moneer83_4
25 Oct 2004, 12:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يعبد المسلم ربه في رمضان وكيف يقضي لحظاته حتى يكون من المتقين الفائزين بفضله وثوابه؟
أحبتي في الله...
لئن كان الناس يفرحون بقدوم موسم الصيام ويجدون فيه خيراً وبركة، إلا أن القليل من يقضيه على الوجه الذي يرضي الله ويعمره بالطاعات والقربات وأداء الواجبات. ولربما تستجد في رمضان أنواع كثيرة من المخالفات التي لم تكن في الشهور قبله كالإسراف والتبذير وتضييع الصلوات والسهر أمام برامج القنوات وإضاعة الأوقات في اللعب والتسكع في الطرقات كل ذلك بحجة الإجهاد والإعياء والتسلية انتظارًا لساعة الفطور....
ولو تأملنا في حال السلف وتتبعنا كيف كانوا يقضون أيامهم في رمضان وكيف كانوا يعمرونها بصالح الأعمال لعلمنا بعد المفاز بين مانحن عليه وما كانوا عليه.
وكل خير في اتباع من سلف... وكل شر في ابيتداع من خلف..
فكيف نعيش رمضان كما عاشه السلف؟
أولاً: مراعاة أحكام الصيام:
- الإخلاص لله جل وعلا لقوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"
- الاتباع لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
والواجب على المسلم المقبل على الصيام أن يراعي هذين الشرطين اللذان بهما يتحقق صيامه.
فأما مراعاة الإخلاص فتكون بتوجيه القلب إلى الله وحده وإرادة الثواب منه وحده.
وأما مراعاة الاتباع في الصيام فتكون بالعلم بأحكام الصيام جميعها حتى يصح صيام المسلم وينال به الفضل والثواب ويدفع به المغبة والعقاب.
فهل يعقل أن يحقق المسلم الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الصيام وهو يجهل واجبات الصيام ومبطلاته وأركانه؟
أحبتي في الله
حتى يكون صومنا على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا بد لنا أن نتعلم أحكام الصيام ونطلع عليها ونسأل أهل العلم والفتوى ونحضر دروس التوعية والإرشاد. فإن الجهل بأحكام الصيام قد يوقع المسلم في محظور من محظورات الصيام أو مفطر من مفطراته.
ومما ينبغي الإلمام به في هذا الأمر وبإيجاز:
الأول: أركان الصيام
- النية
- والإمساك عن المفطرات
- والزمان وهو من طلوع الشمس إلى غروبها
- والصائم وهو المسلم البالغ العاقل القادر على الصوم الخالي من الموانع.
الثاني: مفسدات الصوم وهي:
- الجماع في نهار رمضان
- إنزال المني باختياره
- الأكل والشرب متعمداً
- ما هو في حكم الأكل والشرب
- الحجامة
- التقيء العمد
- خروج دم الحيض والنفاس
الثالث: مكروهات الصيام وهي كثيرة منها:
- المبالغة في المضمضة والاستنشاق عند الوضوء
- الوصال في الصيام
- جمع الريق وابتلاعه
الرابع: آداب الصيام الواجبة ومنها:
- اجتناب الكذب
- اجتناب الغيبة
- اجتناب النميمة
- اجتناب شهادة الزور
- اجتناب الغش في المعاملات
الخامس: آداب الصيام المستحبة:
- تأخير السحور وتعجيل الفطور
- كف اللسان عن اللغو وفضول الكلام
- إفطار الصائم
- التقرب إلى الله بالصدقة وصالح الأعمال
أحبتي
تذكروا أن التوفيق لصيام رمضان بإيمان واحتساب لا يتم إلا بمراعاة أحكامه وشروطه واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه. فليس الصيام مجرد جوع عن طعام وشراب فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
فلا يفوتنكم الإلمام بأحكام الصيام ولا يفوتنكم العمل بها فإن العاملين بها قليل.
