صناع الحياة
29 Oct 2004, 12:26 PM
الصيام منظومة ايمانية متكاملة ومدرسة روحية جامعة تتحقق بها العديد من المقاصد والغايات التي يتطلبها بناء الشخصية الاسلامية الحقة وتصاغ بها الرؤية الحقيقية الاسلامية المتكاملة التي تقتضيها ترجمة المفهوم الحقيقي للصيام وفق سياق ايماني ونقله الى حيز الواقع رؤية وفهما وسلوكا, فللصائم دوره الفاعل في تزكية النفوس وتوطين الافئدة على مغالبة اهواء النفس من خلال تحفيز الطاقات الايمانية واستئصال داعي الهوى وترويض الخلق على المجاهدة الفعلية وضبط النزعات والغرائز الانسانية وكبحها عن الانغماس في الشهوات وتهيئتها لقبول الحق والاذعان له وبذلك تصفو نفس الصائم وحينها يعيش في اجواء روحانية عامرة بالصفاء الايماني الذي يرتفع به ويوصله الى تحقيق مرتبة التقوى وهي المرتبة العظمى التي شرعت فريضة الصيام من اجلها.
وحول كيفية الاستفادة من خصائص هذا الشهر الكريم في المجاهدة الفعلية للهوى وتحقيق امارات التقوى والايمان دعا الشيخ مبارك بن فهد الخشيم عضو مركز الدعوة والارشاد بالدمام الى استغلال هذا الشهر وتحقيق الهدف الاسمى منه واعتباره فرصة عظيمة لمراجعة النفس ومحاسبتها ومن ثم العودة الى الله والانابة اليه والخضوع لحكمه طلبا لنيل ثوابه وتحصيلا لمرضاته ومغفرته وفي الثابت في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رغم انف, رغم انف, رغم انف من ادرك شهر رمضان كله او بعضه فلم يغفر له) واشار الى ان الصيام شرع من اجل تحقيق غايات سامية واهداف نبيلة من اهمها واجلها التقوى التي بها يتحقق المقصد الاسمى من الصيام والتي بها يحصل بها للعبد الفوز بالجنة والنجاة من النار, والايات الواردة في هذا المضمار جاءت صريحة لتؤكد على ان الصيام هو السبيل الحقيقي الموصل الى تقوى الله ومراقبته فقد قال تعالى في محكم آياته: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}, واوضح ان الحصول على التقوى امر لا سبيل له الا بمجاهدة النفس ومغالبتها والانتصار على الهوى فالأمر يبدأ اذا بمجاهدة تتبعها هداية يتبعها حصول على التقوى, والله عز وجل قال في محكم آياته: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} وقال {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}, والصيام من أهم وسائل المجاهدة بل هو رأس اعمال المجاهدة ولذلك لم يصف الرسول صلى الله عليه وسلم عملا لكبح جماح الهوى والشهوة غير الصيام وهو ثابت في قوله صلى الله عليه وسلم (يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء).
واوضح فضيلة الشيخ مبارك الخشيم ان فريضة الصيام من الفرائض العظيمة التي تتوفر فيها اركان المجاهدة والتي ذكر السلف ان لها اركانا اربعة هي: الجوع, السهر, الصمت, العزلة, وهذه الاركان جميعها مجتمعة في اداء المسلم لفريضة الصيام, ويلفت النظر الى ضرورة ان يقف الصائم مع نفسه وقفة صدق يراجع فيها نفسه ليجدد فيها العهد مع الله ويعيد النظر في مدى تحقيقه للمغزى الحقيقي من صيام هذا الشهر وفي تحصيله لتلك الاركان التي بها يتجسد الهدف الاسمى من الصيام, واستطرد الشيخ مبارك الخشيم ليشير الى ان الجوع وسيلة للتغلب على الشيطان وقهره واضعاف مجاريه في جسد الانسان وقد ورد في الحديث ان الشياطين تكبل وتغل في رمضان, كماجاء في ا لحديث (ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فضيقوا عليه بكثرة الجوع) فالمسلم بالصيام يضيق على الشيطان الخناق ويسد مجاريه فتصفو النفس وتنشط لاداء العبادة وتجتهد في التقرب الى الله, لكن واقع حال الناس اليوم كما هو مشاهد انهم يملاون اجوافهم بمختلف المطاعم ليلا ويفرطون في الانكباب على اصناف المطاعم والمشارب فيتركون للشيطان بذلك فرصة للانتشاء والاستقواء فيجدر بالمسلم الاعتدال في تناول المآكل حتى لا تحول بينه وبين الاجتهاد في العبادة في هذا الشهر الفضيل.
