عبدالله عون
10 Nov 2010, 01:06 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على البشير نبينا القائل ( أهل القرآن أهل الله وخاصته) - أخرجه النسائي وابن ماجة وأحمد- والقائل ( وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري) – أخرجه البخاري موقوفا-
لقد نزل بأهل القرآن في منطقة مكة المكرمة نازلة بفعل بعضنا وبسكوت البعض الآخر عن المناصحة التي جعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدين كله ( الدين النصيحة.. الدين النصيحة.. الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه وللأئمة المسلمين وعامتهم) صحيح مسلم.
إننا نخشى أن تنزل بعموم المسلمين عقوبة لم يحسبوا لها حسابا؛ لأن الله يقول :{ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} (الأنفال).
طالعتنا الصحف ( الوطن والحياة) صباح يوم السبت 29/11/1431هـ بلقاء أمير منطقة مكة المكرمة مع كل من المشرف على جمعيات تحفيظ القرآن بمنطقة مكة ومدير عام التربية والتعليم بجدة ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة وملخص ما تمخض عنه الاجتماع في النقاط التالية:
الأولى :
اطلع الأمير على ما قدمته جمعية تحفيظ القرآن وإدارة التربية والتعليم بجدة لإحلال السعوديين في وظائف حلقات تحفيظ القرآن!!
الثانية :
ستستفيد إدارة التربية والتعليم بجدة من متخصصي الدراسات الإسلامية الباحثين عن التوظف ممن تجاوز عددهم (1070) في محافظة جدة فقط!!
الثالثة :
ستستفيد إدارة التربية والتعليم بجدة من معلمي الشؤون الإسلامية الذين هم على رأس العمل بحيث يتم تغيير موعد حلقات التحفيظ إلى ما بعد صلاة المغرب بدلا من العصر..
الرابعة:
سيتم توجيه مديري المدارس للإشراف على معلمي حلقات القرآن المتواجدة في نطاق المدرسة..
الخامسة :
أكد المجتمعون أن سعودة حلقات تحفيظ القرآن هدف استراتيجي !!
إن أي قارئ للخبر لا يعوزه أن يستنبط منه ما يلي :
1- أن الحلقات لا تزال مغلقة حتى إشعار آخر.
2- الإصرار على البدء بسعودة معلمي حلقات التحفيظ قبل غيرهم !!
3- الاجتماع لم يتعرض إلا لمحافظة جدة فقط فإين المعالجة لمحافظات منطقة مكة كلها؟ الجواب: في بطن الشاعر يظهر ذلك إذا كان الشاعر (أميرا).
4- استبعد من الاجتماع تمثيل وزارة الشؤون الإسلامية وهي المشرفة على جمعيات تحفيظ القرآن في المملكة كلها فلماذا؟ الجواب في بطن الشاعر أيضا.
5- ظهر من الاجتماع أن المستفيد الأول والوحيد من التوصيات لو طبقت- ولن تطبق لارتباطها بعدة وزارات : المالية والخدمة المدنية والتربية والتعليم إلى آخره – فالمستفيد هي إدارة التربية والتعليم بجدة دون غيرها فأين التوصيات العملية لسعودة جمعيات تحفيظ القرآن في منطقة مكة المكرمة كلها والتي أغلق بعضها والبعض الآخر ينتظر!
وكأني بمهندس عقد هذا اللقاء قد استعمل ذكائه -غير المحمود- وسلطة الإمارة من أجل تهدئة الوضع لا غير وبقاء ما كان على ما كان . والله المستعان!
