أبوسعود المكي
12 Jan 2011, 09:56 AM
هل يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا في سجوده
السؤال : أعلم أنه من شروط الدعاء أن نصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن الدعاء لا يستجاب له إذا لم نصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم . هل هذا حكم عام ؟ ماذا إذا أراد الشخص أن يدعو في السجود ، هل يجب أن يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا ؟.
الجواب :
الحمد لله
يمكن تقسيم الدعاء في الشرع إلى قسمين ، قسم مطلق وقسم مقيد .
أما المطلق : فهو الذي رغَّب الشرع بإنشائه من العبد ، كالدعاء في ثلث الليل الآخر ، والدعاء بين الأذان والإقامة ، والدعاء في عرفة ، وما شابه ذلك .
وأما المقيد : فهو الدعاء الذي يقال عند دخول مكان أو خروج منه أو عند حدوث شيء أو ما شابه ذلك ، كالدعاء عند دخول الخلاء والخروج منه ، والدعاء عند هبوب الريح وغير ذلك .
أما الأول وهو المطلق : فهو الذي يتأكد فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكون فيه أيضاً الثناء على الله عز وجل وقد روى فضالة بن عبيد قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عَجِلَ هذا ، ثم دعاه ، فقال له أو لغيره : " إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد بما شاء " . رواه الترمذي ( 3477 ) وأبو داود ( 1481 ) .
وأما مراتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند الدعاء فقد ذكرها العلامة ابن القيم رحمه الله فقال :
إحداها : أن يصلي عليه قبل الدعاء وبعد حمد الله تعالى .
والمرتبة الثانية : أن يصلي عليه في أول الدعاء وأوسطه وآخره .
والثالثة : أن يصلي عليه في أوله وآخره ويجعل حاجته متوسطة بينهما . " جلاء الأفهام " ( ص 375 )
وأما الحكمة من جعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله عن ذلك :
الصلاة عليه من أعظم الوسائل التي بها يستجاب الدعاء وقد أمر الله بها ، والصلاة عليه في الدعاء هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والإجماع قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ الأحزاب / 56 ] .
" مجموع الفتاوى " ( 1 / 347 )
وقال ابن القيم :
وهذه المواطن التي تقدمت كلها شرعت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها أمام الدعاء ، فمفتاح الدعاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما أن مفتاح الصلاة الطهور فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً ." جلاء الأفهام " ( ص 377 ) .
.
وأما النّوع المقيد من الأدعية الذي تقدّم ذكره : فليس فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا ما جاء في بعضها كدعاء دخول المسجد وبعد الأذان كما سيأتي نصها .
وقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم أمَّته أدعية مخصوصة مقيدة في أوقات معلومة أو بعد أفعال مخصوصة ليس فيها الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ، ومنها :
- دعاء الاستخارة .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمِّيه - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمِّيه - شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني . رواه البخاري ( 1113 ) .
- الدعاء عند دخول الخلاء .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " . رواه البخاري ( 5963 ) ومسلم ( 375 ) .
- الدعاء عند هبوب الريح .
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال : " اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به " . رواه مسلم ( 899 ) .
وغير ذلك من الأدعية التي علّمنا إياها ولم يُذكر في نصها الصلاة عليه صلى الله عليها وسلم فينبغي أن نأتي بها كما علمنا إياها دون زيادة ولا نقصان ، ويدخل في هذا الحكم الدعاء في السجود وهو الوارد في السؤال ، إذ قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية في سجوده ليس في أحدها الصلاة والسلام عليه ، ومنها :
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " . رواه البخاري ( 874 ) ومسلم ( 484 ) .
وعن عائشة قالت : فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول : " اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " . رواه مسلم ( 486 ) .
ولا ننسى أنّ المصلي سوف يتلو الصلاة الإبراهيمية في جلسة التشهد في صلاته التي يدعو فيها فيكون عمله غير خال من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما الأدعية المخصوصة التي فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فمنها :
- الدعاء عند دخول المسجد .
عن أبي حميد وأبي أسيد قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، فإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك " . رواه أبو داود ( 466 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " تمام المنَّة " ( ص 290 ) .
- الدعاء بعد الأذان .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " . رواه مسلم ( 384 ) .
