أبولؤى
11 Aug 2010, 06:00 PM
أحسن الطرق لتدريب الأطفال على الصيام
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد..
سن الإسلام للدعاة والمربين طرقاً لتحبيب الناس في الدين وحملهم على أوامره ونواهيه برفق ولين، وتشمل هذه الطرق الكبار والصغار على السواء.
ومن هذه الطرق الثلاثة:
الترغيب والترهيب، أو التوجيه والإرشاد التربوي.
التشجيع والتعاون، أوالتدريب بالمشاركة.
المكافأة والثواب، أو التعزيز الإيجابي.
فأما الترغيب والترهيب فالمقصود به إفهام الصبي أن الصوم فريضة كتبها الله علينا كما كتبها على الأمم من قبلنا وأنها ركن من إركان الإسلام الخمسة وأن عليه أن يشرع في التدرب على أدائها متى أطاق ذلك.
ومع بيان الحكم الشرعي للصوم تظهر حكمته التشريعية والمنافع التي تحصل للصائم من صومه وهو مجال واسع للإقناع والتوضيح.
وأما التشجيع والتعاون فالمقصود به إغراء الصبي بالصوم. فاذا اختار يوماً لذلك أيقظته العائلة للسحور وشجعته طيلة اليوم على إتمام الصوم فإذا اشتد عليه شغلته بأعمال تلهيه عن التفكير في الأكل والشرب إلى أن يحين موعد الإفطار.
وقد ثبت في الحديث أن نساء الصحابة كن يصوّمن صغارهن فإذا بكوا من الجوع صنعن لهم اللعب من الصوف يتلهون بها حتى يحين أذان المغرب.
- وأما المكافأة والثواب فالمقصود بها ما يكافأ به الطفل بعد صيامه لأول يوم أو لأول شهر، وقد تكون المكافأة هدية معنوية مثل الدعاء له والتنويه به على ملأ من أقرانه أو في حضرة الكبار من أسرته.
وهذا أفضل من ضربه إذا امتنع عن الصوم مادام في الأمر فسحة لتشجيعه من جديد وتذكيره بفعل أقرانه وتقديم وعد بهدية تهدى له..
إن المطلوب هو أن يقترن الصوم في حياته بذكريات مفرحة تقاوم الشدة التي يجدها في الصيام أول مرة، وبهذا يدخل الصوم إلى حياته من باب السرور والفرح فتنطبع في ذاكرته انطباعات إيجابية تكون له آثار بعيدة في حبه للصوم وفرحه بقدوم شهره.
يقول الدكتور عبدالكريم زيدان: "الراجح أمر الصبي والصبية بالصوم دون ضربهما" ثم ذكر الضرب فقال: "إن كان عقوبة فلا يجب عليهما الصوم حتى يعاقبا على تركه، وإن كان القصد هو التأديب لا العقوبة فالتأديب في باب الصوم بالنسبة للصبي والصبية وهو شاق عليهما يكون بالأمر به، والترغيب فيه والحث عليه لا بالضرب، والضرب ورد في ترك الصلاة، فلنقتصر على مورده ولا نقيس عليه الضرب في ترك الصوم".
ولا يخفى أن استعمال الضرب في حمل الصبي على الصوم لا يحتاج إلى صحة هذا القياس فالضرب وسيلة تأديبية مشروعة بشروطها، لكنها آخر وسيلة يلجأ إليها المربي، فقد جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما ضرب بكفه عبداً ولا أمة ولا امرأة ولا طفلاً، لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن محتاجاً إلى ذلك وقد أتاه الله تعالى قدرة على التأثير و الإقناع بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة.
وكل مربٍّ عليه أن يقتدي به في ترتيب وسائل التأديب والتربية، فلا يلجأ إلى الضرب لا في الحمل على الصيام ولا غيره، قبل أن يستعمل النصح والتذكير والحوار والجدال، والتشجيع والإغراء، والوعد بالمكافأة، والعتاب، والتهديد بالعقاب.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد..
