قائد_الكتائب
20 Aug 2010, 10:46 PM
طويت الكتاب وأنا أغالب دمعة قهر طفرت من عيني، لقد قرأت مرارا حادثة قتل عالمة الرياضيات المصرية "هيباتيا" في الإسكندرية على يد الكنيسة المصرية قبل بزوغ الإسلام بأكثر من مائة عام، لكني لم أذق طعم الأسى والمرارة التي تغص في حلقي الآن من قبل.
أجول بخاطري هناك بعيداً... حيث ظلمة القبو الرطب وهي تجول فيه منكسرة يقتلها الخوف والألم وتغص بمرارة الخذلان، يرتجف قلبها خوفا وتقاطر نفسها أنفسا ذاهبة بلا عودة، كلما سمعت وقع قدم قرب محبسها المخيف.
إنها تجلس بانتظار الموت، بل بانتظار النكال والتعذيب قبل الموت، تتكوم هناك في جنبات القبو البارد على نفسها تلتمس راحتها وأمنها في قراءة ما استطاعت حفظه من القرآن الكريم قبل اعتقالها في الكنيسة...
إنها هيباتيا أخرى، بل "سمية " أخرى لم يقتلها أبو جهل، لكنه باعها إلى أبرهة الحبشي ليسومها سوء العذاب ثم يقتلها أبشع قتله ليروي ظمأه الصليبي الأسود...
إنها قصة وفاء قسطنطين التي نعرفها جميعا، والتي سلمتها الحكومة المصرية للكنيسة فقتلت داخل أسوارها على أيدي أشقى الناس، ومن يومها أصبح أسر المسلمات المستضعفات وقتلهنّ في الكنسية القبطية هي سنة الحياة بمصر...
وكل يوم يمر ركب البغاة بأسيرة جديدة تساق إلى القبو المظلم لتصلب في الكنيسة بأيدِ آثمة...
الفتاة عبير ناجح إبراهيم من محافظة المنيا أسلمت وجهها لله تعالى ، وعندما شك أهلها فيها فرت من البيت، وعلى الفور اتصلت قيادات الكنيسة بقيادات الشرطة المصرية، وما هي إلا ساعات وكانت عبير ترصف في القيد أمام القساوسة، لم تسأل الفتاة عما فعلت ولماذا فعلت!!
ولم يستلمها أهلها ولم ترجع إلى بيتها ولكن جاءت سجانة القبو المظلم التي تسمى نفسها زورا بالراهبة "هدى حشمت"، وقادتها مع زمرة المجرمين إلى مصيرها المحتوم!!
من نافذة سيارة الترحيل تنظر عبير بعين مرتعدة دامعة عساها تجد مسلما تستغيث به
لكنها لم ترى سوى أضرحة...المنازل أضرحة... والشوارع أضرحة... والدكاكين أضرحة... الكل أضرحة شاخصة...
تصرخ المسلمة فتضيع صرختها وسط ضجيج الأضرحة حيث الأموات مشغولون بالمباراة والراقصة!!
تقف سيارة الموت في قاعة المذبحة وتهرول إليها الضباع الجائعة، تتناولها الأيدي كالنصال المشرعة وتسوقها إلى قبو المقلصة الذي تساق منه كل مسلمة طاهرة إلى مقتلها...
تقف عبير في طابور طويل وقفت فيه من قبل وفاء قسطنطين ومارية عبد الله زكي وماريان مكرم عياد و تيريزا إبراهيم – وأخيرا كرستين مصري قليني وغيرهن.
طابور طويل ممتد من المسلمات المعتقلات داخل الكنيسة القبطية للتعليق على صلبان الكنيسة
قتل منهن من قتل ولا تزال الأخريات ينتظر الموت بشغف رحمة من العذاب الأليم.
ربما تكون عبير قد قتلت خنقا، أو صلبا، أو اغتصابا، وأنا اكتب هذه الكلمات... وربما وأنت تقرأها،
لكن الحقيقة التي كتبتها عبير بدمها أن الجميع مات قبلها فهي بالفعل لم ترى في مصر سوى أضرحة!!
لقد مات المسلمون حين تركوا أخواتهم للطغاة يبيعونهنّ نقدا إلى الكنيسة في صفقة الشيطان،
ومات الدعاة حين ملئوا أسماعنا بالكلمات المنمقة التي تلهينا عن واقع الأمة الأسود وصموا أذانهم على صراخ المستضعفات!!
ومات الأزهر حين راح يسترضى السلطان بغضب الله ويبيع دينه بعرض من الدنيا قليل!!
قد غطت الأمة في نوم عميق وفقدت غيرتها وحماسها على عرضها، وتركت عروس الإيمان ترسف في قيود العبودية بعيدا عن ضوء الشمس... سترحل عبير كما رحلت وفاء من قبل، لكنها ستقابل ربها لترفع إليه مظلمتها من أمة لم تجد فيها رجلا واحدا ينتصر لها!!
