ام حفصه
28 Nov 2010, 05:51 PM
العالم المقلوب
>صالح بن علي العمري
>يُذكر في إحدى القصص الشعبيّة المصرية أن رجلاً وقف بالمقلوب على أم رأسه رافعًا رجليه إلى السماء، ثم نظر إلى الناس من حوله وقال: "ما لكم يا جماعة مقلوبين ليه؟"!
>لقد كان يريد أن ينقلب الناس على رؤوسهم لكي يراهم على حال الإعتدال..
>إنه حقّا مثل العالم اليوم بطرازه الأمريكي المتغطرس ونظامه العالمي المتناقض وأفكاره الوضعيّة العنصريّة. غير أن عدد المقلوبين اليوم أكثر بأضعاف مضاعفة من عدد الأسوياء.
>إنه العالم المقلوب الذي يستحل قتل المدنيين الأبرياء باسم (حريّتهم)، وأسر الجموع المسالمة باسم (العدالة)، واقتحام أسوار البيوت الآمنة باسم (الأمن)...
>إنّه العالم المقلوب الذي يشّرع الزنا ويقنّن الشذوذ ويشجع تعدد الخليلات والأخدان والصداقات المسفّهة والحريات المخلّة، بينما يستنكر الارتباط الشرعي والزواج المبكر ويجّرم تعدد الزوجات!!
>إنه العالم الذي يدعو لتحديد النسل ويجيز الإجهاض ثم يطور الاستنساخ!.. إنه العالم الذي ينادي بالحريات الشخصية في العبادة والملبس والهيئة والمعاشرة، ثم يحارب الحجاب ويتوعد بحلق اللحى ونشر الخمور!.. إنه العالم الذي ينادي بإيصال التفسخ والعري إلى كل بصر ويورد الأغاني والموسيقى إلى كل سمع، وهو هو الذي يصم آذانه عن نداءات الثكالى واستغاثات اليتامى وزفرات المظلومين!
>
>إنه العالم المقلوب الذي يتلذذ بصور الآلاف من قتلانا، ويستمتع بلقطات التعذيب للآلاف من أسرانا، بينما يرى صور قتلاهم مخالفة للأعراف الدوليّة والاتفاقيات الجنيفيّة...!
>إنه العالم الذي يدّعي محاربة الإيدز ككارثة عالمية وينفق لذلك المليارات، وهو الذي يشجع الانحراف الجنسي ويعتبر العفاف مرضًا نفسيًّا وكبتًا للغرائز، والحجاب وصايةً على المرأة وتقييدًا لحريتها..!
>إنه العالم الذي يرصد عدد الموتى من سوء التغذية ويصور الجوعى في عراء البرد والهجير، وهو هو الذي يتلف فائض الأطعمة حرقًا ونسفًا لكيلا ترخص أثمانها..!
>إنّه العالم الذي ينسى الضحيّة ويحرّم القصاص ويجرّم البتر والجلد على أنها انتهاك لحقوق المجرم الأفّاك، ويتناسى حقوق المقتول والمهتوك والمروَّع والمسروق والمظلوم.
>إنه العالم الذي يشجب الدفاع عن النفس، ويستنكر العمليات الاستشهادية التي قامت تحت ضغط القهر والتجويع والتجريف وتهديم البيوت وإفساد المزارع والممتلكات..!
>إنه العالم الذي يتباكى على حقوق الغاصبين المحتلّين، ثم لا يبالي بعقود من المذابح والاحتلال والسفك والجزر وهدم السقوف على رؤوس المدنيين العزّل من نساء وأطفال وشيوخ..!
>إنه العالم الذي ظل يقصف شعبًا كاملاً لما يزيد على عشر سنوات لأن نظامه لم يستقبل لجنة الأمم المتحدة المتجسسة، وهو هو العالم الذي يحل لجنة تقصي الحقائق في جنين في ليلة واحدة..!
>إنه العالم الذي يصف مجرمي الحروب برجال السلام ويخلع عليهم الجوائز النوبلية والأوسمة الشرفيّة؛ فهدم المساكن في نظره تطهير، وقطع الأشجار عنده إصلاح، وقتل الأطفال في عرفه مكافحة للإرهابيين، أما هدم المستشفيات وقصف الأحياء بالطائرات الحربيّة فما هو إلا تدمير للبنى التحتيّة للإرهاب!!
>وهو هو الذي يصف المدافعين عن ترابهم وأعراضهم وشرفهم بأنهم مجرمون وانتحاريون لا يستحقون الحياة!!
