سميره الرفاعي
13 Feb 2011, 03:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان عظمة نور الله
قال الله جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifاللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35]. هنا نستشهد بقول لـابن القيم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000007&spid=1203) رحمه الله، والكلام إذا كان نفيساً حسن أن يستشهد به، بصرف النظر عن قائله، فإذا كان قائله قد عرف فضله وإمامته زاد ذلك الأمر قبولاً عندك وعند الناس. قال ابن القيم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000007&spid=1203) رحمه الله: الله جل وعلا من أسمائه النور، ومن أوصافه النور، وحجابه النور، وكتابه نور، وشرعه نور، ورسوله نور، والجنة التي وعدها عباده نور يتلألأ. وقال العلامة ابن سعدي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000859&spid=1203) رحمه الله في تفسيره: نور السماوات والأرض حساً ومعنىً، فالذين اهتدوا اهتدوا بنور الله، والأرض والسماوات إنما تشرقان بنور الله، واستنار بنور الله كل شيء حتى العرش وأركان العرش، فالله جل وعلا نور السماوات والأرض حساً ومعنىً. ثم ضرب الله المثل، وقد جرت العرب في كلامها على أن تضرب الأمثال، فأصابت ثلاثة أمور: إصابة المعنى، وإيجاز اللفظ، وحسن التشبيه. وبتعبير أصح: نالت العرب بالأمثال أموراً ثلاثة: على أن من أصل العرب في كلامها أنها إذا قالت المثل لا ترى أن أحداً يملك الحق في تغييره، فالمثل يقال كما قيل أول مرة، كمثل: (الصيف ضيعت اللبن) فهذا المثل يقال بهذه الطريقة خاطبت به ذكراً أو خاطبت به أنثى، خاطبت به فرداً أو خاطبت به مثنى أو خاطبت به جماعة، ويقولون: إن أصله أن امرأة كانت تحت رجل طاعن مسن، ولكنه كان ذا مال، فأصرت عليه أن يطلقها، فطلقها في الصيف، فتزوجها شاب من بني قومها، ولكنه كان فقيراً، فذات يوم أمسيا هي وزوجها فقيرين، فرغبت في اللبن، فبعثت إلى زوجها الأول تطلبه لبناً، فلما وصل المبعوث المرسول إلى الزوج الأول قال له: إن فلانة تطلبك لبناً، فأجابه: (الصيف ضيعت اللبن)؛ لأن الطلاق كان في الصيف. فأياً كان المثل فإنه يقال كما هو، والعرب لها أمثالها، والله جل وعلا ساق الأمثال في القرآن، وقال في خاتمة هذه الآية: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35]. وقد ضرب الله أمثلة كثيرة في القرآن، وقال جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:26].
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
نورانية الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول ربنا جل جلاله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifاللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] والنبي صلى الله عليه وسلم نور بنص القرآن، وقد جاء في مدحه عليه الصلاة والسلام في قصيدة كعب بن زهير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1001040&spid=1203) بأنه نور عند من يقول بصحة نسبة قصيدة كعب بن زهير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1001040&spid=1203) إليه، وهي قصيدة لا يملك أحد الجزم بصحة سندها، ولكن ذكرها عند أهل السير والأخبار والآثار وقبولهم لها يدل على أن لها أصلاً عظيماً، وكعب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1001040&spid=1203) كان من عائلة مشتغلة بالشعر، وكانت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عداوة، فأهدر النبي عليه السلام دمه، فدخل المدينة وأنشد بين يدي رسول الله: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول وما سعاد غداة البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول تجلو عوارض في ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً وما مواعيده إلا الأباطيل إلى أن قال: إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول وهذه رواية ابن قتيبة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000541&spid=1203) وأمثاله، وفي روايات أخر: إن الرسول لسيف يستضاء به والذي يعنينا الرواية الأولى؛ لأنها هي التي تتفق مع ما نحن فيه، فالنبي صلى الله عليه وسلم نور وما جاء به النور، وكان يسأل من ربه النور إذا خرج في ممشاه إلى الصلاة وإذا قام من الليل، كل ذلك ثابت عنه صلوات الله وسلامه عليه.
