ماء زمزم
16 Jan 2011, 08:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هطلت أمطار علينا في مكة المكرمة وظواحيها وعمت البلاد كلها نسأل الله أن يجعلها أمطار خير وبركه
وأن ينفع بها الحرث والزرع وأن يحيي بها قلوب العباد إنه على كل شيء قدير ,
طبعا عنوان الموضوع ملفت وقد لا يتناسب مع المقدمة لكن سوف أذكر السبب لطرحي هذا الموضوع
طبعا تناقلت الأخبار على التلفزيون والإذاعة أنه ستهطل أمطار في يوم الخميس والجمعة وأن هناك
سحب ركامية سوف تأتي من الشمال , وقام الدفاع المدني بإرسال رسائل للجميع ينبه الناس على ذلك
حتى إعتقد كثير من الناس أن الأمطار أصبحت من عوامل الطبيعة وأن الإنسان يستطيع توقع
حدوثها , وأن المطر نزل بسبب تبخر مياه البحار , وسبب نزوله هو تكثف البخار في السماء
وإصطدام الشحنات السالبة مع الموجبة ونزل المطر بإختياره .
ولهذا أردت أن نقف مع قول الله تبارك وتعالى في سورة الفرقان
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً)
================================================== =
فهذا تعليق يسير للعالم محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- في قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) ، وقد ذكر -رحمه الله- تنبيه مهم- في أصل مسألة نسبة المطر إلى فاعله ومقدره الله جل جلاله ، ومن لم ينسبه إليه فهو................ .
يقول -رحمه الله-:
ولا شك أن من جملة من أبى منهم إلا كفوراً الذين يزعمون أن المطر لم ينزله منزل هو فاعل مختار
، وإنما نزل بطبيعته ، فالمنزّل له عندهم : هو الطبيعة ، وأن طبيعة الماء التبخر ، إذا تكاثرت عليه
درجات الحرارة من الشمس أو الاحتكاك بالريح ، وأن ذلك البخار يرتفع بطبيعته . ثم يجتمع ، ثم
يتقاطر . وأن تقاطره ذلك أمر طبيعي لا فاعل له ، وأنه هو المطر . فينكرون نعمة الله في إنزاله المطر
وينكرون دلالة إنزاله على قدرة منزله ، ووجوب الإيمان به واستحقاقه للعبادة وحده ، فمثل هؤلاء
داخلون في قوله: (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) بعد قوله: ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ ) .
وقد صرح في قوله : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ ) أنه تعالى ، هو مصرف الماء ، ومنزلة حيث شاء كيف شاء . ومن
قبيل هذا المعنى : ما ثبت في صحيح مسلم من حديث زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- قال:
صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبح بالحديبية في أثر السماء كانت من الليل ، فلما
انصرف أقبل على الناس فقال : "هل تدرون ماذا قال ربكم ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " قال:
أصبح من عبادي مؤمن بي ، وكافر بي : فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر
بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " هذا لفظ مسلم رحمه الله
في صحيحه ، ولا شك أن من قال : مطرنا ببخار كذا مسنداً ذلك للطبيعة ، أنه كافر بالله مؤمن
بالطبيعة والبخار . والعرب كانوا يزعمون أن بعض المطر أصله من البحر ، إلا أنهم يسندون فعل ذلك
الفاعل المختار جل وعلا ، ومن أشعارهم في ذلك:
ـ قول طرفة بن العبد :
لا تلمني إنها من نسوة رقد الصيف مقاليت نزر
كبنات البحر يمأدن إذا أنبت الصيف عساليج الخضر
فقوله : بنات البحر يعني : المزن التي أصل مائها من البحر .
ــــــــــــــــــ
ـ وقول أبي ذؤيب الهذلي :
سقى أم عمرو كل آخر ليلة حناتم غرماؤهن نجيج
شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج
ولا شك أن خالق السموات والأرض جل وعلا ، هو منزل المطر على القدر الذي يشاء كيف يشاء سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
ــــــــــــــــــــــــــ
[انتهى من أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للعالم محمد الأمين الشنقيطي] .
