حارث همام
16 Nov 2004, 05:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت بنان تنتظر دورها في عيادة الأسنان في عمان بالأردن بعد قدومها من جنيف التي عاشت فيها مع زوجها فترة من الزمن ، قبل انتقالها معه إلى ألمانيا .
بنان امرأة مسلمة تلتزم شعائر دينها ، وكانت بحجابها كما هو شأن كل امرأة عفيفة صالحة .
و في صالة الانتظار في عيادة الأسنان جلست بنان بين مجموعة من النسوة اللاتي تأثرن بحملات الدعوة إلى التبرج والسفور ، في تلك الفترة من تاريخ الأمة ، قبل عودة الحجاب بقوة ، بظهور هذه الصحوة المباركة .
في تلك اللحظات كانت بنان تملأ وقتها بذكر الله عز وجل ، وكانت تسمع أحيانا همسات تخترقها ضحكات من تلك النسوة اللاتي يتحدثن يقطعن الوقت انتظارا ؛ وفجأة شعرت أنها موضوع حديثهن ،
سمعت إحدى تلك النسوة تتحدث عنها متسائلة عن هذه القروية التي لا زالت تلبس الحجاب ، فلا يلبس الحجاب في تلك الفترة إلا القرويات !
نعم إنها تعنيها نعم تعني بنان ؟! لا يحتاج ذلك إلى تأكيد ،
فما إن شعرت كبرى المتحدثات بأن بنان قد انتبهت لحديثهن حتى بادرتها بسؤال ساخر ، قائلة: أيها القروية ! من أي قرية أنت ؟
صمتت بنان قليلا ، ثم أجابت بكل هدوء : تقصدينني ؟! أنا من قرية جنيفا !
ذهلت تلك المتفرنجة وألحقت السؤال بسؤال استغرابي : من جنيف من سويسرا ؟ ( فسويسرا بلد غربي متقدم في نظرها لا يقبل مثل هذه المظاهر / يعني : روح انهزامية تمام )
فأجابت بنان بتؤده : نعم من جنيف سويسرا ! هنا أحرقت نظرات الحاضرات وجهها أيما إحراق ، واعتصرت عرق جبينها أيما عصر .
هنا تغير وجه تلك الأخت المخدوعة ومرت به ألوان الطيف وألوان علبة الألوان وخاصة عائلتي اللونين الأحمر والأصفر، وأخذت تعتذر كثيرا لأختنا بنان رحمها الله ، وتمسح جبينها خجلا من سخريتها العمياء .
طمأنتها أختنا بنان ، لا ، لا عليك أختي ! وكعادتها لم تتوقف بنان عند هذا الحد ، كلا ، لقد جعلت من هذا الموقف المحرج لتلك المسكينة المخدوعة ببهرج المدنية الغربية المزعومة ،منطلقا للدعوة إلى الله عز وجل ، و لبيان حكم الحجاب ، ومن أوجبه ؟ وهل هو فرض من الرجال أم هو فرض الله ؛ وأخذت تستهوي جميع الحضارات بأسلوبها الدعوي الشيق ، الذي امتص السخرية بطريقة مذهلة ، فما كان من أختنا تلك إلا أن تابعتها تعتذر وتعتذر ، وتقول : صدقت صدقت ؛ فكم كان لتلك الكلمات من وقع في نفوس الحاضرات ، اللآتي كررن لها الاعتذار ، وشكرنها كثيرا على موعظتها المقنعة .
رحمك الله يا بنان رحمة واسعة وغفر لك ولوالدك الشيخ الجليل / علي الطنطاوي – الذي بكاك كثيرا - وأسكنكم فسيح جناته ، فكم عانيتم في سبيل الحفاظ على دينكم . وحسبنا الله على الجبناء الذين قتلوك غدرا .
كانت بنان تنتظر دورها في عيادة الأسنان في عمان بالأردن بعد قدومها من جنيف التي عاشت فيها مع زوجها فترة من الزمن ، قبل انتقالها معه إلى ألمانيا .
بنان امرأة مسلمة تلتزم شعائر دينها ، وكانت بحجابها كما هو شأن كل امرأة عفيفة صالحة .
و في صالة الانتظار في عيادة الأسنان جلست بنان بين مجموعة من النسوة اللاتي تأثرن بحملات الدعوة إلى التبرج والسفور ، في تلك الفترة من تاريخ الأمة ، قبل عودة الحجاب بقوة ، بظهور هذه الصحوة المباركة .
في تلك اللحظات كانت بنان تملأ وقتها بذكر الله عز وجل ، وكانت تسمع أحيانا همسات تخترقها ضحكات من تلك النسوة اللاتي يتحدثن يقطعن الوقت انتظارا ؛ وفجأة شعرت أنها موضوع حديثهن ،
سمعت إحدى تلك النسوة تتحدث عنها متسائلة عن هذه القروية التي لا زالت تلبس الحجاب ، فلا يلبس الحجاب في تلك الفترة إلا القرويات !
نعم إنها تعنيها نعم تعني بنان ؟! لا يحتاج ذلك إلى تأكيد ،
فما إن شعرت كبرى المتحدثات بأن بنان قد انتبهت لحديثهن حتى بادرتها بسؤال ساخر ، قائلة: أيها القروية ! من أي قرية أنت ؟
صمتت بنان قليلا ، ثم أجابت بكل هدوء : تقصدينني ؟! أنا من قرية جنيفا !
ذهلت تلك المتفرنجة وألحقت السؤال بسؤال استغرابي : من جنيف من سويسرا ؟ ( فسويسرا بلد غربي متقدم في نظرها لا يقبل مثل هذه المظاهر / يعني : روح انهزامية تمام )
فأجابت بنان بتؤده : نعم من جنيف سويسرا ! هنا أحرقت نظرات الحاضرات وجهها أيما إحراق ، واعتصرت عرق جبينها أيما عصر .
هنا تغير وجه تلك الأخت المخدوعة ومرت به ألوان الطيف وألوان علبة الألوان وخاصة عائلتي اللونين الأحمر والأصفر، وأخذت تعتذر كثيرا لأختنا بنان رحمها الله ، وتمسح جبينها خجلا من سخريتها العمياء .
طمأنتها أختنا بنان ، لا ، لا عليك أختي ! وكعادتها لم تتوقف بنان عند هذا الحد ، كلا ، لقد جعلت من هذا الموقف المحرج لتلك المسكينة المخدوعة ببهرج المدنية الغربية المزعومة ،منطلقا للدعوة إلى الله عز وجل ، و لبيان حكم الحجاب ، ومن أوجبه ؟ وهل هو فرض من الرجال أم هو فرض الله ؛ وأخذت تستهوي جميع الحضارات بأسلوبها الدعوي الشيق ، الذي امتص السخرية بطريقة مذهلة ، فما كان من أختنا تلك إلا أن تابعتها تعتذر وتعتذر ، وتقول : صدقت صدقت ؛ فكم كان لتلك الكلمات من وقع في نفوس الحاضرات ، اللآتي كررن لها الاعتذار ، وشكرنها كثيرا على موعظتها المقنعة .
رحمك الله يا بنان رحمة واسعة وغفر لك ولوالدك الشيخ الجليل / علي الطنطاوي – الذي بكاك كثيرا - وأسكنكم فسيح جناته ، فكم عانيتم في سبيل الحفاظ على دينكم . وحسبنا الله على الجبناء الذين قتلوك غدرا .