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
مثل نور المؤمن
قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمَثَلُ نُورِهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] هذا تقريب http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifكَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] والمشكاة هي الكوة التي في الجدار http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifالْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] وفي زماننا نطلق المصباح على الآلة كلها، وأما في لغة القرآن فالمصباح المراد به الفتيلة، وهذا ظاهر؛ لأن الله قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifالْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] والفتيلة تقع داخل الزجاجة. قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifالْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] لصفائه ونقائه http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35]، فالله يشهد أن هذه الشجرة مباركة، أي: كثيرة النفع http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifزَيْتُونِةٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] وهذا بيان لنوع الشجرة؛ لأن الشجر المبارك كثير، فلما قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifزَيْتُونِةٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] عرفنا أنها شجرة الزيتون، وأهل التاريخ يقولون: إنها أول شجرة نبتت بعد الطوفان، ودعا لها بالبركة سبعون نبياً، وموطنها الأرض المقدسة في الأرض المباركة في موطن الأنبياء، فموطنها الأول في الشام. فالله يقول: هذا الزيت يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، والشجرة الشرقية هي التي لا تتعرض للشمس حالة الغروب، والغربية عكسها. وأما الشجرة التي تتعرض للشمس دائماً فهي التي لا تسمى شرقية ولا غربية، قال الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35]. ثم قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifنُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] وخلاصة الأمر أن الكوة -المشكاة- هي قلب المؤمن، ويجتمع فيه نوران: نور الفطرة ونور الوحي والعلم من عند الله. ففطرته ظاهرة عليه، وهذا معنى قول الله جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35]، وقوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifنُورٌ عَلَى نُورٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] هو نور العلم والوحي والإيمان، على نور الفطرة. قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] وذلك لئلا يقول قائل: إن الأمر واضح، فنحن سنهتدي إليه، فأخبر الله جل وعلا أنه ليس الأمر كذلك، وإن كان واضحاً جلياً، فقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] والإنسان ينبغي له أن يدرك أن المقصود لا يطلب إلا بالرب تبارك وتعالى. فهذا مجمل ما دلت عليه الآية.
بيان عظمة نور الله
قال الله جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifاللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35]. هنا نستشهد بقول لـابن القيم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000007&spid=1203) رحمه الله، والكلام إذا كان نفيساً حسن أن يستشهد به، بصرف النظر عن قائله، فإذا كان قائله قد عرف فضله وإمامته زاد ذلك الأمر قبولاً عندك وعند الناس. قال ابن القيم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000007&spid=1203) رحمه الله: الله جل وعلا من أسمائه النور، ومن أوصافه النور، وحجابه النور، وكتابه نور، وشرعه نور، ورسوله نور، والجنة التي وعدها عباده نور يتلألأ. وقال العلامة ابن سعدي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000859&spid=1203) رحمه الله في تفسيره: نور السماوات والأرض حساً ومعنىً، فالذين اهتدوا اهتدوا بنور الله، والأرض والسماوات إنما تشرقان بنور الله، واستنار بنور الله كل شيء حتى العرش وأركان العرش، فالله جل وعلا نور السماوات والأرض حساً ومعنىً. ثم ضرب الله المثل، وقد جرت العرب في كلامها على أن تضرب الأمثال، فأصابت ثلاثة أمور: إصابة المعنى، وإيجاز اللفظ، وحسن التشبيه. وبتعبير أصح: نالت العرب بالأمثال أموراً ثلاثة: على أن من أصل العرب في كلامها أنها إذا قالت المثل لا ترى أن أحداً يملك الحق في تغييره، فالمثل يقال كما قيل أول مرة، كمثل: (الصيف ضيعت اللبن) فهذا المثل يقال بهذه الطريقة خاطبت به ذكراً أو خاطبت به أنثى، خاطبت به فرداً أو خاطبت به مثنى أو خاطبت به جماعة، ويقولون: إن أصله أن امرأة كانت تحت رجل طاعن مسن، ولكنه كان ذا مال، فأصرت عليه أن يطلقها، فطلقها في الصيف، فتزوجها شاب من بني قومها، ولكنه كان فقيراً، فذات يوم أمسيا هي وزوجها فقيرين، فرغبت في اللبن، فبعثت إلى زوجها الأول تطلبه لبناً، فلما وصل المبعوث المرسول إلى الزوج الأول قال له: إن فلانة تطلبك لبناً، فأجابه: (الصيف ضيعت اللبن)؛ لأن الطلاق كان في الصيف. فأياً كان المثل فإنه يقال كما هو، والعرب لها أمثالها، والله جل وعلا ساق الأمثال في القرآن، وقال في خاتمة هذه الآية: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35]. وقد ضرب الله أمثلة كثيرة في القرآن، وقال جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:26].
