شهرزاد السلفية
08 Sep 2010, 01:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل سماحة الوالد الشيخ ابن باز رحمه الله عن مايلي فأجاب .
السؤال :
ماهي شروط قول ( لا إله إلا الله ) وهل يكفي التلفظ بها فقط دون فهم معناها وما يترتب عليها ؟
الجواب :
( لا إله إلا الله ) أفضل الكلام , وهي أصل الدين وأساس الملة وهي التي بدأ بها الرسل عليهم الصلاة والسلام أقوامهم . فأول شيء بدأ به الرسول قومه أن قال قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا , قال تعالى :(( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) وكل رسول يقول لقومه (( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )) فهي أساس الدين والملة ولابد أن يعرف قائلها معناها , فهي تعني أنه لا معبود بحق إلا الله . ولها شروط وهي : العلم بمعناها واليقين وعدم الشك بصحتها والإخلاص لله في ذلك وحده والصدق بقلبه ولسانه والمحبة لما دلت عليه من الإخلاص لله وقبول ذلك والإنقياد له وتوحيده ونبذ الشرك به مع البراءة من عبادة غيره ,واعتقاد بطلانها , وكل هذا من شرائط قول لا إله إلا الله وصحة معناها .يقولها المؤمن والمؤمنة مع البراءة من عبادة غير الله ومع الإنقياد للحق وقبوله والمحبة لله وتوحيده والإخلاص له وعدم الشك في معناها فإن بعض الناس يقولها وليس مؤمن بها كالمنافقين الذين يقولونها وعندهم شك أو تكذيب فلا بد من علم ويقين وصدق وإخلاص ومحبة وانقياد و قبول وبراءة ,وقد جمع بعضهم شروطها في بيتين فقال :
علم يقين وإخلاص وصدقك مع *** محبة وانقياد والقبـــــــــــول لها وزيد ثامنها الكفران منك بـــــما *** سوى الاله من الأشياء قد ألها
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
نشر في مجلة الدعوة العدد 1018 يوم الإثنين 2931407هـ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ أحمد بن يحي النجمي - رحمه الله -
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله , وأن عيسى عبد الله ورسوله , وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه , والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " أخرجاه .
عبادة بن الصامت الأنصاري رضي الله عنه هو أحد النقباء ليلة العقبة , وأحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهورين , وأحد أصحاب بدر , مات بالرملة سنة 34هـ وله 72 سنة .
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله " .
يشترط في شهادة أن لا إله إلا الله شروطا لابدّ من توفرها فيمن ينطق بها :
1- بأن يكون عارفا بمعناها , وهو النفي والإثبات .
2- ومن شروطها: العلم المنافي للجهل , وهو مقتضى ما ذكرته من العلم بها ؛ لأن الله تعالى يقول :(إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) [ الزخرف 86] .
3- ومن شروطها : اليقين المنافي للشك ؛ بأن لا يشك في ذلك أي : في وحدانية الله بالألوهية .
4- ومن شروطها : القبول المنافي للرد ؛ بأن يكون قابلا لمعناها وما تقتضيه .
5- ومن شروطها : الإنقياد المنافي للترك ؛ بأن يكون منقادا لما تقتضيه .
6- ومن شروطها : الإخلاص المنافي للشرك .
7- ومن شروطها : الحب المنافي للبغض .
8- والصدق المنافي للكذب .
إذا يشترط في قائلها أن تتوفر فيه هذه الشروط بأن يكون على علم بما تقتضيه , وهي تقتضي وحدانية الله بالألوهية , وأنه لا يشاركه فيها أحد , قال تعالى : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) [ الأنبياء 22 ] وقوله : ( قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ) [ الإسراء 42] , فمن نطق بهذه الشهادة عارفا بمعناها عاملا بمقتضاها نافيا لما نفت مثبتا لما أثبتت ؛ مؤكدا وحدانية الله وعدم الشريك له بقوله : " وحده لا شريك له " ونطق بشهادة أنّ محمدا رسول الله موقنا بأن محمدا عبد الله ورسوله لا يقبل الله من أحد دينا ولا عبادة لم تكن من طريقه صلوات الله وسلامه عليه , فمن نطق بهاتين الشهادتين على نحو ما ذكر , فذلك هو الناجي من عذاب الله , الحاصل على ثوابه وجنته .
