moh82ammed
23 Apr 2011, 09:43 PM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..... وبعد
فإن الذي يتفقد أحوال الأمة في زمنها الغابر والحاضر ليستشف حقيقة لا جدال فيها ولا مراء ، ألا وهي أن الدين أحياناً يُحارب من أهله أكثر مما يُحارب من أعدائه ، وأن أهله يسيئون إليه أضعاف ما يحاول أعداؤه تشويهه وطي معالمه ، ولذلك فالدين قد ضاع من حياة أهله وغاب عن واقعهم ودنياهم نتيجة لثلاثة أمور :
·جهل أبنائه
·غفلةعلمائه
· ظلم أمرائه
تلك هي أعراض الهزيمة والهوان وتردي الأمة في مهاوي الضلالة والتخبط والعمى
فالجهل إذا ركب الرؤوس ضلت وأضلت وفتحت القلب على مصراعيه للشيطان وجنوده ، وكان ذلك سبباً في ضياع الحق وانتشار الباطل واختلاط كل منهما بالآخر ، ولذلك فإن العلم هو نور الطريق إلى الله تعالى ، ومن لم يأخذ من العلم بحظ وافر ما يعينه على الطاعة ويبلغه الغاية فإنه إلى الضلالة أقرب ، ولذلك فإن عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ، فالجاهل يفسد من حيث يريد أن يصلح ، ويرى جميع الحقائق مقلوبة ، فهو بجهله يرى السنة بدعة والبدعةسنة ، ويرى الحق باطلاً والباطل حقاً ، ويفسد ويظن أنه يُصلح ويهدم ويعتقد بجهله أنه يبني ، وعلاوة على الظاهرة العامة غير الصحية والتي تتمثل في الاجتراء الشديدعلى الفتوى من دون أهلية شرعية
وغفلة العلماء، ثمرة للركون إلى الدنيا والاطمئنان إليها فحملهم ذلك على إيثارالسلامة وعدم التصدي لأهل الظلم والفجور والبدع بالحجة والبرهان فصار الناس نتيجةلذلك كالقطعان الهائمة لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً ، ووقعوا في حيرة وتشتت نتيجة للتخبط في الفتوى ، وكثرة التناقض في الآراء المختلفة ، بل والجرأة من بعضهم على الإفتاء في قضايا الأمة المصيرية دون الرجوع إلى إخوانه العلماء في فتاواه ومسائله وبحوثه الشرعية فإن ذلك من شأنه أن يضيف إلى علمه علماً ، أو ينبهه لفائتة أو غائبة ، أو يستدرك عليه خطأ ، وأشد الناس حسرة يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه من بطنه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه ،فيجتمع عليه أهل النار ، ويقولون له يا فلان مالكَ ؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ،وأنهاكم عن المنكر وآتيه " فهذا حال من علم ولم يعمل بعلمه ، وليس وراء ذلك إلا الكسل عن أداء واجب النصح للأمة وإبلاغ العذر إلى الله بإيصال الحق إلى الخلق ، وإقامة الحجة على الناس ، وحملهم إلى دين الله بالشفقة والرحمة ، ولكن للأسف ، فإن حب الدنيا والحرص عليها دائماً آفة عظيمة ، فمن عَظَّمَها فقد عَظَّم ما حقر الله تعالى ، ويشغله حرصه عليها عن أداء السنن والنوافل فضلاً عن التقصير في الواجبات والفرائض ، ومن ثم فمن علامات الصحة وسلامة الإيمان التخفف منها والزهد فيها وعدم الشغف بها واللهفة عليها والاقتصار منها على قدر الضرورة الذي يبلغنا مقصدنا وغايتنا ، فالطعام والشراب والشهوة ضرورة الحياة وليست مقصد الحياة ، فمقصد الحياة هو معرفةالمعبود وطاعة أمره ، وأفراده بالعبودية المطلقة ، ولقد وقع كثير من العلماء والدعاة في هذاالشَرَك الذي نصبه الشيطان ليستهوي به قلوب الخلق ويصرف هممهم عن الآخرة إلى مايزول ويفنى ، فإن الله تعالى قد أعز أهل العلم بعلمهم وأهل القرءان بقرءانهم وأهل الإيمان بإيمانهم فإذا تاقت نفوسهم إلى شيء من الدنيا وتركوا بعضاً من دينهم ليحصلوا عليه ، فحينئذٍ قد هانوا على الله وعلى الناس ، وأذلوا أنفسهم بذل الحرص والشر والطمع ولم يلتحفوا بثوب الطاعة والرضا بقسمة الله لهم ، ولذا فإن الكسل والعجز عن أداء الأمانة هي ثمرات بديهية لمن جعل همه كيف يأكل وكيف يشرب وكيف يلبس وكيف يرقد ، وهي أعراض بينة لداء الحرص والطمع .
