خزااامى
05 Jun 2011, 01:44 AM
لقد ضربت المرأة الفلسطينية أروع الأمثلة في البطولة والصمود ومعاني المقاومة، في لوحة صبر غير عادية استمدتها من إيمانها بالله أولاً، ثم من إيمانها بحقها ثانياً، والقيام بواجبها الذي تراجع عنه حتى بعض من تسموا بالرجال، و تحمَّلت في سبيل ذلك الكثير من الآلام والمعاناة لدرجة أنها غدت جزءاً من الحركة الأسيرة الفلسطينية، ومعاناة المرأة الأسيرة تتعدى الوصف، فهي الأم التي أنجبت أطفالها داخل السجن، ليتربى الطفل مدة عامين بين القضبان وفي ظلام الغرف الموصدة، وهي المرأة التي تعاني المرض في ظل الإهمال الصحي الذي تتميز به سياسة إدارة السجون، وهي المرأة التي صبرت سنوات طويلة، حيث قضت بعض الأسيرات مدداً تزيد عن العشر سنوات في سجون الاحتلال .وللمزيد من معالم هذه الصورة كان للإسلام اليوم هذا التحقيق:
لمحة عن الأسيرات
ي
بلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما يقارب الـ77 أسيرة من مختلف مناطق فلسطين المحتلة، سواء التي احتلت عام 48 أو 67 وأيضا من الجولان المحتلة، وشمل الاعتقال الفتيات الصغار وكبار السن منهن .
وتتراوح أحكام الأسيرات من التوقيف اللامبرر لأيام، والاعتقال الإداري لأشهر والأحكام العالية، وأمثلة على ذلك الأسيرة سلام صويص اعتقلت في شهر مايو من العام الحالي، وحكم عليها حكماً إداريا مدته أربعة أشهر والتهمة لاشيء سوى أن زوجها أحد القادة السياسيين لحركة الجهاد، وكذلك الأسيرة أسماء أبو الهيجا، تهمتها الوحيدة أنها زوجة أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس ، آما الأحكام الأخرى فهي تتراوح بين السنة إلى المؤبد، كما هو الحال مع الأسيرة سناء شحادة من مدينة القدس، حيث ينتظرها حكم المؤبد بعد أن اتهمت من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي بإيصال استشهادي لمدينة القدس في مطلع انتفاضة الأقصى المباركة، وأيضا الأسيرة عطاف عليان ينتظرها حكم قاس والتهمة التحريض والقيادة في حركة الجهاد الإسلامي .
زيف الديمقراطية
الأسيرة المحررة منال النواجحة التي اعتقلت في الانتفاضة الأولى على خلفية نشاطها في فعاليات الانتفاضة، والتي مكثت في سجن تلموند من العام 91 حتى 97 تقول إن الأسر بشكل عام معاناة مريرة، أما معاناة الأسيرات فهي أكثر ألما، وذلك يرجع إلى طبيعة مجتمعنا الذي يتمسك بقيمه وعاداته وتقاليده التي تحافظ على المرأة .
وتقول إن الأسيرة تتعرض في المرحلة الأولى للاعتقال -والتي تبدأ منذ اللحظة الأولى لاعتقالها- للتعذيب والضرب، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التحقيق، ويتم فيها التركيز على تحطيم الأسيرة من الداخل وتجريدها من إنسانيتها وتحويلها إلى كم مهمل، حيث يضغطوا على الأسيرة بحرمانها من حاجاتها الإنسانية اليومية، وهي حاجتها إلى الطعام والشراب والحاجات البيولوجية، والحرمان من النوم والحركة، أما المرحلة الثالثة فهي داخل السجن نفسه، حيث تبدأ المعاناة الأكبر، وتتمثل في الحرمان من رؤية الأهل وتقديم الطعام بكميات قليلة لا تكفي للأسيرات، ووضع عدد كبير من الأسيرات في زنزانة صغيرة، حيث إنها كانت تمكث طوال اليوم والليلة مع خمس أسيرات أخريات في زنزانة لا تتعدى عشرة أمتار ، بالإضافة إلى منحهن ثلاث ساعات فقط للخروج في الهواء الطلق .
