عبدالله الكعبي
22 Feb 2011, 04:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وجه فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود خمس رسائل إلى جميع أطياف الشعب البحريني حذر فيها مما وصفه بقنوات الفتنة التي تعمل على ان تفرق بين المواطنين البحرينيين، وقال إن الفتنة إذا وقعت لن ينجو منها احد.
وقال في كلمته خلال تجمع الوحدة الوطنية أمس "إننا جميع أبناء البحرين طلاب حقوق، وفي مقدمتها ان تكون السلطات للشعب بشكل فعلي، فلا يكفي ان يقرر الدستور حقوقا وتعطل عن التنفيذ أو يتحايل عليها، نطالب القيادة بأن ترفع جميع مظاهر التمييز، وأن توكل المهمات الى ذوي الكفاءة والأمانة، فلنا تحفظ على أناس تبوأوا مناصب في الوزارات ولم يكونوا جديرين بها".
وطالب المحمود بأن يتم حل المشاكل المعيشية للمواطنين من رواتب وإسكان في المدى القريب، وإطلاق سراح جميع سجناء الرأي، مؤكدا أن القيادة السياسية العليا مسئولة عن ضمان حقوق جميع فئات المجتمع من غير انتقاص من حقوق الآخرين.
للمتربصين بنا من الخارج:
قادرون مهما اختلفنا على التجمع ضدكم
لن نقبل نتائج حوار إن لم نكن جزءاً منه
قال فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود في كلمته:
أيها المواطنون الأعزاء رجالا ونساء، شبابا وشابات، أهلا بكم في تجمع لمصلحة هذا الوطن رغبة في درء الفتنة ورغبة في التعايش السلمي بين أفراد المجتمع بجميع طوائفه.
إخواني وأخواتي أمام التحديات التي تواجهها البحرين هذه الأيام، ومع تطوراتها المتسارعة، وفي صرخة عاجلة، تداعت شخصيات دينية وشخصيات عامة لبحث الوضع الراهن، وخلال يوم واحد قرروا أن يكون لمن لا ينتمي إلى جمعيات أو كيانات رسمية أو غير رسمية، أن يكون لهم تجمع تحت اسم تجمع الوحدة الوطنية، لقد اتفق الحاضرون بعد عمل استغرق اليوم كله على إصدار البيان الأول عن الأحداث الراهنة، وبعد التداول في شئون البلاد والوطن الغالي فإننا نعلن:
أولا
نناشد جميع أهل البحرين ألا يمكنوا من يريد شرا بهذا الوطن من الوصول إلى مآربه ومقاصده، وندعوهم جميعا إلى التمسك بأمر الله في قوله: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
ثانيا
نؤكد تمسكنا بشرعية نظام الحكم القائم ونؤكد أن البلد واستقراره أولوية قصوى لا يمكن المساومة عليها.
ثالثا
نعرب عن أسفنا وحزننا العميقين لأرواح المواطنين الذين أزهقت، ودمائهم التي سالت ونطالب بسرعة التحقيق مع المتسببين ونسأل الله الرحمة والمغفرة لمن توفي منهم.
رابعا
ندعو الحكومة إلى إطلاق جميع سجناء الرأي.
خامسا
ان المشروع الإصلاحي الذي بدأ قبل عشر سنوات كان بداية التغيير إلى الأفضل ولن يكون نهاية المطاف، فالدعوة إلى الإصلاح والعمل له أمران يجب أن يستمرا.
سادسا
ندعو جميع المواطنين وخاصة الشباب إلى العمل على تهدئة الأوضاع والشروع بحوار وطني شامل لجميع القوى والأطياف الوطنية.
سابعا
إن أي مطلب وطني لا يمكن إقراره من دون توافق عليه من جميع مكونات المجتمع البحريني.
وأضاف المحمود: كان قدرنا ان نعيش على هذه الأرض قرونا متطاولة، يعيش على أرضها أتباع الديانات السماوية وغير السماوية ولم يمنع الاختلاف الديني والمذهبي بتوجيه عقلائهم من التعايش على هذه الأرض طوعا واختيارا.