ثانياً: المحافظة على أداء الفرائض
فالصلاة هي عمود الدين وقبول الصيام يستلزم قبولها فكيف يستسيغ أناس التفريط في الصلوات الواجبة وتضييعها بينما يصومون في اليوم نفسه وهم يعلمون أن الحفاظ على الصلوات في أوقاتها أوجب وأوكد في الإسلام؟
قال صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"
كان ثابت البناني رحمه الله يقول: (لا يكون عاب أبداً عابداً وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان الصوم والصلاة لإنهما من لحمه ودمه)
قال المبارك بن فضالة: "دخلت على ثابت البناني في مرضه وهو في علوله وكان لا يزال يذكر أصحابه. فلما دخلنا عليه قال: يا إخوتاه لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت أصلي، ولم أقدر أن أصوم كما كنت أصوم، ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي فأذكر الله عزو جل كما كنت أذكره معهم. ثم قال: اللهم إذا حبستني عن ثلاث فلا تدعني في الدنيا ساعة. فمات من وقته"
فكثير من الناس تستهويه الأفلام والمسلسلات أو النوم والغفلات فيعرض عن أداء الصلوات... ويحسب أن الأمر هين وهو عند الله عظيم.
ثالثاً: الحفاظ على التراويح
قال صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه"
وفي حديث السائب بن زيد قال: كان القارئ يقرأ بالمئين -يعني بمئات الآيات- حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام. قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.
ومما ينبغي لنا مراعاته عدم الانصراف قبل الإمام؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة"
فإن من تمام الإيمان والاحتساب في الصيام الحرص على القيام وعدم التضجر منه أو التشاغل عنه في رمضان، لا سيما في زماننا هذا حيث كثرت أسباب الفتنة وأصبحت قنوات عدة تتفنن في عرض البرامج المغرية والأفلام والمسلسلات بعد الإفطار مباشرة، مما يجعل كثيراً من الناس عن القيام غافلين وبما يرونه من مجون ولهو معجبين.
رابعاً: الإكثار من الذكر وقراءة القرآن
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القران وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة"
فقد علمنا عن مدى حرص السلف على تلاوة القران ومدارسته في رمضان وكيف وقد أنزله الله فيه قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" فشرف الله وقته بشرف القرآن وجعل تلاوته فيه مضاعف أجرها ووابل خيرها.
فقد كان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
لذا؛ ينبغي علينا أحبتي في الله أن نقرأ القرآن الكريم بتدبر وخشوع حتى نتذوق ثمرة التلاوة. وأن نحرص على الأذكار المأثورة فإنها مقامع الشيطان وسبيل نيل رضا الرحمن، لا سيما أذكار الصباح والمساء والحمد والتسبيح والاستغفار فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم"إذا صلى الغداة -أي الفجر- جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس"
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة"
خامساً: الجود والصدقة
فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة صدقة في رمضان"
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة حيث قال: "إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها!" قالوا: لمن هي يارسول الله؟ قال: "لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام"
وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع رغيفين كان يعدهما لفطره ثم طوى وأصبح صائماً.
وصور الصدقة والجود متعددة منها:
- إطعام الطعام فقد قال صلى الله عليه وسلم: "أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم"
- إفطار الصائم فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء"
وكان كثير من السلف يؤثرون بفطورهم وهم صائمون، منهم عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وداود الطائي ومالك بن دينار وأحمد بن حنبل وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
سادساً: الاعتكاف والإكثار من العبادة في العشر الأواخر
فسنة الاعتكاف قد تركها كثير من الناس القادرين عليها مع ورودها في الكتاب والسنة. وقد كان السلف أحرص على فعلها والقيام بها لما فيها من الأجر العظيم ولمناسبتها للعشر الأواخر التي تلتمس فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
والاعتكاف عبادة تتيسر معها سائر العبادات من قراءة القران والصلاة والذكر والدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً"
وللاعتكاف أحكام ينبغي على الصائم المريد لهذه العبادة الجليلة أن يطلع عليها فبها يكون اعتكافه صحيحاً على السنة.
سابعاً: تحري ليلة القدر والإكثار من الدعاء
فن الصوم من أسباب إجابة الدعاء؛ فينبغي للصائم أن يحرص عليه طيلة شهر رمضان فهو أوسع أبواب الخير وأسهل الطرق إليه.
قال صلى الله عليه وسلم: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء" ولا سيما وإن حرص المسلم على قيام رمضان يناسب وقته السحر وهو وقت مبارك تستجاب قيه الدعوات وتكفر فيه السيئات وتقضى فيه الحاجات.
فلنحذر أحبتي في الله من أن يفوتنا الخير العظيم والفضل الكريم ليلة القدر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"
فأعظِم بها من ليلة... تغفر فيها سائر السيئات.. وتنال بها الدرجات... فهي حرية بالتحري... وجديرة بالحرص عليها رجاء التوفيق لخيرها العظيم...
