ام حفصه
12 Sep 2010, 06:13 AM
منقول للفائدة
وصية الزوجة
لما تزوج الحارث بن عمرو ملك كُنده ابنة عوف بن محلم الشيباني، وارادوا أن يحملوها إلى زوجها، أقبلت عليها أمُها توصيها، فكان مما أوصتها به أن قالت أي بنيَّة إنك مفارقة بيتك الذي منه خرجت، وعُشَّك الذي فيه درجتِ إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمةً يكن لكِ عبداً. واحفظي له خصالاً عشراً، يكن لكِ ذكراً:
فأما الأولى والثانية: فالرضا والقناعة، وحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منكِ على قبيح، ولا يشم أنفه منكِ إلا أطيب الريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه ومنامه، فإن شدة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والارعاء على حشمهِ وعياله. وملاك الآمر في المآل حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمراً، ولا تفشي له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرتِ صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره.
وإياك ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مغتماً، والكأبة بين يديه إذا كان فرحاً.
وكوني أشد ماتكونين له إعظاماً، يكن أشد ما يكون لك إكراماً. ,واشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ماتكونين له مرافقة.
واعلمي أنك لاتصلين على ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاكِ وهواه على هواكِ فيما أحببت وكرهت. والله يخير لك.
فقبلت الفتاة وصية أمها وعملت بها، والتزمت بكل بنودها، فعاشت مع زوجها عيشة هنية رغيدة، وأنجبت فيما يذكر التاريخ لزوجها الملوك السبعة الذين ملكوا اليمن بعده، وهكذا تكون النساء العظيمات.
وصية الزوجة
لما تزوج الحارث بن عمرو ملك كُنده ابنة عوف بن محلم الشيباني، وارادوا أن يحملوها إلى زوجها، أقبلت عليها أمُها توصيها، فكان مما أوصتها به أن قالت أي بنيَّة إنك مفارقة بيتك الذي منه خرجت، وعُشَّك الذي فيه درجتِ إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمةً يكن لكِ عبداً. واحفظي له خصالاً عشراً، يكن لكِ ذكراً:
فأما الأولى والثانية: فالرضا والقناعة، وحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منكِ على قبيح، ولا يشم أنفه منكِ إلا أطيب الريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه ومنامه، فإن شدة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والارعاء على حشمهِ وعياله. وملاك الآمر في المآل حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمراً، ولا تفشي له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرتِ صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره.
وإياك ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مغتماً، والكأبة بين يديه إذا كان فرحاً.
وكوني أشد ماتكونين له إعظاماً، يكن أشد ما يكون لك إكراماً. ,واشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ماتكونين له مرافقة.
واعلمي أنك لاتصلين على ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاكِ وهواه على هواكِ فيما أحببت وكرهت. والله يخير لك.
فقبلت الفتاة وصية أمها وعملت بها، والتزمت بكل بنودها، فعاشت مع زوجها عيشة هنية رغيدة، وأنجبت فيما يذكر التاريخ لزوجها الملوك السبعة الذين ملكوا اليمن بعده، وهكذا تكون النساء العظيمات.