Albayaan
24 Oct 2004, 10:13 PM
يقولون «جهل الخمسين.. يا رب تعين» والقصد ان بعض الرجال يمرون بعد هذا السن بفترة غير متوازنة يحاولون فيها العودة الى الوراء والإغراق في تصرفات المراهقة لكي ينفوا تهمة الكبر ويثبتوا لمن حولهم أن عروق عز الصبا مازالت تنبض فيهم وأنهم أكثر شباباً من الشباب.
وكالعادة، الزوجة هي من تواجه وتعاني وتلملم الآثار السلبية التي تخلفها «مراهقة» الزوج. فإن كنت تعانين من «تصابي» زوجك، اليك بعض التوضيحات والخطوات التي تمكنك من السيطرة على الوضع المتأزم داخل الأسرة.
بلوغ سن الخمسين ليس بالأمر الهين لدى الرجال. فإن كانت الاربعون سن النضوج والحكمة، فالخمسون بوابة العبور الى الستين فالتقاعد فالشيخوخة، ومن الطبيعي أن يسبب اقتراب الكهولة قلقاً كبيراً لكل من يخاف سنينها. فذلك يعني للبعض توديع الصبا والشباب والعبث وانتقاء كرسي في زاوية محددة من المنزل للجلوس وانتظار النهاية.
البلوغ الثاني
الدكتور عبدالله الخطيب، أستاذ علم الاجتماع، يسميها مرحلة البلوغ الثانية في حياة الرجل. فالمرحلة الاولى، التي تتم عند سن البلوغ هي مرحلة التغير الهرموني والبيولوجي، حيث يصبح الطفل شاباً بجسده، وعليه يحاول ان يتصرف كما الكبار في كل شيء. أما المرحلة الثانية أو مراهقة الخمسين، فلا تختلف كثيراً عن المراهقة الاولى، لانها ايضاً مرحلة التغير البيولوجي حيث يجد الرجل نفسه فجأة بشعر أبيض وبعض الترهلات، فيرفض واقعه ويتشبث بالماضي الذي يشعره بأنه مازال شاباً والحياة مازالت في بدايتها أمامه، فتنتج عن ذلك تصرفات صبيانية نسميها باللغة المحكية «جهل ما بعد الاربعين». الفارق الوحيد بين المرحلتين هو ان المرحلة الاولى تضطرم رحى نارها بين الأهل والأبناء، بينما الثانية تكون بين الزوج وشريكة عمره.
و.. كلام الناس؟
الباحثة في علم النفس لينا المغربي، تعلق على الموضوع قائلة انها مرحلة حرجة جداً لكل من الزوج الذي يبحث عادة عن استرجاع صباه مع فتاة صغيرة ترجع إليه شبابه، والزوجة التي تصدم فجأة بمشكلة عاطفية تمس كيانها أولاً وكيان مؤسستها الزوجية ثانياً، طبعاً بالاضافة الى مشاكل الاولاد والمعيشة و«كلام الناس»، وغالباً ما تفرز هذه المرحلة حالات انفصال وطلاق بعد سنوات عديدة من العشرة الجميلة، فقط لأن المرأة لم تعرف كيف تتكيف مع صعوبة المرحلة الجديدة على حياتها ولا مع احتياجات زوجها.
تدفنه في الحيا
ويضيف الخطيب: «معظم النساء يعتبرن أنهن تعدين مرحلة الخصوبة والعطاء واجتزن مرحلة الإشباع بعد الخمسين، عاملات بالمثل القائل: «لن نعيش عمرنا وعمر غيرنا»، خاصة بعد أن يكبر الأولاد. وهو ما يغضب الرجال الذين يعتبرون ان الشباب شباب القلب وليس السن، فهم مازالوا في أوج عطائهم، وزوجاتهم يعملن على جرهم الى الشيخوخة قبل الأوان. ما يثير المشاكل والفتن ويعلو صراخ الزوجة متهمة الزوج بالتصابي، بينما يتهمها هو بأنها تعمل على «دفنه في الحيا» وانها تغير من شكله الجميل وشبابه الملفت للنظر».
من غير الزوجة
من جهتها تقول الاخصائية الاجتماعية كفى أحمد ان ما يمر به الرجال في هذا السن مراهقة متأخرة تصيبهم عادة بعد النصف الثاني من الأربعينات، حيث يحن الزوج الى مرحلة الشباب، ومن أبرز مظاهر مراهقته، اهتمامه بمظهره الخارجي وبحثه عن الرعاية من طرف آخر غير الزوجة. لهذا ينبغي على الزوجة ان تراعي نفسية زوجها وتهتم به وتتفهمه من خلال بعض الخطوات الايجابية الذكية، وليس عن طريق التوبيخ وإثارة المشاكل.
