حارث همام
17 Nov 2004, 11:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
حتى لو سقطت الفلوجة : تحليل البيانات الامريكية يظهر نصراً كبيراً للمقاومة
في تحليل البيانات والتصريحات الصادرة عن المسئولين الأمريكيين فان النتيجة الوحيدة ،هي اعتراف أمريكي خطير وهام بان المقاومة حققت نصرا كبيرا على القوات الأمريكية حتى الآن في المعارك في الفلوجة .لنبدأ بالتصريحات التي أدلى بها رامسفيلد وهى مكونة من ثلاثة جمل رئيسية أولها أن عدد المسلحين "المجاهدين " الذين قتلوا "استشهدوا" بلغ عدة مئات وهو ما حدده ناطق عسكري أمريكي بنحو 500 ، وثانيها انه لا يستطيع تحديد وقت زمني لانتهاء العمليات في الفلوجة ،وثالثها أن الكثير أو بعض المسلحين هربوا من الفلوجة .وفى تحليل تلك الجمل ،يتضح التالي :
من ناحية الأرقام ،فإذا كان الناطق العسكري الأمريكي حدد رقم الشهداء من المجاهدين بحوالي 500 ،فان ناطق عسكري أمريكي آخر أفاد بان عدد القتلى من جنود المارينز بلغ ثمانية عشر ، وكذلك أعلن المستشفى العسكري الأمريكي في ألمانيا ،أن عدد الإصابات الخطرة التي وصلت للمستشفى حتى أمس وصلت إلى 227 جنديا أمريكيا .
وفى تحليل الأرقام وبغض النظر عن الكذب في ما يتعلق بتقديرات أرقام الشهداء من المجاهدين وعدم ذكر الأرقام الحقيقية للقتلى الأمريكان ،فانه وفى ضوء هذه الأرقام نفسها تكون خسائر الأمريكان حتى الآن هي 245 جنديا أمريكيا بين قتيل وجريح وهو ما يعنى نصرا كبيرا وغير مسبوق في العمليات العسكرية التي خاضتها المقاومة وخسائر جسيمة بالنسبة للجيش الأمريكي حتى لو صدقنا أن المجاهدين فقدوا 500 شهيد.
وإذا عدنا ووضعنا في الاعتبار عوامل الكذب ووجود خسائر كبيرة أخرى في قوات الحرس العراقي العامل مع جنود الاحتلال ،لظهر لنا حجم الخسائر الأمريكية .
وفى تحليل قصة عدم قدرته على تحديد مدى زمني للعمليات في الفلوجة ،فان هذه التصريحات جاءت بعد ساعة واحدة من تصريحات ناطق عسكري أمريكي أعلن أن العمليات ستنتهي يوم السبت أي غدا .وبغض النظر عن التضارب فان الأهم هنا هو أن الجيش الأمريكي غير قادر على تحديد رؤية لتطور العمليات ،وهو ما يعنى بالدقة أن المعركة في الفلوجة حتى الآن ليست في يد الجيش الأمريكي .وهنا نعود إلى حكاية الأرقام حيث سبق أن قدر الجيش الأمريكي عدد المدافعين عن الفلوجة بنحو 5000 مجاهد ،وهو ما يعنى أن قوة المجاهدين ما زالت على حالها ،ولذلك فان المعركة أمامها وقت طويل .
وتبقى حكاية هروب المسلحين من الفلوجة التي قالها رامسفيلد .وهى جملة تبدو من الجمل المعروفة لتبرير الفشل قبل إعلانه .وبغض النظر عن التضارب بين عدم القدرة على تحديد موعد نهاية العمليات ،بينما "العدو " هرب وترك المعركة ..بغض النظر عن ذلك فان رامسفيلد اظهر بهذا أن الجيش الأمريكي لم يتمكن من اسر أي مجاهد في العمليات ،وان رامسفيلد يحاول أن يبرر لسامعيه كيف انتشرت العمليات في كل وسط العراق حيث لم تعد هناك فلوجه واحدة ،بل عدة مدن عراقية تحت سيطرة المقاومة .وكذلك هو يمهد إلى احتمال إنهاء العمليات دون السيطرة على الفلوجة ،إذا اضطروا لذلك .حيث إذا كان المسلحين قد هربوا حسب وصف رامسفيلد فلماذا يستمر القتال ؟ هكذا سيقولون فيما بعد .
وإذا تركنا رامسفيلد ،فان التصريحات العسكرية الأمريكية للقادة الميدانيين تكشف –دون أن يدرى هؤلاء القادة –كيف أن المقاومة ،تعمل وفق خطة مدروسة بعناية وتقدير وكفاءة .قال مثلا احد القادة أن العدو يقاتل في مجموعات صغيرة وبدون تنسيق ملمحا إلى عدم شراسة المقاومة .وهو بهذا كشف أن المقاومة تعمل وفق أدق تكتيكات الحرب الجهادية –حرب العصابات –التي لا يدافع فيها المقاوم أو المجاهد وإنما ينسحب إذا تقدم العدو ويهاجمه حين يتوقف أو يتردد ثم ينسحب ،ويفاجئه من حيث لا يتوقع وهكذا . أن متابعة التصريحات الأمريكية وفق هذه الطريقة في التحليل تكشف كيف أن المقاومة حققت انتصارات كبرى .وبغض النظر عن قصة أن الفلوجة يمكن احتلالها وان المشكلة ليست في احتلالها ولكن في السيطرة عليها ،بغض النظر عن ذلك فالظاهر أن إستراتيجية المقاومة ،في توسيع رقعة المعركة قد نجحت ،إذ باتت القوات الأمريكية تقاتل في كل منطقة وسط العراق وليس في الفلوجة فقط ،بينما خطة القوات الأمريكية في تركيز المعركة وحصرها في الفلوجة ،قد فشلت .
وما النصر إلا من عند الله
منقول لأهميته في تنمية الحس التحليلي .
حتى لو سقطت الفلوجة : تحليل البيانات الامريكية يظهر نصراً كبيراً للمقاومة
في تحليل البيانات والتصريحات الصادرة عن المسئولين الأمريكيين فان النتيجة الوحيدة ،هي اعتراف أمريكي خطير وهام بان المقاومة حققت نصرا كبيرا على القوات الأمريكية حتى الآن في المعارك في الفلوجة .لنبدأ بالتصريحات التي أدلى بها رامسفيلد وهى مكونة من ثلاثة جمل رئيسية أولها أن عدد المسلحين "المجاهدين " الذين قتلوا "استشهدوا" بلغ عدة مئات وهو ما حدده ناطق عسكري أمريكي بنحو 500 ، وثانيها انه لا يستطيع تحديد وقت زمني لانتهاء العمليات في الفلوجة ،وثالثها أن الكثير أو بعض المسلحين هربوا من الفلوجة .وفى تحليل تلك الجمل ،يتضح التالي :
من ناحية الأرقام ،فإذا كان الناطق العسكري الأمريكي حدد رقم الشهداء من المجاهدين بحوالي 500 ،فان ناطق عسكري أمريكي آخر أفاد بان عدد القتلى من جنود المارينز بلغ ثمانية عشر ، وكذلك أعلن المستشفى العسكري الأمريكي في ألمانيا ،أن عدد الإصابات الخطرة التي وصلت للمستشفى حتى أمس وصلت إلى 227 جنديا أمريكيا .
وفى تحليل الأرقام وبغض النظر عن الكذب في ما يتعلق بتقديرات أرقام الشهداء من المجاهدين وعدم ذكر الأرقام الحقيقية للقتلى الأمريكان ،فانه وفى ضوء هذه الأرقام نفسها تكون خسائر الأمريكان حتى الآن هي 245 جنديا أمريكيا بين قتيل وجريح وهو ما يعنى نصرا كبيرا وغير مسبوق في العمليات العسكرية التي خاضتها المقاومة وخسائر جسيمة بالنسبة للجيش الأمريكي حتى لو صدقنا أن المجاهدين فقدوا 500 شهيد.
وإذا عدنا ووضعنا في الاعتبار عوامل الكذب ووجود خسائر كبيرة أخرى في قوات الحرس العراقي العامل مع جنود الاحتلال ،لظهر لنا حجم الخسائر الأمريكية .
وفى تحليل قصة عدم قدرته على تحديد مدى زمني للعمليات في الفلوجة ،فان هذه التصريحات جاءت بعد ساعة واحدة من تصريحات ناطق عسكري أمريكي أعلن أن العمليات ستنتهي يوم السبت أي غدا .وبغض النظر عن التضارب فان الأهم هنا هو أن الجيش الأمريكي غير قادر على تحديد رؤية لتطور العمليات ،وهو ما يعنى بالدقة أن المعركة في الفلوجة حتى الآن ليست في يد الجيش الأمريكي .وهنا نعود إلى حكاية الأرقام حيث سبق أن قدر الجيش الأمريكي عدد المدافعين عن الفلوجة بنحو 5000 مجاهد ،وهو ما يعنى أن قوة المجاهدين ما زالت على حالها ،ولذلك فان المعركة أمامها وقت طويل .
وتبقى حكاية هروب المسلحين من الفلوجة التي قالها رامسفيلد .وهى جملة تبدو من الجمل المعروفة لتبرير الفشل قبل إعلانه .وبغض النظر عن التضارب بين عدم القدرة على تحديد موعد نهاية العمليات ،بينما "العدو " هرب وترك المعركة ..بغض النظر عن ذلك فان رامسفيلد اظهر بهذا أن الجيش الأمريكي لم يتمكن من اسر أي مجاهد في العمليات ،وان رامسفيلد يحاول أن يبرر لسامعيه كيف انتشرت العمليات في كل وسط العراق حيث لم تعد هناك فلوجه واحدة ،بل عدة مدن عراقية تحت سيطرة المقاومة .وكذلك هو يمهد إلى احتمال إنهاء العمليات دون السيطرة على الفلوجة ،إذا اضطروا لذلك .حيث إذا كان المسلحين قد هربوا حسب وصف رامسفيلد فلماذا يستمر القتال ؟ هكذا سيقولون فيما بعد .
وإذا تركنا رامسفيلد ،فان التصريحات العسكرية الأمريكية للقادة الميدانيين تكشف –دون أن يدرى هؤلاء القادة –كيف أن المقاومة ،تعمل وفق خطة مدروسة بعناية وتقدير وكفاءة .قال مثلا احد القادة أن العدو يقاتل في مجموعات صغيرة وبدون تنسيق ملمحا إلى عدم شراسة المقاومة .وهو بهذا كشف أن المقاومة تعمل وفق أدق تكتيكات الحرب الجهادية –حرب العصابات –التي لا يدافع فيها المقاوم أو المجاهد وإنما ينسحب إذا تقدم العدو ويهاجمه حين يتوقف أو يتردد ثم ينسحب ،ويفاجئه من حيث لا يتوقع وهكذا . أن متابعة التصريحات الأمريكية وفق هذه الطريقة في التحليل تكشف كيف أن المقاومة حققت انتصارات كبرى .وبغض النظر عن قصة أن الفلوجة يمكن احتلالها وان المشكلة ليست في احتلالها ولكن في السيطرة عليها ،بغض النظر عن ذلك فالظاهر أن إستراتيجية المقاومة ،في توسيع رقعة المعركة قد نجحت ،إذ باتت القوات الأمريكية تقاتل في كل منطقة وسط العراق وليس في الفلوجة فقط ،بينما خطة القوات الأمريكية في تركيز المعركة وحصرها في الفلوجة ،قد فشلت .
وما النصر إلا من عند الله
منقول لأهميته في تنمية الحس التحليلي .