شمري حايلي
03 Sep 2010, 08:29 PM
إن الدعاء لولي الأمر له فوائد كثيرة إذا تتبعها منصف عاقل يضع الأمور في موازينها :
الفائدة الأولى : إن المسلم حين يدعو لولي أمره , فإنه يتعبد ربه بهذا الدعاء , ذلك لأن سمعه و طاعته لولي الأمر إنما كان بسبب أمر الله له و أمر رسوله صلى الله عليه وسلم , فالله تعالى يقول : (( ياأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) و النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( على المرء المسلم السمع و الطاعة فيما أحب و كره إلا أن يؤمر بمعصية )) متفق عليه . فالمسلم إذن يسمع و يطيع تعبدا , و من السمع و الطاعة لولي الأمر الدعاء له , قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : " الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات و من أفضل الطاعات " .
الفائدة الثانية : إن في الدعاء لولي الأمر إبراء للذمة , إذ الدعاء من النصيحة , والنصيحة واجبة على كل مسلم , قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : (( إني لأدعو له ( أي السلطان ) بالتسديد و التوفيق – في الليل و النهار – والتأييد و أرى ذلك واجبا علي )) .( السنة للخلال ص 38 .)
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :" من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر , ومن النصح الدعاء له بالتوفيق و الهداية و صلاح النية و العمل وصلاح البطانة " .
الفائدة الثالثة : إن الدعاء لولي الأمر من علامات أهل السنة و الجماعة , فالذي يدعو لولي الأمر متسم بسمة من سمات أهل السنة . قال الإمام أبو محمد البربهاري رحمه الله : " وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان , فاعلم أنه صاحب هوى , وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح , فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله " .
الفائدة الرابعة : إن في الدعاء تصديقا لمبدأ السمع و الطاعة , وتأكيدا له وإعلانا به , ولهذا حين اقتحم رجال الخليفة المتوكل على الإمام أحمد بيته – على إثر وشاية – كان فيما قال لهم رحمه الله : " ....إني لأرى طاعة أمير المؤمنين في السر و العلانية , وفي عسري و يسري , ومنشطي ومكرهي , وأثرة علي , وإني لأدعو له بالتسديد و التوفيق , في الليل و النهار ..." ( انظر البداية و النهاية 10/337) . ففي قول الإمام أحمد : " وإني لأدعو له " تأكيد لما يعتقده من السمع و الطاعة وإقرار به .
الفائدة الخامسة : إن الدعاء لولي الأمر عائد نفعه الأكبر إلى الرعية أنفسهم , فإن ولي الأمر إذا صلح صلحت الرعية , و استقامت أحوالها , وهنئ عيشها , قال ابن المنير رحمه الله : " نقل عن بعض السلف أنه دعا لسلطان ظالم , فقيل له : أتدعو له وهو ظالم ؟ فقال : إي و الله أدعو له , إن ما يدفع الله ببقائه , أعظم مما يندفع بزواله – قال ابن المنير – لا سيما إذا ضمن ذلك الدعاء بصلاحه و سداده و توفيقه " ( انظر انتصاف بهامش الكشاف 4/106) .
الفائدة السادسة : إن ولي الأمر إذا بلغه أن الرعية تدعو له , فإنه يسر بذلك غاية السرور , ويدعوه ذلك إلى محبتهم و رفع المؤن و نحوها عنهم , و لايزال يبحث عما فيه سعادتهم و ربما بادلهم الدعاء بالدعاء , ومما يذكر ههنا مارواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة من خبر والده حين كتب كتابا أجاب في الخليفة المتوكل عن مسألة القرآن , وكانت مسألة معرفة لا مسألة امتحان , قال عبد الله : فلما كتب أبي الجواب , أمرنا بعرضه على عبيد الله بن خاقان وزير المتوكل .
وظاهره أن الإمام أحمد يستشير هذا الوزير في أسلوب الخطاب و ما يناسب الخليفة , لا في مضمونه , فإن الوزراء أعرف من غيرهم بما يلائم نفوس مستوزريهم .