ومن مكمّلات هذا الإعتقاد :" وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه " وتلك الكلمة هي قوله تعالى لعيسى :( كن) كما يقول - سبحانه وتعالى :( إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )[ آل عمران 59] , وبهذه الشهادة تنفي عقيدة النصارى فيه التي هي عقيدة البنوة , والتثليث حيث اعتقدوا في عيسى أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة , فغلوا فيه , ووضعوه في غير موضعه , وتنفي بذلك - أيضا - عقيدة اليهود الذين زعموا أنه ولد زنا , وعلى الجميع من اليهود والنصارى عليهم من الله ما يستحقون من الغضب والمقت , والمسلم يبرأ إلى الله من هذه العقائد , ويعترف بعقيدة التوحيد لله وبأنه ليس له ولد ولا صاحبة , وأن الجنة حق وهي جزاء الموحّدين المتقين , والنار حق , وهي جزاء للمشركين الكافرين , من اعتقد هذه العقيدة عاش بخير , ومات بخير وأدخله الله الجنة على ما كان منه من العمل علما بأن شهادة أن لا إله إلا الله لا تقبل إلا بالكفر بالطاغوت , والإيمان بالله .
معنى قوله صلى الله عليه وسلم :" أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " أي : أنه سيكون مآله إلى الجنة سواء كان قبل عذاب أو بعد عذاب , المهم أن نهايته أي : نهاية من يموت على التوحيد والإيمان تكون إلى الجنة , وهو تحت المشيئة , فإن مات مصرّا على الكبائر فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه بقدر ما يستحق من العذاب , ثم أخرجه من النار , وأدخله الجنة ؛ أمّا إذا مات ولم يكن عنده كبائر مصّر عليها حتى ولو كان قد تعاطى شيئا من الكبائر , ثم تاب ومات على التوبة , فإنه يرجى له أن يدخله الله الجنة بدون عذاب ؛ لقوله تعالى : (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم وندخلكم مُدخلا كريما ) [ النساء 31] .
قوله : ولهما في حديث عتبان رضي الله عنه :" فإن الله حرم على النار من قال لاإله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " على أن المراد بالنار هنا نار الكفار التي يخلد من دخلها فلا يخرج منها أبدا , وإما أن يحمل قوله:" حرم على النار " أي : حرم على قائل ذلك الخلود في النار وأنّ كل موحد نهايته الجنة .
قوله : وعن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به ..." الحديث [1]. يؤخذ من هذا عظم كلمة التوحيد , وأنها تعدل كل الأجرام العظام ؛ وهي السماوات السبع , والأرضين السبع , ومن فيهن, وما بينهما , تعادلها في الوزن , بل وتزيد عليها , وما ذلك إلا لعظمة من شهد له بوحدانية الألوهية - جل وعز - من إله .
قوله : وللترمذي و حسّنه عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى :( يا ابن آدم لو آتيتني بقراب الأرض خطايا , ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) قراب الأرض أي : ما يقارب ملأها , وهذا الحديث يتضمن أنّ من لقي الله - عز وجل - بالتوحيد ؛ فإنه يرجو من الله - عز وجل - المغفرة , وبالله التوفيق .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
[1] : وعن أبي سعيد الخذري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال موسى عليه السلام : يا رب , علمني شيئا أذكرك وأدعوك به . قال : قل يا موسى : لا إله إلا الله . قال : يا رب كل عبادك يقولون هذا ؟ . قال : يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرُهن غيري والأرضين السبع في كفة , ولا إله إلا الله في كفة , مالت بهن لا إله إلا الله ) . رواه ابن حبان والحاكم وصحّحه .
رواه: ابن حبان برقم (2324), والحاكم ( 528/1) وصححه ووافقه الذهبي , و البيهقي ( في الأسماء والصفات ) [ ص 102] . وعزاه الهيثمي في المجمع ( 82/10 ) لأبي يعلى , وقال : ((رجاله وثقوا على ضعف فيهم )) .
وفيه دراج بن سمعان , أبو السمح , وهوضعيف . أنظر" تقريب التهذيب " ( 235/1) .