>إنّه العالم الذي ينادي بحقوق الكلبة والخنزيرة والقطة، ثم يضع أسرى الحرب المسلمين في حظائر عارية لا تصلح حتى للمواشي!!
>إنّه العالم الذي يطوّر أسلحته الفتّاكة و أنظمته الصاروخية ويستحل أن يجول كما يريد في تخوم العالم وأجوائه ومضائقه، بينما يحرِّم على الشعوب الإسلاميّة رفع صوت الاحتجاج والتعبير عن الرأي!!
>إنه العالم الذي يعتبر النيل من الإسلام حرية رأي وحق تعبير، بينما يعتبر انتقاد الإجرام الصهيوني معاداة للساميّة ونزعة عنصريّة!!
>إنه العالم الذي سخّر إعلامه ومناهجه لاحتقار كل ما هو عربي أو إسلامي، ثم يتهم مناهج التوحيد بالعداء للإلحاد والفسق والعنصريّة...!!
>إنه العالم المتطاول الذي يقسّم الأراضي الإسلامية بدعوى الحكم الذاتي وحق الاستقلال وحريّة تقرير المصير، بينما يغض الطرف عن احتلال أجزاء من البلاد الإسلامية لعقود وعقود، ومن يدافع فإنما هي حركات انفصالية وتمرد مدني وتجمعات أصوليّة تستحق الردع والقمع.
>إنّه العالم الذي يدعي صيانة الآثار وحفظ التاريخ، وهو هو الذي يهدم الجوامع و كبريات المساجد في الهند والبلقان والشيشان؛ بل ويحوّل بعضها إلى بارات وملاهٍ كما في فلسطين ******ة!!
>إنّه عالم الحريات الذي يكتّم كل شكوى ويكمّم كل نجوى من أهل الشرق، بينما يسوغ لنفسه تعديل المناهج وتعيين المناصب والتحكم في نتائج الانتخابات؛ بل وتفسير الوحي وإصدار الفتاوى في الحجاب وقيادة المرأة للسيارة والجهاد!!
>إنّه العالم الذي احتكر لنفسه حق توزيع الألقاب وتعريف المصطلحات حسب مصلحته الأنانيّة الظالمة الغاشمة؛ فهذا إرهابي.. وهذا متطرف.. وأولئك يشكلون محور الشر..؛ أما هؤلاء فهم رموز الحضارة والمدنيّة وجنود السلام!!
>إنّه العالم الذي يدعي الحفاظ على البيئة والارتقاء بالصحة العالميّة، وهو هو الذي يهدد بالنووية ويصب اليورانيوم المنضّب على رؤوس المدنيين ويصّدر المنتجات المسمومة إلى العالم الثالث!!
>إنه العالم المنكود الذي ينادي بالإنسانية والحرية والمساواة وهو الذي يبني علاقاته على العنصريّة والمصلحة الماديّة والحسد والبغضاء واحتقار الآخر!!
>فماذا بقي لنا من حرياتنا التي يتشدقون بها؟!
>إنه –باختصار شديد- هذا العالم المغلوب.. هذا العالم المقلوب..!!
>والآن ما هو الحل مع هذا العالم الذي يقف على أم رأسه؟! هل الحل أن ننقلب نحن أيضًا ونرفع أرجلنا عاليًا حتى ننتظم تحت راية النظام العالمي الجديد؟ هل نتنكر لمبادئنا العالمية السامية وشريعتنا الربّانيّة الخالدة وعقولنا السليمة!! كلاّ والله.. فالحلُّ بين أيدينا، والعلاج أمامنا (إن تنصروا الله ينصركم..).
>إن القلّة الماديّة أو الضعف العسكري والحصار الاقتصادي على الصعيد الشعبي، والأسر والجراحات والقتل والنفي على الصعيد الفردي؛ ليست أبدًا مبررات للتفريط في عزتنا المستمدة من عزّة الله الأزليّة الأبديّة، ولا مسوغات لتنكب شريعتنا الغراء والإعراض عن الاقتداء بصفوة خلق الله -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم-.
>إننا يجب ألا نغفل تحت أي ظرف ولا للمحة بصر عن ثوابتنا، فالدين عند الله الإسلام، والعزّة لله ولرسوله وللمؤمنين، والعاقبة للمتقين، والحق ظاهرٌ والباطل زهوق، وإن أرغى وأزبد.
>إن حالات الضعف والتضييق هي مظنة الالتجاء الصادق إلى الله والتمسك الخالص بالمبادئ المنجية في الدنيا والآخرة وطلب النصرة من مصدرها الحق (إن ينصركم الله فلا غالب لكم).
>لكأني أسمع هتاف الثبات والعزّة حتى في مواطن الابتلاء و الهزيمة الماديّة من أفواه الأنبياء والصالحين والصابرين، وفيهم نوح بعد أن عجز: (رب إني مغلوب فانتصر) وإبراهيم في المنجنيق: حسبي الله ونعم الوكيل، وموسى بين فكيّ الموت: (كلا.. إن معي ربي سيهدين)، ومؤمن آل فرعون أمام سيل الطغيان الهادر: (مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار)، وسحرة آل فرعون أمام منصّة الإعدام: (فاقض ما أنت قاض.. إنما تقضي هذه الحياة الدنيا)، ومحمد عليه الصلاة والسلام تحت الحصار في طريقه إلى المنفى: (لا تحزن إن الله معنا).. وطفل صاحبة الأخدود أمام لفح النار: (أثبتي يا أماه.. فإنّك على الحق ).. وغيرهم وغيرهم في طريق التضحيّة والثبات الطويل المديد.
>هذه دعوة أرسلها إلى كل مؤمن ومؤمنة، حاكمًا ومحكومًا، شقيًّا أو سعيدًا، غنيًّا أو فقيرًا، طليقًا أو أسيرًا، ذكرًا أو أنثى.. أن يثبت أمام سيل الباطل وتلاعبه بالألفاظ والأحكام الشرعيّة، ويعضّ على الثوابت بنواجذ الصبر، وألا يفرط في المبادئ حتى في ساعات الضعف، ولعلها ساعة شدة وتزول بنفحات الفرج، وظلمة سوف تنجلي بفيالق الإصباح، وإنا لنرجو من الله ما لا يرجون، فلنغير صدأ النفوس بسواطع الحق حتى يغير الله علينا بالنصر والتمكين، ولنتصدر العالم في آفاق الإيمان و القيم ولنحقق موعود الله لنقيم شرعه المطهر وننقذ هذا العالم المنكوب.. المغلوب .. المقلوب.. المكبوب!!
>(أفمن يمشي مُكبًّا على وجهه أهدى أمّن يمشي سويًّا على صراط مستقيم)
منقول ----
>صالح بن علي العمري
>يُذكر في إحدى القصص الشعبيّة المصرية أن رجلاً وقف بالمقلوب على أم رأسه رافعًا رجليه إلى السماء، ثم نظر إلى الناس من حوله وقال: "ما لكم يا جماعة مقلوبين ليه؟"!
>لقد كان يريد أن ينقلب الناس على رؤوسهم لكي يراهم على حال الإعتدال..
>إنه حقّا مثل العالم اليوم بطرازه الأمريكي المتغطرس ونظامه العالمي المتناقض وأفكاره الوضعيّة العنصريّة. غير أن عدد المقلوبين اليوم أكثر بأضعاف مضاعفة من عدد الأسوياء.
>إنه العالم المقلوب الذي يستحل قتل المدنيين الأبرياء باسم (حريّتهم)، وأسر الجموع المسالمة باسم (العدالة)، واقتحام أسوار البيوت الآمنة باسم (الأمن)...
>إنّه العالم المقلوب الذي يشّرع الزنا ويقنّن الشذوذ ويشجع تعدد الخليلات والأخدان والصداقات المسفّهة والحريات المخلّة، بينما يستنكر الارتباط الشرعي والزواج المبكر ويجّرم تعدد الزوجات!!
>إنه العالم الذي يدعو لتحديد النسل ويجيز الإجهاض ثم يطور الاستنساخ!.. إنه العالم الذي ينادي بالحريات الشخصية في العبادة والملبس والهيئة والمعاشرة، ثم يحارب الحجاب ويتوعد بحلق اللحى ونشر الخمور!.. إنه العالم الذي ينادي بإيصال التفسخ والعري إلى كل بصر ويورد الأغاني والموسيقى إلى كل سمع، وهو هو الذي يصم آذانه عن نداءات الثكالى واستغاثات اليتامى وزفرات المظلومين!
>
>إنه العالم المقلوب الذي يتلذذ بصور الآلاف من قتلانا، ويستمتع بلقطات التعذيب للآلاف من أسرانا، بينما يرى صور قتلاهم مخالفة للأعراف الدوليّة والاتفاقيات الجنيفيّة...!
