مسك الختام
19 Sep 2010, 09:15 AM
لعل قليلاً من الناس هم الذين يستفيدون من التجارب من خلال قراءة أو عمل أو موقف أو مواقف, إن السبب في هذا كما هو نتيجة معرفتي بأحوال كثير مما يُعرض عليَّ أن الإنسان لا يحصل له ذلك مادام يعيش في دائرة قد لا يعلم ما يكون خارجها حتى يدعها أوتدعه ولابد في يوم ما من الأيام، وقد يكون كيساً فطناً لكنه يعمى عن هذا بسبب سكرة الحياة وما تمده به في صورة من الصور، والعاقل من الناس هو من يستفيد من التجارب ما لم يكن عقله عقلاً مركزياً ضيقاً فإنه هنا يكون حياً لذاته ومن حوله فقط فهنا يقع الظلم وتقع عدم المبالاة في مسيرة الحياة حتى إذا ترك الدنيا أو هي تركته ندم بعد تفكير طويل لكن لا محل هناك للندم للعجز عن رد الحق أو رد الحقوق الحس منها والمعنى.
وكم يكون المرء عاقلاً أميناً عادلاً نزيهاً ذا ولاءٍ صادقٍ حي إذا هو انصف وأجزل الإنصاف في ساعة كونه داخل (دائرة الحياة) لكن يصعب هذا إذا كان ضعف الإنسان وحبه لذاته يجرانه إلى السوء وعدم المبالاة في جو يظن أنه هو المستفيد بينما هو الخاسر لأنه يعيش بين قلق وخوف وقد يصحو فيعدل، وقد يصحو فيتراجع ولو في حق نفسه، لكن هذا يكون بعيدا لمن لم ير العز إلا من خلال ظنه وسبيله.
هذه مقدمة أوردها بين يدي قصة وقعت بين رجلين/ أقرض أحدهما الآخر مبلغاً من المال, وقد كان بينهما مكاتبة حول هذا المال لكن القرض كان ضعيفاً وصورته الضعف بسبب وشايات كاذبة ترادفت حتى قد صدقها اهل العجلة من الناس وطال أمد التسديد ولم يأت المال فكتب إليه: (بسم الله الرحمن الرحمن من (,,,,,,,,,,,,,,,,) إلى (,,,,,,,,,,,,,,,,) أما بعد: فقد أقرضتك مبلغاً من المال في يوم (,,,,,,) من شهر (,,,,,,,,) في عام (,,,,,,,,,,,) فرد الحق إلي لحاجتي إليه، وهي حاجة ماسة لولاها ماكتبت إليك خاصة وقد عاودتك ثلاث مرات بعد انتهاء المدة بأربعة أشهر، والله يعلم نيتك من قبل ومن بعد، وأنا صاحب حق، وجهدي في كسب المال يعلمه الله تعالى، وقد أقرضتك إياه ثقتي في دينك ورشدك إقراضي إياك، ولن أقاضيك اليوم لقدرتك عليَّ والله المستعان) أو وتستطيع أن تفتش في خبايا الحياة وزوايا الأرض ومعارج الحقوق لتجد عجباً يحصل بين بعض الخلق لكن كل ظلم له صورة إن لم يكن له صور كثيرة متعددة تحيل نفس الظالم ويسول له هواه ودنياه: أنه صاحب حق بتأويلات شيطانية عجيبة وقد يرى الظالم أنه يسير في طريق طبيعي كأن لم يحصل شيء يُقلقله.
أما ذلك الذي اقترض المال فلم يعده فقد اعاده بعد (ثمان وخمسين سنة) لكن بعد إصابته بجلطة وكبر سن وتفرق الأولاد الذين كانوا يتسابقون إلى خدمته طاعةوهيبة وتعظيماً ولست أظنه وعى ضربة سهام الليل التي نزلت عليه بعد خمسين سنة تزيد ثمانيا وكلها عمر عمله الذي كان يزاوله دون وعي منه أن ضحاياه بلغوا قدراً كبيراً لكنهم لم يظهروا (سبحان الله) إلا بعد أن سقط (المقترض) تلك السقطة المزدوجة في وقت لم يصدق الضعفاء أنه قد: وقع.
