شمري حايلي
03 Sep 2010, 10:19 PM
عنوانه : ( هكذا شرّح ابن عثيمين أوضاع الجهاد بالأدلة البيـّـنة ) .
وقد تكلم فيه صاحبه عن الجهاد وقام بدراسة متعمقة لفقه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله للجهاد ،
وناقش بعض المسائل :
متى يجب الجهاد ومتى لا يجب ؟
هل يشترط القدرة لجهاد الدفع ؟
ماذا على الأمة الإسلامية في حالة عجزها عن الدفاع عن المسلمين ؟
كل هذا باختصار وبالنقل عن الشيخ ابن عثيمين .
ثم ناقش ( 6 ) شبهات تتعلق بباب الجهاد ..
.................................................. ....
هكذا شرّح ابن عثيمين أوضاع الجهاد بالأدلة البيّنة 26/11/2004 /
مجموعة من المقاومين العراقيين بعد أن وقعوا أسرى في يد القوات المحتلة الأمريكية التي تفوقهم عددا وعدة
نظراً لكثرة الخلط في مفهوم الجهاد الشرعي؛ ونظراً لخوض الكثيرين فيه ممن لا يحسن العلم الشرعي وليس من أهله، فقد رأيت من المناسب إيراد كلام أحد أهل العلم الأكابر وهو صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ مع شيء من التعليق والتوضيح لكلام فضيلته، وسأقوم بعد ذلك بالتعريج على أهم الشبهات في هذا الشأن:
النصّ الأول
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن نصرة إخواننا المستضعفين في البوسنة والهرسك:
(ولكن أنا لا أدري: هل الحكومات الإسلامية عاجزة؟ أم ماذا؟ إن كانت عاجزة فالله يعذرها. والله يقول "ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله". فإذا كان ولاة الأمور في الدول الإسلامية قد نصحوا لله ورسوله لكنهم عاجزون فالله قد عذرهم).
المصدر:
("الباب المفتوح" 2/284 لقاء 34 سؤال 990).
يستفاد من هذا النقل
أن التارك للجهاد مع العجز معذور،
وأننا لا نُلام في ترك الدفاع عن المسلمين المستضعفين في حالة كوننا عاجزين عن معاونتهم.
النصّ الثاني
قال ـ رحمه الله ـ عن الجهاد:
(إذا كان فرض كفاية أو فرض عين؛ فلا بد لـه من شروط. من أهمها: القدرة، فإن لم يكن لدى الإنسان قدرة فإنه لا يلقي بنفسه إلى التهلكة).
المصدر:
("الباب المفتوح" 2/420 لقاء 42 سؤال 1095).
يستفاد من هذا النقل:
أن الجهاد يشترط له القدرة، حتى ولو كان فرض عين، وأن جهاد الدفع ـ مع أنه فرض عين ـ إلا أنه يقيد بالقدرة.
النصّ الثالث
قال ـ رحمه الله ـ جواباً عن السؤال التالي: ما رأيكم فيمن أراد أن يذهب إلى البوسنة والهرسك؟ مع التوضيح:
(أرى أنه في الوقت الحاضر لا يذهب إلى ذلك المكان، لأن الله عز وجل إنما شرع الجهاد مع القدرة؛ وفيما نعلم من الأخبار ـ والله أعلم ـ أن المسألة الآن فيها اشتباه من حيث القدرة. صحيح أنهم صمدوا ولكن لا ندري حتى الآن كيف يكون الحال! فإذا تبيّن الجهاد واتّضح؛ حينئذٍ نقول: اذهبوا).
المصدر:
(الشريط رقم 19 من أشرطة "الباب المفتوح" من الموقع الإنترنتي الرسمي للشيخ الدقيقة 26 الثانية 3).
يستفاد من هذا النقل
أن جهاد الدفع يشترط فيه القدرة، وأن الحكم الشرعي يتعلّق بالقدرة، حتى ولو أظهر المسلمون صموداً وتماسكاً أمام العدو، وأنه لا تكون مناصرة المسلمين ومساعدتهم إلا حيث كان لدى المسلمين القدرة على تلك المناصرة، وإلا فإن الذهاب مع العجز إنما يزيد عدد الهلكى من المسلمين، وأن الجهاد لا يكون إلا حيث تتضح فيه صورة الجهاد.