وأمام هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البحرين، يوجه تجمع الوحدة الوطنية الرسائل التالية:
الرسالة الأولى
إلى جميع أهل البحرين نقول: احذروا من قنوات الفتنة التي تعمل على ان تفرق بين الأخ وأخيه، واعلموا ان الفتنة إذا وقعت لن ينجو منها احد وأننا إذا تصارعنا قضينا على أنفسنا بأنفسنا وهدمنا ما بنيناه وما بناه أسلافنا وأجدادنا، ولا نستطيع ان نعيد ما هدم ولا يفيد الندم، ولنتعظ بما وقع لغيرنا.
كفانا شحنا في القلوب ونشرا للضغن ولنتق الله في أبنائنا وبناتنا وآبائنا وأمهاتنا ورجالنا ونسائنا ومن لنا ولاية عليه، فهم أمانة عندنا، فلنؤد الأمانة التي ائتمننا الله عليها في حقها.
طمئنوا أيها الآباء والأمهات أبناءكم وبناتكم، فإن جميع المخلصين في البحرين يعملون على إطفاء نار هذه الفتنة التي نرجو ألا تكبر ولا يطول أمدها، أناشد جميع المواطنين ان تخلف البعض عن عمله فلا تتخلفوا أنتم عنه، وقوموا بواجبكم وقدموا الخدمات إلى جميع المواطنين والمقيمين وان اخذ ذلك منكم اوقاتا اكبر من أوقات العمل، واحتسبوا ذلك عند الله أجرا ومثوبة، إذا تخلف بعض الطلاب عن الذهاب إلى المدارس والجامعات فلا تتركوا أبناءكم يتخلفون عن الدراسة فتضيع فرص التعليم عليهم.
يا شباب البحرين وشاباته تحملوا المسئولية وشاركوا فيها مبكرا، فنحن نعوّل عليكم كثيرا في بناء الوطن، وبينوا على ذلك بإخلاصكم في طلب العلم وتحمل المسئولية الوطنية.
الرسالة الثانية
إلى جميع الاخوة في الشارع الشيعي شاملا من يعتصم في دوار اللؤلؤة ومن ينتمي إلى الجمعيات الشيعية ومن لا ينتمي إليها رسالتنا إليكم: نحن شعب واحد وان اختلفت رؤانا وآراؤنا ومذاهبنا، همومنا واحدة مشاكلنا واحدة، مصائبنا واحدة، معاناتنا واحدة، يجب ان نشترك جميعا في إيصال كل خير إلى هذا الوطن ونشارك فيه، ويجب ان ندفع عنه جميعا كل شر وان يستمر التعايش السلمي بيننا، فنحن فضلا عن انه يجمعنا الوطن فإنه يجمعنا دين واحد وكتاب واحد وإيمان برسول واحد ونصلي لقبلة واحدة وديننا يجمعنا على قيم ومبادئ وأحكام كثيرة واحدة، فالمحافظة على دمائنا جميعا وعلى أعراضنا جميعا وعلى أموالنا جميعا وعلى عقولنا جميعا واجبنا جميعا، فلا ينبغي أن يبغي بعضنا على بعض، هذه أيدينا ممدودة إليكم، تعالوا نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان.
الرسالة الثالثة
إلى الشارع السني بجميع فئاته وأطيافه: نحن أصحاب رأي وحجة ونقابل الحجة بالحجة والرأي بالرأي، نناقش أمورنا بثبات وقوة وسوف نثبت على وعانا التي تجمعنا ولا نخشى أحدا إلا الله، نوصيكم بالوحدة والالتفاف حول المطالب المشروعة.
الرسالة الرابعة
نتوجه إلى القيادة السياسية وعلى رأسها جلالة الملك بأننا جميع أبناء البحرين طلاب حقوق، وفي مقدمتها ان تكون السلطات للشعب بشكل فعلي وليس بشكل صوري، فلا يكفي ان يقرر الدستور حقوقا وتعطل عن التنفيذ أو يتحايل عليها، نطالب القيادة بأن ترفع جميع مظاهر التمييز العرقي والفئوي والعائلي ونقول للقيادة يجب ان توكل المهمات لذوي الكفاءة والأمانة والأيادي البيضاء حتى نستطيع ان نحافظ على ثروات هذا الوطن وشعبه وأجياله القادمة، فكم من ثروات قد نهبت وكم من أموال دخلت في الجيوب الخاصة، وكم من مشاريع ارتفعت كلفتها ومشاريع توقفت.
ولنا تحفظ على أناس تبوأوا مناصب في الوزارات ولم يكونوا جديرين بها، ويجب ان تكون هناك وقفة من القيادة جادة وصارمة أمام الفساد الإداري والمالي والأخلاقي والسياسي.
ونقول أيضا للقيادة اننا مع إجراء تعديلات جوهرية متوازنة في الدستور ليكون الشعب هو صاحب السلطات جميعا برعاية كريمة من جلالة الملك ولكننا لسنا مع تعديلات تؤدي إلى الصراع بين فئات المجتمع، فالقيادة السياسية العليا مسئولة عن ضمان حقوق جميع فئات المجتمع من غير انتقاص لحقوق الآخرين.
نريد من القيادة ان يتم حل المشاكل المعيشية للمواطنين من رواتب وإسكان في المدى القريب، ونريد من القيادة ان تسارع في القضاء على انتشار المسكرات والدعارة، فإن غضب الله يأتي للأقوام والبلدان إذا تعدوا حدود الله.
الرسالة الخامسة
رسالة إلى الخارج، نقول لهم مهما رأيتم من تفرق بيننا يثيره البعض، فإننا مستعدون جميعا في لحظة واحدة ان نتجمع جميعا ضدكم كما نصطف في صفوف الصلاة صفوفا مستقيمة.
نقول لكم في الخارج لا تتدخلوا في شئوننا الداخلية كما انكم لا ترضون ان يتدخل احد من الخارج في شئونكم الداخلية، إننا قادرون وعاملون على حفظ المواثيق وحقوق الإنسان والدعوة إلى الحرية والديمقراطية التي تحفظ لنا كيانا قويا ونحن قادرون على ان نعمل على إقامة مجتمع حر أبي يعمل على استقرار هذا البلد والمضي في الحضارة الإنسانية.
واختتم الشيخ عبداللطيف بقوله
أيها المواطنون الكرام، إن عملية الحوار الذي دعا إليه سمو ولي العهد، نسأل الله تعالى ان يبدأ قريبا جدا، ونطالب باعتبارنا تجمعا للوحدة الوطنية ان نشارك فيه باعتبارنا طرفا مستقلا استقلالا تاما نمثل طيفا كبيرا من أطياف المجتمع لا تمثله الجمعيات والمؤسسات والكيانات الرسمية.
وآننا لا نقبل بنتائج الحوار إذا لم نكن جزءا منه منذ البداية، كما اننا نعتقد ان الحوار سيتم على مراحل، الأولى سيكون للقضايا الكبرى التي تتعلق بالدستور والنظام، ثم ستكون مراحل أخرى للأمور القانونية والقضايا التفصيلية والمعيشية لأهل البحرين، ونظن ان الحوار سيكون في أوله صعبا وطويلا ثم سيكون اقل صعوبة، فلا تستعجلوا الأمور وعليكم بالصبر فإن الصبر مفتاح الفرج.
لا يسعني في النهاية إلا أن أقدم الشكر الجزيل إلى كل من ساهم في هذا الاجتماع بالدعوة أو بالتنظيم أو بالنشر، ولكل رجالات وقنوات الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة، وشكرنا للشباب والشابات الذين قاموا بجهد كبير في التنظيم والتواصل، شكرنا لكم انتم جميعا فردا فردا، ونشكر جميع الدول التي تساند البحرين في محنتها وبالأخص دول مجلس التعاون الخليجي.
اللهم أبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجعل هذا البلد آمنا سخاء رخاء دار عدل وسلام وإيمان وأمان وسائر بلاد العرب والمسلمين، واحفظ جميع أهله، احفظنا بحفظك واكنفنا بكنفك، لا نهلك وأنت رجاؤنا.
وهنا رفع الجميع سباباتهم إلى السماء مرددين: نعاهد الله ان تبقى البحرين في قلوبنا ودونها المهج والأرواح.
لكنه في الوقت نفسه طالب بإشراك التجمع في أي حوار وطني باعتباره طرفا مستقلا استقلالا تاما، منوها بأنه "لا نقبل بنتائج الحوار إذا لم نكن جزءا منه منذ البداية".
ومن جانب آخر حذر المحمود بعض وسائل الإعلام والأطراف الخارجية التي تسعى إلى بث الفرقة بين أبناء البحرين قائلا: "نقول لكم في الخارج لا تتدخلوا في شئوننا الداخلية، فمهما رأيتم من تفرق بيننا، فإننا مستعدون في لحظة واحدة ان نتجمع ضدكم".
ومد المحمود يده قائلا: إلى جميع الأخوة في الشارع الشيعي هذه أيدينا ممدودة إليكم، فالنعمل من اجل بناء الوطن.
وكان مركز الفاتح الإسلامي قد شهد مساء أمس أكبر تجمع وطني في تاريخ البحرين شارك فيه نحو 300 ألف مواطن ومواطنة من مختلف الأطياف الوطنية جاءوا تلبية لنداء الوحدة الوطنية، وعبروا عن اعتزازهم بالقيادة الرشيدة، ورفعوا شعارات وهتافات تطالب بتحقيق الوحدة الوطنية وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والخاصة.
ورفع الجميع أعلام البحرين وصور قادة البلاد مؤكدين وقوفهم بجانب قيادتهم.
وأشاد المواطنون بتكليف سمو ولي العهد بإجراء حوار مع جميع الأطياف والفئات مناشدين الجميع التعاون من اجل مستقبل البحرين، ومؤكدين وقوفهم صفا في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن البحرين وأمانها.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وجه فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود خمس رسائل إلى جميع أطياف الشعب البحريني حذر فيها مما وصفه بقنوات الفتنة التي تعمل على ان تفرق بين المواطنين البحرينيين، وقال إن الفتنة إذا وقعت لن ينجو منها احد.
وقال في كلمته خلال تجمع الوحدة الوطنية أمس "إننا جميع أبناء البحرين طلاب حقوق، وفي مقدمتها ان تكون السلطات للشعب بشكل فعلي، فلا يكفي ان يقرر الدستور حقوقا وتعطل عن التنفيذ أو يتحايل عليها، نطالب القيادة بأن ترفع جميع مظاهر التمييز، وأن توكل المهمات الى ذوي الكفاءة والأمانة، فلنا تحفظ على أناس تبوأوا مناصب في الوزارات ولم يكونوا جديرين بها".
وطالب المحمود بأن يتم حل المشاكل المعيشية للمواطنين من رواتب وإسكان في المدى القريب، وإطلاق سراح جميع سجناء الرأي، مؤكدا أن القيادة السياسية العليا مسئولة عن ضمان حقوق جميع فئات المجتمع من غير انتقاص من حقوق الآخرين.
للمتربصين بنا من الخارج:
قادرون مهما اختلفنا على التجمع ضدكم
لن نقبل نتائج حوار إن لم نكن جزءاً منه
قال فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود في كلمته:
أيها المواطنون الأعزاء رجالا ونساء، شبابا وشابات، أهلا بكم في تجمع لمصلحة هذا الوطن رغبة في درء الفتنة ورغبة في التعايش السلمي بين أفراد المجتمع بجميع طوائفه.
إخواني وأخواتي أمام التحديات التي تواجهها البحرين هذه الأيام، ومع تطوراتها المتسارعة، وفي صرخة عاجلة، تداعت شخصيات دينية وشخصيات عامة لبحث الوضع الراهن، وخلال يوم واحد قرروا أن يكون لمن لا ينتمي إلى جمعيات أو كيانات رسمية أو غير رسمية، أن يكون لهم تجمع تحت اسم تجمع الوحدة الوطنية، لقد اتفق الحاضرون بعد عمل استغرق اليوم كله على إصدار البيان الأول عن الأحداث الراهنة، وبعد التداول في شئون البلاد والوطن الغالي فإننا نعلن:
أولا
نناشد جميع أهل البحرين ألا يمكنوا من يريد شرا بهذا الوطن من الوصول إلى مآربه ومقاصده، وندعوهم جميعا إلى التمسك بأمر الله في قوله: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
ثانيا
نؤكد تمسكنا بشرعية نظام الحكم القائم ونؤكد أن البلد واستقراره أولوية قصوى لا يمكن المساومة عليها.
ثالثا
نعرب عن أسفنا وحزننا العميقين لأرواح المواطنين الذين أزهقت، ودمائهم التي سالت ونطالب بسرعة التحقيق مع المتسببين ونسأل الله الرحمة والمغفرة لمن توفي منهم.
رابعا
ندعو الحكومة إلى إطلاق جميع سجناء الرأي.
خامسا
ان المشروع الإصلاحي الذي بدأ قبل عشر سنوات كان بداية التغيير إلى الأفضل ولن يكون نهاية المطاف، فالدعوة إلى الإصلاح والعمل له أمران يجب أن يستمرا.
سادسا
ندعو جميع المواطنين وخاصة الشباب إلى العمل على تهدئة الأوضاع والشروع بحوار وطني شامل لجميع القوى والأطياف الوطنية.
سابعا
إن أي مطلب وطني لا يمكن إقراره من دون توافق عليه من جميع مكونات المجتمع البحريني.
وأضاف المحمود: كان قدرنا ان نعيش على هذه الأرض قرونا متطاولة، يعيش على أرضها أتباع الديانات السماوية وغير السماوية ولم يمنع الاختلاف الديني والمذهبي بتوجيه عقلائهم من التعايش على هذه الأرض طوعا واختيارا.
وأمام هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البحرين، يوجه تجمع الوحدة الوطنية الرسائل التالية:
الرسالة الأولى
إلى جميع أهل البحرين نقول: احذروا من قنوات الفتنة التي تعمل على ان تفرق بين الأخ وأخيه، واعلموا ان الفتنة إذا وقعت لن ينجو منها احد وأننا إذا تصارعنا قضينا على أنفسنا بأنفسنا وهدمنا ما بنيناه وما بناه أسلافنا وأجدادنا، ولا نستطيع ان نعيد ما هدم ولا يفيد الندم، ولنتعظ بما وقع لغيرنا.
كفانا شحنا في القلوب ونشرا للضغن ولنتق الله في أبنائنا وبناتنا وآبائنا وأمهاتنا ورجالنا ونسائنا ومن لنا ولاية عليه، فهم أمانة عندنا، فلنؤد الأمانة التي ائتمننا الله عليها في حقها.
طمئنوا أيها الآباء والأمهات أبناءكم وبناتكم، فإن جميع المخلصين في البحرين يعملون على إطفاء نار هذه الفتنة التي نرجو ألا تكبر ولا يطول أمدها، أناشد جميع المواطنين ان تخلف البعض عن عمله فلا تتخلفوا أنتم عنه، وقوموا بواجبكم وقدموا الخدمات إلى جميع المواطنين والمقيمين وان اخذ ذلك منكم اوقاتا اكبر من أوقات العمل، واحتسبوا ذلك عند الله أجرا ومثوبة، إذا تخلف بعض الطلاب عن الذهاب إلى المدارس والجامعات فلا تتركوا أبناءكم يتخلفون عن الدراسة فتضيع فرص التعليم عليهم.
يا شباب البحرين وشاباته تحملوا المسئولية وشاركوا فيها مبكرا، فنحن نعوّل عليكم كثيرا في بناء الوطن، وبينوا على ذلك بإخلاصكم في طلب العلم وتحمل المسئولية الوطنية.
الرسالة الثانية
إلى جميع الاخوة في الشارع الشيعي شاملا من يعتصم في دوار اللؤلؤة ومن ينتمي إلى الجمعيات الشيعية ومن لا ينتمي إليها رسالتنا إليكم: نحن شعب واحد وان اختلفت رؤانا وآراؤنا ومذاهبنا، همومنا واحدة مشاكلنا واحدة، مصائبنا واحدة، معاناتنا واحدة، يجب ان نشترك جميعا في إيصال كل خير إلى هذا الوطن ونشارك فيه، ويجب ان ندفع عنه جميعا كل شر وان يستمر التعايش السلمي بيننا، فنحن فضلا عن انه يجمعنا الوطن فإنه يجمعنا دين واحد وكتاب واحد وإيمان برسول واحد ونصلي لقبلة واحدة وديننا يجمعنا على قيم ومبادئ وأحكام كثيرة واحدة، فالمحافظة على دمائنا جميعا وعلى أعراضنا جميعا وعلى أموالنا جميعا وعلى عقولنا جميعا واجبنا جميعا، فلا ينبغي أن يبغي بعضنا على بعض، هذه أيدينا ممدودة إليكم، تعالوا نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان.
الرسالة الثالثة
إلى الشارع السني بجميع فئاته وأطيافه: نحن أصحاب رأي وحجة ونقابل الحجة بالحجة والرأي بالرأي، نناقش أمورنا بثبات وقوة وسوف نثبت على وعانا التي تجمعنا ولا نخشى أحدا إلا الله، نوصيكم بالوحدة والالتفاف حول المطالب المشروعة.
الرسالة الرابعة
نتوجه إلى القيادة السياسية وعلى رأسها جلالة الملك بأننا جميع أبناء البحرين طلاب حقوق، وفي مقدمتها ان تكون السلطات للشعب بشكل فعلي وليس بشكل صوري، فلا يكفي ان يقرر الدستور حقوقا وتعطل عن التنفيذ أو يتحايل عليها، نطالب القيادة بأن ترفع جميع مظاهر التمييز العرقي والفئوي والعائلي ونقول للقيادة يجب ان توكل المهمات لذوي الكفاءة والأمانة والأيادي البيضاء حتى نستطيع ان نحافظ على ثروات هذا الوطن وشعبه وأجياله القادمة، فكم من ثروات قد نهبت وكم من أموال دخلت في الجيوب الخاصة، وكم من مشاريع ارتفعت كلفتها ومشاريع توقفت.
ولنا تحفظ على أناس تبوأوا مناصب في الوزارات ولم يكونوا جديرين بها، ويجب ان تكون هناك وقفة من القيادة جادة وصارمة أمام الفساد الإداري والمالي والأخلاقي والسياسي.
ونقول أيضا للقيادة اننا مع إجراء تعديلات جوهرية متوازنة في الدستور ليكون الشعب هو صاحب السلطات جميعا برعاية كريمة من جلالة الملك ولكننا لسنا مع تعديلات تؤدي إلى الصراع بين فئات المجتمع، فالقيادة السياسية العليا مسئولة عن ضمان حقوق جميع فئات المجتمع من غير انتقاص لحقوق الآخرين.
نريد من القيادة ان يتم حل المشاكل المعيشية للمواطنين من رواتب وإسكان في المدى القريب، ونريد من القيادة ان تسارع في القضاء على انتشار المسكرات والدعارة، فإن غضب الله يأتي للأقوام والبلدان إذا تعدوا حدود الله.
الرسالة الخامسة
رسالة إلى الخارج، نقول لهم مهما رأيتم من تفرق بيننا يثيره البعض، فإننا مستعدون جميعا في لحظة واحدة ان نتجمع جميعا ضدكم كما نصطف في صفوف الصلاة صفوفا مستقيمة.
نقول لكم في الخارج لا تتدخلوا في شئوننا الداخلية كما انكم لا ترضون ان يتدخل احد من الخارج في شئونكم الداخلية، إننا قادرون وعاملون على حفظ المواثيق وحقوق الإنسان والدعوة إلى الحرية والديمقراطية التي تحفظ لنا كيانا قويا ونحن قادرون على ان نعمل على إقامة مجتمع حر أبي يعمل على استقرار هذا البلد والمضي في الحضارة الإنسانية.
واختتم الشيخ عبداللطيف بقوله
أيها المواطنون الكرام، إن عملية الحوار الذي دعا إليه سمو ولي العهد، نسأل الله تعالى ان يبدأ قريبا جدا، ونطالب باعتبارنا تجمعا للوحدة الوطنية ان نشارك فيه باعتبارنا طرفا مستقلا استقلالا تاما نمثل طيفا كبيرا من أطياف المجتمع لا تمثله الجمعيات والمؤسسات والكيانات الرسمية.
وآننا لا نقبل بنتائج الحوار إذا لم نكن جزءا منه منذ البداية، كما اننا نعتقد ان الحوار سيتم على مراحل، الأولى سيكون للقضايا الكبرى التي تتعلق بالدستور والنظام، ثم ستكون مراحل أخرى للأمور القانونية والقضايا التفصيلية والمعيشية لأهل البحرين، ونظن ان الحوار سيكون في أوله صعبا وطويلا ثم سيكون اقل صعوبة، فلا تستعجلوا الأمور وعليكم بالصبر فإن الصبر مفتاح الفرج.
لا يسعني في النهاية إلا أن أقدم الشكر الجزيل إلى كل من ساهم في هذا الاجتماع بالدعوة أو بالتنظيم أو بالنشر، ولكل رجالات وقنوات الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة، وشكرنا للشباب والشابات الذين قاموا بجهد كبير في التنظيم والتواصل، شكرنا لكم انتم جميعا فردا فردا، ونشكر جميع الدول التي تساند البحرين في محنتها وبالأخص دول مجلس التعاون الخليجي.
اللهم أبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجعل هذا البلد آمنا سخاء رخاء دار عدل وسلام وإيمان وأمان وسائر بلاد العرب والمسلمين، واحفظ جميع أهله، احفظنا بحفظك واكنفنا بكنفك، لا نهلك وأنت رجاؤنا.
وهنا رفع الجميع سباباتهم إلى السماء مرددين: نعاهد الله ان تبقى البحرين في قلوبنا ودونها المهج والأرواح.
لكنه في الوقت نفسه طالب بإشراك التجمع في أي حوار وطني باعتباره طرفا مستقلا استقلالا تاما، منوها بأنه "لا نقبل بنتائج الحوار إذا لم نكن جزءا منه منذ البداية".
ومن جانب آخر حذر المحمود بعض وسائل الإعلام والأطراف الخارجية التي تسعى إلى بث الفرقة بين أبناء البحرين قائلا: "نقول لكم في الخارج لا تتدخلوا في شئوننا الداخلية، فمهما رأيتم من تفرق بيننا، فإننا مستعدون في لحظة واحدة ان نتجمع ضدكم".
ومد المحمود يده قائلا: إلى جميع الأخوة في الشارع الشيعي هذه أيدينا ممدودة إليكم، فالنعمل من اجل بناء الوطن.
وكان مركز الفاتح الإسلامي قد شهد مساء أمس أكبر تجمع وطني في تاريخ البحرين شارك فيه نحو 300 ألف مواطن ومواطنة من مختلف الأطياف الوطنية جاءوا تلبية لنداء الوحدة الوطنية، وعبروا عن اعتزازهم بالقيادة الرشيدة، ورفعوا شعارات وهتافات تطالب بتحقيق الوحدة الوطنية وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والخاصة.
ورفع الجميع أعلام البحرين وصور قادة البلاد مؤكدين وقوفهم بجانب قيادتهم.
وأشاد المواطنون بتكليف سمو ولي العهد بإجراء حوار مع جميع الأطياف والفئات مناشدين الجميع التعاون من اجل مستقبل البحرين، ومؤكدين وقوفهم صفا في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن البحرين وأمانها.