مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ محمد حسان(أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة الراهنة)
صمت النبلاء
09 May 2011, 12:35 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير
وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفي الله وخليله البشير النذير السراج المزهر المنير خير الأنبياء مقاما وأحسن الأنبياء كلاماً لبنة تمامهم ومسك ختامهم رافع الإصر والأغلال الداعي إلى خير الأقوال والأعمال والأحوال
الذي بعثه ربه بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً فختم به الرسالة وعلم به من الجهالة وهدى به من الضلالة وفتح به أعين عميا وآذانً صُمَ وقلوب غلفى وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك
اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديهِ واستنَّ بسنتهِ واقتفى أثره إلى يوم الدين
أما بعد...
فحي الله هذه الوجوه المشرقة الطيبة وزكّى الله هذه الأنفس الكريمة وشرح الله هذه الصدور العامرة بحب الخير والإسلام
وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا
وأسأل الله جل وعلا الذي جمعنا في هذا البيت العامر الطيب المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه
أحبتي في الله
أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة الراهنة (http://www.alrahma.tv/Pages/Liberary/Details.aspx?ID=6729)
يتبع إن شاء الله
صمت النبلاء
09 May 2011, 12:37 AM
هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم المبارك
فلا شك ولا ريب أن مصرنا العزيزة الحبيبة تمر الآن بمرحلة حرجة وتعلوا الآن أصوات كثيرة متداخلة متناقضة
وألمح سقف عالي جداً للحرية لحرية الكلمة والرأي والتعبير ونرى سجالات ومناظرات ومحاورات خطيرة على شاشات الفضائيات
لا أرى في كثير منها البناء بل أرى في كثير منها الهدم والفوضى
أرى حوارات مبنية على الجدال والمراء لا على التعمير والتشييد والبناء
أرى ترويج بأسلوب مقصود أو غير مقصود لترويج الفوضى في بلدنا باسم الحرية
والحرية نعمة من أجلَّ النعم إن كانت حرية منضبطة مسئولة
أنا حر
نعم تعبير جميل
لكن في حدود الضوابط الشرعية وفي حدود المسئولية بحيث لا أضر الآخرين لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى الوطن والبلد والمصلحة العليا
فأردت اليوم في نقاط سريعة محددة
أن أركز على أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة الراهنة
وأسأل الله أن يجعل لهذه الكلمات قلوب واعية وآذانً صاغية أخاطب أساتذتنا الأفاضل في وسائل الإعلام
وأخاطب شيوخي وعلمائنا الأجلاء وأخاطب الدعاة وطلبة العلم وأخاطب المسلمين عامة في مصرنا الحبيبة
لنعيد البناء من جديد على أسس منضبطة وبفهم دقيق وبوعي عميق حتى تدور عجلة التنمية من جديد وحتى ندفع الاقتصاد من جديد وحتى نمكن لدين العزيز الحميد وسُنة محرر العبيد محمد صلى الله عليه وسلم
الأولية الأولى من أولويات الخطاب الدعوي والذي ينبغي أن يُركز عليها كل الدعاة والإعلاميين
هي أحياء الربانية وتشديد الإيمان في القلوب وربط القلوب بعلام الغيوب جل وعلا
نحتاج في هذه المرحلة إلى أن نجدد الإيمان بربنا
آلا تلمح معي أيها الفاضل الحبيب لهجة استعلاء ولغة عجب وكبر وغرور تتردد الآن على بعض ألألسنة
صنعنا غيرنا بدلنا فعلنا يا أخي أنت ما صنعت شيئاً
يا أخي أنت ما غيرت ولا بدلت ولا فعلت شيئاً
وأنا ما صنعت ولا فعلت ولا غيرت ولا بدلت أي شيء
فالأمر كله لله والفضل كله بيد الله والتدبير كله لله والكون كله لله وما حدث في مصر حدث بإرادة الله وأنا أقول إنها صناعة ربانية على سمع وبصر الملك
وانظر الآن إلى ما يجري على أرض ليبيا أو على أرض سورية أو على أرض اليمن أو على غيرها من بلاد المسلمين لتعلموا علم اليقين أن ما وقع في بلدنا وقع بتوفيق الله وحده وبفضل الله وحده فينبغي أن نربط قلوبنا بربنا جل وعلا وأن نتخلص من مشاعر العجب والكبر والاستعلاء والغرور وأن نعلم أننا من أضعف مخلوقات الله في كونه وأنه لا قيمة لنا ولا كرامة إلا بتوحيد الله جل وعلا وإلا بالإيمان به سبحانه وتعالى
لابد من ربط القلوب الآن بعلام الغيوب
الإيمان هو القضية الأولى
تلك القضية التي من أجلها خلق الله الكون وأنزل الكتب وبعث جميع الأنبياء والرسل
لابد من تجديده الآن في القلوب
فالإيمان أيها الأفاضل
ليس مجرد كلمة ترددها الألسنة فحسب ولكنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والزلات.