وظلم الأمراء، فتح على الأمة أبواب الفتنة ، حيث ضاع العدل وفشا الظلم والزور ،وهذا هو السوس الذي ينخر في عظام الأمة فيهدم أركانها ،وهو نتيجة للحرص على الدنيا التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يتكالبوا عليها ويتنافسوا فيها حتى لاتهلكهم كما أهلكت من كانوا قبلهم ، فهو لا يخشى على أمته من الفقر ، وإنما يخشى الغنى وما يجري بعده من طغيان ونسيان ، فقال صلى الله عليه وسلم " ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا كما فتحت على من قبلكم فتنافسوها كماتنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم " وإن حب الدنيا مشغلة للقلوب ، وما من قلب أُشرب حبا لدنيا إلا أصيب منها بثلاث : شغل لا ينفك عناه ، وأمل لا يدرك منتهاه ، وغنى لايبلغ مداه ، وما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يخافون من شيء أشد من انبساط الدنيا عليهم ، ولذلك عندما رأى عمر رضي الله عنه ، زهرة الدنيا قد فُتحت على المسلمين قال : إن الله ما حبس هذا الخير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أبي بكر ، وأراد بذلك خيراً لعمر ، بل أن بعضهم كان يتمنى أن يكون تبنة في أرض نجد أو شجرة تعضد وذلك خوفاً من الحساب أمام الله عز وجل ، ويكفي من الدنيا مصيبتان تصيبان ابن آدم عند موته في ماله : يتركه كله ، ويحاسب عليه كله ، ولا يجتمع في القلب حب الطاعة وحب الشهوة ، ولذلك فمن القلب يبدأ العلاج حيث يطهر ويتزكى ليستقبل الهدى والنور ، فالحجب والأستار تمنع دخول الإيمان إليه ، ومن أظلم قلبه فكيف تشرق علانيته؟؟
فإن الذي يتفقد أحوال الأمة في زمنها الغابر والحاضر ليستشف حقيقة لا جدال فيها ولا مراء ، ألا وهي أن الدين أحياناً يُحارب من أهله أكثر مما يُحارب من أعدائه ، وأن أهله يسيئون إليه أضعاف ما يحاول أعداؤه تشويهه وطي معالمه ، ولذلك فالدين قد ضاع من حياة أهله وغاب عن واقعهم ودنياهم نتيجة لثلاثة أمور :
·جهل أبنائه
·غفلةعلمائه
· ظلم أمرائه
تلك هي أعراض الهزيمة والهوان وتردي الأمة في مهاوي الضلالة والتخبط والعمى
فالجهل إذا ركب الرؤوس ضلت وأضلت وفتحت القلب على مصراعيه للشيطان وجنوده ، وكان ذلك سبباً في ضياع الحق وانتشار الباطل واختلاط كل منهما بالآخر ، ولذلك فإن العلم هو نور الطريق إلى الله تعالى ، ومن لم يأخذ من العلم بحظ وافر ما يعينه على الطاعة ويبلغه الغاية فإنه إلى الضلالة أقرب ، ولذلك فإن عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ، فالجاهل يفسد من حيث يريد أن يصلح ، ويرى جميع الحقائق مقلوبة ، فهو بجهله يرى السنة بدعة والبدعةسنة ، ويرى الحق باطلاً والباطل حقاً ، ويفسد ويظن أنه يُصلح ويهدم ويعتقد بجهله أنه يبني ، وعلاوة على الظاهرة العامة غير الصحية والتي تتمثل في الاجتراء الشديدعلى الفتوى من دون أهلية شرعية
وغفلة العلماء، ثمرة للركون إلى الدنيا والاطمئنان إليها فحملهم ذلك على إيثارالسلامة وعدم التصدي لأهل الظلم والفجور والبدع بالحجة والبرهان فصار الناس نتيجةلذلك كالقطعان الهائمة لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً ، ووقعوا في حيرة وتشتت نتيجة للتخبط في الفتوى ، وكثرة التناقض في الآراء المختلفة ، بل والجرأة من بعضهم على الإفتاء في قضايا الأمة المصيرية دون الرجوع إلى إخوانه العلماء في فتاواه ومسائله وبحوثه الشرعية فإن ذلك من شأنه أن يضيف إلى علمه علماً ، أو ينبهه