احمد الشريف
25 Apr 2011, 12:28 PM
أهلُ البيتِ سلاطينُ القلوب
الحمد لله والصلاة والسلام على المصطفى الأمين وآله الطاهرين وبعد :
فالقلوب التي يحملها الناس في صدورهم لن يستطيع الوصول إليها ومعرفه سرائرها وخفاياها إلاَّ علام القلوب جلَّ جلاله ،ومهما حاول كثيرٌ من النَّاس أصحاب القوة والقهر والسلطة أنْ يفرضوا محبتهم في قلوب كثيرٍ من البشر فإنَّهم عاجزون عن ذلك لأنَّ الله تعالى قد نزع محبتهم من قلوب خلقه ،وربما ألسنتهم تمدحهم ولكنْ في الحقيقة قلوبهم تبغضهم ، فسلطان القوة لا يملك إلاَّ الأجساد والتملق لهم باللسان ،ولكنْ سُلطان أهل البيت كانَ على القلوب والعقول، وهذا السلطان والإقتحام أصعب بكثيرٍ من اقتحام المواقع والثغور ،
أهل البيت عليهم السلام كانوا بحقٍ سلاطين القلوب، كانت أخلاقهم وأفعالهم وسلوكهم وعيشهم على طريق جدهم صلوات الله وسلامه عليه ،
هذا الإمام الحسن سلام الله دخل عليه رجلٌ من أهل الشام قال:
دخلت المدينة فرأيت رجلاً راكباً على بغلة لم أر أحسن وجهاً ولا سمتاً ولاثوباً ولا دابة منه، فمال قلبي إليه فسألت عنه فقيل لي: هذا الحسن بن علي بن أبي طالب ، فامتلاء قلبي له بغضاً وحسدت علياً أنْ يكون له ابن مثله،فصرت إليه فقلت له أنت أبن أبي طالب؟ فقال أنا أبنه.
فقلت فيك وبأبيك أسبهما!!!
فلما انقضى كلامي، قال لي أحسبك غريبا!ً
قلت أجل. قال: فمل بنا فإنْ احتجت إلى منزل أنزلناك وإلى مال آسيناك أو إلى حاجة عاوناك!
قال فانصرفت عنه، و والله ما على الأرض أحدٌ أحبَّ إليَّ منه).
وهذا الإمام السجاد (عليه السلام) جاءه رجل فقال له:
(إنَّ فلاناً قد وقع فيك وآذاك، قال: فانطلق بنا إليه، فانطلق معه وهو يرى أنه سينتصر لنفسه، فلما أتاه قال له: يا هذا إنَّ كان ما قلته فيّ حقاً فالله تعالى يغفره لي، وإن كان ما قلته فيّ باطلاً فالله يغفره لك).
وهذا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال:
(إنَّ أمير المؤمنين صَاحَبَ رجلاً ذمِّياً فقال له الذمِّي أين تريد يا عبد الله ؟
قال: أريد الكوفة فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له الذمي: ألست زعمت أنك تريد الكوفة؟
فقال له (عليه السلام) : بلى، فقال له الذمي فقد تركت الطريق فقال له: قدعلمت. قال: فلم عدلت معي وقد علمت ذلك. فقال له أمير المؤمنين: هذا من تمام حسن الصحبة، أن يشيع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه، وكذلك أمرنا نبينا (صلى الله عليه وآله) فقال له الذمي هكذا…قال: نعم قال:
إنَّما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة،فأنا أشهدك إنِّي على دينك. ورجع الذمي مع أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما عرفه أسلم) .
وروي أنَّ الإمام الكاظم (عليه السلام) مرَّ برجل من أهل السواد ذميم المنظر،فسلم ونزل عنده، وحادثه طويلاً ثم عرض عليه نفسه في القيام بحاجته إنْ عرضت،فقيل له يا ابن رسول الله أتنزل إلى هذا ثم تسأله عن حوائجه، وهو إليك أحوج؟
فقال: عبد من عبيد الله، وأخٌ في كتاب الله، وجارٌ في بلاد الله، يجمعنا وإياه خير الآباء آدم وأفضل الأديان الإسلام.