ترجم الإمام البخاري في كتاب الإيمان باب بعنوان (الإيمان قول وعمل يزيد وينقص).
وقال الإمام البخاري لقيت ألف ر جل من علماء الأنصار كلهم متفقون على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص .
ـ يزيد الإيمان بالطاعة ـ وينقص الإيمان بالمعصية.
وأنا لا أريد أن أطيل النفس في كل محور لكن أؤكد لحضراتكم أن القضية الأولى والأولوية الأولى التي من اجلها خلق الله الكون كله وخلق الجنة والنار وأنزل الكتب والصحف وأرسل جميع الأنبياء والرسل هي قضية إيمان ولا أبالغ إن قلت لحضراتكم إن القرآن كله من أول سورة الفاتحة إلى سورة الناس في قضية الإيمان بالله جل وعلا لأنه حديث مباشر عن الله سبحانه عن أسماء جلاله وعن صفات كماله وعن ذاته وإما حديث عن أوامره ونواهيه وحدوده جل وعلا وإما حديث عن أهل الإيمان وعما أعد لهم في الدنيا والآخرة
وإما حديث عن أهل الكفر الذين أعرضوا عن قضية الإيمان وعما أعد الله لهم في الدنيا والآخرة فالقرآن كله بلا مبالغة في قضية الإيمان.
ينبغي أن نجدد الإيمان في قلوبنا بربنا لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نتحرك لبناء أوطاننا إلا إذا بنينا الإيمان ابتداء في قلوبنا {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً(107)} الكهف.
والآيات في هذا الباب كثيرة
صمت النبلاء
09 May 2011, 12:39 AM
الأولوية الثانية بإيجاز لأن الأولويات عندي الآن كثيرة
أن يكون الخطاب الدعوي مطمئناً للمسلمين والأقباط
لأن الخطاب الإعلامي والدعوي الآن قد يقلق البعض وأنا أقولها لله قد يقلق البعض وينزعج وأنتم تتابعون الآن حملة إعلامية شرسة للتخويف من الإسلام وللتخويف من كل من ينتسب إلى الإسلام.
فأنا أرجوا من دعاتنا وإعلاميينا أن يكون خطابنا الدعوي والإعلامي مطمئناً للمسلمين ومطمئناً لغير المسلمين لأن إسلامنا ليس فيه ما يخوف وليس فيه ما يُفزع الآخرين فهو دين السماحة والعدل، دين الرحمة والرفق، دين اللين والهدى، دين الأمن والأمان فبتاريخ الإسلام يبدأ تاريخ التسامح على وجه الأرض
الإسلام دين الله جل جلاله دين الله الذي يتسم بالتكامل والشمول دين الذي يتسم بالتوازن والاعتدال دين الله الذي يتسم بالتميز والمفاصلة
دين اله الذي يتسم بالجمال والكمال {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(14)}الملك.
دين الله الذي أنزله ليُسعد به من خلق لا ليُسعد به العرب فحسب ولا ليُسعد به المسلمين فحسب بل أنزله ربنا جل وعلا ليُسعد به البشرية كلها في الدنيا قبل الآخرة.
فينبغي أن نُبين محاسن هذا الدين وأن نُبين عظمة هذا الدين وأن تُعلّم الجميع أن الإسلام حرم الظلم على المسلم للمسلم وحرم الظلم من المسلم لغير المسلم
بل إننا نعتقد أن الله جل وعلا يقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ولا يُقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية .. قال الله جل وعلا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(8)}المائدة
فلابد أن يعلم الجميع أن ديننا دين يملأ القلوب كلها بالأمن والأمان والطمأنينة ولا يجوز البتة أن نُحاكم الإسلام الدين الرباني والنبوي لمجرد خطأ وقع فيه داعية ينتسب إلى هذا الدين أو لمجرد إعلامي أخطأ على فضائية من الفضائيات ينتسب إلى هذا الإسلام العظيم ليس من العدل أن نُحاكم الإسلام لخطأ بعض المنتسبين إليه فالإسلام دين الله ليس من حق أي عالم مهما علا كعبه أن يقول أنا الإسلام
لا
ليس من حق أي أحد أن يقول هذا
أنا مسلم أقول قال الله وقال رسوله قد أخطئ في الفهم وقد أخطئ في التطبيق وقد أخطئ في الدعوة والسلوك فلا ينبغي أن يُحمل الإسلام خطأي أنا ولا ينبغي أن يُحمل المسلمون جميعاً خطأ فرد ينتسب إليهم ولو كان عالم من علماءهم أو داعية من دعاتهم.