وتضيف منال: إننا في السجن نظل متيقظين على الدوام؛ لأننا نريد المحافظة على وجودنا داخل السجن، والمحافظة على حقوقنا، وقد خضنا العديد من الإضرابات لتحسين ظروفنا المعيشية .
وقالت إننا في المعتقل في نهاية عام 96 كان من المقرر أن يتم الإفراج عن جميع الأسيرات في السجن، وتفاجأنا بأن الاحتلال أصدر قراراً بمنع ست أسيرات من الخروج؛ بحجة أن أيديهن ملطخة بدماء إسرائيليين، فرفضنا الخروج بدونهن، وبفضل هذا الموقف الجماعي خرجت جميع الأسيرات من السجن .
وعن أساليب المخابرات الإسرائيلية لنزع الاعترافات من الأسيرات الفلسطينيات تقول منال: إن أساليب الاحتلال في هذا الجانب كثيرة، فمنها وضع الأسيرة في زنزانة لا ترى النور ولا الهواء لأيام عديدة، وأسلوب الشبح وهو وضع الأسيرة على كرسي مقيدة الأيدي والأرجل لمدة طويلة دون الحديث معها، وتعريض الأسيرة لأصوات صاخبة، بالإضافة إلى الضغط النفسي، والمتمثل في تعرض الأسيرة للإهانات والشتائم وقذفها بالماء البارد والساخن، والقول للأسيرة بأننا اعتقلنا والدك أو والدتك أو أشقائك، وتهديدها بتدمير عائلتها إذا لم تدلِ باعترافاتها .
وأشارت إلى أن الأسيرات المريضات كنَّ يتعرضن للإهمال الطبي من قبل إدارة السجن، وأقصى ما كانوا يقدمونه للمريضة هو حبوب الصداع، مشيرة إلى أن بعض الأسيرات تعرضن للإصابة أثناء اعتقالهن، ومع ذلك لم تقدم لهم الرعاية الخاصة، بالإضافة إلى الأمراض التي كانت تظهر نتيجة للاعتقال، مثل آلام العمود الفقري والروماتيزم نتيجة البرد .
وعن معاناة بعض الأسيرات تقول منال: إن الأسيرة خميسة مهنا أصيبت أثناء اعتقالها، ونتيجة للإهمال الطبي الذي تعرضت له كان وضع قدمها المصابة يزداد سوءاً يوما بعد يوم، وكما أنها كانت تفقد البصر تدريجياً، وعند خروجها من السجن كانت قد فقدت بصرها إلى حد كبير.
وتضيف أن أميمة الاغا اعتقلت وهي حامل، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال وعندما نقلت إلى المستشفى لتضع مولودها نقلت مقيدة الأيدي والأرجل، وظلت على هذا الحال حتى بعد أن وضعت مولودتها التي أسمتها حنين، وظلت حنين في الأسر أكثر من عام، وكانت حالة الفتاة تسوء نتيجة إعراضها عن الطعام طواعية من تلقاء نفسها بسبب الإضرابات التي خضناها، فاضطرت الأم أن تخرجها ليعتني بها والدها .
أما زهرة قرعوش فقد مكثت في الأسر اثنا عشر عاما، وقد كبر أبناؤها دون أن تكون معهم وتطمئن على أحوالهم، والزيارة التي يسمح فيها للأبناء برؤية أمهم غير كافية لتطمئن الأم على أبنائها وتتابع تفاصيل حياتهم اليومية .
وتؤكد منال أنها استفادت من هذه التجربة رغم المعاناة التي تعرضت لها أثناء فترة الاعتقال والتعذيب على يد الجلاد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن السجن رسَّخ العلاقات الاجتماعية بين الأسيرات، وأن هناك العديد من المؤسسات التي كانت تتابع قضية الأسيرات، وتوكل لهن المحامين وتنظم الفعاليات التي تفعل قضيتهن، مطالبة كافة المؤسسات والهيئات المعنية إلى تفعيل قضية الأسرى والأسيرات وجعلها القضية المركزية، مشددة على أن السلام لن يتم إلا بعد الإفراج عن آخر أسير وأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
هدم واعتقال
يقول عبد الرحمن أبو عيشة -والد الأسيرة عبيدة أبو عيشة- ( 26 عاما ) إنه بعد أن استشهد شقيق عبيدة في عملية استشهادية في تل أبيب، هدم جيش الاحتلال المنزل الذي نقطن فيه، واعتقل عبيدة في 2/6 / 2002 وساقها إلى سجن الرملة (قسم النساء)، وكانت تهمة الاعتقال هي الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي .
وقال إننا منعنا من زيارتها ولم نرها منذ عام وشهرين، وقد رأيناها في المحكمة ذات مرة فمنعنا من الحديث معها والاقتراب منها، وقد تقدمنا بطلبات إلى جميع المؤسسات المعنية؛ حتى نتمكن من زيارتها إلا أننا لم نوفق في ذلك .
وأكد أن عبيدة التي استشهد خطيبها ( علي الياسيني ) تعاني من أمراض وتتعرض للتعذيب النفسي الذي تمارسه قوات الاحتلال، وقال إن اعتقالها يؤثر علينا كثيرا حيث إنها فتاة، وقد أصيبت هي وعدد من الأسيرات بسبب إطلاق قنابل الغاز من قبل جيش الاحتلال على المعتقلات، وأشار إلى المعاناة التي يعاني منها على الحواجز الإسرائيلية أثنا ذهابه إلى زيارة ابنته .
في الحبس الانفرادي
أما نادية -شقيقة المعتقلة رانيا دياب- فتقول إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل رانيا في 22 / 4 / 2003 ، مدعيا أنها تنوي تنفيذ عملية استشهادية، وهي الآن في سجن الرملة، وقد وضعت في الحبس الانفرادي لمدة 30 يوما أو أكثر ولم يسمح لها برؤية المحامية، وكانوا يقولون لها إن أهلك لا يأتون لزيارتك، ولا يرغبون بتوكيل محامية للدفاع، وأن الجميع تخلى عنك، وذلك لتحطيم معنوياتها .
وتقول إنه في كل مرة نذهب لزيارة أختي نعاني كثيرا، ففي المرة السابقة أوقفت أمي المريضة في الشمس لمدة ثلاث ساعات، ونتيجة لذلك أغمي عليها، وظلت حوالي أربعة أيام في الفراش، وتضيف نادية أن شقيقها بهاء معتقل أيضا في سجن الرملة منذ 19 / 3 / 2003، وهذا صعب علينا جدا أن نحرم من بهاء ورانية، وأن أمي تعيش في حزن دائم، حيث تحمل صورة شقيقيها بهاء ورانية وتبكي طوال اليوم، إلا أننا فخورون بهما .
وقالت إن الممارسات الإسرائيلية تؤثر على نفسية المعتقل أو المعتقلة، حيث يظن أن الجميع قد تخلى عنه في أحلك الظروف، فهم ينتهكون أبسط حقوق الإنسان .
تلفيق الاتهامات
الأسيرة إيمان محمد أبو خوصة من مواليد 1981 من معسكر جباليا، اعتقلت بتاريخ 26 / 4 / 2003، وظل أهلها أسبوعا كاملا يجهلون مكانها، وفي وقت لاحق ادعى جيش الاحتلال أنه اعتقلها بجوار مستوطنة تحمل السلاح الأبيض .
وتقول الحاجة أم عادل والدة إيمان إن اعتقالها أثر علي وعلى أسرتها، وقالت إن الاحتلال لا يسمح لنا بزيارتها، حيث كان من المقرر أن نزورها يوم الأحد الماضي إلا أننا لم نزرها، حتى إنني ذهبت قبل يومين إلى الصليب الأحمر للتسجيل للزيارة التالية، فقيل لي إن الإسرائيليين منعوا زيارة إيمان ، موضحة أنها هي التي تزور ابنتها فقط، حيث إن والد الأسيرة إيمان -الذي يبلغ من العمر 70 عاما- منعه الاحتلال من الزيارة في وقت سابق .
وقالت أم عادل إن ابنتها تعرضت للضرب الشديد على يد المستوطنين الذين أمسكوا بها، مشيرة إلى أنها أوشكت على الموت، ولم ينقذها من أيديهم إلا جيش الاحتلال، وفي المعتقل تعرضت للعزل وقد ذهبت لزيارتها مرتين فاخبروني أنها في العزل .