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كيف يعبد المسلم ربه في رمضان وكيف يقضي لحظاته حتى يكون من المتقين الفائزين بفضله وثوابه؟
أحبتي في الله...
لئن كان الناس يفرحون بقدوم موسم الصيام ويجدون فيه خيراً وبركة، إلا أن القليل من يقضيه على الوجه الذي يرضي الله ويعمره بالطاعات والقربات وأداء الواجبات. ولربما تستجد في رمضان أنواع كثيرة من المخالفات التي لم تكن في الشهور قبله كالإسراف والتبذير وتضييع الصلوات والسهر أمام برامج القنوات وإضاعة الأوقات في اللعب والتسكع في الطرقات كل ذلك بحجة الإجهاد والإعياء والتسلية انتظارًا لساعة الفطور....
ولو تأملنا في حال السلف وتتبعنا كيف كانوا يقضون أيامهم في رمضان وكيف كانوا يعمرونها بصالح الأعمال لعلمنا بعد المفاز بين مانحن عليه وما كانوا عليه.
وكل خير في اتباع من سلف... وكل شر في ابيتداع من خلف..
فكيف نعيش رمضان كما عاشه السلف؟
أولاً: مراعاة أحكام الصيام:
- الإخلاص لله جل وعلا لقوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"
- الاتباع لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
والواجب على المسلم المقبل على الصيام أن يراعي هذين الشرطين اللذان بهما يتحقق صيامه.
فأما مراعاة الإخلاص فتكون بتوجيه القلب إلى الله وحده وإرادة الثواب منه وحده.
وأما مراعاة الاتباع في الصيام فتكون بالعلم بأحكام الصيام جميعها حتى يصح صيام المسلم وينال به الفضل والثواب ويدفع به المغبة والعقاب.
فهل يعقل أن يحقق المسلم الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الصيام وهو يجهل واجبات الصيام ومبطلاته وأركانه؟
أحبتي في الله
حتى يكون صومنا على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا بد لنا أن نتعلم أحكام الصيام ونطلع عليها ونسأل أهل العلم والفتوى ونحضر دروس التوعية والإرشاد. فإن الجهل بأحكام الصيام قد يوقع المسلم في محظور من محظورات الصيام أو مفطر من مفطراته.
ومما ينبغي الإلمام به في هذا الأمر وبإيجاز:
الأول: أركان الصيام
- النية
- والإمساك عن المفطرات
- والزمان وهو من طلوع الشمس إلى غروبها
- والصائم وهو المسلم البالغ العاقل القادر على الصوم الخالي من الموانع.
الثاني: مفسدات الصوم وهي:
- الجماع في نهار رمضان
- إنزال المني باختياره
- الأكل والشرب متعمداً
- ما هو في حكم الأكل والشرب
- الحجامة
- التقيء العمد
- خروج دم الحيض والنفاس
الثالث: مكروهات الصيام وهي كثيرة منها:
- المبالغة في المضمضة والاستنشاق عند الوضوء
- الوصال في الصيام
- جمع الريق وابتلاعه
الرابع: آداب الصيام الواجبة ومنها:
- اجتناب الكذب
- اجتناب الغيبة
- اجتناب النميمة
- اجتناب شهادة الزور
- اجتناب الغش في المعاملات
الخامس: آداب الصيام المستحبة:
- تأخير السحور وتعجيل الفطور
- كف اللسان عن اللغو وفضول الكلام
- إفطار الصائم
- التقرب إلى الله بالصدقة وصالح الأعمال
أحبتي
تذكروا أن التوفيق لصيام رمضان بإيمان واحتساب لا يتم إلا بمراعاة أحكامه وشروطه واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه. فليس الصيام مجرد جوع عن طعام وشراب فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
فلا يفوتنكم الإلمام بأحكام الصيام ولا يفوتنكم العمل بها فإن العاملين بها قليل.
