مشاهدة النسخة كاملة : (ما يجب علينا نحو الرسل)
الرحال99
06 Nov 2010, 06:34 PM
(ما يجب علينا نحو الرسل)
يجب على الأمة تجاه الرسل حقوق عظيمة بحسب ما أنزلهم الله من المنازل الرفيعة في الدين، وما رفعهم الله إليه من الدرجات السامية الجليلة عنده، وما شرفهم به من المهمات النبيلة، وما اصطفاهم به من تبليغ وحيه وشرعه لعامة خلقه.
ومن هذه الحقوق :
(أولاً) – (أ)
تصديقهم جميعاً فيما جاءوا به، وأنهم مرسلون من ربهم، مبلغون عن الله ما أمرهم الله بتبليغه لمن أرسلوا إليهم وعدم التفريق بينهم في ذلك.
قال تعالى :
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ)
النساء (64)
وقال العليم سبحانه :
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)
المائدة (92)
وقال عز وجل :
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً).
النساء (150-151)
فيجب تصديق الرسل فيما جاءوا به من الرسالات وهذا مقتضى الإيمان بهم.
___________________
أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة
لـ نخبة من العلماء – بتصرف - ص (163)
المصدر: موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/aqadia/1806).
الرحال99
06 Nov 2010, 06:35 PM
(ما يجب علينا نحو الرسل)
(أولاً) – (ب)
مما يجب معرفته أنه لا يجوز لأحد من الثقلين متابعة أحد من الرسل السابقين بعد مبعث رسولنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث للناس كافة، إذن أن شريعته عليه الصلاة والسلام جاءت ناسخة لجميع شرائع الأنبياء قبله، فلا دين إلا ما بعثه الله به ولا متابعة إلا لهذا النبي الكريم.
قال تعالى :
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ)
آل عمران (85)
وقال العليم سبحانه :
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
سبأ (28)
وقال عز وجل :
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
الأعراف (158)
___________________
أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة
لـ نخبة من العلماء – بتصرف - ص (163)
المصدر: موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/aqadia/1806).
الرحال99
06 Nov 2010, 06:36 PM
(ما يجب علينا نحو الرسل)
(ثانياً)
يجب علينا موالاتهم ومحبتهم والحذر من بغضهم وعداوتهم.
قال تعالى :
(وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ)
المائدة (56)
وقال تعالى :
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)
التوبة (71)
فتضمنت الآية وصف المؤمنين بموالاة بعضهم لبعض فدخل في ذلك رسل الله الذين هم أكمل المؤمنين إيماناً، وعليه فإن موالاتهم ومحبتهم في قلوب المؤمنين هي أعظم من موالاة غيرهم من الخلق لعلو مكانتهم في الدين ورفعة درجاتهم في الإيمان.
ولذا حذر الله سبحانه وتعالى من معاداة رسله وعطفها في الذكر على معاداة الله وملائكته، وقرن بينهما في العقوبة والجزاء، فقال عز من قائل سبحانه:
(مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)
البقرة (98)
_________________________
أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة
لـ نخبة من العلماء – بتصرف - ص (163)
المصدر: موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/aqadia/1806).
الرحال99
06 Nov 2010, 06:37 PM
(ما يجب علينا نحو الرسل)
(ثالثاً) – (أ)
اعتقاد فضلهم على غيرهم من الناس، وأنه لا يبلغ منزلتهم أحد من الخلق مهما بلغ من الصلاح والتقوى، إذ الرسالة اصطفاء من الله يختص الله بها من يشاء من خلقه، ولا تنال بالاجتهاد والعمل.
قال تعالى :
(اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
الحج (75)
وذكر الله سبحانه وتعالى طائفة كبيرة من الأنبياء والمرسلين ثم ختمها بخاتمة جميلة عظيمة فقال جلَّ في علاهـ :
(وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ)
الأنعام (83 - 86)
___________________
أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة
لـ نخبة من العلماء – بتصرف - ص (163)
المصدر: موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/aqadia/1806).
الرحال99
06 Nov 2010, 06:38 PM
(ما يجب علينا نحو الرسل)
(ثالثاً) – (ب)
دلَّت السنة أيضاً على أن منزلة الرسل لا يبلغها أحد من الخلق، لما رواهـ الشيخان من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى"
وفي رواية للبخاري :
"من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب"
قال بعض شراح الحديث :
إنه صلى الله عليه وسلم قال هذا زجراً أن يتخيل أحد من الجاهلين شيئاً من حط مرتبة يونس صلى الله عليه وسلم من أجل ما في القرآن العزيز من قصته.
وبين العلماء :
أن ما جرى ليونس صلى الله عليه وسلم لم يحطه من النبوة مثقال ذرة، وخص يونس بالذكر لما ذكر الله من قصته في القرآن الكريم كقوله تعالى:
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)
الأنبياء (87-88)
وقوله تعالى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) ... الآيات في سورة الصافات (139-148).
___________________
أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة
لـ نخبة من العلماء – بتصرف - ص (163)
المصدر: موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/aqadia/1806).
الرحال99
06 Nov 2010, 06:40 PM
(ما يجب علينا نحو الرسل)
(رابعاً)
اعتقاد تفاضلهم فيما بينهم وأنهم ليسوا في درجة واحدة بل فضل الله بعضهم على بعض.
قال تعالى :
(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ)
البقرة (253)
قال الطبري في تفسير الآية :
يقول تعالى ذكره: هؤلاء رسلي فضلت بعضهم على بعض، فكلمت بعضهم كموسى صلى الله عليه وسلم، ورفعت بعضهم درجات على بعض بالكرامة ورفعة المنزلة.
فإنزال كل واحد منهم منزلته في الفصل والرفعة بحسب دلالات النصوص من جملة حقوقهم على الأمة.
___________________
أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة
لـ نخبة من العلماء – بتصرف - ص (163)
المصدر: موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/aqadia/1806).
ملاحظه كلها جتني على إميلي
أبوسعود المكي
19 Nov 2010, 10:51 AM
بارك الله فيك.
لي عودة بإذن الله للقراءة بتمعن.
الرحال99
24 Nov 2010, 09:16 PM
خذ راحتك
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir