ابن الإسلام..
05 Oct 2010, 05:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم يقول تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}[الأنفال:12]. الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد: فهذه تفاصيل الملحمة التي وقعت بين جُند الله وأولياء الرحمن وبين جند الطاغوت وأولياء الشيطان في ولاية ديالى، والتي جهدت وسائل الإعلام الخبيثة في طمس حقائقها والتّغطية على حجم الهزيمة النّفسية والمادّية التي مُنيت بها الأجهزة الأمنية لحكومة المنطقة الخضراء والقوات الصّليبيّة المُساندة لها، فالمواجهة هذه المرّة لم تكن مع المئات أو العشرات من المسلّحين كما ذكرت وسائل الإعلام عن جيش وشرطة المرتدّين، بل لم يكونوا حتى عشرة، إنّما هم ثلاثة من ليوث التّوحيد وجنود دولة الإسلام، سلّطهم الله على أعدائه وأظهر بهم معيّته للمؤمنين وكراماته التي خصّ بها أوليائه وتأييده لهم بملائكته.. بدأت الملحمة بعدما استقرّ إخوة الدّين والنّسب في أحدى بساتين منطقة (الحديد) الزراعية، لتكون مأوى للتّدريب والانطلاق لتنفيذ بعض العمليّات التي تستهدف رؤوساً للكفر والردّة في تلك المنطقة، ولم يكن عندهم من الأسلحة والعتاد ما يكفي لمثل هذه المواجهات بحسابات البشر المجرّدة، وفي ثاني أيام عيد الفطر الموافق ليوم السّبت (2/ شوّال) تسلّل بعض عناصر الشرطة المحليّة للبستان فاشتبك معهم الإخوة وقتلوا عنصراً وأصابوا ثلاثة آخرين بجروح مختلفة ليفرّ الجبناء بسرعة تاركين جثة المقتول وأسلحتهم التي غنمها الإخوة، فتدخّلت دوريات الجيش الوثني القريبة في المنطقة والمكوّنة من عجلات "الهمر" المدججة بالمدافع الرشاشة المتوسطة والثقيلة، وتعجّلوا اقتحام الموقع فكان لهم جند التوحيد بالمرصاد وحصل اشتباك بالأسلحة الخفيفة والرمّانات اليدويّة التي أوقفت الرتل، فقُتل منهم عنصران وأصيب آخرون حيث تُركت جثث المقتولَين في مكانها ولم يجرؤ أحد على الاقتراب لسحبها حتى نهاية الملحمة في اليوم الثالث من الاشتباكات. بعدها صار المرتدّون يصطرخون فيما بينهم - وقد انخلعت قلوبهم خوفا ورعباً- بوجود العشرات من المجاهدين في المكان، وانتشر ذلك في وسائل الإعلام، وحصل خلافٌ بين الضباط والجنود الذين رفضوا الأوامر بالتقدّم، فتدخّلت قوات ما يسمّى بفوج الطّوارئ بمعيّة الطيران الصليبي، وحصل اشتباكان مع الإخوة الذين انتشروا على جبهتين وكانت النتيجة إعطاب عجلتي "همر" ومقتل الضابط المسئول عن الاقتحام مع اثنين من الجنود وإصابة الكثير منهم، وكان من ضمن المستهدفين المرتدّ المُحارب والدُ الأشقّاء المجاهدين حيث أصيب بجروح خطيرة. وانتهى اليوم الأول بمقتل وإصابة ما يزيد على عشرين مرتدّا، في حين أصيب أحد الإخوة بجروح متوسّطة، ومع مغيب الشمس أنزل الله سكينته على جُنده فغشيهم النّوم حتى فجر اليوم التالي، وعصمهم الله من الكفّار فلم يجرءوا على اقتحام البستان، بل انسحبوا خائبين بحجة جمع المعلومات والإعداد للهجوم مرة أخرى.. ومع صبيحة اليوم الثاني انقسم الأبطال الثلاثة على أطراف البستان بعد أن تقاسموا ما رزقهم الله من غنائم اليوم السابق، واتّفقوا على الاستعانة بالقنص بدل الاشتباك حفاظا على العتاد من النفاد، وبدأت محاولات المرتدّين للاقتحام فقُتل منهم ستة عناصر بالقنص والاشتباك القريب مع استخدام الرمّانات