النصّ الرابع
قال ـ رحمه الله:
(ولهذا لو قال لنا قائل الآن: لماذا لا نحارب أمريكا وروسيا وفرنسا وإنجلترا؟! لماذا؟! لعدم القدرة. الأسلحة التي قد ذهب عصرها عندهم هي التي في أيدينا، وهي عند أسلحتهم بمنزلة سكاكين الموقد عند الصواريخ. ما تفيد شيئاً. فكيف يمكن أن نقاتل هؤلاء؟
ولهذا أقول: إنه من الحمق أن يقول قائل أنه يجب علينا أن نقاتل أمريكا وفرنسا وإنجلترا وروسيا! كيف نقاتل؟ هذا تأباه حكمة الله عز وجل. ويأباه شرعه. لكن الواجب علينا أن نفعل ما أمر الله به عز وجل "اعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، هذا الواجب علينا أن نعد لهم ما استطعنا من قوة ، وأهم قوة نعدها هو الإيمان والتقوى.
المصدر:
(شرح كتاب الجهاد من بلوغ المرام الشريط الأول الوجه أ).
يستفاد من هذا النقل
أن حكمة الله وشرع الله يرفضان دخول المسلمين في قتال عدوّ لا طاقة لهم به، إن الواجب على العاجز الإعداد لا الجهاد، إن العدة ليست هي السلاح فحسب، فالسلاح سلاحان: مادي وإيماني، إن الإعداد الإيماني أوجب من الإعداد المادي، وأن الدعوة للقتال مع وجود العجز إنما هي ضرب من ضروب الحماقة.
النصّ الخامس
قال ـ رحمه الله:
(فالقتال واجب، ولكنه كغيره من الواجبات لا بدّ من القدرة. والأمة الإسلامية اليوم عاجزة. لا شكّ عاجزة، ليس عندها قوة معنوية ولا قوة مادية. إذاً يسقط الوجوب عدم القدرة عليه "فاتقوا الله ما استطعتم"، قال تعالى: "وهو كره لكم").
المصدر:
(شرح "رياض الصالحين" 3/375 أول كتاب الجهاد ط المصرية).
يستفاد من هذا النقل
أن الجهاد ـ كغيره من الواجبات الشرعية ـ لا بدّ له من القدرة، إن الأمة الإسلامية اليوم عاجزة بلا شك، إن عجز الأمة الإسلامية من الجهتين: المادية والمعنوية، وأن وجوب الجهاد يسقط عن الأمة لعدم القدرة.
النصّ السادس
قال ـ رحمه الله:
(لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ما يستطيعون به جهاد الكفار، حتى ولا جهاد مدافعة).
المصدر:
("الباب المفتوح" 2/261 لقاء 33 سؤال 977).
يستفاد من هذا النقل
صراحة اشتراط القدرة على جهاد الدفع، والتأكيد على عجز الأمة الإسلامية عن مواجهة الكفار.
النصّ السابع
قال ـ رحمه الله:
(إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه، لضعف المسلمين ماديًّا ومعنويًّا، وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية، ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية، فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة).
المصدر:
(مجموع فتاوى الشيخ 18/388)
يستفاد من هذا النقل
أن الجهاد بالسيف متعذّر في العصر الحاضر، أن لهذا التعذّر أسباباً على رأسها: الضعف المادي، والمعنوي، وعدم قيامنا بأسباب النصر الحقيقية، ودخول ولاة الأمور في العهود والمواثيق التي تقتضي الكفّ عن الأعداء، أنه يجب الالتزام بميثاق ولي الأمر، وأنه لا جهاد إلا جهاد العلم والدعوة.
حاشاك يا شيخ
بالله عليكم،
ماذا يقول أرباب الحماسة ودعاة الجهاد عن أي طالب علم أو داعية يقرر مثل كلام الشيخ ابن عثيمين؟ ألا تجدونهم يصفونه بأبشع الأوصاف؛ من الجبن والخيانة والعمالة والخبث والتخذيل .. إلخ؟
وأسألكم بالله:
هل يمكن اعتبار الشيخ ابن عثيمين كذلك؟ وماذا عساهم أن يقولوا عن الشيخ رحمه الله؟ فإن كان الشيخ ابن عثيمين على رأس الخونة المخذّلين العملاء ـ وحاشاه ـ فتلك مصيبة، وإن كان ليس كذلك؛ فالذي يقول بمثل قوله ـ كذلك ـ لا يستحقّ هذا الذم والتشنيع.
فلماذا إذاً نرى الطعن والتجريح في أصحاب الفضيلة العلماء الذي يقولون بمثل قول الشيخ رحمه الله، كسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ عبد المحسن العبيكان! ما لكم كيف تحكمون؟!