فلابد أن نطمئن الجميع وأنا من هنا أطمئن الجميع أطمئن المسلمين من النخبة من المثقفين من الليبراليين الذين يتخوفون من الإسلام العظيم ويتصورون أن الإسلام وحش كاسر مستعد لقطع الأيدي وجلد الظهور ورجم الرجال والنساء وحرق وجوه النساء اللائي لم ينتقبن هذا خلل في الفهم وقصور في الطرح.
الإسلام دين الرحمة.. الإسلام دين الرفق واللين .. دين الأدب.. دين التواضع..
ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع الرفق من شيء إلا شانه.
ربنا يعلم نبينا كيف يتحرك للدعوة {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ(159)}آل عمران
فإذا كان هذا منهج الدعوة يحدد لسيد الدعاة فليس من حق أي أحد على طريق الدعوة أن يحيد عن منهج سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم.
فينبغي أن نتحرك جميعاً أيها المسلمون لنُطمئن الدنيا كلها بأن إسلامنا دين رفق ولين وعدل ورحمة ووفاء وإخاء وسماح وعمل وبناء ورقي وإخلاص وطهر إلى غير ذلك من هذه المعاني والقيم الذي علمها لنا ربنا جل وعلا في قرآنه وعلمها لنا نبينا سيد الدعاة وإمام التقاة محمد صلى الله عليه وسلم
لا تخافوا الإسلام يا سادة لا تخافوا الإسلام أبداً
وأطمئن كذلك الأقباط في مصر وأقول لهم : لا تخافوا الإسلام ولا تخافوا شريعة محمد عليه الصلاة والسلام فالإسلام وشريعة الإسلام عدل كلها ومصالح كلها
وما عرف الأقباط معنى الأمن وحقيقة الأمان إلا في كنف الإسلام وفي ظلال الإسلام أولم يكفي أن أذكر بما ذكرنا به سابقاً من قول نبينا صلى الله عليه وسلم: [آلا من ظلم معاهداً أو انتقصه حق أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيء بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة] حتى قال الإمام ابن حزم في مراتب الإجماع أن الأمة قد أجمعت على أن حماية أهل الذمة أي على أن حماية الأقباط بين أظهر المسلمين أجمعت الأمة على وجوب حماية أهل الذمة من أي اعتداء خارجي
فأن أقول ليسُ في حاجة إلى استقواء بأمريكا ولا بأوروبا لأن حمايتهم واجبة علينا نحن المسلمين.
لا نقول ذلك سياسة وإنما نقول ذلك تدينا وطاعة منا لربنا ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم
الأولوية الثالثة بإيجاز أن يُركز الخطاب الدعوي والإعلامي الآن على التطهير والتغيير
الكل ينادي بالتغيير .
وما أجمل أن نغير الفساد إلى صلاح وما أجمل أن نُغير الظلم إلى عدل وما أجمل أن نُغير الضلال إلى الهدى وما أجمل أن نُغير البدعة إلى السُنة وما أجمل أن نُغير الشر إلى الخير وما أجمل أن نُغير الباطل إلى الحق وما أجمل أن نُغير الضلال إلى الهدى وما أجمل أن نُغير الكسل إلى العمل وما أجمل أن نُغير الانحراف إلى الاستقامة
ما أجمل هذه المعاني!!