والله أعلم.
السؤال : أعلم أنه من شروط الدعاء أن نصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن الدعاء لا يستجاب له إذا لم نصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم . هل هذا حكم عام ؟ ماذا إذا أراد الشخص أن يدعو في السجود ، هل يجب أن يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا ؟.
الجواب :
الحمد لله
يمكن تقسيم الدعاء في الشرع إلى قسمين ، قسم مطلق وقسم مقيد .
أما المطلق : فهو الذي رغَّب الشرع بإنشائه من العبد ، كالدعاء في ثلث الليل الآخر ، والدعاء بين الأذان والإقامة ، والدعاء في عرفة ، وما شابه ذلك .
وأما المقيد : فهو الدعاء الذي يقال عند دخول مكان أو خروج منه أو عند حدوث شيء أو ما شابه ذلك ، كالدعاء عند دخول الخلاء والخروج منه ، والدعاء عند هبوب الريح وغير ذلك .
أما الأول وهو المطلق : فهو الذي يتأكد فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكون فيه أيضاً الثناء على الله عز وجل وقد روى فضالة بن عبيد قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عَجِلَ هذا ، ثم دعاه ، فقال له أو لغيره : " إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد بما شاء " . رواه الترمذي ( 3477 ) وأبو داود ( 1481 ) .
وأما مراتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند الدعاء فقد ذكرها العلامة ابن القيم رحمه الله فقال :
إحداها : أن يصلي عليه قبل الدعاء وبعد حمد الله تعالى .
والمرتبة الثانية : أن يصلي عليه في أول الدعاء وأوسطه وآخره .
والثالثة : أن يصلي عليه في أوله وآخره ويجعل حاجته متوسطة بينهما . " جلاء الأفهام " ( ص 375 )
وأما الحكمة من جعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله عن ذلك :
الصلاة عليه من أعظم الوسائل التي بها يستجاب الدعاء وقد أمر الله بها ، والصلاة عليه في الدعاء هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والإجماع قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ الأحزاب / 56 ] .
" مجموع الفتاوى " ( 1 / 347 )
وقال ابن القيم :
وهذه المواطن التي تقدمت كلها شرعت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها أمام الدعاء ، فمفتاح الدعاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما أن مفتاح الصلاة الطهور فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً ." جلاء الأفهام " ( ص 377 ) .
.
وأما النّوع المقيد من الأدعية الذي تقدّم ذكره : فليس فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا ما جاء في بعضها كدعاء دخول المسجد وبعد الأذان كما سيأتي نصها .
وقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم أمَّته أدعية مخصوصة مقيدة في أوقات معلومة أو بعد أفعال مخصوصة ليس فيها الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ، ومنها :
- دعاء الاستخارة .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمِّيه - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمِّيه - شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني . رواه البخاري ( 1113 ) .
- الدعاء عند دخول الخلاء .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " . رواه البخاري ( 5963 ) ومسلم ( 375 ) .
- الدعاء عند هبوب الريح .
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال : " اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به " . رواه مسلم ( 899 ) .
وغير ذلك من الأدعية التي علّمنا إياها ولم يُذكر في نصها الصلاة عليه صلى الله عليها وسلم فينبغي أن نأتي بها كما علمنا إياها دون زيادة ولا نقصان ، ويدخل في هذا الحكم الدعاء في السجود وهو الوارد في السؤال ، إذ قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية في سجوده ليس في أحدها الصلاة والسلام عليه ، ومنها :
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " . رواه البخاري ( 874 ) ومسلم ( 484 ) .
وعن عائشة قالت : فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول : " اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " . رواه مسلم ( 486 ) .
ولا ننسى أنّ المصلي سوف يتلو الصلاة الإبراهيمية في جلسة التشهد في صلاته التي يدعو فيها فيكون عمله غير خال من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما الأدعية المخصوصة التي فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فمنها :
- الدعاء عند دخول المسجد .
عن أبي حميد وأبي أسيد قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، فإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك " . رواه أبو داود ( 466 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " تمام المنَّة " ( ص 290 ) .
- الدعاء بعد الأذان .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " . رواه مسلم ( 384 ) .
والله أعلم.