لحظة سـرور
24 May 2011, 03:39 PM
(لأن الحضارة أنثى)
اليلى الشهراني
لجينيات ـ كنت أفكر في حال المرأة وأنا اقرأ وصية خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم وهو يوصي الرجال أن (استوصوا بالنساء خيراً) و (خيركم خيركم لأهله) , وغيرها من الأحاديث التي تحث على احترام المرأة ومعاملتها المعاملة الكريمة سواءً كانت أم أو زوجة أو أخت أو ابنه ,بين للأبناء فضل أمهاتهم وكررها ثلاثاً :(أمك ثم أمك ثم أمك) وأعطى الأزواج والآباء دروساً في معاملة الزوجة , ومحبة الابنة , والرفق بالأخت والعمة والخالة , كثير من الرجال ينظر للمرأة بمنظارين , إما أن تكون للمتعة , وإما أن تكون للخدمة , لذلك نرى اختلافاً كبيراً في فهم هذه الأنثى وطبيعتها , فالأنثى العشيقة تكون فقط لقضاء الوقت والترويح عن النفس ويمكن استبدالها بأخرى مكانها عندما تنطفئ شعلتها ويخبوا بريقها ولكن من الذي دفعها لهذا الطريق ؟ أليس ذكراً يغريها بمعسول الكلام يتركها بقلب نازف ونفس منكسرة, والأنثى الزوجة لا تجد نفس الثقة والاحترام التي تجدها الأنثى الأم مع أنها هي أيضاً أم لأولاده, والأنثى الأخت تكون ضحية السجان والجلاد فليس هناك علاقة مبنية على الاحترام والثقة والأخوة بل ثقافة العار التي تجعل من الشاب مجرد مهووس وفي حالة مراقبة دائمة وشك وخوف من هذه القنبلة الموقوتة التي لن ينتهي خطرها إلا بزواجها وسترها في بيت زوجها .
الأم قدرها عظيم ودائماً عندما تنظر للرجل العظيم تجد أنها أنجبته امرأة عظيمة , فالمرأة كما قال عنها شوقي (مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق) وهذا الإعداد يبدأ من ولادة هذه الطفلة ورعايتها وتنشئتها التنشئة السليمة وزرع الثقة فيها وإعدادها لأكبر مهمة يعرفها التاريخ وهي (صنع الحضارات) , وهذه المرحلة تسبقها مرحلة الأنثى الأخت , ثم الأنثى الزوجة , وتنتهي بالأنثى الأم , فالزعماء أنجبتهم أنثى , والمحاربون الأشداء ربتهم أنثى , وكل من يصنع ويخترع ويزرع وينتج ويطبب هو من بطن أنثى .
لكن للأسف بعض الرجال حول هذه الأنثى إلى جسد بلا روح , وإلى عقل بلا تفكير , وإلى قلب بلا ضمير أو عاطفة , فقسوة بعض الرجال على نسائهم حولتهم لنساء بلا هدف نساء يبحثن عن ذواتهن في الأماكن الخاطئة , نساء يقعن فريسة الجهل والإغراء ليصلن إلى طريق الأمان المفقود .
تتكرر عبارة الضلع الأعوج وناقصات العقل والدين في أحاديثهم وكأنه انتقاص من المرأة , ولم يفهم هؤلاء أن نقصان عقلها ودينها له تفسيراته التي أوضحها الكتاب والسنة , وليست عيباً في المرأة بل تكوينها الخلقي والفطري جعلها مختلفة عن هذا الرجل , ولو كانت الصفات متساوية لأصبحت الحياة كئيبة .
قيل أن هذا الضلع الذي يعاير الرجل به المرأة هو من قفصه الصدري , أي أننا نحن النساء من حنايا ضلوعهم التي تحمي قلوبهم والتي هي قريبة من دقات قلبهم لذلك فلا غنى لهم عنا ولا غنى لنا عنهم , وما نريده منهم أن تتوقف كل هذه الاتهامات بين الرجل السعودي والمرأة السعودية والتي أستثمرها دعاة الشر لبناء جدار فاصل بينهما , وذلك بإقتناص الفرص وزرع الخلاف وبث الأكاذيب والصيد في المياه العكرة, والهدف هو هدم القيم وتفتيت الأسرة وانحلال ثم انهيار المجتمع والمجتمع ما هو إلا لبنة من لبنات البناء العظيم للدولة , فخرجت لنا قضايا حقوق المرأة السعودية والتي ليس فيها حق واحد من الحقوق الأساسية فكل ما قرأناه هو حقوق دخيلة , والتي نتج عنها كثرة حوادث الخيانة , وهروب الفتيات , والإسترجال , وغيرها .