نتيجة أليمة
مما تقدم؛ فإنه يتّضح لنا خطأ الكثيرين، وأن الحماسة غير المنضبطة قد جرّت المسلمين إلى الوقوع فيما وقعوا فيه، وأن التعقّل وضبط الجهاد بالأدلة الشرعية ليس تخذيلاً ولا تهويناً من مكانة الجهاد في الإسلام، ولا إضعافاً لمعاني العزة، ولا تغييباً للكرامة الإسلامية.
إشكالات لدى البعض
وإني لأعلم أن لدى البعض ما يحول بينه وبين قبول كلام الشيخ رحمه الله ـ والذي ليس هو وحده القائل به من بين علماء المسلمين! ـ
فلعلي أستعرض بعض هذه الإشكالات التي تدور في نفوس الكثيرين وتجعلهم يرمون بكلام عالم جليل القدر كالشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عرض الحائط ويتجرّؤون على مخالفته ونبذه وترك ما فيه من تعقل وعلم وأدلة شرعية ومصالح كبيرة للإسلام والمسلمين؛
فمن هذا الإشكالات:
الإشكال الأول
استشهادهم الخاطئ بحديث "الجهاد ماض إلى قيام الساعة"،
حيث إن معناه:
أن الجهاد ماض وقائم متى ما توافرت مقوماته وتمكن المسلمون منه وتوافرت شروطه. مثله مثل الصلاة والصيام والزكاة، حيث إن لكل عبادة شروطاً، فهل من المعقول ضبط أركان الإسلام بضوابط الإسلام، في حين إطلاق عبادة الجهاد بلا شرط ولا قيد!
ولذلك فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم، أخبرنا في الحديث عن عيسى عليه السلام وأنه يواجه قوماً فيوحي الله إليه أن لا قبل لك بهم، فحرّز عبادي بالطور (يعني: الجأ بهم إلى الجبل ودع مقاتلة هؤلاء) والحديث في صحيح مسلم.
ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم نفسه، لم يقاتل يوم أن كان مستضعفاً في مكة. فهل ترك القتال عند العجز عنه تعطيل؟ وهل ترك عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام للجهاد مع عدم القدرة يعدّ تعطيلاً؟
الإشكال الثاني
قولهم إن جهاد الدفع (الدفاع عن المسلمين) فريضة ولا يشترط لها شرط.
وهذا الكلام واهٍ ولا يمكن قبوله، فإنه من الممكن طرح هذا التساؤل على المخالف:
هل جهاد الدفع واجب أم مستحب؟ فإن قال: (مستحب) فلا سبيل للإلزام بما هو مستحب. وإن قال: (واجب)، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قيّد الواجبات الشرعية ـ كلها بلا استثناء ـ بالقدرة حيث قال: "ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم"، هذا إضافة إلى الاستدلال بقول الله تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم" وقوله: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" وبالحديث المتقدم الذي في صحيح مسلم، وبحال النبي ـ صلى الله عليه وسلم، في مكة قبل الهجرة.
وليس معنى القدرة القدرة على حمل السلاح والوقوف به أمام العدو، أو القدرة على الاختباء والتحصّن وإحكام إغلاق المنافذ حتى لا يزداد توغّل المعتدي، ولكن المراد به: القدرة على دفع عدوان المعتدي عن المسلمين، وإخراجه عن بلادهم.
الإشكال الثالث
أنه لا تشترط المماثلة في القوة، بل يكفي وجود شيء من القوة، وسينتصر المسلمون بقوة إيمانهم مع وجود هذا السبب الضعيف من القوة المادية، كما حصل في الكثير من غزوات النبي ـ صلى الله عليه وسلم، وكما قال تعالى: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة".
والذي يجب أن يقال:
إن هناك فرقاً بين الجهاد القديم والجهاد الحديث؛ فالجهاد قديماً لا يخرج عن سيف ورمح ودرع وسهم، كما لا يخرج عن ناقة وبعير وخيل وبغل! وكان المسلمون يملكون من هذا ما يملك عدوهم مع اختلاف في أعداد تلك الأسلحة. أما الآن فنحن نتحدث عن أنواع وأنواع كثيرة من الأسلحة لا توجد لدى المسلمين، بل ما شمّوا لها رائحة!
ثم إنه كان لدى المسلمين من القوة الإيمانية الشيء الكثير والكثير جداً، وإذا نظرنا إلى حالنا في هذه الأزمان لوجدنا أننا قد ضيعنا الكثير من ديننا وعقيدتنا، حتى التوحيد الذي نختلف مع الكفار فيه؛ ضيعنا الكثير منه.
وانظر إلى صفوف المقاتلين من المسلمين؛ فكم ستجد من المبتدعة والواقعين في الشرك الأصغر، بل وربما الأكبر! فأنى للمسلمين النصر وفيهم: الصوفي، البعثي، الشيعي، الخرافي، والخارجي، وإن كان أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم قد هزموا في "أحد" بمعصية الرماة! وكادوا يهزمون في "حنين" لإعجاب بعضهم بالكثرة! فما بالنا نحن؟ أقول هذا وأنا أتذكر أن فيهم أبو بكر وعمر وعثمان! فكيف بالجيش الذي ليس فيهم من في مرتبة هؤلاء؟!
الإشكال الرابع
إنكم مصابون بداء تعظيم الكفار والتهويل من قدراتهم وقواتهم وإمكاناتهم!
ويكفي أن تعلم أننا على أشد العداء مع من خالفنا في الإسلام، ولكننا نتحدث انطلاقاً من الواقع الذي يجب عدم إغفاله لا مما في النفس تجاههم.
الإشكال الخامس
ماذا لو غزا الكفار دولتكم وبلدكم؟ هل ستبقى الفتوى على ما هي عليه؟
وهذا الكلام مبني على ثلاثة أخطاء عظيمة:
ـ الاعتراض على الفتوى الشرعية بالواقع! إذ الواقع يخضع لإفتاء العالم لا العكس.
ـ السؤال عما لم يقع! والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا ينهون عن هذا.
ـ الظن السيء بالعلماء! فالعالم لا تتغير فتواه بتغير المسؤول عنه مع بقاء الواقع والحال على ما هو عليه. وبالتالي: فالحكم الشرعي واحد، سواء كانت الفتوى للعراق أو فلسطين أو لغيرهما من بلاد المسلمين. و ـ بحمد الله ـ فليس علماؤنا من أصحاب التقلب والتلوّن والتملق.
الإشكال السادس
إذا لم نقاتل مع إخواننا في العراق وفلسطين، فما هو دورنا إذاً في إنهاء هذه الأزمات؟
وللجواب عن هذا التساؤل أقول: الواجب على المسلمين جميعاً الرجوع للكتاب والسنة، والتقوّي الإيماني والتزوّد من سلاح الدين، والواجب على حكام المسلمين العمل على إعداد الأمة عسكرياً.
والواجب على إخواننا في فلسطين والعراق أن يكفوا أيدهم، ويتركوا السلاح، وأن يحقنوا دماء أنفسهم وبقية إخوانهم، وأن يعتصموا برأي ولاة أمورهم، وأن يسمعوا ويطيعوا لمن ولاه الله أمرهم، وأن يستفيدوا من الـ 50 سنة الماضية ـ أو تزيد ـ التي قضتها المقاومة الفلسطينية بين تهييج وإثارة وتحريض؛ ولم نستفد منها إلا المزيد من الدمار والهلاك والدماء. فهل نحتاج لـ 50 سنة أخرى في العراق لنتوصل للحقيقة؟ و50 سنة في أفغانستان؟ و50 سنة في كل بلد إسلامي جريح؟
إن الحقيقة تقول:
إن المسلمين في بعد كبير عن الله تعالى وعن دينهم. وأنهم في عجز مادي عن مواجهة أصغر دول الكفر فضلاً عن أكبرها. وأن جهادهم لا يحقق مصلحة ولا ينكأ عدواً.
على المسلمين أن يعوا هذا، وأن يعترفوا به، وعلى الدعاة المحرّضين ـ الـ 26 وغيرهم ـ أن يراجعوا أنفسهم، ويعترفوا بإساءتهم لشباب المسلمين، وخذلانهم لهم، حين حجبوا عنهم النصوص الشرعية التي يجب التزامها حال ضعف المسلمين من الصبر والمصابرة والكفّ عن حمل السلاح والتقوّي الإيماني والرجوع لدين الله.
هاهي الحقيقة قد لاحت لكل ناظر، وبانت لكل ذي عينين في رأسه، فإن عرفت الحق فالزم، وإن خفي عنك فاستغفر الله وامسح عن عينيك غبار الهوى وسترى الحقيقة ليس دونها ما يباريها.
أخي المسلم:
انظر إلى الذين يدعون الأمة الإسلامية للجهاد، ويزجّون بها في مصاف القتال، هل ترى منهم أحداً يشاركك القتال؟ أو يزجّ بحبيبه أو قريبه في أراضي الجهاد؟ هل تراهم أوّل الوافقين معك؟
منقول
وقد تكلم فيه صاحبه عن الجهاد وقام بدراسة متعمقة لفقه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله للجهاد ،
وناقش بعض المسائل :
متى يجب الجهاد ومتى لا يجب ؟
هل يشترط القدرة لجهاد الدفع ؟
ماذا على الأمة الإسلامية في حالة عجزها عن الدفاع عن المسلمين ؟
كل هذا باختصار وبالنقل عن الشيخ ابن عثيمين .
ثم ناقش ( 6 ) شبهات تتعلق بباب الجهاد ..
.................................................. ....
هكذا شرّح ابن عثيمين أوضاع الجهاد بالأدلة البيّنة 26/11/2004 /
مجموعة من المقاومين العراقيين بعد أن وقعوا أسرى في يد القوات المحتلة الأمريكية التي تفوقهم عددا وعدة
نظراً لكثرة الخلط في مفهوم الجهاد الشرعي؛ ونظراً لخوض الكثيرين فيه ممن لا يحسن العلم الشرعي وليس من أهله، فقد رأيت من المناسب إيراد كلام أحد أهل العلم الأكابر وهو صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ مع شيء من التعليق والتوضيح لكلام فضيلته، وسأقوم بعد ذلك بالتعريج على أهم الشبهات في هذا الشأن:
النصّ الأول
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن نصرة إخواننا المستضعفين في البوسنة والهرسك:
(ولكن أنا لا أدري: هل الحكومات الإسلامية عاجزة؟ أم ماذا؟ إن كانت عاجزة فالله يعذرها. والله يقول "ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله". فإذا كان ولاة الأمور في الدول الإسلامية قد نصحوا لله ورسوله لكنهم عاجزون فالله قد عذرهم).
المصدر:
("الباب المفتوح" 2/284 لقاء 34 سؤال 990).
يستفاد من هذا النقل
أن التارك للجهاد مع العجز معذور،
وأننا لا نُلام في ترك الدفاع عن المسلمين المستضعفين في حالة كوننا عاجزين عن معاونتهم.
النصّ الثاني
قال ـ رحمه الله ـ عن الجهاد:
(إذا كان فرض كفاية أو فرض عين؛ فلا بد لـه من شروط. من أهمها: القدرة، فإن لم يكن لدى الإنسان قدرة فإنه لا يلقي بنفسه إلى التهلكة).
المصدر:
("الباب المفتوح" 2/420 لقاء 42 سؤال 1095).
يستفاد من هذا النقل:
أن الجهاد يشترط له القدرة، حتى ولو كان فرض عين، وأن جهاد الدفع ـ مع أنه فرض عين ـ إلا أنه يقيد بالقدرة.
النصّ الثالث
قال ـ رحمه الله ـ جواباً عن السؤال التالي: ما رأيكم فيمن أراد أن يذهب إلى البوسنة والهرسك؟ مع التوضيح:
(أرى أنه في الوقت الحاضر لا يذهب إلى ذلك المكان، لأن الله عز وجل إنما شرع الجهاد مع القدرة؛ وفيما نعلم من الأخبار ـ والله أعلم ـ أن المسألة الآن فيها اشتباه من حيث القدرة. صحيح أنهم صمدوا ولكن لا ندري حتى الآن كيف يكون الحال! فإذا تبيّن الجهاد واتّضح؛ حينئذٍ نقول: اذهبوا).
المصدر:
(الشريط رقم 19 من أشرطة "الباب المفتوح" من الموقع الإنترنتي الرسمي للشيخ الدقيقة 26 الثانية 3).
يستفاد من هذا النقل
أن جهاد الدفع يشترط فيه القدرة، وأن الحكم الشرعي يتعلّق بالقدرة، حتى ولو أظهر المسلمون صموداً وتماسكاً أمام العدو، وأنه لا تكون مناصرة المسلمين ومساعدتهم إلا حيث كان لدى المسلمين القدرة على تلك المناصرة، وإلا فإن الذهاب مع العجز إنما يزيد عدد الهلكى من المسلمين، وأن الجهاد لا يكون إلا حيث تتضح فيه صورة الجهاد.