وفي حي قديم من أحياء بغداد قبل قرابة تسعمائة عام تقريباً: كان هناك عجوز تسكن في بيت جاءه الهدم بأمر من ناظر السوق حتى يتسع الطريق للمارة ذهاباً واياباً فلما قالوا لها ذلك فرحت به لأنهم عوضوها مبلغاً من المال.
وكان بجوارها: تاجر مسن حلب الأيام وجرب الدهر فأودعت عنده المال حتى تتمكن من شراء بيت لها تضع فيه متاعها فرحب الرجل (التاجر) وكان يعمل في التجارة قال:
على الرحب والسعة.
أحسنت صنعاً يا رجل.
لا شكر فهذا واجبي.
لكن شكرك واجب.
ولك مثل شكرك على حسن ظنك.
وتمضي الأيام تترا، وتحتاج المرأة إلى: المال حتى تقضي به حاجتها التي وجدتها بعد عام كامل.
وتأتي صاحبها: المشهور.
لقد احتجت إلى المال لشراء بيت لي.
أي مال ياهذه,؟
مالي الذي أودعته عندك,,.
لا أذكر ذلك.
تذكر جيداً,, وانظر ما تقول.
هذا ما عندي هداك الله.
ليس لك عندي شيء,, ولو كان لرددته إليك.
ثم إنه من عجيب هذا التاجر أنه بدأ يتصرف بتغافل واستعلاء، وبدأ يتناساها وبدأت كما لو لم تودعه مالاً فهي امرأة مسنة ضعيفة وهو تاجر كبير ذو دهاء وعلاقات كثيرة وتودد يسمونها (حسن خلق) و(تواضع) وهو الدهاء المكشوف للدهاة العزل.
ورأت أن حقها يضيع وجهدها يذهب سدى فماذا تصنع، إن أمرها ضعيف فقد كبرت سنها وتوهنت إضافة إلى أنه قهرها فالمشتكى إلى الله.
وتتقدم بشكوى إلى القاضي، والله يعلم المحق من المبطل.
وتقف ترتعد فيبادرها القاضي.
ماذا تقولين,,؟
أقول ما تسمع.
وهل لديك بينة؟
كلا.
هل لديك شهود؟
كلا.
هل ترينه يتذكر؟
هو لا,, لا.
ولم,؟
متعال.
ثم ماذا,,,؟
قلت: لا أظنه يقر.
سوف نرى لكن ليس لنا إلا الظاهر.
صدقت رحمك الله.
لكنك من (النوع) الذي وان كان الحق له لا يستطيع التعبير.
أمري إلى الله تعالى.
ويرسل إليه ناظر القضية فيأتي ويقف بجانب العجوز ويبادرها القاضي.
ما تقولين,,؟
قد أودعت هذا الواقف أمامك مبلغاً من المال على أنها وديعة اودعتها إياه وقد وثقت بدينه لما ظهر لي منه.
ما تقول: أنت.
لم تودع عندي شيئاً.
اتق الله/ خف منه/ راجع نفسك/ فتش مالك: تأنّ فما تقول؟
لم تودع عندي شيئاً.
أبداً.
هو ما تسمع عافاك الله.
ويسألها ناظر القضية بعد ذلك.
هل لديك بينة.
كلا.
ويعود القاضي إليه قائلاً:
يارجل تذكر الحال فالنسيان وارد.
قلت ليس عندي شيء لها.
وتتكلم العجوز بصوت ابح وحشرجة حلق ضعيف متكسر وحركة مرتعشة.
أيها القاضي: دعه.
ولم,,؟
لن يعيد المال.
وكيف علمتِ ذلك,,؟
علمت ذلك منه نفسه فهو ذو مال وولد ومساكن وذو دهاء لا يحب إلا نفسه وان بدا ذا خلق ودين.
اذاً ماذا تريدين,,؟
يمينه.
هات اليمين.
على ماذا,,؟
على أنك لم تأكل حقها.
كيف آكله,؟
على أنها لم تودع مالها عندك.