المنهج الخفي :
قلت أيها الأمير قبل سنة وعدة أشهر في قناة العربية- برنامج إضاءات- قلت أن أهل الصحوة أصحاب منهج خفي وأذكرك والقارئ بنص بعض ما قلته في هذا البرنامج( والله .. هذا الفكر المنحرف.. هذا الفكر المنحرف.. الذي بدأ ينتشر في المملكة ابتدأ ينتشر في المدارس.. ابتدأ ينتشر في المساجد.. ابتدأ ينتشر في كل مكان.. حتى الآن عندنا فضائيات تدعو إلى هذا الفكر المتشدد التكفيري.. عندك معسكرات.. عندك مخيمات.. أنا أعطيك مثلا بسيطا جدا عجيبا!! حتى المستشفيات. لماذا في المستشفيات أكثر من محاضرة أسبوعية تسمى محاضرة توعوية؟ يعني من يريدون ويستمع إلى كلامه؟ أم يريدون أن يجمعوا الأطباء ويجمعوا الممرضين ويتركوا الذي يحاضر؟ ومن هذا اللي يوجه؟ ومن هذا اللي يدعو؟) انتهى المطلوب من النقل.
أيها الأمير: إن من يسمع حديثك هذا أو يقراه ثم يعلم بقرارك بتسريح أكثر من (30 )ألف دارس للقرآن الكريم في هذا الشهر الحرام والبلد الحرام- يعلم علم اليقين – أن وراء ذلك أصحاب المنهج الخفي وأن من تحدثت عنهم منهجهم ظاهر جلي وليس بخفي لأنهم يدرسون ويدرّسون في المساجد وتقام المحاضرات في المدارس والمخيمات والمستشفيات على مرأى ومشهد من عامة الناس وخاصتهم. فمن هم حينئذ أصحاب المنهج الخفي!!؟
أيها الأمير:
إنني أناديك بـ(الأمير) بوصفك لأنك نائب لخادم الحرمين الشرفيين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه الله – نائبا له في مهبط الوحي- مكة المكرمة تحكم بين الناس بكتاب الله وسنة رسوله ويجب على أهل المنطقة السمع والطاعة لأمرك إذا أمرت بمعروف أما إذا أمرت بمعصية فلا سمع ولا طاعة هكذا علمنا ربنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى هذا تمت مبايعة شعب المملكة لملوك آل سعود في جميع أدوار الدولة السعودية الثلاثة – رحم الله الأموات ووفق الأحياء للعمل بالقرآن تعلما وتعليما وتلاوة وذكرا.
أيها الأمر:
أني لك ناصح :قلت إنك لم تغلق حلقات تحفيظ القرآن في محافظة منطقة مكة المكرمة وإنما منعت فقط أن يعلم فيها غير السعوديين!! أيها الأمير: ألا تعلم – وأنت أمير المنطقة- أن مكة وجدة على وجه الخصوص لا يكاد يوجد سعودي يعلم في حلقاتها! وجمعية التحفيظ بجدة أكبر جمعيات التحفيظ في محافظات المملكة. إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم! لقد سرح أكثر من (30) ألف طالب يدرسون القرآن في جميع المراحل التعليمية من الابتدائي إلى الجامعة فأين يذهب هؤلاء ومعلموهم؟! ألم يدر في خلدك أن هذا سيـزيد من البطالة في المجتمع وسيتلقفهم – إن دام الإغلاق- أصحاب المخدرات والسرقات والشذوذ والإرهاب الفكري .. ألم يدر في عقلك أن وراء هذا العدد من طلاب القرآن ملايين الرجال والنساء من أقربائهم وأهاليهم سواء كانوا سعوديين أو مقيمين كيف لو أرسل كل واحد منهم برقية إلى خادم الحرمين الشرفيين يستنكرون ويستعطفون ألم تكن حينئذ قد سعيت بفعلك هذا على حكومتك بإثارة الفتنة ولم تحل مشكلتهم وأنت نائب خادم الحرمين الشريفين في المنطقة؟! ألم يدر في فكرك ساعة ما ، أن مثل هذا القرار قد يستغله عدو مغرض لأمر سياسي- وأعداء المملكة كثيرون. فيقال كيف تفعل المملكة العربية السعودية هذا وهي قبلة المسلمين وملكها خادم الحرمين الشرفيين كيف تمنع و تضيق على تعلم وتعليم القرآن في المساجد ومنها المسجد الحرام!!
أيها الأمير : إني لك ناصح:إنما فعلته ظلم لأولئك الألوف من الطلاب المسرحين من حلقات تعلم القرآن في مساجدهم كيف لو رفعوا أكفهم لله تعالى في صلواتهم ومعهم أهاليهم يدعون عليك.