واوضح الشيخ مبارك الخشيم ان الركن الثاني من اركان المجاهدة هو السهر, والسهر المطلوب شرعا من المسلم في هذا الشهر هو السهر الذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القائل: (من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) وحال المسلمين اليوم شاهد حقيقي على التغيير الواقع في ذلك الامر فان كثيرا من المسلمين اليوم يسهرون حتى اوقات متاخرة من الفجر لا يسهرون في اطالة الطاعات واداء العبادات كما ينبغي للمسلم فعله في مثل تلك الايام ولكن البعض منهم وللاسف يطيلون السهر على امور كثيرة تبتعد كل البعد عن المقتضيات الحقيقية لصيام هذا الشهر من السهر على مشاهدة القنوات الفضائية وجلسات اللهو والسمر والتسكع في الاسواق وبذلك يضيع الصائم على نفسه تلك الفرصة العظيمة التي منحه الله اياها لمجاهدة النفس وتحصيل اثر تلك المجاهدة الفعلية والانتصار على اهوائها. وما قال عن الجوع والسهر ينسحب على بقية اركان المجاهدة التي بها يتلمس المسلم الحقيقي اثار الصيام والتي منها الصمت, والصمت المطالب به شرعا ياتي في اطار تحقيق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت) فالصمت اذا يمكن ان يكون وسيلة من وسائل المجاهدة وذلك ان المسلم حال الصيام مطالب بقصر النفس حتى عن الانتصار لها وان اعتدي عليه بسبب او شتم حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (واذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يفسق فان سابه احد او شاتمه فليقل اني امرؤ صائم) ذلك ان الرد بالمثل يمكن ان يكون داعيا للاعتداء في طلب ما بعد الحق فمنع المسلم من الانتصار لنفسه يحقق له موقفا ايمانيا اخر يتمثل في تذكير اخاه المعتدي جميعا انهما جميعا في حال صيام فصار الصائم هنا في موقف الداعي الى الله بقوله الخير وصمته عن الشر.
اما رابع اركان المجاهدة كما يقول الشيخ فهو الاعتكاف ذلك ان الاكثار من مخالطة الناس من اهم اسباب ورود الشرور على المسلم فكان امتناع الصائم عن المخالطة سببا في قطعها فالمسلم اذ ذاك ينبغي ان يحرص على ان يأتي بهدي السنة المهجورة ومن لم يستطع ان يكون في رمضان معتكفا كله او في العشر قبلها فلا اقل ان يعتكف بضعة ايام او حتى يوما واحدا وذلك حتى يجد حلاوة الانفراد بالله ومناجاته والوقوف بين يديه والاتصال به, ثم اوضح ان العبادة التي تصلح النفس لا تقف عند حد اصلاح العبد وتهذيب نفسه وتشذيبها وانما تتعدى ذلك الامر الى ان يكون المسلم في مجتمعه مصلحا فمن عبد الله عز وجل عرف قدره ومن عرف قدر ربه ذل بين يديه وعرف انه ينبغي ان يكون بعد الفلاح مفلحا وبعد الصلاح مصلحا بعد ان كان صالحا وينطبق ذلك الامر بصورة واضحة في الصلاة وهو ما تشير اليه الاية الكريمة {ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} فالمصلي إذ يأتي بتلك العبادة وقوفا بين يدي ربه يستحي ولو بعد حين ان يجده الله عز وجل في موضع يكره ان يراه فيه او ان يفتقده الله جل وعلا في موضع يحب ان يراه فيه فيكون بالعبادة مساهما في اصلاح محيطة
وحول كيفية الاستفادة من خصائص هذا الشهر الكريم في المجاهدة الفعلية للهوى وتحقيق امارات التقوى والايمان دعا الشيخ مبارك بن فهد الخشيم عضو مركز الدعوة والارشاد بالدمام الى استغلال هذا الشهر وتحقيق الهدف الاسمى منه واعتباره فرصة عظيمة لمراجعة النفس ومحاسبتها ومن ثم العودة الى الله والانابة اليه والخضوع لحكمه طلبا لنيل ثوابه وتحصيلا لمرضاته ومغفرته وفي الثابت في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رغم انف, رغم انف, رغم انف من ادرك شهر رمضان كله او بعضه فلم يغفر له) واشار الى ان الصيام شرع من اجل تحقيق غايات سامية واهداف نبيلة من اهمها واجلها التقوى التي بها يتحقق المقصد الاسمى من الصيام والتي بها يحصل بها للعبد الفوز بالجنة والنجاة من النار, والايات الواردة في هذا المضمار جاءت صريحة لتؤكد على ان الصيام هو السبيل الحقيقي الموصل الى تقوى الله ومراقبته فقد قال تعالى في محكم آياته: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}, واوضح ان الحصول على التقوى امر لا سبيل له الا بمجاهدة النفس ومغالبتها والانتصار على الهوى فالأمر يبدأ اذا بمجاهدة تتبعها هداية يتبعها حصول على التقوى, والله عز وجل قال في محكم آياته: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} وقال {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}, والصيام من أهم وسائل المجاهدة بل هو رأس اعمال المجاهدة ولذلك لم يصف الرسول صلى الله عليه وسلم عملا لكبح جماح الهوى والشهوة غير الصيام وهو ثابت في قوله صلى الله عليه وسلم (يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء).
واوضح فضيلة الشيخ مبارك الخشيم ان فريضة الصيام من الفرائض العظيمة التي تتوفر فيها اركان المجاهدة والتي ذكر السلف ان لها اركانا اربعة هي: الجوع, السهر, الصمت, العزلة, وهذه الاركان جميعها مجتمعة في اداء المسلم لفريضة الصيام, ويلفت النظر الى ضرورة ان يقف الصائم مع نفسه وقفة صدق يراجع فيها نفسه ليجدد فيها العهد مع الله ويعيد النظر في مدى تحقيقه للمغزى الحقيقي من صيام هذا الشهر وفي تحصيله لتلك الاركان التي بها يتجسد الهدف الاسمى من الصيام, واستطرد الشيخ مبارك الخشيم ليشير الى ان الجوع وسيلة للتغلب على الشيطان وقهره واضعاف مجاريه في جسد الانسان وقد ورد في الحديث ان الشياطين تكبل وتغل في رمضان, كماجاء في ا لحديث (ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فضيقوا عليه بكثرة الجوع) فالمسلم بالصيام يضيق على الشيطان الخناق ويسد مجاريه فتصفو النفس وتنشط لاداء العبادة وتجتهد في التقرب الى الله, لكن واقع حال الناس اليوم كما هو مشاهد انهم يملاون اجوافهم بمختلف المطاعم ليلا ويفرطون في الانكباب على اصناف المطاعم والمشارب فيتركون للشيطان بذلك فرصة للانتشاء والاستقواء فيجدر بالمسلم الاعتدال في تناول المآكل حتى لا تحول بينه وبين الاجتهاد في العبادة في هذا الشهر الفضيل.
واوضح الشيخ مبارك الخشيم ان الركن الثاني من اركان المجاهدة هو السهر, والسهر المطلوب شرعا من المسلم في هذا الشهر هو السهر الذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القائل: (من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) وحال المسلمين اليوم شاهد حقيقي على التغيير الواقع في ذلك الامر فان كثيرا من المسلمين اليوم يسهرون حتى اوقات متاخرة من الفجر لا يسهرون في اطالة الطاعات واداء العبادات كما ينبغي للمسلم فعله في مثل تلك الايام ولكن البعض منهم وللاسف يطيلون السهر على امور كثيرة تبتعد كل البعد عن المقتضيات الحقيقية لصيام هذا الشهر من السهر على مشاهدة القنوات الفضائية وجلسات اللهو والسمر والتسكع في الاسواق وبذلك يضيع الصائم على نفسه تلك الفرصة العظيمة التي منحه الله اياها لمجاهدة النفس وتحصيل اثر تلك المجاهدة الفعلية والانتصار على اهوائها. وما قال عن الجوع والسهر ينسحب على بقية اركان المجاهدة التي بها يتلمس المسلم الحقيقي اثار الصيام والتي منها الصمت, والصمت المطالب به شرعا ياتي في اطار تحقيق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت) فالصمت اذا يمكن ان يكون وسيلة من وسائل المجاهدة وذلك ان المسلم حال الصيام مطالب بقصر النفس حتى عن الانتصار لها وان اعتدي عليه بسبب او شتم حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (واذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يفسق فان سابه احد او شاتمه فليقل اني امرؤ صائم) ذلك ان الرد بالمثل يمكن ان يكون داعيا للاعتداء في طلب ما بعد الحق فمنع المسلم من الانتصار لنفسه يحقق له موقفا ايمانيا اخر يتمثل في تذكير اخاه المعتدي جميعا انهما جميعا في حال صيام فصار الصائم هنا في موقف الداعي الى الله بقوله الخير وصمته عن الشر.
اما رابع اركان المجاهدة كما يقول الشيخ فهو الاعتكاف ذلك ان الاكثار من مخالطة الناس من اهم اسباب ورود الشرور على المسلم فكان امتناع الصائم عن المخالطة سببا في قطعها فالمسلم اذ ذاك ينبغي ان يحرص على ان يأتي بهدي السنة المهجورة ومن لم يستطع ان يكون في رمضان معتكفا كله او في العشر قبلها فلا اقل ان يعتكف بضعة ايام او حتى يوما واحدا وذلك حتى يجد حلاوة الانفراد بالله ومناجاته والوقوف بين يديه والاتصال به, ثم اوضح ان العبادة التي تصلح النفس لا تقف عند حد اصلاح العبد وتهذيب نفسه وتشذيبها وانما تتعدى ذلك الامر الى ان يكون المسلم في مجتمعه مصلحا فمن عبد الله عز وجل عرف قدره ومن عرف قدر ربه ذل بين يديه وعرف انه ينبغي ان يكون بعد الفلاح مفلحا وبعد الصلاح مصلحا بعد ان كان صالحا وينطبق ذلك الامر بصورة واضحة في الصلاة وهو ما تشير اليه الاية الكريمة {ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} فالمصلي إذ يأتي بتلك العبادة وقوفا بين يدي ربه يستحي ولو بعد حين ان يجده الله عز وجل في موضع يكره ان يراه فيه او ان يفتقده الله جل وعلا في موضع يحب ان يراه فيه فيكون بالعبادة مساهما في اصلاح محيطة