nooory3
23 Oct 2004, 04:30 AM
<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم</div>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قالوا: المرأة نصف المجتمع، ونقول إنها أصل المجتمع؛ فبصلاحها يصلح المجتمع، وبفسادها يفسد كذلك، فهي صانعة الأجيال، أو هكذا ينبغي أن تكون.
وهي شريكة الرجل على درب الحياة، تقاسمه همومه وشجونه، وآماله وآلامه، وأفراحه وأتراحه، فإذا كان هذه شأنها فإننا لا نرضى لها أن تكون عنصراً سلبياً إستهلاكياً، بل مقامها أرفع من هذا وأجَلُّ.
والحديث عن المرأة في رمضان حديث مهم ومثير؛ أما وجه أهميته فينبع من كون المرأة تشكل عنصراًَ مهماً وفاعلاً ضمن تركيبة أعضاء المجتمع، وأما وجه إثارته فلما نراه من مظاهر سلبية، نجل المرأة أن تقع فيها.
وانطلاقاً من تحذير رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث إنه ارتقى المنبر وأمَّن ثلاثاً، فلما نزل وسأله الصحابة الكرام عن السبب، قال: ( إن جبريل عرض لي فقال: بَعُدَ من أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين... ) رواه الحاكم ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
سيدور حديثنا مع الأخوات الكريمات، حول بعض السلوكيات والمواقف، المشاهدة عند بعضهن، خلال هذا الشهر الكريم، فنقول:
إن الصيام فريضة من فرائض الإسلام، ومناسبة للتقرب إلى الله بالطاعة والعبادة، وفرصة لمراجعة النفس ومكاشفتها. وإذا كان الشأن كذلك فلا يليق بكِ أن تجعلي من هذا الشهر شهر كسل وخمول ودَعَةٍ، وَلْتَعْلَمي - أختي الكريمة - أن هذا الشهر المبارك قد كانت فيه أحداث مهمة غيرت وجه التاريخ، ففضلاًَ عن نزول القرآن، كانت فيه غزوة بدر، التي انتصر فيها الحق على الباطل؛ وتمَّ فيه فتح مكة، وكانت فيه انتصارات حطين وعين جالوت، وغير ذلك من الفتوحات التي امتنَّ الله بها على المؤمنين، فهو بحق شهر الجهاد والعمل، لا شهر القعود والكسل، كما يظن البعض.
وإذا كان الأمر على ما وصفنا، فحريٌّ بك أن تنفضي عنك غبار النوم والكسل، وإياك أن تجعلي ليلك نهاراً ونهارك ليلاً، كما يفعل كثير من المسلمين اليوم، يمضون نهار الصوم نياماً، ويمضون ليالي رمضان فيما لا يسمن ولا يغني من جوع.
ألهذا شُرع الصيام؟ أم بهذا تتحقق الحكمة من الصوم؟ وما فائدة الصيام إذا أمضيتِ نصف يومك أو يزيد وأنت في فراشك لا تبرحينه؟! بل ماذا تبقَّى من يومك تقدمينه بين يدي ربك؟ أَوَ ليس في هذا الفعل قلب للسنن الإلهية؟! أَوَلم يقل جل من قائل: {وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشاً} (النبأ:10-11) فما لنا عن سنن الله معرضين، وعن الآخرة غافلين.
ثم لا يكن همك - أختي الكريمة - منصرفاً إلى التفكير في إعداد الطعام والشراب بأنواعه وأشكاله، فقَدْرُ المرء إنما يكون بما يفكر فيه، وَلْيكن همكِ الأكبر التزود بطاعة الله والتقرب إليه بالفرائض والنوافل، ومن الخطأ الذي يقع فيه البعض في هذا الشهر المبارك، تضيع الأوقات في الأسواق والمجمَّعات لشراء ما لذَّ وطاب من أنواع الطعام والشراب، أو ألبسة العيد، ونحو ذلك من الأمور التي تستنزف كثيراً من الأوقات والأموال، وإنا لنحسب أن شهر رمضان فرصة لا ينبغي أن تُضيَّع في مثل هذه الأمور.
ويلحق بما تقدم من العادات المخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يفعله البعض عند الإفطار من إسراف وتبذير في المآكل والمشارب، والتكلف في كل ذلك بما لا يقره شرع ولا عقل، وكأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } (لأعراف:31) أوكأنهم لم يقرؤوا قول الله تعالى: { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } (الإسراء:27) فهل ترضين - أختي الصائمة - أن تتصفي بما وصف الله به المبذرين.
ثم إن الظن بك - أختي الكريمة - أن تكوني قدوة لأسرتك، أمَّاً كنتِ أو بنتاً أو أختاً، وإنا لنربأ بك أن تمضي ليالي هذا الشهر الكريم في السهر بما لا يقربك إلى الله، كالسهر مع الآخرين في القيل والقال، والخوض في أخبار الناس، أو الجلوس خلف شاشات الرائي (التلفاز) لمراقبة المسلسلات والتمثيليات، التي أقل ما يقال فيها إنها مضيعة للوقت، فضلاً عما يصاحبها من النظر إلى ما حرمه الله. فلا تجعلي هذا الشهر يمضي كما مضت وتمضي غيره من الشهور، بل عليك أن تنتهزي فرصة هذا الشهر الكريم لتصلحي من أمرك ومن أحوالك، مقتدية في كل ما تقومين به من عمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذكري قول الله تعالى: { وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (المزمل:20).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
<div align="center">المرأة فى رمضان (http://www.islamweb.net/php/php_arabic/ramdanArt.php?lang=A&id=42609)</div>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قالوا: المرأة نصف المجتمع، ونقول إنها أصل المجتمع؛ فبصلاحها يصلح المجتمع، وبفسادها يفسد كذلك، فهي صانعة الأجيال، أو هكذا ينبغي أن تكون.