أيها الأمير: اتق سلاح الأسحار فإنه نافذ فتاك واذكر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) متفق عليه. واقرأ أيها الأمير بتمعن وتدبر قوله تعالى:{ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر في اسمه} البقرة.
أيها الأمير: قد يخطر بقلبك أو ينطق لسانك قائلا ما هكذا تكون النصيحة لماذا لم تكن سراً وجها لوجه أو بخطاب خاص؟ وأجيبك إن علماء السلف من لدن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا يقررون: أن النصيحة تكون سراً إذا كان الخطأ والمعصية سراً وخاصا غير معلن. أما إذا أعلن الخطأ والمعصية فيتعين إنكارهما علانية مثلا بمثل .
أيها الأمير:
إني أعلم أنك بقرارك هذا نحو التحفيظ- تريد إصلاح البلاد عن طريق ( سعودة معلمي) تحفيظ القرآن ولكنك لم توفق فإصلاح العباد قبل إصلاح البلاد وإصلاح العباد- المواطنين منهم والمقيمين- إنما يكون بتألفهم وتعليمهم كتاب ربهم وما يصلح دينهم ودنياهم معا.
نعم أقول لم توفق لأنك بدأت بتجفيف منابع تعلم القرآن وتعليمه للناشئة بهذه الدعوى الباطلة ( سعودة المعلمين) وكان بإمكانك أن تبدأ بعلاج البطالة و غلاء المعيشة والفقر في منطقتك منطقة مكة وهي أكبر مناطق المملكة بطالة وفقرا وعمالة سائبة!!
أيها الأمير: إني أعرف فيك وغيري يعرف ذلك أيضا.
1- أنك ذا شخصية قوية ولكن على من ؟ الضعفاء والمساكين . والله المستعان!!.
2- أعرف أنك شاعر فحل تستحق أن تلقب بأمير الشعراء . ولكن أي فضيلة تضمنها شعرك ؟ وأي شعراء أنت أميرهم؟ الله المستعان! متى دعوت بشعرك الشباب إلى الفضيلة وحذرتهم من الرذيلة؟ إن نشر الغناء وتشجيع المغنين والإنفاق عليهم بسخاء هو حرب للفضيلة في بلاد الحرمين ونشر الرذيلة فيها.
3- أنت رئيس مؤسسة الفكر العربي ومقرها بيروت ..قل لي بربك ماذا قدمت هذه المؤسسة للشباب في خدمة دينه ووطنه في العالم العربي في طوله وعرضه ؟! إلا إذا كانت المؤسسة تعني أن الفكر لا علاقة له في الدين. فأي فكر هذا؟! ومن هم العرب الذين لا يدينون بدين ؟ إن نصارى العرب ويهود العرب يدينون بدين. فهل المؤسسة لغير المسلمين ؟ أو هي لغير المتدين أصلا؟ والله المستعان!!
أيها الأمير: إن أعمامكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز وسمو أمير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز وسمو أمير المنطقة الشرقية محمد بن فهد – وآخرون كلهم لهم عناية واهتمام بالقرآن الكريم وحفظته وكل واحد من هؤلاء له جائزة باسمه لحفظ القرآن الكريم أو السنة النبوية يتسابق عليها السعوديون وغيرهم أنفقوا وينفقون عليها من أموالهم الخاصة. أليس لك بهم قدوة؟ !!
أيها الأمير:
إني لك ناصح : إن الرجوع إلى الحق فضيلة وكم مرة صدر قرار من أعلى السلطة في المملكة ثم عُدل عنه وترك لما رؤي عدم صلاحيته وجدواه .
وأخير أيها الأمير :
إن إحلال المعلمين السعوديين في تعليم حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم أمر سهل وميسور متى حسنت النية وصدق العزم وتبعه القرار وذلك برفع مكافأة المعلمين السعوديين إلى (3) آلاف ريال شهريا ويمكن للإمارة أن تؤمن ميزانية دائمة للجمعية عن طريق إلزام البنوك والشركات الكبيرة بتخصيص الحصص الكافية لهذه الميزانية لا سيما وأن تلك البنوك والشركات الكبيرة الرأسمالية تتاجر بأموال الضعفاء والمساكين ولم تقدم للوطن والمواطنين أي خدمة تذكر!!.