لكن اعلموا أيها الأفاضل أن هذا التغيير لا يمكن على الإطلاق أن يتم بتعديل الدساتير وإنما يجب أن نعتقد جميعاً أن هذا التغيير لا يبدأ إلا بالتطهير من أعماقنا ومن دواخلنا. قال جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ (11)}الرعد بدليل أننا بعد الثورة إلى هذه الشهور لم نرى تغييراً حقيقياً في سلوكياتنا ولا في أخلاقنا أي تغيير هذا الذي ننشده
وأنت ترى رجلاً بسيارته الخاصة يمشي في عكس اتجاه السير وتيجي تقول له إيه اللي بتعمله؟ يقولك: أنا حر
بئس الحرية أي تغيير هذا الذي ننشده وأنت ترى رجُل يضع سيارته صف ثاني وصف ثالث وصف رابع في طريق عام لا تستطيع سيارة إسعاف أن تتحرك ولا سيارة رجل ركن إلى جانب الطريق لا يتمكن من أن يخرج لقضاء مصالحه أو إلى عمله
وتيجي تقول له : أنت راكن كدا غلط يقول لك : أنا حر
بئس الحرية
أي حرية وأي تغيير هذا الذي ننشده ونحن نرى هذه الفوضى
هل نحتاج إلى ضابط شرطة ليوجه سلوكنا وقيمنا وأخلاقنا في كل شارع وفي كل ناحية؟
المسلم يراقب الرب العلي الأعلى لا يراقب القانون الوضعي الأعمى بل يراقب العلي الأعلى
التطهير لابد أن يبدأ من الأعماق .. لابد أن أتطهر أنا من داخلي لابد أن أطهر قلبي من الشرك من الرياء من النفاق من الشك من الغل من الحقد من الحسد من الضغينة من الكبر من الهوى من حب الشهوات من حب الشبهات .
لابد أن أطهر لساني من الكذب من الغيبة من النميمة من قول الزور من شهادة الباطل من ترويج الإشاعات التي تصيب البدن بالشلل لابد أن أطهر لساني من كل ذلك لابد أن أطهر يدي من الرشاوى من الفساد من الظلم من الاستبداد لابد أن أطهر جوارحي من المعاصي.
نعم هذا هو التغيير أيها الأفاضل بالله عليكم ما التغيير الذي حدث وما التطهير الذي تم ونحن لا زلنا على أخلاقنا ولا زلنا على قيمنا
نحتاج إلى تعديل لمنظومة القيم
نحتاج إلى تعديل لسلوكياتنا
شاب من شبابنا جاء إلى هذا المسجد العامر بالليل وأخذ مكانه في الصف الأول بأي دين وبأي شرع يريد أخ من إخواننا جاء الساعة العاشرة اليوم صباحاً أن يقتحم المسجد بأي صورة من الصور ليجلس في الصف الأول ولو داس على أعناق إخوانه وتخطى الرقاب رقبة رقبة
أي دين هذا؟
أي خلق هذا؟
وأي شرع يسير به هذا؟
نحن نخالف بهذا السلوك منهج ربنا ونخالف بهذه الأخلاقيات منهج حبيبنا ونبينا وأسوتنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم
ينبغي إن قال أحد قال الله أن ينصت الجميع ويقولوا سمعنا وأطعنا
وإن وقف أخ وقال قال رسول الله ينبغي أن يُطأطأ الجميع رأسه لله ولرسوله وأن يقول سمعنا وأطعنا
التطهير أيها الأفاضل والتغيير الحقيقي لن يكون أبداً بتعديل الدستور ولن يكون أبداً بتعديل القوانين
إنما يكون التغيير بالتطهير الداخلي ولابد أن نركز الخطاب الدعوي والإعلامي على هذه الحقيقة لنرى بلدنا فعلا تتغير إلى ما نرضي به ربنا ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم
تدبروا معي يا سادة قول ربنا جل جلاله {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ (11)}الرعد
أنا أخشى إن لم نُشكر الله على النعمة الذي أنعم بها علينا أن يسلُبها اللهم لا تستبدل بنا ونعوذ بك من السلب بعد العطاء يا أرحم الراحمين
نحن الآن في نعمة من أجل النعم لكننا واقبلوها مني
لكننا إلى الآن إلى هذه اللحظة لم نشكر الله على هذه النعمة شكر يليق بكماله وجلاله
وشكر يليق بقدر النعمة لأننا لا زلنا على سلوكياتنا وأخطائنا لم نتغير إلا من رحم ربي جل وعلا
من منا عاهد الله على الحفاظ على صلاة الفجر كل يوم؟
من منا عاهد الله على صلاة الليل كل ليلة؟
من عاهد الله على كف لسانه عن الإشاعات وعن ترويج الإشاعات وعن الغيبة والنميمة والكذب
أنا لا أعلم عصرً ولا زمنً لوثت فيه الألسنة بالغيبة والنميمة كعصرنا هذا وكأيامنا هذه
والله الذي لا إله غيره لو كان الهواء يتلوث برائحة الغيبة لما استطعنا أن نتنفس هواءً نقياً طيلة الشهور الثلاثة الماضية
لانتشار الغيبة ولانتشار النميمة لا تجلس مجلسً قط إلا وترى فيه الغيبة إلا وتسمع فيه النميمة إلا من رحم ربي
اللهم أجعلنا ممن رحمت في الدنيا والآخرة