اليدوية، وانتشرت جثث المرتدين وجرحاهم في البستان وانسحبت القوة المهاجمة مرة أخرى لتقوم القوات الصليبية بالقصف بالطائرات وبمدافع الهاون من مدرعات "برادلي" لمدة ساعتين، وأدى القصف لقتل العديد ممّن تبقى من جرحى المرتدّين وحرق جيفهم، في حين أصيب الإخوة بجروح بسيطة ولله الحمد، انسحبوا بعدها لمواقع بديلة داخل البستان وتوقف الاشتباك لفترة، فظنّ الصليبيّون مقتل كل من كان في الموقع، وبدءوا الاقتحام بأعداد كبيرة جدا (صليبيين ومرتدّين) فصاروا صيدا قريبا سهلا للقنص والرمانات اليدوية، وكان اليوم دمويا لهؤلاء حيث اعترفوا بمقتل أربعة صليبيين وستة مرتدين والعشرات من الجرحى قبل أن ينسحبوا بصورة غير منظّمة تحت غطاء جوي ونيران كثيفة، وقد أعلنوا في وسائل الإعلام أن عدد المسلّحين داخل البستان العشرات وأنّ فيهم "أجانب" دخلوا من بلدان مجاورة!!، كما أشاعوا وجود أمير المؤمنين حفظه الله في المكان ليبرّروا شدّة الاشتباكات وفشلهم الذّريع في الاقتحام، فالحمد لله الذي نصر جنده وأتباع نبيّه بالرعب وزرع في صدور الكفّار الرّهبة منهم: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ * لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} [الحشر:13-14]. وفي اليوم الثالث حصلت اشتباكات متفرّقة بعد أن طوّقوا المنطقة وحشدوا المئات من القوات الأمريكية ونخب قوات المرتدّين التي دخلها رعبٌ شديد أربك عملياتها حتى ظنّوا أنهم يقاتلون أشباحا على أشجار النّخيل، فقُتل ثمانية من الجيش الوثني بينهم المصوّر المرافق لهم، في حين ركّز الأمريكان جهدهم على إخلاء جثث قتلاهم ونجحوا بذلك تحت غطاء ناريٍّ كثيف تاركين أسلحتهم التي غنمها الإخوة واستعملوها في عمليات القنص التي أهلكت عنصرين آخرين من المرتدّين قبل أن يؤذّن لصلاة المغرب ويقدّر الله لهذه الملحمة أن تنتهي، حيث أعمى الله أبصار الكفّار وختم بالرّعب على قلوبهم، فاستطاع الأبطال الانسحاب تحت جنح الظّلام من إحدى زوايا البستان التي تركها المرتدّون بعد الاشتباك، تحفّهم رعاية الله وتأييده ليوثّقوا هذه الملحمة بالحبر والورق بعد أن وثقوها واقعا بالدماء والعَرَق.. ولم يجد المرتدّون بعدها ليغطّوا خيبتهم وخسرانهم سوى الأكاذيب عن انتصارات موهومة، ثمّ ليقوموا كعادتهم بحملة اعتقالات عشوائية طالت العشرات من عوامّ المسلمين الذين صوّرهم الإعلام على أنهم "إرهابيّون" مسئولون عن الاشتباكات، كما قام هؤلاء بالانتقام من ميليشيا صحوة النّفاق في المنطقة، فاعتقلوا العشرات منهم وصادروا أسلحتهم، وقد ارتبكت تصريحات القيادات الأمنية لحكومة السّفهاء وظهر الاضطراب واضحا على مواقفهم بعد أن انكشف غبار المعركة ودخلوا الموقع لتظهر حقيقة الأمر، وأنّ الذين قاتلوهم ليسوا مئات أو عشرات، بل ثلّة مؤمنة لا يزيدون على ثلاثة، حتى إنّ أحدهم - وهو أمير المجموعة - من أولي الضّرر بساقٍ واحدةٍ، عذره الله ورفع عنه الحرج، لكن رفضت نفسه الأبيّة أن ترضى بغبار القعود وطمع أن يطأ بعرجته الجنّة، نسأل الله له ولإخوته الإخلاص في العمل والثبات على الحقّ وحسن الخاتمة وأن يتقبّل منهم صالح أعمالهم.. والله أكبر {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} وزارة الإعلام / دولة العراق الإسلامية ||| وترقبوا .. قريبا بإذن الله >> المصدر : ( مركز الفجر للإعلام )