أيها الأمير:
إني أدعوك لأمرين تجد أجرهما عند الله ويوضع لك بهما القبول عند الناس:
الأول : افتح لك ديوانية شهرية في منزلك ادع لها بعض العلماء ومشاهير الدعاة إلى الخير والمؤثرين المشهود لهم بالخير والصلاح من داخل المملكة وخارجها و فعّـل دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار الوطني بين منسوبي المنطقة تبسط معهم واسمع منهم وحاور وناقش؛ فإن الحوار والمناقشة عن قرب أولى منها عن طريق الوسائط في وسائل الإعلام ونحوها. .
الثاني: تبني أعمامك خدمة حفظة القرآن من الناشئة فإني أشير عليك أن تتبنى جائزة سنوية للمتخصصين من أساتذة القرآن الكريم في الجامعات وغيرها من داخل المملكة وخارجها؛ إنك إن فعلت هذا ستجد ثوابه في الدنيا عاجلا وفي الآخرة آجلا.
وأخيرا: لا خير في مرؤوس لا ينصح رئيسه ولا خير في رئيس لا ينتصح .
اللهم أهد قلب خالد الفيصل وأجرِ الحق والخير على لسانه وقلمه.
اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم أن تجعل محبة القرآن الكريم أحب شيء إلى أمير منطقة مكة وأن توفقه للخير حيث ما كان وأن تصلح له نيته وذريته وأن تجعله مفتاحا للخير مغلاقا للشر وما ذلك على الله بعزيز .
اللهم أبرم لهذا الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ويأمر فيه بالمعروف وينهي عن المنكر.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأرزقهم البطانة الصالحة التي تعلمهم إذا جهلوا وتذكرهم إذا نسوا .
وصلى الله على نبينا محمد.
أ. د/ سعود بن عبد الله الفنيسان.
أستاذ القرآن وعلومه وعميد كلية الشريعة بالرياض/ سابقا
لقد نزل بأهل القرآن في منطقة مكة المكرمة نازلة بفعل بعضنا وبسكوت البعض الآخر عن المناصحة التي جعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدين كله ( الدين النصيحة.. الدين النصيحة.. الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه وللأئمة المسلمين وعامتهم) صحيح مسلم.
إننا نخشى أن تنزل بعموم المسلمين عقوبة لم يحسبوا لها حسابا؛ لأن الله يقول :{ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} (الأنفال).
طالعتنا الصحف ( الوطن والحياة) صباح يوم السبت 29/11/1431هـ بلقاء أمير منطقة مكة المكرمة مع كل من المشرف على جمعيات تحفيظ القرآن بمنطقة مكة ومدير عام التربية والتعليم بجدة ورئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة وملخص ما تمخض عنه الاجتماع في النقاط التالية:
الأولى :
اطلع الأمير على ما قدمته جمعية تحفيظ القرآن وإدارة التربية والتعليم بجدة لإحلال السعوديين في وظائف حلقات تحفيظ القرآن!!
الثانية :
ستستفيد إدارة التربية والتعليم بجدة من متخصصي الدراسات الإسلامية الباحثين عن التوظف ممن تجاوز عددهم (1070) في محافظة جدة فقط!!
الثالثة :
ستستفيد إدارة التربية والتعليم بجدة من معلمي الشؤون الإسلامية الذين هم على رأس العمل بحيث يتم تغيير موعد حلقات التحفيظ إلى ما بعد صلاة المغرب بدلا من العصر..
الرابعة:
سيتم توجيه مديري المدارس للإشراف على معلمي حلقات القرآن المتواجدة في نطاق المدرسة..
الخامسة :
أكد المجتمعون أن سعودة حلقات تحفيظ القرآن هدف استراتيجي !!
إن أي قارئ للخبر لا يعوزه أن يستنبط منه ما يلي :
1- أن الحلقات لا تزال مغلقة حتى إشعار آخر.