وهذا ما كان ليجد له تأثير لو لم يجد البيئة المناسبة , فالرجال انشغلوا عن وصيهم رسولهم صلى الله عليه وسلم , لأن الذين يقولون أننا سائرون على خطاه لم يفهموا من هذه الوصية إلا أن المرأة كائن حي يجب وضعه في قمقم , فلا يحق لهذا الكائن أن يعمل , ولا يحق له أن يستشار أو يشار , ولا يحق له أن يمارس حياته بشكل طبيعي بعيداً عن المنع والتضييق حتى في أكثر الأمور سعة , فتحولت كثير من قضايا النساء في بلدي إلى معارك شد وجذب . لذلك وجد المتآمرون أن أفضل وسيلة لجذب هذه المرأة إلى صفوفهم يكون عن طريق اللعب بعاطفتها والتأثير على عقلها , والضرب على الأوتار الحساسة في قضيتها فالحاجة المالية وحقها في التعليم ومعاناتها من الإهمال كلها نقاط أستثمرها هؤلاء للضغط عليها.
ولم يتعب المتآمرون ولم يكلوا وكل يوم لهم حيلة جديدة ومعركة جديدة تنتهي في الغالب بخسارة لكنها تترك أثراً قد يتطور للأسواء إن لم يعالج في حينه, البداية كانت بالسيطره على الإعلام , أرسلوا رسائل غزوهم الفكري لتستهدف كل شريحة على حده , فزينوا للفتيات حياة اللهو واللعب, ببث برامج هابطة تشجع على الرقص والغناء والعلاقات الغرامية المنتهية بالهروب من منزل الأب المتجبر الذي صوروه في مسلسلاتهم بالوحش الذي يفترس حياة أبنته وأحلامها الوردية , وسهلوا للمتزوجات طرق الخيانة وأن كل زوجة تعاني من جفاف في العلاقة الزوجية بإمكانها أن تجد الصديق الذي يلعب دوراً مهماً في حياتها أكثر من دور زوجها الذي يتم تصويره بالمغفل المشغول بأعماله وتوفير المال لأولاده , أما صورة الأخ فهي الأكثر سوداوية وظلم لأنه مخلوق مزعج يتفنن في تعذيب أخته ويفعل هو ما يشاء من دون أن يجد من يحاسبة أو يردعه .
والمرأة المسكينة تواجه كل هذه الحروب والغزو لوحدها إلا من رحم ربي , فلا يكفي أن يقال للمرأة أنت درة مصونة وأنت الشرف العظيم , بل يجب أن يشاركها الرجل في ذلك , وأن ترى هذه المشاركة واقعاً تلمسه وتشعر به , فإن كان أباً فليغدق عليها من ينبوع حنانه , وليحتويها ويتقرب منها فالبنت عندما ترى حب والدها واقعاً فإنها تزداد حباً واحتراماً له ولنفسها وإن أحبت نفسها فإنها تحافظ عليها وتصونها كما تصون الأم وليدتها .
والأخ إن ترك عنه الغضب والشكوك ومد يده الحانية لأخته , ووقف بجانبها يصونها ويصادقها , فإنها لن تلجأ لآخر يغريها بأنه الصديق الذي يسمع همومها والسند الذي تستطيع الارتكاء عليه , فأخيها معها وبقربها يشاركها همومها وأحزانها ومشاكلها .