أصبحت الغيبة فاكهة المجالس
أنت ما سمعتش؟ دا بيقولوا..مين اللي بيقول؟ هم بيقولوا.. يا عم مين اللي بيقول؟ بيقولوا.. وهكذا
ولا تصل أبداً إلى مصدر لأي إشاعة تروج الآن ولا تقف على مستند ولا على وثيقة وربنا جل وتعالى يقول: { يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا } يا أخي رب العزة ينادي عليك اصغ بقلبك وسمعك وكيانك الله يقول : { يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا } هل أنت ممن وحدَّ الله؟ هل أنت ممن حققت الإيمان بالله؟ اصغ السمع والقلب لله ربك ربك ينادي عليك أيها المؤمن {يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا (6)}الحجرات وفي قراءة ثانية {فَتَثَبَّتُوا } وسأفرد لقاءً قريباً إن شاء الله تعالى بعنوان (فَتَبَيَّنُوا)
لأتحدث عن خطورة الكلمة التي أصبحت لا قيمة لها الآن ولا وزن لها وأصبح كل إنسان يتكلم بما يريد في أي وقت يريد ثم يمضي بعد ذلك آمنً مطمئناً وكأنه ما قال شيئاً ولا فعل شيئاً ويصبح الناس ويمسون وأعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وإذا بكل فرد فيهم متهم أو مهدد بالاتهام في المرحلة المقبلة وهذه حالة من القلق والفوضى والشك والريبة لا يمكن أن تُطاق بحال من الأحوال فضلاً أن يبدأ البناء في ظلالها المظلمة البائسة اليائسة الكاسدة المفسدة مستحيل.
فمن أهم الأولويات أن نركز على حقيقة التغيير الذي ننشده
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ (52)} الأنفال
يتبع بمشيئة الله
صمت النبلاء
09 May 2011, 12:41 AM
الأولية الرابعة باختصار لأنني أعدد خمسة عشر أولوية أرى أن الوقت لن يتسع لسردها ولو في نقاط محددة
الأولوية الرابعة باختصار ونحن نحتاج إليها الآن جداً
تأصيل فقه وأدب الخلاف
إيه المانع إننا نختلف لا حرج لكن لا ينقل الخلاف إلى القلوب ولا إلى منابر الدعوة ولا إلى منابر الإعلام
الآمة الآن في حالة قلق مصر الآن في حالة قلق
ينتظر الناس كل ليلة الفضائيات بما تبثه علينا من خلافات طاحنة وتشابكات وتصادُعات مؤلمة
هذا يطعن في هذا والآخر يُشكك في هذا
وإن شئت فقل الشعب يريد إسقاط الشعب والكل يريد إسقاط الكل
يبقى من؟ أنا لا أدري
يبقى من لنأخذ منه؟ لا أعلم
يبقى من نثق فيه؟ لا أعلم
يبقى من نصدقه؟ لا أدري حالة من القلق غريبة
لا يجوز أن نُظهر الخلاف على منابر الدعوة ، على منابر المساجد
وليبقى الخلاف محصوراً ومقبولاً ما دام الخلاف بعيد عن أصول وأركان الدين
لا حرج أن تختلف معي ولا حرج بأن أختلف معك
لو شاء ربنا جل جلاله أن يخلق الخلق جميعاً نسخة كربونية واحدة ألم تقرأ معي قول ربي:
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }
ألم تقرأ معي قول ربي جل جلاله { وَمِنْ آيَاتِهِ } الله حولنا الآية إلى نقمة حولنا الآية إلى محنة وحولنا الآية إلى فتنة مع إنها آية تستحق التدبر والتفكر وتستحق الشكر
{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلسِنَتِكُمْ وَأَلوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَات للعَالمِينَ(22)} الروم
اختلافي معك في اللسان واللون والشكل وطريقة التفكير وكيفية ومنهجية الاستدلال اختلافي معك في بصمة اليد وفي بصمة القدم بل حتى وفي بصمة الصوت اختلافي معك واختلافك معي واختلاف أهل الأرض جميعاً آية من آيات الله التي تدل على تمام قدرته وعظيم عظمته سبحانه وتعالى
لا ينبغي أن نجعلها معول هدم لا يجوز أن نجعلها سبب فرقة وتشرذم وتهارج وخلاف وتنازع
هذا الخلاف خلاف قدري احفظوها مني يا شباب الصحوة
هذا الخلاف بين الخلق خلاف قدري قدره الرب العلي ولن يزول أبداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
إذا كان ذلك كذلك أليس من الدين والعقل والمنطق أن نتعامل مع هذا الخلاف كحقيقة واقعة لن تزول أبداً إلى قيام الساعة ولنتعامل معها بالضوابط الفقهية والشرعية لنُثريّ بهذا الخلاف عملها في جانب الدعوة وفي جانب البناء بناء الإعلامي والبناء الاقتصادي والبناء السياسي والبناء الاجتماعي والبناء الأخلاق إلى غير ذلك