النصّ الرابع
قال ـ رحمه الله:
(ولهذا لو قال لنا قائل الآن: لماذا لا نحارب أمريكا وروسيا وفرنسا وإنجلترا؟! لماذا؟! لعدم القدرة. الأسلحة التي قد ذهب عصرها عندهم هي التي في أيدينا، وهي عند أسلحتهم بمنزلة سكاكين الموقد عند الصواريخ. ما تفيد شيئاً. فكيف يمكن أن نقاتل هؤلاء؟
ولهذا أقول: إنه من الحمق أن يقول قائل أنه يجب علينا أن نقاتل أمريكا وفرنسا وإنجلترا وروسيا! كيف نقاتل؟ هذا تأباه حكمة الله عز وجل. ويأباه شرعه. لكن الواجب علينا أن نفعل ما أمر الله به عز وجل "اعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، هذا الواجب علينا أن نعد لهم ما استطعنا من قوة ، وأهم قوة نعدها هو الإيمان والتقوى.
المصدر:
(شرح كتاب الجهاد من بلوغ المرام الشريط الأول الوجه أ).
يستفاد من هذا النقل
أن حكمة الله وشرع الله يرفضان دخول المسلمين في قتال عدوّ لا طاقة لهم به، إن الواجب على العاجز الإعداد لا الجهاد، إن العدة ليست هي السلاح فحسب، فالسلاح سلاحان: مادي وإيماني، إن الإعداد الإيماني أوجب من الإعداد المادي، وأن الدعوة للقتال مع وجود العجز إنما هي ضرب من ضروب الحماقة.
النصّ الخامس
قال ـ رحمه الله:
(فالقتال واجب، ولكنه كغيره من الواجبات لا بدّ من القدرة. والأمة الإسلامية اليوم عاجزة. لا شكّ عاجزة، ليس عندها قوة معنوية ولا قوة مادية. إذاً يسقط الوجوب عدم القدرة عليه "فاتقوا الله ما استطعتم"، قال تعالى: "وهو كره لكم").
المصدر:
(شرح "رياض الصالحين" 3/375 أول كتاب الجهاد ط المصرية).
يستفاد من هذا النقل
أن الجهاد ـ كغيره من الواجبات الشرعية ـ لا بدّ له من القدرة، إن الأمة الإسلامية اليوم عاجزة بلا شك، إن عجز الأمة الإسلامية من الجهتين: المادية والمعنوية، وأن وجوب الجهاد يسقط عن الأمة لعدم القدرة.
النصّ السادس
قال ـ رحمه الله:
(لكن الآن ليس بأيدي المسلمين ما يستطيعون به جهاد الكفار، حتى ولا جهاد مدافعة).
المصدر:
("الباب المفتوح" 2/261 لقاء 33 سؤال 977).
يستفاد من هذا النقل
صراحة اشتراط القدرة على جهاد الدفع، والتأكيد على عجز الأمة الإسلامية عن مواجهة الكفار.
النصّ السابع
قال ـ رحمه الله:
(إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه، لضعف المسلمين ماديًّا ومعنويًّا، وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية، ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية، فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة).
المصدر:
(مجموع فتاوى الشيخ 18/388)
يستفاد من هذا النقل
أن الجهاد بالسيف متعذّر في العصر الحاضر، أن لهذا التعذّر أسباباً على رأسها: الضعف المادي، والمعنوي، وعدم قيامنا بأسباب النصر الحقيقية، ودخول ولاة الأمور في العهود والمواثيق التي تقتضي الكفّ عن الأعداء، أنه يجب الالتزام بميثاق ولي الأمر، وأنه لا جهاد إلا جهاد العلم والدعوة.
حاشاك يا شيخ
بالله عليكم،
ماذا يقول أرباب الحماسة ودعاة الجهاد عن أي طالب علم أو داعية يقرر مثل كلام الشيخ ابن عثيمين؟ ألا تجدونهم يصفونه بأبشع الأوصاف؛ من الجبن والخيانة والعمالة والخبث والتخذيل .. إلخ؟
وأسألكم بالله:
هل يمكن اعتبار الشيخ ابن عثيمين كذلك؟ وماذا عساهم أن يقولوا عن الشيخ رحمه الله؟ فإن كان الشيخ ابن عثيمين على رأس الخونة المخذّلين العملاء ـ وحاشاه ـ فتلك مصيبة، وإن كان ليس كذلك؛ فالذي يقول بمثل قوله ـ كذلك ـ لا يستحقّ هذا الذم والتشنيع.
فلماذا إذاً نرى الطعن والتجريح في أصحاب الفضيلة العلماء الذي يقولون بمثل قول الشيخ رحمه الله، كسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ عبد المحسن العبيكان! ما لكم كيف تحكمون؟!