قال عبد الله : قال أبي : " فإن أمركم – أي : ابن خاقان – أن تنقصوا منه شيئا فانقصوا له وإن زاد شيئا فردوه " .
فلما وقف ابن خاقان على الجواب , بادر قائلا : " يحتاج أن يزاد فيه دعاء للخليفة فإنه يسر بذلك ..."
فأخبر هذا الوزير بما يبهج الخليفة و يدخل السرور على نفسه , و لهذا استجاب الإمام أحمد لرأيه , وضمن جوابه جملا من الدعاء , كقوله : " إني أسأل الله عز وجل أن يديم توفيق أمير المؤمنين أعزه الله بتأييده " .
الفائدة السابعة : امتثال أمر الله تعالى , وابتدار طاعته , فإن من أطاع الأمير بالمعروف فقد أطاع الله . كما قال سبحانه : (( يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) .
وفي الحديث الصحيح : (( من أطاعني فقد أطاع الله , ومن عصاني فقد عصى الله , ومن أطاع أميري فقد أطاعني , ومن عصى أميري فقد عصاني )).
و لاشك أن هذا الامتثال لأوامر الله من أعظم الأدلة على عبودية الإنسان لله , وخضوعه له وإيمانه به ربا وإلها و شارعا .
الفائدة الثامنة : إن في ذلك ترويضا للرعية , وتربية لها , على الطاعة و الانقياد لمن شرع الله طاعته من ولاة الأمور و الوالدين و الأزواج و نحوهم .
وإذا تربت الأمة على ذلك أصبحت تصرفاتها وفق إرادة الشارع و بذلك تذوب أهواؤها وأنانيتها كما تتهذب غرائزها و طباعها .
الفائدة التاسعة : وبالطاعة لأولي الأمر تتلاحم الأمة و تتماسك , وتقوى الصلة بينهم جميعا , سواء بين الراعي و رعيته , أم بين الرعية ( بعضهم ببعض ) و بهذا تتحق وحدة الأمة بل قوتها .
الفائدة العاشرة : انتظام أمور الدولة وأحوالها , سواء في أمور الدين كالعقيدة و العبادة و الأخلاق , أم في أمور الدولة كالمعاملات و العلاقات , ونحوها .
إذا إن تطبيق الشريعة بأصولها وفروعها لا يتحقق إلا بطاعة الراعي , بل لا تتحق مصالح العباد العاجلة و الآجلة إلا بها .( انظر : جامع العلوم و الحكم لابن رجب ص 247) .
الفائدة الحادية عشر : إشاعة الأمن و الاستقرار في ربوع ديار الإسلام , وهذا امر ظاهر , فالطاعة لأولي الأمر تعني سيطرة الشرع و العقل و القلب على كل التصرفات , و التغلب على الهوى و النفس اللذين يجران إلى الجريمة و التمرد و العصيان , وهذا كفيل في تحقيق الأمن و الإستقرار و الطمأنينة في النفس و المجتمع و البلاد .
الفائدة الثانية عشرة : ظهور الأمة المسلمة بمظهر الهيبة و القوة و الرهبة أمام الأعداء .
فإذا كانت هذه الأمة تأتمر بأوامر قيادتها العليا في غير معصية الله , فإن هذا سيكون له أثره على الأعداء بلا شك , لما فيه من معاني الإتحاد و الإئتلاف و التماسك بين أفراد الأمة .
ولهذا يقول سبحانه : ( وأطيعوا الله ورسوله و لاتنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم واصبروا , إن الله مع الصابرين )) .
ومعلوم أن من لوازم طاعة الله و رسوله طاعة ولي الأمر , ولقد ضرب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى في الامتثال لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواء بصفته مبلغا عن الله تعالى , أو بصفته إمام للناس , فقد حدث المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم أن عروة بن مسعود – حينما جاء للمفاوضة و الصلح يوم الحديبية – فوقف عند النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه يحيطون به " جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه , فإذا أمرهم ابتدروا أمره , وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه , وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده , وما يحدون النظر إليه تعظيما له , فرجع عروة إلى أصحابه , فقال : أي قوم , والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر و كسرى و النجاشي , و الله إن ( إن : بمعنى ما ) رأيت مليكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم – محمدا " ( رواه البخاري في كتاب الشروط الباب 15 , انظر فتح الباري 5/329) .