لو وظفنا هذا الاختلاف التوظيف الشرعي الصحيح لكان هذا الخلاف سببا من أسباب إثراء العمل في جانبه الدعوي وجانبه الدنيوي لأنني لا أفصل الدين عن الدنيا ولا أفصل الدين عن الدولة ولا أفصل الدنيا عن الآخرة علمني ذلك نبيي صلى الله عليه وسلم بدعائه الجامع الماتع [اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر]
الخلاف واقع
بل أنا أؤكد لشباب الصحوة
فكلهم يعلم أن الخلاف وقع في مسائل الفروع والأحكام هذا هو الخلاف السائغ والمعتبر
بل أنا أزيد وأقول لقد وقع خلاف حتى في بعض مسائل العقيدة بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
خذوها مني وتدبروها وأنا أعلم بأنها جديدة عليكم
لم يقتصر الخلاف على مسائل الفروع ولا على مسائل الأحكام فقط بل وقع خلاف في بعض مسائل العقيدة
صحيح ليست من أمهات مسائل العقيدة ليست من كليات أصول الاعتقاد لكنها خلافات في بعض مسائل العقيدة
اذكر لكم أمثلة
لقد اختلف الصحابة في قضية من قضايا العقيدة تتعلق برؤية النبي صلى الله عليه ربه ليلة الإسراء والمعراج
فكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول: (من زعم أن محمد صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة الإسراء والمعراج فقد أعظم على الله الفرية) هذا قول عائشة رضي الله عنها
كان ابن عباس وجمهور الصحابة يرون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه ليلة الإسراء والمعراج)
وهناك قول ثالث يقول أصحابه رأى النبي ليلة الإسراء ربه نور ولما سُئل كما في الصحيح مسلم .. (هل رأيت ربك يا رسول الله؟ قال رأيت نوراً).
هذا خلاف
هل أفسد الود بينهم؟ هذا هو الذي يُعنيني الآن
هل أفسد الحب بينهم؟ هل مزق صفهم؟ هل شتت شملهم؟ هل فرقهم أحزابً وشيع وجماعات متفرقة متناحرة؟
هل تريدون مثالا أخر على اختلافهم في بعض مسائل العقيدة؟
خذوا مثال ثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً لو شئتم
اختلفوا في عذاب القبر ونعيمه
هل يقع النعيم والعذاب على البدن أم على الروح أم على البدن والروح؟
وقال كل فريق كلامه بأدلة معتبرة
قال شيخ الإسلام ابن القيم : (لقد خلق الله الدور ثلاثً دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار وجعل الأحكام في دار الدنيا تسري على الأبدان والأرواح تبعاً لها وجعل الأحكام في دار البرزخ تسري على الأرواح والأبدان تبع لها وجعل الأحكام في دار القرار في الجنة والنار تسري على الأبدان والأرواح معاً)
خلاف موجود
وهكذا أيها الأفاضل اختلفوا أيضاً في قضية ما يوزن في الميزان يوم القيامة قال فريق يوزن العمل نفسه
وقال فريق آخر لا بل توزن الصحف وقال فريق ثالث لا بل توزن الأعمال ذاتها وقال فريق رابع بل يوزن العامل بصحفه بأعماله
أقوال في مسائل الاعتقاد
لا حرج أن نختلف وتعجبني عبارة أبي حامد الغزالي حين قال: لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف
المشكلة أن الذي يمخض الخلاف في المساجد وعبر وسائل الإعلام والفضائيات هم الذي لا يدرون فقه ولا أدب الخلاف
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الاختلاف في مسائل الأحكام أكثر من أن ينضبط ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء من مسائل الأحكام تهاجرا لم يبقى بين المسلمين عصمة ولا إخوة
فلأحفظه لك بأخوتك ولتحفظه لي بأخوتي لك وليبقى الخلاف بيننا في مسائل الفروع أو في مسائل الأحكام أو حتى في فهمنا لبعض مسائل الاعتقاد لكن فليبقى الحب بيننا فليبقى الود بيننا لا ينبغي أن ينتقل الخلاف إلى القلوب المصابة بالتنافر
ولا ينبغي أن ينتقل الخلاف إلى منابر الدعوة لتصيب الأمة بالخلل ولا ينبغي أن ننقل الخلاف إلى وسائل الإعلام عبر الفضائيات لنُصيب الأمة بالشك في كل شيء
تسمع درسا بيقول لك أنا بقيت في حيرة أنا مش عارف اسمع مين ولا عارف اصدق مين ولا عارف أخذ من مين قال دا بيشتم في دا ودا بيطعن في دا ودا بيتهم دا امال نروح فين؟نسيب البلد ونطلع
حالة من القلق والسبب غياب قضية فقه الخلاف وأدب الخلاف
طبعاً الحديث عن أدب الخلاف دا موضوع تاني موضوع طويل أن نبرز أدب الخلاف وأن يكون بيننا احترام وأدب.
