جحا
16 Oct 2004, 05:00 PM
إذا تصور إنسان أن الله - تبارك وتقدس -
احتاج إلى شريك ليدير معه هذه المملكة حتى تنتظم شؤونها ويتمكن من
السيطرة على مجريات أحداثها ويغطي ما يحتاجه كل من فيها ..
إذا احتاج الإله إلى شريك ليساعده على القيام بشؤون هذه المملكة
فإنه يكون إلهاً عاجزاً ..
ومن صفات الإلوهية : الكمال المطلق
والله سبحانه في غنى عن الشركاء لأنه سبحانه يدير هذه المملكة بكلمة
كن فيكون ..
وهذه آية جلية على عظمة الرب سبحانه تبعث في القلب :
الهيبة له .. والحياء منه .. والحب له ...
لم يغفل عنك ولا عن أي مخلوق .. وأمدك .. وأمد كل مخلوق
بوافر النعم قبل أن تسأله .. ولا يزال يوالي إحسانه إليك ولم يقطع ذلك عنك ..
وهو - بعظمته وبعز سلطانه - يراك على المعاصي ويستر عليك ، ويحسن
إليك ، ويكرمك ، وكأنه لا يرى ما تفعل !؟ ولا يزال يمهلك ويدعوك
إليه ليغفر لك ويبدل سيئاتك حسنات.!!
إن الإنسان الذي استقرت عنده كل هذه المعاني وتشربها قلبه
وسرت في شرايينه .. وجرت مع دمه .. يستحيل أن يعطي المحبة
إلا من يستحقها .. إنها صفة أصيلة في المؤمنين حقاً ذكرها ربنا
في قوله تعالى :
]] والذين آمنوا أشد حبا لله [[ لاحظ وتأمل : ]]] أشد حباً..[[[
فبالحب .. وقعت جماجم المحاربين على الأرض كأنها الدنانير ، وسالت
نفوسهم على شفرات السيوف ، وتقطعوا على رؤوس الرماح طلبا
للرضا في بدر وأحد وحنين .. وهجروا الطعام والشراب والشهوات في
هواجر مكة والمدينة ، وتجافوا عن المضاجع في ثلث الليل الغابر
وأنفقوا النفائس طلبا لمرضاة الحبيب ..
لما أحب الخليل صارت له النار بردا وسلاما .. ولما أحب الكليم انفلق له البحر
ولما أحب خاتمهم حن له الجذع وانشق له القمر ونبع الماء من أصابعه ..
فأين حب الله اليوم في قلوبنا ؟؟
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
أخي .. تأمل جيدا معي هذه الصورة :
كيف يتصرف المحب مع من يحب ( مخلوق مع مخلوق )
يحب كلامه ويحب الإقبال عليه
يحرص على طاعته ..
يحب أن يخلو معه ..
يحب الحديث عنه وفيه ..
يحب التعب من أجله ..
يحب السهر معه ..
يحب البذل من أجل رضاه …. الخ ..
هذا هو قانون المحبين في كل زمان ومكان ..
فكيف بمن ليس كمثله شيء .؟؟
إن أكثر الناس يتوهمون أنهم يحبون ربهم مجرد توهم بدليل بسيط :
طبق على سلوكياتهم قانون المحبين ..
ماذا ترى .. !؟ ترى العجب العجاب .. ؟!
ترى قوماً : الله يأمرهم بأوامر وهم يتجرأون على مخالفتها تماماً ..!!
ثم يزعمون أنهم يحبون ربهم !؟ ..
قال إمام أحد المساجد لفتى صالح طلب يد فتاة ، فأبى أهلها أن يزوجوه إياها …
قال الإمام هذه العبارة لهذا الفتى الحزين :
"... قل لا إله إلا الله وحطم الأصنام التي بداخلك …"
فما معنى ذلك ؟
قصد هذا الشيخ أن يقول :
اجعل حب لا إله إلا الله أكبر من أي حب مهما كبر وتعلق به قلبك ، اجعل
لا اله إلا الله وقوداً تضيء به قناديل قلبك فتنجلي ظلمته ومداداً طاهراً ترتوي
به أقلام أفكارك فلا تخط من قصائد الحب الصادق الخالص إلا ما اختص
بحب الخالق ... وحطم صنم عشق غير الله من داخلك ... حطم هذا الصنم
ولا تمكّن منه نفسك ... واعلم أنك بذلك تحوز على رضا الوهاب فيهبك
خير من تلك الفتاة نسباً وأكثر منها جمالا ودينا وخلقا...
ابتسم ذلك الفتى مستبشرا وكأنه يرى بأم عينه عروسا أمامه ، هبة من الله
هي أكمل وأروع وأحسن قلباً وقالبا... وانشرح صدره ثقة بالله ويقيناً
بأن ما بيد الله هو أكبر وأجل وأطهر مما بيد العبد ..
قال ذو النون : أوحى الله تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام :
" إني آليت على نفسي أن لا أتمم لمدبر عني عملاً ، ولأقطعن أمل كل
مؤمل غيري ، ولأقصمن ظهر من استند إلى سواي ، ولأطيلن وحشة من
استأنس بغيري ، ولأعرضن عمن أحب حبيبا سواي ..
ياموسى ، إن لي عبادا إن ناجوني أصغيت إليهم ، وإن نادوني أقبلت عليهم
وإن أقبلوا عليّ أدنيتهم ، وإن عملوا لي جازيتهم ، أنا مُدَبّر أمورهم ، وسائس
قلوبهم وأحوالهم ، لم أجعل لقلوبهم راحة إلا في ذكري ، فهؤلاء سقامهم شفاء
وعلى قلوبهم ضياء ، لا يستأنسون إلا بي ، ولا يحطون رحال قلوبهم
إلا عندي ، ولا يستقر بهم القرار إلا إليّ "
فيا هذا .. لا ضرر يلحق المولى في معاصيك ، إنما المطلوب سلامتك ..
ولا نفع له من طاعتك ، إنما المقصود كرامتك .. من محبته لك ألزمك
الفرائض .. ومن غيرته عليك حرّم عليك الفواحش .. كم دعاك وتأبى
إلا الهجر .. وأحسن إليك وتأبى إلا الغدر .. فلا العهد رعيت
ولا بالتقويم استويت !!! رسائله إليك لا تنقطع .. وحبه إليك لا يتبدل ..
إنما رد إبليس لأنه لم يسجد لأبيك .. فالعجب ..
كيف صالحت إبليس وقاطعته ؟؟!!!!!
إلهي .. كيف أرجوك وأنا أنا .. وكيف لا أرجوك وأنت أنت ....
مازلت أغرق في الإساءة دائما ويكون منك العفو والغفران
لم تنتقصني إذ أسأت وزدتنـي حتى كأن إساءتي إحســان
فاللهم نزّه قلوبنا عن التعلق بمن دونك ، واجعلنا من قوم تحبهم ويحبونك ..
تحياتي للجميع
احتاج إلى شريك ليدير معه هذه المملكة حتى تنتظم شؤونها ويتمكن من
السيطرة على مجريات أحداثها ويغطي ما يحتاجه كل من فيها ..
إذا احتاج الإله إلى شريك ليساعده على القيام بشؤون هذه المملكة
فإنه يكون إلهاً عاجزاً ..
ومن صفات الإلوهية : الكمال المطلق
والله سبحانه في غنى عن الشركاء لأنه سبحانه يدير هذه المملكة بكلمة
كن فيكون ..
وهذه آية جلية على عظمة الرب سبحانه تبعث في القلب :
الهيبة له .. والحياء منه .. والحب له ...
لم يغفل عنك ولا عن أي مخلوق .. وأمدك .. وأمد كل مخلوق
بوافر النعم قبل أن تسأله .. ولا يزال يوالي إحسانه إليك ولم يقطع ذلك عنك ..
وهو - بعظمته وبعز سلطانه - يراك على المعاصي ويستر عليك ، ويحسن
إليك ، ويكرمك ، وكأنه لا يرى ما تفعل !؟ ولا يزال يمهلك ويدعوك
إليه ليغفر لك ويبدل سيئاتك حسنات.!!
إن الإنسان الذي استقرت عنده كل هذه المعاني وتشربها قلبه
وسرت في شرايينه .. وجرت مع دمه .. يستحيل أن يعطي المحبة
إلا من يستحقها .. إنها صفة أصيلة في المؤمنين حقاً ذكرها ربنا
في قوله تعالى :
]] والذين آمنوا أشد حبا لله [[ لاحظ وتأمل : ]]] أشد حباً..[[[
فبالحب .. وقعت جماجم المحاربين على الأرض كأنها الدنانير ، وسالت
نفوسهم على شفرات السيوف ، وتقطعوا على رؤوس الرماح طلبا
للرضا في بدر وأحد وحنين .. وهجروا الطعام والشراب والشهوات في
هواجر مكة والمدينة ، وتجافوا عن المضاجع في ثلث الليل الغابر
وأنفقوا النفائس طلبا لمرضاة الحبيب ..
لما أحب الخليل صارت له النار بردا وسلاما .. ولما أحب الكليم انفلق له البحر
ولما أحب خاتمهم حن له الجذع وانشق له القمر ونبع الماء من أصابعه ..
فأين حب الله اليوم في قلوبنا ؟؟
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
أخي .. تأمل جيدا معي هذه الصورة :
كيف يتصرف المحب مع من يحب ( مخلوق مع مخلوق )
يحب كلامه ويحب الإقبال عليه
يحرص على طاعته ..
يحب أن يخلو معه ..
يحب الحديث عنه وفيه ..
يحب التعب من أجله ..
يحب السهر معه ..
يحب البذل من أجل رضاه …. الخ ..
هذا هو قانون المحبين في كل زمان ومكان ..
فكيف بمن ليس كمثله شيء .؟؟
إن أكثر الناس يتوهمون أنهم يحبون ربهم مجرد توهم بدليل بسيط :
طبق على سلوكياتهم قانون المحبين ..
ماذا ترى .. !؟ ترى العجب العجاب .. ؟!
ترى قوماً : الله يأمرهم بأوامر وهم يتجرأون على مخالفتها تماماً ..!!
ثم يزعمون أنهم يحبون ربهم !؟ ..
قال إمام أحد المساجد لفتى صالح طلب يد فتاة ، فأبى أهلها أن يزوجوه إياها …
قال الإمام هذه العبارة لهذا الفتى الحزين :
"... قل لا إله إلا الله وحطم الأصنام التي بداخلك …"
فما معنى ذلك ؟
قصد هذا الشيخ أن يقول :
اجعل حب لا إله إلا الله أكبر من أي حب مهما كبر وتعلق به قلبك ، اجعل
لا اله إلا الله وقوداً تضيء به قناديل قلبك فتنجلي ظلمته ومداداً طاهراً ترتوي
به أقلام أفكارك فلا تخط من قصائد الحب الصادق الخالص إلا ما اختص
بحب الخالق ... وحطم صنم عشق غير الله من داخلك ... حطم هذا الصنم
ولا تمكّن منه نفسك ... واعلم أنك بذلك تحوز على رضا الوهاب فيهبك
خير من تلك الفتاة نسباً وأكثر منها جمالا ودينا وخلقا...
ابتسم ذلك الفتى مستبشرا وكأنه يرى بأم عينه عروسا أمامه ، هبة من الله
هي أكمل وأروع وأحسن قلباً وقالبا... وانشرح صدره ثقة بالله ويقيناً
بأن ما بيد الله هو أكبر وأجل وأطهر مما بيد العبد ..
قال ذو النون : أوحى الله تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام :
" إني آليت على نفسي أن لا أتمم لمدبر عني عملاً ، ولأقطعن أمل كل
مؤمل غيري ، ولأقصمن ظهر من استند إلى سواي ، ولأطيلن وحشة من
استأنس بغيري ، ولأعرضن عمن أحب حبيبا سواي ..
ياموسى ، إن لي عبادا إن ناجوني أصغيت إليهم ، وإن نادوني أقبلت عليهم
وإن أقبلوا عليّ أدنيتهم ، وإن عملوا لي جازيتهم ، أنا مُدَبّر أمورهم ، وسائس
قلوبهم وأحوالهم ، لم أجعل لقلوبهم راحة إلا في ذكري ، فهؤلاء سقامهم شفاء
وعلى قلوبهم ضياء ، لا يستأنسون إلا بي ، ولا يحطون رحال قلوبهم
إلا عندي ، ولا يستقر بهم القرار إلا إليّ "
فيا هذا .. لا ضرر يلحق المولى في معاصيك ، إنما المطلوب سلامتك ..
ولا نفع له من طاعتك ، إنما المقصود كرامتك .. من محبته لك ألزمك
الفرائض .. ومن غيرته عليك حرّم عليك الفواحش .. كم دعاك وتأبى
إلا الهجر .. وأحسن إليك وتأبى إلا الغدر .. فلا العهد رعيت
ولا بالتقويم استويت !!! رسائله إليك لا تنقطع .. وحبه إليك لا يتبدل ..
إنما رد إبليس لأنه لم يسجد لأبيك .. فالعجب ..
كيف صالحت إبليس وقاطعته ؟؟!!!!!
إلهي .. كيف أرجوك وأنا أنا .. وكيف لا أرجوك وأنت أنت ....
مازلت أغرق في الإساءة دائما ويكون منك العفو والغفران
لم تنتقصني إذ أسأت وزدتنـي حتى كأن إساءتي إحســان
فاللهم نزّه قلوبنا عن التعلق بمن دونك ، واجعلنا من قوم تحبهم ويحبونك ..
تحياتي للجميع