2- الإصرار على البدء بسعودة معلمي حلقات التحفيظ قبل غيرهم !!
3- الاجتماع لم يتعرض إلا لمحافظة جدة فقط فإين المعالجة لمحافظات منطقة مكة كلها؟ الجواب: في بطن الشاعر يظهر ذلك إذا كان الشاعر (أميرا).
4- استبعد من الاجتماع تمثيل وزارة الشؤون الإسلامية وهي المشرفة على جمعيات تحفيظ القرآن في المملكة كلها فلماذا؟ الجواب في بطن الشاعر أيضا.
5- ظهر من الاجتماع أن المستفيد الأول والوحيد من التوصيات لو طبقت- ولن تطبق لارتباطها بعدة وزارات : المالية والخدمة المدنية والتربية والتعليم إلى آخره – فالمستفيد هي إدارة التربية والتعليم بجدة دون غيرها فأين التوصيات العملية لسعودة جمعيات تحفيظ القرآن في منطقة مكة المكرمة كلها والتي أغلق بعضها والبعض الآخر ينتظر!
وكأني بمهندس عقد هذا اللقاء قد استعمل ذكائه -غير المحمود- وسلطة الإمارة من أجل تهدئة الوضع لا غير وبقاء ما كان على ما كان . والله المستعان!
المنهج الخفي :
قلت أيها الأمير قبل سنة وعدة أشهر في قناة العربية- برنامج إضاءات- قلت أن أهل الصحوة أصحاب منهج خفي وأذكرك والقارئ بنص بعض ما قلته في هذا البرنامج( والله .. هذا الفكر المنحرف.. هذا الفكر المنحرف.. الذي بدأ ينتشر في المملكة ابتدأ ينتشر في المدارس.. ابتدأ ينتشر في المساجد.. ابتدأ ينتشر في كل مكان.. حتى الآن عندنا فضائيات تدعو إلى هذا الفكر المتشدد التكفيري.. عندك معسكرات.. عندك مخيمات.. أنا أعطيك مثلا بسيطا جدا عجيبا!! حتى المستشفيات. لماذا في المستشفيات أكثر من محاضرة أسبوعية تسمى محاضرة توعوية؟ يعني من يريدون ويستمع إلى كلامه؟ أم يريدون أن يجمعوا الأطباء ويجمعوا الممرضين ويتركوا الذي يحاضر؟ ومن هذا اللي يوجه؟ ومن هذا اللي يدعو؟) انتهى المطلوب من النقل.
أيها الأمير: إن من يسمع حديثك هذا أو يقراه ثم يعلم بقرارك بتسريح أكثر من (30 )ألف دارس للقرآن الكريم في هذا الشهر الحرام والبلد الحرام- يعلم علم اليقين – أن وراء ذلك أصحاب المنهج الخفي وأن من تحدثت عنهم منهجهم ظاهر جلي وليس بخفي لأنهم يدرسون ويدرّسون في المساجد وتقام المحاضرات في المدارس والمخيمات والمستشفيات على مرأى ومشهد من عامة الناس وخاصتهم. فمن هم حينئذ أصحاب المنهج الخفي!!؟
أيها الأمير:
إنني أناديك بـ(الأمير) بوصفك لأنك نائب لخادم الحرمين الشرفيين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه الله – نائبا له في مهبط الوحي- مكة المكرمة تحكم بين الناس بكتاب الله وسنة رسوله ويجب على أهل المنطقة السمع والطاعة لأمرك إذا أمرت بمعروف أما إذا أمرت بمعصية فلا سمع ولا طاعة هكذا علمنا ربنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى هذا تمت مبايعة شعب المملكة لملوك آل سعود في جميع أدوار الدولة السعودية الثلاثة – رحم الله الأموات ووفق الأحياء للعمل بالقرآن تعلما وتعليما وتلاوة وذكرا.