يوقظ شبابه
أيضاً يبرر الخطيب تصابي الزوج بالقول انه في أحيان كثيرة تحدث مراهقة الأب كرد فعل على مراهقة الابن، حيث تثار حفيظة الاب لدى رؤيته للشباب المفعم في ولده وتمرده المفاجئ سواء في طريقة تصرفاته وسلوكه او في ملابسه، فيوقظ فيه شبابا وذكريات و«بطولات» ولت، وينتفض لفكرة ان ذلك جزءاً من الماضي، فيتمرد بطريقته الخاصة على شعره الابيض وشكله الجديد، فيصبغ الشعر ويحنّي الشاربين ويمارس رياضة التنحيف والحمية الغذائية وتصبح المرآة صديقته الجديدة، يقف أمامها بالساعات يحلق ذقنه ويدلك بشرته ويسرح شعره ويتعطر بأغلى العطور ويرتدي الملابس الأنيقة والساعة اللماعة، ثم يمضي لاستعراض شبابه الجديد مع فتيات بعمر ولده، ليثبت لنفسه وللآخرين انه ما زال قوياً ولسان حاله يردد ان الحياة عنده تبدأ بعد الاربعين، كما يقول المثل، وقد أفنى عمره في خدمة الاسرة والآن حان دوره لينهل من الحياة ويعوض ما فات.
كيف تتصرفين؟
عندما تواجهك مثل هذه المشكلة مع زوجك، لا تجزعي ولا تجازفي بعشرتك معه في لحظة غضب، فقط اتبعي هذه الخطوات:
* لا تتفاجأي إذا ما صدر عن زوجك أي تصرف بعيد عن الرزانة والمنطق، فعليك ان تكوني أنت الرزينة والحكيمة والواعية لتعرفي كيف تتعاملين مع الموقف.
* لا تتفرغي لمراقبة تصرفاته ووقوفه أمام المرآة، وان فعلتها لا تجعليه يشعر بذلك، كيلا تحفري لمشاكل لا تستطعين حلها.
* لا تنتقدي أي تصرف من قبله قد يزعجك او يثير حفيظتك، وتجاهلي الامر كأنه لا يحصل أمامك.
* إثني على مظهره وأناقته وذوقه في اختيار الملابس واطلبي إذنه لتنتقي لنفسك نفس الالوان التي يرتديها لتشكلا معاً ثنائياً منسجماً، وبذلك تلفتان الأنظار معاً فينتبه انه ليس الجذاب الوحيد في البيت.
* لا تقومي بدور المرشد نظراً لحساسية الموقف وحساسية الزوج المراهق، فآخر ما يرغب به في هذه المرحلة هو نصائحك ومواعظك.
* حاولي التقرب منه أكثر من السابق واشعريه انك تحرصين على سعادته واعلني منزلك واحة خالية من المشاكل، لأنك في هذه الفترة ستحلينها وحدك من دون أن تلجأي إليه او تخبريه بالذي حصل.
* اشعريه انك تقفين الى جانبه تدعمينه في كل خطواته وتصرفاته لكي يشعر ان هناك من يقف بجانبه ويتفهمه.
* لا تتخذي من مراهقة زوجك فرصة للضحك والمداعبة أمام الأهل والاصدقاء، وإلا حصدت سلبيات ما يترتب على ذلك.
* لا تسعي لإدخال الأهل في معالجة الموقف، ففي ذلك خطأ كبير سيحدث شرخاً في علاقتك بزوجك في وقت أنت بغنى عن أية مزايدات.
* ابلعي معاناتك واهتمي بزوجك وكوني له الصديقة التي يثق بها والأخت التي يأتمنها على أسراره والأم التي يحن الى كتفها في الأوقات الحرجة والصعبة.
* امسحي عن وجهك قناع الزوجة التقليدية وارتدي قناع الزوجة القوية المحنكة القادرة على قيادة دفة المنزل بصمت وروية. وحاسبي نفسك قبل ان تحاسبي زوجك، لأنك المسؤولة الأولى عن أي تغيير قد يطرأ على زوجك.