وهي شريكة الرجل على درب الحياة، تقاسمه همومه وشجونه، وآماله وآلامه، وأفراحه وأتراحه، فإذا كان هذه شأنها فإننا لا نرضى لها أن تكون عنصراً سلبياً إستهلاكياً، بل مقامها أرفع من هذا وأجَلُّ.
والحديث عن المرأة في رمضان حديث مهم ومثير؛ أما وجه أهميته فينبع من كون المرأة تشكل عنصراًَ مهماً وفاعلاً ضمن تركيبة أعضاء المجتمع، وأما وجه إثارته فلما نراه من مظاهر سلبية، نجل المرأة أن تقع فيها.
وانطلاقاً من تحذير رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث إنه ارتقى المنبر وأمَّن ثلاثاً، فلما نزل وسأله الصحابة الكرام عن السبب، قال: ( إن جبريل عرض لي فقال: بَعُدَ من أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين... ) رواه الحاكم ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
سيدور حديثنا مع الأخوات الكريمات، حول بعض السلوكيات والمواقف، المشاهدة عند بعضهن، خلال هذا الشهر الكريم، فنقول:
إن الصيام فريضة من فرائض الإسلام، ومناسبة للتقرب إلى الله بالطاعة والعبادة، وفرصة لمراجعة النفس ومكاشفتها. وإذا كان الشأن كذلك فلا يليق بكِ أن تجعلي من هذا الشهر شهر كسل وخمول ودَعَةٍ، وَلْتَعْلَمي - أختي الكريمة - أن هذا الشهر المبارك قد كانت فيه أحداث مهمة غيرت وجه التاريخ، ففضلاًَ عن نزول القرآن، كانت فيه غزوة بدر، التي انتصر فيها الحق على الباطل؛ وتمَّ فيه فتح مكة، وكانت فيه انتصارات حطين وعين جالوت، وغير ذلك من الفتوحات التي امتنَّ الله بها على المؤمنين، فهو بحق شهر الجهاد والعمل، لا شهر القعود والكسل، كما يظن البعض.
وإذا كان الأمر على ما وصفنا، فحريٌّ بك أن تنفضي عنك غبار النوم والكسل، وإياك أن تجعلي ليلك نهاراً ونهارك ليلاً، كما يفعل كثير من المسلمين اليوم، يمضون نهار الصوم نياماً، ويمضون ليالي رمضان فيما لا يسمن ولا يغني من جوع.
ألهذا شُرع الصيام؟ أم بهذا تتحقق الحكمة من الصوم؟ وما فائدة الصيام إذا أمضيتِ نصف يومك أو يزيد وأنت في فراشك لا تبرحينه؟! بل ماذا تبقَّى من يومك تقدمينه بين يدي ربك؟ أَوَ ليس في هذا الفعل قلب للسنن الإلهية؟! أَوَلم يقل جل من قائل: {وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشاً} (النبأ:10-11) فما لنا عن سنن الله معرضين، وعن الآخرة غافلين.
ثم لا يكن همك - أختي الكريمة - منصرفاً إلى التفكير في إعداد الطعام والشراب بأنواعه وأشكاله، فقَدْرُ المرء إنما يكون بما يفكر فيه، وَلْيكن همكِ الأكبر التزود بطاعة الله والتقرب إليه بالفرائض والنوافل، ومن الخطأ الذي يقع فيه البعض في هذا الشهر المبارك، تضيع الأوقات في الأسواق والمجمَّعات لشراء ما لذَّ وطاب من أنواع الطعام والشراب، أو ألبسة العيد، ونحو ذلك من الأمور التي تستنزف كثيراً من الأوقات والأموال، وإنا لنحسب أن شهر رمضان فرصة لا ينبغي أن تُضيَّع في مثل هذه الأمور.
ويلحق بما تقدم من العادات المخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يفعله البعض عند الإفطار من إسراف وتبذير في المآكل والمشارب، والتكلف في كل ذلك بما لا يقره شرع ولا عقل، وكأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } (لأعراف:31) أوكأنهم لم يقرؤوا قول الله تعالى: { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } (الإسراء:27) فهل ترضين - أختي الصائمة - أن تتصفي بما وصف الله به المبذرين.
ثم إن الظن بك - أختي الكريمة - أن تكوني قدوة لأسرتك، أمَّاً كنتِ أو بنتاً أو أختاً، وإنا لنربأ بك أن تمضي ليالي هذا الشهر الكريم في السهر بما لا يقربك إلى الله، كالسهر مع الآخرين في القيل والقال، والخوض في أخبار الناس، أو الجلوس خلف شاشات الرائي (التلفاز) لمراقبة المسلسلات والتمثيليات، التي أقل ما يقال فيها إنها مضيعة للوقت، فضلاً عما يصاحبها من النظر إلى ما حرمه الله. فلا تجعلي هذا الشهر يمضي كما مضت وتمضي غيره من الشهور، بل عليك أن تنتهزي فرصة هذا الشهر الكريم لتصلحي من أمرك ومن أحوالك، مقتدية في كل ما تقومين به من عمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذكري قول الله تعالى: { وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (المزمل:20).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
<div align="center">المرأة فى رمضان (http://www.islamweb.net/php/php_arabic/ramdanArt.php?lang=A&id=42609)</div>