ثانياً: المحافظة على أداء الفرائض
فالصلاة هي عمود الدين وقبول الصيام يستلزم قبولها فكيف يستسيغ أناس التفريط في الصلوات الواجبة وتضييعها بينما يصومون في اليوم نفسه وهم يعلمون أن الحفاظ على الصلوات في أوقاتها أوجب وأوكد في الإسلام؟
قال صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"
كان ثابت البناني رحمه الله يقول: (لا يكون عاب أبداً عابداً وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان الصوم والصلاة لإنهما من لحمه ودمه)
قال المبارك بن فضالة: "دخلت على ثابت البناني في مرضه وهو في علوله وكان لا يزال يذكر أصحابه. فلما دخلنا عليه قال: يا إخوتاه لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت أصلي، ولم أقدر أن أصوم كما كنت أصوم، ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي فأذكر الله عزو جل كما كنت أذكره معهم. ثم قال: اللهم إذا حبستني عن ثلاث فلا تدعني في الدنيا ساعة. فمات من وقته"
فكثير من الناس تستهويه الأفلام والمسلسلات أو النوم والغفلات فيعرض عن أداء الصلوات... ويحسب أن الأمر هين وهو عند الله عظيم.
ثالثاً: الحفاظ على التراويح
قال صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه"
وفي حديث السائب بن زيد قال: كان القارئ يقرأ بالمئين -يعني بمئات الآيات- حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام. قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.
ومما ينبغي لنا مراعاته عدم الانصراف قبل الإمام؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة"
فإن من تمام الإيمان والاحتساب في الصيام الحرص على القيام وعدم التضجر منه أو التشاغل عنه في رمضان، لا سيما في زماننا هذا حيث كثرت أسباب الفتنة وأصبحت قنوات عدة تتفنن في عرض البرامج المغرية والأفلام والمسلسلات بعد الإفطار مباشرة، مما يجعل كثيراً من الناس عن القيام غافلين وبما يرونه من مجون ولهو معجبين.
رابعاً: الإكثار من الذكر وقراءة القرآن
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القران وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة"
فقد علمنا عن مدى حرص السلف على تلاوة القران ومدارسته في رمضان وكيف وقد أنزله الله فيه قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" فشرف الله وقته بشرف القرآن وجعل تلاوته فيه مضاعف أجرها ووابل خيرها.
فقد كان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
لذا؛ ينبغي علينا أحبتي في الله أن نقرأ القرآن الكريم بتدبر وخشوع حتى نتذوق ثمرة التلاوة. وأن نحرص على الأذكار المأثورة فإنها مقامع الشيطان وسبيل نيل رضا الرحمن، لا سيما أذكار الصباح والمساء والحمد والتسبيح والاستغفار فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم"إذا صلى الغداة -أي الفجر- جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس"
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة"
خامساً: الجود والصدقة
فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة صدقة في رمضان"
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة حيث قال: "إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها!" قالوا: لمن هي يارسول الله؟ قال: "لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام"
وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع رغيفين كان يعدهما لفطره ثم طوى وأصبح صائماً.
وصور الصدقة والجود متعددة منها:
- إطعام الطعام فقد قال صلى الله عليه وسلم: "أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم"
- إفطار الصائم فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء"
وكان كثير من السلف يؤثرون بفطورهم وهم صائمون، منهم عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وداود الطائي ومالك بن دينار وأحمد بن حنبل وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
سادساً: الاعتكاف والإكثار من العبادة في العشر الأواخر
فسنة الاعتكاف قد تركها كثير من الناس القادرين عليها مع ورودها في الكتاب والسنة. وقد كان السلف أحرص على فعلها والقيام بها لما فيها من الأجر العظيم ولمناسبتها للعشر الأواخر التي تلتمس فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
والاعتكاف عبادة تتيسر معها سائر العبادات من قراءة القران والصلاة والذكر والدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً"
وللاعتكاف أحكام ينبغي على الصائم المريد لهذه العبادة الجليلة أن يطلع عليها فبها يكون اعتكافه صحيحاً على السنة.
سابعاً: تحري ليلة القدر والإكثار من الدعاء
فن الصوم من أسباب إجابة الدعاء؛ فينبغي للصائم أن يحرص عليه طيلة شهر رمضان فهو أوسع أبواب الخير وأسهل الطرق إليه.
قال صلى الله عليه وسلم: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء" ولا سيما وإن حرص المسلم على قيام رمضان يناسب وقته السحر وهو وقت مبارك تستجاب قيه الدعوات وتكفر فيه السيئات وتقضى فيه الحاجات.
فلنحذر أحبتي في الله من أن يفوتنا الخير العظيم والفضل الكريم ليلة القدر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"
فأعظِم بها من ليلة... تغفر فيها سائر السيئات.. وتنال بها الدرجات... فهي حرية بالتحري... وجديرة بالحرص عليها رجاء التوفيق لخيرها العظيم...
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم