ام حفصه
22 Feb 2011, 07:33 AM
http://al-eman.com/aleman/others/recommendation-image/1090.jpg
تبقى الأسرة نواة حقيقة لأي مجتمع، ويبقى بقائها من أولويات المجتمعات الناجحة، فكلما نجحت العلاقات الأسرية داخل أي مجتمع، كلما أعطى ذلك قوة واستقرارا لهذا المجتمع، فالمجتمع ما هو إلا عدد من الأسر، ونجاح العلاقات داخل الأسر يستلزم لغة من الحب والتفاهم والود والمساحات المشتركة، والتي يقوم كل طرف في صناعتها مع الطرف الأخر في العلاقة الزوجية، و الشيء نفسه يصنعه كلا الطرفين مع الأبناء حتى تنجح الأسرة في إنشاء علاقة اجتماعية أسرية مكتملة، تكون نموذجا للنجاح والتعايش الذي يخلو من أي منغصات، من أجل أن تكون هناك علاقات أسرية ناجحة داخل البيوت.
وحول أهم العقبات التي تقف أمام وجود بيوت آمنه ومطمئنة وسعيدة؟، كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة أميمة إبراهيم المتخصصة في الاستشارات الأسرية والعلاقات الزوجية والمدربة في مجال العلاقات الأسرية والاجتماعية والذي تطرق لقضايا كثيرة حول هذا الموضوع، فإلى نص الحوار.
* ماذا عن أهمية أن تكون هناك علاقات أسرية مبنية على أساس من التفاهم والود؟
** التفاهم والود والمحبة والتعاون كلها من الأسس المهمة لقيام أسرة متينة وعلاقة أسرية قوية، سواء كانت بين الزوج والزوجة أو بينهما والأبناء، وبالتالي فلابد أن يشملها الحب والرعاية والتفاهم والسكينة التي لابد أن تشمل البيت كله، فلا يمكن تخيل مجتمع ناجح ومتميز دون أن تكون هناك علاقات أسرية قوية، تمثل صمام أمان لهذا المجتمع من ناحية وتكون ضمن عوامل بنائه.
* كيف يمكن صناعة هذه العلاقات الناجحة داخل الأسرة؟
** تبدأ هذه العلاقة من الزوج والزوجة أولا قبل الارتباط، بدءا بالاختيار الصحيح لشريك الحياة على أساس التفاهم المشترك، والتعاون على إنجاح هذه العلاقة ومعرفة دور كل شريك في هذه العلاقة، وكل هذه الصفات يمكن لكلا الطرفين أن يكتشفاها في الطرف الثاني فضلا عن الشرط الأهم وهو (الدين) وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم،: "تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه.
كما يجب أن تكون هناك أهداف مشتركة لهما يجب تحقيقها من خلال هذا الزواج، أهمها تكوين أسرة تزرع فيها الأخلاق والقيم والعلاقات الطيبة؛ فينشأ أفرادها بالتالي واعين لدورهم في المجتمع.
* ما الأسباب وراء فشل العلاقات الأسرية سواء بين الزوج وزوجته أو بين الوالدين والأبناء؟
** هناك أسباب كثيرة لفشل هذه العلاقة، من أهمها:عدم معرفة واحترام كل واحد منهما لدور الآخر في الأسرة، وتصيد الأخطاء بين الطرفين، وبالتالي تتحول العلاقة إلى نار مستعرة، فضلا عن عدم التفاهم المشترك لمتطلبات الحياة الزوجية بينهما و انعدام الثقة التي قد تؤدي إلى خراب البيت، وبالتالي إلى استنفاد المشاعر الطيبة التي يكنها كل منهما للآخر وحصول التنافر بين الطرفين. وللأسف فإن استمرار سوء العلاقة بين الزوجين سوف ينعكس سلبا على أولادهما، سواء بينهما وبين هؤلاء الأبناء، أو فيما بين الأبناء بعضهم البعض.
* ما أهم أسباب فشل العلاقات الأسرية، وكيف يمكن تدارك أسباب الفشل؟
** يمكن تدارك أسباب الفشل التي ذكرتها سابقا بمحاولة كلا الزوجين السعي الحقيقي لإنجاح العلاقة وتحمل المسؤولية كاملة، ومحاولة زرع بذور الود والاحترام والثقة مع الطرف الأخر، حتى وإن بدا للطرف الأول أن الطرف الثاني لا يتقبلها أو يستجيب لها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى محاولة الوالدين التقرب من أولادهما ومعرفة حاجاتهم ومتطلباتهم والتعرف على أفكارهم وطموحاتهم، وإنشاء جسور المحبة مع جميع أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى إنجاح العلاقة الأسرية بشكل كبير.
* لماذا تختفي مراكز الإرشاد الأسري في العالم العربي؟ وما أهمية وجودها في الحياة الأسرية والعائلية والاجتماعية للناس؟
** على الرغم من أهمية الأسرة في المجتمع؛ إلا أن العالم العربي يفتقد لمراكز الإرشاد الأسري! وهذا يعود برأيي إلى المجتمع نفسه، فطبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده ونظرته للعلاقة الزوجية تولد الخوف والحياء لدى الزوجين من إظهار مشاكلهما لأشخاص آخرين حتى وإن كانوا مختصين، أو نظرة البعض إلى مشاكلهم على اعتبار أنها أكبر من أن تحل! وبالتالي تتلاشى جدوى هذه المراكز من وجهة نظر الطرفين، بينما نرى في المجتمع الغربي أن هناك دورا مهما تلعبه هذه المراكز في التعرف على مشاكل الأسرة، ومعرفة وجهة نظر كل فرد من الأسرة بطريقة تؤدي إلى إيجاد الحلول المناسبة من أطراف متخصصة في فهم العلاقات الأسرية وقادرة على حل المشاكل بمنطق وعلمية.
* ما الحالات التي لابد أن تلجأ فيها الأسرة إلى مستشار أو مستشارة متخصصة في العلاقات الأسرية؟ وهل هناك طريقة إرشادية تقدم للأسرة تكون عاملا مساعدا لنجاح العلاقات الأسرية؟
** في كل أسرة تحصل المشكلات ويحصل سوء التفاهم، بسبب الاختلاف في الآراء والأفكار والمتطلبات ووجهات النظر، وهذا فيض من غيض، فلا يمكن لأسرة أن تتباين فيها وجهات النظر، ولكن عندما يحصل اختلاف في الأهداف والأسس والقواعد الأساسية التي بنيت عليها الأسرة تحصل مشكلة حقيقية بين أفراد الأسرة؛ تجعل من الصعب على أفرادها النقاش والتفاهم والتوصل إلى أفكار تساعد على حل المشاكل وتقريب أفرادها، فيجب في هذه الحالة اللجوء إلى مستشارين مختصين في العلاقات الأسرية يكونون قادرين على التدخل بإيجابية وحل المشكلات وإقناع الأطراف المعنية، وتقريب وجهات النظر بما يخدم الأسرة، ويساعد على الرؤية بوضوح أكثر وموضوعية لجميع المشكلات.
* متى تتفق الأسرة بحيث يكون كل قراراتها صائبة في الصالح العام لكل أفرادها؟
** تتفق الأسرة عندما ينظر الزوجان إلى الزواج كمؤسسة هدفها واضح للطرفين، وحلمها النجاح في إنشاء نواة قوية للمجتمع، يسودها الحب والتفاهم والثقة بين أفرادها، ينتجون أفرادا أسوياء بنائين منتجين، لا يفكرون بأنانية في تحقيق أهداف فردية، ولكن يسعون لتحقيق سعادتهم وسعادة أسرتهم وبالتالي المجتمع.
الكاتب: د. سامية مشالي
تبقى الأسرة نواة حقيقة لأي مجتمع، ويبقى بقائها من أولويات المجتمعات الناجحة، فكلما نجحت العلاقات الأسرية داخل أي مجتمع، كلما أعطى ذلك قوة واستقرارا لهذا المجتمع، فالمجتمع ما هو إلا عدد من الأسر، ونجاح العلاقات داخل الأسر يستلزم لغة من الحب والتفاهم والود والمساحات المشتركة، والتي يقوم كل طرف في صناعتها مع الطرف الأخر في العلاقة الزوجية، و الشيء نفسه يصنعه كلا الطرفين مع الأبناء حتى تنجح الأسرة في إنشاء علاقة اجتماعية أسرية مكتملة، تكون نموذجا للنجاح والتعايش الذي يخلو من أي منغصات، من أجل أن تكون هناك علاقات أسرية ناجحة داخل البيوت.
وحول أهم العقبات التي تقف أمام وجود بيوت آمنه ومطمئنة وسعيدة؟، كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة أميمة إبراهيم المتخصصة في الاستشارات الأسرية والعلاقات الزوجية والمدربة في مجال العلاقات الأسرية والاجتماعية والذي تطرق لقضايا كثيرة حول هذا الموضوع، فإلى نص الحوار.
* ماذا عن أهمية أن تكون هناك علاقات أسرية مبنية على أساس من التفاهم والود؟
** التفاهم والود والمحبة والتعاون كلها من الأسس المهمة لقيام أسرة متينة وعلاقة أسرية قوية، سواء كانت بين الزوج والزوجة أو بينهما والأبناء، وبالتالي فلابد أن يشملها الحب والرعاية والتفاهم والسكينة التي لابد أن تشمل البيت كله، فلا يمكن تخيل مجتمع ناجح ومتميز دون أن تكون هناك علاقات أسرية قوية، تمثل صمام أمان لهذا المجتمع من ناحية وتكون ضمن عوامل بنائه.
* كيف يمكن صناعة هذه العلاقات الناجحة داخل الأسرة؟
** تبدأ هذه العلاقة من الزوج والزوجة أولا قبل الارتباط، بدءا بالاختيار الصحيح لشريك الحياة على أساس التفاهم المشترك، والتعاون على إنجاح هذه العلاقة ومعرفة دور كل شريك في هذه العلاقة، وكل هذه الصفات يمكن لكلا الطرفين أن يكتشفاها في الطرف الثاني فضلا عن الشرط الأهم وهو (الدين) وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم،: "تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه.
كما يجب أن تكون هناك أهداف مشتركة لهما يجب تحقيقها من خلال هذا الزواج، أهمها تكوين أسرة تزرع فيها الأخلاق والقيم والعلاقات الطيبة؛ فينشأ أفرادها بالتالي واعين لدورهم في المجتمع.
* ما الأسباب وراء فشل العلاقات الأسرية سواء بين الزوج وزوجته أو بين الوالدين والأبناء؟
** هناك أسباب كثيرة لفشل هذه العلاقة، من أهمها:عدم معرفة واحترام كل واحد منهما لدور الآخر في الأسرة، وتصيد الأخطاء بين الطرفين، وبالتالي تتحول العلاقة إلى نار مستعرة، فضلا عن عدم التفاهم المشترك لمتطلبات الحياة الزوجية بينهما و انعدام الثقة التي قد تؤدي إلى خراب البيت، وبالتالي إلى استنفاد المشاعر الطيبة التي يكنها كل منهما للآخر وحصول التنافر بين الطرفين. وللأسف فإن استمرار سوء العلاقة بين الزوجين سوف ينعكس سلبا على أولادهما، سواء بينهما وبين هؤلاء الأبناء، أو فيما بين الأبناء بعضهم البعض.
* ما أهم أسباب فشل العلاقات الأسرية، وكيف يمكن تدارك أسباب الفشل؟
** يمكن تدارك أسباب الفشل التي ذكرتها سابقا بمحاولة كلا الزوجين السعي الحقيقي لإنجاح العلاقة وتحمل المسؤولية كاملة، ومحاولة زرع بذور الود والاحترام والثقة مع الطرف الأخر، حتى وإن بدا للطرف الأول أن الطرف الثاني لا يتقبلها أو يستجيب لها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى محاولة الوالدين التقرب من أولادهما ومعرفة حاجاتهم ومتطلباتهم والتعرف على أفكارهم وطموحاتهم، وإنشاء جسور المحبة مع جميع أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى إنجاح العلاقة الأسرية بشكل كبير.
* لماذا تختفي مراكز الإرشاد الأسري في العالم العربي؟ وما أهمية وجودها في الحياة الأسرية والعائلية والاجتماعية للناس؟
** على الرغم من أهمية الأسرة في المجتمع؛ إلا أن العالم العربي يفتقد لمراكز الإرشاد الأسري! وهذا يعود برأيي إلى المجتمع نفسه، فطبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده ونظرته للعلاقة الزوجية تولد الخوف والحياء لدى الزوجين من إظهار مشاكلهما لأشخاص آخرين حتى وإن كانوا مختصين، أو نظرة البعض إلى مشاكلهم على اعتبار أنها أكبر من أن تحل! وبالتالي تتلاشى جدوى هذه المراكز من وجهة نظر الطرفين، بينما نرى في المجتمع الغربي أن هناك دورا مهما تلعبه هذه المراكز في التعرف على مشاكل الأسرة، ومعرفة وجهة نظر كل فرد من الأسرة بطريقة تؤدي إلى إيجاد الحلول المناسبة من أطراف متخصصة في فهم العلاقات الأسرية وقادرة على حل المشاكل بمنطق وعلمية.
* ما الحالات التي لابد أن تلجأ فيها الأسرة إلى مستشار أو مستشارة متخصصة في العلاقات الأسرية؟ وهل هناك طريقة إرشادية تقدم للأسرة تكون عاملا مساعدا لنجاح العلاقات الأسرية؟
** في كل أسرة تحصل المشكلات ويحصل سوء التفاهم، بسبب الاختلاف في الآراء والأفكار والمتطلبات ووجهات النظر، وهذا فيض من غيض، فلا يمكن لأسرة أن تتباين فيها وجهات النظر، ولكن عندما يحصل اختلاف في الأهداف والأسس والقواعد الأساسية التي بنيت عليها الأسرة تحصل مشكلة حقيقية بين أفراد الأسرة؛ تجعل من الصعب على أفرادها النقاش والتفاهم والتوصل إلى أفكار تساعد على حل المشاكل وتقريب أفرادها، فيجب في هذه الحالة اللجوء إلى مستشارين مختصين في العلاقات الأسرية يكونون قادرين على التدخل بإيجابية وحل المشكلات وإقناع الأطراف المعنية، وتقريب وجهات النظر بما يخدم الأسرة، ويساعد على الرؤية بوضوح أكثر وموضوعية لجميع المشكلات.
* متى تتفق الأسرة بحيث يكون كل قراراتها صائبة في الصالح العام لكل أفرادها؟
** تتفق الأسرة عندما ينظر الزوجان إلى الزواج كمؤسسة هدفها واضح للطرفين، وحلمها النجاح في إنشاء نواة قوية للمجتمع، يسودها الحب والتفاهم والثقة بين أفرادها، ينتجون أفرادا أسوياء بنائين منتجين، لا يفكرون بأنانية في تحقيق أهداف فردية، ولكن يسعون لتحقيق سعادتهم وسعادة أسرتهم وبالتالي المجتمع.
الكاتب: د. سامية مشالي