طيف المدينة
09 Mar 2011, 02:42 PM
قال الله جل وعلا على لسان خليله إبراهيم عليه السلام:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}
سورة إبراهيم:35
قال الشيخ صالح حفظه الله تعليقاً على هذه الآية الكريمة:
هذه الآية: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} لو تكلم الناس فيها إلى يوم القيامة لن يوفوها حقها لأن هذا الرجل الذي ذكر الله جل وعلا عنه أنه خليل وأنه إمام وأنه بنى البيت وأنه وأنه وأنه يخاف على نفسه أن ينتكس فيقول: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} قال السلف: من يأمن الفتنة بعد قول إبراهيم: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}؟! نقول: فلا يأمن أحد يعرف أن القلوب والهداية ليس مردها إلى علم ولا إلى تلاوة ولا إلى فصاحة ولا إلى بيان ولا إلى غير ذلك ولا إلى مدح الناس ولا إلى ذمهم ولا إلى قبور يراها ولا إلى أي شيء، مردها إلى الله، فمن يعلم أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يخشى على نفسه، ومن - والعياذ بالله -يعلم أنه وصل إلى ما وصل إليه بسلطته وقدرته وما إلى ذلك - عياذاً بالله وعافانا الله وإياكم من ذلك كله - هذا أقرب إلى أن ينتكس عافانا الله جل وعلا وإياكم، فهذا خليل الله وأبو الأنبياء وما من نبي بعده إلا من ذريته ويقول: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}، الآن من الناس لو قلت له الصورة لا تعلقها حرام قال: بالله عاد في عاقل يبغى يعبد صورة في الزمن هذا، هذا يقوله من لا يعرف أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقول: لا يوجد عاقل الآن يعبد صورة ولا ينظر في صورة هذا أول زمن نوح، هذا يقوله من لا يعرف الرب من لا يعرف الهداية من لا يعرف المعصية، لكن خليل الله لما كان يعرف الله جل وعلا ويخشى على نفسه قال: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} فإذا خاف إبراهيم على نفسه - والله جل وعلا قد أعطاه الرشد - خاف على نفسه أن يعبد حجر فكيف لا يخاف أحدنا على نفسه؟! لكن نقول كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبنا على دينك) والإنسان كلما أكثر من الاستغفار واحتقر نفسه ولم ينظر إلى من حوله على أنه أعظم هداية منهم كان أقرب إلى أن يثبت على الدين، أما إن ظن الإنسان في نفسه أنه بلغ المنازل العالية وأن الناس فساق وأن فيهم وفيهم وفيهم وهو الذي على خير لوحده هذا والعياذ بالله يخشى عليه، وقد مر معنا في بعض الدروس أن محمد بن المنكدر - أحد التابعين - تبع جنازة رجل خمار، فقيل له: يا إمام تتبع جنازة هذا؟ قال: إني لأستحيي من الله أن يراني أن رحمته تعجز عن أحد من خلقه، فالله جل وعلا كما بيده الرحمة بيده العذاب، قادر على أن يضل وقادر على أن يهدي يقول تبارك وتعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}...
تأملات في سورة إبراهيم للشيخ صالح المغامسي
جزى الله الشيخ صالح المغامسي عنا خير الجزاء وبارك في علمه ونفعنا به
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}
سورة إبراهيم:35
قال الشيخ صالح حفظه الله تعليقاً على هذه الآية الكريمة:
هذه الآية: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} لو تكلم الناس فيها إلى يوم القيامة لن يوفوها حقها لأن هذا الرجل الذي ذكر الله جل وعلا عنه أنه خليل وأنه إمام وأنه بنى البيت وأنه وأنه وأنه يخاف على نفسه أن ينتكس فيقول: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} قال السلف: من يأمن الفتنة بعد قول إبراهيم: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}؟! نقول: فلا يأمن أحد يعرف أن القلوب والهداية ليس مردها إلى علم ولا إلى تلاوة ولا إلى فصاحة ولا إلى بيان ولا إلى غير ذلك ولا إلى مدح الناس ولا إلى ذمهم ولا إلى قبور يراها ولا إلى أي شيء، مردها إلى الله، فمن يعلم أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يخشى على نفسه، ومن - والعياذ بالله -يعلم أنه وصل إلى ما وصل إليه بسلطته وقدرته وما إلى ذلك - عياذاً بالله وعافانا الله وإياكم من ذلك كله - هذا أقرب إلى أن ينتكس عافانا الله جل وعلا وإياكم، فهذا خليل الله وأبو الأنبياء وما من نبي بعده إلا من ذريته ويقول: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}، الآن من الناس لو قلت له الصورة لا تعلقها حرام قال: بالله عاد في عاقل يبغى يعبد صورة في الزمن هذا، هذا يقوله من لا يعرف أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقول: لا يوجد عاقل الآن يعبد صورة ولا ينظر في صورة هذا أول زمن نوح، هذا يقوله من لا يعرف الرب من لا يعرف الهداية من لا يعرف المعصية، لكن خليل الله لما كان يعرف الله جل وعلا ويخشى على نفسه قال: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} فإذا خاف إبراهيم على نفسه - والله جل وعلا قد أعطاه الرشد - خاف على نفسه أن يعبد حجر فكيف لا يخاف أحدنا على نفسه؟! لكن نقول كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبنا على دينك) والإنسان كلما أكثر من الاستغفار واحتقر نفسه ولم ينظر إلى من حوله على أنه أعظم هداية منهم كان أقرب إلى أن يثبت على الدين، أما إن ظن الإنسان في نفسه أنه بلغ المنازل العالية وأن الناس فساق وأن فيهم وفيهم وفيهم وهو الذي على خير لوحده هذا والعياذ بالله يخشى عليه، وقد مر معنا في بعض الدروس أن محمد بن المنكدر - أحد التابعين - تبع جنازة رجل خمار، فقيل له: يا إمام تتبع جنازة هذا؟ قال: إني لأستحيي من الله أن يراني أن رحمته تعجز عن أحد من خلقه، فالله جل وعلا كما بيده الرحمة بيده العذاب، قادر على أن يضل وقادر على أن يهدي يقول تبارك وتعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}...
تأملات في سورة إبراهيم للشيخ صالح المغامسي
جزى الله الشيخ صالح المغامسي عنا خير الجزاء وبارك في علمه ونفعنا به