سن الإسلام للدعاة والمربين طرقاً لتحبيب الناس في الدين وحملهم على أوامره ونواهيه برفق ولين، وتشمل هذه الطرق الكبار والصغار على السواء.
ومن هذه الطرق الثلاثة:
الترغيب والترهيب، أو التوجيه والإرشاد التربوي.
التشجيع والتعاون، أوالتدريب بالمشاركة.
المكافأة والثواب، أو التعزيز الإيجابي.
فأما الترغيب والترهيب فالمقصود به إفهام الصبي أن الصوم فريضة كتبها الله علينا كما كتبها على الأمم من قبلنا وأنها ركن من إركان الإسلام الخمسة وأن عليه أن يشرع في التدرب على أدائها متى أطاق ذلك.
ومع بيان الحكم الشرعي للصوم تظهر حكمته التشريعية والمنافع التي تحصل للصائم من صومه وهو مجال واسع للإقناع والتوضيح.
وأما التشجيع والتعاون فالمقصود به إغراء الصبي بالصوم. فاذا اختار يوماً لذلك أيقظته العائلة للسحور وشجعته طيلة اليوم على إتمام الصوم فإذا اشتد عليه شغلته بأعمال تلهيه عن التفكير في الأكل والشرب إلى أن يحين موعد الإفطار.
وقد ثبت في الحديث أن نساء الصحابة كن يصوّمن صغارهن فإذا بكوا من الجوع صنعن لهم اللعب من الصوف يتلهون بها حتى يحين أذان المغرب.
- وأما المكافأة والثواب فالمقصود بها ما يكافأ به الطفل بعد صيامه لأول يوم أو لأول شهر، وقد تكون المكافأة هدية معنوية مثل الدعاء له والتنويه به على ملأ من أقرانه أو في حضرة الكبار من أسرته.
وهذا أفضل من ضربه إذا امتنع عن الصوم مادام في الأمر فسحة لتشجيعه من جديد وتذكيره بفعل أقرانه وتقديم وعد بهدية تهدى له..
إن المطلوب هو أن يقترن الصوم في حياته بذكريات مفرحة تقاوم الشدة التي يجدها في الصيام أول مرة، وبهذا يدخل الصوم إلى حياته من باب السرور والفرح فتنطبع في ذاكرته انطباعات إيجابية تكون له آثار بعيدة في حبه للصوم وفرحه بقدوم شهره.
يقول الدكتور عبدالكريم زيدان: "الراجح أمر الصبي والصبية بالصوم دون ضربهما" ثم ذكر الضرب فقال: "إن كان عقوبة فلا يجب عليهما الصوم حتى يعاقبا على تركه، وإن كان القصد هو التأديب لا العقوبة فالتأديب في باب الصوم بالنسبة للصبي والصبية وهو شاق عليهما يكون بالأمر به، والترغيب فيه والحث عليه لا بالضرب، والضرب ورد في ترك الصلاة، فلنقتصر على مورده ولا نقيس عليه الضرب في ترك الصوم".
ولا يخفى أن استعمال الضرب في حمل الصبي على الصوم لا يحتاج إلى صحة هذا القياس فالضرب وسيلة تأديبية مشروعة بشروطها، لكنها آخر وسيلة يلجأ إليها المربي، فقد جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما ضرب بكفه عبداً ولا أمة ولا امرأة ولا طفلاً، لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن محتاجاً إلى ذلك وقد أتاه الله تعالى قدرة على التأثير و الإقناع بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة.
وكل مربٍّ عليه أن يقتدي به في ترتيب وسائل التأديب والتربية، فلا يلجأ إلى الضرب لا في الحمل على الصيام ولا غيره، قبل أن يستعمل النصح والتذكير والحوار والجدال، والتشجيع والإغراء، والوعد بالمكافأة، والعتاب، والتهديد بالعقاب.