هطلت أمطار علينا في مكة المكرمة وظواحيها وعمت البلاد كلها نسأل الله أن يجعلها أمطار خير وبركه
وأن ينفع بها الحرث والزرع وأن يحيي بها قلوب العباد إنه على كل شيء قدير ,
طبعا عنوان الموضوع ملفت وقد لا يتناسب مع المقدمة لكن سوف أذكر السبب لطرحي هذا الموضوع
طبعا تناقلت الأخبار على التلفزيون والإذاعة أنه ستهطل أمطار في يوم الخميس والجمعة وأن هناك
سحب ركامية سوف تأتي من الشمال , وقام الدفاع المدني بإرسال رسائل للجميع ينبه الناس على ذلك
حتى إعتقد كثير من الناس أن الأمطار أصبحت من عوامل الطبيعة وأن الإنسان يستطيع توقع
حدوثها , وأن المطر نزل بسبب تبخر مياه البحار , وسبب نزوله هو تكثف البخار في السماء
وإصطدام الشحنات السالبة مع الموجبة ونزل المطر بإختياره .
ولهذا أردت أن نقف مع قول الله تبارك وتعالى في سورة الفرقان
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً)
================================================== =
فهذا تعليق يسير للعالم محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- في قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) ، وقد ذكر -رحمه الله- تنبيه مهم- في أصل مسألة نسبة المطر إلى فاعله ومقدره الله جل جلاله ، ومن لم ينسبه إليه فهو................ .
يقول -رحمه الله-:
ولا شك أن من جملة من أبى منهم إلا كفوراً الذين يزعمون أن المطر لم ينزله منزل هو فاعل مختار
، وإنما نزل بطبيعته ، فالمنزّل له عندهم : هو الطبيعة ، وأن طبيعة الماء التبخر ، إذا تكاثرت عليه
درجات الحرارة من الشمس أو الاحتكاك بالريح ، وأن ذلك البخار يرتفع بطبيعته . ثم يجتمع ، ثم
يتقاطر . وأن تقاطره ذلك أمر طبيعي لا فاعل له ، وأنه هو المطر . فينكرون نعمة الله في إنزاله المطر
وينكرون دلالة إنزاله على قدرة منزله ، ووجوب الإيمان به واستحقاقه للعبادة وحده ، فمثل هؤلاء
داخلون في قوله: (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) بعد قوله: ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ ) .
وقد صرح في قوله : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ ) أنه تعالى ، هو مصرف الماء ، ومنزلة حيث شاء كيف شاء . ومن
قبيل هذا المعنى : ما ثبت في صحيح مسلم من حديث زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- قال:
صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبح بالحديبية في أثر السماء كانت من الليل ، فلما
انصرف أقبل على الناس فقال : "هل تدرون ماذا قال ربكم ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " قال:
أصبح من عبادي مؤمن بي ، وكافر بي : فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر
بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " هذا لفظ مسلم رحمه الله
في صحيحه ، ولا شك أن من قال : مطرنا ببخار كذا مسنداً ذلك للطبيعة ، أنه كافر بالله مؤمن
بالطبيعة والبخار . والعرب كانوا يزعمون أن بعض المطر أصله من البحر ، إلا أنهم يسندون فعل ذلك
الفاعل المختار جل وعلا ، ومن أشعارهم في ذلك:
ـ قول طرفة بن العبد :
لا تلمني إنها من نسوة رقد الصيف مقاليت نزر
كبنات البحر يمأدن إذا أنبت الصيف عساليج الخضر
فقوله : بنات البحر يعني : المزن التي أصل مائها من البحر .
ــــــــــــــــــ
ـ وقول أبي ذؤيب الهذلي :
سقى أم عمرو كل آخر ليلة حناتم غرماؤهن نجيج
شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج
ولا شك أن خالق السموات والأرض جل وعلا ، هو منزل المطر على القدر الذي يشاء كيف يشاء سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
ــــــــــــــــــــــــــ
[انتهى من أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للعالم محمد الأمين الشنقيطي] .