لكن اتق الله فرب رد حق يورث خيراً وعزاً وجاهاً غير ما أنت فيه وعليه ورب ظلم وتسلط وحسد وحقد أورث ندماً وحسرة، ياهذا أنصف من نفسك، وما تراه من ضعفها ومسكنتها وذلها هو عند الله (جليل عظيم) فهو الحكم بينكما فخذ أو دع.
وتجهش العجوز بالبكاء , فلم يتفطر قلب التاجر، ثم هي تقول:
لا داعي,, لا داعي، تكفيني يمينه إنني لم أودعه مالي,.
هات اليمين.
ويحلف الرجل: كاذباً
فهو يقول والله لم تودع عندي شيئاً.
وتنتهي القضية وترفع الضعيفة أمرها إلى الله.
وَيُحاطُ بالرَّجُلِ بَعدَ حين فقد:
1 ضعف بصره
2 وآلمته ركبتاه.
3 وآلمه أسفل ظهره.
4 وتعلق كثيراً بدنياه.
5 وبدأ يُضيق دائرة علاقاته.
6 ثم جمع ولده لكنهم بعد حين دبَّ بينهم النزاعُ، وبعد الواحد والتسعين من عمره بدا كما لو كان عوداً يابساً في مهب الريح حتى انه يمن عليه من يسلم عليه.
ثم يسقط في بئر فيجد الورثة ورقة قديمة فيعيدون المال لورثة العجوز.
فانظر كيف تعذب قبل أن يموت.
وكان يؤمل ويخطط والله يَمدُ له من الأمل حتى إذا تفتحت وازدهرت هوى، فقد أراد شيئاً وأراد الله تعالى بعدله شيئاً آخر.
وكم يطيب لي بَعدُ أن أذكر كتابين جديرين بالقراءة سارت الركبان بنجرهما فيهما من /القصص/ والعبر/ والحكم/ والروايات الشيء العجيب هذان الكتابان هما:
1 الفرج بعد الشدة/ للقاضي,, التنوخي.
2 مجابو الدعوة/ للإمام,, ابن أبي الدنيا.
ولا جرم فإن قراءة هذين الكتابين جديرة بأن تفتح أبواباً كثيرة أمام من:
زل.
أو أخطأ.
أو وشى.
أو ظلم
أو حقد
لكن يحسن أن يُعلم أن لكل نوع من هذه الأنواع صورا عديدة فمالم يكن المرء حراً عاقلاً واعياً فإنه لن يُدرك خطأه لأنه محاط بهوى وحيل نفسية وسوء تقدير إلا من شاء الله.
وكم في معنى قوله تعالى (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) كم لهذه الآية من معنى ومعنى لايدرك ذلك إلا الحاذق الصادق الموقن حق اليقين.
لفضيلة الشيخ / صالح اللحيدان حفظه الله
وكم يكون المرء عاقلاً أميناً عادلاً نزيهاً ذا ولاءٍ صادقٍ حي إذا هو انصف وأجزل الإنصاف في ساعة كونه داخل (دائرة الحياة) لكن يصعب هذا إذا كان ضعف الإنسان وحبه لذاته يجرانه إلى السوء وعدم المبالاة في جو يظن أنه هو المستفيد بينما هو الخاسر لأنه يعيش بين قلق وخوف وقد يصحو فيعدل، وقد يصحو فيتراجع ولو في حق نفسه، لكن هذا يكون بعيدا لمن لم ير العز إلا من خلال ظنه وسبيله.
هذه مقدمة أوردها بين يدي قصة وقعت بين رجلين/ أقرض أحدهما الآخر مبلغاً من المال, وقد كان بينهما مكاتبة حول هذا المال لكن القرض كان ضعيفاً وصورته الضعف بسبب وشايات كاذبة ترادفت حتى قد صدقها اهل العجلة من الناس وطال أمد التسديد ولم يأت المال فكتب إليه: (بسم الله الرحمن الرحمن من (,,,,,,,,,,,,,,,,) إلى (,,,,,,,,,,,,,,,,) أما بعد: فقد أقرضتك مبلغاً من المال في يوم (,,,,,,) من شهر (,,,,,,,,) في عام (,,,,,,,,,,,) فرد الحق إلي لحاجتي إليه، وهي حاجة ماسة لولاها ماكتبت إليك خاصة وقد عاودتك ثلاث مرات بعد انتهاء المدة بأربعة أشهر، والله يعلم نيتك من قبل ومن بعد، وأنا صاحب حق، وجهدي في كسب المال يعلمه الله تعالى، وقد أقرضتك إياه ثقتي في دينك ورشدك إقراضي إياك، ولن أقاضيك اليوم لقدرتك عليَّ والله المستعان) أو وتستطيع أن تفتش في خبايا الحياة وزوايا الأرض ومعارج الحقوق لتجد عجباً يحصل بين بعض الخلق لكن كل ظلم له صورة إن لم يكن له صور كثيرة متعددة تحيل نفس الظالم ويسول له هواه ودنياه: أنه صاحب حق بتأويلات شيطانية عجيبة وقد يرى الظالم أنه يسير في طريق طبيعي كأن لم يحصل شيء يُقلقله.