نتيجة أليمة
مما تقدم؛ فإنه يتّضح لنا خطأ الكثيرين، وأن الحماسة غير المنضبطة قد جرّت المسلمين إلى الوقوع فيما وقعوا فيه، وأن التعقّل وضبط الجهاد بالأدلة الشرعية ليس تخذيلاً ولا تهويناً من مكانة الجهاد في الإسلام، ولا إضعافاً لمعاني العزة، ولا تغييباً للكرامة الإسلامية.
إشكالات لدى البعض
وإني لأعلم أن لدى البعض ما يحول بينه وبين قبول كلام الشيخ رحمه الله ـ والذي ليس هو وحده القائل به من بين علماء المسلمين! ـ
فلعلي أستعرض بعض هذه الإشكالات التي تدور في نفوس الكثيرين وتجعلهم يرمون بكلام عالم جليل القدر كالشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عرض الحائط ويتجرّؤون على مخالفته ونبذه وترك ما فيه من تعقل وعلم وأدلة شرعية ومصالح كبيرة للإسلام والمسلمين؛
فمن هذا الإشكالات:
الإشكال الأول
استشهادهم الخاطئ بحديث "الجهاد ماض إلى قيام الساعة"،
حيث إن معناه:
أن الجهاد ماض وقائم متى ما توافرت مقوماته وتمكن المسلمون منه وتوافرت شروطه. مثله مثل الصلاة والصيام والزكاة، حيث إن لكل عبادة شروطاً، فهل من المعقول ضبط أركان الإسلام بضوابط الإسلام، في حين إطلاق عبادة الجهاد بلا شرط ولا قيد!
ولذلك فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم، أخبرنا في الحديث عن عيسى عليه السلام وأنه يواجه قوماً فيوحي الله إليه أن لا قبل لك بهم، فحرّز عبادي بالطور (يعني: الجأ بهم إلى الجبل ودع مقاتلة هؤلاء) والحديث في صحيح مسلم.
ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم نفسه، لم يقاتل يوم أن كان مستضعفاً في مكة. فهل ترك القتال عند العجز عنه تعطيل؟ وهل ترك عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام للجهاد مع عدم القدرة يعدّ تعطيلاً؟
الإشكال الثاني
قولهم إن جهاد الدفع (الدفاع عن المسلمين) فريضة ولا يشترط لها شرط.
وهذا الكلام واهٍ ولا يمكن قبوله، فإنه من الممكن طرح هذا التساؤل على المخالف:
هل جهاد الدفع واجب أم مستحب؟ فإن قال: (مستحب) فلا سبيل للإلزام بما هو مستحب. وإن قال: (واجب)، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قيّد الواجبات الشرعية ـ كلها بلا استثناء ـ بالقدرة حيث قال: "ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم"، هذا إضافة إلى الاستدلال بقول الله تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم" وقوله: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" وبالحديث المتقدم الذي في صحيح مسلم، وبحال النبي ـ صلى الله عليه وسلم، في مكة قبل الهجرة.
وليس معنى القدرة القدرة على حمل السلاح والوقوف به أمام العدو، أو القدرة على الاختباء والتحصّن وإحكام إغلاق المنافذ حتى لا يزداد توغّل المعتدي، ولكن المراد به: القدرة على دفع عدوان المعتدي عن المسلمين، وإخراجه عن بلادهم.
الإشكال الثالث
أنه لا تشترط المماثلة في القوة، بل يكفي وجود شيء من القوة، وسينتصر المسلمون بقوة إيمانهم مع وجود هذا السبب الضعيف من القوة المادية، كما حصل في الكثير من غزوات النبي ـ صلى الله عليه وسلم، وكما قال تعالى: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة".
والذي يجب أن يقال:
إن هناك فرقاً بين الجهاد القديم والجهاد الحديث؛ فالجهاد قديماً لا يخرج عن سيف ورمح ودرع وسهم، كما لا يخرج عن ناقة وبعير وخيل وبغل! وكان المسلمون يملكون من هذا ما يملك عدوهم مع اختلاف في أعداد تلك الأسلحة. أما الآن فنحن نتحدث عن أنواع وأنواع كثيرة من الأسلحة لا توجد لدى المسلمين، بل ما شمّوا لها رائحة!
ثم إنه كان لدى المسلمين من القوة الإيمانية الشيء الكثير والكثير جداً، وإذا نظرنا إلى حالنا في هذه الأزمان لوجدنا أننا قد ضيعنا الكثير من ديننا وعقيدتنا، حتى التوحيد الذي نختلف مع الكفار فيه؛ ضيعنا الكثير منه.