* لا تفقدي رونقك في اتباعك لكل ما ذكر من خطوات، اهتمي بنفسك وبمظهرك وعززي ثقتك وتمسكي بكبريائك، فكثرة التنازلات قد تجعله يتمادى في تصرفاته ويعتبرها فرصة لحل نفسه من ارتباطكما، وللدوران «على حل شعره».
منقول
وكالعادة، الزوجة هي من تواجه وتعاني وتلملم الآثار السلبية التي تخلفها «مراهقة» الزوج. فإن كنت تعانين من «تصابي» زوجك، اليك بعض التوضيحات والخطوات التي تمكنك من السيطرة على الوضع المتأزم داخل الأسرة.
بلوغ سن الخمسين ليس بالأمر الهين لدى الرجال. فإن كانت الاربعون سن النضوج والحكمة، فالخمسون بوابة العبور الى الستين فالتقاعد فالشيخوخة، ومن الطبيعي أن يسبب اقتراب الكهولة قلقاً كبيراً لكل من يخاف سنينها. فذلك يعني للبعض توديع الصبا والشباب والعبث وانتقاء كرسي في زاوية محددة من المنزل للجلوس وانتظار النهاية.
البلوغ الثاني
الدكتور عبدالله الخطيب، أستاذ علم الاجتماع، يسميها مرحلة البلوغ الثانية في حياة الرجل. فالمرحلة الاولى، التي تتم عند سن البلوغ هي مرحلة التغير الهرموني والبيولوجي، حيث يصبح الطفل شاباً بجسده، وعليه يحاول ان يتصرف كما الكبار في كل شيء. أما المرحلة الثانية أو مراهقة الخمسين، فلا تختلف كثيراً عن المراهقة الاولى، لانها ايضاً مرحلة التغير البيولوجي حيث يجد الرجل نفسه فجأة بشعر أبيض وبعض الترهلات، فيرفض واقعه ويتشبث بالماضي الذي يشعره بأنه مازال شاباً والحياة مازالت في بدايتها أمامه، فتنتج عن ذلك تصرفات صبيانية نسميها باللغة المحكية «جهل ما بعد الاربعين». الفارق الوحيد بين المرحلتين هو ان المرحلة الاولى تضطرم رحى نارها بين الأهل والأبناء، بينما الثانية تكون بين الزوج وشريكة عمره.
و.. كلام الناس؟
الباحثة في علم النفس لينا المغربي، تعلق على الموضوع قائلة انها مرحلة حرجة جداً لكل من الزوج الذي يبحث عادة عن استرجاع صباه مع فتاة صغيرة ترجع إليه شبابه، والزوجة التي تصدم فجأة بمشكلة عاطفية تمس كيانها أولاً وكيان مؤسستها الزوجية ثانياً، طبعاً بالاضافة الى مشاكل الاولاد والمعيشة و«كلام الناس»، وغالباً ما تفرز هذه المرحلة حالات انفصال وطلاق بعد سنوات عديدة من العشرة الجميلة، فقط لأن المرأة لم تعرف كيف تتكيف مع صعوبة المرحلة الجديدة على حياتها ولا مع احتياجات زوجها.
تدفنه في الحيا
ويضيف الخطيب: «معظم النساء يعتبرن أنهن تعدين مرحلة الخصوبة والعطاء واجتزن مرحلة الإشباع بعد الخمسين، عاملات بالمثل القائل: «لن نعيش عمرنا وعمر غيرنا»، خاصة بعد أن يكبر الأولاد. وهو ما يغضب الرجال الذين يعتبرون ان الشباب شباب القلب وليس السن، فهم مازالوا في أوج عطائهم، وزوجاتهم يعملن على جرهم الى الشيخوخة قبل الأوان. ما يثير المشاكل والفتن ويعلو صراخ الزوجة متهمة الزوج بالتصابي، بينما يتهمها هو بأنها تعمل على «دفنه في الحيا» وانها تغير من شكله الجميل وشبابه الملفت للنظر».
من غير الزوجة
من جهتها تقول الاخصائية الاجتماعية كفى أحمد ان ما يمر به الرجال في هذا السن مراهقة متأخرة تصيبهم عادة بعد النصف الثاني من الأربعينات، حيث يحن الزوج الى مرحلة الشباب، ومن أبرز مظاهر مراهقته، اهتمامه بمظهره الخارجي وبحثه عن الرعاية من طرف آخر غير الزوجة. لهذا ينبغي على الزوجة ان تراعي نفسية زوجها وتهتم به وتتفهمه من خلال بعض الخطوات الايجابية الذكية، وليس عن طريق التوبيخ وإثارة المشاكل.