[1] من كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
المصدر : الشرح الموجز الممهد لتوحيد الخالق الممجد لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي - رحمه الله -
سئل سماحة الوالد الشيخ ابن باز رحمه الله عن مايلي فأجاب .
السؤال :
ماهي شروط قول ( لا إله إلا الله ) وهل يكفي التلفظ بها فقط دون فهم معناها وما يترتب عليها ؟
الجواب :
( لا إله إلا الله ) أفضل الكلام , وهي أصل الدين وأساس الملة وهي التي بدأ بها الرسل عليهم الصلاة والسلام أقوامهم . فأول شيء بدأ به الرسول قومه أن قال قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا , قال تعالى :(( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) وكل رسول يقول لقومه (( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )) فهي أساس الدين والملة ولابد أن يعرف قائلها معناها , فهي تعني أنه لا معبود بحق إلا الله . ولها شروط وهي : العلم بمعناها واليقين وعدم الشك بصحتها والإخلاص لله في ذلك وحده والصدق بقلبه ولسانه والمحبة لما دلت عليه من الإخلاص لله وقبول ذلك والإنقياد له وتوحيده ونبذ الشرك به مع البراءة من عبادة غيره ,واعتقاد بطلانها , وكل هذا من شرائط قول لا إله إلا الله وصحة معناها .يقولها المؤمن والمؤمنة مع البراءة من عبادة غير الله ومع الإنقياد للحق وقبوله والمحبة لله وتوحيده والإخلاص له وعدم الشك في معناها فإن بعض الناس يقولها وليس مؤمن بها كالمنافقين الذين يقولونها وعندهم شك أو تكذيب فلا بد من علم ويقين وصدق وإخلاص ومحبة وانقياد و قبول وبراءة ,وقد جمع بعضهم شروطها في بيتين فقال :
علم يقين وإخلاص وصدقك مع *** محبة وانقياد والقبـــــــــــول لها وزيد ثامنها الكفران منك بـــــما *** سوى الاله من الأشياء قد ألها
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
نشر في مجلة الدعوة العدد 1018 يوم الإثنين 2931407هـ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ أحمد بن يحي النجمي - رحمه الله -
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله , وأن عيسى عبد الله ورسوله , وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه , والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " أخرجاه .
عبادة بن الصامت الأنصاري رضي الله عنه هو أحد النقباء ليلة العقبة , وأحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهورين , وأحد أصحاب بدر , مات بالرملة سنة 34هـ وله 72 سنة .
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله " .
يشترط في شهادة أن لا إله إلا الله شروطا لابدّ من توفرها فيمن ينطق بها :
1- بأن يكون عارفا بمعناها , وهو النفي والإثبات .
2- ومن شروطها: العلم المنافي للجهل , وهو مقتضى ما ذكرته من العلم بها ؛ لأن الله تعالى يقول :(إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) [ الزخرف 86] .
3- ومن شروطها : اليقين المنافي للشك ؛ بأن لا يشك في ذلك أي : في وحدانية الله بالألوهية .
4- ومن شروطها : القبول المنافي للرد ؛ بأن يكون قابلا لمعناها وما تقتضيه .
5- ومن شروطها : الإنقياد المنافي للترك ؛ بأن يكون منقادا لما تقتضيه .
6- ومن شروطها : الإخلاص المنافي للشرك .
7- ومن شروطها : الحب المنافي للبغض .
8- والصدق المنافي للكذب .
إذا يشترط في قائلها أن تتوفر فيه هذه الشروط بأن يكون على علم بما تقتضيه , وهي تقتضي وحدانية الله بالألوهية , وأنه لا يشاركه فيها أحد , قال تعالى : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) [ الأنبياء 22 ] وقوله : ( قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ) [ الإسراء 42] , فمن نطق بهذه الشهادة عارفا بمعناها عاملا بمقتضاها نافيا لما نفت مثبتا لما أثبتت ؛ مؤكدا وحدانية الله وعدم الشريك له بقوله : " وحده لا شريك له " ونطق بشهادة أنّ محمدا رسول الله موقنا بأن محمدا عبد الله ورسوله لا يقبل الله من أحد دينا ولا عبادة لم تكن من طريقه صلوات الله وسلامه عليه , فمن نطق بهاتين الشهادتين على نحو ما ذكر , فذلك هو الناجي من عذاب الله , الحاصل على ثوابه وجنته .