أما ذلك الذي اقترض المال فلم يعده فقد اعاده بعد (ثمان وخمسين سنة) لكن بعد إصابته بجلطة وكبر سن وتفرق الأولاد الذين كانوا يتسابقون إلى خدمته طاعةوهيبة وتعظيماً ولست أظنه وعى ضربة سهام الليل التي نزلت عليه بعد خمسين سنة تزيد ثمانيا وكلها عمر عمله الذي كان يزاوله دون وعي منه أن ضحاياه بلغوا قدراً كبيراً لكنهم لم يظهروا (سبحان الله) إلا بعد أن سقط (المقترض) تلك السقطة المزدوجة في وقت لم يصدق الضعفاء أنه قد: وقع.
وفي حي قديم من أحياء بغداد قبل قرابة تسعمائة عام تقريباً: كان هناك عجوز تسكن في بيت جاءه الهدم بأمر من ناظر السوق حتى يتسع الطريق للمارة ذهاباً واياباً فلما قالوا لها ذلك فرحت به لأنهم عوضوها مبلغاً من المال.
وكان بجوارها: تاجر مسن حلب الأيام وجرب الدهر فأودعت عنده المال حتى تتمكن من شراء بيت لها تضع فيه متاعها فرحب الرجل (التاجر) وكان يعمل في التجارة قال:
على الرحب والسعة.
أحسنت صنعاً يا رجل.
لا شكر فهذا واجبي.
لكن شكرك واجب.
ولك مثل شكرك على حسن ظنك.
وتمضي الأيام تترا، وتحتاج المرأة إلى: المال حتى تقضي به حاجتها التي وجدتها بعد عام كامل.
وتأتي صاحبها: المشهور.
لقد احتجت إلى المال لشراء بيت لي.
أي مال ياهذه,؟
مالي الذي أودعته عندك,,.
لا أذكر ذلك.
تذكر جيداً,, وانظر ما تقول.
هذا ما عندي هداك الله.
ليس لك عندي شيء,, ولو كان لرددته إليك.
ثم إنه من عجيب هذا التاجر أنه بدأ يتصرف بتغافل واستعلاء، وبدأ يتناساها وبدأت كما لو لم تودعه مالاً فهي امرأة مسنة ضعيفة وهو تاجر كبير ذو دهاء وعلاقات كثيرة وتودد يسمونها (حسن خلق) و(تواضع) وهو الدهاء المكشوف للدهاة العزل.
ورأت أن حقها يضيع وجهدها يذهب سدى فماذا تصنع، إن أمرها ضعيف فقد كبرت سنها وتوهنت إضافة إلى أنه قهرها فالمشتكى إلى الله.
وتتقدم بشكوى إلى القاضي، والله يعلم المحق من المبطل.
وتقف ترتعد فيبادرها القاضي.
ماذا تقولين,,؟
أقول ما تسمع.
وهل لديك بينة؟
كلا.
هل لديك شهود؟
كلا.
هل ترينه يتذكر؟
هو لا,, لا.
ولم,؟
متعال.
ثم ماذا,,,؟
قلت: لا أظنه يقر.
سوف نرى لكن ليس لنا إلا الظاهر.
صدقت رحمك الله.
لكنك من (النوع) الذي وان كان الحق له لا يستطيع التعبير.
أمري إلى الله تعالى.