أيها الأمر:
أني لك ناصح :قلت إنك لم تغلق حلقات تحفيظ القرآن في محافظة منطقة مكة المكرمة وإنما منعت فقط أن يعلم فيها غير السعوديين!! أيها الأمير: ألا تعلم – وأنت أمير المنطقة- أن مكة وجدة على وجه الخصوص لا يكاد يوجد سعودي يعلم في حلقاتها! وجمعية التحفيظ بجدة أكبر جمعيات التحفيظ في محافظات المملكة. إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم! لقد سرح أكثر من (30) ألف طالب يدرسون القرآن في جميع المراحل التعليمية من الابتدائي إلى الجامعة فأين يذهب هؤلاء ومعلموهم؟! ألم يدر في خلدك أن هذا سيـزيد من البطالة في المجتمع وسيتلقفهم – إن دام الإغلاق- أصحاب المخدرات والسرقات والشذوذ والإرهاب الفكري .. ألم يدر في عقلك أن وراء هذا العدد من طلاب القرآن ملايين الرجال والنساء من أقربائهم وأهاليهم سواء كانوا سعوديين أو مقيمين كيف لو أرسل كل واحد منهم برقية إلى خادم الحرمين الشرفيين يستنكرون ويستعطفون ألم تكن حينئذ قد سعيت بفعلك هذا على حكومتك بإثارة الفتنة ولم تحل مشكلتهم وأنت نائب خادم الحرمين الشريفين في المنطقة؟! ألم يدر في فكرك ساعة ما ، أن مثل هذا القرار قد يستغله عدو مغرض لأمر سياسي- وأعداء المملكة كثيرون. فيقال كيف تفعل المملكة العربية السعودية هذا وهي قبلة المسلمين وملكها خادم الحرمين الشرفيين كيف تمنع و تضيق على تعلم وتعليم القرآن في المساجد ومنها المسجد الحرام!!
أيها الأمير : إني لك ناصح:إنما فعلته ظلم لأولئك الألوف من الطلاب المسرحين من حلقات تعلم القرآن في مساجدهم كيف لو رفعوا أكفهم لله تعالى في صلواتهم ومعهم أهاليهم يدعون عليك.
أيها الأمير: اتق سلاح الأسحار فإنه نافذ فتاك واذكر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) متفق عليه. واقرأ أيها الأمير بتمعن وتدبر قوله تعالى:{ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر في اسمه} البقرة.
أيها الأمير: قد يخطر بقلبك أو ينطق لسانك قائلا ما هكذا تكون النصيحة لماذا لم تكن سراً وجها لوجه أو بخطاب خاص؟ وأجيبك إن علماء السلف من لدن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا يقررون: أن النصيحة تكون سراً إذا كان الخطأ والمعصية سراً وخاصا غير معلن. أما إذا أعلن الخطأ والمعصية فيتعين إنكارهما علانية مثلا بمثل .
أيها الأمير:
إني أعلم أنك بقرارك هذا نحو التحفيظ- تريد إصلاح البلاد عن طريق ( سعودة معلمي) تحفيظ القرآن ولكنك لم توفق فإصلاح العباد قبل إصلاح البلاد وإصلاح العباد- المواطنين منهم والمقيمين- إنما يكون بتألفهم وتعليمهم كتاب ربهم وما يصلح دينهم ودنياهم معا.
نعم أقول لم توفق لأنك بدأت بتجفيف منابع تعلم القرآن وتعليمه للناشئة بهذه الدعوى الباطلة ( سعودة المعلمين) وكان بإمكانك أن تبدأ بعلاج البطالة و غلاء المعيشة والفقر في منطقتك منطقة مكة وهي أكبر مناطق المملكة بطالة وفقرا وعمالة سائبة!!
أيها الأمير: إني أعرف فيك وغيري يعرف ذلك أيضا.
1- أنك ذا شخصية قوية ولكن على من ؟ الضعفاء والمساكين . والله المستعان!!.
2- أعرف أنك شاعر فحل تستحق أن تلقب بأمير الشعراء . ولكن أي فضيلة تضمنها شعرك ؟ وأي شعراء أنت أميرهم؟ الله المستعان! متى دعوت بشعرك الشباب إلى الفضيلة وحذرتهم من الرذيلة؟ إن نشر الغناء وتشجيع المغنين والإنفاق عليهم بسخاء هو حرب للفضيلة في بلاد الحرمين ونشر الرذيلة فيها.