أما الأزواج فللأسف كثير من الأزواج بيوتهم أشبه ببيت العنكبوت بهشاشتها وكثرة الضحايا العالقة في شباكها وأول هذه الضحايا هم الأبناء, فالرجل الحكيم يعرف كيف يحافظ على مملكته ورعيته , هناك في المنزل له شريكة بها تشكيلة عواطف بلورية , فيها الرقة واللين والعاطفة والسذاجة والغيرة وحب التملك والتدليل , شريكة تحمل في داخلها قلب طفل يحتاج للتدليل والتأديب , إن أحبت فإنها تعطي بدون حدود , وإن أُكرِمت وصانها الرجل فإنها تكون نعم المربية ونعم الزوجة , فوقودها الصدق والحب والحنان والرحمة والسكن , وهذه الأشياء هي مصلها الواقي للحفاظ على مملكتها ومشاركة زوجها , ولا أقول أن كل امرأة تعاني من هذه الأمور أنها ستجعلها حجة أو عذر لها لفعل ما تريد فقد رأينا نساء عانوا من ظلم الرجال أو حتى غيابه , ولكنهم صنعوا الرجال فكم من امرأة صانت نفسها وحفظت أبناءها وتعلمت وعلمت أجيال بالرغم من وجود أشباه رجال في حياتها, وعلى النقيض رأينا نساء ينطبق عليهن (إن أنت أكرمت اللئيم تمردا) . فيا أيتها الأنثى إن كنت لا تؤمنين بقدراتك وعظيم منزلتك فاجعلي نصب عينك قوله تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) . فحياتك الطيبة مرهونة بصلاحك , وهذه الحياة الطيبة قد لا تكون حياة الكنوز والقصور , ولا في رجل وسيم يحسدنك عليه النساء لأنها لو كانت كذلك فالمال لا يدوم والقصر لا يجلب الراحة , والجمال قد يذبل أو يزول , قد تكون الحياة الطيبة في صبر تؤجرين عليه أو شكر تؤجرين عليه أيضاً فيمتلئ رصيدك في بنك يحسب الربح بعشرة أضعاف ويخصم من الخسارة مثلها ,فكل أمرك خير ولكن مفاتيح هذا الخير بين يديك وهي ما بينك وبين ربك .
ويا أيها الرجل لا تحرم هذه الأنثى من حقها في طلب الرزق والتكسب إن أرادت فالله سبحانه وتعالى يقول : (وللنساء نصيب مما اكتسبن) ولا حقها في الاختيار مثل نوع دراستها أو رفضها وقبولها للخاطب , أو أي أمر دنيوي آخر .
باختصار لا تقتل الأنوثة فيها بجهلك أو بتسرعك وغضبك أو بظلمك وبخلك وجفاف عاطفتك , فلا تنسى أن الحضارة أنثى فإن ظلت هذه الحضارة تتقلب بين الصدمة والنكوص فهي حتماً ستجد طريقها للسقوط .
//
المصدر
لجينيات
//
خالص احترامي وتقديري
AQHWAN
اليلى الشهراني
لجينيات ـ كنت أفكر في حال المرأة وأنا اقرأ وصية خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم وهو يوصي الرجال أن (استوصوا بالنساء خيراً) و (خيركم خيركم لأهله) , وغيرها من الأحاديث التي تحث على احترام المرأة ومعاملتها المعاملة الكريمة سواءً كانت أم أو زوجة أو أخت أو ابنه ,بين للأبناء فضل أمهاتهم وكررها ثلاثاً :(أمك ثم أمك ثم أمك) وأعطى الأزواج والآباء دروساً في معاملة الزوجة , ومحبة الابنة , والرفق بالأخت والعمة والخالة , كثير من الرجال ينظر للمرأة بمنظارين , إما أن تكون للمتعة , وإما أن تكون للخدمة , لذلك نرى اختلافاً كبيراً في فهم هذه الأنثى وطبيعتها , فالأنثى العشيقة تكون فقط لقضاء الوقت والترويح عن النفس ويمكن استبدالها بأخرى مكانها عندما تنطفئ شعلتها ويخبوا بريقها ولكن من الذي دفعها لهذا الطريق ؟ أليس ذكراً يغريها بمعسول الكلام يتركها بقلب نازف ونفس منكسرة, والأنثى الزوجة لا تجد نفس الثقة والاحترام التي تجدها الأنثى الأم مع أنها هي أيضاً أم لأولاده, والأنثى الأخت تكون ضحية السجان والجلاد فليس هناك علاقة مبنية على الاحترام والثقة والأخوة بل ثقافة العار التي تجعل من الشاب مجرد مهووس وفي حالة مراقبة دائمة وشك وخوف من هذه القنبلة الموقوتة التي لن ينتهي خطرها إلا بزواجها وسترها في بيت زوجها .