>إنه العالم الذي يدّعي محاربة الإيدز ككارثة عالمية وينفق لذلك المليارات، وهو الذي يشجع الانحراف الجنسي ويعتبر العفاف مرضًا نفسيًّا وكبتًا للغرائز، والحجاب وصايةً على المرأة وتقييدًا لحريتها..!
>إنه العالم الذي يرصد عدد الموتى من سوء التغذية ويصور الجوعى في عراء البرد والهجير، وهو هو الذي يتلف فائض الأطعمة حرقًا ونسفًا لكيلا ترخص أثمانها..!
>إنّه العالم الذي ينسى الضحيّة ويحرّم القصاص ويجرّم البتر والجلد على أنها انتهاك لحقوق المجرم الأفّاك، ويتناسى حقوق المقتول والمهتوك والمروَّع والمسروق والمظلوم.
>إنه العالم الذي يشجب الدفاع عن النفس، ويستنكر العمليات الاستشهادية التي قامت تحت ضغط القهر والتجويع والتجريف وتهديم البيوت وإفساد المزارع والممتلكات..!
>إنه العالم الذي يتباكى على حقوق الغاصبين المحتلّين، ثم لا يبالي بعقود من المذابح والاحتلال والسفك والجزر وهدم السقوف على رؤوس المدنيين العزّل من نساء وأطفال وشيوخ..!
>إنه العالم الذي ظل يقصف شعبًا كاملاً لما يزيد على عشر سنوات لأن نظامه لم يستقبل لجنة الأمم المتحدة المتجسسة، وهو هو العالم الذي يحل لجنة تقصي الحقائق في جنين في ليلة واحدة..!
>إنه العالم الذي يصف مجرمي الحروب برجال السلام ويخلع عليهم الجوائز النوبلية والأوسمة الشرفيّة؛ فهدم المساكن في نظره تطهير، وقطع الأشجار عنده إصلاح، وقتل الأطفال في عرفه مكافحة للإرهابيين، أما هدم المستشفيات وقصف الأحياء بالطائرات الحربيّة فما هو إلا تدمير للبنى التحتيّة للإرهاب!!
>وهو هو الذي يصف المدافعين عن ترابهم وأعراضهم وشرفهم بأنهم مجرمون وانتحاريون لا يستحقون الحياة!!
>إنّه العالم الذي ينادي بحقوق الكلبة والخنزيرة والقطة، ثم يضع أسرى الحرب المسلمين في حظائر عارية لا تصلح حتى للمواشي!!
>إنّه العالم الذي يطوّر أسلحته الفتّاكة و أنظمته الصاروخية ويستحل أن يجول كما يريد في تخوم العالم وأجوائه ومضائقه، بينما يحرِّم على الشعوب الإسلاميّة رفع صوت الاحتجاج والتعبير عن الرأي!!
>إنه العالم الذي يعتبر النيل من الإسلام حرية رأي وحق تعبير، بينما يعتبر انتقاد الإجرام الصهيوني معاداة للساميّة ونزعة عنصريّة!!
>إنه العالم الذي سخّر إعلامه ومناهجه لاحتقار كل ما هو عربي أو إسلامي، ثم يتهم مناهج التوحيد بالعداء للإلحاد والفسق والعنصريّة...!!
>إنه العالم المتطاول الذي يقسّم الأراضي الإسلامية بدعوى الحكم الذاتي وحق الاستقلال وحريّة تقرير المصير، بينما يغض الطرف عن احتلال أجزاء من البلاد الإسلامية لعقود وعقود، ومن يدافع فإنما هي حركات انفصالية وتمرد مدني وتجمعات أصوليّة تستحق الردع والقمع.
>إنّه العالم الذي يدعي صيانة الآثار وحفظ التاريخ، وهو هو الذي يهدم الجوامع و كبريات المساجد في الهند والبلقان والشيشان؛ بل ويحوّل بعضها إلى بارات وملاهٍ كما في فلسطين ******ة!!
>إنّه عالم الحريات الذي يكتّم كل شكوى ويكمّم كل نجوى من أهل الشرق، بينما يسوغ لنفسه تعديل المناهج وتعيين المناصب والتحكم في نتائج الانتخابات؛ بل وتفسير الوحي وإصدار الفتاوى في الحجاب وقيادة المرأة للسيارة والجهاد!!
>إنّه العالم الذي احتكر لنفسه حق توزيع الألقاب وتعريف المصطلحات حسب مصلحته الأنانيّة الظالمة الغاشمة؛ فهذا إرهابي.. وهذا متطرف.. وأولئك يشكلون محور الشر..؛ أما هؤلاء فهم رموز الحضارة والمدنيّة وجنود السلام!!
>إنّه العالم الذي يدعي الحفاظ على البيئة والارتقاء بالصحة العالميّة، وهو هو الذي يهدد بالنووية ويصب اليورانيوم المنضّب على رؤوس المدنيين ويصّدر المنتجات المسمومة إلى العالم الثالث!!
>إنه العالم المنكود الذي ينادي بالإنسانية والحرية والمساواة وهو الذي يبني علاقاته على العنصريّة والمصلحة الماديّة والحسد والبغضاء واحتقار الآخر!!
>فماذا بقي لنا من حرياتنا التي يتشدقون بها؟!
>إنه –باختصار شديد- هذا العالم المغلوب.. هذا العالم المقلوب..!!
>والآن ما هو الحل مع هذا العالم الذي يقف على أم رأسه؟! هل الحل أن ننقلب نحن أيضًا ونرفع أرجلنا عاليًا حتى ننتظم تحت راية النظام العالمي الجديد؟ هل نتنكر لمبادئنا العالمية السامية وشريعتنا الربّانيّة الخالدة وعقولنا السليمة!! كلاّ والله.. فالحلُّ بين أيدينا، والعلاج أمامنا (إن تنصروا الله ينصركم..).
>إن القلّة الماديّة أو الضعف العسكري والحصار الاقتصادي على الصعيد الشعبي، والأسر والجراحات والقتل والنفي على الصعيد الفردي؛ ليست أبدًا مبررات للتفريط في عزتنا المستمدة من عزّة الله الأزليّة الأبديّة، ولا مسوغات لتنكب شريعتنا الغراء والإعراض عن الاقتداء بصفوة خلق الله -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم-.
>إننا يجب ألا نغفل تحت أي ظرف ولا للمحة بصر عن ثوابتنا، فالدين عند الله الإسلام، والعزّة لله ولرسوله وللمؤمنين، والعاقبة للمتقين، والحق ظاهرٌ والباطل زهوق، وإن أرغى وأزبد.
>إن حالات الضعف والتضييق هي مظنة الالتجاء الصادق إلى الله والتمسك الخالص بالمبادئ المنجية في الدنيا والآخرة وطلب النصرة من مصدرها الحق (إن ينصركم الله فلا غالب لكم).
>لكأني أسمع هتاف الثبات والعزّة حتى في مواطن الابتلاء و الهزيمة الماديّة من أفواه الأنبياء والصالحين والصابرين، وفيهم نوح بعد أن عجز: (رب إني مغلوب فانتصر) وإبراهيم في المنجنيق: حسبي الله ونعم الوكيل، وموسى بين فكيّ الموت: (كلا.. إن معي ربي سيهدين)، ومؤمن آل فرعون أمام سيل الطغيان الهادر: (مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار)، وسحرة آل فرعون أمام منصّة الإعدام: (فاقض ما أنت قاض.. إنما تقضي هذه الحياة الدنيا)، ومحمد عليه الصلاة والسلام تحت الحصار في طريقه إلى المنفى: (لا تحزن إن الله معنا).. وطفل صاحبة الأخدود أمام لفح النار: (أثبتي يا أماه.. فإنّك على الحق ).. وغيرهم وغيرهم في طريق التضحيّة والثبات الطويل المديد.
>هذه دعوة أرسلها إلى كل مؤمن ومؤمنة، حاكمًا ومحكومًا، شقيًّا أو سعيدًا، غنيًّا أو فقيرًا، طليقًا أو أسيرًا، ذكرًا أو أنثى.. أن يثبت أمام سيل الباطل وتلاعبه بالألفاظ والأحكام الشرعيّة، ويعضّ على الثوابت بنواجذ الصبر، وألا يفرط في المبادئ حتى في ساعات الضعف، ولعلها ساعة شدة وتزول بنفحات الفرج، وظلمة سوف تنجلي بفيالق الإصباح، وإنا لنرجو من الله ما لا يرجون، فلنغير صدأ النفوس بسواطع الحق حتى يغير الله علينا بالنصر والتمكين، ولنتصدر العالم في آفاق الإيمان و القيم ولنحقق موعود الله لنقيم شرعه المطهر وننقذ هذا العالم المنكوب.. المغلوب .. المقلوب.. المكبوب!!
>(أفمن يمشي مُكبًّا على وجهه أهدى أمّن يمشي سويًّا على صراط مستقيم)
منقول ----