سترحل عبير وقد خطت وثيقة إسلامها بدمها بعدما ضن عليها الأزهر بمداده...
سترحل عبير وحيدة بلا جنازة ولا وداع، وحسبها أن الملائكة لن تفارق جثمانها المثخن بطعنات الغدر والحقد...
سترحل دون أن يصلي عليها أحد فيكفيها صلاة الملائكة بعليين...
سترحل عبير... لكننا نعلم أنها أحبت هذه الأمة وأحبت كل مسلم مسلمة فيها ودفعت حياتها ثمن ذلك الحب...
فماذا فعلت أنت لنصرتها هي وأخواتها؟
ماذا تقول لأولادك غدا حين يعرفون قصتها؟
بل ماذا تقول لربك غدا حين يسألك عن نصرتهن؟
لو رفعت هذه الأسيرة يديها النازفة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، ودعت على من خذلها، هل سيصيبك شيء من دعائها...
تسألني الآن كيف قتلت هيباتيا القديمة...
ويذكر المؤرخ زرنوف في كتابه (المسيحية الشرقية): "أنه في عهد بطريرك الاسكندرية كيرلس الكبير 445م والذي تلقبه الكنيسة القبطية "ببطل الأرثوذكسية" كان فى الإسكندرية فيلسوفة شهيرة تسمى "هيباتيا" أو هيباتي الرياضية، وكانت مرجعا كبيرا في العلوم والفلسفة، وكان يجتمع إليها كثير من أهل العلوم الرياضية والفلسفة، فلم يحتمل كيرلس الكبير السماع بها وبعلومها، مع أن الفتاة لم تكن مسيحية، بل كانت على دين آبائها المصريين القدماء، فأخذ يثير الشعب عليها حتى تربصوا بها يوما وهي عائدة إلى بيتها فانقضوا عليها، وجردوها من ملابسها كلية وقيدوها بحبل، وطافوا بها شوارع الإسكندرية سحلا، ثم أخذوها إلى كنيسة قيصرون مكشوفة العورة، وهناك أمسكوا الصدف، وانهالوا عليها فقشروا بالأصداف جلدها عن لحمها.. وقطعوا جسمها ثم ألقوها فوق كومة كبيرة من قطع الخشب، وبعدما صارت جثة هامدة... أشعلوا النار فيها!!".
وبينما خمدت نيران جسد هيباتيا المتفحم فلا تزال نيران المسلمات تشتعل داخل أسوار الكنيسة، فهل ستشعل نخوة المسلمين يوما؟
أجول بخاطري هناك بعيداً... حيث ظلمة القبو الرطب وهي تجول فيه منكسرة يقتلها الخوف والألم وتغص بمرارة الخذلان، يرتجف قلبها خوفا وتقاطر نفسها أنفسا ذاهبة بلا عودة، كلما سمعت وقع قدم قرب محبسها المخيف.
إنها تجلس بانتظار الموت، بل بانتظار النكال والتعذيب قبل الموت، تتكوم هناك في جنبات القبو البارد على نفسها تلتمس راحتها وأمنها في قراءة ما استطاعت حفظه من القرآن الكريم قبل اعتقالها في الكنيسة...
إنها هيباتيا أخرى، بل "سمية " أخرى لم يقتلها أبو جهل، لكنه باعها إلى أبرهة الحبشي ليسومها سوء العذاب ثم يقتلها أبشع قتله ليروي ظمأه الصليبي الأسود...
إنها قصة وفاء قسطنطين التي نعرفها جميعا، والتي سلمتها الحكومة المصرية للكنيسة فقتلت داخل أسوارها على أيدي أشقى الناس، ومن يومها أصبح أسر المسلمات المستضعفات وقتلهنّ في الكنسية القبطية هي سنة الحياة بمصر...
وكل يوم يمر ركب البغاة بأسيرة جديدة تساق إلى القبو المظلم لتصلب في الكنيسة بأيدِ آثمة...
الفتاة عبير ناجح إبراهيم من محافظة المنيا أسلمت وجهها لله تعالى ، وعندما شك أهلها فيها فرت من البيت، وعلى الفور اتصلت قيادات الكنيسة بقيادات الشرطة المصرية، وما هي إلا ساعات وكانت عبير ترصف في القيد أمام القساوسة، لم تسأل الفتاة عما فعلت ولماذا فعلت!!
ولم يستلمها أهلها ولم ترجع إلى بيتها ولكن جاءت سجانة القبو المظلم التي تسمى نفسها زورا بالراهبة "هدى حشمت"، وقادتها مع زمرة المجرمين إلى مصيرها المحتوم!!