3- أنت رئيس مؤسسة الفكر العربي ومقرها بيروت ..قل لي بربك ماذا قدمت هذه المؤسسة للشباب في خدمة دينه ووطنه في العالم العربي في طوله وعرضه ؟! إلا إذا كانت المؤسسة تعني أن الفكر لا علاقة له في الدين. فأي فكر هذا؟! ومن هم العرب الذين لا يدينون بدين ؟ إن نصارى العرب ويهود العرب يدينون بدين. فهل المؤسسة لغير المسلمين ؟ أو هي لغير المتدين أصلا؟ والله المستعان!!
أيها الأمير: إن أعمامكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز وسمو أمير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز وسمو أمير المنطقة الشرقية محمد بن فهد – وآخرون كلهم لهم عناية واهتمام بالقرآن الكريم وحفظته وكل واحد من هؤلاء له جائزة باسمه لحفظ القرآن الكريم أو السنة النبوية يتسابق عليها السعوديون وغيرهم أنفقوا وينفقون عليها من أموالهم الخاصة. أليس لك بهم قدوة؟ !!
أيها الأمير:
إني لك ناصح : إن الرجوع إلى الحق فضيلة وكم مرة صدر قرار من أعلى السلطة في المملكة ثم عُدل عنه وترك لما رؤي عدم صلاحيته وجدواه .
وأخير أيها الأمير :
إن إحلال المعلمين السعوديين في تعليم حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم أمر سهل وميسور متى حسنت النية وصدق العزم وتبعه القرار وذلك برفع مكافأة المعلمين السعوديين إلى (3) آلاف ريال شهريا ويمكن للإمارة أن تؤمن ميزانية دائمة للجمعية عن طريق إلزام البنوك والشركات الكبيرة بتخصيص الحصص الكافية لهذه الميزانية لا سيما وأن تلك البنوك والشركات الكبيرة الرأسمالية تتاجر بأموال الضعفاء والمساكين ولم تقدم للوطن والمواطنين أي خدمة تذكر!!.
أيها الأمير:
إني أدعوك لأمرين تجد أجرهما عند الله ويوضع لك بهما القبول عند الناس:
الأول : افتح لك ديوانية شهرية في منزلك ادع لها بعض العلماء ومشاهير الدعاة إلى الخير والمؤثرين المشهود لهم بالخير والصلاح من داخل المملكة وخارجها و فعّـل دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار الوطني بين منسوبي المنطقة تبسط معهم واسمع منهم وحاور وناقش؛ فإن الحوار والمناقشة عن قرب أولى منها عن طريق الوسائط في وسائل الإعلام ونحوها. .
الثاني: تبني أعمامك خدمة حفظة القرآن من الناشئة فإني أشير عليك أن تتبنى جائزة سنوية للمتخصصين من أساتذة القرآن الكريم في الجامعات وغيرها من داخل المملكة وخارجها؛ إنك إن فعلت هذا ستجد ثوابه في الدنيا عاجلا وفي الآخرة آجلا.
وأخيرا: لا خير في مرؤوس لا ينصح رئيسه ولا خير في رئيس لا ينتصح .
اللهم أهد قلب خالد الفيصل وأجرِ الحق والخير على لسانه وقلمه.
اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم أن تجعل محبة القرآن الكريم أحب شيء إلى أمير منطقة مكة وأن توفقه للخير حيث ما كان وأن تصلح له نيته وذريته وأن تجعله مفتاحا للخير مغلاقا للشر وما ذلك على الله بعزيز .
اللهم أبرم لهذا الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ويأمر فيه بالمعروف وينهي عن المنكر.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأرزقهم البطانة الصالحة التي تعلمهم إذا جهلوا وتذكرهم إذا نسوا .
وصلى الله على نبينا محمد.
أ. د/ سعود بن عبد الله الفنيسان.
أستاذ القرآن وعلومه وعميد كلية الشريعة بالرياض/ سابقا