وقالت إني أتمنى من الله أن يفك أسر ابنتي إيمان وجميع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
وقال المحامي أشرف نصر الله أحد -محامي المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي يتابع قضية الأسيرة- إنه منذ أن توجه أهل الأسيرة لنا وأعطونا بياناتها الشخصية أجرينا بحثا تمكنَّا من خلاله معرفة مكانها، حيث كانت في البداية في سجن عسقلان، وقد تم انتداب محامي من داخل فلسطين المحتلة عام 48 لأن المحاميين من قطاع غزة ممنوعون من دخول (إسرائيل) .
وأضاف أنه في 22 / 5 / 2002 وجهت النيابة العامة لائحة اتهام ضد إيمان أمام المحكمة المركزية في (ايرز)، وهي الاتصال بمنظمات ( معادية) ومحاولة الدخول إلى منطقة عسكرية دون الحصول على تصريح، ومحاولة تنفيذ عملية طعن، وبعد توجيه لائحة الاتهام نقلت إلى سجن الرملة (قسم النساء) .
وأكد أن الأيام الأولى كانت صعبة للغاية، حيث إنها تعتقل لأول مرة، موضحا أن الظروف المعيشية سيئة للغاية، وتتنافى مع أبسط الحقوق التي أقرتها المعاهدات والمواثيق الدولية ذات العلاقة، مؤكدا أنها تعرضت للعزل عن باقي الأسيرات كما حرمت عائلتها من زيارتها ما يقارب الشهرين، وقد مكثت فترة في التحقيق في سجن عسقلان وهو معروف عنه بتعرض الأسرى والأسيرات فيه للشبح والتعذيب والحرمان من النوم .
وقال إنه حكم عليها في البداية بالسجن عامين، إلا أن النيابة استأنفت الحكم فرفعت محكمة الاستئناف الحكم إلى السجن لمدة ثلاثة أعوام ونصف.
إن معاناة الأسيرات الفلسطينيات وصلت إلى أقصى حدودها، فظلم وقذارة الجلاد الإسرائيلي تجاوزت حد المعقول، ومع ذلك فقد قبلت الأسيرات التحدي وخضن الإضراب تلو الإضراب وقاتلن المحتل بشراسة، فانتزعن الكثير من حقوقهن التي سلبنها، وتحملن في سبيل ذلك القمع والتعذيب والحرب النفسية، ولازالت الأسيرة الفلسطينية التي أبت إلا الجهاد والمقاومة على رأس عملها تقاوم الإرهاب الإسرائيلي بكل ما أوتيت من قوة.
إن ما قدمته الأسيرات الفلسطينيات من أجل القدس وفلسطين، يدفعنا للقول بأنه لن يكون هناك سلام ولا أمن إلا بالإفراج الكامل عن جميع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال .
حسبنا الله ونعم الوكيل .... اللهم فرج همهن ... وفك أسرهن عاااجلا غير آجلااا ...
م / ن
لمحة عن الأسيرات
ي
بلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما يقارب الـ77 أسيرة من مختلف مناطق فلسطين المحتلة، سواء التي احتلت عام 48 أو 67 وأيضا من الجولان المحتلة، وشمل الاعتقال الفتيات الصغار وكبار السن منهن .
وتتراوح أحكام الأسيرات من التوقيف اللامبرر لأيام، والاعتقال الإداري لأشهر والأحكام العالية، وأمثلة على ذلك الأسيرة سلام صويص اعتقلت في شهر مايو من العام الحالي، وحكم عليها حكماً إداريا مدته أربعة أشهر والتهمة لاشيء سوى أن زوجها أحد القادة السياسيين لحركة الجهاد، وكذلك الأسيرة أسماء أبو الهيجا، تهمتها الوحيدة أنها زوجة أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس ، آما الأحكام الأخرى فهي تتراوح بين السنة إلى المؤبد، كما هو الحال مع الأسيرة سناء شحادة من مدينة القدس، حيث ينتظرها حكم المؤبد بعد أن اتهمت من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي بإيصال استشهادي لمدينة القدس في مطلع انتفاضة الأقصى المباركة، وأيضا الأسيرة عطاف عليان ينتظرها حكم قاس والتهمة التحريض والقيادة في حركة الجهاد الإسلامي .