وانظر إلى صفوف المقاتلين من المسلمين؛ فكم ستجد من المبتدعة والواقعين في الشرك الأصغر، بل وربما الأكبر! فأنى للمسلمين النصر وفيهم: الصوفي، البعثي، الشيعي، الخرافي، والخارجي، وإن كان أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم قد هزموا في "أحد" بمعصية الرماة! وكادوا يهزمون في "حنين" لإعجاب بعضهم بالكثرة! فما بالنا نحن؟ أقول هذا وأنا أتذكر أن فيهم أبو بكر وعمر وعثمان! فكيف بالجيش الذي ليس فيهم من في مرتبة هؤلاء؟!
الإشكال الرابع
إنكم مصابون بداء تعظيم الكفار والتهويل من قدراتهم وقواتهم وإمكاناتهم!
ويكفي أن تعلم أننا على أشد العداء مع من خالفنا في الإسلام، ولكننا نتحدث انطلاقاً من الواقع الذي يجب عدم إغفاله لا مما في النفس تجاههم.
الإشكال الخامس
ماذا لو غزا الكفار دولتكم وبلدكم؟ هل ستبقى الفتوى على ما هي عليه؟
وهذا الكلام مبني على ثلاثة أخطاء عظيمة:
ـ الاعتراض على الفتوى الشرعية بالواقع! إذ الواقع يخضع لإفتاء العالم لا العكس.
ـ السؤال عما لم يقع! والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا ينهون عن هذا.
ـ الظن السيء بالعلماء! فالعالم لا تتغير فتواه بتغير المسؤول عنه مع بقاء الواقع والحال على ما هو عليه. وبالتالي: فالحكم الشرعي واحد، سواء كانت الفتوى للعراق أو فلسطين أو لغيرهما من بلاد المسلمين. و ـ بحمد الله ـ فليس علماؤنا من أصحاب التقلب والتلوّن والتملق.
الإشكال السادس
إذا لم نقاتل مع إخواننا في العراق وفلسطين، فما هو دورنا إذاً في إنهاء هذه الأزمات؟
وللجواب عن هذا التساؤل أقول: الواجب على المسلمين جميعاً الرجوع للكتاب والسنة، والتقوّي الإيماني والتزوّد من سلاح الدين، والواجب على حكام المسلمين العمل على إعداد الأمة عسكرياً.
والواجب على إخواننا في فلسطين والعراق أن يكفوا أيدهم، ويتركوا السلاح، وأن يحقنوا دماء أنفسهم وبقية إخوانهم، وأن يعتصموا برأي ولاة أمورهم، وأن يسمعوا ويطيعوا لمن ولاه الله أمرهم، وأن يستفيدوا من الـ 50 سنة الماضية ـ أو تزيد ـ التي قضتها المقاومة الفلسطينية بين تهييج وإثارة وتحريض؛ ولم نستفد منها إلا المزيد من الدمار والهلاك والدماء. فهل نحتاج لـ 50 سنة أخرى في العراق لنتوصل للحقيقة؟ و50 سنة في أفغانستان؟ و50 سنة في كل بلد إسلامي جريح؟
إن الحقيقة تقول:
إن المسلمين في بعد كبير عن الله تعالى وعن دينهم. وأنهم في عجز مادي عن مواجهة أصغر دول الكفر فضلاً عن أكبرها. وأن جهادهم لا يحقق مصلحة ولا ينكأ عدواً.
على المسلمين أن يعوا هذا، وأن يعترفوا به، وعلى الدعاة المحرّضين ـ الـ 26 وغيرهم ـ أن يراجعوا أنفسهم، ويعترفوا بإساءتهم لشباب المسلمين، وخذلانهم لهم، حين حجبوا عنهم النصوص الشرعية التي يجب التزامها حال ضعف المسلمين من الصبر والمصابرة والكفّ عن حمل السلاح والتقوّي الإيماني والرجوع لدين الله.
هاهي الحقيقة قد لاحت لكل ناظر، وبانت لكل ذي عينين في رأسه، فإن عرفت الحق فالزم، وإن خفي عنك فاستغفر الله وامسح عن عينيك غبار الهوى وسترى الحقيقة ليس دونها ما يباريها.
أخي المسلم:
انظر إلى الذين يدعون الأمة الإسلامية للجهاد، ويزجّون بها في مصاف القتال، هل ترى منهم أحداً يشاركك القتال؟ أو يزجّ بحبيبه أو قريبه في أراضي الجهاد؟ هل تراهم أوّل الوافقين معك؟
منقول