منها شيء في اسم النبي صلى الله عليه وسلم، فـ: {يس}، و {طه} ليست من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب" (رواه البخاري ومسلم).
قال ابن القيم رحمه الله:
فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم
ثم قال: وكلها نعوت ليست أعلاماً محضة لمجرد التعريف، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال، فمنها محمد، وهو أشهرها وبه سُمِّي في التوراة صريحاً... بما يوافق عليه كل عالم من مؤمني أهل الكتاب، ومنها أحمد، وهو الاسم الذي سماه به المسيح، ومنها المتوكل، ومنها الماحي، والحاشر، والعاقب، والمقفِّي، ونبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، والفاتح، والأمين، ويلحق بهذه الأسماء: الشاهد، والمبشر، والبشير، والنذير، والقاسم، والضحوك، والقتال، وعبد الله، والسراج المنير، وسيد ولد آدم، وصاحب لواء الحمد، وصاحب المقام المحمود، وغير ذلك من الأسماء، لأن أسماءه إذا كانت أوصاف مدح فله من كل وصف اسم، لكن ينبغي أن يُفرّق بين الوصف المختص به أو الغالب عليه، ويشتق له منه اسم، وبين الوصف المشترك فلا يكون له منه اسم يخصه...
وأسماؤه نوعان:
أحدهما: خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل، كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفِّي ونبي الملحمة.
والثاني: ما يشاركه في معناه غيره من الرسل، ولكن له منه كمالُه فهو مختص بكمالِه دون أصله، كرسول الله ونبيّه وعبده والشاهد والمبشر والنذير ونبي الرحمة ونبي التوبة.
وأما إن جُعل له من كل وصف من أوصافه اسم، تجاوزت أسماؤه المائتين، كالصادق والمصدوق والرؤوف الرحيم، إلى أمثال ذلك. انتهى كلامه رحمه الله.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
السؤال: هناك شريط أناشيد جديد باسم: "المعلم"، وهو ينتشر بسرعة بين الشباب والفتيات هنا في بلاد الغرب، سمعت بعض الأناشيد لأتعرف عليها... فطالما انتشرت أناشيد فيها ألفاظ شركية ونحوها... ولزم عليّ التنبيه على ذلك.
على العموم، في هذا الشريط يقول المنشد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عِشْقُ قلبي... يا محمدنور عيني... يا محمدأنتَ غرامي... ذِكرُ كلامي... كلَّ أيامي
إن لم أكن مخطئة، فهذا من الغلو؟ هل يقع ضمن دائرة الشرك؟ وما هو الخط الفاصل بين حب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يجب علينا وبين الغلو والتشبه بالصوفية؟
ويقول أيضاً:
يا يس... يا خليل اللهيا أمين... يا نجي اللهيا مكين... يا شهيد اللهيا مختار... يا حفي اللهيا طه... يا حبيب الله
فهل يس وطه من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أنا أعرف أن الأمين من أسمائه صلى الله عليه وسلم لكن لا أعرف عن بقية ما قال المنشد.
هل هنالك إشكال آخر فيما قال كما ورد في الأعلى؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
المفتي: عبد الرحمن بن عبد الله السحيم (http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=mufties&mufti_id=236)
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الإجابة: لا شك أن هذا من الغلو في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مُخالِف لما أمر به عليه الصلاة والسلام بقوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله" (رواه البخاري).
والإطراء هو المدح بما ليس فيه صلى الله عليه وسلم، كأن يُضفى عليه شيء من صفات الله عز وجل، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإن مسألة العشق لا تكون في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فلفظ العشق لا يُطلق على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وسلم لعِدّة أسباب؛ منها:
1 - أن التعبير الوارد في الكتاب والسنة ورد وعُبِّر عنه بـ: "الحب" كقوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" (رواه البخاري ومسلم).
2 - أن لفظ: "العِشق"، لا يجوز إطلاقه في حق الله عز وجل ولا في حق النبي صلى الله عليه وسلم، لتضمّن العشق للرغبة في المعاشرة الجنسية.
3 - مما يؤكد هذا المعنى أن الحب إذا كان بين رجل وآخر لا يُطلق عليه عشق، إنما يُطلق هذا إذا كان بين رجل وامرأة، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: "ثلاث من كُنّ فيه وَجَد بهن حلاوة الإيمان"، وذكر منهن: "وأن يُحبّ المرء لا يُحبُّه إلا لله" (متفق عليه)، وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة.
قال ابن القيم رحمه الله: ولا يُحفظ عن رسول الله لفظ العشق في حديث صحيح البتة، وقال أيضاً: ولما كانت المحبة جنساً تحته أنواع متفاوتة في القدر والوصف كان أغلب ما يذكر فيها في حق الله تعالى ما يختص به ويليق به كالعبادة والإنابة والإخبات، ولهذا لا يُذكر فيها لفظ العشق والغرام والصبابة والشغف والهوى. انتهى كلامه رحمه الله.
وأما الحد الفاصل بين محبته صلى الله عليه وسلم وبين ادّعاء المحبة، فهو صِدق المتابعة له عليه الصلاة والسلام وطاعته فيما أمر، وعدم مجاوزة الحدّ في مدحه صلى الله عليه وسلم والثناء عليه.
وبالنسبة للحروف التي تكون في أوائل بعض السور فإنه لا يصح منها شيء في اسم النبي صلى الله عليه وسلم، فـ: {يس}، و {طه} ليست من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب" (رواه البخاري ومسلم).
قال ابن القيم رحمه الله:
فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم
ثم قال: وكلها نعوت ليست أعلاماً محضة لمجرد التعريف، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال، فمنها محمد، وهو أشهرها وبه سُمِّي في التوراة صريحاً... بما يوافق عليه كل عالم من مؤمني أهل الكتاب، ومنها أحمد، وهو الاسم الذي سماه به المسيح، ومنها المتوكل، ومنها الماحي، والحاشر، والعاقب، والمقفِّي، ونبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، والفاتح، والأمين، ويلحق بهذه الأسماء: الشاهد، والمبشر، والبشير، والنذير، والقاسم، والضحوك، والقتال، وعبد الله، والسراج المنير، وسيد ولد آدم، وصاحب لواء الحمد، وصاحب المقام المحمود، وغير ذلك من الأسماء، لأن أسماءه إذا كانت أوصاف مدح فله من كل وصف اسم، لكن ينبغي أن يُفرّق بين الوصف المختص به أو الغالب عليه، ويشتق له منه اسم، وبين الوصف المشترك فلا يكون له منه اسم يخصه...
وأسماؤه نوعان:
أحدهما: خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل، كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفِّي ونبي الملحمة.
والثاني: ما يشاركه في معناه غيره من الرسل، ولكن له منه كمالُه فهو مختص بكمالِه دون أصله، كرسول الله ونبيّه وعبده والشاهد والمبشر والنذير ونبي الرحمة ونبي التوبة.
وأما إن جُعل له من كل وصف من أوصافه اسم، تجاوزت أسماؤه المائتين، كالصادق والمصدوق والرؤوف الرحيم، إلى أمثال ذلك. انتهى كلامه رحمه الله.
والله سبحانه وتعالى أعلم.