هذا الإمام السجاد (عليه السلام) كان إذا أتاه السائل يقول:
مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة!.
وكان يخرج في الليلة الظلماء، فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب ، حتى يأتي باباً فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيراً لئلا يعرفه،فلما توفى فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين سلام الله عليه .
و كان الإمام الكاظم (عليه السلام) عظيم الفضل، واسع العطاء، وكان يضرب المثل بصرار موسى!؟؟حتى أنَّ أهله يقولون: عجباً لمن جاءته صرة موسى فشكى القلة .
وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل إليهم الطعام ، ولا يعلمون من أيَّ جهة هو، وكان إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير!!.
ومرَّ رجلٌ بأبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال له أعطني على قدر مروءتك قال: لا يسعني ذلك، فقال الرجل: على قدر مروءتي قال: أمَّا هذا فنعم.
وهذا الإمام الرضا (عليه السلام): لمَّا خرج للصلاة في مرو ورآه القواد والعسكر رموا بنفوسهم عن دوابهم،ونزعوا خفافهم وقطعوها بالسكاكين طلباً للسرعة!
ولاعجبَ في ذلك ولاغرابة فإننا نشاهد اليوم من هم دونهم ولا مقارنةَ أبداً يصعد من يتسمى بالفنان على خشبة المسرح فيتساقط الناس ويبكى النِّساء ويغمى على كثيرٍ من الحاضرين بل يقز كثيرٌ منهم على خشبة المسرح للسلام عليه وتدمى أقدامهم، حباً لهذا الذي يدعوا إلى البعد عن الله تعالى والهوى والعياذ بالله ،فكيف بمن هم معدن النبوة والرسالة ، كيف بمن هم أئمة الهدى والرشاد ، كيف بمن تملكوا قلوب الخلق بتقواهم لله تعالى وصلاحهم ونور النبوة يسرى في دمائهم ووجوههم !!!!
حقاً أهل البيت عليهم السلام سلاطين القلوب .
اللهمَّ صلِّ على سيدنا ومولانا محمَّدٍ وآله وجعلنا على طريقهم وهديهم ياربَّ العالمين
منقول
الحمد لله والصلاة والسلام على المصطفى الأمين وآله الطاهرين وبعد :
فالقلوب التي يحملها الناس في صدورهم لن يستطيع الوصول إليها ومعرفه سرائرها وخفاياها إلاَّ علام القلوب جلَّ جلاله ،ومهما حاول كثيرٌ من النَّاس أصحاب القوة والقهر والسلطة أنْ يفرضوا محبتهم في قلوب كثيرٍ من البشر فإنَّهم عاجزون عن ذلك لأنَّ الله تعالى قد نزع محبتهم من قلوب خلقه ،وربما ألسنتهم تمدحهم ولكنْ في الحقيقة قلوبهم تبغضهم ، فسلطان القوة لا يملك إلاَّ الأجساد والتملق لهم باللسان ،ولكنْ سُلطان أهل البيت كانَ على القلوب والعقول، وهذا السلطان والإقتحام أصعب بكثيرٍ من اقتحام المواقع والثغور ،
أهل البيت عليهم السلام كانوا بحقٍ سلاطين القلوب، كانت أخلاقهم وأفعالهم وسلوكهم وعيشهم على طريق جدهم صلوات الله وسلامه عليه ،
هذا الإمام الحسن سلام الله دخل عليه رجلٌ من أهل الشام قال:
دخلت المدينة فرأيت رجلاً راكباً على بغلة لم أر أحسن وجهاً ولا سمتاً ولاثوباً ولا دابة منه، فمال قلبي إليه فسألت عنه فقيل لي: هذا الحسن بن علي بن أبي طالب ، فامتلاء قلبي له بغضاً وحسدت علياً أنْ يكون له ابن مثله،فصرت إليه فقلت له أنت أبن أبي طالب؟ فقال أنا أبنه.
فقلت فيك وبأبيك أسبهما!!!
فلما انقضى كلامي، قال لي أحسبك غريبا!ً
قلت أجل. قال: فمل بنا فإنْ احتجت إلى منزل أنزلناك وإلى مال آسيناك أو إلى حاجة عاوناك!
قال فانصرفت عنه، و والله ما على الأرض أحدٌ أحبَّ إليَّ منه).
وهذا الإمام السجاد (عليه السلام) جاءه رجل فقال له:
(إنَّ فلاناً قد وقع فيك وآذاك، قال: فانطلق بنا إليه، فانطلق معه وهو يرى أنه سينتصر لنفسه، فلما أتاه قال له: يا هذا إنَّ كان ما قلته فيّ حقاً فالله تعالى يغفره لي، وإن كان ما قلته فيّ باطلاً فالله يغفره لك).
وهذا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال:
(إنَّ أمير المؤمنين صَاحَبَ رجلاً ذمِّياً فقال له الذمِّي أين تريد يا عبد الله ؟
قال: أريد الكوفة فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له الذمي: ألست زعمت أنك تريد الكوفة؟
فقال له (عليه السلام) : بلى، فقال له الذمي فقد تركت الطريق فقال له: قدعلمت. قال: فلم عدلت معي وقد علمت ذلك. فقال له أمير المؤمنين: هذا من تمام حسن الصحبة، أن يشيع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه، وكذلك أمرنا نبينا (صلى الله عليه وآله) فقال له الذمي هكذا…قال: نعم قال:
إنَّما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة،فأنا أشهدك إنِّي على دينك. ورجع الذمي مع أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما عرفه أسلم) .
وروي أنَّ الإمام الكاظم (عليه السلام) مرَّ برجل من أهل السواد ذميم المنظر،فسلم ونزل عنده، وحادثه طويلاً ثم عرض عليه نفسه في القيام بحاجته إنْ عرضت،فقيل له يا ابن رسول الله أتنزل إلى هذا ثم تسأله عن حوائجه، وهو إليك أحوج؟
فقال: عبد من عبيد الله، وأخٌ في كتاب الله، وجارٌ في بلاد الله، يجمعنا وإياه خير الآباء آدم وأفضل الأديان الإسلام.
هذا الإمام السجاد (عليه السلام) كان إذا أتاه السائل يقول:
مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة!.
وكان يخرج في الليلة الظلماء، فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب ، حتى يأتي باباً فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيراً لئلا يعرفه،فلما توفى فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين سلام الله عليه .
و كان الإمام الكاظم (عليه السلام) عظيم الفضل، واسع العطاء، وكان يضرب المثل بصرار موسى!؟؟حتى أنَّ أهله يقولون: عجباً لمن جاءته صرة موسى فشكى القلة .
وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل إليهم الطعام ، ولا يعلمون من أيَّ جهة هو، وكان إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير!!.
ومرَّ رجلٌ بأبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال له أعطني على قدر مروءتك قال: لا يسعني ذلك، فقال الرجل: على قدر مروءتي قال: أمَّا هذا فنعم.
وهذا الإمام الرضا (عليه السلام): لمَّا خرج للصلاة في مرو ورآه القواد والعسكر رموا بنفوسهم عن دوابهم،ونزعوا خفافهم وقطعوها بالسكاكين طلباً للسرعة!
ولاعجبَ في ذلك ولاغرابة فإننا نشاهد اليوم من هم دونهم ولا مقارنةَ أبداً يصعد من يتسمى بالفنان على خشبة المسرح فيتساقط الناس ويبكى النِّساء ويغمى على كثيرٍ من الحاضرين بل يقز كثيرٌ منهم على خشبة المسرح للسلام عليه وتدمى أقدامهم، حباً لهذا الذي يدعوا إلى البعد عن الله تعالى والهوى والعياذ بالله ،فكيف بمن هم معدن النبوة والرسالة ، كيف بمن هم أئمة الهدى والرشاد ، كيف بمن تملكوا قلوب الخلق بتقواهم لله تعالى وصلاحهم ونور النبوة يسرى في دمائهم ووجوههم !!!!
حقاً أهل البيت عليهم السلام سلاطين القلوب .
اللهمَّ صلِّ على سيدنا ومولانا محمَّدٍ وآله وجعلنا على طريقهم وهديهم ياربَّ العالمين
منقول