ويرسل إليه ناظر القضية فيأتي ويقف بجانب العجوز ويبادرها القاضي.
ما تقولين,,؟
قد أودعت هذا الواقف أمامك مبلغاً من المال على أنها وديعة اودعتها إياه وقد وثقت بدينه لما ظهر لي منه.
ما تقول: أنت.
لم تودع عندي شيئاً.
اتق الله/ خف منه/ راجع نفسك/ فتش مالك: تأنّ فما تقول؟
لم تودع عندي شيئاً.
أبداً.
هو ما تسمع عافاك الله.
ويسألها ناظر القضية بعد ذلك.
هل لديك بينة.
كلا.
ويعود القاضي إليه قائلاً:
يارجل تذكر الحال فالنسيان وارد.
قلت ليس عندي شيء لها.
وتتكلم العجوز بصوت ابح وحشرجة حلق ضعيف متكسر وحركة مرتعشة.
أيها القاضي: دعه.
ولم,,؟
لن يعيد المال.
وكيف علمتِ ذلك,,؟
علمت ذلك منه نفسه فهو ذو مال وولد ومساكن وذو دهاء لا يحب إلا نفسه وان بدا ذا خلق ودين.
اذاً ماذا تريدين,,؟
يمينه.
هات اليمين.
على ماذا,,؟
على أنك لم تأكل حقها.
كيف آكله,؟
على أنها لم تودع مالها عندك.
لكن اتق الله فرب رد حق يورث خيراً وعزاً وجاهاً غير ما أنت فيه وعليه ورب ظلم وتسلط وحسد وحقد أورث ندماً وحسرة، ياهذا أنصف من نفسك، وما تراه من ضعفها ومسكنتها وذلها هو عند الله (جليل عظيم) فهو الحكم بينكما فخذ أو دع.
وتجهش العجوز بالبكاء , فلم يتفطر قلب التاجر، ثم هي تقول:
لا داعي,, لا داعي، تكفيني يمينه إنني لم أودعه مالي,.
هات اليمين.
ويحلف الرجل: كاذباً
فهو يقول والله لم تودع عندي شيئاً.
وتنتهي القضية وترفع الضعيفة أمرها إلى الله.
وَيُحاطُ بالرَّجُلِ بَعدَ حين فقد:
1 ضعف بصره
2 وآلمته ركبتاه.
3 وآلمه أسفل ظهره.
4 وتعلق كثيراً بدنياه.
5 وبدأ يُضيق دائرة علاقاته.
6 ثم جمع ولده لكنهم بعد حين دبَّ بينهم النزاعُ، وبعد الواحد والتسعين من عمره بدا كما لو كان عوداً يابساً في مهب الريح حتى انه يمن عليه من يسلم عليه.
ثم يسقط في بئر فيجد الورثة ورقة قديمة فيعيدون المال لورثة العجوز.
فانظر كيف تعذب قبل أن يموت.
وكان يؤمل ويخطط والله يَمدُ له من الأمل حتى إذا تفتحت وازدهرت هوى، فقد أراد شيئاً وأراد الله تعالى بعدله شيئاً آخر.
وكم يطيب لي بَعدُ أن أذكر كتابين جديرين بالقراءة سارت الركبان بنجرهما فيهما من /القصص/ والعبر/ والحكم/ والروايات الشيء العجيب هذان الكتابان هما:
1 الفرج بعد الشدة/ للقاضي,, التنوخي.
2 مجابو الدعوة/ للإمام,, ابن أبي الدنيا.
ولا جرم فإن قراءة هذين الكتابين جديرة بأن تفتح أبواباً كثيرة أمام من:
زل.
أو أخطأ.
أو وشى.
أو ظلم
أو حقد
لكن يحسن أن يُعلم أن لكل نوع من هذه الأنواع صورا عديدة فمالم يكن المرء حراً عاقلاً واعياً فإنه لن يُدرك خطأه لأنه محاط بهوى وحيل نفسية وسوء تقدير إلا من شاء الله.
وكم في معنى قوله تعالى (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) كم لهذه الآية من معنى ومعنى لايدرك ذلك إلا الحاذق الصادق الموقن حق اليقين.
لفضيلة الشيخ / صالح اللحيدان حفظه الله