هكذا كانت طاعة أصحاب محمد لمحمد صلى الله عليه وسلم , وهذه الطاعة و ذلك التعظيم إذا كانا لا يلقيان بتلك الصفة إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه يؤخذ من ذلك أن طاعة الإمام و القائد توقع في نفوس الأعداء الرهبة .
الفائدة الثالثة عشرة : وهي سبب للنصر على العدو .
إذ بها تجتمع الكلمة و تلتحم الصفوف و تتحد القوى , و هذه هي أهم مقومات النصر , ولذلك كان من أهم أسباب انتصارات المسلمين في المعارك الكثيرة هذه الطاعة .
ولعل في قصة غزوة أحد أجلى دليل على ذلك , فالمسلمون قد انتصروا في أول الأمر حينما كانوا مطيعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم انهزموا حينما خالفوا أمره , فنزل الرماة من الجبل لمشاركة الناس في جمع الغنائم بدون إذن رسول الله عليه الصلاة والسلام , وكذلك في قصة بني إسرائيل حينما بعث الله لهم طالوت ملكا و قائدا , فإن الفئة التي أطاعته ولم تخالفه في الشرب من النهر نصرها الله مع قلتها و كثرة عدوها .( وقد جاءت القصة كاملة في سورة البقرة من الآية 246-251) . من القواعد المقررة عند السلف رحمهم الله وأكرم مثواهم , زيادة الإعتناء بهذا الموضوع كلما ازدادت حاجة الأمة إليه , سدا لباب الفتن , وإيصادا لطريق الخروج على الولاة , الذي هو أصل فساد الدنيا والدين .
( انظر كتاب معاملة الحكام في ضوء الكتاب و السنة ص 11) .
اللهم احفظ ولاة امرنا وسدد خطاهم
الفائدة الأولى : إن المسلم حين يدعو لولي أمره , فإنه يتعبد ربه بهذا الدعاء , ذلك لأن سمعه و طاعته لولي الأمر إنما كان بسبب أمر الله له و أمر رسوله صلى الله عليه وسلم , فالله تعالى يقول : (( ياأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) و النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( على المرء المسلم السمع و الطاعة فيما أحب و كره إلا أن يؤمر بمعصية )) متفق عليه . فالمسلم إذن يسمع و يطيع تعبدا , و من السمع و الطاعة لولي الأمر الدعاء له , قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : " الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات و من أفضل الطاعات " .
الفائدة الثانية : إن في الدعاء لولي الأمر إبراء للذمة , إذ الدعاء من النصيحة , والنصيحة واجبة على كل مسلم , قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : (( إني لأدعو له ( أي السلطان ) بالتسديد و التوفيق – في الليل و النهار – والتأييد و أرى ذلك واجبا علي )) .( السنة للخلال ص 38 .)
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :" من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر , ومن النصح الدعاء له بالتوفيق و الهداية و صلاح النية و العمل وصلاح البطانة " .
الفائدة الثالثة : إن الدعاء لولي الأمر من علامات أهل السنة و الجماعة , فالذي يدعو لولي الأمر متسم بسمة من سمات أهل السنة . قال الإمام أبو محمد البربهاري رحمه الله : " وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان , فاعلم أنه صاحب هوى , وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح , فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله " .
الفائدة الرابعة : إن في الدعاء تصديقا لمبدأ السمع و الطاعة , وتأكيدا له وإعلانا به , ولهذا حين اقتحم رجال الخليفة المتوكل على الإمام أحمد بيته – على إثر وشاية – كان فيما قال لهم رحمه الله : " ....إني لأرى طاعة أمير المؤمنين في السر و العلانية , وفي عسري و يسري , ومنشطي ومكرهي , وأثرة علي , وإني لأدعو له بالتسديد و التوفيق , في الليل و النهار ..." ( انظر البداية و النهاية 10/337) . ففي قول الإمام أحمد : " وإني لأدعو له " تأكيد لما يعتقده من السمع و الطاعة وإقرار به .