الأم قدرها عظيم ودائماً عندما تنظر للرجل العظيم تجد أنها أنجبته امرأة عظيمة , فالمرأة كما قال عنها شوقي (مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق) وهذا الإعداد يبدأ من ولادة هذه الطفلة ورعايتها وتنشئتها التنشئة السليمة وزرع الثقة فيها وإعدادها لأكبر مهمة يعرفها التاريخ وهي (صنع الحضارات) , وهذه المرحلة تسبقها مرحلة الأنثى الأخت , ثم الأنثى الزوجة , وتنتهي بالأنثى الأم , فالزعماء أنجبتهم أنثى , والمحاربون الأشداء ربتهم أنثى , وكل من يصنع ويخترع ويزرع وينتج ويطبب هو من بطن أنثى .
لكن للأسف بعض الرجال حول هذه الأنثى إلى جسد بلا روح , وإلى عقل بلا تفكير , وإلى قلب بلا ضمير أو عاطفة , فقسوة بعض الرجال على نسائهم حولتهم لنساء بلا هدف نساء يبحثن عن ذواتهن في الأماكن الخاطئة , نساء يقعن فريسة الجهل والإغراء ليصلن إلى طريق الأمان المفقود .
تتكرر عبارة الضلع الأعوج وناقصات العقل والدين في أحاديثهم وكأنه انتقاص من المرأة , ولم يفهم هؤلاء أن نقصان عقلها ودينها له تفسيراته التي أوضحها الكتاب والسنة , وليست عيباً في المرأة بل تكوينها الخلقي والفطري جعلها مختلفة عن هذا الرجل , ولو كانت الصفات متساوية لأصبحت الحياة كئيبة .
قيل أن هذا الضلع الذي يعاير الرجل به المرأة هو من قفصه الصدري , أي أننا نحن النساء من حنايا ضلوعهم التي تحمي قلوبهم والتي هي قريبة من دقات قلبهم لذلك فلا غنى لهم عنا ولا غنى لنا عنهم , وما نريده منهم أن تتوقف كل هذه الاتهامات بين الرجل السعودي والمرأة السعودية والتي أستثمرها دعاة الشر لبناء جدار فاصل بينهما , وذلك بإقتناص الفرص وزرع الخلاف وبث الأكاذيب والصيد في المياه العكرة, والهدف هو هدم القيم وتفتيت الأسرة وانحلال ثم انهيار المجتمع والمجتمع ما هو إلا لبنة من لبنات البناء العظيم للدولة , فخرجت لنا قضايا حقوق المرأة السعودية والتي ليس فيها حق واحد من الحقوق الأساسية فكل ما قرأناه هو حقوق دخيلة , والتي نتج عنها كثرة حوادث الخيانة , وهروب الفتيات , والإسترجال , وغيرها .
وهذا ما كان ليجد له تأثير لو لم يجد البيئة المناسبة , فالرجال انشغلوا عن وصيهم رسولهم صلى الله عليه وسلم , لأن الذين يقولون أننا سائرون على خطاه لم يفهموا من هذه الوصية إلا أن المرأة كائن حي يجب وضعه في قمقم , فلا يحق لهذا الكائن أن يعمل , ولا يحق له أن يستشار أو يشار , ولا يحق له أن يمارس حياته بشكل طبيعي بعيداً عن المنع والتضييق حتى في أكثر الأمور سعة , فتحولت كثير من قضايا النساء في بلدي إلى معارك شد وجذب . لذلك وجد المتآمرون أن أفضل وسيلة لجذب هذه المرأة إلى صفوفهم يكون عن طريق اللعب بعاطفتها والتأثير على عقلها , والضرب على الأوتار الحساسة في قضيتها فالحاجة المالية وحقها في التعليم ومعاناتها من الإهمال كلها نقاط أستثمرها هؤلاء للضغط عليها.
ولم يتعب المتآمرون ولم يكلوا وكل يوم لهم حيلة جديدة ومعركة جديدة تنتهي في الغالب بخسارة لكنها تترك أثراً قد يتطور للأسواء إن لم يعالج في حينه, البداية كانت بالسيطره على الإعلام , أرسلوا رسائل غزوهم الفكري لتستهدف كل شريحة على حده , فزينوا للفتيات حياة اللهو واللعب, ببث برامج هابطة تشجع على الرقص والغناء والعلاقات الغرامية المنتهية بالهروب من منزل الأب المتجبر الذي صوروه في مسلسلاتهم بالوحش الذي يفترس حياة أبنته وأحلامها الوردية , وسهلوا للمتزوجات طرق الخيانة وأن كل زوجة تعاني من جفاف في العلاقة الزوجية بإمكانها أن تجد الصديق الذي يلعب دوراً مهماً في حياتها أكثر من دور زوجها الذي يتم تصويره بالمغفل المشغول بأعماله وتوفير المال لأولاده , أما صورة الأخ فهي الأكثر سوداوية وظلم لأنه مخلوق مزعج يتفنن في تعذيب أخته ويفعل هو ما يشاء من دون أن يجد من يحاسبة أو يردعه .