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
نورانية الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول ربنا جل جلاله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifاللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] والنبي صلى الله عليه وسلم نور بنص القرآن، وقد جاء في مدحه عليه الصلاة والسلام في قصيدة كعب بن زهير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1001040&spid=1203) بأنه نور عند من يقول بصحة نسبة قصيدة كعب بن زهير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1001040&spid=1203) إليه، وهي قصيدة لا يملك أحد الجزم بصحة سندها، ولكن ذكرها عند أهل السير والأخبار والآثار وقبولهم لها يدل على أن لها أصلاً عظيماً، وكعب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1001040&spid=1203) كان من عائلة مشتغلة بالشعر، وكانت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عداوة، فأهدر النبي عليه السلام دمه، فدخل المدينة وأنشد بين يدي رسول الله: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول وما سعاد غداة البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول تجلو عوارض في ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً وما مواعيده إلا الأباطيل إلى أن قال: إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول وهذه رواية ابن قتيبة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000541&spid=1203) وأمثاله، وفي روايات أخر: إن الرسول لسيف يستضاء به والذي يعنينا الرواية الأولى؛ لأنها هي التي تتفق مع ما نحن فيه، فالنبي صلى الله عليه وسلم نور وما جاء به النور، وكان يسأل من ربه النور إذا خرج في ممشاه إلى الصلاة وإذا قام من الليل، كل ذلك ثابت عنه صلوات الله وسلامه عليه.
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
مثل نور المؤمن
قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمَثَلُ نُورِهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] هذا تقريب http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifكَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] والمشكاة هي الكوة التي في الجدار http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifالْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] وفي زماننا نطلق المصباح على الآلة كلها، وأما في لغة القرآن فالمصباح المراد به الفتيلة، وهذا ظاهر؛ لأن الله قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifالْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] والفتيلة تقع داخل الزجاجة. قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifالْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] لصفائه ونقائه http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35]، فالله يشهد أن هذه الشجرة مباركة، أي: كثيرة النفع http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifزَيْتُونِةٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] وهذا بيان لنوع الشجرة؛ لأن الشجر المبارك كثير، فلما قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifزَيْتُونِةٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] عرفنا أنها شجرة الزيتون، وأهل التاريخ يقولون: إنها أول شجرة نبتت بعد الطوفان، ودعا لها بالبركة سبعون نبياً، وموطنها الأرض المقدسة في الأرض المباركة في موطن الأنبياء، فموطنها الأول في الشام. فالله يقول: هذا الزيت يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، والشجرة الشرقية هي التي لا تتعرض للشمس حالة الغروب، والغربية عكسها. وأما الشجرة التي تتعرض للشمس دائماً فهي التي لا تسمى شرقية ولا غربية، قال الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35]. ثم قال الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifنُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] وخلاصة الأمر أن الكوة -المشكاة- هي قلب المؤمن، ويجتمع فيه نوران: نور الفطرة ونور الوحي والعلم من عند الله. ففطرته ظاهرة عليه، وهذا معنى قول الله جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35]، وقوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifنُورٌ عَلَى نُورٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] هو نور العلم والوحي والإيمان، على نور الفطرة. قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] وذلك لئلا يقول قائل: إن الأمر واضح، فنحن سنهتدي إليه، فأخبر الله جل وعلا أنه ليس الأمر كذلك، وإن كان واضحاً جلياً، فقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:35] والإنسان ينبغي له أن يدرك أن المقصود لا يطلب إلا بالرب تبارك وتعالى. فهذا مجمل ما دلت عليه الآية.