نفسي تتوق للجنه
09 Mar 2011, 03:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة إلى الصبر على البلاء،
راحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة ، ويتم السرور والابتهاج، ولذلك أسباب دينية ، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولايمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالا ومآلا. فهناك أسباب عدة تصل بالانسان المؤمن الى الحياة السعيدة وهي على وجه الخصوص مرتبطة بالعقيدة بها يصل المطلب الأعلى الذي يسعى له كل أحد.
(1) أعظم هذه الأسباب هو الإيمان والعمل الصالح ،قال تعالى (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) [النحل:97] فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في هذا الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار، وفي دار القرار.
وسبب ذلك واضح: فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح ، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج، وأسباب القلق والهم والأحزان.
(2) ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق: ( الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف ) وكلها خير وإحسان، وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه ، فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه ، قال تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما }النساء :114
(3) ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات: ( الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة )، فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه، وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الغم والهم، ففرحت نفسه، وازداد نشاطها وهذا السبب أيضا مشترك بين المؤمن وغيره، ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه، وبعمل الخير الذي يعمله، إن كان عبادة فهو عبادة، وإن كان شغلا دنيويا أو عادة دنيوية أصحبها النية الصالحة، وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله، فلذلك أثره الفعال في دفع الهموم والغموم والأحزان.
(4) ومن أكبر الأسباب لانشرا الصدر وطمأنينته: ( الإكثار من ذكر الله ) فإن لذلك أثراً عجيباً في انشراح الصدر، وزوال همه وغمه، قال تعالى (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) [الرعد:28]، فلذكر الله أثر عظيم في حصول هذا المطلوب لخاصيته، ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره .
(5) التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم، ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرها من أنواع البلايا.
(6) ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم: ( السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وتحصيل الأسباب الجالبة للسرور ) وذلك بنيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال، وأن ذلك حمق وجنون، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها، وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته، فيعلم أن الأمور المستقبلية مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام، وأنها بيد العزيز الحكيم وليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها ودفع مضراتها.
(7) ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور: ( استعمال هذا الدعاء ) الذي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعو به: ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر) رواه مسلم.
(8) ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية، بل وأيضا للأمراض البدنية: ( قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة ) لأن الإنسان متى استسلم للخيالات، وانفعل قلبه للمؤثرات: من الخوف من الأمراض وغيرها، ومن الغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة، ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية، والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة التي قد شاهد الناس مضاره الكثيرة.
(9) ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة، ووثق بالله وطمع في فضله - اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لايمكن التعبير عنه، قال تعالى (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) [الطلاق :3].
(10) اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت إلى الأمور الضارة لتلهو بذلك عن الأسباب الجالبة للهم والحزن، واستعن بالراحة وإجماع النفس على الأعمال المهمة.
(11) ومن الأمور النافعة: ( حسم الأعمال في الحال والتفرغ في المستقبل )، لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة، وانضافت إليها الأعمال اللاحقة، فتشتد وطأتها، فإذا حسمت كل شيء بوقته أتيت الأمور المستقبلية بقوة تفكير وقوة عمل.
(12) وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم، وميّز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه، فإن ضده يحدث السآمة والملل والكدر، واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة، فما ندم من استشار، وادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً، فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين.
لاتنسوني من صالح دعائكم للأمانه منقول..
الدعوة إلى الصبر على البلاء،
راحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة ، ويتم السرور والابتهاج، ولذلك أسباب دينية ، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولايمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالا ومآلا. فهناك أسباب عدة تصل بالانسان المؤمن الى الحياة السعيدة وهي على وجه الخصوص مرتبطة بالعقيدة بها يصل المطلب الأعلى الذي يسعى له كل أحد.
(1) أعظم هذه الأسباب هو الإيمان والعمل الصالح ،قال تعالى (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) [النحل:97] فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في هذا الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار، وفي دار القرار.
وسبب ذلك واضح: فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح ، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج، وأسباب القلق والهم والأحزان.
(2) ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق: ( الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف ) وكلها خير وإحسان، وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه ، فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه ، قال تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما }النساء :114
(3) ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات: ( الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة )، فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه، وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الغم والهم، ففرحت نفسه، وازداد نشاطها وهذا السبب أيضا مشترك بين المؤمن وغيره، ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه، وبعمل الخير الذي يعمله، إن كان عبادة فهو عبادة، وإن كان شغلا دنيويا أو عادة دنيوية أصحبها النية الصالحة، وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله، فلذلك أثره الفعال في دفع الهموم والغموم والأحزان.
(4) ومن أكبر الأسباب لانشرا الصدر وطمأنينته: ( الإكثار من ذكر الله ) فإن لذلك أثراً عجيباً في انشراح الصدر، وزوال همه وغمه، قال تعالى (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) [الرعد:28]، فلذكر الله أثر عظيم في حصول هذا المطلوب لخاصيته، ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره .
(5) التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم، ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرها من أنواع البلايا.
(6) ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم: ( السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وتحصيل الأسباب الجالبة للسرور ) وذلك بنيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال، وأن ذلك حمق وجنون، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها، وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته، فيعلم أن الأمور المستقبلية مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام، وأنها بيد العزيز الحكيم وليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها ودفع مضراتها.
(7) ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور: ( استعمال هذا الدعاء ) الذي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعو به: ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر) رواه مسلم.
(8) ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية، بل وأيضا للأمراض البدنية: ( قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة ) لأن الإنسان متى استسلم للخيالات، وانفعل قلبه للمؤثرات: من الخوف من الأمراض وغيرها، ومن الغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة، ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية، والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة التي قد شاهد الناس مضاره الكثيرة.
(9) ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة، ووثق بالله وطمع في فضله - اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لايمكن التعبير عنه، قال تعالى (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) [الطلاق :3].
(10) اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها، ولا تلتفت إلى الأمور الضارة لتلهو بذلك عن الأسباب الجالبة للهم والحزن، واستعن بالراحة وإجماع النفس على الأعمال المهمة.
(11) ومن الأمور النافعة: ( حسم الأعمال في الحال والتفرغ في المستقبل )، لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة، وانضافت إليها الأعمال اللاحقة، فتشتد وطأتها، فإذا حسمت كل شيء بوقته أتيت الأمور المستقبلية بقوة تفكير وقوة عمل.
(12) وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم، وميّز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه، فإن ضده يحدث السآمة والملل والكدر، واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة، فما ندم من استشار، وادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً، فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين.
لاتنسوني من صالح دعائكم للأمانه منقول..