يوقظ شبابه
أيضاً يبرر الخطيب تصابي الزوج بالقول انه في أحيان كثيرة تحدث مراهقة الأب كرد فعل على مراهقة الابن، حيث تثار حفيظة الاب لدى رؤيته للشباب المفعم في ولده وتمرده المفاجئ سواء في طريقة تصرفاته وسلوكه او في ملابسه، فيوقظ فيه شبابا وذكريات و«بطولات» ولت، وينتفض لفكرة ان ذلك جزءاً من الماضي، فيتمرد بطريقته الخاصة على شعره الابيض وشكله الجديد، فيصبغ الشعر ويحنّي الشاربين ويمارس رياضة التنحيف والحمية الغذائية وتصبح المرآة صديقته الجديدة، يقف أمامها بالساعات يحلق ذقنه ويدلك بشرته ويسرح شعره ويتعطر بأغلى العطور ويرتدي الملابس الأنيقة والساعة اللماعة، ثم يمضي لاستعراض شبابه الجديد مع فتيات بعمر ولده، ليثبت لنفسه وللآخرين انه ما زال قوياً ولسان حاله يردد ان الحياة عنده تبدأ بعد الاربعين، كما يقول المثل، وقد أفنى عمره في خدمة الاسرة والآن حان دوره لينهل من الحياة ويعوض ما فات.
كيف تتصرفين؟
عندما تواجهك مثل هذه المشكلة مع زوجك، لا تجزعي ولا تجازفي بعشرتك معه في لحظة غضب، فقط اتبعي هذه الخطوات:
* لا تتفاجأي إذا ما صدر عن زوجك أي تصرف بعيد عن الرزانة والمنطق، فعليك ان تكوني أنت الرزينة والحكيمة والواعية لتعرفي كيف تتعاملين مع الموقف.
* لا تتفرغي لمراقبة تصرفاته ووقوفه أمام المرآة، وان فعلتها لا تجعليه يشعر بذلك، كيلا تحفري لمشاكل لا تستطعين حلها.
* لا تنتقدي أي تصرف من قبله قد يزعجك او يثير حفيظتك، وتجاهلي الامر كأنه لا يحصل أمامك.
* إثني على مظهره وأناقته وذوقه في اختيار الملابس واطلبي إذنه لتنتقي لنفسك نفس الالوان التي يرتديها لتشكلا معاً ثنائياً منسجماً، وبذلك تلفتان الأنظار معاً فينتبه انه ليس الجذاب الوحيد في البيت.
* لا تقومي بدور المرشد نظراً لحساسية الموقف وحساسية الزوج المراهق، فآخر ما يرغب به في هذه المرحلة هو نصائحك ومواعظك.
* حاولي التقرب منه أكثر من السابق واشعريه انك تحرصين على سعادته واعلني منزلك واحة خالية من المشاكل، لأنك في هذه الفترة ستحلينها وحدك من دون أن تلجأي إليه او تخبريه بالذي حصل.
* اشعريه انك تقفين الى جانبه تدعمينه في كل خطواته وتصرفاته لكي يشعر ان هناك من يقف بجانبه ويتفهمه.
* لا تتخذي من مراهقة زوجك فرصة للضحك والمداعبة أمام الأهل والاصدقاء، وإلا حصدت سلبيات ما يترتب على ذلك.
* لا تسعي لإدخال الأهل في معالجة الموقف، ففي ذلك خطأ كبير سيحدث شرخاً في علاقتك بزوجك في وقت أنت بغنى عن أية مزايدات.
* ابلعي معاناتك واهتمي بزوجك وكوني له الصديقة التي يثق بها والأخت التي يأتمنها على أسراره والأم التي يحن الى كتفها في الأوقات الحرجة والصعبة.
* امسحي عن وجهك قناع الزوجة التقليدية وارتدي قناع الزوجة القوية المحنكة القادرة على قيادة دفة المنزل بصمت وروية. وحاسبي نفسك قبل ان تحاسبي زوجك، لأنك المسؤولة الأولى عن أي تغيير قد يطرأ على زوجك.
* لا تفقدي رونقك في اتباعك لكل ما ذكر من خطوات، اهتمي بنفسك وبمظهرك وعززي ثقتك وتمسكي بكبريائك، فكثرة التنازلات قد تجعله يتمادى في تصرفاته ويعتبرها فرصة لحل نفسه من ارتباطكما، وللدوران «على حل شعره».
منقول