من نافذة سيارة الترحيل تنظر عبير بعين مرتعدة دامعة عساها تجد مسلما تستغيث به
لكنها لم ترى سوى أضرحة...المنازل أضرحة... والشوارع أضرحة... والدكاكين أضرحة... الكل أضرحة شاخصة...
تصرخ المسلمة فتضيع صرختها وسط ضجيج الأضرحة حيث الأموات مشغولون بالمباراة والراقصة!!
تقف سيارة الموت في قاعة المذبحة وتهرول إليها الضباع الجائعة، تتناولها الأيدي كالنصال المشرعة وتسوقها إلى قبو المقلصة الذي تساق منه كل مسلمة طاهرة إلى مقتلها...
تقف عبير في طابور طويل وقفت فيه من قبل وفاء قسطنطين ومارية عبد الله زكي وماريان مكرم عياد و تيريزا إبراهيم – وأخيرا كرستين مصري قليني وغيرهن.
طابور طويل ممتد من المسلمات المعتقلات داخل الكنيسة القبطية للتعليق على صلبان الكنيسة
قتل منهن من قتل ولا تزال الأخريات ينتظر الموت بشغف رحمة من العذاب الأليم.
ربما تكون عبير قد قتلت خنقا، أو صلبا، أو اغتصابا، وأنا اكتب هذه الكلمات... وربما وأنت تقرأها،
لكن الحقيقة التي كتبتها عبير بدمها أن الجميع مات قبلها فهي بالفعل لم ترى في مصر سوى أضرحة!!
لقد مات المسلمون حين تركوا أخواتهم للطغاة يبيعونهنّ نقدا إلى الكنيسة في صفقة الشيطان،
ومات الدعاة حين ملئوا أسماعنا بالكلمات المنمقة التي تلهينا عن واقع الأمة الأسود وصموا أذانهم على صراخ المستضعفات!!
ومات الأزهر حين راح يسترضى السلطان بغضب الله ويبيع دينه بعرض من الدنيا قليل!!
قد غطت الأمة في نوم عميق وفقدت غيرتها وحماسها على عرضها، وتركت عروس الإيمان ترسف في قيود العبودية بعيدا عن ضوء الشمس... سترحل عبير كما رحلت وفاء من قبل، لكنها ستقابل ربها لترفع إليه مظلمتها من أمة لم تجد فيها رجلا واحدا ينتصر لها!!
سترحل عبير وقد خطت وثيقة إسلامها بدمها بعدما ضن عليها الأزهر بمداده...
سترحل عبير وحيدة بلا جنازة ولا وداع، وحسبها أن الملائكة لن تفارق جثمانها المثخن بطعنات الغدر والحقد...
سترحل دون أن يصلي عليها أحد فيكفيها صلاة الملائكة بعليين...
سترحل عبير... لكننا نعلم أنها أحبت هذه الأمة وأحبت كل مسلم مسلمة فيها ودفعت حياتها ثمن ذلك الحب...
فماذا فعلت أنت لنصرتها هي وأخواتها؟
ماذا تقول لأولادك غدا حين يعرفون قصتها؟
بل ماذا تقول لربك غدا حين يسألك عن نصرتهن؟
لو رفعت هذه الأسيرة يديها النازفة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، ودعت على من خذلها، هل سيصيبك شيء من دعائها...
تسألني الآن كيف قتلت هيباتيا القديمة...
ويذكر المؤرخ زرنوف في كتابه (المسيحية الشرقية): "أنه في عهد بطريرك الاسكندرية كيرلس الكبير 445م والذي تلقبه الكنيسة القبطية "ببطل الأرثوذكسية" كان فى الإسكندرية فيلسوفة شهيرة تسمى "هيباتيا" أو هيباتي الرياضية، وكانت مرجعا كبيرا في العلوم والفلسفة، وكان يجتمع إليها كثير من أهل العلوم الرياضية والفلسفة، فلم يحتمل كيرلس الكبير السماع بها وبعلومها، مع أن الفتاة لم تكن مسيحية، بل كانت على دين آبائها المصريين القدماء، فأخذ يثير الشعب عليها حتى تربصوا بها يوما وهي عائدة إلى بيتها فانقضوا عليها، وجردوها من ملابسها كلية وقيدوها بحبل، وطافوا بها شوارع الإسكندرية سحلا، ثم أخذوها إلى كنيسة قيصرون مكشوفة العورة، وهناك أمسكوا الصدف، وانهالوا عليها فقشروا بالأصداف جلدها عن لحمها.. وقطعوا جسمها ثم ألقوها فوق كومة كبيرة من قطع الخشب، وبعدما صارت جثة هامدة... أشعلوا النار فيها!!".
وبينما خمدت نيران جسد هيباتيا المتفحم فلا تزال نيران المسلمات تشتعل داخل أسوار الكنيسة، فهل ستشعل نخوة المسلمين يوما؟