والمرأة المسكينة تواجه كل هذه الحروب والغزو لوحدها إلا من رحم ربي , فلا يكفي أن يقال للمرأة أنت درة مصونة وأنت الشرف العظيم , بل يجب أن يشاركها الرجل في ذلك , وأن ترى هذه المشاركة واقعاً تلمسه وتشعر به , فإن كان أباً فليغدق عليها من ينبوع حنانه , وليحتويها ويتقرب منها فالبنت عندما ترى حب والدها واقعاً فإنها تزداد حباً واحتراماً له ولنفسها وإن أحبت نفسها فإنها تحافظ عليها وتصونها كما تصون الأم وليدتها .
والأخ إن ترك عنه الغضب والشكوك ومد يده الحانية لأخته , ووقف بجانبها يصونها ويصادقها , فإنها لن تلجأ لآخر يغريها بأنه الصديق الذي يسمع همومها والسند الذي تستطيع الارتكاء عليه , فأخيها معها وبقربها يشاركها همومها وأحزانها ومشاكلها .
أما الأزواج فللأسف كثير من الأزواج بيوتهم أشبه ببيت العنكبوت بهشاشتها وكثرة الضحايا العالقة في شباكها وأول هذه الضحايا هم الأبناء, فالرجل الحكيم يعرف كيف يحافظ على مملكته ورعيته , هناك في المنزل له شريكة بها تشكيلة عواطف بلورية , فيها الرقة واللين والعاطفة والسذاجة والغيرة وحب التملك والتدليل , شريكة تحمل في داخلها قلب طفل يحتاج للتدليل والتأديب , إن أحبت فإنها تعطي بدون حدود , وإن أُكرِمت وصانها الرجل فإنها تكون نعم المربية ونعم الزوجة , فوقودها الصدق والحب والحنان والرحمة والسكن , وهذه الأشياء هي مصلها الواقي للحفاظ على مملكتها ومشاركة زوجها , ولا أقول أن كل امرأة تعاني من هذه الأمور أنها ستجعلها حجة أو عذر لها لفعل ما تريد فقد رأينا نساء عانوا من ظلم الرجال أو حتى غيابه , ولكنهم صنعوا الرجال فكم من امرأة صانت نفسها وحفظت أبناءها وتعلمت وعلمت أجيال بالرغم من وجود أشباه رجال في حياتها, وعلى النقيض رأينا نساء ينطبق عليهن (إن أنت أكرمت اللئيم تمردا) . فيا أيتها الأنثى إن كنت لا تؤمنين بقدراتك وعظيم منزلتك فاجعلي نصب عينك قوله تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) . فحياتك الطيبة مرهونة بصلاحك , وهذه الحياة الطيبة قد لا تكون حياة الكنوز والقصور , ولا في رجل وسيم يحسدنك عليه النساء لأنها لو كانت كذلك فالمال لا يدوم والقصر لا يجلب الراحة , والجمال قد يذبل أو يزول , قد تكون الحياة الطيبة في صبر تؤجرين عليه أو شكر تؤجرين عليه أيضاً فيمتلئ رصيدك في بنك يحسب الربح بعشرة أضعاف ويخصم من الخسارة مثلها ,فكل أمرك خير ولكن مفاتيح هذا الخير بين يديك وهي ما بينك وبين ربك .
ويا أيها الرجل لا تحرم هذه الأنثى من حقها في طلب الرزق والتكسب إن أرادت فالله سبحانه وتعالى يقول : (وللنساء نصيب مما اكتسبن) ولا حقها في الاختيار مثل نوع دراستها أو رفضها وقبولها للخاطب , أو أي أمر دنيوي آخر .
باختصار لا تقتل الأنوثة فيها بجهلك أو بتسرعك وغضبك أو بظلمك وبخلك وجفاف عاطفتك , فلا تنسى أن الحضارة أنثى فإن ظلت هذه الحضارة تتقلب بين الصدمة والنكوص فهي حتماً ستجد طريقها للسقوط .
//
المصدر
لجينيات
//
خالص احترامي وتقديري
AQHWAN