لفائتة أو غائبة ، أو يستدرك عليه خطأ ، وأشد الناس حسرة يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه من بطنه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه ،فيجتمع عليه أهل النار ، ويقولون له يا فلان مالكَ ؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ،وأنهاكم عن المنكر وآتيه " فهذا حال من علم ولم يعمل بعلمه ، وليس وراء ذلك إلا الكسل عن أداء واجب النصح للأمة وإبلاغ العذر إلى الله بإيصال الحق إلى الخلق ، وإقامة الحجة على الناس ، وحملهم إلى دين الله بالشفقة والرحمة ، ولكن للأسف ، فإن حب الدنيا والحرص عليها دائماً آفة عظيمة ، فمن عَظَّمَها فقد عَظَّم ما حقر الله تعالى ، ويشغله حرصه عليها عن أداء السنن والنوافل فضلاً عن التقصير في الواجبات والفرائض ، ومن ثم فمن علامات الصحة وسلامة الإيمان التخفف منها والزهد فيها وعدم الشغف بها واللهفة عليها والاقتصار منها على قدر الضرورة الذي يبلغنا مقصدنا وغايتنا ، فالطعام والشراب والشهوة ضرورة الحياة وليست مقصد الحياة ، فمقصد الحياة هو معرفةالمعبود وطاعة أمره ، وأفراده بالعبودية المطلقة ، ولقد وقع كثير من العلماء والدعاة في هذاالشَرَك الذي نصبه الشيطان ليستهوي به قلوب الخلق ويصرف هممهم عن الآخرة إلى مايزول ويفنى ، فإن الله تعالى قد أعز أهل العلم بعلمهم وأهل القرءان بقرءانهم وأهل الإيمان بإيمانهم فإذا تاقت نفوسهم إلى شيء من الدنيا وتركوا بعضاً من دينهم ليحصلوا عليه ، فحينئذٍ قد هانوا على الله وعلى الناس ، وأذلوا أنفسهم بذل الحرص والشر والطمع ولم يلتحفوا بثوب الطاعة والرضا بقسمة الله لهم ، ولذا فإن الكسل والعجز عن أداء الأمانة هي ثمرات بديهية لمن جعل همه كيف يأكل وكيف يشرب وكيف يلبس وكيف يرقد ، وهي أعراض بينة لداء الحرص والطمع .
وظلم الأمراء، فتح على الأمة أبواب الفتنة ، حيث ضاع العدل وفشا الظلم والزور ،وهذا هو السوس الذي ينخر في عظام الأمة فيهدم أركانها ،وهو نتيجة للحرص على الدنيا التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يتكالبوا عليها ويتنافسوا فيها حتى لاتهلكهم كما أهلكت من كانوا قبلهم ، فهو لا يخشى على أمته من الفقر ، وإنما يخشى الغنى وما يجري بعده من طغيان ونسيان ، فقال صلى الله عليه وسلم " ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا كما فتحت على من قبلكم فتنافسوها كماتنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم " وإن حب الدنيا مشغلة للقلوب ، وما من قلب أُشرب حبا لدنيا إلا أصيب منها بثلاث : شغل لا ينفك عناه ، وأمل لا يدرك منتهاه ، وغنى لايبلغ مداه ، وما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يخافون من شيء أشد من انبساط الدنيا عليهم ، ولذلك عندما رأى عمر رضي الله عنه ، زهرة الدنيا قد فُتحت على المسلمين قال : إن الله ما حبس هذا الخير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أبي بكر ، وأراد بذلك خيراً لعمر ، بل أن بعضهم كان يتمنى أن يكون تبنة في أرض نجد أو شجرة تعضد وذلك خوفاً من الحساب أمام الله عز وجل ، ويكفي من الدنيا مصيبتان تصيبان ابن آدم عند موته في ماله : يتركه كله ، ويحاسب عليه كله ، ولا يجتمع في القلب حب الطاعة وحب الشهوة ، ولذلك فمن القلب يبدأ العلاج حيث يطهر ويتزكى ليستقبل الهدى والنور ، فالحجب والأستار تمنع دخول الإيمان إليه ، ومن أظلم قلبه فكيف تشرق علانيته؟؟