ومن مكمّلات هذا الإعتقاد :" وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه " وتلك الكلمة هي قوله تعالى لعيسى :( كن) كما يقول - سبحانه وتعالى :( إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )[ آل عمران 59] , وبهذه الشهادة تنفي عقيدة النصارى فيه التي هي عقيدة البنوة , والتثليث حيث اعتقدوا في عيسى أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة , فغلوا فيه , ووضعوه في غير موضعه , وتنفي بذلك - أيضا - عقيدة اليهود الذين زعموا أنه ولد زنا , وعلى الجميع من اليهود والنصارى عليهم من الله ما يستحقون من الغضب والمقت , والمسلم يبرأ إلى الله من هذه العقائد , ويعترف بعقيدة التوحيد لله وبأنه ليس له ولد ولا صاحبة , وأن الجنة حق وهي جزاء الموحّدين المتقين , والنار حق , وهي جزاء للمشركين الكافرين , من اعتقد هذه العقيدة عاش بخير , ومات بخير وأدخله الله الجنة على ما كان منه من العمل علما بأن شهادة أن لا إله إلا الله لا تقبل إلا بالكفر بالطاغوت , والإيمان بالله .
معنى قوله صلى الله عليه وسلم :" أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " أي : أنه سيكون مآله إلى الجنة سواء كان قبل عذاب أو بعد عذاب , المهم أن نهايته أي : نهاية من يموت على التوحيد والإيمان تكون إلى الجنة , وهو تحت المشيئة , فإن مات مصرّا على الكبائر فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه بقدر ما يستحق من العذاب , ثم أخرجه من النار , وأدخله الجنة ؛ أمّا إذا مات ولم يكن عنده كبائر مصّر عليها حتى ولو كان قد تعاطى شيئا من الكبائر , ثم تاب ومات على التوبة , فإنه يرجى له أن يدخله الله الجنة بدون عذاب ؛ لقوله تعالى : (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم وندخلكم مُدخلا كريما ) [ النساء 31] .
قوله : ولهما في حديث عتبان رضي الله عنه :" فإن الله حرم على النار من قال لاإله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " على أن المراد بالنار هنا نار الكفار التي يخلد من دخلها فلا يخرج منها أبدا , وإما أن يحمل قوله:" حرم على النار " أي : حرم على قائل ذلك الخلود في النار وأنّ كل موحد نهايته الجنة .
قوله : وعن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به ..." الحديث [1]. يؤخذ من هذا عظم كلمة التوحيد , وأنها تعدل كل الأجرام العظام ؛ وهي السماوات السبع , والأرضين السبع , ومن فيهن, وما بينهما , تعادلها في الوزن , بل وتزيد عليها , وما ذلك إلا لعظمة من شهد له بوحدانية الألوهية - جل وعز - من إله .
قوله : وللترمذي و حسّنه عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى :( يا ابن آدم لو آتيتني بقراب الأرض خطايا , ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) قراب الأرض أي : ما يقارب ملأها , وهذا الحديث يتضمن أنّ من لقي الله - عز وجل - بالتوحيد ؛ فإنه يرجو من الله - عز وجل - المغفرة , وبالله التوفيق .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
[1] : وعن أبي سعيد الخذري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال موسى عليه السلام : يا رب , علمني شيئا أذكرك وأدعوك به . قال : قل يا موسى : لا إله إلا الله . قال : يا رب كل عبادك يقولون هذا ؟ . قال : يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرُهن غيري والأرضين السبع في كفة , ولا إله إلا الله في كفة , مالت بهن لا إله إلا الله ) . رواه ابن حبان والحاكم وصحّحه .
رواه: ابن حبان برقم (2324), والحاكم ( 528/1) وصححه ووافقه الذهبي , و البيهقي ( في الأسماء والصفات ) [ ص 102] . وعزاه الهيثمي في المجمع ( 82/10 ) لأبي يعلى , وقال : ((رجاله وثقوا على ضعف فيهم )) .
وفيه دراج بن سمعان , أبو السمح , وهوضعيف . أنظر" تقريب التهذيب " ( 235/1) .
[1] من كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
المصدر : الشرح الموجز الممهد لتوحيد الخالق الممجد لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي - رحمه الله -