زيف الديمقراطية
الأسيرة المحررة منال النواجحة التي اعتقلت في الانتفاضة الأولى على خلفية نشاطها في فعاليات الانتفاضة، والتي مكثت في سجن تلموند من العام 91 حتى 97 تقول إن الأسر بشكل عام معاناة مريرة، أما معاناة الأسيرات فهي أكثر ألما، وذلك يرجع إلى طبيعة مجتمعنا الذي يتمسك بقيمه وعاداته وتقاليده التي تحافظ على المرأة .
وتقول إن الأسيرة تتعرض في المرحلة الأولى للاعتقال -والتي تبدأ منذ اللحظة الأولى لاعتقالها- للتعذيب والضرب، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التحقيق، ويتم فيها التركيز على تحطيم الأسيرة من الداخل وتجريدها من إنسانيتها وتحويلها إلى كم مهمل، حيث يضغطوا على الأسيرة بحرمانها من حاجاتها الإنسانية اليومية، وهي حاجتها إلى الطعام والشراب والحاجات البيولوجية، والحرمان من النوم والحركة، أما المرحلة الثالثة فهي داخل السجن نفسه، حيث تبدأ المعاناة الأكبر، وتتمثل في الحرمان من رؤية الأهل وتقديم الطعام بكميات قليلة لا تكفي للأسيرات، ووضع عدد كبير من الأسيرات في زنزانة صغيرة، حيث إنها كانت تمكث طوال اليوم والليلة مع خمس أسيرات أخريات في زنزانة لا تتعدى عشرة أمتار ، بالإضافة إلى منحهن ثلاث ساعات فقط للخروج في الهواء الطلق .
وتضيف منال: إننا في السجن نظل متيقظين على الدوام؛ لأننا نريد المحافظة على وجودنا داخل السجن، والمحافظة على حقوقنا، وقد خضنا العديد من الإضرابات لتحسين ظروفنا المعيشية .
وقالت إننا في المعتقل في نهاية عام 96 كان من المقرر أن يتم الإفراج عن جميع الأسيرات في السجن، وتفاجأنا بأن الاحتلال أصدر قراراً بمنع ست أسيرات من الخروج؛ بحجة أن أيديهن ملطخة بدماء إسرائيليين، فرفضنا الخروج بدونهن، وبفضل هذا الموقف الجماعي خرجت جميع الأسيرات من السجن .
وعن أساليب المخابرات الإسرائيلية لنزع الاعترافات من الأسيرات الفلسطينيات تقول منال: إن أساليب الاحتلال في هذا الجانب كثيرة، فمنها وضع الأسيرة في زنزانة لا ترى النور ولا الهواء لأيام عديدة، وأسلوب الشبح وهو وضع الأسيرة على كرسي مقيدة الأيدي والأرجل لمدة طويلة دون الحديث معها، وتعريض الأسيرة لأصوات صاخبة، بالإضافة إلى الضغط النفسي، والمتمثل في تعرض الأسيرة للإهانات والشتائم وقذفها بالماء البارد والساخن، والقول للأسيرة بأننا اعتقلنا والدك أو والدتك أو أشقائك، وتهديدها بتدمير عائلتها إذا لم تدلِ باعترافاتها .
وأشارت إلى أن الأسيرات المريضات كنَّ يتعرضن للإهمال الطبي من قبل إدارة السجن، وأقصى ما كانوا يقدمونه للمريضة هو حبوب الصداع، مشيرة إلى أن بعض الأسيرات تعرضن للإصابة أثناء اعتقالهن، ومع ذلك لم تقدم لهم الرعاية الخاصة، بالإضافة إلى الأمراض التي كانت تظهر نتيجة للاعتقال، مثل آلام العمود الفقري والروماتيزم نتيجة البرد .
وعن معاناة بعض الأسيرات تقول منال: إن الأسيرة خميسة مهنا أصيبت أثناء اعتقالها، ونتيجة للإهمال الطبي الذي تعرضت له كان وضع قدمها المصابة يزداد سوءاً يوما بعد يوم، وكما أنها كانت تفقد البصر تدريجياً، وعند خروجها من السجن كانت قد فقدت بصرها إلى حد كبير.
وتضيف أن أميمة الاغا اعتقلت وهي حامل، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال وعندما نقلت إلى المستشفى لتضع مولودها نقلت مقيدة الأيدي والأرجل، وظلت على هذا الحال حتى بعد أن وضعت مولودتها التي أسمتها حنين، وظلت حنين في الأسر أكثر من عام، وكانت حالة الفتاة تسوء نتيجة إعراضها عن الطعام طواعية من تلقاء نفسها بسبب الإضرابات التي خضناها، فاضطرت الأم أن تخرجها ليعتني بها والدها .