احترام رأي المخالف إحسان الظن بالمخالف عدم اتهام النيات رأيي خطأ أو صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري كذلك صواب يحتمل الخطأ
إذ قال الشافعي الإمام رأيي صواب يحتمل الخطأ فمن أنا إلى جوار الشافعي لأقول قولة الشافعي رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب لما لا أقول رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ
هذا من باب الأدب والتواضع
مش رأيي صواب لا يحتمل الخطأ
لا يا سيدي أنت لا تتكلم بالقرآن الذي لا يحتمل الخطأ هو قول ربنا فقط وقول نبينا صلى الله عليه وسلم المنزل عليه من السماء { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} النجم
إنما قولي يحتمل الخطأ والصواب اجتهادي يحتمل الخطأ والصواب
فأدب الخلاف موضوع كبير
الأولوية الخامسة بإيجاز
نبذ التعصب البغيض
هذا يدمي قلبي التعصب للأحزاب للجماعات للشيوخ للإعلاميين
لأ أنا بحب المفكر دا يبقى كل ما يطرحه هو الحق وإن خالف قوله الحق بدليل من القرءان والسنة
أنا متعلق بالشيخ فلان يبقى كل ما يقوله هو الحق وإن خالف قوله الحق بدليل من القرآن والسنة
أنا أنتسب إلى الجماعة الفلانية يبقى كل أفرادها ملائكة بررة وكل علماءها ملائكة بررة لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم
هذا جنوح شديد في الطرح
بل اعرف الحق تعرف أهله فإن الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق
دور مع الحق بدليله حيث دار ولا تتعصب لشخص ولا لجماعة ولا لحزب ولا لغاية بل تعصب للحق فقط
بل تعصب لواحد من الأئمة بعينه كأبي حنيفة والشافعي وأحمد من تعصب لواحد منهم بعينه دون الباقين فهو بمنزلة من تعصب لواحد من الصحابة بعينه دون الباقين كالرافضي الذي يتعصب لعلي وكالخارج الذي يقدح في عثمان وعلي وهذه دور أهل البدع والأهواء هذا من نفيس كلام شيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله ثراه
أنا لا أريد أن أطيل النفس أيها الأفاضل في كل أولوية من هذه الأولويات لأخلص إلى أولوية في غاية الأهمية إذ لا يتسع الوقت لسردها كلها آلا وهي :
التركيز الشديد على تأصيل الحب في الله
ما عدش في حب في الله يا إخواننا حب مصالح، حب منافع للدنيا
لي عندك مصلحة حخلصها ومعدّش أعرفك وأنت أدرى مني بالواقع
أين الحب لله؟ وأين البغض لله؟ وأين العطاء لله؟ وأين المنع لله؟
أوثق عُرى الإيمان فالحب في الله والبغض في الله
أين الحب في الله الذي يرد عليه النبي الجيل القرآني الكريم
والله حين أقرأ تاريخ الصحابة يكاد عقلي أن يطيش أي حب هذا الذي ملأ به الحبيب قلوبهم
من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان
هل تصدق أخي في الله أن رجل الآن ينظر إلى أخ من إخوانه ليقول له تعال سأقسم مالي بيني وبينك شطرين
وعندي امرأتان أنظر أعجبهما إليك لأطلقها فإذا انقضت عدتها تزوجتها
هل تصدق هذا؟ هل هذا يحدث في واقع الدنيا؟ هل هذا يحدث في دنيا البشر
أنا أقسم بالله لولا أنني على يقين مطلق أن الحديث في أعلى درجات الصحة لا ما صدقت أن هذا يقع في دنيا البشر هذا قد يقع في الجنة حيث تُنزع الإبغاض والأهواء هذا وقع لكن على يد من؟
على يد من رباهم المصطفى والحديث في الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن عوف بيقول إيه؟