الفائدة الخامسة : إن الدعاء لولي الأمر عائد نفعه الأكبر إلى الرعية أنفسهم , فإن ولي الأمر إذا صلح صلحت الرعية , و استقامت أحوالها , وهنئ عيشها , قال ابن المنير رحمه الله : " نقل عن بعض السلف أنه دعا لسلطان ظالم , فقيل له : أتدعو له وهو ظالم ؟ فقال : إي و الله أدعو له , إن ما يدفع الله ببقائه , أعظم مما يندفع بزواله – قال ابن المنير – لا سيما إذا ضمن ذلك الدعاء بصلاحه و سداده و توفيقه " ( انظر انتصاف بهامش الكشاف 4/106) .
الفائدة السادسة : إن ولي الأمر إذا بلغه أن الرعية تدعو له , فإنه يسر بذلك غاية السرور , ويدعوه ذلك إلى محبتهم و رفع المؤن و نحوها عنهم , و لايزال يبحث عما فيه سعادتهم و ربما بادلهم الدعاء بالدعاء , ومما يذكر ههنا مارواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة من خبر والده حين كتب كتابا أجاب في الخليفة المتوكل عن مسألة القرآن , وكانت مسألة معرفة لا مسألة امتحان , قال عبد الله : فلما كتب أبي الجواب , أمرنا بعرضه على عبيد الله بن خاقان وزير المتوكل .
وظاهره أن الإمام أحمد يستشير هذا الوزير في أسلوب الخطاب و ما يناسب الخليفة , لا في مضمونه , فإن الوزراء أعرف من غيرهم بما يلائم نفوس مستوزريهم .
قال عبد الله : قال أبي : " فإن أمركم – أي : ابن خاقان – أن تنقصوا منه شيئا فانقصوا له وإن زاد شيئا فردوه " .
فلما وقف ابن خاقان على الجواب , بادر قائلا : " يحتاج أن يزاد فيه دعاء للخليفة فإنه يسر بذلك ..."
فأخبر هذا الوزير بما يبهج الخليفة و يدخل السرور على نفسه , و لهذا استجاب الإمام أحمد لرأيه , وضمن جوابه جملا من الدعاء , كقوله : " إني أسأل الله عز وجل أن يديم توفيق أمير المؤمنين أعزه الله بتأييده " .
الفائدة السابعة : امتثال أمر الله تعالى , وابتدار طاعته , فإن من أطاع الأمير بالمعروف فقد أطاع الله . كما قال سبحانه : (( يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) .
وفي الحديث الصحيح : (( من أطاعني فقد أطاع الله , ومن عصاني فقد عصى الله , ومن أطاع أميري فقد أطاعني , ومن عصى أميري فقد عصاني )).
و لاشك أن هذا الامتثال لأوامر الله من أعظم الأدلة على عبودية الإنسان لله , وخضوعه له وإيمانه به ربا وإلها و شارعا .
الفائدة الثامنة : إن في ذلك ترويضا للرعية , وتربية لها , على الطاعة و الانقياد لمن شرع الله طاعته من ولاة الأمور و الوالدين و الأزواج و نحوهم .
وإذا تربت الأمة على ذلك أصبحت تصرفاتها وفق إرادة الشارع و بذلك تذوب أهواؤها وأنانيتها كما تتهذب غرائزها و طباعها .
الفائدة التاسعة : وبالطاعة لأولي الأمر تتلاحم الأمة و تتماسك , وتقوى الصلة بينهم جميعا , سواء بين الراعي و رعيته , أم بين الرعية ( بعضهم ببعض ) و بهذا تتحق وحدة الأمة بل قوتها .
الفائدة العاشرة : انتظام أمور الدولة وأحوالها , سواء في أمور الدين كالعقيدة و العبادة و الأخلاق , أم في أمور الدولة كالمعاملات و العلاقات , ونحوها .
إذا إن تطبيق الشريعة بأصولها وفروعها لا يتحقق إلا بطاعة الراعي , بل لا تتحق مصالح العباد العاجلة و الآجلة إلا بها .( انظر : جامع العلوم و الحكم لابن رجب ص 247) .
الفائدة الحادية عشر : إشاعة الأمن و الاستقرار في ربوع ديار الإسلام , وهذا امر ظاهر , فالطاعة لأولي الأمر تعني سيطرة الشرع و العقل و القلب على كل التصرفات , و التغلب على الهوى و النفس اللذين يجران إلى الجريمة و التمرد و العصيان , وهذا كفيل في تحقيق الأمن و الإستقرار و الطمأنينة في النفس و المجتمع و البلاد .
الفائدة الثانية عشرة : ظهور الأمة المسلمة بمظهر الهيبة و القوة و الرهبة أمام الأعداء .
فإذا كانت هذه الأمة تأتمر بأوامر قيادتها العليا في غير معصية الله , فإن هذا سيكون له أثره على الأعداء بلا شك , لما فيه من معاني الإتحاد و الإئتلاف و التماسك بين أفراد الأمة .
ولهذا يقول سبحانه : ( وأطيعوا الله ورسوله و لاتنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم واصبروا , إن الله مع الصابرين )) .
ومعلوم أن من لوازم طاعة الله و رسوله طاعة ولي الأمر , ولقد ضرب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى في الامتثال لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواء بصفته مبلغا عن الله تعالى , أو بصفته إمام للناس , فقد حدث المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم أن عروة بن مسعود – حينما جاء للمفاوضة و الصلح يوم الحديبية – فوقف عند النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه يحيطون به " جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه , فإذا أمرهم ابتدروا أمره , وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه , وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده , وما يحدون النظر إليه تعظيما له , فرجع عروة إلى أصحابه , فقال : أي قوم , والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر و كسرى و النجاشي , و الله إن ( إن : بمعنى ما ) رأيت مليكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم – محمدا " ( رواه البخاري في كتاب الشروط الباب 15 , انظر فتح الباري 5/329) .
هكذا كانت طاعة أصحاب محمد لمحمد صلى الله عليه وسلم , وهذه الطاعة و ذلك التعظيم إذا كانا لا يلقيان بتلك الصفة إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه يؤخذ من ذلك أن طاعة الإمام و القائد توقع في نفوس الأعداء الرهبة .
الفائدة الثالثة عشرة : وهي سبب للنصر على العدو .
إذ بها تجتمع الكلمة و تلتحم الصفوف و تتحد القوى , و هذه هي أهم مقومات النصر , ولذلك كان من أهم أسباب انتصارات المسلمين في المعارك الكثيرة هذه الطاعة .
ولعل في قصة غزوة أحد أجلى دليل على ذلك , فالمسلمون قد انتصروا في أول الأمر حينما كانوا مطيعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم انهزموا حينما خالفوا أمره , فنزل الرماة من الجبل لمشاركة الناس في جمع الغنائم بدون إذن رسول الله عليه الصلاة والسلام , وكذلك في قصة بني إسرائيل حينما بعث الله لهم طالوت ملكا و قائدا , فإن الفئة التي أطاعته ولم تخالفه في الشرب من النهر نصرها الله مع قلتها و كثرة عدوها .( وقد جاءت القصة كاملة في سورة البقرة من الآية 246-251) . من القواعد المقررة عند السلف رحمهم الله وأكرم مثواهم , زيادة الإعتناء بهذا الموضوع كلما ازدادت حاجة الأمة إليه , سدا لباب الفتن , وإيصادا لطريق الخروج على الولاة , الذي هو أصل فساد الدنيا والدين .
( انظر كتاب معاملة الحكام في ضوء الكتاب و السنة ص 11) .
اللهم احفظ ولاة امرنا وسدد خطاهم