أما زهرة قرعوش فقد مكثت في الأسر اثنا عشر عاما، وقد كبر أبناؤها دون أن تكون معهم وتطمئن على أحوالهم، والزيارة التي يسمح فيها للأبناء برؤية أمهم غير كافية لتطمئن الأم على أبنائها وتتابع تفاصيل حياتهم اليومية .
وتؤكد منال أنها استفادت من هذه التجربة رغم المعاناة التي تعرضت لها أثناء فترة الاعتقال والتعذيب على يد الجلاد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن السجن رسَّخ العلاقات الاجتماعية بين الأسيرات، وأن هناك العديد من المؤسسات التي كانت تتابع قضية الأسيرات، وتوكل لهن المحامين وتنظم الفعاليات التي تفعل قضيتهن، مطالبة كافة المؤسسات والهيئات المعنية إلى تفعيل قضية الأسرى والأسيرات وجعلها القضية المركزية، مشددة على أن السلام لن يتم إلا بعد الإفراج عن آخر أسير وأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
هدم واعتقال
يقول عبد الرحمن أبو عيشة -والد الأسيرة عبيدة أبو عيشة- ( 26 عاما ) إنه بعد أن استشهد شقيق عبيدة في عملية استشهادية في تل أبيب، هدم جيش الاحتلال المنزل الذي نقطن فيه، واعتقل عبيدة في 2/6 / 2002 وساقها إلى سجن الرملة (قسم النساء)، وكانت تهمة الاعتقال هي الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي .
وقال إننا منعنا من زيارتها ولم نرها منذ عام وشهرين، وقد رأيناها في المحكمة ذات مرة فمنعنا من الحديث معها والاقتراب منها، وقد تقدمنا بطلبات إلى جميع المؤسسات المعنية؛ حتى نتمكن من زيارتها إلا أننا لم نوفق في ذلك .
وأكد أن عبيدة التي استشهد خطيبها ( علي الياسيني ) تعاني من أمراض وتتعرض للتعذيب النفسي الذي تمارسه قوات الاحتلال، وقال إن اعتقالها يؤثر علينا كثيرا حيث إنها فتاة، وقد أصيبت هي وعدد من الأسيرات بسبب إطلاق قنابل الغاز من قبل جيش الاحتلال على المعتقلات، وأشار إلى المعاناة التي يعاني منها على الحواجز الإسرائيلية أثنا ذهابه إلى زيارة ابنته .
في الحبس الانفرادي
أما نادية -شقيقة المعتقلة رانيا دياب- فتقول إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل رانيا في 22 / 4 / 2003 ، مدعيا أنها تنوي تنفيذ عملية استشهادية، وهي الآن في سجن الرملة، وقد وضعت في الحبس الانفرادي لمدة 30 يوما أو أكثر ولم يسمح لها برؤية المحامية، وكانوا يقولون لها إن أهلك لا يأتون لزيارتك، ولا يرغبون بتوكيل محامية للدفاع، وأن الجميع تخلى عنك، وذلك لتحطيم معنوياتها .
وتقول إنه في كل مرة نذهب لزيارة أختي نعاني كثيرا، ففي المرة السابقة أوقفت أمي المريضة في الشمس لمدة ثلاث ساعات، ونتيجة لذلك أغمي عليها، وظلت حوالي أربعة أيام في الفراش، وتضيف نادية أن شقيقها بهاء معتقل أيضا في سجن الرملة منذ 19 / 3 / 2003، وهذا صعب علينا جدا أن نحرم من بهاء ورانية، وأن أمي تعيش في حزن دائم، حيث تحمل صورة شقيقيها بهاء ورانية وتبكي طوال اليوم، إلا أننا فخورون بهما .
وقالت إن الممارسات الإسرائيلية تؤثر على نفسية المعتقل أو المعتقلة، حيث يظن أن الجميع قد تخلى عنه في أحلك الظروف، فهم ينتهكون أبسط حقوق الإنسان .
تلفيق الاتهامات
الأسيرة إيمان محمد أبو خوصة من مواليد 1981 من معسكر جباليا، اعتقلت بتاريخ 26 / 4 / 2003، وظل أهلها أسبوعا كاملا يجهلون مكانها، وفي وقت لاحق ادعى جيش الاحتلال أنه اعتقلها بجوار مستوطنة تحمل السلاح الأبيض .
وتقول الحاجة أم عادل والدة إيمان إن اعتقالها أثر علي وعلى أسرتها، وقالت إن الاحتلال لا يسمح لنا بزيارتها، حيث كان من المقرر أن نزورها يوم الأحد الماضي إلا أننا لم نزرها، حتى إنني ذهبت قبل يومين إلى الصليب الأحمر للتسجيل للزيارة التالية، فقيل لي إن الإسرائيليين منعوا زيارة إيمان ، موضحة أنها هي التي تزور ابنتها فقط، حيث إن والد الأسيرة إيمان -الذي يبلغ من العمر 70 عاما- منعه الاحتلال من الزيارة في وقت سابق .
وقالت أم عادل إن ابنتها تعرضت للضرب الشديد على يد المستوطنين الذين أمسكوا بها، مشيرة إلى أنها أوشكت على الموت، ولم ينقذها من أيديهم إلا جيش الاحتلال، وفي المعتقل تعرضت للعزل وقد ذهبت لزيارتها مرتين فاخبروني أنها في العزل .
وقالت إني أتمنى من الله أن يفك أسر ابنتي إيمان وجميع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
وقال المحامي أشرف نصر الله أحد -محامي المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي يتابع قضية الأسيرة- إنه منذ أن توجه أهل الأسيرة لنا وأعطونا بياناتها الشخصية أجرينا بحثا تمكنَّا من خلاله معرفة مكانها، حيث كانت في البداية في سجن عسقلان، وقد تم انتداب محامي من داخل فلسطين المحتلة عام 48 لأن المحاميين من قطاع غزة ممنوعون من دخول (إسرائيل) .
وأضاف أنه في 22 / 5 / 2002 وجهت النيابة العامة لائحة اتهام ضد إيمان أمام المحكمة المركزية في (ايرز)، وهي الاتصال بمنظمات ( معادية) ومحاولة الدخول إلى منطقة عسكرية دون الحصول على تصريح، ومحاولة تنفيذ عملية طعن، وبعد توجيه لائحة الاتهام نقلت إلى سجن الرملة (قسم النساء) .
وأكد أن الأيام الأولى كانت صعبة للغاية، حيث إنها تعتقل لأول مرة، موضحا أن الظروف المعيشية سيئة للغاية، وتتنافى مع أبسط الحقوق التي أقرتها المعاهدات والمواثيق الدولية ذات العلاقة، مؤكدا أنها تعرضت للعزل عن باقي الأسيرات كما حرمت عائلتها من زيارتها ما يقارب الشهرين، وقد مكثت فترة في التحقيق في سجن عسقلان وهو معروف عنه بتعرض الأسرى والأسيرات فيه للشبح والتعذيب والحرمان من النوم .
وقال إنه حكم عليها في البداية بالسجن عامين، إلا أن النيابة استأنفت الحكم فرفعت محكمة الاستئناف الحكم إلى السجن لمدة ثلاثة أعوام ونصف.
إن معاناة الأسيرات الفلسطينيات وصلت إلى أقصى حدودها، فظلم وقذارة الجلاد الإسرائيلي تجاوزت حد المعقول، ومع ذلك فقد قبلت الأسيرات التحدي وخضن الإضراب تلو الإضراب وقاتلن المحتل بشراسة، فانتزعن الكثير من حقوقهن التي سلبنها، وتحملن في سبيل ذلك القمع والتعذيب والحرب النفسية، ولازالت الأسيرة الفلسطينية التي أبت إلا الجهاد والمقاومة على رأس عملها تقاوم الإرهاب الإسرائيلي بكل ما أوتيت من قوة.
إن ما قدمته الأسيرات الفلسطينيات من أجل القدس وفلسطين، يدفعنا للقول بأنه لن يكون هناك سلام ولا أمن إلا بالإفراج الكامل عن جميع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال .
حسبنا الله ونعم الوكيل .... اللهم فرج همهن ... وفك أسرهن عاااجلا غير آجلااا ...
م / ن