بيقول : (آخى رسول الله صل الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع الأنصاري) عبد الرحمن من المهاجرين وسعد من الأنصار ، فسعد بن الربيع بيقول لعبد الرحمن (يا عبد الرحمن أنا أكثر الأنصار مالاُ سأقسم مالي بيني وبينك شطرين وعندي امرأتان فانظر إليهما أنظر إلى أعجبهما إليك لأطلقها حتى إذا انقضت عدتها تزوجتها)
آه كل أبنائي وأخواني الآن يقولون أين سعد بن الربيع
وأنا أجيبكم وأقول : وأين عبد الرحمن بن عوف
أنتم تسألون عن من يعطي عطاء سعد وأنا أجيب وأقول وأين من يتعفف عفة عبد الرحمن؟
حين عرض عليه سعد نصف ماله وامرأة من امرأتيه قال عبد الرحمن بن عوف(بارك الله لك في أهلك ومالك أبداً دلني على السوق)
يا سلام على العنوان دا
دلني على السوق عاوز اشتغل عاوز اعمل عاوز أصنع عاوز أنتج عاوز أتحرك كفاية كلام بأة كفاية جدال ومراء وتنظير عاوزين نشتغل
دلني على السوق فما وجد سعد بن الربيع إلا لما وجد عبد الرحمن بن عوف
وما كان هذا العطاء إلا في زمن هذه العفة
نعم أيها الأفاضل دلني على السوق يا شباب الصحوة يا شباب مصر لستم أقل من شباب اليابان ولستم أقل من شباب أوروبا ولا شباب أمريكا
اليابان التي علمت الدنيا في أزمتها تسونامي وفي أزمة الزلزال علمت الدنيا كلها أنا أتابع الشعب الياباني بدهشة واستغراب ما سمعنا عن حالة سرقة واحدة حدثت في هذه الأزمة الطاحنة ما سمعنا عن حالة سرقة رأينا الشعب الياباني لا زال يقف في طوابير وصفوف منتظمة وبكيت وهم يجرون محاورات مع بعض أفراد الشعب الياباني في محلات الأغذية السوبر ماركت المرأة لا تشتري من المحل إلا حاجة يوم واحد فقط بيسألوها ما تشتري الجو والوضع قالت حتى أدع شيئاً لتستفيد منه أسرة أخرى
هذه أخلاقنا نحن وقيم إسلامنا نحن
الشاهد أيها الأفاضل نحن نريد الآن فعلاً أن نُعيد قضية الحب في الله قضية الإخوة في الله يا سلام على قوله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } الله إن وجدتم يا أحبابي إخوة بلا إيمان فاعلموا بأنها ليست إخوة الدين وإنما هي التقاء مصالح وتبادل منافع إذا انتهت المصلحة وانتفت المنفعة لن تجد هذا الأخ الذي كان ملاصقاً لك وملازماً لك الليل والنهار وإن وجدتم إيماناً بلا إخوة فاعلموا يقين بأنه إيمان ناقص يحتاج إلى تشديد ويحتاج إلى تصليح { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
اسمعوا مني هذه العبارة واحفظوها لو تكرمتم
أنا أقول لكم بكل ثقة الإخوة في الله مبنية على الحب هي العامل الثاني بعد العقيدة في إقامة دولة التوحيد والإسلام
أقول تاني:
الإخوة في الله المبنية على الحب هي العامل الثاني بعد العقيدة يبقى عقيدة وإخوة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين ثم بين المهاجرين والأنصار وربى هذا الجيل على عقيدة الإيمان وبالعقيدة والإخوة أقام النبي للإسلام دولة من فتات متناثر وسط صحراء تموج بالكفر موجاً فإذا دولة الإسلام بناء شامخ لا يطاوله بناء والذي في مدة لا تساوي في حساب الزمن شيئاً على الإطلاق
لا أريد أن أشق على حضراتكم أكثر من ذلك
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم
يتبع إن شاء الله
مرسى الإيمان
09 May 2011, 09:31 AM
بارك الله فيكم
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir